مشاهدة النسخة كاملة : بالإذن من الأخ طرابلسي:لبس الجن للبشر خرافة ووهم
من طرابلس
07-21-2008, 10:36 AM
اعدت قراءة موضوع الأخ طرابلسي القديم عن الرقية وكتبت ردا طويلا لكن الكهرباء انقطعت وانطفا الجهاز
باختصار أقول أنه لا يمكن للجن ان يلبسوا البشر فيتكلموا عنهم او يتصروفوا عنهم وكل هذا وهم وتخريف فالجن ليس لهم سلطان على الناس إلا الوسوسة والغواية
وأذكر قصة طريفة حصلت مع الشيخ محمد الغزالي رحمه الله
جاء أحدهم للشيخ إلى البيت ففتح الباب فإذا برجل ضخم قوي البنية فقال له يا شيخ أنا لابسني جني فرد عليه الشيخ بهدوء ضاحكا:ولماذ لم تلبسه أنت !!!؟؟
أحد أقربائي عمل حادث دخل على أثره إلى المستشفى وعمل عملية جراحية ،بعد فترة بدأت تبدو عليه مظاهر غريبة أصبح لا ينام إلا قليلا ويملك قوة غريبة ويتكلم بأمور غريبة وطبعا كا العادة بدأ التخريف فصاروا يقولوا أنو ملبوس فأخذوه إلى كل المعروفين بالرقية في البلد وما مشي الحال وبعدين صاوا يقولوا أنو لما عمل الحادث وقع على جني(ههههههههه)
باختصار وبعد سنوات من هذه الحالة التي كانت تأتيه بين فترة وأخرى عرضوه على طبيب شاطر من بيروت وببساطة كان في خطأ بالعملية الجراحية حيث أعطوه جرعة زائدة من البنج أثرت على جهازه العصبي وها هو اليوم يمارس حياته الطبيعية ولا ملبوس ولا من يحزنون
والحمدلله الإسلام دين العلم وليس دين الخرافات والشعوذات والضحك على الناس وكثيرا ممن يعتقدون أنفسهم ملبوسين إما معهم أمراض نفسية أو عضوية واحد العلماء يرد على هذا التخريف :لو كان هذا الأمر صحيحا فهذا يعني أنه سيقط التكليف عن الشخص الملبوس إذاأنه لا يملك تصرفاته وأقواله !!!
معتز بدينه
07-21-2008, 11:49 AM
الحمد لله منشئ الكون من عدم
ثم الصلاة على المختار في القدم
وبعد اخي من طرابلس
باختصار انت لم تقدم لا دليل عقلي ولا دليل نقلي ينفي المس ودخول الجن الاجسام !
فان الجن والشياطين اجسام لطيفة يجوز ان تتداخل في الاجسام الكثيفة, الا ترى الى الهواء كيف انه جسم لا نراه ولكنه قد يحل في اجسادنا؟ والروح هي ايضا جسم لطيف وتحل في الاجساد من غير انكار من احد بل المعارض يكون منكرا للحس والبديهة.
والنافي انما ينفي لكون الشيء ممتنعا لذاته او ممتنعا لعارض او بالاضافة. وليس هو ممتنعا بذاته اذ سبق وقدمنا الادلة على ذلك وليس ايضا ممتنعا بغيره فان التلبس لا يزيل الانسانية ولا يغيرها انما يغير بعض عادات الملبوس دون حقيقة ذاته.
ثم نقول هل التلبس جائز في قدرة الله ام لا؟ بالطبع هو من مقدورات الله لانه ممكن في ذاته والممكن العقلي جائز الوقوع وقضية وقوعه من عدمه يرجع الى الدليل السمعي او الى تواتر ذلك ووقوعه ومشاهدته فعلا , وقد وقع ذلك ودلت الاخبار على وقوعه حتما, فاننا اذا نظرنا الى كافة العصور والى كافة الشعوب وجدناها تؤكد ذلك وتجمع عليه. نعم قد يكون فيه مبالغة في احيان كثيرة ولكن اصل الوقوع حاصل .
ثم انه ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ان الحق يجري على لسان عمر رضي الله عنه وارضاه وقد اتت روايات تبيّن ان الملائكة كانت تتكلم لسانه رضي الله عنه, فمما جاء في فتح الباري لامام المؤمنين في الحديث ابن حجر العسقلاني :
وقيل من يجري الصواب على لسانه من غير قصد، وقيل مكلم أي تكلمه الملائكة بغير نبوة، وهذا ورد من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعا ولفظه " قيل يا رسول الله وكيف يحدث؟ قال تتكلم الملائكة على لسانه " رويناه في " فوائد الجوهري " وحكاه القابسي وآخرون، ويؤيده ما ثبت في الرواية المعلقة )
فاذا صح هذا فان العقل يصحح وقوع ذلك من الجن كما صحح وقوعه للملك فلا معنى بتخصيص الملك دون الجان من حيث الجواز العقلي. والله اعلم واحكم.
مولاي صلّ وسلم دائما ابدا على حبيبك خير الخلق كلهم
محمد سيد الكونين والثقلين والفريقين من عرب ومن عجم
معتز بدينه
07-21-2008, 11:51 AM
في الجملة الاولى وقع خطأ , ارجو من المشرفين محو كلمة انبياء فان الجن لا يدخل في قلوب ولا اجساد الانبياء ومعتقد ذلك كافر لان ذلك مستحيل عليهم صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين
العمر
07-21-2008, 11:55 AM
قال تعالى : (( الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ ))
مقاوم
07-21-2008, 01:26 PM
أخي من طرابلس
رد عليك العمر بما يغني ويكفي وأنصحك بحذف الموضوع قبل أن يراه الطرابلسي لأنو "وقعتك سودا" :)
العمر
07-21-2008, 05:15 PM
أخي من طرابلس
رد عليك العمر بما يغني ويكفي وأنصحك بحذف الموضوع قبل أن يراه الطرابلسي لأنو "وقعتك سودا" :)
:D:D:D
خلاص ماينفع الحذف...لامفر..جاء طرابلسي وسيبدأ الرمي بالمنجنيق بعد قليل :D
مالقيت غير طرابلسي تعلق معه؟ كان شفت واحد غيره :D
طرابلسي
07-21-2008, 05:30 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا يا أخي لست عقدة ولا ما يحزنون قد يشتبه الامر على البعض وعلينا بالدليل ولو واحدا ومن ثم إن أصر الأخ من طرابلس فتلك مشكلته ولكنه يكون قد رد الأثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
والكل يعلم ما معنى رد حديث الرسول عليه الصلاة والسلام لذا لن أحشو له كل الأدلة بل دليل واحد عسى الله ان ينير قلبه به
مع العلم قلت وما زلت أقول ولهذه اللحظة أقول
إن نسبة الملبوسين لا تؤلف 5% من كل تلك الجموع التي مرت خلال متابعتي للرقية
وأكثر الحالات وهم ومرض عضوي وخطأ طبي
لكن لا يصح نفي التلبس وإلا فقد عارض ذلك الكتاب والسنة على حد سواء أتركك مع هذا الحديث أرجو ان تتمعنه جيدا ربما تستنبط منهم ما لم يسبقك إليه أحد من العلماء
فقد روى ابن ماجه بسند صحيح عن عثمان بن العاص قال : لما استعملني رسول الله صلى الله عليه وسلم على الطائف جعل يعرض لي في صلا تى حتى ما أدرى ما أصلى فلما رأيت ذلك رحلت إلى رسول الله فقال إبن أبى العاص قلت يا رسول الله عرض لي شىء فى صلواتى حتى ما أدري ما أصلى قال ذاك الشيطان ادنه فدنوت منه ، فجلست على صدورقدمى قال فضرب صدرى بيده وتفل فى فمى وقال : أخرج عدوالله ففعل ذلك ثلاث مرات ثم قال إلحق بعملك قال عثمان : فلعمري ما أحسبه خالطني بعد
وإليك حديث ام زفر فقد كانت تصرع فقالت يا رسول الله إن الخبيث يصرعني ويجردني من ثيابي قال إن شئت دعوت لك وإن صبرت فلك الجنة قالت أصبر ولكن ادع الله ان لا اتكشف ففعل فلم تتكشف بدها أبدا أو كما قالت ....
وبناء عليه لا يمكنك إنكار ذلك بل أسلّم معك أن نسبتهم ضيئلة أمام هذا الكم الهائل من الحالات الأخرى
من طرابلس
07-22-2008, 06:53 AM
إلى جميع الإخوة الذين يعتقدون بخرافة لبس الجني للآدمي وبخاصة الأخ الكريم طرابلسي أهديكم هذه الروابط وفيها تفصيل ورد بالأدلة القاطعة
وما زلت أصر أنه لا يمكن أن يكون للشياطين سلطان على البشر إلا الوسوسة والغواية
أترككم مع هذه الروابط الممتعة
الرابط الأول
http://www.ibnamin.com/jini.htm
الرابط الثاني
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?cid=1118883149994&pagename=IslamOnline-Arabic-Cyber_Counselor/CyberCounselingA/CyberCounselingA
الرابط الثالث
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?cid=1118883149994&pagename=IslamOnline-Arabic-Cyber_Counselor/CyberCounselingA/CyberCounselingA
وقتا ممتعا اتمناه لكم وتوبة نصوحا بإذن الله من هذه الخرافات
ديننا دين العلم وليس دين الخرافات والخزعبلات
العمر
07-22-2008, 07:09 AM
إسمحلي ياأخ ( من طرابلس ) بسؤال بسيط...
أنت قلت
وقتا ممتعا اتمناه لكم وتوبة نصوحا بإذن الله من هذه الخرافات
ديننا دين العلم وليس دين الخرافات والخزعبلات
وبما أن ديننا دين العلم وليس دين الخرافات والخزعبلات...هل تؤمن بالسحر أم لا؟؟
من طرابلس
07-22-2008, 07:40 AM
حضرة الأخ "العمر" نحن الآن نتكلم عن لبس الجن للبشر ،عندما ننتهي من هذا الموضوع ننتقل إلى موضوع آخر
أنا أوردت بحوثا مستفيضة بالأدلة عن الموضوع ،أتمنى أن تقرءها وترد بالدليل يرعاك الله بدل اتبديل الموضوع
العمر
07-22-2008, 07:49 AM
بالعكس الموضوع مترابط ببعضه....فإذا كنت تتعلق بحجة (أن ديننا دين العلم وليس دين الخزعبلات والخرافات) فهذا يعني إنكارك للسحر أو العين لأنها ستنطوي حسب مفهومك تحت مسمى خزعبلات وخرافات...
هذا شي والشيء الأخر هو أن السحر مرتبط بالشياطين، فهل يستطيع شخص أن يسحر أخر من غير إستعمال الشياطين؟؟ جاوب لكي أنتقل معك للنقطة الأخرى...
والشيء الأخر بأني رددت عليك بالدليل في رد سابق ولكنك لم ترد عليه الى الآن!
وساعيده عليك مع بعض من التفصيل والبيان:
قال تعالى :
(( الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ ))
قال ابن جرير : يعني بذلك يخبله الشيطان في الدنيا وهو الذي يخنقه ويصرعه ( من المس ) يعني من الجنون .
وقال البغوي في تفسير هذه الآية : أي الجنون . يقال " مس الرجل " فهو ممسوس .
وقال ابن كثير في تفسير هذه الآية : لا يقومون من قبورهم يوم القيامة إلا كما يقوم المصروع حال صرعه وتخبط الشيطان له .
وقال القرطبي في تفسير هذه الآية : في هذه الآية دليل على فساد إنكار من أنكر الصرع من جهة الجان . وزعم انه من فعل الطبائع .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه ( إيضاح الدلالة في عموم الرسالة للثقلين ) الموجود في مجموع الفتاوى 19/ 9 / 65 : ولهذا أنكر طائفة من المعتزلة دخول الجن في بدن المصروع ولم ينكروا وجود الجن . وقال شيخ الإسلام بن تيمية أيضاً في مجموع الفتاوى مجلد 24 صفحة 276 ـ 277 ما نصه ( وجود الجن ثابت بالكتاب والسنة واتفاق سلف الأمة وأئمتها . كذلك دخول الجني في بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة آهل السنة والجماعة وذكر الآية المتقدمة في سورة البقرة 275 . ومن السنة الحديث الصحيح " إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم " ).
يقول ابن القيم في كتابه زاد المعاد في هدي خير العباد المجلد الرابع صفحة 66ـ 99 . وساق كلاما جميلا ضمنه بقوله : ( شاهدت شيخنا (يقصد ابن تيمية) يرسل إلى المصروع من يخاطب الروح التي فيه ويقول : قال لك الشيخ اخرجي فإن هذا لا يحل لك فيفيق المصروع ) .
وبعد سرد بعض الأدلة الشرعية وإجماع أهل العلم من أهل السنة والجماعة على جواز دخول الجني في الإنسي يتبين بطلان قول من أنكر ذلك . وهم لا دليل لهم من كتاب أو سنة أو إجماع الأمة ، فندعوهم للرجوع إلى الحق، فالحق أحق أن يتبع، والرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل .. والله المستعان .
عبد الله بوراي
07-22-2008, 07:53 AM
يقول الله تعالى: http://www.ibn-jebreen.com/images/b2.gif لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ (http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=2 &nAya=275)http://www.ibn-jebreen.com/images/b1.gif ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: http://www.ibn-jebreen.com/images/h2.gif إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم http://www.ibn-jebreen.com/images/h1.gif (http://www.ibn-jebreen.com/takhreeg/book220/Hits19301.htm) فإذا تسلط الجني على الإنسي غلب على إحساسه، يلابسه حتى يغلب على إحساسه، فإذا ضُرب فلا يقع الضرب إلا على الجني الذي لابس ذلك الإنسان.
طرابلسي
07-22-2008, 10:00 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ من طرابلس لن أستفيض بنقل الأدلة لوجود من بّينها لك بارك الله فيهم ولن أناقشك فيها كلها
فقط هذا الحديث كيف تفهمه روى ابن ماجه بسند صحيح ( أولا السند صحيح مئة بالمئة ومن المعلوم من أنكر حديثا ثابتا عن رسول الله يكفر إلا إذا كان مجتهدا مؤولا فحينئذ يعذر لعلمه ويلزم بالمرجح من الأدلة فإذا كنت مجتهدا اجتهادا مطلقا فقد نعذرك على قولك هذا وإن لم تكن كذلك فعليك بالتوبة مما ترسخ في ذهنك برد حديث رسول الله )
فالسؤال لك أيها الفاضل هل يمكنك نقض السند حتى تبطل مضمون الحديث تفضل إذا كنت عالما وإلا التزم
عن عثمان بن العاص قال : لما استعملني رسول الله صلى الله عليه وسلم على الطائف جعل يعرض لي في صلاتي حتى ما أدرى ما أصلى فلما رأيت ذلك رحلت إلى رسول الله فقال إبن أبى العاص قلت يا رسول الله عرض لي شىء فى صلواتى حتى ما أدري ما أصلى قال ذاك الشيطان
( قلت هل يمكنك تأويل قول النبي صلى الله عليه وسلم بقول أنه ليس شيطانا ؟)
ادنه فدنوت منه ، فجلست على صدورقدمى قال فضرب صدرى بيده وتفل فى فمى وقال : أخرج عدوالله
قلت : وهل الرسول يلغو معناوحاشا يقول له اخرج وهو ليس بالداخل ؟!!
ففعل ذلك ثلاث مرات ثم قال إلحق بعملك قال عثمان : فلعمري ما أحسبه خالطني بعد
أرجو الرد على هذه النقطة لو تكرمت وإلا سوف اتهمك بالتألي والاستهزاء بحديث رسولك الكريم وبإثارة القلائل بلا حجة ولا برهان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ من طرابلس لن أستفيض بنقل الأدلة لوجود من بّينها لك بارك الله فيهم ولن أناقشك فيها كلها
فقط هذا الحديث كيف تفهمه روى ابن ماجه بسند صحيح ( أولا السند صحيح مئة بالمئة ومن المعلوم من أنكر حديثا ثابتا عن رسول الله يكفر إلا إذا كان مجتهدا مؤولا فحينئذ يعذر لعلمه ويلزم بالمرجح من الأدلة فإذا كنت مجتهدا اجتهادا مطلقا فقد نعذرك على قولك هذا وإن لم تكن كذلك فعليك بالتوبة مما ترسخ في ذهنك برد حديث رسول الله )
فالسؤال لك أيها الفاضل هل يمكنك نقض السند حتى تبطل مضمون الحديث تفضل إذا كنت عالما وإلا التزم
عن عثمان بن العاص قال : لما استعملني رسول الله صلى الله عليه وسلم على الطائف جعل يعرض لي في صلاتي حتى ما أدرى ما أصلى فلما رأيت ذلك رحلت إلى رسول الله فقال إبن أبى العاص قلت يا رسول الله عرض لي شىء فى صلواتى حتى ما أدري ما أصلى قال ذاك الشيطان
( قلت هل يمكنك تأويل قول النبي صلى الله عليه وسلم بقول أنه ليس شيطانا ؟)
ادنه فدنوت منه ، فجلست على صدورقدمى قال فضرب صدرى بيده وتفل فى فمى وقال : أخرج عدوالله
قلت : وهل الرسول يلغو معناوحاشا يقول له اخرج وهو ليس بالداخل ؟!!
ففعل ذلك ثلاث مرات ثم قال إلحق بعملك قال عثمان : فلعمري ما أحسبه خالطني بعد
أرجو الرد على هذه النقطة لو تكرمت وإلا سوف اتهمك بالتألي والاستهزاء بحديث رسولك الكريم وبإثارة القلائل بلا حجة ولا برهان
السلام عليكم اخي الحبيب طرابلسي
لقد رد الاخ من طرابلس على هذا النقطة بشكل مستفيض في روابطه
من هم الجن والشياطين؟ وما هو تأثيرهم علينا؟
قال الإمام ابن حزم الأندلسي في كتابه "الفصل في الملل والأهواء والنحل" (5|83) عن الجن: «وهم أجسام رقاق صافية هوائية لا ألوان لهم. وعنصرهم النار، كما أن عنصرنا التراب، وبذلك جاء القرآن. قال الله عز وجل: {والجان خلقناه من قبل من نار السموم}. والنار والهواء عنصران لا ألوان لهما، وإنما حدث اللون في النار المشتعلة عندنا لامتزاجها برطوبات ما تشتعل فيه من الحطب والكتان والأدهان وغير ذلك. ولو كانت لهم ألوان، لرأيناهم بحاسة البصر. ولو لم يكونوا أجساما صافية رقاقا هوائية، لأدركناهم بحاسة اللمس.
وصح النص بأنهم يوسوسون في صدور الناس، وأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم. فوجب التصديق بكل ذلك حقيقة. وعلمنا أن الله عز وجل جعل لهم قوة يتوصلون بها إلى قذف ما يوسوسون به في النفوس. برهان ذلك قول الله تعالى {من شر الوسواس الخناس، الذي يوسوس في صدور الناس، من الجنة والناس}. ونحن نشاهد الإنسان يرى من له عنده ثار، فيضطرب وتتبدل أعراضه وصورته وأخلاقه وتثور ناريته. ويرى من يحب، فيثور له حال أخرى ويبتهج وينبسط. ويرى من يخاف، فتحدث له حال أخرى من صفرة ورعشة وضعف نفس. ويشير إلى إنسان آخر بإشارات يحل بها طبائعه، فيغضبه مرة ويخجله أخرى ويفزعه ثالثة ويرضيه رابعة. وكذلك يحيله أيضا بالكلام إلى جميع هذه الأحوال. فعلمنا أن الله عز وجل جعل للجن قوى يتوصلون بها إلى تغيير النفوس والقذف فيها بما يستدعونها إليه. نعوذ بالله من الشيطان الرجيم ووسوسته ومن شرار الناس. وهذا هو جريه من ابن آدم مجرى الدم، كما قال الشاعر...
وأما الصرع فإن الله عز وجل قال {الذي يتخبطه الشيطان من المس}. فذكر عز وجل تأثير الشيطان في المصروع، إنما هو بالمماسة. فلا يجوز لأحد أن يزيد على ذلك شيئاً ومن زاد على هذا شيئاً، فقد قال ما لا علم له به، وهذا حرام لا يحل. قال عز وجل: {ولا تقف ما ليس لك به علم}. وهذه الأمور لا يمكن أن تعرف البتة إلا بخبر صحيح عنه r. ولا خبر عنه –عليه السلام– بغير ما ذكرنا. وبالله تعالى التوفيق. فصح أن الشيطان يمس الإنسان الذي يسلطه الله عليه، كما جاء في القرآن، يثير به طبائعه السوداء والأبخرة المتصاعدة إلى الدماغ، كما يخبر به عن نفسه كل مصروع بلا خلاف منهم. فيُحدث الله عز وجل له الصرع والتخبط حينئذ كما نشاهده. وهذا هو نص القرآن، وما توجبه المشاهدة. وما زاد على هذا، فخرافات من توليد العزامين والكذابين. وبالله تعالى نتأيد».
خرافات المس الشيطاني
اختلف العلماء في مسألة مس الشيطان للإنسان. فبداية يجب النظر في مسألة: ما المقصود بمس الشيطان للإنسان؟ لأن إنكار المس أو إثباته، متعلق بتعريفه وبيانه. فإن قيل بأن مس الشيطان هو القدرة على التعذيب النفسي بالوسوسة في صدر الإنسان، كان هذا المعنى صحيحاً. وبذلك يجب على كل مسلم أن يؤمن بمشروعية مس الشيطان لبني آدم. وأما من زعم بأن مس الشيطان هو القدرة على السيطرة على جسم الإنسان، بحيث يفقد الإنسان إرادته، ويتكلم الشيطان على لسانه، ويأمر جسده بفعل الفواحش والجرائم، وعقل الإنسان يكون مقيداً مأسوراً لا يقدر على شيء في جسده، فهذه من الخرافات العتيقة التي يجب محاربتها.
قال الإمام ابن حزم الأندلسي في أحد "رسائله" (3|228): «أما كلام الشيطان على لسان المصروع، فهذا من مخاريق العزامين (يعني بهم الراقون الذين يستعملون العزائم و هي الرقى). و لا يجوز إلا في عقول ضعفاء العجائز. و نحن نسمع المصروع يحرك لسانه بالكلام، فكيف صار لسانه لسان الشيطان؟ إن هذا لتخليط ما شئت. و إنما يلقي الشيطان في النفس يوسوس فيها، كما قال تعالى {يُوَسْوِسُ في صدور الناس} و كما قال تعالى {إلا إذا تَمَنَّى ألقى الشيطان في أُمْنِيَّتِهِ}. فهذا هو فعل الشيطان فقط. و أما أن يتكلم على لسان أحد، فحِمقٌ عتيقٌ و جُنونٌ ظاهرٌ. فنعود بالله من الخذلان و التصديق بالخرافات».
وسنذكر الأدلة على أقوال كل فريق مع التعليق عليها.
أدلة من قال بأن الشيطان يدخل جسم الإنسان ويؤذيه بالوسوسة فقط
دليل:
قول الله تعالى: }وَإِماّ يَنَزَغَنّكَ مِنَ الشّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * إِنّ الّذِينَ اتّقَواْ إِذَا مَسّهُمْ طَائِفٌ مّنَ الشّيْطَانِ تَذَكّرُواْ فَإِذَا هُم مّبْصِرُونَ{. وقوله عز وجل: }ادْفَعْ بِالّتِي هِيَ أَحْسَنُ السّيّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ * وَقُلْ رّبّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشّياطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبّ أَن يَحْضُرُون}. وقوله جل وعَلى: {وَلاَ تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلاَ السّيّئَةُ ادْفَعْ بِالّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنّهُ وَلِيّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقّاهَا إِلاّ الّذِينَ صَبَرُواْ وَمَا يُلَقّاهَآ إِلاّ ذُو حَظّ عَظِيمٍ * وَإِمّا يَنزَغَنّكَ مِنَ الشّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنّهُ هُوَ السّمِيعُ الْعَلِيمُ{.
فمن المفسرين من فسر نزغ الشيطان بالغضب. ومنهم من فسره بمس الشيطان بالصرع ونحوه، وهذا لا يستقيم البتة مع الآيات التي قبلها. ومنهم من فسره بالهم بالذنب. ومنهم من فسره بإصابة الذنب. وقوله {تذكروا} أي عقاب الله وجزيل ثوابه ووعده ووعيده، فتابوا وأنابوا واستعاذوا بالله ورجعوا إليه من قريب، {فإذا هم مبصرون} أي قد استقاموا وصحوا مما كانوا فيه.
دليل:
قول الله تعالى: {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم...} سورة إبراهيم:22.
الآية صريحة في أنه ليس للشيطان قدرة على الصرع والإيذاء والقتل، وأن الله تعالى لم يجعل له سلطاناً وسبيلاً على الناس إلا أن يوسوس في صدورهم. قال الإمام الطحاوي في "شرح الآثار": «الناس إنما أمروا بالاستعاذة من الشيطان، فيما جعل له سلطان عليهم -وهي الوسوسة- لتحبيب الشر وتكريه الخير وإنساء ما يذكرون وتذكير ما ينسون. وأما إعثار دوابهم وإهلاك أموالهم، فلا سبب له فيها». وقال الإمام الطبري في تفسيره (13|202): حدثنا يونس (ثقة) قال أخبرنا ابن وهب (ثقة) قال: قال ابن زيد: «خطيب السُّوء: إبليس الصادق. أفرأيتم صادقاً لم ينفعه صدقه؟ {إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان} أَقْهَركُمْ به {إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي} قال أَطَعْتُمُونِي {فلا تلوموني ولوموا أنفسكم} حين أطعتموني...».
فلم يجعل الله لإبليس سلطاناً يقهر به بني آدم ويجبرهم على المعاصي. وإنما يوسوس لهم ويدعوهم للمعاصي فيطيعونه. ولو احتج علينا الجاني بأن الشيطان كان قد ركبه وسيطر عليه وقت الجريمة، لما قبلنا ذلك منه. لو كان الشيطان قادراً على الصرع، فلماذا لا يصرع جميع المؤمنين ويصرف همته إلى العلماء والزهاد وأهل العقول مع شدة عداوته لهم، ولماذا لم يغصب أموالهم، ويفسد أحوالهم، ويفشي أسرارهم، ويزيل عقولهم؟ وكل ذلك ظاهر الفساد. فإن قيل أن الشيطان لا يتمكن إلا من ضعفاء الإيمان، فلماذا لم يشك الكفار المعاصرون من احتلال الجن لأجسامهم؟ هل سمعتم بملك أو رئيس اليوم قد احتل الجن جسمه وصار يتخبط به ويتكلم على لسانه؟
دليل:
قول الله تعالى: {وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ} (41) سورة ص. وقوله عز وجل: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} (83) سورة الأنبياء.
ولا شك أبداً أن نبي الله أيوب –عليه السلام– لا يمكن أن يتلبسه الشيطان. فهذا يدل ضرورة على أن مس الشيطان هنا ليس التلبس والسيطرة. وإلى هذا ذهب المفسر الأندلسي ابن حيان إذ قال: «والضر هو المرض، وله أسبابٌ طبيعية ظاهرة في البدن. فنسب ما به من المرض –المستند إلى أسبابه الطبيعية– إلى الشيطان». وقال أحد المفسرين: «الشيطان لا يصرع الإنسان على الحقيقة. ولكن من غلب عليه المرة السود، أو ضعف عقلـه، ربما يخيل الشيطان إليه أمورا هائلة، ويوسوس إليه، فيقع الصرع عند ذلك من فعل الله. ونسب ذلك إلى الشيطان مجازا، لما كان ذلك عند وسوسته».
وجاء في تفسير "الكشاف" للزمخشري: «والنصب: تثقيل نصب، والمعنى واحد، وهو التعب والمشقة. والعذاب: الألم، يريد مرضه وما كان يقاسي فيه من أنواع الوصب. وقيل: الضرّ في البدن، والعذاب في ذهاب الأهل والمال. فإن قلت: لم نسبه إلى الشيطان، ولا يجوز أن يسلطه الله على أنبيائه ليقضي من إِتعابهم وتعذيبهم وطره، ولو قدر على ذلك لم يدع صالحاً إلا وقد نكبه وأهلكه، وقد تكرّر في القرآن أنه لا سلطان له إلا الوسوسة فحسب؟ قلت: لما كانت وسوسته إليه وطاعته له فيما وسوس سبباً فيما مسه الله به من النصب والعذاب، نسبه إليه. وقد راعى الأدب في ذلك، حيث لم ينسبه إلى الله في دعائه، مع أنه فاعله ولا يقدر عليه إلا هو. وقيل: أراد ما كان يوسوس به إليه في مرضه من تعظيم ما نزل به من البلاء، ويغريه على الكراهة والجزع، فالتجأ إلى الله تعالى في أن يكفيه ذلك بكشف البلاء، أو بالتوفيق في دفعه ورده بالصبر الجميل».
وقال ابن عاشور في تفسيره "التحرير والتنوير": «النصب والعذاب هما الماسان أيوب. ففي سورةَ الأنبياء (83) {أني مسني الضر}. فأسند المسّ إلى الضر. والضرّ هو النصب والعذاب. وتردّدت أفهام المفسرين في معنى إسناد المسّ بالنُّصب، والعذاب إلى الشيطان. فإن الشيطان لا تأثير له في بني آدم بغير الوسوسة، كما هو مقرر من مُكرر آيات القرآن. وليس النُّصب والعذاب من الوسوسة، ولا من آثارها (قلت: وفي ذلك نظر، لأن الوسوسة من الممكن أن تؤدي إلى المرض النفسي). وتأولوا ذلك على أقوال تتجاوز العشرة، وفي أكثرها سماجة. وكلها مبني على حملهم الباء في قوله: {بِنُصبٍ} على أنها باء التعدية لتعدية فعل {مَسَّنِي}، أو باء الآلة مثل: "ضربه بالعصا"، أو يؤوّل النُّصب والعذاب إلى معنى المفعول الثاني من باب "أعطى". والوجه عندي: أن تحمل الباء على معنى السببية، بجعل النُّصْب والعذاب مسببين لمسّ الشيطان إياه، أي مسنّي بوسواس سببه نُصْب وعذاب. فجعل الشيطان يوسوس إلى أيوب بتعظيم النُّصْب والعذاب عنده، ويلقي إليه أنه لم يكن مستحقاً لذلك العذاب، ليلقي في نفس أيوب سوء الظن بالله أو السخط من ذلك. أو تحمل البَاء على المصاحبة، أي مسّني بوسوسة مصاحبة لضرّ وعذاب. ففي قول أيوب {أني مسَّني الشيطانُ بنُصببٍ وعذابٍ} كناية لطيفة عن طلب لطف الله به ورفع النُّصب والعذاب عنه، بأنهما صارا مدخلاً للشيطان إلى نفسه، فطلب العصمة من ذلك، على نحو قول يوسف عليه السّلام: {وإلاَّ تصرف عنّي كيدَهن أَصْبُ إليهن وأكنْ من الجاهلين} (يوسف: 33). وتنوين «نصب وعذاب» للتعظيم أو للنوعية، وعدل عن تعريفهما لأنهما معلومان لله».
وقال الرازي في تفسيره "مفاتيح الغيب": «الشيطان لا قدرة له البتّة على إيقاع الناس في الأمراض والآلام، والدليل عليه وجوه الأول: أنا لو جوزنا حصول الموت والحياة والصحة والمرض من الشيطان، فلعل الواحد منا إنما وجد الحياة بفعل الشيطان، ولعل كل ما حصل عندنا من الخيرات والسعادات، فقد حصل بفعل الشيطان، وحينئذٍ لا يكون لنا سبيل إلى أن نعرف أن معطي الحياة والموت والصحة والسقم، هو الله تعالى الثاني: أن الشيطان لو قدر على ذلك فلم لا يسعى في قتل الأنبياء والأولياء، ولم لا يخرب دورهم، ولم لا يقتل أولادكم الثالث: أنه تعالى حكى عن الشيطان أنه قال: {وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي} (إبراهيم: 22) فصرح بأنه لا قدرة له في حق البشر إلا على إلقاء الوساوس والخواطر الفاسدة، وذلك يدل على قول من يقول إن الشيطان هو الذي ألقاه في تلك الأمراض والآفات، فإن قال قائل: لم لا يجوز أن يقال إن الفاعل لهذه الأحوال هو الله تعالى لكن على وفق التماس الشيطان؟ قلنا فإذا كان لا بد من الاعتراف بأن خالق تلك الآلام والأسقام هو الله تعالى، فأي فائدة في جعل الشيطان واسطة في ذلك؟ بل الحق أن المراد من قوله: {أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ} أنه بسبب إلقاء الوساوس الفاسدة والخواطر الباطنة كان يلقيه في أنواع العذاب والعناء، ثم القائلون بهذا القول اختلفوا في أن تلك الوساوس كيف كانت وذكروا فيه وجوهاً الأول: أن علته كانت شديدة الألم، ثم طالت مدة تلك العلة واستقذره الناس ونفروا عن مجاورته، ولم يبق له شيء من الأموال ألبتة. وامرأته كانت تخدم الناس وتحصل له قدر القوت، ثم بلغت نفرة الناس عنه إلى أن منعوا امرأته من الدخول عليهم ومن الاشتغال بخدمتهم، والشيطان كان يذكره النعم التي كانت والآفات التي حصلت، وكان يحتال في دفع تلك الوساوس، فلما قويت تلك الوساوس في قلبه خاف وتضرع إلى الله، وقال: {أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ} لأنه كلما كانت تلك الخواطر أكثر كان ألم قلبه منها أشد. الثاني: أنها لما طالت مدة المرض جاءه الشيطان وكان يقنطه من ربه ويزين له أن يجزع فخاف من تأكد خاطر القنوط في قلبه فتضرع إلى الله تعالى وقال: {أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ}، الثالث: قيل إن الشيطان لما قال لامرأته: "لو أطاعني زوجك أزلت عنه هذه الآفات" فذكرت المرأة له ذلك، فغلب على ظنه أن الشيطان طمع في دينه، فشق ذلك عليه، فتضرع إلى الله تعالى وقال: {أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ}».
دليل:
ما رواه البخاري (#5652)، ومسلم (#2576)، عن عطاء بن أبي رباح قال: قال لي ابن عباس: «ألا أريك امرأة من أهل الجنة»؟ قلت: «بلى». قال: «هذه المرأة السوداء أتت النبي r فقالت: "إني أصرع، وإني أتكشف، فادع الله لي". قال: "إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك"؟ فقالت: "أصبر"، فقالت: "إني أتكشف فادع الله لي أن لا أتكشف"، فدعا لها».
فلو كان الشيطان هو الذي يتلبسها، ويتكلم على لسانها وقت صرعتها، ويستولي على جسدها وعقلها، لم يكن رسول الله r ليتركه يصرعها ويتلبسها. ولكان دعا لها بلا شك. لكنه بَيَّنَ لها أن الأفضل لها أن تصبر وأن لا يدعو لها. وإلا فالتخلص من الشيطان والاستعاذة بالله من وسوساته أمر واجب ومندوب، ولا يؤجر المرء على ترك ذلك! والخصوم يدعون أن قراءتهم للقرآن تطرد الجني المتلبس، وهذه صحابية تصلي مع رسول الله r وتسمع قراءته. فكيف لا يطرد هذا الشيطان المتلبس، لو كان هو سبب الصرع كما يزعمون؟
دليل:
ما رواه البخاري (#2035، #2038، #2039) ومسلم (#2175) عن صفية بنت حيي زوج النبي r قالت: كان النبي r معتكفاً، فأتيته أزوره ليلاً، فحدثته، ثم قمت لأنقلب، فقام ليقلبني، وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد، فمر رجلان من الأنصار، فلما رأيا النبي r أسرعا، فقال النبي r: «على رسلكما، إنها صفية بنت حيي». فقالا: «سبحان الله يا رسول الله»! فقال r: «إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شراً، أو شيئاً».
ومعنى الحديث أن رسول الله r قد خشي أن يوسوس الشيطان لهما ويقذف في أذهانهما سوء ظن، فوضح لهما أن التي معه صفية بنت حيي. قال الإمام الشافعي: «أراد -عليه السلام- أن يُعلّم أمته التبرّي من التهمة في محلها، لئلا يقعا في محذور. وهما كانا أتقى لله من أن يظنا بالنبي r شيئاً. والله أعلم». فهذا الحديث فيه دليل على أن الشيطان يدخل في الإنسان ويجري مجرى الدم، ويلقي في ذهنه الوسوسات وخواطر الشر. وهذا محل إجماع بين العلماء. قال شيخ الإسلام ابن تيمية (ت 728هـ) في مجموع الفتاوى (24|276): «ودخول الجن في بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة أهل السنة والجماعة». ويدل عليه أيضاً حديث عند مسلم: «إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده، فإن الشيطان يدخل».
دليل:
ما رواه النسائي (8|283) وأحمد (3|427) من طريق عبد الله بن سعيد عن صيفي عن أبي اليسر كعب بن عمرو السَّلمي t قال: «كان رسول الله r يقول: "اللهم إني أعوذ بك من التردي والهدم، والغرق والحريق، وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت، وأعوذ بك أن أموت في سبيلك مدبراً وأعوذ بك أن أموت لديغاً"». هذا حديث حسنه شيخنا عبد القادر الأرناؤوط –رحمه الله– في تحقيقه لكتاب جامع الأصول (4|361).
قال الخطابي: «استعاذته -عليه السلام– من تخبط الشيطان عند الموت هو: أن يستولي عليه الشيطان عند مفارقته الدنيا، فيضلّه ويحول بينه وبين التوبة، أو يعوقه عن إصلاح شأنه والخروج من مظلمة تكون قبله، أو يؤسه من رحمة الله تعالى، أو يكره الموت ويتأسف على حياة الدنيا، فلا يرضى بما قضاه الله من الفناء والنقلة إلى دار الآخرة، فيختم له بسوء، ويلقى الله وهو ساخط عليه». وواضح جداً من الحديث أن هذا عن الوسوسة النفسية لا غير.
دليل:
ما رواه أحمد والترمذي وأبو داود والنسائي من طريق جعفر بن سليمان (رافضي ضعيف) عن علي بن علي الرفاعي عن أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري t قال: كان رسول الله r إذا قام من الليل كبَّر، ثم يقول: «سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك»، ثم يقول: «الله أكبر كبيراً»، ثم يقول: «أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، من همزه، ونفخه ونفثه».
إلا أن في الحديث ضعفاً. قال أبو داود في سننه (1|206): «هذا الحديث يقولون هو عن: علي بن علي عن الحسن مرسلاً. الوهم من جعفر». وقال الترمذي: «حديث أبي سعيد أشهر حديث في الباب، وقد تكلم في إسناده». وقال أحمد: «لا يصح هذا الحديث». وقال بن خزيمة (1|238): «لا نعلم في الافتتاح "سبحانك اللهم" خبراً ثابتاً عند أهل المعرفة بالحديث. وأحسن أسانيده حديث أبي سعيد». ثم قال: «لا نعلم أحداً ولا سمعنا به، استعمل هذا الحديث على وجهه». ورواه عن جبير بن مطعم، وأعله بالاضطراب. ورواه أحمد من حديث أبي أمامة، وفي إسناده من لم يسم. وعن أنس نحوه، رواه الدارقطني، وفيه الحسين بن علي بن الأسود فيه مقال. وله طريق أخرى ذكرها بن أبي حاتم في العلل عن أبيه وضعفها.
أدلة من قال بأن الشيطان يدخل يسيطر على جسد الإنسان ويتكلم بلسانه
دليل:
ما أخرجه ابن ماجه (2|1174 #3548): حدثنا محمد بن بشار ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثني عيينة بن عبد الرحمن حدثني أبي عن عثمان بن أبي العاص قال: لما استعملني رسول الله r على الطائف جعل يعرض لي شيء في صلاتي حتى ما أدري ما أصلي. فلما رأيت ذلك رحلت على رسول الله r، فقال: «ابن العاص»؟ قلت: «نعم يا رسول الله». قال: «ما جاء بك»؟ قلت: «يا رسول الله، عرض لي شيء في صلاتي حتى ما أدري ما أصلي». قال: «ذاك الشيطان، أدنه». قال: فدنوت منه، فجلست على صدور قدمي. قال: فضرب صدري بيده وتفل في فمي، وقال: «اخرج عدو الله»، ففعل ذلك ثلاث مرات. ثم قال: «الحق بعملك». فقال عثمان: «فلعمري ما أحسبه خالطني بعد».
وهذا حديث ضعيف. فقد أخرجه ابن ماجة من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري، وقد كان ثقة في أول أمره. لكن قال أبو داود: «تغير تغيرا شديداً»! وله من الحديث ما أنكره العلماء، كما تجد في ترجمته في كامل ابن عدي. والحديث الذي في صحيح مسلم مقدم عليه. ثم إن الحديث ليس صريحاً في التلبس، إذا جمعنا بينه وبين الروايات الأخرى (هذا على فرض أنه صحيح).
ففي صحيح مسلم (1|341 #468): حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، حدثنا أبي، حدثنا عمرو بن عثمان، حدثنا موسى بن طلحة، حدثني عثمان بن أبي العاص الثقفي: أن النبي r قال له: «أُمّ قَوْمَكَ». قلت: «يا رسول الله. إني أجد في نفسي شيئاً». قال: «ادْنُهْ». فجلّسني بين يديه، ثم وضع كفه في صدري بين ثديي، ثم قال: «تحوّل». فوضعها في ظهري بين كتفي، ثم قال: «أُمّ قومك. فمن أَمّ قوماً فليخفف، فإن فيهم الكبير وإن فيهم المريض وإن فيهم الضعيف وإن فيهم ذا الحاجة. وإذا صلى أحدكم وحده، فليُصلّ كيف شاء».
وجاء في باب آخر في صحيح مسلم (4|1728 #2203): حدثنا يحيى بن خلف الباهلي، حدثنا عبد الأعلى، عن سعيد الجريري، عن أبي العلاء: أن عثمان بن أبي العاص أتى النبي r فقال: «يا رسول الله. إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي، يلبسها علي». فقال رسول الله r: «ذاك شيطان يقال له خنزب. فإذا أحسسته، فتعوذ بالله منه، واتفل على يسارك ثلاثاً». قال: «ففعلت ذلك، فأذهبه الله عني».
قال الإمام النووي: «وقوله "أجد في نفسي شيئاً"، قيل: يحتمل أنه أراد الخوف من حصول شيء من الكبر والإعجاب له بتقدمه على الناس، فأذهبه الله تعالى ببركة كف رسول الله r ودعائه. ويحتمل أنه أراد الوسوسة في الصلاة، فإنه كان موسوساً، ولا يصلح للإمام الموسوس». أقول: فروايتي مسلم –كما قال النووي– تُبيّن أن عثمان بن أبي العاص كان موسوساً. والوسوسة غير التلبس. والذي يجعلني أجزم بأن الروايات الثلاث هي حادثة واحدة:
1) ما ورد من كلام عثمان t في تعليقه على الحادثة في رواية ابن ماجه «فقال عثمان: فَلَعَمْرِي ما أَحْسِبُهُ خَالَطَنِي بَعْدُ». وفي رواية مسلم «فعلت ذلك فاذهبه الله عني».
2) كما أن الذي جعلني أجزم بأنها حادثة واحدة أن رواة الحادثة عن عثمان مختلفون، فقد يكون كل منهم رواها بالمعنى. ففي رواية ابن ماجه، الذي روى الحادثة عن عثمان هو: عبد الرحمن بن جوشن الغطفاني. وفي رواية مسلم، الذي روى الحادثة عن عثمان هو: موسى بن طلحة، وفي رواية مسلم الثانية: أبو العلاء.
3) وعثمان وفد على النبي r في سنة تسع، أي قبل وفاة النبي r بفترة قصيرة.
4) وأن الشيطان كان يحول بينه وبين صلاته بمعنى: جعل بينه وبين كمال الصلاة والقراءة حاجزاً من وسوسته المانعة من رُوح العبادة وسرّها، وهو الخشوع.
5) ثم إن المشهور عند من يقولون بمثل هذا الأمر –أن الجن يتلبس الأنس– أن السبب في التلبس هو بعد الإنسان عن الله وكثرة الذنوب والمعاصي. وعثمان t صحابي وإمام قومه. فهل مثل هذا يتلبسه الشيطان؟!
ونستنتج مما سبق أن هذا الحديث يتحدث عن دخول الشيطان إلى ابن آدم ليوسوس له في صدره. وهذه حقيقة قرآنية لا نقاش فيها. إنما موضوعنا عن المس الشيطاني، بمعنى أن الشيطان يصبح هو المسيطر الكامل على الجسد، وهو الذي يتكلم ويتحرك ويحس. وهذا من الخرافات. ولو صح لادعى المجرم أنه وقت الجريمة كان الشيطان قد تلبسه، فهو غير مسؤول عن جسمه!
دليل:
وما أخرجه أحمد (4|170): من طريق عبد الرحمن بن عبد العزيز (شيخ مضطرب الحديث) عن يعلى بن مرة t قال: لقد رأيت من رسول الله r ثلاثاً ما رآها أحد قبلي ولا يراها أحد بعدي، لقد خرجت معه في سفر حتى إذا كنا ببعض الطريق مررنا بامرأة جالسة معها صبي لها. فقالت: «يا رسول الله. هذا صبي أصابه بلاء وأصابنا منه بلاء، يؤخذ في اليوم ما أدري كم مرة». قال: «ناولينه». فرفعته إليه، فجعلته بينه وبين واسطة الرَّحل. ثم فَغَرَ فاه، فنفث فيه ثلاثاً، وقال: «بسم الله، أنا عبد الله، اخسأ عدو الله». ثم ناولها إياه. فقال: «ألقينا في الرجعة في هذا المكان فأخبرينا ما فعل». قال: فذهبنا، ورجعنا، فوجدناها في ذلك المكان معها شياه ثلاث، فقال r: «ما فعل صبيك»؟ فقالت: «والذي بعثك بالحق، ما حسسنا منه شيئاً حتى الساعة، فاجترر هذه الغنم». قال: «انزل فخذ منها واحدة ورُدَّ البقية».
وهو حديث لا يصح. وله شاهد ضعيف جداً، أخرجه الطبراني في الأوسط (9|52): من طريق محمد بن طلحة بن عبد الرحمن التيمي (ضعيف) ثنا عبد الحكيم بن سفيان بن أبي نمر (مجهول) عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر (جيد) عن جابر بن عبد الله. وأخرجه الدارمي (1|22): عن عبيد الله بن موسى عن إسماعيل بن عبد الملك (ضعيف يقلب الحديث) عن أبي الزبير عن جابر. وكأن الحديث أصله عن عبد الحكيم، فقلبه إسماعيل هذا.
دليل:
قتل الجني لفتى من المسلمين في عهد رسول الله r. أخرجه مسلم (#2236). ومحاولته لقطع الصلاة على رسول الله r وخنقه -عليه الصلاة والسلام- له. أخرجه البخاري (#461) (#1210) ومسلم (#541). ومجيء الشيطان للرسول r-وهو في الصلاة- بشهاب من النار ليجعله في وجهه. أخرجه مسلم (#542). وسرقته للطعام ونحوه من المسلمين. أخرجه البخاري (#2311) (#3275).
والجواب أن الجن بإمكانها التشكل على شكل مخلوقات أخرى، كالأفاعي وكالإنس كذلك. وعندما تتشكل بأشكال هذه المخلوقات، فإنه يجري عليها نفس القوانين الفيزيائية والطبيعية التي تجري على تلك الأجسام. فيمكن عندها رؤية الجني الذي تشكل في شكل أفعى، كما في الحديث الأول. ولما قتله الفتى المسلم، مات الجني، وانتقم أصحابه الجن بأن أسقطوا الرمح على الفتى فقتلته. وأما في القصص الأخرى فقد كان الجني متلبساً على شكل رجل من الناس، كما نص الحديث الأخير. وقد رآه أبو هريرة r طبعاً على شكل أنسي. ولو كان الجني باقياً على شكله الأصلي الجني، لاستحال على أي بشر أن يراه. الدليل على ذلك قول الله تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ} (27) سورة الأعراف. فالجن ترانا، ونحن لا يمكن أن نراهم. فإذا تشكلوا على أشكالنا، رأينا أشكالهم البشرية (وليس الجنية) وجرت عليهم النواميس الطبيعية التي تجري على البشر.
ولم ينكر أحد أن الجني بإمكانه أن يتشكل بشكل أنسي ويؤذي ابن آدم، كما يؤذي ابن آدم للآدمي الأخر. فهذا لا خلاف بيننا وبينهم فيه. لكن أين هذا من تلبس الجني لجسد الإنسي، وسيطرته عليه، وتكلمه بلسانه. وشتان ما بين الأمرين.
دليل:
روى البخاري (#4274) قال: حدثني عبد الله بن محمد، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من مولود يولد، إلا والشيطان يمسه حين يولد فيستهل صارخاً من مس الشيطان إياه، إلا مريم وابنها». ثم يقول أبو هريرة: واقرؤوا إن شئتم {وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم}.
وجاء الحديث عند مسلم (#2366) عن ابن أبي شيبة عن عبد الأعلى عن معمر، بنحوه لكن في لفظه " إلا نَخَسَهُ الشيطان". قلت: أخطأ عبد الأعلى أو ابن أبي شيبة في لفظة "نخسه". ولفظ عبد الرزاق (عند البخاري ومسلم) عن معمر "يمسه"، وهو أثبت عن معمر، وكذلك لفظ عبد الواحد بن زياد، عن معمر مثل عبد الرزاق. كما أن هذا اللفظ يوافق لفظ شعيب عن الزهري (عند البخاري ومسلم). فهذا الصواب من لفظ الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة. وجاء الحديث من رواية أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة بلفظ "يطعن بإصبعه". رواه عن أبي الزناد شعيب عند البخاري (#3044) والمغيرة عند أحمد (21|399)، ونحوه سفيان عند الحميدي (2|375). ولم أستطع الترجيح بين الإسنادين فكلاهما في غاية الصحة. فيكون لفظ "مسه" الشيطان أي "طعنه بإصبعه". فهذا المس لا علاقة له البتة بالصرع والجنون.
قال ابن حجر في فتح الباري (12|405): «ظاهر الخبر أن إبليس مُمَكَّنٌ من مَسِّ كل مولودٍ عند ولادته ، لكن من كان من عباد الله المخلصين لم يضره ذلك المس أصلاً. واستثنى من المخلصين مريم وابنها، فإنه ذهب يمس على عادته، فحيل بينه وبين ذلك. فهذا وجه الاختصاص، ولا يلزم منه تسلطه على غيرهما من المخلصين». فإيذاء الشيطان للمولود عند ولادته هو خاص بوقت الولادة فقط، ولا يتعدى لغيره. ولنا أن نسألهم: لو أن الشيطان قدر على نخس الإنسان وإيذائه في كل وقت، فلم لا يصرع جميع المؤمنين؟ ولم لا يخبطهم مع شدة عداوته لأهل الإيمان؟ ولم لا يغصب أموالهم، ويفسد أحوالهم، ويفشي أسرارهم، ويزيل عقولهم؟
دليل:
{الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (275) سورة البقرة.
قالوا: معنى الآية أن الذي يأكل الربا يقوم حين يبعث يوم القيامة مثل المصروع الذي يتخبطه الشيطان من المس. والمس عندهم هو سيطرة الشيطان على جسد الآدمي، فيجعله يتخبط مصروعاً.
والجواب عليهم هو في قوله تبارك وتعالى: {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ} (41) سورة ص. فهل الشيطان تلبس أيوب عليه السلام؟ وهل يجوز عندهم أن يسيطر الشيطان على جسد نبي من المرسلين فيجعله يتخبط كالمجانين (والعياذ بالله)؟ وماذا يقولن أيضاً عن قوله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ} (201) سورة الأعراف؟ وهل هؤلاء تلبسهم الشيطان؟!
وقد اختلف المفسرون في تفسير تلك الآية. فمنهم من فسرها كما سبق. ومنهم من فسرها بأن المس هو وسوسة الشيطان وتزيين الباطل لهم، وبذلك تكون الآية تتحدث عن الحياة الدنيا وليس الآخرة. ومنهم من فسر المس بأنه التخبط والصرع والجنون، لكنهم جعلوها كذلك في الحياة الدنيا، وهو ظاهر الآية وليس من قول مرفوع صحيح يخرج المعنى عن الظاهر. قال رشيد رضا في تفسير المنار: «وأما قيام آكل الربا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس، فقد قال ابن عطية في تفسيره: "المراد تشبيه المرابي في الدنيا بالمتخبط المصروع كما يقال لمن يصرع بحركات مختلفة: قد جن". أقول: وهذا هو المتبادر، ولكن ذهب الجمهور إلى خلافه، وقالوا: "إن المراد بالقيام القيام من القبر عند البعث، وأن الله تعالى جعل من علامة المرابين يوم القيامة أنهم يبعثون كالمصروعين". ورووا ذلك عن ابن عباس وابن مسعود. بل روى الطبراني من حديث عوف بن مالك مرفوعاً: "إياك والذنوب التي لا تغفر: الغلول، فمن غل شيئاً أتي به يوم القيامة، والرباـ فمن أكل الربا بعث يوم القيامة مجنونا يتخبط". والمتبادر إلى جميع الأفهام ما قاله ابن عطية، لأنه إذا ذكر القيام، انصرف إلى النهوض المعهود في الأعمال. ولا قرينة تدل على أن المراد به البعث. وهذه الروايات لا يسلم منها شيء من قول في سنده، وهي لم تنزل مع القرآن، ولا جاء المرفوع منها مفسراً للآية. ولولاها لما قال أحد بغير المتبادر الذي قال به ابن عطية، إلا من لم يظهر له صحته في الواقع. وكان الوضاعون الذين يختلقون الروايات، يتحرَّون في بعضها ما أشكل عليهم ظاهره من القرآن، فيضعون لهم رواية يفسرونه بها. وقلَّما يصح في التفسير شيء».
ومنهم من قال أن ربط الشياطين بمسألة الصرع، قد جاء ليكون تصوير المرابي على أبشع صورة عند العرب. جاء في "تفسير البحر المحيط" لأبي حيان: «وأبدى لأكل الربا صورة تستبشعها العرب على عادتها في ذكر ما استغربته واستوحشت منه، كقوله: {طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءوسُ الشَّيـاطِينِ}. وقول الشاعر: "ومسنونة زرق كأنياب أغوال". وقول الآخر: "خيلاً كأمثال السعالي شرّباً". وقول الآخر: "بخيل عليها جنّة عبقريّة". ولا ضير في ذلك، لأنه مجرد تشبيه خالٍ عن الحُكمِ حتى يكون خطأً غير مطابقٍ للواقع. وقد ورد نظير ذلك فيما حكاه الله عن أيوب (عليه السلام) إذ قال: {أني مسني الشيطان بنصب وعذاب} وإذ قال: {أني مسني الضر وأنت ارحم الراحمين}. والضر هو المرض، وله أسبابٌ طبيعية ظاهرة في البدن. فنسب ما به من المرض –المستند إلى أسبابه الطبيعية– إلى الشيطان».
وإلى قريب من هذا ذهب الزمخشري في "الكشاف" فقال: «{لاَ يَقُومُونَ} إذا بعثوا من قبورهم {إلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ} أي المصروع. وتخبط الشيطان من زعمات العرب، يزعمون أن الشيطان يخبط الإنسان فيصرع. والخبط الضرب على غير استواء كخبط العشواء، فورد على ما كانوا يعتقدون. والمس: الجنون. ورجل ممسوس، وهذا أيضاً من زعماتهم، وأن الجنيَّ يمسه فيختلط عقله، وكذلك جن الرجل: معناه ضربته الجنّ ورأيتهم لهم في الجن قصص وأخبار وعجائب، وإنكار ذلك عندهم كإنكار المشاهدات. فإن قلت: بم يتعلق قوله: {مِنَ الْمَسِّ}؟ قلت: بــ{لاَ يَقُومُونَ}، أي لا يقومون من المسّ الذي بهم إلا كما يقوم المصروع. ويجوز أن يتعلق بيقوم، أي كما يقوم المصروع من جنونه. والمعنى أنهم يقومون يوم القيامة مخبلين كالمصروعين، تلك سيماهم يعرفون بها عند أهل الموقف. وقيل الذين يخرجون من الأجداث يوفضون، إلا أكلة الربا فإنهم ينهضون ويسقطون كالمصروعين، لأنهم أكلوا الربا فأرباه الله في بطونهم حتى أثقلهم، فلا يقدرون على الإيفاض».
قال الرازي في تفسيره "مفاتيح الغيب": «أما قوله تعالى: {لاَ يَقُومُونَ} فأكثر المفسرين قالوا: المراد منه القيام يوم القيامة، وقال بعضهم: المراد منه القيام من القبر. واعلم أنه لا منافاة بين الوجهين، فوجب حمل اللفظ عليهما. أما قوله تعالى: {إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} ففيه مسائل: المسألة الأولى: التخبط معناه الضرب على غير استواء. ويقال للرجل الذي يتصرف في أمر ولا يهتدي فيه: إنه يخبط خبط عشواء. وخبط البعير للأرض بأخفافه. وتخبطه الشيطان إذا مسّه بخبل أو جنون، لأنه كالضرب على غير الاستواء في الادهاش. وتسمى إصابة الشيطان بالجنون والخبل خبطة، ويقال: به خبطة من جنون. والمس الجنون، يقال: مس الرجل فهو ممسوس وبه مس. وأصله من المس باليد، كأن الشيطان يمس الإنسان فيجنه، ثم سمي الجنون مساً، كما أن الشيطان يتخبطه ويطؤه برجله فيخبله، فسمي الجنون خبطة، فالتخبط بالرجل والمس باليد. ثم فيه سؤالان: السؤال الأول: التخبط تفعل، فكيف يكون متعدياً؟ الجواب: تفعل بمعنى فعل كثير، نحو تقسمه بمعنى قسمه، وتقطعه بمعنى قطعه. السؤال الثاني: بم تعلق قوله {مِنَ الْمَسِّ}. قلنا: فيه وجهان أحدهما: بقوله {لاَ يَقُومُونَ} والتقدير: لا يقومون من المس الذي لهم إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان والثاني: أنه متعلق بقوله {يقوم} والتقدير لا يقومون إلا كما يقوم المتخبط بسبب المس. المسألة الثانية: قال الجبائي: الناس يقولون المصروع إنما حدثت به تلك الحالة لأن الشيطان يمسه ويصرعه وهذا باطل، لأن الشيطان ضعيف لا يقدر على صرع الناس وقتلهم. ويدل عليه وجوه: أحدها: قوله تعالى حكاية عن الشيطان {وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي} (إبراهيم: 22) وهذا صريح في أنه ليس للشيطان قدرة على الصرع والقتل والإيذاء (...). الرابع: أن الشيطان لو قدر على ذلك فلم لا يصرع جميع المؤمنين ولم لا يخبطهم مع شدة عداوته لأهل الإيمان، ولم لا يغصب أموالهم، ويفسد أحوالهم، ويفشي أسرارهم، ويزيل عقولهم؟ وكل ذلك ظاهر الفساد.
واحتج القائلون بأن الشيطان يقدر على هذه الأشياء بوجهين الأول: ما روي أن الشياطين في زمان سليمان بن داود -عليهما السلام- كانوا يعملون الأعمال الشاقة، على ما حكى الله عنهم أنهم كانوا يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجوابي وقدور راسيات (قال محمد الأمين: قدرتهم على ذلك لا تعني قدرتهم على صرع الإنسان، فتأمل). والجواب عنه: أنه تعالى كلفهم في زمن سليمان، فعند ذلك قدروا على هذه الأفعال، وكان ذلك من المعجزات لسليمان عليه السلام. والثاني: أن هذه الآية وهي قوله {يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ} صريح في أن يتخبطه الشيطان بسبب مسّه. والجواب عنه: أن الشيطان يمسّه بوسوسته المؤذية التي يحدث عندها الصرع، وهو كقول أيوب عليه السلام {أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ} (ص: 41). وإنما يحدث الصرع عند تلك الوسوسة: لأن الله تعالى خلقه من ضعف الطباع وغلبة السوداء عليه، بحيث يخاف عند الوسوسة، فلا يجترىء، فيصرع عند تلك الوسوسة، كما يصرع الجبان من الموضع الخالي. ولهذا المعنى لا يوجد هذا الخبط في الفضلاء الكاملين وأهل الحزم والعقل، وإنما يوجد فيمن به نقص في المزاج وخلل في الدماغ (يعني المرضى النفسيين). فهذا جملة كلام الجبائي في هذا الباب. وذكر القفال فيه وجه آخر، وهو أن الناس يضيفون الصرع إلى الشيطان وإلى الجن، فخوطبوا على ما تعارفوه من هذا. وأيضاً من عادة الناس أنهم إذا أرادوا تقبيح شيء، أن يضيفوه إلى الشيطان، كما في قوله تعالى: {طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ} (الصافات: 65).
المسألة الثالثة: للمفسرين في الآية أقوال. الأول: أن آكل الربا يبعث يوم القيامة مجنوناً، وذلك كالعلامة المخصوصة بآكل الربا، فعرفه أهل الموقف لتلك العلامة أنه آكل الربا في الدنيا. فعلى هذا معنى الآية: أنهم يقومون مجانين، كمن أصابه الشيطان بجنون. والقول الثاني: قال ابن منبه: يريد إذا بعث الناس من قبورهم خرجوا مسرعين -لقوله {يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ سِرَاعاً} (المعارج: 43)- إلا آكلة الربا فإنهم يقومون ويسقطون، كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس. وذلك لأنهم أكلوا الربا في الدنيا، فأرباه الله في بطونهم يوم القيامة حتى أثقلهم. فهم ينهضون، ويسقطون، ويريدون الإسراع، ولا يقدرون. وهذا القول غير الأول لأنه يريد أن آكلة الربا لا يمكنهم الإسراع في المشي بسبب ثقل البطن، وهذا ليس من الجنون في شيء. ويتأكد هذا القول بما روي في قصة الإسراء أن النبي r انطلق به جبريل إلى رجال كل واحد منهم كالبيت الضخم، يقوم أحدهم فتميل به بطنه فيصرع، فقلت: يا جبريل من هؤلاء؟ قال: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ}. والقول الثالث: أنه مأخوذ من قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ} (الأعراف: 201). وذلك لأن الشيطان يدعو إلى طلب اللذات والشهوات والاشتغال بغير الله، فهذا هو المراد من مس الشيطان. ومن كان كذلك كان في أمر الدنيا متخبطاً، فتارة الشيطان يجره إلى النفس والهوى، وتارة الملك يجره إلى الدين والتقوى. فحدثت هناك حركات مضطربة، وأفعال مختلفة. فهذا هو الخبط الحاصل بفعل الشيطان. وآكل الربا لا شك أنه يكون مفرطاً في حب الدنيا متهالكاً فيها، فإذا مات على ذلك الحب، صار ذلك الحب حجاباً بينه وبين الله تعالى. فالخبط الذي كان حاصلاً في الدنيا بسبب حب المال، أورثه الخبط في الآخرة، وأوقعه في ذلّ الحجاب. وهذا التأويل أقرب عندي من الوجهين اللذين نقلناهما عمن نقلنا».
دليل:
جاء في حديث جابر في البخاري: «خَمِّروا الآنية وأَوكوا الأسقية وأجيفوا الأبواب وَاكْفِتُوا صبيانكم عند العشاء فإن للجن انتشاراً وخَطفة. وأطفئوا المصابيح عند الرُّقاد (النوم) فإن الفُوَيْسِقَةَ (الفارة) ربما اجترَّت الفتيلة فأحرقت أهل البيت». وهذا الحديث فيه أن شياطين الجن تنتشر في الليل وقد تتشكل بشكل حيوانات مؤذية أو بأشكال بشرية فتؤذي بني آدم، أو أنها قد تدل دواب الأرض على إيذاء البشر. قال ابن حجر في الفتح: «والأصل في جميع ذلك يرجع إلى الشيطان، فإنه هو الذي يسوق الفأرة إلى حرق الدار».
على أن البعض توهم معنى الحديث بأن الجن تخطف البشر في الليل! واستشهدوا بقصة طويلة رواها العراقيون (باختلاف ألفاظهم) عن أبي نضرة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى مرسلاً، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أن رجلاً من الأنصار (أي الصحابة) خطفته الجن وهو ذاهب لصلاة العشاء! وتذكر الأسطورة تفاصيل حول سبي الجن له لسنين إلى أن أتاه جن أنس فأعتقوه. وفي الأسطورة كذلك أن الجن يأكلون الفول! ثم عاد فوجد عمر قد زوج امرأته من رجل آخر. وقد جاءت الأسطورة في مرسل يحيى بن جعدة (قاص مكة) كذلك مختصرة جداً، وهي أجدر أن تكون من القصص التي تحكيها الأمهات لأطفالهن لتخيفهن من الخروج ليلاً.
نعم، للقصة أصل صحيح وهو حكم عمر في المفقود، رواه ثقات المدينة بالإسناد المتصل، بغير تلك الخرافات. قال ابن عبد البر في "التمهيد": «وقد روى معناه المدنيون في المفقود، إلا أنهم لم يذكروا معنى اختطاف الجن للرجل». ومعلومٌ أن ابن أبي ليلى لم يسمع من عمر شيئاً ولم يره أصلاً. قال ابن المديني: «لم يثبت عندنا من جهة صحيحة أن ابن أبي ليلى سمع من عمر». وكان شعبة ينكر أنه سمع من عمر. بل روى عن الحكم عن ابن أبي ليلى قال: «ولدت لست (سنين) بقين من خلافة عمر». وقال ابن معين: «لم ير عمر رضي الله عنه». فقيل له: «الحديث الذي يروى: "كنا مع عمر نتراءى الهلال" وقوله: "سمعت عمر يقول صلاة الجمعة ركعتان..." ». فقال: «ليس بشيء».
ومثل هذه الأسطورة لو صحت لرواها المدنيون وتناقلوها. على أن الزنادقة أرادوا الطعن في الدين فجعلوا من تلك الأسطورة حديثاً مرفوعاً، فيه أن هذا الرجل كان رجلاً صالحاً في الجاهلية اسمه "خرافة"! وأن الجن كانت بعد عودته تتسمع الخبر من السماء فتأتيه به قبل وقوعه، فيقال أصدق الحديث حديث خرافة. وأحسب أننا بغنى عن بيان كذب تلك الخرافة.
دليل:
أخرج أحمد (4|395 #19546): عن عبد الرحمن ثنا سفيان عن زياد بن علاقة عن رجل (مجهول) عن أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فناء أمتي بالطعن والطاعون». فقيل: «يا رسول الله هذا الطعن قد عرفناه فما الطاعون». قال: «وخز أعدائكم من الجن وفي كل شهداء».
وقد اضطرب زياد بن علاقة في هذا الحديث اضطراباً شديداً يفضي إلى ترك حديثه. فقد روى الحديث الطبراني في الأوسط (8|239) من طريق معتمر: سمعت بن أرطأة، يحدث عن زياد بن علاقة، عن كردوس بن عباس الثعلبي، عن أبي موسى الأشعري ... الحديث. وثم قال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن زياد بن علاقة عن كردوس إلا الحجاج (بن أرطأة)، تفرد به معتمر. ورواه أبو بكر النهشلي (عند أبي يعلى 13|157 #7226) عن زياد بن علاقة عن عبد الله بن أسامة بن شريك. ورواه الثوري ومسعر وإسرائيل عن زياد بن علاقة عن عبد الله بن الحارث عن أبي موسى». وأخرجه في الأوسط (3|367 #3422) والصغير (1|219 #351) بذكر يزيد بن الحارث بدلاً من عبد الله. وأخرجه أحمد (4|413 #19723): من طريق أبي بلج قال حدثناه أبو بكر بن أبي موسى الأشعري عن أبيه عبد الله بن قيس، مرفوعاً. وهذا من مناكير أبي بلج.
هذا حديث أبي موسى، وقد جاء من حديث ابن عمر كذلك. رواه الطبراني في الأوسط (2|376 #2273) و الصغير (1|95) وقال: «لم يروه عن إبراهيم بن أبي حرة إلا بشر إلا عبد الله بن عصمة». وعبد الله بن عصمة النصيبي: مجهول، قال ابن عدي: «رأيت له أحاديث أُنكرها... ولم أر للمتقدمين فيه كلام». وقد جاء من حديث أمنا عائشة. أخرجه الطبراني في الأوسط (5|353 #5531) من طريق يوسف بن ميمون (منكر الحديث جداًَ) عن عطاء عن بن عمر عن عائشة مرفوعاً. وأخرجه أبو يعلى (8|125 #4664) من طريق معتمر بن سليمان قال: سمعت ليثا (ضعيف) يحدث صاحب له (مجهول) عن عطاء عن عائشة. وكأن المجهول هو ابن ميمون.
ومعلوم أن الطاعون له جرثومة معلومة تصيب الغدد البلغمية وتسبب الوفاة. وقد تأول الشيخ رشيد رضا الجراثيم بأنها أحد أنواع الجن، وفيه تكلف. والبعض تأول بأن وخز الجن يكون بإعانتها على نقل تلك الجراثيم إلى جسم الإنسان، وهو محتمل. لكن الأولى أن لا يشتغل بتأويل الحديث الضعيف.
أنواع الصرع
1– الصرع العضوي: أما الصرع العضوي فمعروف في كتب الأطباء. وأحد أسبابه أن تنمو بعض النسج حول الغدد والمراكز العصبية، فتضغط عليها. وهذا الضغط قد يتسبب من حين لآخر، بجنون وفقدان وعي جزئي، فتجد المصروع المريض يتخبط بغير هدى، وربما نطق بكلام غير مفهوم. وقد يتغير صوته كذلك نتيجة الضغط على أعصاب الحنجرة واللسان. وبسبب فقدانه لإدراكه الذهني خلال فترة الصرع، فإنه لا يشعر بالألم إلا بعد خروجه من صرعته، تماماً كحال السكران شديد السكرة. وقد يبلغ الضغط على المراكز العصبية حداً يجعله يفقد الوعي ويغمى عليه. وله عدة حالات، ولها علاج كيماوي أو جراحي.
2– الصرع النفسي: يحصل الصرع النفسي نتيجة معاشرة أو مشاهدة الإنسان السليم للمصروعين، أو عندما يوهم المعالج المريض بأنه مصاب بمس من الجان. عندها تحصل لهذا الإنسان فكرة ثم وسوسه ثم وهم، فيتوهم بأنه مصاب بالمس. وربما تستغل بعض الشياطين هذا الوهم بأن تتسلط على عقله حتى تجعله يظن أن الأمر حقيقة. وما يكاد أن يقرأ عليه الراقي، حتى يسقط ويصرخ ويتخبط بالأقوال والأفعال ويتقمص تصرفات المصاب بالمس وقت القراءة، فيترك الحليم حيران.
إن مرض الوهم إذا أصاب الإنسان كان أخطر عليه من المرض الحقيقي. لأن مرض الصرع يزول بفضل الله بالعلاج والدواء، أما مريض الوهم، فهو في دوامة لا تنتهي، ويحتاج إلى طبيب نفسي. فإذا تملك الوهم بإنسان بأن به مسـاً من الجن أو أنه مسحور، يتشوش فكره وتضطرب حياته، وتختل وظائف الغدد، وتظهر عليه بعض علامات المس أو السحر.، وربما يحدث له تشنجات أو إغماء. ويسمى في علم النفس الحديث "الإيحاء الذاتي".
تجد من يصرع وقت القراءة، ويقول "أنا الجني الفلاني، وأنا خادم سحر، ولن أخرج حتى يحصل كذا وكذا". و طبعاً الذي يتكلم الإنسان وليس الجني، وهو يمثل على الراقي بأنه جني. والغاية من هذا الصرع التمثيلي في الغالب من أجل أن يعامل هذا الإنسان معاملة خاصة، ويلفت أنظار مَنْ حوله إليه، أو حتى يستجاب لطلباته، أو لتعرضه لمشاكل أو لصدمات عاطفية أو نفسية، أو لينسب أفعاله القبيحة إلى تسلط الشياطين عليه (وهو كثير) أو لغاية أخرى.
يقول الجاحظ: بلغنا عن عقبة الأزدي أنه أتي بجارية قد جنت في الليلة التي أراد أهلها أن يدخلوهـا إلى زوجها، فعزم عليها، فإذا هي قد سقطت. فقال لأهلها: «أخلو بي بها». فقال لها: «أصدقيني عن نفسك وعلي خلاصـك». فقالت: «إنه قد كان لي صديق! وأنا في بيت أهلي. وإنهم أرادوا أن يدخلوا بي على زوجي، ولست ببكر. فخفت الفضيحـة. فهل عنك من حيلة في أمري؟». فقال: «نعـم». ثم خرج إلي أهلها، فقال: «إن الجني قد أجابني إلى الخروج منها، فاختاروا من أي عضو تحبون أن أخرجه من أعضائها. واعلموا أن العضو الذي يخرج منه الجن، لا بد وأن يهلك ويفسد. فإن خرج من عينها عميت، وإن خرج من أذنها صُمت، وإن خرج من فمها خرست، وإن خرج من يدها شلت، وإن خرج من رجلها عرجت، وإن خرج من فرجها ذهبت عذرتـها». فقال أهلها: «ما نجد شيئاً أهون من ذهاب عذرتـها». فأخرج الشيطان من فرجها، فأوهمهم أنه فعل، ودخلت المرأة على زوجها. اهـ.
وانظر هذا الرابط:
http://islamonline.net/fatwaapplication/arabic/display.asp?hFatwaID=103965
مقاوم
07-22-2008, 11:41 AM
هذا كلام للشيخ بن باز رحمه الله وفيه رد على الشيخ الطنطاوي رحمه الله الذي كان ينكر مسألة التلبس كذلك:
[ الرد على من ينكر دخول الجني في الإنسي ومخاطبته له ]
الرد رقم (4) على من ينكر دخول الجني في الإنسي ومخاطبته له
إيضاح الحق في دخول الجني في الإنسي
والرد على من أنكر ذلك
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه..
أما بعد.. فقد نشرت بعض الصحف المحلية وغيرها في شعبان من هذا العام أعني عام 1407هـ أحاديث مختصرة ومطولة عما حصل من إعلان بعض الجن الذي تلبس ببعض المسلمات في الرياض إسلامه عندي بعد أن أعلنه عند الأخ عبد الله بن مشرف العمري المقيم في الرياض بعد ما قرأ المذكور على المصابة وخاطب الجني وذكره بالله ووعظه وأخبره أن الظلم حرام وكبيرة عظيمة ودعاه إلى الإسلام لما أخبره الجني أنه كافر بوذي ودعاه إلى الخروج منها فاقتنع الجني بالدعوة وأعلن إسلامه عند عبد الله المذكور، ثم رغب عبد الله المذكور وأولياء المرأة أن يحضروا عندي بالمرأة حتى أسمع إعلان إسلام الجني فحضروا عندي فسألته عن أسباب دخوله فيها فأخبرني بالأسباب ونطق بلسان المرأة لكنه كلام رجل وليس كلام امرأة، وهي في الكرسي الذي بجواري وأخوها وأختها وعبد الله بن مشرف المذكور وبعض المشايخ يشهدون ذلك ويسمعون كلام الجني.
وقد أعلن إسلامه صريحا وأخبر أنه هندي بوذي الديانة فنصحته وأوصيته بتقوى الله وأن يخرج من هذه المرأة ويبتعد عن ظلمها. فأجابني إلى ذلك وقال أنا مقتنع بالإسلام وأوصيته أن يدعو قومه للإسلام بعدما هداه الله له فوعد خيرا وغادر المرأة وكان آخر كلمة قالها. السلام عليكم. ثم تكلمت المرأة بلسانها المعتاد وشعرت بسلامتها وراحتها من تعبه.
ثم عادت إليّ بعد شهر أو أكثر مع أخويها وخالها وأختها وأخبرتني أنها في خير وعافية وأنه لم يعد إليها والحمد لله وسألتها عما كانت تشعر به حين وجوده بها فأجابت بأنها كانت تشعر بأفكار رديئة مخالفة للشرع وتشعر بميول إلى الدين البوذي والاطلاع على الكتب المؤلفة فيه. ثم بعدما سلمها الله منه زالت عنها هذه الأفكار ورجعت إلى حالها الأولى البعيدة من هذه الأفكار المنحرفة.
وقد بلغني عن فضيلة الشيخ علي الطنطاوي أنه أنكر مثل حدوث هذا الأمر وذكر أنه تدجيل وكذب وأنه يمكن أن يكون كلاما مسجلا مع المرأة ولم تكن نطقت بذلك. وقد طلبت الشريط الذي سجل فيه كلامه وعلمت منه ما ذكر. وقد عجبت كثيرا من تجويزه أن يكون ذلك مسجلا مع أني سألت الجني عدة أسئلة وأجاب عنها فكيف يظن عاقل أن المسجل يسأل ويجيب هذا من أقبح الغلط ومن تجويز الباطل، وزعم أيضا في كلمته أن إسلام الجني على يد الإنسي يخالف قول الله تعالى في قصة سليمان وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي ولا شك أن هذا غلط منه أيضا -هداه الله- وفهم باطل فليس في إسلام الجني على يد الإنسي ما يخالف دعوة سليمان.
فقد أسلم جم غفير من الجن على يد النبي صلى الله عليه وسلم.. وقد أوضح الله ذلك في سورة الأحقاف وسورة الجن وثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إن الشيطان عرض لي فشد علي ليقطع الصلاة علي فأمكنني الله منه فذعته ولقد هممت أن أوثقه إلى سارية حتى تصبحوا فتنظروا إليه فذكرت قول أخي سليمان عليه السلام رب اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي فرده الله خاسئا هذا لفظ البخاري ولفظ مسلم إن عفريتا من الجن جعل يفتك عليّ البارحة ليقطع عليّ الصلاة وأن الله أمكنني منه فذعته فلقد هممت أن أربطه إلى جانب سارية من سواري المسجد حتى تصبحوا تنظرون إليه أجمعون أو كلكم ثم ذكرت قول أخي سليمان رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي فرده الله خاسئا
وروى النسائي على شرط البخاري عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي فأتاه الشيطان فأخذه فصرعه فخنقه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وجدت برد لسانه على يدي ولولا دعوة سليمان لأصبح موثقا حتى يراه الناس ورواه أحمد وأبو داود من حديث أبي سعيد وفيه فأهويت بيدي فما زلت أخنقه حتى وجدت برد لعابه بين أصبعي هاتين الإبهام والتي تليها
وخرج البخاري في صحيحه تعليقا مجزوما به جـ4 ص487 من الفتح عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته فقلت والله لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إني محتاج وعلي عيال ولي حاجة شديدة قال فخليت عنه فأصبحت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة؟" قلت يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته فخليت سبيله قال "أما أنه قد كذبك وسيعود" فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فرصدته فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال دعني فإني محتاج وعلي عيال ولا أعود فرحمته فخليت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة" قلت "يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته وخليت سبيله" قال "أما أنه قد كذبك وسيعود" فرصدته الثالثة فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا آخر ثلاث مرات أنك تزعم لا تعود ثم تعود قال دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها قلت ما هي؟ قال إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ حتى تختم الآية فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربنك شيطان حتى تصبح فخليت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما فعل أسيرك البارحة قلت يا رسول الله زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله قال "ما هي" قلت قال لي إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الآية اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وقال لي لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح -وكانوا أحرص شيء على الخير- فقال النبي صلى الله عليه وسلم "أما أنه قد صدقك وهو كذوب تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة" قال لا قال "ذاك شيطان
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه الشيخان عن صفية رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم وروى الإمام أحمد رحمه الله في المسند ج4 ص216 بإسناد صحيح أن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه قال يا رسول الله حال الشيطان بيني وبين صلاتي وبين قراءتي قال ذاك شيطان يقال له خنزب فإذا أنت حسسته فتعوذ بالله منه واتفل عن يسارك ثلاثا قال ففعلت ذاك فأذهبه الله عز وجل عني كما ثبت في الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم أن كل إنسان معه قرين من الملائكة وقرين من الشياطين حتى النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن الله أعانه عليه فأسلم فلا يأمره إلا بخير.
وقد دل كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع الأمة على جواز دخول الجني بالإنسي وصرعه إياه فكيف يجوز لمن ينتسب إلى العلم أن ينكر ذلك بغير علم ولا هدى بل تقليدا لبعض أهل البدع المخالفين لأهل السنة والجماعة فالله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله وأنا أذكر لك أيها القارئ ما تيسر من كلام أهل العلم في ذلك إن شاء الله.
بيان كلام المفسرين رحمهم الله في قوله تعالى الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ قال أبو جعفر بن جرير رحمه الله في تفسير قوله تعالى الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ما نصه: يعني بذلك يخبله الشيطان في الدنيا وهو الذي يخنقه فيصرعه "من المس" يعني من الجنون.
وقال البغوي رحمه الله في تفسير الآية المذكورة ما نصه لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ أي الجنون. يقال مس الرجل فهو ممسوس إذا كان مجنونا. ا هـ.
وقال ابن كثير رحمه الله في تفسير الآية المذكورة ما نصه الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ أي لا يقومون من قبورهم يوم القيامة إلا كما يقوم المصروع حال صرعه وتخبط الشيطان له وذلك أنه يقوم قياما منكرا.
وقال ابن عباس رضي الله عنه آكل الربا يبعث يوم القيامة مجنونا يخنق رواه ابن أبي حاتم قال وروي عن عوف بن مالك وسعيد بن جبير والسدي والربيع بن أنس وقتادة ومقاتل بن حيان نحو ذلك انتهى المقصود من كلامه رحمه الله.
وقال القرطبي رحمه الله في تفسيره على قوله تعالى الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ في هذه الآية دليل على فساد إنكار من أنكر الصرع من جهة الجن وزعم أنه من فعل الطبائع وأن الشيطان لا يسلك في الإنسان ولا يكون منه مس. ا هـ.
وكلام المفسرين في هذا المعنى كثير من أراده وجده.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه "إيضاح الدلالة في عموم الرسالة للثقلين" الموجود في مجموع الفتاوى جـ19 ص9 إلى ص65 ما نصه بعد كلام سبق. ولهذا أنكر طائفة من المعتزلة كالجبائي وأبي بكر الرازي وغيرهما دخول الجن في بدن المصروع ولم ينكروا وجود الجن إذ لم يكن ظهور هذا في المنقول عن الرسول كظهور هذا وإن كانوا مخطئين في ذلك.
ولهذا ذكر الأشعري في مقالات أهل السنة والجماعة أنهم يقولون أن الجني يدخل في بدن المصروع كما قال تعالى الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل قلت لأبي إن قوما يزعمون أن الجني لا يدخل في بدن الإنسي فقال يا بني يكذبون هو ذا يتكلم على لسانه. وهذا مبسوط في موضعه.
وقال أيضا رحمه الله في ج24 من الفتاوى ص276-277 ما نصه. وجود الجن ثابت بكتاب الله وسنة رسوله واتفاق سلف الأمة وأئمتها وكذلك دخول الجني في بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة أهل السنة والجماعة قال الله تعالى الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم وقال عبد الله ابن الإمام أحمد بن حنبل قلت لأبي إن أقواما يقولون إن الجني لا يدخل بدن المصروع فقال يا بني يكذبون. هو ذا يتكلم على لسانه. وهذا الذي قاله أمر مشهور.
فإنه يصرع الرجل فيتكلم بلسان لا يعرف معناه. ويضرب على بدنه ضربا عظيما لو ضرب به جمل لأثر به أثرا عظيما والمصروع مع هذا لا يحس بالضرب ولا بالكلام الذي يقوله. وقد يجر المصروع غير المصروع ويجر البساط الذي يجلس عليه ويحول الآلات وينقل من مكان إلى مكان ويجري غير ذلك من الأمور من شاهدها أفادته علما ضروريا. بأن الناطق على لسان الإنسي والمحرك لهذه الأجسام جنس آخر غير الإنسان. وليس في أئمة المسلمين من ينكر دخول الجني في بدن المصروع ومن أنكر ذلك وادعى أن الشرع يكذب ذلك فقد كذب على الشرع وليس في الأدلة الشرعية ما ينفي ذلك. ا هـ.
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه زاد المعاد في هدي خير العباد جـ4 ص66 إلى69 ما نصه..
الصرع صرعان : صرع من الأرواح الخبيثة الأرضية وصرع من الأخلاط الرديئة والثاني هو الذي يتكلم فيه الأطباء في سببه وعلاجه.
وأما صرع الأرواح, فأئمتهم وعقلاؤهم يعترفون به, ولا يدفعونه, ويعترفون بأن علاجه بمقابلة الأرواح الشريفة الخيرة العلوية لتلك الأرواح الشريرة الخبيثة, فتدافع آثارها, وتعارض أفعالها وتبطلها, وقد نص على ذلك بقراط في بعض كتبه, فذكر بعض علاج الصرع, وقال: هذا إنما ينفع من الصرع الذي سببه الأخلاط والمادة.
وأما الصرع الذي يكون من الأرواح فلا ينفع فيه هذا العلاج, وأما جهلة الأطباء وسقطتهم وسفلتهم ومن يعتقد بالزندقة فضيلة فأولئك ينكرون صرع الأرواح ولا يقرون بأنها تؤثر في بدن المصروع وليس معهم إلا الجهل, وإلا فليس في الصناعة الطبية ما يدفع ذلك, والحس والوجود شاهد به, وإحالتهم ذلك على غلبة بعض الأخلاط هو صادق في بعض أقسامه لا في كلها.
إلى أن قال: وجاءت زنادقة الأطباء فلم يثبتوا إلا صرع الأخلاط وحده ومن له عقل ومعرفة بهذه الأرواح وتأثيراتها يضحك من جهل هؤلاء وضعف عقولهم.
وعلاج هذا النوع يكون بأمرين:
أمر من جهة المصروع وأمر من جهة المعالج، فالذي من جهة المصروع يكون بقوة نفسه, وصدق توجهه إلى فاطر هذه الأرواح وبارئها, والتعوذ الصحيح الذي قد تواطأ عليه القلب واللسان, فإن هذا نوع محاربة, والمحارب لا يتم له الانتصاف من عدوه بالسلاح إلا بأمرين: أن يكون السلاح صحيحا في نفسه جيدا, وأن يكون الساعد قويا فمتى تخلف أحدهما لم يغن السلاح كثير طائل, فكيف إذا عدم الأمران جميعا؟ ويكون القلب خرابا من التوحيد والتوكل والتقوى والتوجه، ولا سلاح له.
والثاني من جهة المعالج: بأن يكون فيه هذان الأمران أيضا, حتى أن من المعالجين من يكتفي بقوله "اخرج منه" أو يقول "بسم الله" أو يقول "لا حول ولا قوة إلا بالله" والنبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: اخرج عدو الله أنا رسول الله
وشاهدت شيخنا يرسل إلى المصروع من يخاطب الروح التي فيه, ويقول قال لك الشيخ اخرج فإن هذا لا يحل لك؛ فيفيق المصروع وربما خاطبها بنفسه وربما كانت الروح ماردة فيخرجها بالضرب؛ فيفيق المصروع ولا يحس بألم, وقد شاهدنا نحن وغيرنا منه ذلك مرارا.
إلى أن قال: وبالجملة فهذا النوع من الصرع وعلاجه لا ينكره إلا قليل الحظ من العلم والعقل والمعرفة, وأكثر تسلط الأرواح الخبيثة على أهله تكون من جهة قلة دينهم وخراب قلوبهم وألسنتهم من حقائق الذكر والتعاويذ والتحصينات النبوية والإيمانية, فتلقى الروح الخبيثة الرجل أعزل لا سلاح معه وربما كان عريانا فيؤثر فيه هذا.. انتهى المقصود من كلامه رحمه الله.
وبما ذكرناه من الأدلة الشرعية وإجماع أهل العلم من أهل السنة والجماعة على جواز دخول الجني بالإنسي يتبين للقراء بطلان قول من أنكر ذلك وخطأ فضيلة الشيخ علي الطنطاوي في إنكاره ذلك.
وقد وعد في كلمته أنه يرجع إلى الحق متى أرشد إليه فلعله يرجع إلى الصواب بعد قراءته ما ذكرنا نسأل الله لنا وله الهداية والتوفيق.
ومما ذكرنا أيضا يعلم أن ما نقلته صحيفة الندوة في عددها الصادر في 14 / 10 / 1407هـ ص8 عن الدكتور محمد عرفان من أن كلمة جنون اختفت من القاموس الطبي, وزعمه أن دخول الجني في الإنسي ونطقه على لسانه أنه مفهوم علمي خاطئ مائة في المائة.
كل ذلك باطل نشأ عن قلة العلم بالأمور الشرعية وبما قرره أهل العلم من أهل السنة والجماعة وإذا خفي هذا الأمر على كثير من الأطباء لم يكن ذلك حجة على عدم وجوده بل يدل ذلك على جهلهم العظيم بما علمه غيرهم من العلماء المعروفين بالصدق والأمانة والبصيرة بأمر الدين بل هو إجماع من أهل السنة والجماعة كما نقل ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية عن جميع أهل العلم ونقل ذلك أيضا عن أبي الحسن الأشعري أنه نقل ذلك عن أهل السنة والجماعة ونقل ذلك أيضا عن أبي الحسن الأشعري العلامة أبو عبد الله محمد بن عبد الله الشبلي الحنفي المتوفى سنة 799هـ في كتابه آكام المرجان في غرائب الأخبار وأحكام الجان في الباب الحادي والخمسين من كتابه المذكور.
وقد سبق في كلام ابن القيم رحمه الله أن أئمة الأطباء وعقلاءهم يعترفون به ولا يدفعونه وإنما أنكر ذلك جهلة الأطباء وسقطتهم وسفلتهم وزنادقتهم.
فاعلم ذلك أيها القارئ وتمسك بما ذكرناه من الحق ولا تغتر بجهلة الأطباء, وغيرهم ولا بمن يتكلم في هذا الأمر بغير علم ولا بصيرة بل بالتقليد لجهلة الأطباء وبعض أهل البدع من المعتزلة وغيرهم، والله المستعان..
الظافر
07-22-2008, 12:30 PM
الحمد لله حق حمده و الصلاة و السلام على من لا نبي من بعده و على آله و صحبه و من سار على نهجه و اهتدى بهديه إلى يوم الدين , و بعد .
تعبت و الله عيناي و أنا أقرأ ما قد كتب و أحببت أن أضع خطا عريضا تحت أمور هي من اختصاصي بما أني طبيب أعصاب و نفس .
الصرع : الصرع ليس فقط ما قيل في الردود , بل هو أكثر بكثير , و لن أحاول حصره أو حشره و لكن :
الصرع و باختصار هو عبارة عن شحنات كهربائية زائدة يطلقها الدماغ بسبب أو بدون سبب , و هي تؤثر على باقي جسده المتعلق بالنقطة التي تم شحنها أكثر .
إذا وجدت رجلا يتحرك اصبعه مثلا و أنت تكلمه , فتسأله ما لك ؟ فإن قال أنه ليس به شيء و لكن اصبعه يتحرك تلقائيا , فامسك اصبعه بيدك و اشدد , فإن توقف التحريك لم يكن صرعا و أما إذا بقيت الإصبع على حركتها رغم أنك شددت عليها فهذا صرع .
ليس الصرع فقط أن يقع الإنسان في غيبوبة و أن يسيل لعابه و أن يتبول أو يتغوط , لأنه في هذه الحالة سيكون صرعا كليا , و أما إذا لم يفقد الوعي ولم تحدث معه أعراض أخرى فيكون صرعا جزئيا .
إذن , الصرع هو شحنات كهربائية زائدة يبعثها الدماغ , فما أسبابه ؟
ليس للصرع سبب دقيق مباشر صريح معروف , فقد يكون (لا للحصر و إنما للمثال ) :
- الجلوس طويلا أمام شاشة التلفاز أو الكمبيوتر , شرب الخمر , تعاطي المخدرات , حادث في الرأس , استخدام بعض الأدوية المهيجة للأعصاب أو بعض الأدوية النفسية التي لها تأثير جانبي سلبي ............ و الخ .
طيب , ماذا لو جاء المريض و أنا فحصته و عاينته و وجدت أن دماغه يبعث بشحنات كهربائية و لم أجد سببا مقنعا طبيا لهذا , فماذا سأفعل ؟؟؟
هل تعلمون في أوروبا ماذا يفعلون ؟ هل تعلمون ماذا يطلب الطبيب الأوروبي النصراني من مريضه ؟ يقول له خذ هذا الدواء , و لا تقرب الخمر و المخدرات و التلفاز و الكمبيوتر , و اذهب إلى الكنيسة عسى أن يساعدك القس الفلاني مع الدواء فتشفى .
فكيف بنا و نحن أمة فاقت الأمم نورا ؟ و كيف بنا و نحن أمة علت الأمم تشريعا ؟ أفينا كتاب الله و بيننا هدي رسول الله صلى الله عليه و سلم و نحن نركض خلف الهوى ؟؟؟؟
-------------
لأعود : هل يمكن للجني علميا أن يدخل جسد الإنسان ؟
أقول علميا لأنني مقتنع بالحجج و البراهين الدينية على ذلك , و لكن ليطمئن قلب من لم يقتنع , فللأسف أصبحنا كالغرب نقتنع بالعلم قبل اقتناعنا بالدين إلا من رحم الله .
هنالك آلة علمية روسية و أخرى فرنسية , يتم و ضع سماعات على أذني الشخص الذي نريد فحصه , هذه السماعات متصلة اتصالا مباشرا بجهاز حساس جدا , و هو بدوره متصل بالكمبيوتر .
هذا الجهاز يعمل بنظام التصوير الرنيني لكنه أعمق بكثير , ... على شاشة الجهاز تظهر صور ملونة عبارة عن المكان الذي أقوم بمشاهدته في جسم الإنسان , يرسلها الدماغ نحو الجهاز , فتجد على شاشة الكمبيوتر العضو المحدد و عليه أشكال هندسية : إما مربعات صفراء أو مثلثات حمراء عادية أو مثلثات حمراء مقلوبة أو دوائر بنية .
المثلثات الحمراء العادية تعني أن هذا العضو سليم و لا يشكو من شيء , و المقلوبة تعني أن العضو مريض و لكن ليس هو الأساس في المرض , و أما الدوائر البنية فتعني أن المرض في العضو نفسه .... طيب المربعات الصفراء ماذا تعني ؟
يا بروفسير , يا أيها العبقري الذي اكتشف هذا الجهاز , ايها العلماني الذي لا يؤمن بخالق و لا بجن و لا بملائكة , ماذا تقول عن هذه المربعات الصفراء ؟؟؟ هل تعلمون ماذا يقول ؟ يقول هذه المربعات الصفراء تعني أن هذا العضو مشحون داخليا بشحنات سالبة ليست من الجسد و إنما هي طاقة خارجة اختزنت فيه ... طيب يا دكتور ما هي هذه الشحنات و ما سببها ؟؟ فيقول ::: لولا أن يقال عني مجنون لقلت أنها أرواح تسكن هذا العضو ...
هذا رد من لا يؤمن أصلا بوجود الجان ...
دخلت إليه ذات يوم و عنده طفل يبكي و يبكي و يبكي و يعلو صراخه , فأسأل , ما لهذا الطفل ؟ فيقول جاءت به أمه للفحص على هذا الجهاز و لكنه لم يسكت و لا يطيق تركيب شيء على أذنيه و لقد حاولت لدقيقة و نصف غير أن الجهاز لم يعطني إلا مربعات صفراء , فقلت له : يا دكتور , إذا كانت المربعات تعني وجود شحنات خارجية داخل الجسد و أنا مسلم و لا يذهي تفكيري إلا للجن فهل تسمح لي أن أحمل هذا الطفل ؟ قال نعم ... أخذت الطفل بين يدي و هو يبكي و أذنت في أذنيه و قرأت الكرسي و الإخلاص و المعوذتين , و والله الذي لا إله إلا هو لم أكد أنتهي حتى غط الطفل في نوم عميق و تم فحصه على الجهاز و لم يجد الدكتور شيئا يذكر , فقالت لي أمه ماذا قلت ؟ قلت لها , فطلبت مني أن أكتب ما قلت و لكن يحروف لاتينية حتى تقرأها هي ...
تعبت من الكتابة , و لمن أراد المزيد فيوجد إن شاء الله ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ من طرابلس لن أستفيض بنقل الأدلة لوجود من بّينها لك بارك الله فيهم ولن أناقشك فيها كلها
فقط هذا الحديث كيف تفهمه روى ابن ماجه بسند صحيح ( أولا السند صحيح مئة بالمئة ومن المعلوم من أنكر حديثا ثابتا عن رسول الله يكفر إلا إذا كان مجتهدا مؤولا فحينئذ يعذر لعلمه ويلزم بالمرجح من الأدلة فإذا كنت مجتهدا اجتهادا مطلقا فقد نعذرك على قولك هذا وإن لم تكن كذلك فعليك بالتوبة مما ترسخ في ذهنك برد حديث رسول الله )
فالسؤال لك أيها الفاضل هل يمكنك نقض السند حتى تبطل مضمون الحديث تفضل إذا كنت عالما وإلا التزم
عن عثمان بن العاص قال : لما استعملني رسول الله صلى الله عليه وسلم على الطائف جعل يعرض لي في صلاتي حتى ما أدرى ما أصلى فلما رأيت ذلك رحلت إلى رسول الله فقال إبن أبى العاص قلت يا رسول الله عرض لي شىء فى صلواتى حتى ما أدري ما أصلى قال ذاك الشيطان
( قلت هل يمكنك تأويل قول النبي صلى الله عليه وسلم بقول أنه ليس شيطانا ؟)
ادنه فدنوت منه ، فجلست على صدورقدمى قال فضرب صدرى بيده وتفل فى فمى وقال : أخرج عدوالله
قلت : وهل الرسول يلغو معناوحاشا يقول له اخرج وهو ليس بالداخل ؟!!
ففعل ذلك ثلاث مرات ثم قال إلحق بعملك قال عثمان : فلعمري ما أحسبه خالطني بعد
أرجو الرد على هذه النقطة لو تكرمت وإلا سوف اتهمك بالتألي والاستهزاء بحديث رسولك الكريم وبإثارة القلائل بلا حجة ولا برهان
اخي الحبيب طرابلسي لقد اورد من طرابلس هذا الحديث والرد عليه في فتوى سابقة لكلامك. واوضح تماما انه لم يقصد ان يرد الحديث الصحيح فلم يكن هناك داع لاتهامه بهذا الامر .. فلا يوجد مسلم يرد سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.. صحيح ان الاخ من طرابلس استفزك ولكن لم يكن هناك داعي لأن تشكك في دينه لمجرد انه استفزك.. فهو والحمدلله انسان متدين وما تسأله عنه هو من اساسيات الايمان..
فيما يلي سانقل لكم ما ورد في الفتوى التي لم يكلف احد منكم قراءتها .. ولا اتبنى ما قيل فيها ولكن انتظر منكم متابعة الحوار من هذه النقطة.
عزام
أدلة من قال بأن الشيطان يدخل يسيطر على جسد الإنسان ويتكلم بلسانه
دليل:
ما أخرجه ابن ماجه (2|1174 #3548): حدثنا محمد بن بشار ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثني عيينة بن عبد الرحمن حدثني أبي عن عثمان بن أبي العاص قال: لما استعملني رسول الله r على الطائف جعل يعرض لي شيء في صلاتي حتى ما أدري ما أصلي. فلما رأيت ذلك رحلت على رسول الله r، فقال: «ابن العاص»؟ قلت: «نعم يا رسول الله». قال: «ما جاء بك»؟ قلت: «يا رسول الله، عرض لي شيء في صلاتي حتى ما أدري ما أصلي». قال: «ذاك الشيطان، أدنه». قال: فدنوت منه، فجلست على صدور قدمي. قال: فضرب صدري بيده وتفل في فمي، وقال: «اخرج عدو الله»، ففعل ذلك ثلاث مرات. ثم قال: «الحق بعملك». فقال عثمان: «فلعمري ما أحسبه خالطني بعد».
وهذا حديث ضعيف. فقد أخرجه ابن ماجة من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري، وقد كان ثقة في أول أمره. لكن قال أبو داود: «تغير تغيرا شديداً»! وله من الحديث ما أنكره العلماء، كما تجد في ترجمته في كامل ابن عدي. والحديث الذي في صحيح مسلم مقدم عليه. ثم إن الحديث ليس صريحاً في التلبس، إذا جمعنا بينه وبين الروايات الأخرى (هذا على فرض أنه صحيح).
ففي صحيح مسلم (1|341 #468): حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، حدثنا أبي، حدثنا عمرو بن عثمان، حدثنا موسى بن طلحة، حدثني عثمان بن أبي العاص الثقفي: أن النبي r قال له: «أُمّ قَوْمَكَ». قلت: «يا رسول الله. إني أجد في نفسي شيئاً». قال: «ادْنُهْ». فجلّسني بين يديه، ثم وضع كفه في صدري بين ثديي، ثم قال: «تحوّل». فوضعها في ظهري بين كتفي، ثم قال: «أُمّ قومك. فمن أَمّ قوماً فليخفف، فإن فيهم الكبير وإن فيهم المريض وإن فيهم الضعيف وإن فيهم ذا الحاجة. وإذا صلى أحدكم وحده، فليُصلّ كيف شاء».
وجاء في باب آخر في صحيح مسلم (4|1728 #2203): حدثنا يحيى بن خلف الباهلي، حدثنا عبد الأعلى، عن سعيد الجريري، عن أبي العلاء: أن عثمان بن أبي العاص أتى النبي r فقال: «يا رسول الله. إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي، يلبسها علي». فقال رسول الله r: «ذاك شيطان يقال له خنزب. فإذا أحسسته، فتعوذ بالله منه، واتفل على يسارك ثلاثاً». قال: «ففعلت ذلك، فأذهبه الله عني».
قال الإمام النووي: «وقوله "أجد في نفسي شيئاً"، قيل: يحتمل أنه أراد الخوف من حصول شيء من الكبر والإعجاب له بتقدمه على الناس، فأذهبه الله تعالى ببركة كف رسول الله r ودعائه. ويحتمل أنه أراد الوسوسة في الصلاة، فإنه كان موسوساً، ولا يصلح للإمام الموسوس». أقول: فروايتي مسلم –كما قال النووي– تُبيّن أن عثمان بن أبي العاص كان موسوساً. والوسوسة غير التلبس. والذي يجعلني أجزم بأن الروايات الثلاث هي حادثة واحدة:
1) ما ورد من كلام عثمان t في تعليقه على الحادثة في رواية ابن ماجه «فقال عثمان: فَلَعَمْرِي ما أَحْسِبُهُ خَالَطَنِي بَعْدُ». وفي رواية مسلم «فعلت ذلك فاذهبه الله عني».
2) كما أن الذي جعلني أجزم بأنها حادثة واحدة أن رواة الحادثة عن عثمان مختلفون، فقد يكون كل منهم رواها بالمعنى. ففي رواية ابن ماجه، الذي روى الحادثة عن عثمان هو: عبد الرحمن بن جوشن الغطفاني. وفي رواية مسلم، الذي روى الحادثة عن عثمان هو: موسى بن طلحة، وفي رواية مسلم الثانية: أبو العلاء.
3) وعثمان وفد على النبي r في سنة تسع، أي قبل وفاة النبي r بفترة قصيرة.
4) وأن الشيطان كان يحول بينه وبين صلاته بمعنى: جعل بينه وبين كمال الصلاة والقراءة حاجزاً من وسوسته المانعة من رُوح العبادة وسرّها، وهو الخشوع.
5) ثم إن المشهور عند من يقولون بمثل هذا الأمر –أن الجن يتلبس الأنس– أن السبب في التلبس هو بعد الإنسان عن الله وكثرة الذنوب والمعاصي. وعثمان t صحابي وإمام قومه. فهل مثل هذا يتلبسه الشيطان؟!
ونستنتج مما سبق أن هذا الحديث يتحدث عن دخول الشيطان إلى ابن آدم ليوسوس له في صدره. وهذه حقيقة قرآنية لا نقاش فيها. إنما موضوعنا عن المس الشيطاني، بمعنى أن الشيطان يصبح هو المسيطر الكامل على الجسد، وهو الذي يتكلم ويتحرك ويحس. وهذا من الخرافات. ولو صح لادعى المجرم أنه وقت الجريمة كان الشيطان قد تلبسه، فهو غير مسؤول عن جسمه!
السلام عليكم
اليس هذا الكلام غريبا؟
اليس من حقنا ان نحذر من شيوع ثقافة معاشرة الجني للبنات؟
من منطلق الشرع لا العلم
http://forum.hawaaworld.com/showthread.php?t=631084
عزام
المس العاشق 000 بين مصدق ومكذب 000 ولكن ( أين الحقيقة ) !!!
--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثر الحديث في الفترة الأخيرة عن موضوع المس العاشق بين مصدق ومكذب .. وأريد أن اطرح اليوم عليكم هذا الموضوع بصورة سهلة بعيدة عن المبالغة والمغالطة التي يقع فيها الكثير من الناس .. فهذا الموضوع من الحقائق التي يعجز الفكر عن استيعابها ولكنها حقيقية فالجن يعشق الأنسيه لجمالها وحسنها وكذاك الجنية تعشق الإنسي .. وقد يكون العشق بسبب تواكيل شيطانية مربوطة بعالم السحر .. وقد يكون مربوط بحسد أو بعين .
وهذا الاقتران له أعراض كثيرة منها :
1 - كثرة الاحتلام سواء في المنام أو اليقظة أحيانا .
2 – أن يشعر الإنسان أن هناك من يحتضنه في فراشه دون أن يراه .
3 – أن يشعر الإنسان بشيء يثير شهوته .
4 - قد يشعر الإنسان في منامه بحالة المعاشرة الكاملة فيشعر بالإرهاق عند الاستيقاظ من النوم .
والجن لهم طرق وأساليب كثيرة في القدرة على إخافة الإنسي من الحديث عما يحدث له مما يجعل الإنسان يكثر من حاله العزلة والانطواء وشرود الذهن ..
ومن آثار هذه الاعتداءات على الإنسان العزوف عن الزواج .. وعدم طلب الفتاه من الخطاب .. وفي حالة حضورهم تشعر الفتاة بالمرض ويصبح لون وجهها أسود .. كما تكثر أسباب رفض العريس سواء من الفتاة أو من أهلها أو من العريس أو أهله وكل هذا من فعل الجني العاشق أو الجنية العاشقة .
والمعاشرة بين الجن والإنس تكون على أربعة أشكال :
1 – الاحتلام : وهذا يكون في المنام فقط .. ويوجب فيه الغسل لحدوث الإنزال .
2 – الاستمتاع : ويكون أثناء النوم أيضاً .. وفيه يستمتع الجني بالإنسي بغير شعور من الإنسان بكيفية لا يعلمها إلا الله .. وهذا لا يوجب الغسل لعدم حدوث الإنزال .
3 – المعاشرة الخفية : وهي أن يشعر الإنسان بحدوث عملية الجماع وهو متيقظ وفي كامل وعيه .. ولكنه لا يستطيع أن يدفع ذلك عن نفسه .
4 – التشكل : حيث يتشكل الجني على صورة إنسان وتحدث عملية الجماع بنفس طريقة حدوثه بين الإنس .. وهذا يعتبر حالة متقدمة وخطيرة جداً .
وبالطبع فإن هدف الجني في حالة العشق هو حدوث عملية الجماع بينه وبين الإنسي .. وهناك عدة
طرق يتمكن بها الإنسي بإذن الله من عدم تمكين الجني من عملية الجماع .. ومنها :
1 - دهان منطقة العورة والدبر بالمسك الأسود " الأحمر " .
2 – دهان الجسم بخليط من زيت الزيتون + زيت حبة البركة الذي تم قراءة آيات الرقية والحفظ عليه يوميا قبل النوم .
3 – تطيب ثياب النوم بالمسك أو الروائح الطيبة .
4 – لا ينام الإنسان وهو عريان أو بملابس شفافة .
5 – أن يحافظ الإنسان على قول بسم الله عند خلع ملابسه .. وذلك لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .
6 – المحافظة على أذكار الصباح والمساء وبصفة خاصة أذكار النوم .
7 – اجتناب المعاصي والحفاظ على الطاعات .
8 – عدم النوم منفردا .
9 – التوجه إلى الله بالدعاء قبل النوم أن يحفظه وأن يكفيه شر من تسلط عليه من الشياطين .
ويمكنك أخي المصاب وأختي المصابة معرفة ما إذا كان المس الموجود معك عاشق أم لا بقراءة الآيات التي تفضح هذا النوع من المس وتؤذيه .. فعند سماع هذه الآيات لن يصبر العاشق على تحملها وسوف يفضح نفسه بظهور أعراض سوف تعرفها عند وجودها .. كما تنفع هذه الآيات بإذن الله مع آيات الحفظ والتحصين في منع الجني العاشق من التمتع ومعاشرة المعشوق من الإنس .
الآية 165 من سورة البقرة :
وَمِنَ النّاسِ مَن يَتّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبّونَهُمْ كَحُبّ اللّهِ وَالّذِينَ آمَنُواْ أَشَدّ حُبّاً للّهِ وَلَوْ يَرَى الّذِينَ ظَلَمُوَاْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنّ الْقُوّةَ للّهِ جَمِيعاً وَأَنّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ .
الآيات 27 – 28 من سورة النساء :
وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الّذِينَ يَتّبِعُونَ الشّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً * يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً
الآية 10 من سورة القصص :
وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمّ مُوسَىَ فَارِغاً إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلآ أَن رّبَطْنَا عَلَىَ قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ .
الآيات 23 – 24 من سورة يوسف :
وَرَاوَدَتْهُ الّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نّفْسِهِ وَغَلّقَتِ الأبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنّهُ رَبّيَ أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنّهُ لاَ يُفْلِحُ الظّالِمُون * وَلَقَدْ هَمّتْ بِهِ وَهَمّ بِهَا لَوْلآ أَن رّأَى بُرْهَانَ رَبّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السّوَءَ وَالْفَحْشَآءَ إِنّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِين .
الآيات 33 – 34 من سورة يوسف :
قَالَ رَبّ السّجْنُ أَحَبّ إِلَيّ مِمّا يَدْعُونَنِيَ إِلَيْهِ وَإِلاّ تَصْرِفْ عَنّي كَيْدَهُنّ أَصْبُ إِلَيْهِنّ وَأَكُن مّنَ الْجَاهِلِينَ * فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنّ إِنّهُ هُوَ السّمِيعُ الْعَلِيمُ .
الآية 30 من سورة يوسف :
وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِين .
الآيات 54 – 55 من سورة النمل :
وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ * أَإِنّكُمْ لَتَأْتُونَ الرّجَالَ شَهْوَةً مّن دُونِ النّسَآءِ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ .
الآيات 1 – 3 من سورة النور :
سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَآ آيَاتٍ بَيّنَاتٍ لّعَلّكُمْ تَذَكّرُونَ* الزّانِيَةُ وَالزّانِي فَاجْلِدُواْ كُلّ وَاحِدٍ مّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلاَ تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الاَخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَآئِفَةٌ مّنَ الْمُؤْمِنِينَ*الزّانِي لاَ يَنكِحُ إِلاّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزّانِيَةُ لاَ يَنكِحُهَآ إِلاّ زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ
الآية 68 من سورة الفرقان :
وَالّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللّهِ إِلَهَا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النّفْسَ الّتِي حَرّمَ اللّهُ إِلاّ بِالْحَقّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً .
الآية 19 من سورة النور :
إِنّ الّذِينَ يُحِبّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الّذِينَ آمَنُواْ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدّنْيَا وَالاَخِرَةِ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ
الآيات 72 – 74 من سورة الرحمن :
حُورٌ مّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ * فَبِأَيّ آلآءِ رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ * لَمْ يَطْمِثْهُنّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَآنّ .
الآية 54 من سورة سبأ :
وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مّن قَبْلُ إِنّهُمْ كَانُواْ فِي شَكّ مّرِيبِ
الظافر
07-23-2008, 01:08 PM
الله يبارك فيك أخ عزام و بالجميع .
شو رأيكم ان أحد من المشرفين يشيل المداخلات يللي ما الها داعي و يخلي يللي بصلب الموضوع ؟
لأن صراحة الموضوع مهم جدا في عصر كثر فيه المتفشكلون و المتفشكلات , و بحاجة إلى دراسته من جميع النواحي .
الله يهديني و يهديكم , ضيعتولي ردي :) عن الإثبات العلمي لسبب الخلاف .
شو رأيكم ؟؟؟؟
و الله أجمل شي ان نأخذ المواضيع واحدا واحدا و أن نحللها قرآنيا و سنيا و صحابيا و علميا و بعدها نصل إلى نتيجة تكون مفعمة بكل ما يلزم للمرء أن يعرف .
فـاروق
07-23-2008, 01:21 PM
تم ذلك
جزاك الله خيرا
al_muslim
07-23-2008, 05:19 PM
السلام عليكم
منذ البارحة وأنا تصفح مقالات وردود هذا الموضوع الشائك ,
فوجدت أن كل صاحب مقال في هذا الموضوع معه حق في بعض وليس معه حق في البعض الآخر .
ووجدت أقربكم للصواب والواقعية والشرع مقال الأخ عزام . إلا أنني أختلف معه في نقطة مهمة وهي أن الشيطان لا يستطيع أن يتمثل في شكل أنسي معروف .
وأما الحادثة التي وردت في قصة أبي هريرة فهي أمر خاص ربما وقع لتعليم أمة محمد فضل آية الكرسي
وأما ما ذكر في أن الشيطان جاء قريشا عندما أرادوا الكيد للرسول صلى الله عليه وسلم في شكل رجل نجدي . فأولا الرواية هذه لم تكن عن لسان الرسول صلى الله عليه وسلم مباشرة
ثم أن الرجل غير معروف فلربما دفع الشيطان رجلا ما ليحضر إلى ذلك المؤتمر فيلقي عليهم من يريده الشيطان .. الخ
لأنه لو استطاع الشيطان أن يتمثل بصورة رجل أو امرأة لخربت الدنيا ولم يعد هناك شيء ثابت ولا شرع ولا قانون ..
لأنه قد يتمثل الشيطان بصورتي ويسرق .. فمن رآه وشهد ضدي فما قيمة أنكاري لذلك شرعا ؟؟
وقد يزني بصورة رجل ما ،، ويتهمه الناس ظلما وهو بريء
وقد يأتي بصورة امراة فيعرض الفاحشة على أحد ما فإذا راى الرجل المرأة الحقيقية ظن بها السوء
وقد يدخل على المرأة بصورة زوجها ...
وووو لذلك لو استطاع الشيطان أن يتمثل بصورة رجل لما عاد على الأرض قانون ولا شرع ولا شهود ولا نفي ولا أثبات ,وولاشيء
لذلك لا يمكن أن يتمثل الشيطان بصورة أنسي والذي يستطيع ذلك هم الملائكة فقط .
وما حصل في التاريخ لمرات قليلة كانت بإذن من الله تعالى لحكمة في وقتها ككلام سيدنا يحي عليه السلام مع الشيطان ،،زقصة ابي هريرة رضي الله عنه حوادث معدودة سمح الله تعالى بها لا يمكن أن تتكرر .
وهذا ما ذكره أيضا الشيخ متولي شعراوي رحمه الله ..
والسلام عليكم .
من طرابلس
07-24-2008, 07:53 AM
الحمدلله الأمور الآن أصبحت أكثر وضوحا ويا ليت الإخوة وعلى رأسهم الأخ الكريم طرابلسي قرؤا الردود على أدلتهم منذ البداية وأتمنى عليك أخي الكريم أن تكون باحثا عن الحق ولا تتعصب لرأيك بعد أن أصبح الأمر جليا بعدم قدرة الجن على لبس البشر
على كل حال شكرا للأخ عزام الذي وضع النقاط على الحروف ونقل الأدلة وأنا أدين له بذلك وهو معروف بحياديته وتوازنه
مقاوم
07-24-2008, 03:35 PM
وما حصل في التاريخ لمرات قليلة كانت بإذن من الله تعالى لحكمة في وقتها ككلام سيدنا يحي عليه السلام مع الشيطان ،،زقصة ابي هريرة رضي الله عنه حوادث معدودة سمح الله تعالى بها لا يمكن أن تتكرر
أخي المسلم بارك الله فيك وجزاك عنا خيرا
كلامك أعلاه يلزمه الدليل النقلي وإن كان دليله العقلي قائما والله اعلم.
الظافر
07-24-2008, 04:08 PM
أخي الكريم , المسلم .
حين انشق البحر بعصا موسى كان هذا معجزة لنبي لا تتكرر إلا لنبي .
أما ما حدث لأبي هريرة رضي الله عنه فيمكنه أن يحدث لأي شخص آخر و لا يوجد دليل واحد يثبت خلاف هذا .
من المعروف قول النبي صلى الله عليه وسلم أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم , فكيف يجري في دمه إذا لم يدخل فيه ؟
طيب , في تفسير القرطبي للآية 64 من سورة الإسراء :
روي عن مجاهد قال : إذا جامع الرجل ولم يسم انطوى الجان على إحليله فجامع معه , فذلك قوله تعالى : " لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان " وسيأتي . وروى من حديث عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن فيكم مغربين ) قلت : يا رسول الله , وما المغربون ؟ قال : ( الذين يشترك فيهم الجن ) . رواه الترمذي الحكيم في نوادر الأصول . قال الهروي : سموا مغربين لأنه دخل فيهم عرق غريب . قال الترمذي الحكيم : فللجن مساماة بابن آدم في الأمور والاختلاط ; فمنهم من يتزوج فيهم , وكانت بلقيس ملكة سبأ أحد أبويها من الجن . وسيأتي بيانه إن شاء الله تعالى .
فكيف يتم الإختلاط إذا لم يدخل الجني جسد ابن آدم ؟
اخرج الإمام احمد في مسنده :حدثنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن عطاء بن السائب عن عبد الله بن جعفر عن يعلي بن مره الثقفي قال :ثلاثة أشياء رأيتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ذكر الحديث إلى أن قال ثم سرنا فمررنا بماء فأتته امرأة بابن لها به جنه فاخذ النبي صلى الله عليه وسلم منخره فقال اخرج إني محمد رسول الله قال ثم سرنا فلما رجعنا من سفرنا مررنا بذلك الماء فاتت امرأة بجزر ولبن ، فأمرها أن ترد الجزر وأمر أصحابه فشربوا من اللبن فسألها عن الصبي فقالت والذي بعثك بالحق ما رأينا منه ريبا بعدك
طيب , من أو ما الذي خاطبه رسول الله صلى الله عليه وسلم و أمره أن يخرج ؟
إخواني , ألا ترون أن هذا يعاض ما تقولون من أن الجني لا يدخل جسد الإنسي ؟
بارك الله فيكم
من فضلكم لا احد بدخل اسمي في اي موضوع
جزاكم الله خيرا
عزام
al_muslim
07-26-2008, 07:53 PM
الأخ مقاوم السلام عليكم
إذا كان الدليل العقلي قائما فهل يتعارض الدين مع العقل والواقع .
يعني لو شهد أربعة رجال على رجل بالزنا ثم قال لست أنا إنما كان ذلك جنيا فهل يقبل منه القاضي المسلم هذا الكلام ، فإذا كان يقبل, كان كلامك صحيحا وإذا لم يقبل يعني أن قولك مردود شرعا ..
ثم إذا كان للجن أن يتمثل بإنسان ( على فرض صحته ) فيستحيل قطعا أن يكون إنسانا معروفا ..
الأخ الظافر السلام عليكم ..
أنت تقول ولا يوجد دليل واحد يثبت خلاف ما تقول ، فأنا أسألك نفس السؤال أعلاه ما رأيك فيه ؟؟
ثم أنك فهمت كلامي خطأ ، أنا قلت أن الجني أو الشيطان لا يمكن أن يتمثل في صورة أنسي ، ولم أقل أنه لا يدخل فيه فهذا مما لا خلاف فيه أنه يدخل ويخرج .
أما قولك عن مشاركة الشيطان للرجل في الجماع فأيضا أنا لم آت على ذكره ولا أنكره فقد قال تعالى : .. وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم .. الآية .
وأما قولك أن ملكة سبأ كان أحد أبويها من الجن فهذا غير صحيح ولو قاله مفسر أو عالم إلا إذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم وهو لم يقل ذلك . ولسنا ملزمين بتصديق غيره ..لأن الشيطان يشارك ولكن لا إنجاب بين أنسي وجني فهذا مستحيل ..
الأخ الظافر أنت طبيب كما تقول وأنت تعلم أن نفس الإنسان تمرض كما يمرض الجسد وأن وأن لكل إنسان شيطان قرين وسرعان ما يستغل الخبيث هذا المرض ويزيد من وسوسته وتأثيره وسرعان ما تتأثر النفس المريضة بهذا الفعل ، لذلك فاعلم أنه لا ينفصل المرض النفسي عن تأثير الشيطان ، فإذا خاف الإنسان استغل الشيطان ذلك وقد ضرب الله على المنافقين في ذلك مثلا فقال تعالى : .. يحسبون كل صيحة عليهم ..
وقال تعالى : إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه ..
لذلك فالمصابون بالوسواس مريضون نفسيا وعصبيا وشيطانيا
وحتى أحيان المرض المؤقت كالغضب الشديد والفرح الشديد لا يدع الشيطان الإنسان فيهما ليستغل ذلك ..
ولذلك فإن الإنسان القوي الإرادة يقاوم جسده المرض النفسي والعضوي ..
والإنسان الضعيف الإرادة إذا خاف من مرضه العضوي أو النفسي فخوفه يزيد من مرضه ..
لذلك فإننا نرى أن كثيرا من الكفار عندما يمرضون نفسيا ويذهبون إلى أحبارهم ورهبانهم فإنهم يشفون إذا حصل عندهم ثقة في أن هذا الشخص له قدرة على طرد الشيطان فتقوى نفسه فيشفى .
وقد حصل مرة أني قابلت شيخا يأتيه الناس لمثل هذه الأمور ويدّعي أنه يكلم الجن فسألتُه : كيف تحضر الجن أليس هذا أمر محرم ؟؟ فقال :
أعوذ بالله أنا لا أقوم بهذا العمل فقلت فكيف تقول للناس ذلك ؟؟
فقال : هذه معالجة أنا أعالجهم ولو بالكذب ولا أرى ذلك محرما فمثلا : أتاني رجل مرة فقال :
يا شيخ يأتيني جني ليلا فيقلقني ويقول لي أشياء عن الفاحشة حتى أني أخاف من مجيء الليل .
فقال له الشيخ : نعم نعم عرفته .. ( وحول براسه قائلا) هذا الجني اسمه ( كذا) وهو دائما يفعل هذا مع الناس سوف أعقد اليوم اجتماعا معهم فاطمئن إن شاء الله لن يعود إليك ..
قال لي الشيخ : ذهب الرجل وبعد أيام وقد نسيت أمره جاءني ليشكرني قائلا : أنا اشكرك يا شيخ فلم يعد الشيطان علي وأنا أنام .. الخ
وقد قص علي الشيخ ثلاث قصص مماثلة يبين فيها أنه يكذب لمعالجة الناس وأنه لا يرى ذلك حراما ..
وقد روت لي امرأة من قريباتي أنها كانت تعمل ممرضة في مستشفى ، وكان دوامها ليلا ، فأتاها رجل وهو مصر على أن تعطيه أبرة مورفين ، وكان حينها سنة (1976) فوضى فلا دولة ولا شرطة وأصر وهدد وقال أنه لن يذهب إلا بعد أن يأخذ المورفين وعرض المال الكثير ، فبعد أن يئست منه الممرضة جاءت بإبرة ماء (الذي يخلط مع الدواء الجاف ) وأعطته إياها فهدأ وذهب ظانا نفسه أخذ أبرة مورفين ..
نفس الإنسان عميقة وأغوارها لم تسبر بعد وليس كل ما لم نعلم سببه نعلقه على شماعة الشيطان فنحن نؤمن بما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه فقط وما سوى ذلك فبين ومصدق وغير مصدق
والسلام عليكم .
عابر سبيل
07-26-2008, 08:58 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية أقول بارك الله فيك أبا عمر فقد اتيت ببعض الحقيقة إلا انها ناقصة بإنكارك تقمص شكل الانسي مع أن ثبوته قائم في السيرة وقولك من المحال كذا وكذا أقول بل ربنا جل في علاه قد حرم الظلم على نفسه وجعله بيننا محرما فمحال أن يظلم احدا بأن يلبسه تهمة ما أرجو أن نكون قد اتفقنا على هذه النقطة
الأخ فاروق سألت فخر عن قصدك أنك وضعت مثبتا تنذرني به ولم أعلم به من قبل فهل اوضحت أكثر ولو على الخاص مع العلم كل من حاول او يحاول الانتقاص مني في الموقع أتبسم له وأقول في نفسي غفر الله له وهداه إلى الحق إلا أن أقرأ كلاما منك وأنا أحسبك على خير كبير فمثلك يمكن الزعل منه ويحتاج إلى توضيح وبيان وقد بيّنت لكم جميعا باحدى تعقيباتي بأني سأتوقف عن الكتابة في موقعكم لأسباب تتعلق بمشكلة بكتفي إلا أن السبب الآخر المستجد لم يأت من من طرابلس _ آخر همي _ أو من اخونا عزام الذي أعترف بعلمه وأفضاله بل السبب الآخر جاء من موضوعك الذي انذرتني به وكدت أن تمنعني من الكتابة :) والذي لا أعلم به لهذه اللحظة
الأخ عزام اعتذرنا منك لننهي الجدل البيزنطي في هذا الموضوع وليس لكون الحق إلى جانبك ...
بالنهاية نحن اخوة والخلاف لا يفسد بيننا إن شاء الله فما زلت أحسبك على خير واتحفظ عن بعض التصرفات ...
الأخ من طرابلس هداك الله
بما اني اعتبرك جاهلا ببعض الأمور وهذا لا يقدح بشخصك الكريم إلا أنني أنصحك أن لا تتكلم بما لا تحسن نقاشه فما روابطك التي أرفقتها والتي لا تعلم ما بداخلها فأفيدك علما أن المسألة فيها خلاف بين أهل السنة والمعتزلة والمس والتلبس حاصل بأسانيد صحيحة
وإن كنت دائما أذهب إلى تقرير أن التلبس حالة نادرة وهذا ما لم تنتبه له في موضوع نماذج من تجاربي بالرقية حتى ان أبو البراء المعاني وغيره من المشايخ أنكر علي نسبة 5% التي ذكرتها لأن أكثر الحالات التي علمتها وتابعتها عن كثب تفيد المرض والوهم
وإليك هذا الرابط قد يجيب على كل تساؤولاتك طبعا إذا كنت تريد الحق وليس مجرد الجدال
ويمكنك متابعة كلامي تحت معرف ( عمر السلفيون )
http://www.ruqya.net/forum/showthread.php?t=193
وهنا موضوع أخطاء الرقاة تابعه http://www.ruqya.net/forum/showthread.php?p=152950&posted=1#post152950
وأيضا لتعلم منهجي في هذه المسألة أرجو متابعة هذا الرابط الذي يدور الآن الحوار حوله
http://www.roqyah.com/showthread.php?t=54591
كما يمكنك متابعة هذا الرابط الذي يدور نقاش من نوع آخر حوله أظنه يفيدك أيضا
http://www.roqyah.com/showthread.php?t=2185
واخيرا وقبل الرحيل أسأل كل من ينكر تلبس الجن ولو كان التلبس نادر جدا جدا أن يفسر لنا هذا الحديث إما يبطل سنده بعلم أو يشرحه بما يحمل من معان * عن عثمان بن العاص - رضي الله عنه - قال : ( لما استعملني رسول الله صلى الله عليه وسلم على الطائف ، جعل يعرض لي شيء في صلاتي ، حتى ما أدري ما أصلي 0 فلما رأيت ذلك ، رحلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ابن أبي العاص ؟ ) قلت : نعم ! يا رسول الله ! قال : ( ما جاء بك ؟ ) قلت : يا رسول الله ! عرض لي شيء في صلواتي ، حتى ما أدري ما أصلي 0 قال : ( ذاك الشيطان 0 ادنه ) فدنوت منه 0 فجلست على صدور قدمي0 قال ، فضرب صدري بيده ، وتفل في فمي، وقال : ( أخرج عدو الله ! ) ففعل ذلك ثلاث مرات 0 ثم قال : ( الحق بعملك ) ( صحيح ابن ماجة – 2858 ) 0
يقول العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله - : ( وفي الحديث دلالة صريحة على أن الشيطان قد يتلبس الإنسان ، ويدخل فيه ، ولو كان مؤمنا صالحا ) ( سلسلة الأحاديث الصحيحة – 2918 ) 0
وأيضا حديث أم زفر عن عطاء بن رباح قال : قال لي ابن عباس - رضي الله عنه – : ( ألا أريك امرأة من أهل الجنة ؟ قلت : بلى ، قال هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : إني أصرع وإني أتكشف فادع الله لي ، قال : إن شئت صبرت ولك الجنة ، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك ؟ فقالت : أصبر ، فقالت : إني أتكشف فادع الله لي أن لا أتكشف ، فدعا لها ) ( متفق عليه ) - وهذه المرأة اسمها أم زفر كما روى ذلك البخاري في صحيحه عن عطاء ، والظاهر أن الصرع الذي كان بهذه المرأة كان من الجن 0
قال الحافظ بن حجر في الفتح : ( وعند البزار من وجه آخر عن ابن عباس في نحو هذه القصة أنها قالت : إني أخاف الخبيث أن يجردني ، - والخبيث هو الشيطان - فدعا لها فكانت إذا خشيت أن يأتيها تأتي أستار الكعبة فتتعلق بها 000 ثم قال : وقد يؤخذ من الطرق التي أوردتها أن الذي كان بأم زفر كان من صرع الجن لا من صرع الخلط انتهى ) ( فتح الباري – 10 / 115 ) 0
واخيرا أقول أرجو ان لا احتاج العودة لتفصيل المفصل وشرح المشروح
فإن طالب الحق ليعلم الحق بأدلته لا بعقله القاصر
ومن المعلوم من انكر الثابت من السنة قد يقع بالكفر إن لم يكن مؤولا عالما بما يقول
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والله من وراء القصد
أخوكم أبو عمر
بالمناسبة حاولت تنزيله الان تحت معرفي فلم ينزل طلعت نافذة تقول تم حظرك ؟!!!!
فهل حدث هذا فعلا ؟؟؟
عابر سبيل
07-26-2008, 09:02 PM
قلت لا يوجد داع للحظر إن ثبت ذلك
فقد بيّنت من عدة أيام انسحابي وبأعلى التعقيب هذا قلتها قبل أن أكتشف أني معرفي محظور
لذا أقول استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فـاروق
07-26-2008, 09:12 PM
سبحان الله..من حظر معرفك اخي الكريم؟!!
القضية اخي تتعلق بالماضي ايام اختنا حفصة وفقها الله الى كل خير...وكنت اسوق هذا دليلا لعدم صحة القول انك تتحكم بالمنتدى وما الى هنالك..ولم يكن القصد التقليل من قيمتك ابدا..وانما لم اوضح لعلمي بانك ستعي القصد وستفهم المراد من المثل.
اما بخصوص معرفك فاقسم بالله اني تفاجأت حين قلت انه محظور..فهذا من العجب العجاب.....ساحاول ان اتحرى الامر فلعل فيه خطأ تقنيا..
جمعنا الله واياك على منابر م ننور اخي الطرابلسي....وابعد عنا الشيطان ووسوساته وسوء الظن
جزاك الله خيرا ان افصحت عن الذي فهمته ولم تبقه في نفسك ..فاتحت لي بذلك فرصة التوضيح
عابر سبيل
07-26-2008, 09:40 PM
بارك الله فيك أخي الفاضل فاروق على هذا التوضيح
بصراحة حاولت الدخول ثلاث مرات فتفاجئت بالمحاولات الثلاثة يقول تم حظرك حينها اتصلت بفخر عند الثانية عشرة ودقيقتين وقلت له لقد اهنت بموقعكم بأن تم حظري مع العلم كنت أخبرتك ظهر اليوم بابتعادي عن المنتدى فهل لديك علم بذلك فقال لا أبدا فغدا استوضح من فاروق ما الذي حدث
الحمد الله على انه خلل تقني وليس مقصودا فقد زعلت لأول مرة :) ثم رضيت :)
أما موضوع حفصة فما زلت أذكره بارك الله فيك
وعفوا على ازعاجك
دعه كما هو أخي فلا أفكر باستخدامه بعد اليوم
فـاروق
07-26-2008, 09:56 PM
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات...
المعرف سيفعل ويكون جاهزا باذن الله متى اردت ان تستعمله...
وفقك الله الى كل خير
صرخة حق
09-16-2008, 10:54 PM
السلام عليكم
منذ البارحة وأنا تصفح مقالات وردود هذا الموضوع الشائك ,
فوجدت أن كل صاحب مقال في هذا الموضوع معه حق في بعض وليس معه حق في البعض الآخر .
ووجدت أقربكم للصواب والواقعية والشرع مقال الأخ عزام . إلا أنني أختلف معه في نقطة مهمة وهي أن الشيطان لا يستطيع أن يتمثل في شكل أنسي معروف .
وأما الحادثة التي وردت في قصة أبي هريرة فهي أمر خاص ربما وقع لتعليم أمة محمد فضل آية الكرسي
وأما ما ذكر في أن الشيطان جاء قريشا عندما أرادوا الكيد للرسول صلى الله عليه وسلم في شكل رجل نجدي . فأولا الرواية هذه لم تكن عن لسان الرسول صلى الله عليه وسلم مباشرة
ثم أن الرجل غير معروف فلربما دفع الشيطان رجلا ما ليحضر إلى ذلك المؤتمر فيلقي عليهم من يريده الشيطان .. الخ
لأنه لو استطاع الشيطان أن يتمثل بصورة رجل أو امرأة لخربت الدنيا ولم يعد هناك شيء ثابت ولا شرع ولا قانون ..
لأنه قد يتمثل الشيطان بصورتي ويسرق .. فمن رآه وشهد ضدي فما قيمة أنكاري لذلك شرعا ؟؟
وقد يزني بصورة رجل ما ،، ويتهمه الناس ظلما وهو بريء
وقد يأتي بصورة امراة فيعرض الفاحشة على أحد ما فإذا راى الرجل المرأة الحقيقية ظن بها السوء
وقد يدخل على المرأة بصورة زوجها ...
وووو لذلك لو استطاع الشيطان أن يتمثل بصورة رجل لما عاد على الأرض قانون ولا شرع ولا شهود ولا نفي ولا أثبات ,وولاشيء
لذلك لا يمكن أن يتمثل الشيطان بصورة أنسي والذي يستطيع ذلك هم الملائكة فقط .
وما حصل في التاريخ لمرات قليلة كانت بإذن من الله تعالى لحكمة في وقتها ككلام سيدنا يحي عليه السلام مع الشيطان ،،زقصة ابي هريرة رضي الله عنه حوادث معدودة سمح الله تعالى بها لا يمكن أن تتكرر .
وهذا ما ذكره أيضا الشيخ متولي شعراوي رحمه الله ..
والسلام عليكم .
ربما لم أفهم قصد الأخ al_muslim جيدا ... ولكن أرد هنا من ناحية شرعية على من ينكر تلبس الجن بالإنس
ومن أستدل بآرائهم يقولون قال الله ورسوله ، ونقلي عنهم لهذا السبب ، وليس لذواتهم وأعينهم رغم اعتزازي بهم غفر الله لهم ورحم الحيّ والميت منهم
من استدلالات الشيخ ابن باز رحمه الله في معرض رده على علي العمري : ( ولهذا أنكر طائفة من المعتزلة؛ كالجبائي ، وأبي بكر الرازي ، وغيرهما دخول الجني في بدن المصروع ولم ينكروا وجود الجن ، إذ لم يكن ظهور هذا في النقول عن الرسول صلى الله عليه وسلم كظهور هذا ، وإن كانوا مخطئين في ذلك ، ولهذا ذكر الأشعري في مقالات أهل السنة والجماعة أنهم يقولون : إن الجني يدخل في بدن المصروع ، كما قال تعالى : ( الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ) الآية .
وقال عبد الله بن الإمام أحمد : قلت لأبي : إن قوما يزعمون أن الجني لا يدخل في بدن الإنسي ، فقال : . يا بني ، يكذبون ، هو ذا يتكلم على لسانه ، وهو مبسوط في موضعه) . وقال أيضا رحمه الله ، في المجلد الرابع والعشرين من الفتاوى ( ص 276 ، 277) ما نصه : ( وجود الجن ثابت بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم واتفاق سلف الأمة وأئمتها ، وكذلك دخول الجني في بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة أهل السنة والجماعة ، قال الله تعالى : ( الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ )
وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم : "إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم " إلى أن قال رحمه الله : وليس في أئمة المسلمين من ينكر دخول الجني في بدن المصروع ، ومن أنكر ذلك وادعى أن الشرع يكذب ذلك فقد كذب على الشرع ، وليس في الأدلة الشرعية ما ينفي ذلك . . . ) إلخ .
وقد كتبت في ذلك ردا على من أنكر دخول الجني في بدن الإنسي منذ سنوات ، ونشر ذلك في كتابي : ( مجموع فتاوى ومقالات متنوعة) ، في المجلد الثالث ( ص 299-308) . فمن أحب أن يطلع عليه فليراجعه في محله المذكور .
وكثير من الناس لا تنفعه الأسباب ولا الرقية بالقرآن ولا غيره؛ لعدم توافر الشروط ، وعدم انتفاء الموانع ، ولو كان كل مريض يشفى بالرقية أو الدواء لم يمت أحد ، ولكن الله سبحانه هو الذي بيده الشفاء ، فإذا أراد ذلك يسر أسبابه ، وإذا لم يشأ ذلك لم تنفعه الأسباب
وأما تأويل علي بن مشرف الحديث : إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم بأنه على سبيل الاستعارة ، كما حكاه الحافظ ابن حجر في الفتح عن بعضهم ، أو أن ذلك بالنسبة لبعض الموسوسين ، كما قاله علي المذكور ، فهو قول باطل ، والواجب : إجراء الحديث على ظاهره وعدم تأويله بما يخالف ظاهره؛ لأن الشياطين أجناس لا يعلم تفاصيل خلقتهم وكيفية تسلطهم على بني آدم إلا الله سبحانه ،
فالمشروع لكل مسلم : الاستعاذة به سبحانه من شرهم ، والاستقامة على الحق ، واستعمال ما شرعه الله من الطاعات والأذكار والتعوذات الشرعية ، وهو سبحانه الواقي والمعيذ لمن استعاذ به ولجأ إليه ، لا رب سواه ، ولا إله غيره ، ولا حول ولا قوة إلا به .
وقد أوضحت لعلي المذكور : أنه ليس كل ما يدعيه الناس من تلبس الجني بالإنسي صحيحا ، بل ذلك تارة يكون صحيحا في بعض الأحيان ، ويكون غير صحيح في أحيان أخرى ؛ بسبب أمراض تعتري الإنسان في رأسه تفقده الشعور فيعالج ويشفى ، وقد لا يشفى ويموت على اختلال عقله ، وقد يختل العقل بأسباب ووساوس كثيرة تعتري الإنسان .
فالواجب : التفصيل ، وقد أوضح ذلك . ابن القيم رحمه الله في ( زاد المعاد)
"مجموع فتاوى ومقالات متنوعة" الشيخ ابن باز (3/299-308) :
وقد دل كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع الأمة على جواز دخول الجني بالإنسي وصرعه إياه ، فكيف يجوز لمن ينتسب إلى العلم أن ينكر ذلك بغير علم ولا هدى ، بل تقليدا لبعض أهل البدع المخالفين لأهل السنة والجماعة؟ فالله المستعان ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، وأنا أذكر لك أيها القارئ ما تيسر من كلام أهل العلم في ذلك إن شاء الله .
بيان كلام المفسرين رحمهم الله في قوله تعالى : (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ) .
قال أبو جعفر بن جرير رحمه الله : يعني بذلك يتخبله الشيطان في الدنيا وهو الذي يخنقه فيصرعه (من المس) يعني : من الجنون .
وقال ابن كثير رحمه الله في تفسير الآية المذكورة ما نصه : أي : لا يقومون من قبورهم يوم القيامة إلا كما يقوم المصروع حال صرعه وتخبط الشيطان له .
وقال القرطبي رحمه الله في تفسيره على قوله تعالى : (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ) : في هذه الآية دليل على فساد إنكار من أنكر الصرع من جهة الجن وزعم أنه من فعل الطبائع ، وأن الشيطان لا يسلك في الإنسان ولا يكون منه مس . ا هـ .
وكلام المفسرين في هذا المعنى كثير من أراده وجده . وقال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله في كتابه "إيضاح الدلالة في عموم الرسالة للثقلين" الموجود في "مجموع الفتاوى" جـ 19 ص 9 إلى ص 65 ما نصه بعد كلام سبق : ( ولهذا أنكر طائفة من المعتزلة كالجبائي وأبي بكر الرازي وغيرهما دخول الجن في بدن المصروع ولم ينكروا وجود الجن ، إذ لم يكن ظهور هذا في المنقول عن الرسول كظهور هذا وإن كانوا مخطئين في ذلك . ولهذا ذكر الأشعري في مقالات أهل السنة والجماعة أنهم يقولون إن الجني يدخل في بدن المصروع ، كما قال تعالى : (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ) (وهذا مبسوط في موضعه ) .
وقال أيضا رحمه الله في جـ 24 من الفتاوى ص 276- 277 ما نصه . ( وجود الجن ثابت بكتاب الله وسنة رسوله واتفاق سلف الأمة وأئمتها وكذلك دخول الجني في بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة أهل السنة والجماعة قال الله تعالى : (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ) وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم : (أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم) .
وقال عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل : ( قلت : لأبي إن أقواما يقولون : إن الجني لا يدخل بدن المصروع ، فقال : يا بني ، يكذبون . هو ذا يتكلم على لسانه ) ، وهذا الذي قاله أمر مشهور ، فإنه يصرع الرجل فيتكلم بلسان لا يعرف معناه ، ويضرب على بدنه ضربا عظيما لو ضرب به جمل لأثر به أثرا عظيما ، والمصروع مع هذا لا يحس بالضرب ولا بالكلام الذي يقوله ، وقد يجر المصروع غير المصروع ويجر البساط الذي يجلس عليه ويحول الآلات وينقل من مكان إلى مكان ، ويجري غير ذلك من الأمور من شاهدها أفادته علما ضروريا بأن الناطق على لسان الإنسي والمحرك لهذه الأجسام جنس آخر غير الإنسان . وليس في أئمة المسلمين من ينكر دخول الجني في بدن المصروع ، ومن أنكر ذلك وادعى أن الشرع يكذب ذلك فقد كذب على الشرع ، وليس في الأدلة الشرعية ما ينفي ذلك ) . ا هـ .
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه [زاد المعاد في هدي خير العباد] جـ 4 ص 66 إلى 69 ما نصه :
"الصرع صرعان : صرع من الأرواح الخبيثة الأرضية ، وصرع من الأخلاط الرديئة ، والثاني : هو الذي يتكلم فيه الأطباء في سببه وعلاجه .
وأما صرع الأرواح . فأئمتهم وعقلاؤهم يعترفون به ولا يدفعونه . ويعترفون بأن علاجه بمقابلة الأرواح الشريفة الخيرة العلوية لتلك الأرواح الشريرة الخبيثة فتدافع أثارها ، وتعارض أفعالها وتبطلها . وقد نص على ذلك بقراط في بعض كتبه . فذكر بعض علاج الصرع . وقال : ( هذا إنما ينفع من الصرع الذي سببه الأخلاط والمادة ، وأما الصرع الذي يكون من الأرواح فلا ينفع فيه هذا العلاج .
وأما جهلة الأطباء وسقطهم وسفلتهم ومن يعتقد بالزندقة فضيلةً فأولئك ينكرون صرع الأرواح ، ولا يقرون بأنها تؤثر في بدن المصروع وليس معهم إلا الجهل ، وإلا فليس في الصناعة الطبية ما يدفع ذلك ، والحس والوجود شاهد به ، وإحالتهم ذلك على غلبة بعض الأخلاط هو صادق في بعض أقسامه لا في كلها .
إلى أن قال : وجاءت زنادقة الأطباء فلم يثبتوا إلا صرع الأخلاط وحده ، ومن له عقل ومعرفة بهذه الأرواح وتأثيراتها يضحك من جهل هؤلاء وضعف عقولهم .
وعلاج هذا النوع يكون بأمرين : أمر من جهة المصروع ، وأمر من جهة المعالج ، فالذي من جهة المصروع : يكون بقوة نفسه . وصدق توجهه إلى فاطر هذه الأرواح وبارئها . والتعوذ الصحيح الذي قد تواطأ عليه القلب واللسان . فإن هذا نوع محاربة . والمحارب لا يتم له الانتصاف من عدوه بالسلاح إلا بأمرين : أن يكون السلاح صحيحا في نفسه جيدا ، وأن يكون الساعد قويا فمتى تخلف أحدهما لم يغن السلاح كثير طائل . فكيف إذا عدم الأمران جميعا ، ويكون القلب خرابا من التوحيد والتوكل والتقوى والتوجه ، ولا سلاح له .
والثاني من جهة المعالج : بأن يكون فيه هذان الأمران أيضا ، حتى إن من المعالجين من يكتفي بقوله : ( اخرج منه ) أو يقول : ( بسم الله ) أو يقول : ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) والنبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : اخرج عدو الله ، أنا رسول الله .
وشاهدت شيخنا يرسل إلى المصروع من يخاطب الروح التي فيه . ويقول قال لك الشيخ : اخرجي ، فإن هذا لا يحل لك ، فيفيق المصروع ، وربما خاطبها بنفسه ، وربما كانت الروح ماردة فيخرجها بالضرب . فيفيق المصروع ولا يحس بألم ، وقد شاهدنا نحن وغيرنا منه ذلك مرارا . . . إلى أن قال : وبالجملة فهذا النوع من الصرع وعلاجه لا ينكره إلا قليل الحظ من العلم والعقل والمعرفة ، وأكثر تسلط الأرواح الخبيثة على أهله تكون من جهة قلة دينهم وخراب قلوبهم وألسنتهم من حقائق الذكر والتعاويذ والتحصنات النبوية والإيمانية ، فتلقى الروح الخبيثة الرجل أعزل لا سلاح معه وربما كان عريانا فيؤثر فيه هذا . . ) . انتهى المقصود من كلامه رحمه الله .
وبما ذكرناه من الأدلة الشرعية وإجماع أهل العلم من أهل السنة والجماعة على جواز دخول الجني بالإنسي ، يتبين للقراء بطلان قول من أنكر ذلك .
صرخة حق
09-16-2008, 11:02 PM
عبد الله بن عمر الدميجي
بسم الله الرحمن الرحيم
السؤال:
السؤال: ما الفائدة التي يستفيدها الجنَّي عندما يتلبَّس بالإنسان؟ مع العلم أن الإنسان سوف يرفع عنه القلم في حالة الجنون.
أعتقد - والله أعلم - أن إبليس لبَّس على المتعلمين بأن جعلهم يعتقدون بأن للجن قدرة يستطيعون بها الدخول في الأجساد البشرية.
ونحن نعلم علم اليقين بأن إبليس وجنده دعاة إلى النار، فلا يصح له أن يذهب العقول بتلك الطريقة، وقد يقول قائل بأنها من وسائل حربه، إذاً لما كان في الكفره مجانين. والأحاديث المستشهد بها لا تدل إلا على الإغواء لا الجنون بسبب الجن، كحديث "أن الشيطان يجري من بني آدم مجرى الدم " فالرجاء العودة على مناسبة الحديث، شاكراً لكم سعة صدوركم.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة السلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، وبعد:
فمسألة إنكار تلبُّس الجن بالإنس لا يقول بها إلا مكابر؛ لأنها مسألة تشهد لها الأدلة الشرعية الصحيحة، ويدل عليها الواقع والمشاهدة، وسبق أن أجبنا على سؤال في هذا الموقع عن هذا الموضوع، فيحسن الرجوع إليه.
ومن الأدلة الشرعية الدالة على ثبوت التلبس قول الله تعالى-: "الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس..." [البقرة: 275].
ومن الأحاديث ما رواه الإمام أحمد في مسنده(24009) من حديث أم أبان بنت الوازع، عن أبيها أن جدها الزارع انطلق معه بابن له مجنون أو ابن أخت له- قال جدي: فلما قدمنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قلت إن معي ابناً لي، أو ابن أخت لي مجنون، أتيتك به تدعو الله له قال: ائتني به قال: فانطلقت به إليه وهو في الركاب، فأطلقت عنه، وألقيت عنه ثياب السفر، وألبسته ثوبين حسنين وأخذت بيده حتى انتهيت به إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: أدنه مني، اجعل ظهره مما يليني، قال: فأخذ بمجامع ثوبه من أعلاه وأسفله فجعل يضرب ظهره حتى رأيت بياض إبطيه، ويقول: "اخرج عدو الله، اخرج عدو الله " فأقبل ينظر نظر الصحيح ليس بنظره الأول، ثم أقعده رسوله الله - صلى الله عليه وسلم - بين يديه فدعا له بماء فمسح وجهه ودعا له، فلم يكن في الوفد أحد بعد دعوة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفضل عليه، ومثله الحادثة التي رواها الإمام أحمد في مسنده(17549)، من حديث يعلى بن مرة، وإخراج النبي - صلى الله عليه وسلم - الجنَّي من الصبي.
يقول ابن تيمية في مجموع الفتاوى (24/276) دخول الجن في بدن الإنسان ثابت باتفاق أهل السنة والجماعة. ويقول: ليس في أئمة المسلمين من ينكر دخول الجن في بدن المصروع وغيره، ومن أنكر ذلك وادَّعى أن الشرع يكذب ذلك فقد كذب على الشرع، وليس في الأدلة الشرعية ما ينفي ذلك، وقال في (19/12) أن ممن أنكر دخول الجن بدن المصروع طائفة من المعتزلة، كالجبائي وأبي بكر الرازي.
أما ما ذكره السائل من أن إبليس وجنده دعاة إلى النار، فلا يصح أن تذهب العقول بتلك الطريقة.
فنقول: إن دوافع التلبُّس ليست محصورة في العداوة فقط. فقد يكون دافع التلبس الحب والعشق والهوى، فبعض الجن يعشق بعض الإنس فيتلبس بهم.
وقد يكون بدافع الانتقام إذا آذاهم الإنس وهو يشعر أو لا يشعر، ولم يعتصم بذكر الله، وقد يكون الجنيَّ أحياناً مكرهاً على الإيذاء والتلبُّس؛ حيث يجبره على التلبُّس أحد كبرائهم من الشياطين، وهذا يكون عادة عن طريق السحر.
وقد يكون بدافع الإيذاء، أما ترى أنه يفرح حين يفرق بين المرء وزوجه، وحين يقطع الرحم؟
إذاً فعداوة الشيطان للإنسان ليست محصورة في إغوائه وصرفه عن الصراط المستقيم، مع أنها أغلى أمانيه ولكنه الإيذاء بشتى أنواع الأذى النفسي والجسدي، وخاصة إذا لم يتمكن من صرفه عن الحق.
وصرفه عن الحق إما بإيقاعه في الشرك والخروج من الملة، أو بإيقاعه في البدع أو الذنوب، فإن لم يستطع فبصده عن طاعة الله وإفساد العبادة عليه، فإن لم يستطع فبإشغاله بالمفضول عن الفاضل. إلى غير ذلك من الصور. أعاذنا الله من شياطين الجن والإنس بمنَّه وكرمه.
والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
العنوان رؤية الجن والكلام معهم
المجيب د. عبد الله بن عمر الدميجي
عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى
التصنيف الفهرسة/ العقائد والمذاهب الفكرية/الإيمان بالملائكة والجن
التاريخ 6/1/1423
السؤال
هل يستطيع الإنسان رؤية الجن أو الملائكة، مع العلم أني قابلت من يقول إنه يرى الجن، وكان معنا شخص قد لبسه جني وكان يتكلم معه. ما قولكم في هذا؟ للعلم هذا الشخص ثقة -إن شاء الله- .
الجواب
الجن لا يُرون على صورهم الحقيقية التي خلقهم الله –تعالى- عليها، قال الله –تعالى-:(إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم) [الأعراف:27] وقد قال –تعالى-: (إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه) [الكهف:50] .
ولكن الله قد جعل لهم القدرة على أن يظهروا في صور أشخاص وحيوانات وحشرات وغير ذلك، وقد تمثل الشيطان لقريش في صورة شيخ نجدي .
أما سماع أصواتهم وكلامهم على لسان الإنسي المتلبسين به فهذا ثابت وواقع . والله تعالى أعلم.
أعاذنا الله من شياطين الجن والإنس. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما تأثيرهم على الإنس فإنه واقع أيضاً، فإنهم يؤثرون على الإنس؛ إما أن يدخلوا في جسد الإنسان فيصرع ويتألم، وإما أن يؤثروا عليه بالترويع والإيحاش، وما أشبه ذلك.
والعلاج من تأثيرهم بالأوراد الشرعية، مثل: قراءة آية الكرسي، فإن من قرأ آية الكرسي في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح.
[مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ/ محمد بن صالح العثيمين الجزء الأول صـ288-290 والجزء الخامس صـ116-119]
صرخة حق
09-16-2008, 11:36 PM
عن عثمان بن العاص - رضي الله عنه - قال : ( لما استعملني رسول الله صلى الله عليه وسلم على الطائف ، جعل يعرض لي شيء في صلاتي ، حتى ما أدري ما أصلي 0 فلما رأيت ذلك ، رحلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ابن أبي العاص ؟ ) قلت : نعم ! يا رسول الله ! قال : ( ما جاء بك ؟ ) قلت : يا رسول الله ! عرض لي شيء في صلواتي ، حتى ما أدري ما أصلي 0 قال : ( ذاك الشيطان 0 ادنه ) فدنوت منه 0 فجلست على صدور قدمي0 قال ، فضرب صدري بيده ، وتفل في فمي، وقال : ( أخرج عدو الله ! ) ففعل ذلك ثلاث مرات 0 ثم قال : ( الحق بعملك ) ( صحيح ابن ماجة – 2858 ) 0
يقول العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله - : ( وفي الحديث دلالة صريحة على أن الشيطان قد يتلبس الإنسان ، ويدخل فيه ، ولو كان مؤمنا صالحا ) ( سلسلة الأحاديث الصحيحة – 2918 ) 0
( إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم ) ( متفق عليه )
وورد في صحيح البخاري معلقا مجزوما به :
وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان ، فأتاني آت ، فجعل يحثو من الطعام ، فأخذته وقلت : والله لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : إني محتاج وعلي عيال ولي حاجة شديدة ، قال : فخليت عنه ، فأصبحت فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة ) . قال : قلت : يا رسول الله ، شكا حاجة شديدة ، وعيالا فرحمته فخليت سبيله ، قال : ( أما إنه قد كذبك ، وسيعود ) . فعرفت أنه سيعود ، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إنه سيعود ) . فرصدته ، فجاء يحثو من الطعام ، فأخذته فقلت : لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : دعني فإني محتاج وعلي عيال ، لا أعود ، فرحمته فخليت سبيله ، فأصبحت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا أباهريرة ما فعل أسيرك ) . قلت : يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالا ، فرحمته فخليت سبيله ، قال : ( أما إنه كذبك ، وسيعود ) . فرصدته الثالثة ، فجاء يحثو من الطعام ، فأخذته فقلت : لأرفعنك إلى رسول الله ، وهذا آخر ثلاث مرات تزعم لا تعود ، ثم تعود ، قال : دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها ، قلت ما هو ؟ قال : إذا أويت إلى فراشك ، فاقرأ آية الكرسي : { الله لا إله إلا هو الحي القيوم } . حتى تختم الآية ، فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ، ولا يقربنك شيطان حتى تصبح ، فخليت سبيله فأصبحت ، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما فعل أسيرك البارحة ) . قلت : يا رسول الله ، زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله ، قال : ( ما هي ) . قلت : قال لي : إذا أويت إلى فراشك ، فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم : { الله لا إله إلا هو الحي القيوم } . وقال لي : لن يزال عليك من الله حافظ ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح - وكانوا أحرص شيء على الخير - فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أما إنه قد صدقك وهو كذوب ، تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة ) . قال : لا ، قال : ( ذاك شيطان ) .
وليس معنى إنكارنا لمعظم القصص المبتدعة وتفنن البعض في ابتكار ا الغريب والعجيب منها
وتوهم الكثير من الناس أن المرض الجسدي ماهو إلا مسّ من الشيطان
فليس معنى ذلك أن ننكر المس والتلبس ... رغم أن ما صار هذا إلا بسبب الشيطان
((وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ))
و عند جهينة
09-17-2008, 02:58 AM
يوجد امامنا مصطلحين مختلفين هما
الجن
والشيطان
فهل هما مترادفان لكلمة واحدة.؟
ام ان لكل منهما معنى و مهام مختلفة عن الاخرى؟
ارجو التوضيح لاني اشعر اني افقد معيار التمييز بينهما.
بارك الله فيكم جميعا
صرخة حق
09-17-2008, 04:59 AM
أحيلك للرابط التالي : http://www.islamweb.net/ver2%20/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=34887&Option=FatwaId (http://www.islamweb.net/ver2%20/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=34887&Option=FatwaId)
صرخة حق
09-17-2008, 06:31 AM
زيادة:
وعمر بن الخطاب (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000002&spid=35) رضي الله عنه صارع شيطاناً فصرعه، والقصة في سنن الدارمي (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=book&id=4000132&spid=35) صحيحة عن عبد الله بن مسعود (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000020&spid=35) قال: لقي رجلٌ من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم رجلاً من الجن فصارعه فصرعه الإنسي
قال ابن جريج أو جرير قال ابن عباس في هذه الآية: لما كان يوم بدر سار إبليس برايته وجنوده مع المشركين، وألقى في قلوب المشركين: أن أحدا لن يغلبكم، وإني جار لكم. فلما التقوا، ونظر الشيطان إلى إمداد الملائكة، ( نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْه ) قال: رجع مدبرا، وقال: ( إِنِّي أَرَى مَا لا تَرَوْنَ ) الآية.
وقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قال: جاء إبليس يوم بدر في جند من الشياطين، معه رايته، في صورة رجل من بني مدلج، والشيطان في صورة سراقة بن مالك بن جعشم، فقال الشيطان للمشركين: ( لا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ ) فلما اصطف الناس أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم قبضة من التراب فرمى بها في وجوه المشركين، فولوا مدبرين وأقبل جبريل، عليه السلام، إلى إبليس، فلما رآه -وكانت يده في يد رجل من المشركين -انتزع يده ثم ولى مدبرا هو وشيعته، فقال الرجل: يا سراقة، أتزعم أنك لنا جار؟ فقال: ( إِنِّي أَرَى مَا لا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) وذلك حين رأى الملائكة.
وقال محمد بن إسحاق: حدثني الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس؛ أن إبليس خرج مع قريش في صورة سراقة بن مالك بن جعشم، فلما حضر القتال ورأى الملائكة، نكص على عقبيه، وقال: ( إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ ) فتشبث الحارث بن هشام فنخر في وجهه، فخر صعقا، فقيل له: ويلك يا سراقة، على هذه الحال تخذلنا وتبرأ منا. فقال: ( إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ )
وقال محمد بن عمر الواقدي: أخبرني عمر بن عقبة، عن شعبة -مولى ابن عباس -عن ابن < 4-74 > عباس قال: لما تواقف الناس أغمي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعة ثم كشف عنه، فبشر الناس بجبريل في جند من الملائكة ميمنة الناس، وميكائيل في جند آخر ميسرة الناس، وإسرافيل في جند آخر ألف. وإبليس قد تصور في صورة سراقة بن مالك بن جعشم المدلجي، يدبر المشركين ويخبرهم أنه لا غالب لهم اليوم من الناس. فلما أبصر عدوُّ الله الملائكة، نكص على عقبيه، وقال: ( إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لا تَرَوْنَ ) فتشبث به الحارث بن هشام، وهو يرى أنه سراقة لما سمع من كلامه، فضرب في صدر الحارث، فسقط الحارث، وانطلق إبليس لا يرى حتى سقط في البحر، ورفع ثوبه وقال: يا رب، موعدك الذي وعدتني ( المغازي للواقدي)
وفي الطبراني عن رفاعة بن رافع قريب من هذا السياق وأبسط منه ذكرناه في السيرة.
وقال محمد بن إسحاق: حدثني يزيد بن رومان، عن عروة بن الزبير قال: لما أجمعت قريش المسير ذكرت الذي بينها وبين بني بكر من الحرب، فكاد ذلك أن يثنيهم، فتبدى لهم إبليس في صورة سراقة بن مالك بن جعشم المدلجي -وكان من أشراف بني كنانة -فقال: أنا جار لكم أن تأتيكم كنانة بشيء تكرهونه، فخرجوا سراعا.
قال محمد بن إسحاق: فذكر لي أنهم كانوا يرونه في كل منـزل في صورة سراقة بن مالك لا ينكرونه، حتى إذا كان يوم بدر والتقى الجمعان، كان الذي رآه حين نكص الحارث بن هشام -أو: عمير بن وهب -فقال: أين، أي سراق؟ ومثل عدو الله فذهب -قال: فأوردهم ثم أسلمهم -قال: ونظر عدو الله إلى جنود الله، قد أيد الله بهم رسوله على عقبيه، وقال: ( إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لا تَرَوْنَ ) وصدق عدو الله، وقال: ( إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) وهكذا روي عن السدي، والضحاك، والحسن البصري، ومحمد بن كعب القرظي، وغيرهم، رحمهم الله.
وقال قتادة: وذكر لنا أنه رأى جبريل، عليه السلام، تنـزل معه الملائكة، فعلم عدو الله أنه لا يدان له بالملائكة فقال: ( إِنِّي أَرَى مَا لا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ ) وكذب عدو الله، والله ما به مخافة الله، ولكن علم أنه لا قوة له ولا منعة، وتلك عادة عدو الله لمن أطاعه واستقاد له، حتى إذا التقى الحق والباطل أسلمهم شر مسلم، وتبرأ منهم عند ذلك.
قلت: يعني بعادته لمن أطاعه قوله تعالى: كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلإنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ (http://javascript<b></b>:AyatServices("/Quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=59&nAya=16"))[الحشر:16]،وقوله تعالى: وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (http://javascript<b></b>:AyatServices("/Quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=14&nAya=22"))] [إبراهيم:22].
وقال يونس بن بُكَيْر، عن محمد بن إسحاق: حدثني عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم، عن بعض بني ساعدة قال: سمعت أبا أسيد مالك بن ربيعة بعدما أصيب بصره يقول: لو كنت معكم الآن ببدر ومعي بصري، لأخبرتكم بالشعب الذي خرجت منه الملائكة لا أشك ولا أتمارى
فلما نـزلت الملائكة ورآها إبليس، وأوحى الله إليهم: أني معكم فثبتوا الذين آمنوا، وتثبيتهم أن الملائكة كانت تأتي الرجل في صورة الرجل يعرفه، فيقول له: أبشر فإنهم ليسوا بشيء، والله معكم، كروا عليهم. فلما رأى إبليس الملائكة نكص على عقبيه، وقال: ( إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لا تَرَوْنَ ) وهو في صورة سراقة، وأقبل أبو جهل يحضض أصحابه ويقول: لا يهولنكم خذلان سراقة إياكم، فإنه كان على موعد من محمد وأصحابه. ثم قال: واللات والعزى لا نرجع حتى نقرن محمدا وأصحابه في الحبال، فلا تقتلوهم وخذوهم أخذًا. وهذا من أبي جهل لعنه الله كقول فرعون للسحرة لما أسلموا: إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا (http://javascript<b></b>:AyatServices("/Quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=7&nAya=123"))[الأعراف:123] ،
وكقوله إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ (http://javascript<b></b>:AyatServices("/Quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=20&nAya=71"))[طه:71]،وهو من باب البهت والافتراء، ولهذا كان أبو جهل فرعون هذه الأمة.
وقال مالك بن أنس، عن إبراهيم بن أبي عبلة أو علية عن طلحة بن عبيد الله بن كَرِيز؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما رُئِيَ إبليس في يوم هو فيه أصغر ولا أحقر ولا أدحر ولا أغيظ منه في يوم عرفة وذلك مما يرى من تنـزل الرحمة والعفو عن الذنوب إلا ما رأى يوم بدر". قالوا: يا رسول الله، وما رأى يوم بدر؟ قال: "أما إنه رأى جبريل، عليه السلام، يزغ الملائكة" (الموطأ وامظر كلام ابن غبد البرعن هذا الحديث في التمهيد
هذا مرسل من هذا الوجه.