مقاوم
06-14-2008, 06:23 PM
كشمير بين مطرقة الهندوسية وسندان الصهيونية
أ. سمير حسين
http://qawim.net/exq.gif تمثل كشمير نقطة صراع ملتهبة ليس بين الهندوس والمسلمين فقط بل بين الهندوس والصهيونية من ناحية والمسلمين من الناحية الأخرى، وهو صراع لن ينتهي بالطبع إلا بانتصار أحد الفريقين.
http://qawim.net/images/stories/Kashmir_01.jpg
الهندوس والصهاينة يدعمهم الأمريكان والغرب الصليبي من ناحية، ويتغاضى المسلمون عما يحدث لأهل كشمير من الناحية الأخرى، حيث أصبح الجهاد في كشمير - بعد أحداث سبتمبر 2001 - أحد صور الإرهاب، وأصبح دعمه يمثل دعمًا للإرهاب!!! ومن هنا يتراجع المسلمون عن نصرة أهل كشمير خوفــًا من أن تطالهم الاتهامات الأمريكية، ويكثف الصهاينة والهندوس تعاونهم لوأد المقاومة الإسلامية في كشمير بشتى الصور ، ويكفي أن ننقل ما قالته صحيفة هآرتس عن صفقة طائرات حربية بدون طيار ( 50 طائرة من نوع "هارون") إضافة إلى محطة مراقبة أرضية لتفعيل عمل هذه الطائرات، قالت الصحيفة: إن الهند ستستخدم هذه الأسلحة في محاربة مسلمي كشمير. هكذا بالنص ودون مواربة فالهدف واضح هو محاربة مسلمي كشمير.
والوجود الصهيوني في كشمير ليس شيئاً جـديداً، خاصة للمتابعين والمهتمين بما يدور في هذه الولاية المسلمة منذ ستين عامًا، فقد نشرت الصحف العربية عن التعاون الهندي الإسرائيلي لقمع الانتفاضــة في كشمير، وكشفت وكالة الأنباء الباكستانية أن وجود العامل اليهودي في كشمير قديم من حيث التعاون المعلوماتي أو الإرهاب والتدريب، بل أكدت مصادر المجاهدين في كشمير وجود أكثر من (350) كوماندوز يهودي يتعاونون مع الهند لضرب الانتفاضة الكشميرية، والثابت والمؤكد أن إسرائيل تقدم للهند كل خبراتها وإمكانياتها في القمع والإرهاب وسفك الدماء لكي تواصل حرب الإبادة ضد مسلمي كشمير، وتقيم لهم المجازر الجماعية على مرأى ومسمع من العالم كله، وبالأخص العالم الإسلامي، الذي تقيم بعض دوله علاقات سياسية واقتصادية معه.
فهناك أفراد من القوات الإسرائيلية يساعدون الجنود الهنود، ويدربونهم تدريبات خاصة لمواجهة حركة المقاومة الكشميرية، وهناك علاقة بين الموساد الإسرائيلي والمخابرات الهندية، وهناك دلائل واضحة وكثيرة على تورط واهتمام إسرائيل بقضية كشمير والوقوف بجانب الهنود.
طائرات تجسس إسرائيلية:
هذا فضلا عن صفقات طائرات التجسس الإسرائيلية ، وهي التي تستغلها الهند لمعرفة كل صغيرة وكبيرة عن تحركات المقاومة الكشميرية، كما أن هيئة صناعة الطائرات الإسرائيلية المملوكة للدولة الصهيونية تقوم ببيع طائرات استطلاع تعمل بنظام التحكم عن بعد إلى الهند في إطار صفقة بلغت قرابة ثلاثمائة مليون دولار.
وتتهم باكستان الهند بالاستعانة بخبرات آلة القمع الإسرائيلية لاستخدامها في كشمير، فيما يعد إشارة واضحة إلى التقارير التي تحدثت عن زيارات لوفود أمنية إسرائيلية رفيعة المستوى إلى كشمير بدعوة من الحكومة الهندية، حيث تسعى نيودلهي إلى الاستعانة بالإسرائيليين في مجالات الاستخبارات من أجل تعزيز سياسة القمع والاضطهاد الهندي في كشمير، وتريد الاستفادة من خبرات إسرائيل القمعية للمقاومة الفلسطينية.
وكانت حكومة رئيس الوزراء الهندي السابق أتال بيهاري فاجبايي زعيم حزب بهارتبيا جاناتا (BJP)الهندوسي المتطرف قد أنجزت خطوات مهمة في ملف التعاون مع الكيان الصهيوني فقد قامت هذه الحكومة بتوطيد علاقتها مع إسرائيل عبر زيارات متبادلة لمسئولي البلدين، وأهمها زيارة وزير الداخلية الهندي لهذه الحكومة لتل أبيب، والتي اطـَّلع فيها على آخر ما وصلت إليه التكنولوجيا الإسرائيلية.
خبراء صهاينة:
كان زعيم جماعة إسلامية مقاتلة في كشمير المحتلة قد كشف أن قواته قتلت جنودًا صهاينة كانوا يعملون في صفوف القوات الهندية، وقال حافظ محمد سعيد - رئيس تنظيم (جيش طيبة) - الذي يعد واحدًا من أقوى التنظيمات الإسلامية المقاتلة في كشمير: إن قوات التنظيم قتلت 4 من جنود الكوماندوز الصهاينة داخل كشمير، ممن كانوا يعملون مع القوات الهندية.
وأكد سعيد - الذي تحدث لمراسل وكالة قدس برس - أن تنظيمه رصد وصول مجموعة إسرائيلية من الخبراء وقوات الكوماندوز إلى سرينجار عاصمة الجزء الذي تحتله الهند من كشمير، وأن عددًا من هؤلاء كانوا موجودين أيضًا في مدينتي سوبور وبدغام الكشميريتين، في نطاق التعاون بين نيودلهي وتل أبيب في المجال الأمني.
وتوعد سعيد الإسرائيليين بقوله: إن تنظيمه ستكون لديه معلومات دقيقة عن عددهم وأماكن تواجدهم في كشمير، من أجل توجيه الضربات إليهم، وأشار إلى أن المقاتلين في كشمير طالما حلموا بالقتال في فلسطين «وها هم الإسرائيليون جاءونا بأنفسهم».
وذكرت مصادر صحافية عبريّة أن وفدًا أمنيًّا إسرائيليًّا رفيعًا يضم خبراء في شئون مكافحة الإرهاب قام بزيارة سرّية للهند أجرى خلالها سلسلة مباحثات مع مسئولين حكوميين تناولت إمكانيات التعاون بين نيودلهي وتل أبيب في مجال مكافحة الإرهاب، وعمل دراسة جدوى عما يمكن أن تقدمه إسرائيل للهند من مساعدات لمكافحة الإسلاميين الساعين لاستقلال إقليم كشمير.
وقالت صحيفة "هآرتس" التي أوردت ذلك: إن الوفد الإسرائيلي الذي ترأّسه (إيلي كاتسير) وهو عضو بارز في الهيئة الخاصة لمحاربة الإرهاب العاملة ضمن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية والذي ضم أيضًا ممثلين عن أجهزة الشرطة والاستخبارات الإسرائيلية بحث مع المسئولين الهنود سبل وإمكانات تقديم مساعداتٍ من إسرائيل للهند في المجال المذكور.
ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مصدر أمني في إسرائيل قوله: إن زيارة الوفد الإسرائيلي الذي قام بجولات شملت عددًا من الأقاليم والمقاطعات في أرجاء الهند استهدفت إعداد ما يشبه "دراسة جدوى" تمكن من التعرف على احتياجات الهند، والمجالات التي يمكن لتل أبيب أن تساعدها فيها.
وتشير مصادر إسرائيلية مطلعة إلى أن الهند أضحت منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين تل أبيب ونيودلهي في العام 1992م عقب تدشين مسيرة السلام في الشرق الأوسط في مؤتمر مدريد عام 1991م السوق الثالث من حيث الأهمية (بعد الصين وتركيا) لصادرات السلاح من إسرائيل. وبحسب المصادر ذاتها فقد بلغ إجمالي قيمة الصادرات الإسرائيلية للهند مع بداية الألفية الثالثة أكثر من مليار دولار.
طمس الهوية:
وعلى المستوي الثقافي والحضاري اتبعـت الهـند استراتيجية قريبة من استراتيجية اليهود والروس ومحاكم التفتيش في الأندلس في التعامـل مـع المسلمين، وأرسلت القيادة الهندية خبراء كبارًا لإسبانيا لدراسة السياسة التي اتبعها حكامها الـسـابقون ضد المسلمين أيام محاكم التفتيش، ووصل إلى هناك السياسي الهندي المتمرس (د . بي . دهر) وأعد تقــريرًا مطولاً ومفصلاً بهذا الشأن، وتوجه بعدها إلى الاتحاد السوفيتي ليُعَيَّن سفيرًا لبلاده هناك، ودرس أيضًا الأساليب الروسية (القياصرة والبلاشفة) في مقاومة المسلمين، وبعد هذا خرجت الهند بضرورة محاربة التعليم الإسلامي، وطمس هوية كشمير المسلمة ونشر التعليم العلماني، وتشجيع الحركات العلمانية على حساب الحركات الإسلامية خاصة بعد ظهور الحركات الجهادية في كشمير.
جدارعازل في كشمير بدعم صهيوني:
على غرار "الجدارالعزل" الذي بناه الصهاينة في الضفة الغربية دار جدل مماثل في كشمير؛ حيث وضعت الهند أسلاكًا شائكةً على امتداد مئات الكيلومترات.
وكانت نيودلهي قد بدأت إقامة هذا السياج في منطقة كشمير المحتلة بعد حرب مع المقاومة الكشميرية في 1999م، لكن أعمال البناء توقفت بسبب تبادل إطلاق النار بين الجارتين النوويتين المتنافستين على جانبي خط مراقبة الحدود، الذي يفصل بين البلدين في كشمير، وتغيرت الأمور مع توقيع وقف إطلاق النار في نوفمبر 2003؛ حيث بدأت الهند تسرع في إنجاز السياج.
ونقلت الـ"فرانس برس" عن الكابتن الهندي ساشين من مركزه في سونابيندي على ارتفاع 3350 مترًا- الذي يطل على كشمير الحرة - "عندما تتوقف عمليات التسلل يمكننا القضاء على الناشطين في كشمير خلال فترة قصيرة جدًّا".
ويتألف الحاجز المزوَّد بأجهزة التقاط إشارات "صهيونية" من خطـَّين من الأسلاك الشائكة المكهربة ومن ألغام، وهو يمتد على طول الحدود المتنازع عليها البالغ طولها 742 كيلومترًا، وتلك المتفق عليها بين البلدين بطول230 كيلومترًا، وقد احتجت إسلام آباد مرتين على هذا الحاجز، مؤكدةً أنه يشكل انتهاكًا للاتفاقات الثنائية الموقَّعة في 1949م و1972م.
ويتهم حزب المجاهدين الكشميري الهند "بمحاولة تحويل الحاجز إلى حدود دائمة"، وفي الجانب الباكستاني من الخط الفاصل يشعر سكان القرى في وادي نيلوم بالغضب؛ لأن الحاجز يؤدي إلى تعزيز الفصل بين العائلات، وقال أمير الدين مغال إن "السياج يقسم العائلات.. إنه إجراء ظالم جديد من جانب الهند".
ضرب المفاعل النووي الباكستاني:
ولايقتصر التعاون الهندوسي الصهيوني على ضرب المقاومة في كشمير، لكن محاربة كل عناصر القوة التي تهدد الهند وأيضًا الكيان الصهيوني، فقد امتد التعاون إلى محاولة ضرب المفاعل النووي الباكستاني، ولذلك تطمح إسرائيل من وجودها في هذه المنطقة الهامة إلى ضرب المفاعل النووي الباكستاني الذي تعد المحطة النووية الوحيدة في العالم الإسلامي بعد ما حدث في العراق.
فالمفاعل الباكستاني هدف يهودي قديم، وتقول المصادر الباكستانية بأنه غدا هدفـًا رسميًا يهوديًا منذ عام 1986م عـنـدما صرح رئيس هيئة أركان العدو اليهودي الجنرال (رافائيل إيتان) بأنه لابد من تدمير الـمـفاعل، وأن أي مصدر يهدد أمن الدولة اليهودية لابد من تدميره، مما يؤكد أن الصراع ليس عربيًا – إسرائيليًا، وإنما إسلاميًا يهوديًا.
وفي كتابه "الخدعة" قال عميل موساد سابق: " إن الإسـرائـيليين يملكون كل المعلومات المتعلقة بالمفاعل النووي الباكستاني، والتي قدمها لهم (جوناثان بولارد) الجـاســوس الإسرائيلي الذي قبض عليه الأمريكان، وهو يتجسس لصالح اليهود في نوفمبر 1985م، وتحدثت معظم الصحف الأمريكية عن تسريب (بولارد) معلومات عن المفاعل النووي الباكستاني لإسرائيل"، وفي عهد الرئيس الباكستاني الأسبق (ضياء الحق) ذاعت شائعات بأن طائرات يهودية تزوّدت بالوقود مــن دلهي لضرب المفاعل الباكستاني، وعقّب (ضياء الحق) على هذا بقوله: إنه لو حصل هذا فسيعتبر اعتداءً على باكستان، ويؤدي إلى حرب كبيرة وشاملة، فوجود اليهــود فـي كشمير أو غيرها كما حصل في مساعدتهم للحكومة السريلانكية عام 1983م ضد المتمردين التاميل إنما يهدف إلى الاقتراب من الحدود الباكستانية ودراسة إمكانية ضرب المفاعل.
عداء مشترك للإسلام:
ومما لا شك فيه أن إسرائيل سعت إلى عمل شراكة إستراتيجية مع الهند حيث الأرضية متوفرة وخصبة جدًا إذا ما كان على سدة الحكم في كلا البلدين اليمين المتطرف، وتتلخص دوافع هذه الشراكة في أن العداء مشترك تجاه الإسلام والمسلمين من المتطرفين في كلا المعسكرين الهندوسي والصهيوني، ومن هنا فكلاهما يخوض حربًا لها أبعادها الأيدولوجية، ففي فلسطين وكشمير العدو واحد لكل من الهندوسية والصهيونية، كما أن التطور العسكري والنووي في الباكستان، وتفتيت الاتحاد السوفييتي، واحتمال قيام دول مساندة للمسلمين في الجمهوريات المستقلة مثل: أوزبكستان وطاجكستان وغيرها، وكل ذلك يحتم على الهند وإسرائيل التعاون - بلا حدود - في جميع المجالات وبرعاية أمريكية لصيقة لهذه الشراكة، هذا إذا أدخلنا في رؤيتنا الجوار الهندي للصين والصراع الخفيّ بين الصين وأميركا وضرورة إيجاد وضع يزعج الصين ويجعلها تضع ألف حساب في تعاملها مع أمريكا.
http://qawim.net/index.php?option=com_content&task=view&id=2912&Itemid=1
أ. سمير حسين
http://qawim.net/exq.gif تمثل كشمير نقطة صراع ملتهبة ليس بين الهندوس والمسلمين فقط بل بين الهندوس والصهيونية من ناحية والمسلمين من الناحية الأخرى، وهو صراع لن ينتهي بالطبع إلا بانتصار أحد الفريقين.
http://qawim.net/images/stories/Kashmir_01.jpg
الهندوس والصهاينة يدعمهم الأمريكان والغرب الصليبي من ناحية، ويتغاضى المسلمون عما يحدث لأهل كشمير من الناحية الأخرى، حيث أصبح الجهاد في كشمير - بعد أحداث سبتمبر 2001 - أحد صور الإرهاب، وأصبح دعمه يمثل دعمًا للإرهاب!!! ومن هنا يتراجع المسلمون عن نصرة أهل كشمير خوفــًا من أن تطالهم الاتهامات الأمريكية، ويكثف الصهاينة والهندوس تعاونهم لوأد المقاومة الإسلامية في كشمير بشتى الصور ، ويكفي أن ننقل ما قالته صحيفة هآرتس عن صفقة طائرات حربية بدون طيار ( 50 طائرة من نوع "هارون") إضافة إلى محطة مراقبة أرضية لتفعيل عمل هذه الطائرات، قالت الصحيفة: إن الهند ستستخدم هذه الأسلحة في محاربة مسلمي كشمير. هكذا بالنص ودون مواربة فالهدف واضح هو محاربة مسلمي كشمير.
والوجود الصهيوني في كشمير ليس شيئاً جـديداً، خاصة للمتابعين والمهتمين بما يدور في هذه الولاية المسلمة منذ ستين عامًا، فقد نشرت الصحف العربية عن التعاون الهندي الإسرائيلي لقمع الانتفاضــة في كشمير، وكشفت وكالة الأنباء الباكستانية أن وجود العامل اليهودي في كشمير قديم من حيث التعاون المعلوماتي أو الإرهاب والتدريب، بل أكدت مصادر المجاهدين في كشمير وجود أكثر من (350) كوماندوز يهودي يتعاونون مع الهند لضرب الانتفاضة الكشميرية، والثابت والمؤكد أن إسرائيل تقدم للهند كل خبراتها وإمكانياتها في القمع والإرهاب وسفك الدماء لكي تواصل حرب الإبادة ضد مسلمي كشمير، وتقيم لهم المجازر الجماعية على مرأى ومسمع من العالم كله، وبالأخص العالم الإسلامي، الذي تقيم بعض دوله علاقات سياسية واقتصادية معه.
فهناك أفراد من القوات الإسرائيلية يساعدون الجنود الهنود، ويدربونهم تدريبات خاصة لمواجهة حركة المقاومة الكشميرية، وهناك علاقة بين الموساد الإسرائيلي والمخابرات الهندية، وهناك دلائل واضحة وكثيرة على تورط واهتمام إسرائيل بقضية كشمير والوقوف بجانب الهنود.
طائرات تجسس إسرائيلية:
هذا فضلا عن صفقات طائرات التجسس الإسرائيلية ، وهي التي تستغلها الهند لمعرفة كل صغيرة وكبيرة عن تحركات المقاومة الكشميرية، كما أن هيئة صناعة الطائرات الإسرائيلية المملوكة للدولة الصهيونية تقوم ببيع طائرات استطلاع تعمل بنظام التحكم عن بعد إلى الهند في إطار صفقة بلغت قرابة ثلاثمائة مليون دولار.
وتتهم باكستان الهند بالاستعانة بخبرات آلة القمع الإسرائيلية لاستخدامها في كشمير، فيما يعد إشارة واضحة إلى التقارير التي تحدثت عن زيارات لوفود أمنية إسرائيلية رفيعة المستوى إلى كشمير بدعوة من الحكومة الهندية، حيث تسعى نيودلهي إلى الاستعانة بالإسرائيليين في مجالات الاستخبارات من أجل تعزيز سياسة القمع والاضطهاد الهندي في كشمير، وتريد الاستفادة من خبرات إسرائيل القمعية للمقاومة الفلسطينية.
وكانت حكومة رئيس الوزراء الهندي السابق أتال بيهاري فاجبايي زعيم حزب بهارتبيا جاناتا (BJP)الهندوسي المتطرف قد أنجزت خطوات مهمة في ملف التعاون مع الكيان الصهيوني فقد قامت هذه الحكومة بتوطيد علاقتها مع إسرائيل عبر زيارات متبادلة لمسئولي البلدين، وأهمها زيارة وزير الداخلية الهندي لهذه الحكومة لتل أبيب، والتي اطـَّلع فيها على آخر ما وصلت إليه التكنولوجيا الإسرائيلية.
خبراء صهاينة:
كان زعيم جماعة إسلامية مقاتلة في كشمير المحتلة قد كشف أن قواته قتلت جنودًا صهاينة كانوا يعملون في صفوف القوات الهندية، وقال حافظ محمد سعيد - رئيس تنظيم (جيش طيبة) - الذي يعد واحدًا من أقوى التنظيمات الإسلامية المقاتلة في كشمير: إن قوات التنظيم قتلت 4 من جنود الكوماندوز الصهاينة داخل كشمير، ممن كانوا يعملون مع القوات الهندية.
وأكد سعيد - الذي تحدث لمراسل وكالة قدس برس - أن تنظيمه رصد وصول مجموعة إسرائيلية من الخبراء وقوات الكوماندوز إلى سرينجار عاصمة الجزء الذي تحتله الهند من كشمير، وأن عددًا من هؤلاء كانوا موجودين أيضًا في مدينتي سوبور وبدغام الكشميريتين، في نطاق التعاون بين نيودلهي وتل أبيب في المجال الأمني.
وتوعد سعيد الإسرائيليين بقوله: إن تنظيمه ستكون لديه معلومات دقيقة عن عددهم وأماكن تواجدهم في كشمير، من أجل توجيه الضربات إليهم، وأشار إلى أن المقاتلين في كشمير طالما حلموا بالقتال في فلسطين «وها هم الإسرائيليون جاءونا بأنفسهم».
وذكرت مصادر صحافية عبريّة أن وفدًا أمنيًّا إسرائيليًّا رفيعًا يضم خبراء في شئون مكافحة الإرهاب قام بزيارة سرّية للهند أجرى خلالها سلسلة مباحثات مع مسئولين حكوميين تناولت إمكانيات التعاون بين نيودلهي وتل أبيب في مجال مكافحة الإرهاب، وعمل دراسة جدوى عما يمكن أن تقدمه إسرائيل للهند من مساعدات لمكافحة الإسلاميين الساعين لاستقلال إقليم كشمير.
وقالت صحيفة "هآرتس" التي أوردت ذلك: إن الوفد الإسرائيلي الذي ترأّسه (إيلي كاتسير) وهو عضو بارز في الهيئة الخاصة لمحاربة الإرهاب العاملة ضمن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية والذي ضم أيضًا ممثلين عن أجهزة الشرطة والاستخبارات الإسرائيلية بحث مع المسئولين الهنود سبل وإمكانات تقديم مساعداتٍ من إسرائيل للهند في المجال المذكور.
ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مصدر أمني في إسرائيل قوله: إن زيارة الوفد الإسرائيلي الذي قام بجولات شملت عددًا من الأقاليم والمقاطعات في أرجاء الهند استهدفت إعداد ما يشبه "دراسة جدوى" تمكن من التعرف على احتياجات الهند، والمجالات التي يمكن لتل أبيب أن تساعدها فيها.
وتشير مصادر إسرائيلية مطلعة إلى أن الهند أضحت منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين تل أبيب ونيودلهي في العام 1992م عقب تدشين مسيرة السلام في الشرق الأوسط في مؤتمر مدريد عام 1991م السوق الثالث من حيث الأهمية (بعد الصين وتركيا) لصادرات السلاح من إسرائيل. وبحسب المصادر ذاتها فقد بلغ إجمالي قيمة الصادرات الإسرائيلية للهند مع بداية الألفية الثالثة أكثر من مليار دولار.
طمس الهوية:
وعلى المستوي الثقافي والحضاري اتبعـت الهـند استراتيجية قريبة من استراتيجية اليهود والروس ومحاكم التفتيش في الأندلس في التعامـل مـع المسلمين، وأرسلت القيادة الهندية خبراء كبارًا لإسبانيا لدراسة السياسة التي اتبعها حكامها الـسـابقون ضد المسلمين أيام محاكم التفتيش، ووصل إلى هناك السياسي الهندي المتمرس (د . بي . دهر) وأعد تقــريرًا مطولاً ومفصلاً بهذا الشأن، وتوجه بعدها إلى الاتحاد السوفيتي ليُعَيَّن سفيرًا لبلاده هناك، ودرس أيضًا الأساليب الروسية (القياصرة والبلاشفة) في مقاومة المسلمين، وبعد هذا خرجت الهند بضرورة محاربة التعليم الإسلامي، وطمس هوية كشمير المسلمة ونشر التعليم العلماني، وتشجيع الحركات العلمانية على حساب الحركات الإسلامية خاصة بعد ظهور الحركات الجهادية في كشمير.
جدارعازل في كشمير بدعم صهيوني:
على غرار "الجدارالعزل" الذي بناه الصهاينة في الضفة الغربية دار جدل مماثل في كشمير؛ حيث وضعت الهند أسلاكًا شائكةً على امتداد مئات الكيلومترات.
وكانت نيودلهي قد بدأت إقامة هذا السياج في منطقة كشمير المحتلة بعد حرب مع المقاومة الكشميرية في 1999م، لكن أعمال البناء توقفت بسبب تبادل إطلاق النار بين الجارتين النوويتين المتنافستين على جانبي خط مراقبة الحدود، الذي يفصل بين البلدين في كشمير، وتغيرت الأمور مع توقيع وقف إطلاق النار في نوفمبر 2003؛ حيث بدأت الهند تسرع في إنجاز السياج.
ونقلت الـ"فرانس برس" عن الكابتن الهندي ساشين من مركزه في سونابيندي على ارتفاع 3350 مترًا- الذي يطل على كشمير الحرة - "عندما تتوقف عمليات التسلل يمكننا القضاء على الناشطين في كشمير خلال فترة قصيرة جدًّا".
ويتألف الحاجز المزوَّد بأجهزة التقاط إشارات "صهيونية" من خطـَّين من الأسلاك الشائكة المكهربة ومن ألغام، وهو يمتد على طول الحدود المتنازع عليها البالغ طولها 742 كيلومترًا، وتلك المتفق عليها بين البلدين بطول230 كيلومترًا، وقد احتجت إسلام آباد مرتين على هذا الحاجز، مؤكدةً أنه يشكل انتهاكًا للاتفاقات الثنائية الموقَّعة في 1949م و1972م.
ويتهم حزب المجاهدين الكشميري الهند "بمحاولة تحويل الحاجز إلى حدود دائمة"، وفي الجانب الباكستاني من الخط الفاصل يشعر سكان القرى في وادي نيلوم بالغضب؛ لأن الحاجز يؤدي إلى تعزيز الفصل بين العائلات، وقال أمير الدين مغال إن "السياج يقسم العائلات.. إنه إجراء ظالم جديد من جانب الهند".
ضرب المفاعل النووي الباكستاني:
ولايقتصر التعاون الهندوسي الصهيوني على ضرب المقاومة في كشمير، لكن محاربة كل عناصر القوة التي تهدد الهند وأيضًا الكيان الصهيوني، فقد امتد التعاون إلى محاولة ضرب المفاعل النووي الباكستاني، ولذلك تطمح إسرائيل من وجودها في هذه المنطقة الهامة إلى ضرب المفاعل النووي الباكستاني الذي تعد المحطة النووية الوحيدة في العالم الإسلامي بعد ما حدث في العراق.
فالمفاعل الباكستاني هدف يهودي قديم، وتقول المصادر الباكستانية بأنه غدا هدفـًا رسميًا يهوديًا منذ عام 1986م عـنـدما صرح رئيس هيئة أركان العدو اليهودي الجنرال (رافائيل إيتان) بأنه لابد من تدمير الـمـفاعل، وأن أي مصدر يهدد أمن الدولة اليهودية لابد من تدميره، مما يؤكد أن الصراع ليس عربيًا – إسرائيليًا، وإنما إسلاميًا يهوديًا.
وفي كتابه "الخدعة" قال عميل موساد سابق: " إن الإسـرائـيليين يملكون كل المعلومات المتعلقة بالمفاعل النووي الباكستاني، والتي قدمها لهم (جوناثان بولارد) الجـاســوس الإسرائيلي الذي قبض عليه الأمريكان، وهو يتجسس لصالح اليهود في نوفمبر 1985م، وتحدثت معظم الصحف الأمريكية عن تسريب (بولارد) معلومات عن المفاعل النووي الباكستاني لإسرائيل"، وفي عهد الرئيس الباكستاني الأسبق (ضياء الحق) ذاعت شائعات بأن طائرات يهودية تزوّدت بالوقود مــن دلهي لضرب المفاعل الباكستاني، وعقّب (ضياء الحق) على هذا بقوله: إنه لو حصل هذا فسيعتبر اعتداءً على باكستان، ويؤدي إلى حرب كبيرة وشاملة، فوجود اليهــود فـي كشمير أو غيرها كما حصل في مساعدتهم للحكومة السريلانكية عام 1983م ضد المتمردين التاميل إنما يهدف إلى الاقتراب من الحدود الباكستانية ودراسة إمكانية ضرب المفاعل.
عداء مشترك للإسلام:
ومما لا شك فيه أن إسرائيل سعت إلى عمل شراكة إستراتيجية مع الهند حيث الأرضية متوفرة وخصبة جدًا إذا ما كان على سدة الحكم في كلا البلدين اليمين المتطرف، وتتلخص دوافع هذه الشراكة في أن العداء مشترك تجاه الإسلام والمسلمين من المتطرفين في كلا المعسكرين الهندوسي والصهيوني، ومن هنا فكلاهما يخوض حربًا لها أبعادها الأيدولوجية، ففي فلسطين وكشمير العدو واحد لكل من الهندوسية والصهيونية، كما أن التطور العسكري والنووي في الباكستان، وتفتيت الاتحاد السوفييتي، واحتمال قيام دول مساندة للمسلمين في الجمهوريات المستقلة مثل: أوزبكستان وطاجكستان وغيرها، وكل ذلك يحتم على الهند وإسرائيل التعاون - بلا حدود - في جميع المجالات وبرعاية أمريكية لصيقة لهذه الشراكة، هذا إذا أدخلنا في رؤيتنا الجوار الهندي للصين والصراع الخفيّ بين الصين وأميركا وضرورة إيجاد وضع يزعج الصين ويجعلها تضع ألف حساب في تعاملها مع أمريكا.
http://qawim.net/index.php?option=com_content&task=view&id=2912&Itemid=1