أبو يونس العباسي
07-21-2008, 08:06 AM
محمد رسول الله
أبو يونس العباسي
الحمد لله وحده , والصلاة والسلام على من لا نبي بعده , سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه , وسلم تسليما كثيرا , وبعد ....
- كنت نائما في يوم من الأيام , أفترش الأرض وألتحف السماء , وعندما كنت أغط في النوم , سمعت صوتا .... , نعم إنه مواء , فتحت عيني وإذ بقط واقف عند رأسي , في نفس الوقت الذي كان فيه مؤذن الفجر يقول : أشهد أن محمدا رسول الله , دخلت كلمات المؤذن في قلبي , وصرت أردد مع مواء القط : أشهد ان محمدا رسول الله , أشهد ان محمدا رسول الله , أشهد أن محمدا رسول الله ......
- معلوم أن الإنسان لا يستطيع أن يعيش في عالم من الفوضى , بل هو يحتاج إلى نظام , هذا النظام يدير شؤون حياته صغيرها وكبيرها , وأنعم به من نظام إذا كان نظاما ربانيا والذي يتمثل في كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -
, هذا النظام الذي نتحدث عنه يدور في محورين لا ثالث لهما : إما حقوق لك تجاه غيرك , وإما واجبات عليك تجاه غيرك , وإن من أهم الواجبات التي لا بد للمسلم أن يؤديها : واجباته نحو رسول الهدى " محمد - صلى الله عليه وسلم - " , في وقت غفل فيه الكثيرون عن هذه الواجبات , حول واجبات الرسول - صلى الله عليه وسلم - وحقيقة الشهادة له بأنه رسول الله , سيدور هذا المقال , بإذن الله - تبارك وتعالى - .
أحبتي في الله : يجب علينا معرفة واجبات النبي - صلى الله عليه وسلم - لأنه رسولنا الذي لن ندخل الجنة , ولن ننجوا من النار إلا إذا التزمنا طريقه , ولأن معرفتنا لواجبات الرسول علينا مرحلة أولية من مراحل طاعته والاستفادة من هديه , قال الشاعر : من يدعي حب النبي ولم يفد **** من هديه فسفاهة وهراء , يلزمنا معرفة واجبات محمد - صلى الله عليه وسلم - لأن ابن عباس يقول : والله ما خلق الله وما ذرأ نفسا , أكرم عليه من محمد , وما سمعت الله أقسم بحياة أحد غير محمد , فقال تعالى :" لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون " , يجب علينا معرفة واجبات النبي - صلى الله عليه وسلم - لأن الله :
زكاه الله في كتابه الكريم وشرح له صدره , ورفع له ذكره , ووضع عنه وزره , وزكاه فى كل شىء :
زكاه فى عقله فقال سبحانه : ( ما ضل صاحبكم وما غوى ) , زكاه فى صدقه فقال سبحانه : ( وما ينطق عن الهوى )
زكاه فى صدره فقال سبحانه : ( ألم نشرح لك صدرك ) , زكاه فى فؤاده فقال سبحانه : ( ما كذب الفؤاد ما رأى )
زكاه فى ذكره فقال سبحانه : ( ورفعنا لك ذكرك ) , زكاه فى طهره فقال سبحانه : ( ووضعنا عنك وزرك )
زكاه فى معلمه فقال سبحانه : ( علمه شديد القوى ) , زكاه فى حلمه فقال سبحانه : ( بالمؤمنين رؤوف رحيم )
زكاه كله فقال سبحانه : ( و إنك لعلى خلق عظيم
- أحبتي في الله : كثيرون هم الذين يتصفون بصفة الافتخار في هذا الزمن , هذا يفتخر بعائلته , وهذا بحزبه , وهذا بموهبته , وهذا بعلمه , وهذا بمنصبه , وهذا بانتمائه , وفي خضم هذه الزحمة , أنظر إلى هؤلاء جميعا , وأقول في نفسي : وأنا أفتخر بأنني من أتباع محمد - صلى الله عليه وسلم - , كم أشعر بافتخاري بهذا الدين وأنا أقرأ قوله تعالى حكاية عن رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم - :" وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ " , انظر إلى الاعتزاز والفخار في قول رسولنا - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول :" وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ " , بل ما أجمل قول الله تعالى عندما يقول :" وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ" وما أجمل قوله كذلك :"أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين" , كل هذه الآيات تدل على شعور بالفخار لا لشيئ إلا لانتمائك لمحمد - صلى الله عليه وسلم - وللدين الذي أوحي إلى محمد - صلى الله عليه وسلم - , وما أجمل قول الشاعر : ومما زادني شرفا وتيها *** وكدت بأخمصي أطأ الثريا *** دخولي تحت قولك يا عبادي *** وان سيرت أحمد لي نبيا , قال سلمان الفارسي - رضي الله عنه - : أبي الإسلام لا أب لي سواه *** وإن أفتخروا بقيس او تميم , حقا : إنني أفتخر وأتشرف بأنني مسلم من أتباع محمد - صلى الله عليه وسلم - , قال الله تعالى :" وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا " , وقال جل شأنه :" وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِير ".ُ
- أحبتي في الله : وفي زمن يسب فيه محمد - صلى الله عليه وسلم - وينتقص فيه من قدره , مع هذ السكوت المطبق من حكومات الطواغيت , الذين لو كان السب والاستهزاء في حقهم لفعلوا الأفاعيل التي لا تخطر على بال , في هذا الوقت نقول : بأن الأمة أجمعت على أن من سب محمدا - صلى الله عليه وسلم - فقد كفر بما انزل على محمد - صلى الله عليه وسلم - ووجب قتله بعد التثبت من فعلته , حتى ولو تاب فإن توبته تنفعه عند ربه أما في الدنيا فإن الحد لا بد أن يقع , فإن كان ذميا , بطل عقد الذمة بين الدولة الإسلامية وبينه وقتل , وإن كان كافرا جيشت الجيوش المسلمة , انتصارا لجناب الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - قال الله تعالى مشيرا إلى كفر من انتقص قدر محمد - صلى الله عليه وسلم - : " يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ *** وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ *** لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ " , اما الدليل على وجوب قتل المسلم الذي تلبس بسبه - صلى الله عليه وسلم - فقد أخرج أبو داوود في سننه وصححه الألباني من حديث ابن عباس قال :" أن أعمى كانت له أم ولد تشتم النبي صلى الله عليه وسلم وتقع فيه فينهاها فلا تنتهي ويزجرها فلا تنزجر قال فلما كانت ذات ليلة جعلت تقع في النبي صلى الله عليه وسلم وتشتمه فأخذ المغول فوضعه في بطنها واتكأ عليها فقتلها فوقع بين رجليها طفل فلطخت ما هناك بالدم فلما أصبح ذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فجمع الناس فقال أنشد الله رجلا فعل ما فعل لي عليه حق إلا قام فقام الأعمى يتخطى الناس وهو يتزلزل حتى قعد بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أنا صاحبها كانت تشتمك وتقع فيك فأنهاها فلا تنتهي وأزجرها فلا تنزجر ولي منها ابنان مثل اللؤلؤتين وكانت بي رفيقة فلما كانت البارحة جعلت تشتمك وتقع فيك فأخذت المغول فوضعته في بطنها واتكأت عليها حتى قتلتها فقال النبي صلى الله عليه وسلم ألا اشهدوا أن دمها هدر", أما الدليل على وجوب تجييش الجيوش نصرة لرسول الله , فنجد ذلك في قوله تعالى :" وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ" , وهل هناك طعن في الدين أعظم من سب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وشتمه , حقا لقد صدق الشيخ أسامة يوم قال : لتثكلنا أمهاتنا إن لم ننصر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , قال الله تعالى : " إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ" , قال الله ذلك في سياق التقريع والتوبيخ لكل من ترك نصرته - صلى الله عليه وسلم - , فكيف تطيب النفس بعد ذلك بترك نصرته والتقاعس عنها , اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك , اللهم آميين .
أبو يونس العباسي
الحمد لله وحده , والصلاة والسلام على من لا نبي بعده , سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه , وسلم تسليما كثيرا , وبعد ....
- كنت نائما في يوم من الأيام , أفترش الأرض وألتحف السماء , وعندما كنت أغط في النوم , سمعت صوتا .... , نعم إنه مواء , فتحت عيني وإذ بقط واقف عند رأسي , في نفس الوقت الذي كان فيه مؤذن الفجر يقول : أشهد أن محمدا رسول الله , دخلت كلمات المؤذن في قلبي , وصرت أردد مع مواء القط : أشهد ان محمدا رسول الله , أشهد ان محمدا رسول الله , أشهد أن محمدا رسول الله ......
- معلوم أن الإنسان لا يستطيع أن يعيش في عالم من الفوضى , بل هو يحتاج إلى نظام , هذا النظام يدير شؤون حياته صغيرها وكبيرها , وأنعم به من نظام إذا كان نظاما ربانيا والذي يتمثل في كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -
, هذا النظام الذي نتحدث عنه يدور في محورين لا ثالث لهما : إما حقوق لك تجاه غيرك , وإما واجبات عليك تجاه غيرك , وإن من أهم الواجبات التي لا بد للمسلم أن يؤديها : واجباته نحو رسول الهدى " محمد - صلى الله عليه وسلم - " , في وقت غفل فيه الكثيرون عن هذه الواجبات , حول واجبات الرسول - صلى الله عليه وسلم - وحقيقة الشهادة له بأنه رسول الله , سيدور هذا المقال , بإذن الله - تبارك وتعالى - .
أحبتي في الله : يجب علينا معرفة واجبات النبي - صلى الله عليه وسلم - لأنه رسولنا الذي لن ندخل الجنة , ولن ننجوا من النار إلا إذا التزمنا طريقه , ولأن معرفتنا لواجبات الرسول علينا مرحلة أولية من مراحل طاعته والاستفادة من هديه , قال الشاعر : من يدعي حب النبي ولم يفد **** من هديه فسفاهة وهراء , يلزمنا معرفة واجبات محمد - صلى الله عليه وسلم - لأن ابن عباس يقول : والله ما خلق الله وما ذرأ نفسا , أكرم عليه من محمد , وما سمعت الله أقسم بحياة أحد غير محمد , فقال تعالى :" لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون " , يجب علينا معرفة واجبات النبي - صلى الله عليه وسلم - لأن الله :
زكاه الله في كتابه الكريم وشرح له صدره , ورفع له ذكره , ووضع عنه وزره , وزكاه فى كل شىء :
زكاه فى عقله فقال سبحانه : ( ما ضل صاحبكم وما غوى ) , زكاه فى صدقه فقال سبحانه : ( وما ينطق عن الهوى )
زكاه فى صدره فقال سبحانه : ( ألم نشرح لك صدرك ) , زكاه فى فؤاده فقال سبحانه : ( ما كذب الفؤاد ما رأى )
زكاه فى ذكره فقال سبحانه : ( ورفعنا لك ذكرك ) , زكاه فى طهره فقال سبحانه : ( ووضعنا عنك وزرك )
زكاه فى معلمه فقال سبحانه : ( علمه شديد القوى ) , زكاه فى حلمه فقال سبحانه : ( بالمؤمنين رؤوف رحيم )
زكاه كله فقال سبحانه : ( و إنك لعلى خلق عظيم
- أحبتي في الله : كثيرون هم الذين يتصفون بصفة الافتخار في هذا الزمن , هذا يفتخر بعائلته , وهذا بحزبه , وهذا بموهبته , وهذا بعلمه , وهذا بمنصبه , وهذا بانتمائه , وفي خضم هذه الزحمة , أنظر إلى هؤلاء جميعا , وأقول في نفسي : وأنا أفتخر بأنني من أتباع محمد - صلى الله عليه وسلم - , كم أشعر بافتخاري بهذا الدين وأنا أقرأ قوله تعالى حكاية عن رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم - :" وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ " , انظر إلى الاعتزاز والفخار في قول رسولنا - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول :" وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ " , بل ما أجمل قول الله تعالى عندما يقول :" وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ" وما أجمل قوله كذلك :"أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين" , كل هذه الآيات تدل على شعور بالفخار لا لشيئ إلا لانتمائك لمحمد - صلى الله عليه وسلم - وللدين الذي أوحي إلى محمد - صلى الله عليه وسلم - , وما أجمل قول الشاعر : ومما زادني شرفا وتيها *** وكدت بأخمصي أطأ الثريا *** دخولي تحت قولك يا عبادي *** وان سيرت أحمد لي نبيا , قال سلمان الفارسي - رضي الله عنه - : أبي الإسلام لا أب لي سواه *** وإن أفتخروا بقيس او تميم , حقا : إنني أفتخر وأتشرف بأنني مسلم من أتباع محمد - صلى الله عليه وسلم - , قال الله تعالى :" وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا " , وقال جل شأنه :" وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِير ".ُ
- أحبتي في الله : وفي زمن يسب فيه محمد - صلى الله عليه وسلم - وينتقص فيه من قدره , مع هذ السكوت المطبق من حكومات الطواغيت , الذين لو كان السب والاستهزاء في حقهم لفعلوا الأفاعيل التي لا تخطر على بال , في هذا الوقت نقول : بأن الأمة أجمعت على أن من سب محمدا - صلى الله عليه وسلم - فقد كفر بما انزل على محمد - صلى الله عليه وسلم - ووجب قتله بعد التثبت من فعلته , حتى ولو تاب فإن توبته تنفعه عند ربه أما في الدنيا فإن الحد لا بد أن يقع , فإن كان ذميا , بطل عقد الذمة بين الدولة الإسلامية وبينه وقتل , وإن كان كافرا جيشت الجيوش المسلمة , انتصارا لجناب الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - قال الله تعالى مشيرا إلى كفر من انتقص قدر محمد - صلى الله عليه وسلم - : " يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ *** وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ *** لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ " , اما الدليل على وجوب قتل المسلم الذي تلبس بسبه - صلى الله عليه وسلم - فقد أخرج أبو داوود في سننه وصححه الألباني من حديث ابن عباس قال :" أن أعمى كانت له أم ولد تشتم النبي صلى الله عليه وسلم وتقع فيه فينهاها فلا تنتهي ويزجرها فلا تنزجر قال فلما كانت ذات ليلة جعلت تقع في النبي صلى الله عليه وسلم وتشتمه فأخذ المغول فوضعه في بطنها واتكأ عليها فقتلها فوقع بين رجليها طفل فلطخت ما هناك بالدم فلما أصبح ذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فجمع الناس فقال أنشد الله رجلا فعل ما فعل لي عليه حق إلا قام فقام الأعمى يتخطى الناس وهو يتزلزل حتى قعد بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أنا صاحبها كانت تشتمك وتقع فيك فأنهاها فلا تنتهي وأزجرها فلا تنزجر ولي منها ابنان مثل اللؤلؤتين وكانت بي رفيقة فلما كانت البارحة جعلت تشتمك وتقع فيك فأخذت المغول فوضعته في بطنها واتكأت عليها حتى قتلتها فقال النبي صلى الله عليه وسلم ألا اشهدوا أن دمها هدر", أما الدليل على وجوب تجييش الجيوش نصرة لرسول الله , فنجد ذلك في قوله تعالى :" وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ" , وهل هناك طعن في الدين أعظم من سب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وشتمه , حقا لقد صدق الشيخ أسامة يوم قال : لتثكلنا أمهاتنا إن لم ننصر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , قال الله تعالى : " إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ" , قال الله ذلك في سياق التقريع والتوبيخ لكل من ترك نصرته - صلى الله عليه وسلم - , فكيف تطيب النفس بعد ذلك بترك نصرته والتقاعس عنها , اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك , اللهم آميين .