تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : خطّاب وجيفارا



Abuhanifah
07-07-2008, 06:46 AM
خطّاب العملاق المجاهد وجيفارا الملحد




تمر مصر والكثير من البلاد العربية والإسلامية بحرب متنوعة ظاهرة وخفية عن طريق طابور خامس من بني جلدتنا لعزل وسلخ الشعوب المسلمة من هويتها وهي حرب موجهة للشباب المسلم خاصة.


وقد استوقفني مثال صارخ لتلك الحرب الخفية التي تتم على يد بني جلدتنا متمثلاً في حالة الانبهار والتأسي من بعض الشباب المسلم المغرر به للأسف الشديد بجيفارا الملحد نتيجة ما يقوم به اليساريين المتغلغلين في الإعلام من عرض مشوق ومؤثر عن جيفارا الملحد فهم يعرضونه بصورة الذي يدافع عن المظلومين ولا يتحدثون عن إلحاده وكفره الذي قاتل من أجل نشره.


وفى نفس الوقت يمارسون حصار إعلامي رهيب لمنع أي كلمة خير عن كل نموذج وقدوة إسلامي أفضل ألاف المرات من هذا الملحد وإذا نشروا عن قدوة إسلامي يشوهونه.


وكان ملفتاً أن يخصص برنامج العاشرة مساء على قناة دريم فقرة خاصة عن الملحد جيفارا بمناسبة مرور ثمانين عاماً على ميلاده وهو ما يعبر عن حالة الهزيمة النفسية للبرنامج ومعديه في انبهارهم بملحد كفر بالله عمل على نشر كفره في الوقت الذي يوجد نماذج كثيرة في عالمنا العربي والإسلامي لشباب قدوة في البذل والعطاء في شتى المجالات ومنهم من جاهد من أجل إعلاء كلمة الله عالية خفاقة وبذل الغالي في بطولات أعجزت أعدائه ومنهم البطل المجاهد خطّاب ومع ذلك لا يذكرهم الإعلام العربي إلا بالإساءة ولا حول ولا قوة إلا بالله.


والذي ذكرني بالبطل المجاهد خطّاب هو مظهر طول شعر كل منهما حيث عرضت صورة خطّاب على شاب مسلم وسئل من هذا فقال جيفارا؟!! للأسف الشديد..


ولايفوتنا التشابه في قتالهم في أماكن متفرقة بعيدأ عن أوطانهم وإخلاصهم من أجل مبادئهم ولكن شتان بين نور خطّاب المسلم وظلمة جيفارا الملحد.


حقا شتان بين السماء والأرض كلاهما مات شاباً لكن خطّاب عاش مجاهدًا لله في سبيل الله واستشهد بعيداً عن بلده في الشيشان مسلما تقيا مجاهداً نحسبه شهيدًا في سبيل الله وجيفارا قتل ملحداً كافراً بالله في بوليفيا.


ومن هنا أتوقف وقفات بسيطة في مسيرة العملاق المجاهد خطّاب ليعرف شباب المسلمين أن ديننا العظيم قادر على تخريج العمالقة الأبطال القادرين على صنع البطولات المعجزة بفضل الله:


1- خطاب هو اسم الشهرة للشاب العربي السعودي ثامر صالح السويلم المولود عام 1970 من أسرة مسلمة تقية ثرية وما إن بلغ السابعة عشر وسمع نفير الجهاد في أفغانستان ضد الروس الملاحدة حتى أسرع لنجدة إخوانه المسلمين وترك تفوقه الدراسي وإستعدادت السفر لأمريكا للمرحلة الجامعية من أجل نصرة إخوانه المسلمين.


2- جاهد خطّاب في أفغانستان وخاض كل المعارك الشرسة ضد الروس وشارك في فتح خوست وجلال آباد وكابول وفي أحد المعارك أُصيب بطلقة في بطنه من النوع الخارق فلم يجزع وصبر على إصابته حتى أنتبه إخوانه لنزيف الدم وقد شهد له كل من عرفه وقابله أنه أبلى بلاء حسناً حتى انتهى الجهاد الأفغاني عام 1993.


ثم سمع بما يتعرض له المسلمون في طاجكستان فأسرع ومعه مجموعة قليلة من أصدقائه لنصرة المسلمين في طاجكستان وظل سنتين يدافع عن إخوانه المسلمين وقد أصيب بقنبلة في يده نتج عنه بتر إصبعين له، ولكنه ظل صامدًا مجاهداً.


ثم ما إن سمع بالجهاد في الشيشان عام 1995 حتى سافر إلى الشيشان، وفور قدومه إلى الشيشان أخذ يتحسس أخبار البلد فقابل عجوزاً شيشانية فسألها: ماذا تريدين من قتال الروس؟، قالت العجوز: نريد أن يخرج الروس حتى يرجع إلينا الإسلام، فسألها: هل عندك شيء تقدميه للجهاد ضد الروس؟، فأشارت إلى معطف لها فبكى خطاب وصمم على نصرة إخوانه المظلومين في الشيشان.


3- كانت محطة جهاده في الشيشان أهم المحطات فقد قام بعمليات عسكرية زلزلت الروس وأفقدتهم صوابهم وجعلت قادتهم العسكريين يعترفون بقدرة خطاب العسكرية الهائلة المذهلة حتى أنهم قاموا بتدريس تكتيكه العسكري في معاهدهم العسكرية.


ومن تلك العمليات في مارس 1996 قام هو ومجموعة من 13 فرد بعملية ضد الروس قتلوا فيها 252روسي وجرحوا 58 ودمروا 13دبابة و24 عربية مدرعة12 عربية نقل، أي إعجاز وأي بطولة تلك.


وفي 16 ابريل قاد العملية الشهيرة بمجموعة من 50 فرد ضد طابور روسي مكون من 50 سيارة عسكرية تم تدميرهم بالكامل وقتل 223 روسي منهم 26 ضابط، وأقيل بسبب هذه المعركة ثلاث جنرالات كبار في الجيش الروسي، وقد أعلن عن هذه العملية الرئيس الروسي يلسين بنفسه في البرلمان الروسي.


أين برامج الفضائيات من تلك البطولات هل أصابهم العمى؟


وفي 2 ديسمبر 1997 قاد عملية بمجموعة من مائة فرد داخل الأراضي الروسية بعمق 100 كم واستهدفت العملية اللواء 136 الآلي الروسي فدمرت 300 سيارة عسكرية وقتلت المئات
وقد شارك خطّاب في عملية اقتحام جرو زنى مع القائد الشيشاني شامل باسييف، وقد اعتبره الشعب الشيشاني بطلاً قومياً واحتفلوا به عام 1996 وأعطوه ميدالية ورتبة لواء.


وظل خطًاب مجاهداً يتنقل في القوقاز لنصرة المسلمين من داغستان إلى أنجوشيا إلى الشيشان حتى استشهد بيد الخيانة في 20 مارس عام 2002وصعدت روحه الطاهرة في ريعان شبابه إلى جنة عرضها السماوات والأرض بإذن الله.


4- من أهم ما يلفت في حياة البطل خطّاب غير صغر سنه وعظيم جهاده من أجل نصرة المسلمين حكمته فقد وضع نُصب عينيه الإخلاص لله لا للجماعات ولا للأفراد، لذلك نأى بنفسه عن كل الخلافات في كل بلد جاهد فيه، ورفض واعترض على أن يتحول الجهاد ضد الروس إلى شيء آخر كما فعلت
بعض الجماعات باستخدامه ميداناً للتدريب والعودة إلى بلادها بتنظيمات، فهذا مما رفضه وابتعد بمجموعة صغيرة عن تلك الجماعات كي يكون جهاده خالصاً لله فصدق وانتصر وهم ماذا فعلوا؟ّ


5- كان من أقواله رحمه الله في حياته وكأنه يرسم لمن خلفه قصته: "من عاش صغيراً مات صغيرًا ومن عاش لأمته عظيمًا مات عظيماً"


ومن أقواله أيضاً: "همم المسلمين لا تضعف باستشهاد القادة بل تقوى بفضل الله لأن العمل لله عز وجل وليس للأشخاص"


ما أعظم تلك الكلمات الحكيمة فكم من عمل قامت به جماعات من أجل شخص الأمير والقائد والزعيم وليس من أجل الله فانهارت وضعفت همم المسلمين.


ويبقى أن خطّاب جاهد الروس الملاحدة لظلمهم للمسلمين وجيفارا قاتل من أجل الإلحاد، فشتان بين النور والظلام.


لذلك نجد أنصار الظلام أيتام الشيوعية في مصر وعالمنا الإسلامي يشجعون الشباب على الإقتداء بجيفارا الملحد لأنهم يكرهون النور وفي قلوبهم مرض وحقد من الأبطال الذين أسقطوا صنمهم الإتحاد السوفيتي الملحد، وهم لذلك لا يحبون الأبطال المسلمين الموحدين الراكعين الساجدين لرب العالمين لذلك يرسخّون بطريق غير مباشر القدوة السيئة عند الشباب ليقتلوا فيهم كل إحساس بالفخر بالمسلمين.


وأخيراً بعد هذه النبذة البسيطة عن ذلك العملاق المجاهد الذي استشهد وعمره 33 عام جمعنا الله وإياه في الفردوس الأعلى أقول بأعلى صوت ما أسوأ الإعلام العربي الهزيل الضعيف المهزوم الذي يُعرض عمداً عن قصص وسير الأبطال النبلاء الفرسان الطاهرين من المسلمين المعاصرين ويهتم فقط بسير وقصص الجرذان!!!


(منقول)

مقاوم
07-07-2008, 06:57 AM
بوركت أخي أبا حنيفة على هذا النقل المهم وإليك هذه القصيدة عن أسد الشيشان خطاب رحمه الله من شاعر الصحوة العشماوي:

عرفتك ماعرفتك من قريب*********** ولكن التعارف بالقلوب
وكم يحظى الفتى بالحب منا********* على بعد ويوصف بالحبيب
أيا خطاب أمتنا التقينا************* على حُلم المجاهد والاديب
تلاقينأ بارواح هداها************** الى ٌُإلاسلام علامُ الغُيوب
لهانبض يكاد يذوب وجداً ********* بماللشوق فيها من لهيب
قلوب ياأخا العزمات يبقى******** لها من صدقها أوفى نصيب
نعم والله لن تلقى محباً ********** لغير الله يثبت في الدروب
قريب من مشاعرنا قريب ******** فيا فرح المشاعر بالقريب
لئن بعُدت بك الاحداث عنا******* ولم تمهلك احوال الخطوب
فإنك لم تزل بالذكر حياً ******* وبالعزمات والراى الُمصيب
تلاقينا على واحات حب ******* سقاها هاتنُ الغيم السكوب
وفرق بين ماء الغيث يهمي ***** وبين الماء ينزح من قليب
وفـرق بين قافية تغنت ******* بأمجادي وقافية لعُــوب
الى خطاب اُمتنا التحايا******* من القمم الشوهق والسُهوب
من الهمم التي عرفته طفلاً ***** ومن روض المروءات الخصيب
ومن ذرات كثبان الصحاري ***** إذا زحفت بها كف الهُبوب
من النخل البواسق من عُذوق ***** ومن سعف يلوح ومن عسيب
جبال( الهندكوش) رأتك ليثاً ****** يعلم صعبها لُغة الوثوب
وداغستانُ مدت راحتيها ********* بفيض من مشاعرها عجيب
وفي الشيشان ناديت المعالي ***** بصوت ليس عنها بالغريب
سقيت ربوعها بدموع صب ****** بكى من حال عالمنا المريب
تداعى الاكلون فليت شعري ***** أنردعهم بتمزيق الجيوب؟!
وهل نلقى التآمر بالتغاضي ****** ونخلص بالعيوب من العيوب؟!
وما نسعى الى حرب ولكن ****** إذا فرضت صبرنا في الحروب
والحقنا الاوائل بالتولي ******** وأبرق حد صارمنا الخضيب
ولو ان العدو يريد سلما ****** لقابلناه في روض قشيب
وألبسناه ثوباً من أمانا ******** وظللناه بلغصن الرطيب
ولكن العدو يريد حربا ً ******* مسممة المخالب والنيوب
إذا نطق الرصاص فلا تسلني ****** عن الخُطب البليغة والخطيب
رعاك الله لم تجنح لخوف ******** يذوب همة الرجل الاريب
بإحدى مقلتيك رأيت قلباً ****** جريح النبض مخنوق الوجيب
وبالاخرى رايت من الاعادي ***** مؤمرة على الوطن السليب
رأيت الجرح أكبر! من طبيب ***** ومن تشخيص أجهزة الطبيب
فأطلقت العزيمة من عقال ****** يقيدها عن السعي الدؤوب
دعاك الى جهاد بكاء طفل ***** وما أبصرته من غدر (ذيب)
رأيتك والرياح ثهُب غربا ****** تميل الى الشروق عن الغروب
وتبصر في طريق المجد شمساً **** مبراة الضياء من المغيب
رات عيناك فجراً مستضياً ****** يُزيل غياهب الليل الكئيب
فأركضت الخيول إليه حتى ***** أضأت بشاشة الوجه الغضوب
إذا حمى (الوطيس) فسوف يبدو***** لنا الرجلُ الصدوقُ من الكذوب
تقول لك الجبال الشًم: أقبل ******* بعزم الفارس الحذر اللبيب
وماخشيت عليك من الاعادي****** ولكن من خيانة مستريب
ومن غدر المنافق حين يلوى ******* عمامة خائن يوم ( الضريب)
لو ان السم يعرف ماعرفنا ******** لقال لخطة الاعداء :خيبي
أخا العزمات إنا قد صبرنا ******* ولم نجنح إلى لغة الهُروب
بكتك يتيمة وبكت سبايا ******* يرين الحرب دائمة النُشوب
يرين الفجر أسود بالماسي ***** وتُؤذيهن أصوات النعيب
أعزيهن فيك ذرفن دمعاً ******* سقين بوله شجر النحيب
أعزي فيك أُماً شرفتها ****** مواقف ليثها البطل المهيب
وم! ا فقدتك في لعب ولهو ***** ولافقدتك في أمر مُريب
تقول لها بطولتك :أطمئني ****** وقري بالفتى عيناً وطيبي
لقد ارضعته عزماً وحزماً ******* ووجدان الابي مع الحليب
رأتك بقلبها بطلاً شجاعاً ***** قوي العزم ميمون الوثوب
فأشرق وحهُها فرحاً وتاقت ***** إلى لقياك في الكنف الرحيب
أعزي فيك أمك وهي أدرى ****** بمعنى الصبر في الوقت العصيب
كأني بالوسائد والزرابي ********* على سرر تُضمخ بالطيُوب
وحور العين قد هيأن فيها ******** مقاماً للحبيبة والحبيب
أرى غُرفاً من الياقوت فيها ******** بدا سرُ العجيبة والحبيب
فما سمعت بها أُذنا شغوف ********* ولابصرت بها عينا رقيب
أخا العزمات في الشيشان ،يامن ******* ركبت إلى العلا أسمى ركوب
رحلت عن الحياة ، فما جزعنا ******** برغم الحزن والدمع الصبيب
رضينا بالقضاء رضا يقين ********** وتسليم لغفار الذنوب

عبد الرحمن العشماوي

فـاروق
07-07-2008, 11:12 AM
رحمه الله رحمة واسعة وتقبله شهيدا...

وغفر لنا ودرنا الى دينه ردا جميلا

Abuhanifah
07-10-2008, 12:13 PM
بارك الله بكم أخواي مقاوم وفاروق...
ما شاء الله قصيدة جميلة للعشماوي...

أضع هنا أيضا قصة مقتل خطاب لمن لا يعرف حقيقتها :



قصة مقتل القائد خطاب


بقلم : القائد أبوالوليد الغامدي




لقد كان مقتل القائد (خطّاب) رحمه الله تعالى فاجعةومصيبة اصيبت بها الأمة ، نسأل الله عز وجل أن يتقبله من الشهداء ، ولما كان الأمركذلك كثر اللغط بين الناس .. فمن مكذّب للخبر إلى متهمٍ لحرس القائد خطاب بالخيانةإلى غير ذلك من التحليلات والتفسيرات ، لذلك رأينا أن من واجبنا تجلية هذا الأمربوضوح حتى ينشغل الشباب بما ينفع أمتهم وبما هو أهم والله المستعان ، وفي الرسالةالتالية للقائد " أبو الوليد" توضيح وبيان لملابسات مقتل القائد (خطّاب) رحمه اللهتعالى وتقبله من الشهداء ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم :






الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله

فهذه قصة أستشهاد القائد خطاب يرحمه الله ...

لقد خطط أعداء الله لهذه العملية الجبانه لمدة سنه وهذا بإعترافهم بأنفسهم وأظن ذلك صحيحاً لأن أحد المتهمين بقتل (خطاب) رحمه الله لم يكن له إلا سنه واحدة يعمل مع خطاب رحمه الله وقد كان كثيراً من الإخوه يحذرون منه وأنه يعمل مع الإستخبارات وتأكد هذا الأمر من أكثر من جهه بل إن صاحبه الذي يعمل معه المتهم الثاني لم ينكر ذلك وقال عمله هذا فقط من أجل الطريق وإدخال ألأغراض الخطيره وأكد هو بنفسه أنه لا يعمل معهم أي مع ألإستخبارات موالاة لهم وإنما من أجل خدمة المجاهدين .







وكان (خطّاب) رحمه الله حذر جداً في التعامل معهما فكان لا يتقابل معهما إلا نادراً جداً وفي مكان بعيد عن مكان تواجده هذا، كان في بداية الأمر وكان الإعتماد عليهما في إحضار الأغراض قليل وذلك لوجود من يحضر الأغراض من الخارج وأكثر ثقة من هذين الشخصين رغم أنهما أسرع من يحضر هذه الأمور وأكثر قدرة وجرأه من غيرهما واستمر الوضع على هذا الحال لعدة أشهر أظهرا خلال هذه الفتره تعاوناً كبيراً وعرفا خلالها كل الطرق التي من خلالها ندخل أمور كثيره أخرى فبلّغوا عن هذه الطرق وعن المتعاونين معنا الذين يأتون لنا بالأغراض من الخارج فأغلقت هذه الطرق كلها وقُبض على أكثر المتعاونين معنا ولم يبقى إلا هذا الطريق مع هذين الشخصين ، وزادت الشكوك وعدم الثقه فيهما وحذر الإخوه أخونا خطاب مرة ثانيه منهما ولكنه كان يقول رحمه الله لو يريدان أن يعملا شيئا لعملاه منذ سنه ورغم هذا سأكون حذراً إن شاء الله وكان يظن ان خطرهما يكمن في تبليغ العدو عن مكان تواجده ولكنهما أتياه من مأمن أخزاهما الله , واستمر الوضع بهذه الطريقه يأتيانه بالأموال والرسائل والأجهزه الاسلكيه من البلد المجاور وعندما جاء الموعد الذي تواطئوا عليه وضعوا له سماً قوياً في إحدى الرسائل المرسوله من أحد الإخوه العرب في البلد المجاور وكانت هذه الرساله مرسوله من قبل وكانت في حوزتهم وذلك أن تاريخ هذه الرساله لم يكن مطابقاً للرسائل التي جائت معها بل أقدم منها بأكثر من أسبوعين مع العلم أن الكاتب واحد , واحضروا هذه الرسائل مع بعض الأغراض وسلموها لحرس (خطاب) وقالوا لهم إن فيها رسائل مهمه جداً يجب أن تصل إلى (خطاب) بأسرع وقت وفعلاً أخذ الحرس الأغراض والرسائل وخاطروا بأنفسهم من أجل إيصال الرسائل في أسرع وقت ووقعوا في كمين قُتل فيه أحد الإخوه المجاهدين وتركوا كل الأغراض وأخذوا الكيس الذي فيه الرسائل فقط لظنهم أن فيه رسائل مهمه وما علموا أن فيه مصير قائدهم وحبيبهم , ووصلوا إلى خطاب وكعادته يرحمه الله بدأ يقلب الرسائل وأخذ التي مكتوبه بالعربي وهذه الروايه ينقلها لي ألإخوة الذين كانوا مع خطاب رحمه الله فيقولون :

عندما فتح خطاب الرساله لاحظنا أن الرساله ليست كالرسائل العاديه لأن عليها مثل الغشاء البلاستيكي وكنا نظن أن هذا الورق من النوع الراقي وقلنا له مازحين أكيد هذه الرساله من ناس كبار مع أن الشك يساورنا لأن ورقها غير طبيعي وكنا نريد أن ننبهه على ذلك ولكن نحن نعلم أنه أفهم وأعرف منا في هذه ألأمور ولكن إذا حضر الأجل عمي البصر ، وكان رحمه الله يقرأ الرساله وهو يأكل مما جعل السم يدخل إلى جوفه مباشره وبعد عدة دقائق بدأ يشعر بدوران وبغشاوه على عينيه وكان يظن ذلك من أثر الصيام لأنه كان صائماً في نهار ذلك اليوم ثم ذهب إلى الفراش ليأخذ قسطاً من الرحه ثم عاد بعد بعض الوقت ليقرأ الرساله مرة ثانيه ولكنه لم يعد يرى الكتابة بوضوح وشعر بإرهاق شديد جداً ثم نام إلى الصباح وبعد صلاة الفجر بدأ يشعر بضيق التنفس وعدم وضوح الرؤيه وقال للذين معه أجمعوا الأغراض حتى لو حصل أي شيء نتحرك بسرعه وهذه عادت كل المجاهدين فجمع أمير الحرس الأغراض والرسائل بما فيها تلك الرساله المسمومه وجاء وقت صلاة الظهر فلم يستطع أن يأم الإخوة في الصلاة وقدم امير حرسه في الصلاة وبعد إنتهاء الصلاة اشتد به الألم ثم سجد وبدأ يردد :






لاإله إلا الله .. لاإله إلا الله .. لاإله إلا الله




ثم سكت وغاب عن وعيه رحمه الله ثم اتصل أمير الحرس بأحد الإخوه الأنصار ليرى الأمر وعندما حضر هذا الأخ بدأ يرقيه بالقرآن وقال يجب إستدعاء الطبيب وهو أحد المجاهدين الأنصار وعندما حضر هذا الطبيب من مسافه بعيده ومن مكان خطير ورأى (خطاب) رحمه الله وكان العرق يتصبب منه بشكل كثيف جداً ورأى منه اعراض اخرى فعرف انها اعراض تسمم فسأل الإخوه ما الذي اكل فأخبروه أنهم أكلوا جميعاً من إناء واحد وشربوا من إبريق واحد وأنه لم يتفرد عنهم بطعام أوشراب من مدة ليست بالقصيره ولكنهم مباشرة تذكروا الرساله فرآها الطبيب وأكد أنها مسمومه وأمر من لمس الرسالة بغسل يده جيد اًوقال إن (خطاب) في حاله خطيره جداً ويجب له عملية غسيل معده ولكن من سيقوم بهذه العمليه وأين ؟ لقد كان الإخوه في موقف صعب جداً ولا يعرفون ماذا يفعلون فأميرهم وقائدهم واحب الناس إليهم يلفظ أنفاسه بين أيديهم ولا يستطيعون تقديم أي شيء له وماذا عساهم أن يفعلو وهم في الغابات لا مستشفى ولا دواء ولكن أحدهم اتصل بجهاز اللاسلكي وسأل عن دواء ضد التسمم ولكنه لم يجد وفي هذا الوقت أسلم (خطاب) رحمه الله الروح إلى باريها في هدوء وطمانينه نسأل الله أن يتقبله في عداد الشهداء وألا يحرمنا أجره ولا يفتنا بعده وأن يعوضنا خيراً منه.




وفي صبيحة اليوم الثاني دفنوه رحمه الله في مكان آمن وتعاهدوا فيما بينهم ألا يخبروا أحداً بإستشهاده قبل أن يخبرونني كما تعاهدوا أيضاً ألا يخبروا أحداً غيري بمكان قبره ، وما زالوا على هذا العهد ومنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ونسأل الله عز وجل أن يثبتهم وألا يبدلوا .




وفي صبيحة اليوم الثاني من دفنه رحمه الله بدأت ألإنزالات والقوافل الروسية تتدفق على المنطقه بشكل كثيف جداً وبدأوا بالتفتيش في كل مكان وبشكل دقيق جداً لأكثر من اسبوعين وفي اثناء هذا التفتيش كان أثنين من ألإخوه الذين يعرفون مكان القبر يتسللان ليموها القبر لأنه كان في تلك الفتره أمطار كثيره مما أدى إلى نزول القبر ألأمر الذي ربما يؤدي إلى كشف القبر ,ولم تكن هذه الحمله في هذا الوقت بالذات مجرد حمله عاديه ككل الحملات السابقه بل هي إمتداد لعملية اغتيال القائد (خطاب) والله تعالى أعلم وذلك لعدة أمور منها أن السم كان من المفروض أن يكون مفعوله بعد ثلاثة أيام وهذا ماحصل بالفعل لأمير الحرس فقد تأثر في هذا الوقت وبدأت معه تلك الأعراض من عدم وضوح الرؤيه وضيق التنفس على الرغم من أنه لمس الرساله فقط عندما جمع الرسائل كما ذكرنا أنفاً ولكنه ذهب بعد إصرار ألإخوة عليه إلى احد الأطباء المتعاونين معنا في أحدى المدن البعيده وأخبره الطبيب أن في دمه سم ويجب أن يتعالج بأسرع وقت , كذلك من تلك ألأمور أن الروس عندما أعلنوا عن استشهاد (خطاب) رحمه الله ذكروا تاريخ يوم استشهاده مع العلم انهم لم يتأكدوا من استشهاده إلا عندما وقع الشريط في أيديهم بعد ثلاثه أسابيع تقريباً كما سنذكر إنشاء الله تعالى .




وهذا ألأمر يدل على أنهم كانوا يريدون القبض على (خطاب) عندما يكون عاجزاً عن الحركه من أثر السم وذلك بعد أن عجزوا ولم يستطيعوا القبض عليه أو قتله وهو بصحته فكم من المرات حاصروه بآلاف الجنود وفق معلومات أكيدة بمكان تواجده ولكن الله عز وجل يخرجه من بين أيديهم في كل مره سالماً غانما فله الحمد والشكر , ولكن لكل أجل كتاب .




وبعد إنتهاء التفتيش في تلك المنطقه اتصل بي أحد ألإخوه وقال لي (خطاب) يقول لك تعال بأسرع وقت هو يحتاجك ضروري جداً ومباشرةً تحركت ووصلت إلى المنطقه التي تركته بها من قبل ، وإذا بي اُفاجئ بخبر كالصاعقه نزل علي ولم أصدق أبداً ووالله لا استطيع أن اصف شعوري في تلك اللحظات العصيبة ووالله ما أتذكر أنني سمعت خبراً في حياتي أشد عليه من هذا الخبر ......




وفي هذا اليوم أعلن الروس مقتل (خطاب) وذلك قبل أن أعرف الخبر بساعه واحدة فقط وعندما تقابلت مع ألإخوه وأخبروني القصة بالتفصيل وشاهدت الفلم وأخذت بقية الرسائل . وكان من بين الرسائل رساله من الشخصين المتهمين فيها عنوان لهما ورقم تلفون وهذه أول مره يفعلان هكذا ! !




ومباشرة أعلنت عدم صحة خبر استشهاد (خطاب) وذكرت للإخوة في المخابرة أن هذا الأمر إشاعات مثل العاده وطلبت منهم أن يخبروا الإخوة الذين في البلد المجاور الذين أرسلوا الرسائل أن (خطاب) يقول لهم أن الرسائل التي أرسلت مؤخراً لم تصل إليه لأن ألإخوة الذين كانت معهم الرسائل وقعوا في كمين وفقدوا الرسائل فإذا كان في الرسائل شيئ مهم فأرسلوا غيرها , وكنت على يقين أن العدو يسمعني وهذا الذي كنت اريد وتوقف العدو بعد ذلك عن الحديث عن مقتل (خطاب) وظنوا أن الرسائل فعلاً لم تصل إليه ولكن عندهم شك كبير وذلك بسبب أن ألإخوه تكلموا بالمخابرة وطلبوا دواء للتسمم كما ذكرنا من قبل.




وكنت أسعى من وراء هذا العمل أن أطمئن المتهمين ليحضرا ونحن أرسلنا لهما خبر بأن (خطاب) يطلبهما لعمل مهم ولكنهما كانا مختفيين وطلب مني الإخوة أن ارسل أشخاص إلى العنوان الذي كتباه أو نتصل على ذلك التلفون ولكني رفضت ذلك لأني كنت مدرك أنهما كتبا العنوان ورقم التلفون من أجل أن يتأكدا أن الرسالة قد وصلت إلى خطاب وإلا من أين لنا بالعنوان ورقم التلفون وكانت هذه حيله من الإستخبارات ولكنها ولله الحمد لم تنطلي علينا ..




وبعد أيام قليله ظهر هذان الشخصان من جديد في البلد المجاور ولكنهما خائفان من المجيء إلينا فالشك لايزال يساورهما وقالا للمرسول إذا كان (خطاب) فعلاً يريدنا فليكتب لنا رسالة يطلب منا فيها المجيء وهذا الأمر ليس من عادتهما أبدا , فأرسلت عن طريقهما رسائل كان خطاب رحمه الله قد كتبها قبل استشهاده بأيام وأرسلت مع هذه الرساله خبر باسم (خطاب) أنكما إذا لم تأتيا بسرعه فسوف اقطع التعامل معكما وبعد وصول هذا الخبر لهما وعدا بالمجيء خلال أسبوع وفي هذا الوقت أمرت الإخوه بأن يواصلوا كتمان الخبر وأن يدفنا الشريط والرساله حتى يأتي المتهمان ونقبض عليهما فالخطة تسير كما نريد ..




وتحركت إلى منطقة ثانية لأرتب فيها بعض ألأمور حتى يحضر هذان الشخصان ولكن أمير الحرس غفر الله لنا وله أجتهد وأخذ الشريط والرساله وبقية أغراض (خطاب) وذهب بها إلى قرية مجاورة لا يوجد فيها تفتيشات كثيرة والمتهمان وعدا بالمجيء إليها وفي الطريق وقع في كمين وقتل رحمه الله واُخذ الشريط والرساله وبقية ألأغراض ولا حول ولا قوة إلا بالله وهكذا تأكد أعداء الله من مقتل (خطاب) رحمه الله ولم يأتي المتهمان وعرفا ماذا ننوي ولكن أحدهما قتله ألأبطال في تلك البلاد البعيده وأما الأخر فإلى الأن لم نجده ومطاردته مستمره وسوف يلحق بأخيه هو وبوتن بإذن الله تعالى ولو بعد حين .




هذه قصة استشهاد القائد البطل المغوار (خطاب) رحمه الله تعالى وتقبله في عداد الشهداء ربما يسأل سائل لماذا (خطاب) لم يقتنع بكلام المجاهدين من حوله ويبتعد عن هذين الشخصين فأقول هناك سببين رأيسيين :




أولهما: أنه كان رحمه الله حريصاً على متابعة الأمور بنفسه بحكم الأمانه الملقاه على عاتقه وحقيقةً أنا أشعر الآن بهذا الشعور الذي لم أكن أشعر به من قبل فإذا كان المسؤول لايتابع الأمور بنفسه رغم الأخطار فإن العمل لايسير على الوجه المطلوب ..




والأمر الثاني: أن أحد هذين الشخصين كان مجاهداً معنا في الحرب الأولى وكان (خطاب) رحمه الله يقول للأخوه هذا الأمر والإخوه يقولون له إن قديروف وسلم وغيرهما كانوا من المجاهدين في الحرب الماضية ولكن إذاجاء القدر لم ينجي الحذر ولكل أجل كتاب .




وربما يسأل سائل آخر لماذا تأخرت كتابة القصه إلى الآن فأقول والله لم أكن أعلم أن قصة استشهاد أخينا رحمه الله غير واضحه إلا عندما قرأت كُتيب عنه رحمه الله ولاحظت أن قصة استشهاده غير دقيقه بل في إحدى الروايات إتهام لحرسه بالخيانة وهذا مالم يكن ابداً فشهادةً لله أنهم من خيرة المجاهدين ولم يبقى منهم إلا أثنين والبقية لحقوا بأميرهم.




نسأل الله أن يجمعنا وإياهم في جنته ودار كرامته , فرأيت من واجبي أن أجلي الأمر وليستفيد المسلمون من هذه القصة

هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد .






كتبه: ابو الوليد عبد العزيز الغامدي

صفر1424هـ

الشيشان

مقاوم
07-10-2008, 01:33 PM
بوركت أخي أبا حنيفة ...
وتجدر الإشارة إلى أن أبا الوليد التحق بركب الشهداء كذلك ولا نزكيهم على الله.

منال
07-10-2008, 01:36 PM
بارك الله فيكم

سأسأل سؤال ربما تجدونه غريبا

من أين عرفتم المجاهد خطاب- رحمه الله؟

فـاروق
07-10-2008, 01:46 PM
سؤال بسيط وليس للتشكيك...

كيف كان يقرأ الرسالة وهو يأكل الطعام وكيف كان صائما في الوقت نفسه؟

مقاوم
07-10-2008, 02:35 PM
بارك الله فيكم

سأسأل سؤال ربما تجدونه غريبا

من أين عرفتم المجاهد خطاب- رحمه الله؟
الإجابة على هذا السؤال قد تورد صاحبها المهالك :)

مقاوم
07-10-2008, 02:41 PM
سؤال بسيط وليس للتشكيك...

كيف كان يقرأ الرسالة وهو يأكل الطعام وكيف كان صائما في الوقت نفسه؟

بسلامة فهمك ريس ... كان يقرأ الرسالة وقت الإفطار ممسكا بها باليد اليسرى بينما يأكل باليمنى ويقرأ. والسم المستخدم من النوع الذي يستنشق ويدخل عبر مسام الجسم وسريع المفعول. وقد يكون وجود الطعام ساهم في سرعة مفعوله كذلك.

العمر
07-12-2008, 07:53 AM
بارك الله فيكم

سأسأل سؤال ربما تجدونه غريبا

من أين عرفتم المجاهد خطاب- رحمه الله؟

المعروف لا يعرف

رحم الله القائد المجاهد خطاب نحسبه والله حسيبه

Abuhanifah
07-12-2008, 03:49 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


وتجدر الإشارة إلى أن أبا الوليد التحق بركب الشهداء كذلك ولا نزكيهم على الله.
صدقت أخي لقد استشهد سنة 2004 اثر اشتباكات مع الجنود الروس أي بعد سنتين من استشهاد القائد خطاب وانتهز الفرصة لأنقل مقالة عنه أيضا...


من أين عرفتم المجاهد خطاب- رحمه الله؟

للأسف لم أتشرف بمعرفته شخصياً ولكني عرفته في أواسط التسعينيات حين سطع نجمه في الشيشان وأصبح أسمه يتداول بين القادة الروس وحتى الرئيس السابق يلسن...

أخي فاروق قد أجاب أخي مقاوم على استفسارك مشكورا


رحم الله القائد المجاهد خطاب نحسبه والله حسيبه
اللهم آمين

من موقع اسلام واي أنقل التالي



أبو الوليد الغامدي.. الوصية وقصة الشهادة




في إحدى الليالي رأى الشاب أبو الوليد في منامه أنه يقرأ سورة يوسف فاتصل على أخته وقص لها الرؤية، فقصتها أخته على أحد المعبرين، فأولها أن أخاها سيحاصر مع 12 رجلاً آخرين في أرض أجنبية.. من هنا تبدأ قصة الشاب أبو الوليد ابن الـ 34 ربيعًا ، والذي ولد في السعودية ، وجاهد في أفغانستان ، ومات في أرض الشيشان.


شاب كأي شاب ، اسمه الكامل ..عبد العزيز بن سعيد بن علي الغامدي ولد في قرية الحال بمحافظة بلجرشي في السعودية.
دخل أبو الوليد المسجد ذات مساء، وكان آنذاك يبلغ من العمر سبعة عشر عاماً في بداية المرحلة الثانوية ، سمع شيخ المسجد يتحدث عن سيف الدين قطز المملوكي ذي الأصل الشركسي الذي تصدى لهجوم التتار على أرض الإسلام ، وصلاح الدين الكردي الذي جاء من أقصى شمال العراق ليحرر بيت المقدس من أيدي الصليبيين ، فطاف الشاب بخياله، وبدأ يفكر في عظمة الإسلام التي جعلت من الشراكسة والأتراك شركاء للعرب في حماية بيضة الإسلام ، ولم ينته تفكير الشاب عند هذا الأمر، بل قام بمحاكاة الماضي بالواقع ، التاريخ الناصع ، بالحاضر البائس ، فوجد أن الزمن هو الزمن و المأساة هي المأساة ، القدس محتل بيد الصهيونية العالمية ، وبلاد الأفغان مستعمرة بين الروس .. فكان قراره على الفور هو "الجهاد".
قال الفتى لنفسه لتكن البداية من القدس ثالث الحرمين وأرض الإسراء ، غير أنه وجد أن هذا الأمر ليس بالسهل اليسير ، فكان خياره الثاني الذهاب لأرض الأفغان.


الرحيل إلى أفغانستان
وعلى الفور توجه الفتى في صيف 1988 إلى أفغانستان ، وشهد فتوحات جلال آباد وخوست كابل في عام 1993 ، و نجا من الموت عدة مرات بأعجوبة وهو موقن أن وقته لم يحن بعد . ومع انتهاء الحرب وخروج الروس مدحورين من أفغانستان ، ودخول البلاد فتنة داخلية ، آثر الشاب مع القائد ورفيقه في درب الجهاد سامر السويلم الشهير بـ" خطاب"، الخروج من أفغانستان ... ولكن إلي أين؟؟


سمع الشاب أبو الوليد ورفيقه خطاب أن حربًا أخرى تدور ضد نفس العدو ولكنها هذه المرة كانت في طاجيكستان فأعد حقائبه ومعه مجموعة صغيرة من المجاهدين وذهبوا إلى طاجيكستان في عام 1993 ، ومكثوا هناك سنتين يقاتلون الروس في الجبال المغطاة بالثلوج ينقصهم الذخائر والسلاح ، وأصيب الرجلان وعبثاً حاول البعض إقناعهما بالعودة إلي بيشاور للعلاج، لكنهما رفضا.


و بعد سنتين من الجهاد في طاجيكستان عاد الشاب أبو الوليد إلى أفغانستان في بداية عام 1995.. ليسأل نفسه: وماذا بعد؟!


ولم تتأخر الإجابة طويلاً .. فقد جلس أبو الوليد مع رفيق دربه "خطاب" ذات مساء يشاهدون التلفزيون فوجدا فتية شيشانيين يرتدون عصابات مكتوباً عليها "لا إله إلا الله محمد رسول الله" ، ويصيحون صيحة "الله أكبر".. عندئذ استرجع الفتى درس شيخه حسن صلاح الدين "الكردي" محرر القدس ، وقطز " الشركسي" هازم التتار .. فعقد الشاب نيته بالذهاب إلى أرض الشيشان ليعيد التاريخ دورته بإنجاب شباب من أمثال "خطاب" و "أبو الوليد" يضاهون صلاح الدين وقطز في عالمية الجهاد الإسلامي ، في عصر سمح للعولمة باجتياز كل الميادين إلا "الجهاد".


قيادة المجاهدين العرب في الشيشان
ومع دخول "أبو الوليد" أرض الشيشان عام 1995 ، تبدأ صفحة جديدة أكثر خصوبة في حياته الجهادية ، ففي الشيشان بدأت تظهر عبقرية "أبو الوليد" ، التي جعلته يقود فيلق المجاهدين العرب بعد استشهاد رفيقه خطاب.
كما كان للطبيعة الشيشانية الأبية أثر كبير على طبيعة أبي الوليد النقية ، فقد عرف عن الشيشان صلابة البأس في القتال، والقتال حتى الرمق الأخير، فالشيشانيون عرف عنهم كرمهم ، و احترام الصداقة والحب بإخلاص، يكتمون أحزانهم وأفراحهم ولا يعبرون عن أسفهم بسهولة ، وهي الصفات التي أعجبت أبا الوليد فقرر الزواج من امرأة شيشانية والتي أنجبت له طفلين هما "عمر" و"صلاح الدين".
وعلى صعيد العمليات العسكرية أثبت أبو الوليد مع رفيقه القائد "خطاب" نجاحهما في توجيه ضربات موجعة للجيش الروسي ، ففي إبريل 1996 هاجم أبو الوليد مع مجموعة من المجاهدين العرب قافلة عسكرية روسية قرب بلدة باريش ماردي، وأدت العملية إلى مصرع 53 عسكرياً روسيًا وجرح 52 آخرين، وتدمير خمسين سيارة عسكرية، وهو ما ترتب عليه إقالة ثلاثة جنرالات روس، وأعلن الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسين بنفسه عن هذه العملية أمام مجلس الدوما الروسي، وتم تصوير هذه العملية بالكامل على شريط فيديو توجد منها بعض الصور في موقع الشيخ (عبد الله عزام) على شبكة الإنترنت حتى يومنا هذا.


وبعدها بشهور نفذت نفس المجموعة المجاهدة عملية هجوم على معسكر روسي نتج عنه تدمير طائرة هليكوبتر بصاروخ AT- 3 Sager المضاد للدبابات ومرة أخرى تم تصوير العملية بالكامل على شريط فيديو، كما شاركت أيضًا مجموعة من مقاتليه في هجوم جروزني الشهير في شهر أغسطس من عام 1996 الذي قاده القائد الشيشاني المعروف شامل باسييف.


بطولة فذة
وتصدر اسم "أبو الوليد" و "خطاب" ساحة الجهاد مجددًا في 22 ديسمبر من عام 1997 عندما قاد خطاب ونائبه أبو الوليد مجموعة مكونة من مائة شيشاني وعربي، وهاجموا داخل الأراضي الروسية وعلى عمق 100 كيلو متر القيادة العامة للواء 136 الآلي ودمروا 300 سيارة وقتلوا العديد من الجنود الروس.


ومع تسلم أبي الوليد قيادة المجاهدين العرب، بعد استشهاد رفيقه المجاهد القائد خطاب الذي نالت منه سهام الغدر في إبريل 2002 ، أعلن أبو الوليد عن استراتيجيته العسكرية الجديدة وهى نقل مسرح العمليات إلى داخل الأراضي الروسية، فقد أدرك أبو الوليد الغامدي أن استمرار العمليات العسكرية داخل الأراضي الشيشانية، يتيح الفرصة أمام الروس لإلحاق الأذى بالشعب الشيشاني. لذلك كان لزامًا نقل مسرح العمليات إلى داخل الأراضي الروسية، فالروس على حد تعبيره "محاربين فهم الذين اختاروا هذه الحكومة التي تسعى إلى قمع الشعب الشيشاني".. وأصبح كل ما تتمناه موسكو هو الإيقاع أو قتل القائد أبي الوليد ، وفي كل مرة تتراجع فيه شعبية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، كان يتم الإعلان عن مقتل القائد "أبو الوليد" وهو الأمر الذي تكرر عدة مرات.


مكافأة روسية
وعندئذ لجأت موسكو إلى حيلة أخرى فكان الإعلان عن مكافأة مالية قدرها ثلاثة ملايين روبل (100 ألف دولار) مقابل معلومات أو مساعدات عملية في شل نشاط أبي الوليد ، وكان الفشل من نصيب الروس وعملائهم الذين لم يستطيعوا الإيقاع أو الإمساك بالقائد العربي.


واستمر أبو الوليد في جهاده ضد قوات الاحتلال الروسي ، مكبدين الروس أكثر من 8 آلاف جندي قتيل ، وتدمير 1000 من الآليات والتقنيات العسكرية، فضلاً عن إسقاط 31 مروحية وهو ما يمثل أكبر خسارة لروسيا منذ بداية الحرب الثانية.


وصية شهيد
و شعر الفتى المجاهد بأن ساعته قد اقتربت ، وتاقت نفسه للقاء أحبته المجاهدين الشهداء ، فبعث وصيته لأهله عبر شريط تسجيلي (صوتًا وصورة) يتضمن وصاياه لأهله وعشيرته وخصوصًا أمه التي بشرها فيها بقوله: "أعلمتِ يا أماه كيف خرج ابنك من الدنيا؟" .."لاَ تَجِفُّ الأَرْضُ مِنْ دَمِ الشَّهِيدِ حَتَّى يَبْتَدِرَهُ زَوْجَتَاهُ، كَأَنَّهُمَا طَيْرَانِ أَضَلَّتَا فَصيلَيْهِمَا بِبَرَاحٍ مِنَ الأَرْضِ بِيدِ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا حُلَّةٌ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا ومَا فِيهَا".


وقبلها بثلاث سنوات تقريبًا بعث أبو الوليد الغامدي من أرض الجهاد بوصية إلى ابنيه وهو في الجبهة وقد احتفظت شقيقته أم منار بالوصية والتي سلمت نسخة منها إلى موقع (الإسلام اليوم) بعد استشهاده هذا نصها:


بسم الله الرحمن الرحيم
وصيتي إلى أبنائي
رسالة إلى ابني الحبيبين عمر وصلاح الدين
ابني الحبيبين الغاليين كم كنت أتمنى أن أراكما وأداعبكما كما يداعب الأب أبناءه ولكن القدر شاء أن نفترق وأنتما صغيران؛ فأوصيكما بطاعة الله أولاً وقبل كل شيء، والسير على طريق الجهاد في سبيل الله حتى تلقيا ربكما شهيدين، فإن إحساسي وثقتي بالله عظيمة.. إن زمانكما هو زمان الجهاد والملاحم ونصرة الإسلام وعودة العزة؛ فليكن لكما في ذلك أعظم النصيب فقد اخترت لكما هذين الاسمين من أجل أن تكونا مثلما تسميتما؛ فأنت يا عمر أرجو أن تكون كعمر بن الخطاب في شدته في الحق والقيادة، وكعمر بن عبد العزيز في الزهد والورع، وكعمر المختار في الثبات على الجهاد حتى نال الشهادة ولم يركن لأعداء الله أبداً.


أما أنت يا صلاح الدين فيكفيني أن تكون مثل صلاح الدين الأيوبي أعاد للإسلام مجده بعد طول ذل وأعاد أولى القبلتين، أعاد فلسطين بعد احتلال دام قرابة قرن.
كما أوصيكما بالدعاء لي دائماً وألا تنسَيا أن معدنكما هو معدن العرب وأرضكما هي أرض اليمن التي قال فيها الرسول صلى الله عليه وسلم : « أتاكم أهل اليمن هم أرق أفئدة وألين قلوبًا، الإيمان يمانٍ والحكمة يمانية... » ، وقال صلى الله عليه وسلم في اليمن أحاديث كثيرة.


مواجهة وليس غدرًا
وفي التاسع عشر من شهر إبريل 2004 أعلن نبأ استشهاد القائد المجاهد "أبو الوليد الغامدي" ، في إحدى معاركه ضد قوات الاحتلال الروسي حيث أكد علي الغامدي -شقيق أبي الوليد- أن استشهاد أخيه كان في مواجهة مع قوات روسية وكان ذلك في 3 شوال 1424هـ، وأن الأخبار التي راجت في وسائل الإعلام حول اغتيال شقيقه غدراً غير صحيحة.
وأوضح علي في تصريحات خاصة لشبكة (الإسلام اليوم) أن استشهاد أخيه كان في مواجهات مسلحة ومباشرة مع الجنود الروس التي يخوض المجاهدون الشيشان الحرب ضدها منذ تسع سنوات بحسب تأكيد نائب أبي الوليد والقائد الجديد للمجاهدين العرب في الشيشان أبي حفص الأردني.
وأضاف علي الغامدي أن خبر استشهاد أخيه قد تأخر من أجل بث الشريط الذي تكلم فيه قبل مقتله بيومين يهدد فيه الروس بعدم انتخاب من يؤيد قتال المسلمين في الشيشان أو غيرها من بلاد المسلمين، التي كانت في يوم ما تحت الاحتلال الروسي.


وأكد شقيق "أبو الوليد" أن ما أذيع وأشيع عن مقتله غدرًا غير صحيح، وإن كان صحيحًا فقد استشهد قبله غيلةً وغدرًا عمر وعثمان رضي الله عنهما، وهكذا يقتل الأبطال والشرفاء، ولكن أبا الوليد قتل في المواجهة مع الأعداء بفضل الله وقد أراد أعداء الإسلام ببثهم هذا النبأ أن قتله كان غيلةً هو التشكيك في المجاهدين والادعاء بأن فيهم خونة وجواسيس وأنهم مخترقون.
وأشار شقيق الشهيد أن هذه المواجهة حوصر فيها المجاهدون وكان معهم أبو الوليد وعلى إثر هذه المواجهة استشهد -رحمه الله- مع بعض من رفاقه وانسحب الباقون وحملوا معهم قائدهم وقد دفنوه كما يدفن الشهداء بصورة سريعة، وقد عادوا بعد قرابة 25 يومًا ليجدوه كما هو، علمًا أنه أوصى ألا يصور بعد موته.
هكذا قضى أبو الوليد نحو 16 عامًا من عمره البالغ (33) سنة في الجهاد المتواصل في أفغانستان و طاجيكستان وأخيرًا الشيشان ، التي استشهد على أرضها ، مترنمًا بنشيدها ...
لهذه الأمة الإسلامية ولهذا الوطن ولدتنا أمهاتنا..
ووقفنا دائماً شجعاناً نلبي نداء الأمة والوطن..
لا إله إلا الله
جبالنا المكسوة بحجر الصوان
عندما يدوي في أرجائها رصاص الحرب
نقف بكرامة وشرف على مر السنين
نتحدى الأعداء مهما كانت الصعاب
لن نستكين أو نخضع لأحد إلا الله
فإنها إحدى الحسنيين نفوز بها
الشهادة أو النصر
لا إله إلا الله

مقاوم
07-12-2008, 04:24 PM
ما أجمل قراءة سير الأبطال شامات هذا الزمان وما أروع الملاحم التي سطروها بدمائهم وما أبلغ الكلمات عندما يكون مدادها الدم وترجع صدى صدقها قبور كاتبيها.

رحم الله شهداء هذه الأمة الابرار. كيف تذل أمة فيها أمثال هؤلاء الأخيار.

اللهم انصر عبادك المجاهدين في سبيلك في كل مكان.
اللهم ثبت أقدامهم وسدد رميهم وزلزل الأرض من تحت أعدائهم.
اللهم يسر لنا طريقا إلى الجهاد، وارزقنا شهادة في سبيلك نلقاك بها وأنت عنا راض يا أرحم الراحمين.

اللهم واجمعنا بمن سبقنا على هذا الدرب في جنانك تحت ظل عرشك ومتعنا بالنظر إلى وجهك الكريم يا كريم.

Abuhanifah
07-12-2008, 04:59 PM
رحم الله شهداء هذه الأمة الابرار. كيف تذل أمة فيها أمثال هؤلاء الأخيار.

اللهم انصر عبادك المجاهدين في سبيلك في كل مكان.
اللهم ثبت أقدامهم وسدد رميهم وزلزل الأرض من تحت أعدائهم.
اللهم يسر لنا طريقا إلى الجهاد، وارزقنا شهادة في سبيلك نلقاك بها وأنت عنا راض يا أرحم الراحمين.

اللهم واجمعنا بمن سبقنا على هذا الدرب في جنانك تحت ظل عرشك ومتعنا بالنظر إلى وجهك الكريم يا كريم.
اللهم أمين

أرأيت أخي ما أجمل التاريخ الاسلامي :)