أبو عامر
06-23-2008, 09:05 PM
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا وهادينا وسيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وعلى الذين اتبعوهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد :
إخوتي المسلمين الشيعة سأتكلم في هذه الحصة إن شاء الله تعالى عن السيدة فاطمة رضي الله عنها وأرضاها وأخص بالكلام الجانب المتعلق بقضية فدك وملابساتها ، فأدعو الله سبحانه وتعالى أن يهديني لقول الحق وأن يهديكم لقبول الحق .
أولاً أرجو منكم أن تستعرضوا معي جزء مما ورد في الكتب الصحيحة لأهل السنة في السيدة فاطمة رضي الله عنها :
عن علي عليه السلام قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " إذا كان يوم القيامة نادى مناد من وراء الحجاب : يا أهل الجمع ، غضوا أبصاركم عن فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم حتى تمر " "
عن المسور بن مخرمة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تقطع الأسباب والأنساب والأصهار إلا صهري ، فاطمة شجنة مني يقبضني ما يقبضها ، ويبسطني ما يبسطها " *
عن أبي أيوب الأنصاري , : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا كان يوم القيامة وجمع الله الأولين والأخرين في صعيد واحد , نادى مناد من بطنان العرش : يا معشر الخلائق , إن الجليل جل جلاله يقول : نكسوا رءوسكم , وغضوا أبصاركم , فإن هذه فاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم تريد أن تمر على الصراط " قال محمد بن الحسين رحمه الله : فضائل فاطمة رضي الله عنها كثيرة جليلة , وقد ذكرت منها ما حضرني ذكره بمكة , يتلوه فضائل الحسن والحسين رضي الله عنهما وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى *
عن عائشة رضي الله عنها ، قالت : أقبلت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشي النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " مرحبا بابنتي " ثم أجلسها عن يمينه ، أو عن شماله ، ثم أسر إليها حديثا فبكت ، فقلت لها : لم تبكين ؟ ثم أسر إليها حديثا فضحكت ، فقلت : ما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن ، فسألتها عما قال : فقالت : ما كنت لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى قبض النبي صلى الله عليه وسلم ، فسألتها فقالت : أسر إلي : " إن جبريل كان يعارضني القرآن كل سنة مرة ، وإنه عارضني العام مرتين ، ولا أراه إلا حضر أجلي ، وإنك أول أهل بيتي لحاقا بي " . فبكيت ، فقال : " أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة ، أو نساء المؤمنين " فضحكت لذلك *
عن الشعبي قال : خطب علي عليه السلام بنت أبي جهل إلى عمها الحارث بن هشام فاستشار النبي صلى الله عليه وسلم فيها فقال : " أعن حسبها تسألني ؟ " قال علي قد أعلم ما حسبها ، ولكن أتأمرني بها ؟ فقال : " لا ، فاطمة مضغة مني ، ولا أحب إن تحزن أو تجزع ، فقال علي عليه السلام : لا آتي شيئا تكرهه " . *
عن المسور بن مخرمة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يقول : " إن بني هشام بن المغيرة استأذنوني في أن ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب ، فلا آذن لهم ، ثم قال : لا آذن ، ثم لا آذن ، ثم قال : لا آذن فإنما ابنتي مني ، يريبني ما أرابها ، ويؤذيني ما آذاها " . * حدثنا عبد الله قال : حدثني أبي ، نا عثمان بن محمد ، وسمعته أنا من عثمان ، نا جرير ، عن يزيد ، عن عبد الرحمن بن أبي نعم ، عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فاطمة سيدة نساء أهل الجنة ، إلا ما كان من مريم بنت عمران " . *
سعن عروة ، قال : قالت عائشة لفاطمة رضي الله عنها بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا أبشرك ، أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " سيدات نساء أهل الجنة أربع : مريم بنت عمران ، وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وخديجة بنت خويلد ، وآسية " *
اعلموا رحمنا الله وإياكم أن فاطمة رضي الله عنها كريمة على الله عز وجل , وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم , وعند جميع المؤمنين , شرفها عظيم , وفضلها جزيل , النبي صلى الله عليه وسلم أبوها , وعلي رضي الله عنه بعلها , والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ولداها , وخديجة الكبرى أمها , قد جمع الله الكريم لها الشرف من كل جهة , مهجة رسول الله صلى الله عليه وسلم , وثمرة فؤاده , وقرة عينه رضي الله عنها , وعن بعلها , وعن ذريتها الطيبة المباركة قال النبي صلى الله عليه وسلم : " فاطمة سيدة نساء عالمها " وقال صلى الله عليه وسلم : " حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران , وخديجة بنت خويلد , وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم , وآسية امرأة فرعون " .
والآن بعد أن استعرضنا هذه الأحاديث الشريفة فلنحاول أن نرسم للسيدة فاطمة رضي الله عنها صورة من خلال هذه الأحاديث . ستكون الصورة على الشكل التالي :
كريمة على الله ، وعلى رسوله ، وعند جميع المؤمنين ، شرفها عظيم , وفضلها جزيل , النبي صلى الله عليه وسلم أبوها , وعلي رضي الله عنه بعلها , والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ولداها , وخديجة الكبرى أمها , قد جمع الله الكريم لها الشرف من كل جهة ,سيدة نساء أهل الجنة ، ، فاطمة مضغة مني ، ولا أحب إن تحزن أو تجزع ، يريبني ما أرابها ، ويؤذيني ما آذاها ،
إذا كان يوم القيامة وجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد , نادى مناد من بطنان العرش : يا معشر الخلائق , إن الجليل جل جلاله يقول : نكسوا رءوسكم , وغضوا أبصاركم , فإن هذه فاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم تريد أن تمر على الصراط "
مهجة رسول الله صلى الله عليه وسلم , وثمرة فؤاده , وقرة عينه رضي الله عنها , وعن بعلها , وعن ذريتها الطيبة المباركة قال النبي صلى الله عليه وسلم : " فاطمة سيدة نساء عالمها هذه صورة السيدة فاطمة رضي الله عنها عند أهل السنة
فهل هذه الصورة تدل على محبة فاطمة أم بغضها؟ وهذه الأحاديث هي غيض من فيض، فأحاديث فضائل فاطمة وأهل البيت كثيرة ومعظمها روتها السيدة عائشة رضي الله عنها، فهل يعقل أن تكون السيدة عائشة تكره فاطمة وهي من نقلت لنا أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في فضائل فاطمة ؟ أظن أنه من حق الله عليكم أن تقولوا لمن يدعي أن أحداً من أهل السنة لا يحب فاطمة أنك كاذب ، حيث أنه لا يكاد بيت من بيوت السنة يخلوا من اسم فاطمة أو الزهراء وكذلك مدارس البنات ورياض الأطفال والمساجد.
فما هي الصورة التي رسمها أبناء الشيعة للسيدة فاطمة رضي الله عنها وهم يدعون أنهم هم فقط من يحب فاطمة
سآخذ الصورة من فم أحد علمائكم وهو عبد الحميد المهاجر الذي كان يلقي محاضرة في مقام الحسين رضي الله عنه على شاشة قناة الأنوار الفضائية عن السيدة فاطمة رضي الله عنها ومأساتها في قضية فدك فكيف كانت الصورة ؟
يقول المهاجر أن جبريل عليه السلام جاء إلى النبي بعد فتح خيبر وأخذه إلى فدك وأعطاه مفتاح فدك وقال له هذه لك من دون المسلمين لأنها فتحت لك بدون قتال وبلا مجهود من المسلمين وعاد بالرسول إلى مجلسه، حيث أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم الحاضرين بالقصة وأراهم مفتاح فدك وأصطحبهم إلى فدك وفتحها بالمفتاح أمام الجميع . ثم نزلت بعدها مباشرة الآية (فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ ) وقال أن الآية بدأت بالفاء التي تفيد الفورية فما كان من رسول الله إلا نفذ فوراً وأعطى مفتاح فدك لفاطمة بعد أن تنازل لها عنها بموجب عقد مكتوب ووقع عليه بيده ووقعه معه الشهود .
وأنا هنا لم أفهم لماذا أعطى الله سبحانه وتعالى فدك لرسول الله ثم بعدها يأمره أن يعطيها لفاطمة؟ أليس منكم رجل رشيد ؟ ثم يقول المهاجر أنه بعد وفاة الرسول أمر أبو بكر بأن تؤخذ فدك من فاطمة، كما أنه منعها أن تبكي أباها رسول الله، فأبرزت فاطمة سند التمليك الذي كتبه لها رسول الله فطلب أبو بكر منها أن تحضر الشهود فجاء الشهود وشهدوا على صحة العقد إلا أنهم كذبوا وقطع السند فبكت فاطمة بكاء مريراً واشتكت إلى الله ثم عادت إلى أبو بكر وطلبت منه أن تأخذ نصيبها من ميراث والدها رسول الله ولكنه رفض بحجة أن الرسول أخبره أن الأنبياء لا يورثون ، وهنا يقول المهاجر كيف يقول الرسول أن الأنبياء لا يورثون والله يقول للذكر مثل حظ الأنثيين، ويقول أيضاً وإن ترك وصية فللوالدين والأقربون، ويقول أيضاً وورث داود سليمان . ثم يكمل المهاجر بأن فاطمة عاشت بعدها غاضبة حزينة كئيبة وذهبت إلى قبر أبيها وأنشدت عند قبره أبيات ذهب المهاجر يتغنى بها تارة عتابة وتارة أبوذية ،مرة يقلد جبار عقار وأخرى يقلد عبد الصاحب شراد ليبكي الحاضرين وبعد أن انتهى أكمل السيد المهاجر بأنه أكتشف هو من خلال بحثه أن السيدة فاطمة هوجمت في بيتها عشر مرات وليس مرتين كما ذكر علماء الشيعة وقال وفي كل مرة تضرب ضرباً قويا وتلطم على وجهها وفي آخر مرة ضربت ضربة قوية في جنبها من قبل شخص ذكر المهاجر اسمه ولكني نسيته وبقيت تتألم من هذه الضربة حتى ماتت وهنا بكى المهاجر وبكي الحضور معه وذكر المهاجر أن فاطمة كانت تلوم علي لعدم مناصرتها ولكن علي كان يقول لها أنا أستطيع أن آخذ لك حقك ولكني لو فعلت ذلك لما أذن بلال بعد ذلك أبداً
هذه الصورة التي رسمها المهاجر للسيدة فاطمة رضي الله عنها أنها امرأة غنية تملك مدينة يتبع لها مجموعة من القرى كما قال المهاجر ولديها مدير أعمال يدير شؤنها ،وعندما أمر أبو بكر بأخذ هذه المدينة منها قاومت بشدة ولكنها لم تفلح فحاولت بأسلوب آخر وهو الوراثة ولكنها لم تفلح إلا أنها لم تستسلم لذلك فكانت تطالب وتطالب فتعرضت للإهانات والضرب مرات كثيرة من أجل المال وبقيت كذلك إلا أن ماتت رضي الله عنها ![/
سود الله وجه من رسم هذه الصورة السوداء لسيدة نساء المؤمنين ، هذه الصورة السيئة التي رسمها المهاجر لسيدة نساء أهل الجنة . هل منكم رجل رشيد يقبل هذه الصورة للسيدة فاطمة سيدة نساء المؤمنين؟
وهل منكم رجل رشيد يصدق أن من يرسم هذه الصورة للسيدة فاطمة يكون محباً لها ؟ لا والله أنه لا يحبها ولا يحب الإسلام والمسلمين بل هو مبغض مفتن حاقد على الإسلام والمسلمين.
والآن أرد على المهاجر بالدليل والبرهان وكشف الزيف .
أولا أن فاطمة هي بنت رسول الله الذي دانت له الرقاب وهي من بني هاشم أكبر قوة في قريش وأبو بكر من قبيلة لا يمكن مقارنتها ببني هاشم لا من حيث القوة ولا من حيث الجاه والرفعة والنفوذ هذا لا يختلف عليه أحد فهل يعقل أن يسلب سيدنا أبو بكر حق السيدة فاطمة وهو حق ثابت لفاطمة بموجب عقد مكتوب وعليه شهود ولا يستطيع أحد من بني هاشم أن يقف بوجه أبو بكر بقضية محقة وهم الأقوياء ؟ هل وصل الضعف والوهن ببني هاشم كما يدعي المهاجر بأن تسلب حقوقهم ولا يستطيعون الاعتراض؟
أما لزعمه أنها ضربت ولطمت وأهينت فأنا أسألكم بالله هل يقبل أحد منكم هذا الكلام على زوجته بأن تضرب وتهان وهو لا يحرك ساكناً فكيف بهذا المدعي أن يتهم سيدنا علي بهذا الهوان ؟ سيدنا علي أسد المشارق والمغارب البطل المغوار يقبل أن تهان زوجته أم أبنائه وتضرب وتلطم على وجهها من هذا الشخص أو ذاك وهو يتفرج لا يحرك ساكناً ؟ هل هناك هوان وذلة أكثر من ذلك ؟ أللهم أنزل الهوان والذل بمن صور لنا سيدنا علي وسيدتنا فاطمة بهذه الصورة الذليلة وهم من أعز الخليقة
أليس منكم رجل رشيد يرد ذلك ؟
أما قول سيدنا أبو بكر بأن رسول الله أخبره أن الأنبياء لا يورثون فإن أبوبكر هذا هو الذي قال فيه الله سبحانه وتعالى (ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا ) يقرر الله سبحانه وتعالى في هذه الآية الكريم أن أبو بكر هو ثاني رسول الله وأنه صاحب رسول الله وأن الله معهم، ألا يكفي هذا التكريم من الله إن كنتم تعبدون الله؟ وقال فيه أيضاً
(وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) وفي هذه الآية الكريمة يسميه الله سبحانه وتعالى أولي الفضل، وهل هناك مرتبة أعلى من تسمية الله له بأولي الفضل؟ وقال الله أيضاً (وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ) وفي هذه الآية يقرر الله سبحانه وتعالى بأن الذين أنفقوا قبل الفتح وقاتلوا أعظم درجة، وهذا ينطبق على أبو بكر التاجر القرشي الكبير الذي أنفق كل ماله لنصرة الدين . فهل من أثنى الله عليه في القرآن الكريم يقول إلا حقاً؟ هذا من ناحية ومن ناحية أخرى لما صوروا لنا فاطمة فقط بهذه الصورة مع العلم أن ورثة رسول الله لولا حديث أبو بكر هم فاطمة وزوجاته وعمه العباس ؟ هناك إجابتين
إما أرادوا أن يصوروا لنا أن زوجات الرسول وعمه العباس صدقوا بحديث أبو بكر لأنه مصدق من الله ورضوا بحكم الله ورسوله وهنا تظهر لنا السيدة فاطمة على أنها لم تصدق أبو بكر الذي صدقه الجميع وحاشى للسيدة فاطمة أن تفعل ذلك مع صاحب أبيها.
وإما أرادوا أن يقولوا أن زوجات الرسول وعمه كان المال لا يعني لهم شيئاً أمام زهدهم بالدنيا وحب الآخرة وبالتالي لم يهم إن جاء المال أو ذهب وهنا يظهروا لنا السيدة فاطمة أنها على عكس الورثة الآخرين تريد الحصول على المال ولو كان ذلك بأن تعرض نفسها للإهانة والضرب
( اللهم اغفر لي فإني بريء مما يقولون )
أما استشهاد المهاجر بالآيات القرآنية الكريمة بأن لا يمكن أن يأمر الله سبحانه وتعالى بالميراث ثم يمنع بنت رسول الله من أن ترث أبيها ، فيدعو للدهشة فأما أن يكون المهاجر لا يعلم بخصوصيات رسول الله وبالتالي هو غير مؤهل للكلام في هذه الأمور ,فلا يكون من الذين قال الله فيهم (وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا وَاللّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) وإما أنه يعلم وهذا الأرجح ولكنه يتقصد ذلك بقصد الفتنة وبذلك يكون من أهل الزيغ.
فالله سبحانه وتعالى يأمرنا بالزواج من زوجة واحدة إلى أربعة بينما فتح ذلك لرسول الله، والله سبحانه وتعالى أمرنا بأكل الصدقة ومنعها على رسول الله وأهل بيته، فلماذا لم يعترض المهاجر على هذه الخصوصيات وهناك المزيد من أمور خاصة برسول الله وأهل بيته .
أما استشهاده بالآية (وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ) فهل فهم منها المهاجر أنه ورث المال ومتى كان المال في أولويات الأنبياء والرسل إلا في مخيلة المهاجر فانظر إلى أقوالهم كما أخبرنا القرآن (قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ ) (وَيَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللّهِ ) (فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا 94 قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ ) (فَلَمَّا جَاء سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ ) وأنظر أخي المسلم في الآية الأخيرة وهو قول سليمان كيف أنه لا يهمه المال لا من بعيد ولا قريب ونسب الفرح بالمال للكافرين ،
والآية التي استشهد بها المهاجر ليس لها علاقة بالمعنى الذي أراد المهاجر أن يوحيه للناس لذلك اقتطعها والحقيقة يجب أن تتلى الآية والآية التي قبلها لتفهم أن الورثة هنا ليس لها علاقة بالمال وإنما بالعلم والنبوة (وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ 15 وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ )
هذا كتاب الله الذي تركه رسول الله فينا فمن تمسك به لن يضل ابداً وعد رسول الله الحق فأشهد اللهم إنا بكتابك متمسكين ولنبيك مصدقين والحمد لله رب العالمين
إخوتي المسلمين الشيعة سأتكلم في هذه الحصة إن شاء الله تعالى عن السيدة فاطمة رضي الله عنها وأرضاها وأخص بالكلام الجانب المتعلق بقضية فدك وملابساتها ، فأدعو الله سبحانه وتعالى أن يهديني لقول الحق وأن يهديكم لقبول الحق .
أولاً أرجو منكم أن تستعرضوا معي جزء مما ورد في الكتب الصحيحة لأهل السنة في السيدة فاطمة رضي الله عنها :
عن علي عليه السلام قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " إذا كان يوم القيامة نادى مناد من وراء الحجاب : يا أهل الجمع ، غضوا أبصاركم عن فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم حتى تمر " "
عن المسور بن مخرمة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تقطع الأسباب والأنساب والأصهار إلا صهري ، فاطمة شجنة مني يقبضني ما يقبضها ، ويبسطني ما يبسطها " *
عن أبي أيوب الأنصاري , : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا كان يوم القيامة وجمع الله الأولين والأخرين في صعيد واحد , نادى مناد من بطنان العرش : يا معشر الخلائق , إن الجليل جل جلاله يقول : نكسوا رءوسكم , وغضوا أبصاركم , فإن هذه فاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم تريد أن تمر على الصراط " قال محمد بن الحسين رحمه الله : فضائل فاطمة رضي الله عنها كثيرة جليلة , وقد ذكرت منها ما حضرني ذكره بمكة , يتلوه فضائل الحسن والحسين رضي الله عنهما وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى *
عن عائشة رضي الله عنها ، قالت : أقبلت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشي النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " مرحبا بابنتي " ثم أجلسها عن يمينه ، أو عن شماله ، ثم أسر إليها حديثا فبكت ، فقلت لها : لم تبكين ؟ ثم أسر إليها حديثا فضحكت ، فقلت : ما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن ، فسألتها عما قال : فقالت : ما كنت لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى قبض النبي صلى الله عليه وسلم ، فسألتها فقالت : أسر إلي : " إن جبريل كان يعارضني القرآن كل سنة مرة ، وإنه عارضني العام مرتين ، ولا أراه إلا حضر أجلي ، وإنك أول أهل بيتي لحاقا بي " . فبكيت ، فقال : " أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة ، أو نساء المؤمنين " فضحكت لذلك *
عن الشعبي قال : خطب علي عليه السلام بنت أبي جهل إلى عمها الحارث بن هشام فاستشار النبي صلى الله عليه وسلم فيها فقال : " أعن حسبها تسألني ؟ " قال علي قد أعلم ما حسبها ، ولكن أتأمرني بها ؟ فقال : " لا ، فاطمة مضغة مني ، ولا أحب إن تحزن أو تجزع ، فقال علي عليه السلام : لا آتي شيئا تكرهه " . *
عن المسور بن مخرمة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يقول : " إن بني هشام بن المغيرة استأذنوني في أن ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب ، فلا آذن لهم ، ثم قال : لا آذن ، ثم لا آذن ، ثم قال : لا آذن فإنما ابنتي مني ، يريبني ما أرابها ، ويؤذيني ما آذاها " . * حدثنا عبد الله قال : حدثني أبي ، نا عثمان بن محمد ، وسمعته أنا من عثمان ، نا جرير ، عن يزيد ، عن عبد الرحمن بن أبي نعم ، عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فاطمة سيدة نساء أهل الجنة ، إلا ما كان من مريم بنت عمران " . *
سعن عروة ، قال : قالت عائشة لفاطمة رضي الله عنها بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا أبشرك ، أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " سيدات نساء أهل الجنة أربع : مريم بنت عمران ، وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وخديجة بنت خويلد ، وآسية " *
اعلموا رحمنا الله وإياكم أن فاطمة رضي الله عنها كريمة على الله عز وجل , وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم , وعند جميع المؤمنين , شرفها عظيم , وفضلها جزيل , النبي صلى الله عليه وسلم أبوها , وعلي رضي الله عنه بعلها , والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ولداها , وخديجة الكبرى أمها , قد جمع الله الكريم لها الشرف من كل جهة , مهجة رسول الله صلى الله عليه وسلم , وثمرة فؤاده , وقرة عينه رضي الله عنها , وعن بعلها , وعن ذريتها الطيبة المباركة قال النبي صلى الله عليه وسلم : " فاطمة سيدة نساء عالمها " وقال صلى الله عليه وسلم : " حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران , وخديجة بنت خويلد , وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم , وآسية امرأة فرعون " .
والآن بعد أن استعرضنا هذه الأحاديث الشريفة فلنحاول أن نرسم للسيدة فاطمة رضي الله عنها صورة من خلال هذه الأحاديث . ستكون الصورة على الشكل التالي :
كريمة على الله ، وعلى رسوله ، وعند جميع المؤمنين ، شرفها عظيم , وفضلها جزيل , النبي صلى الله عليه وسلم أبوها , وعلي رضي الله عنه بعلها , والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ولداها , وخديجة الكبرى أمها , قد جمع الله الكريم لها الشرف من كل جهة ,سيدة نساء أهل الجنة ، ، فاطمة مضغة مني ، ولا أحب إن تحزن أو تجزع ، يريبني ما أرابها ، ويؤذيني ما آذاها ،
إذا كان يوم القيامة وجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد , نادى مناد من بطنان العرش : يا معشر الخلائق , إن الجليل جل جلاله يقول : نكسوا رءوسكم , وغضوا أبصاركم , فإن هذه فاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم تريد أن تمر على الصراط "
مهجة رسول الله صلى الله عليه وسلم , وثمرة فؤاده , وقرة عينه رضي الله عنها , وعن بعلها , وعن ذريتها الطيبة المباركة قال النبي صلى الله عليه وسلم : " فاطمة سيدة نساء عالمها هذه صورة السيدة فاطمة رضي الله عنها عند أهل السنة
فهل هذه الصورة تدل على محبة فاطمة أم بغضها؟ وهذه الأحاديث هي غيض من فيض، فأحاديث فضائل فاطمة وأهل البيت كثيرة ومعظمها روتها السيدة عائشة رضي الله عنها، فهل يعقل أن تكون السيدة عائشة تكره فاطمة وهي من نقلت لنا أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في فضائل فاطمة ؟ أظن أنه من حق الله عليكم أن تقولوا لمن يدعي أن أحداً من أهل السنة لا يحب فاطمة أنك كاذب ، حيث أنه لا يكاد بيت من بيوت السنة يخلوا من اسم فاطمة أو الزهراء وكذلك مدارس البنات ورياض الأطفال والمساجد.
فما هي الصورة التي رسمها أبناء الشيعة للسيدة فاطمة رضي الله عنها وهم يدعون أنهم هم فقط من يحب فاطمة
سآخذ الصورة من فم أحد علمائكم وهو عبد الحميد المهاجر الذي كان يلقي محاضرة في مقام الحسين رضي الله عنه على شاشة قناة الأنوار الفضائية عن السيدة فاطمة رضي الله عنها ومأساتها في قضية فدك فكيف كانت الصورة ؟
يقول المهاجر أن جبريل عليه السلام جاء إلى النبي بعد فتح خيبر وأخذه إلى فدك وأعطاه مفتاح فدك وقال له هذه لك من دون المسلمين لأنها فتحت لك بدون قتال وبلا مجهود من المسلمين وعاد بالرسول إلى مجلسه، حيث أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم الحاضرين بالقصة وأراهم مفتاح فدك وأصطحبهم إلى فدك وفتحها بالمفتاح أمام الجميع . ثم نزلت بعدها مباشرة الآية (فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ ) وقال أن الآية بدأت بالفاء التي تفيد الفورية فما كان من رسول الله إلا نفذ فوراً وأعطى مفتاح فدك لفاطمة بعد أن تنازل لها عنها بموجب عقد مكتوب ووقع عليه بيده ووقعه معه الشهود .
وأنا هنا لم أفهم لماذا أعطى الله سبحانه وتعالى فدك لرسول الله ثم بعدها يأمره أن يعطيها لفاطمة؟ أليس منكم رجل رشيد ؟ ثم يقول المهاجر أنه بعد وفاة الرسول أمر أبو بكر بأن تؤخذ فدك من فاطمة، كما أنه منعها أن تبكي أباها رسول الله، فأبرزت فاطمة سند التمليك الذي كتبه لها رسول الله فطلب أبو بكر منها أن تحضر الشهود فجاء الشهود وشهدوا على صحة العقد إلا أنهم كذبوا وقطع السند فبكت فاطمة بكاء مريراً واشتكت إلى الله ثم عادت إلى أبو بكر وطلبت منه أن تأخذ نصيبها من ميراث والدها رسول الله ولكنه رفض بحجة أن الرسول أخبره أن الأنبياء لا يورثون ، وهنا يقول المهاجر كيف يقول الرسول أن الأنبياء لا يورثون والله يقول للذكر مثل حظ الأنثيين، ويقول أيضاً وإن ترك وصية فللوالدين والأقربون، ويقول أيضاً وورث داود سليمان . ثم يكمل المهاجر بأن فاطمة عاشت بعدها غاضبة حزينة كئيبة وذهبت إلى قبر أبيها وأنشدت عند قبره أبيات ذهب المهاجر يتغنى بها تارة عتابة وتارة أبوذية ،مرة يقلد جبار عقار وأخرى يقلد عبد الصاحب شراد ليبكي الحاضرين وبعد أن انتهى أكمل السيد المهاجر بأنه أكتشف هو من خلال بحثه أن السيدة فاطمة هوجمت في بيتها عشر مرات وليس مرتين كما ذكر علماء الشيعة وقال وفي كل مرة تضرب ضرباً قويا وتلطم على وجهها وفي آخر مرة ضربت ضربة قوية في جنبها من قبل شخص ذكر المهاجر اسمه ولكني نسيته وبقيت تتألم من هذه الضربة حتى ماتت وهنا بكى المهاجر وبكي الحضور معه وذكر المهاجر أن فاطمة كانت تلوم علي لعدم مناصرتها ولكن علي كان يقول لها أنا أستطيع أن آخذ لك حقك ولكني لو فعلت ذلك لما أذن بلال بعد ذلك أبداً
هذه الصورة التي رسمها المهاجر للسيدة فاطمة رضي الله عنها أنها امرأة غنية تملك مدينة يتبع لها مجموعة من القرى كما قال المهاجر ولديها مدير أعمال يدير شؤنها ،وعندما أمر أبو بكر بأخذ هذه المدينة منها قاومت بشدة ولكنها لم تفلح فحاولت بأسلوب آخر وهو الوراثة ولكنها لم تفلح إلا أنها لم تستسلم لذلك فكانت تطالب وتطالب فتعرضت للإهانات والضرب مرات كثيرة من أجل المال وبقيت كذلك إلا أن ماتت رضي الله عنها ![/
سود الله وجه من رسم هذه الصورة السوداء لسيدة نساء المؤمنين ، هذه الصورة السيئة التي رسمها المهاجر لسيدة نساء أهل الجنة . هل منكم رجل رشيد يقبل هذه الصورة للسيدة فاطمة سيدة نساء المؤمنين؟
وهل منكم رجل رشيد يصدق أن من يرسم هذه الصورة للسيدة فاطمة يكون محباً لها ؟ لا والله أنه لا يحبها ولا يحب الإسلام والمسلمين بل هو مبغض مفتن حاقد على الإسلام والمسلمين.
والآن أرد على المهاجر بالدليل والبرهان وكشف الزيف .
أولا أن فاطمة هي بنت رسول الله الذي دانت له الرقاب وهي من بني هاشم أكبر قوة في قريش وأبو بكر من قبيلة لا يمكن مقارنتها ببني هاشم لا من حيث القوة ولا من حيث الجاه والرفعة والنفوذ هذا لا يختلف عليه أحد فهل يعقل أن يسلب سيدنا أبو بكر حق السيدة فاطمة وهو حق ثابت لفاطمة بموجب عقد مكتوب وعليه شهود ولا يستطيع أحد من بني هاشم أن يقف بوجه أبو بكر بقضية محقة وهم الأقوياء ؟ هل وصل الضعف والوهن ببني هاشم كما يدعي المهاجر بأن تسلب حقوقهم ولا يستطيعون الاعتراض؟
أما لزعمه أنها ضربت ولطمت وأهينت فأنا أسألكم بالله هل يقبل أحد منكم هذا الكلام على زوجته بأن تضرب وتهان وهو لا يحرك ساكناً فكيف بهذا المدعي أن يتهم سيدنا علي بهذا الهوان ؟ سيدنا علي أسد المشارق والمغارب البطل المغوار يقبل أن تهان زوجته أم أبنائه وتضرب وتلطم على وجهها من هذا الشخص أو ذاك وهو يتفرج لا يحرك ساكناً ؟ هل هناك هوان وذلة أكثر من ذلك ؟ أللهم أنزل الهوان والذل بمن صور لنا سيدنا علي وسيدتنا فاطمة بهذه الصورة الذليلة وهم من أعز الخليقة
أليس منكم رجل رشيد يرد ذلك ؟
أما قول سيدنا أبو بكر بأن رسول الله أخبره أن الأنبياء لا يورثون فإن أبوبكر هذا هو الذي قال فيه الله سبحانه وتعالى (ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا ) يقرر الله سبحانه وتعالى في هذه الآية الكريم أن أبو بكر هو ثاني رسول الله وأنه صاحب رسول الله وأن الله معهم، ألا يكفي هذا التكريم من الله إن كنتم تعبدون الله؟ وقال فيه أيضاً
(وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) وفي هذه الآية الكريمة يسميه الله سبحانه وتعالى أولي الفضل، وهل هناك مرتبة أعلى من تسمية الله له بأولي الفضل؟ وقال الله أيضاً (وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ) وفي هذه الآية يقرر الله سبحانه وتعالى بأن الذين أنفقوا قبل الفتح وقاتلوا أعظم درجة، وهذا ينطبق على أبو بكر التاجر القرشي الكبير الذي أنفق كل ماله لنصرة الدين . فهل من أثنى الله عليه في القرآن الكريم يقول إلا حقاً؟ هذا من ناحية ومن ناحية أخرى لما صوروا لنا فاطمة فقط بهذه الصورة مع العلم أن ورثة رسول الله لولا حديث أبو بكر هم فاطمة وزوجاته وعمه العباس ؟ هناك إجابتين
إما أرادوا أن يصوروا لنا أن زوجات الرسول وعمه العباس صدقوا بحديث أبو بكر لأنه مصدق من الله ورضوا بحكم الله ورسوله وهنا تظهر لنا السيدة فاطمة على أنها لم تصدق أبو بكر الذي صدقه الجميع وحاشى للسيدة فاطمة أن تفعل ذلك مع صاحب أبيها.
وإما أرادوا أن يقولوا أن زوجات الرسول وعمه كان المال لا يعني لهم شيئاً أمام زهدهم بالدنيا وحب الآخرة وبالتالي لم يهم إن جاء المال أو ذهب وهنا يظهروا لنا السيدة فاطمة أنها على عكس الورثة الآخرين تريد الحصول على المال ولو كان ذلك بأن تعرض نفسها للإهانة والضرب
( اللهم اغفر لي فإني بريء مما يقولون )
أما استشهاد المهاجر بالآيات القرآنية الكريمة بأن لا يمكن أن يأمر الله سبحانه وتعالى بالميراث ثم يمنع بنت رسول الله من أن ترث أبيها ، فيدعو للدهشة فأما أن يكون المهاجر لا يعلم بخصوصيات رسول الله وبالتالي هو غير مؤهل للكلام في هذه الأمور ,فلا يكون من الذين قال الله فيهم (وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا وَاللّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) وإما أنه يعلم وهذا الأرجح ولكنه يتقصد ذلك بقصد الفتنة وبذلك يكون من أهل الزيغ.
فالله سبحانه وتعالى يأمرنا بالزواج من زوجة واحدة إلى أربعة بينما فتح ذلك لرسول الله، والله سبحانه وتعالى أمرنا بأكل الصدقة ومنعها على رسول الله وأهل بيته، فلماذا لم يعترض المهاجر على هذه الخصوصيات وهناك المزيد من أمور خاصة برسول الله وأهل بيته .
أما استشهاده بالآية (وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ) فهل فهم منها المهاجر أنه ورث المال ومتى كان المال في أولويات الأنبياء والرسل إلا في مخيلة المهاجر فانظر إلى أقوالهم كما أخبرنا القرآن (قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ ) (وَيَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللّهِ ) (فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا 94 قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ ) (فَلَمَّا جَاء سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ ) وأنظر أخي المسلم في الآية الأخيرة وهو قول سليمان كيف أنه لا يهمه المال لا من بعيد ولا قريب ونسب الفرح بالمال للكافرين ،
والآية التي استشهد بها المهاجر ليس لها علاقة بالمعنى الذي أراد المهاجر أن يوحيه للناس لذلك اقتطعها والحقيقة يجب أن تتلى الآية والآية التي قبلها لتفهم أن الورثة هنا ليس لها علاقة بالمال وإنما بالعلم والنبوة (وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ 15 وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ )
هذا كتاب الله الذي تركه رسول الله فينا فمن تمسك به لن يضل ابداً وعد رسول الله الحق فأشهد اللهم إنا بكتابك متمسكين ولنبيك مصدقين والحمد لله رب العالمين