نائل سيد أحمد
06-01-2008, 08:09 PM
القدر عند الأئمة الأربعة
(1) القدر عند الإمام أبي حنيفة
إعداد: نائل سيد أحمد/ القدس
جاء رجل إلى الإمام أبي حنيفة يجادله في القدر فقال (أما علمت أن الناظر في القدر كالناظر في عيني الشمس كلما إزداد نظراً إزداد تحيراً): قلائد عقود العقيان (ق- 77 – ب).
يقول الأمام أبو حنيفة (وكان الله تعالى عالماً في الأزل بالأشياء قبل كونها) الفقه الأكبر
ص 302- 303 "، وقال: (يعلم الله تعالى المعدوم في حالة عدمه معدوماً ويعلم أنه كيف يكون إذا أوجده ويعلم الله تعالى الموجود في حال وجوده موجوداً ويعلم كيف يكون فناؤه) الفقه الأكبر" ص 302-303 يقول الإمام أبو حنيفة (وقدره في اللوح المحفوظ) الفقه الأكبر "ص 302"، وقال: (ونقر بأن الله تعالى أمر بالقلم أن يكتب فقال القلم ماذا أكتب يا رب؟ فقال الله تعالى أكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة لقوله تعالى" وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ (52) وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ" سورة القمر الآيتان 52-53. " الوصية مع شرحها ص 21. وقال الإمام أبو حنيفة (ولا يكون في الدنيا ولا في الآخرة شيء إلا بمشيئته) الفقه الأكبر ص 302. ويقول الإمام أبو حنيفة (خلق الله الأشياء لا من شيء) الفقه الأكبر ص 302. وقال: (كان الله تعالى خالقاً قبل أن يخلق) الفقه الأكبر ص 304. وقال: (نقر بأن العبد مع أعماله وإقراره ومعرفته مخلوق فلما كان الفاعل مخلوقاً فأفعاله أولى أن تكون مخلوقة) الوصية مع شرحها ص14. وقال: (جميع أفعال العباد من الحركة والسكون كسبهم والله تعالى خالقها وهي كلها بمشيئته وعلمه وقضائه وقدره) الفقه الأكبر ص 303. قال الإمام أبو حنيفة (وجميع أفعال العباد من الحركة والسكون كسبهم على الحقيقة والله تعالى خلقها وهي كلها بمشيئته وعلمه وقضائه وقدره والطاعات كلها كانت واجبة بأمر الله تعالى وبمحبته وبرضاه وعلمه ومشيئته وقضائه وتقديره والمعاصي كلها بعلمه وقضائه وتقديره ومشيئته لا بمحبته ولا برضاه ولا بأمره) الفقه الأكبر ص 303. وقال (خلق الله تعالى الخلق سليماً من الكفر والإيمان ثم خاطبهم وأمرهم ونهاهم فكفر من كفر بفعله وإنكاره وجحوده الحق بخذلان الله تعالى إياه وآمن من آمن بفعله وإقراره وتصديقه بتوفيق الله تعالى ونصرته له) الصواب: خلق الله تعالى الخلق على فطرة الإسلام كما سيبينه أبو حنيفة في قوله الأتي، وقال: (وأخرج ذرية آدم من صلبه على صور الذر فجعلهم عقلاء فخاطبهم وأمرهم بالإيمان ونهاهم عن الكفر فأقروا له بالربوبية فكان ذلك منهم إيماناً فهم يولدون على تلك الفطرة ومن كفر بعد ذلك فقد بدل وغير ومن آمن وصدق فقد ثبت عليه وداوم) الفقه الأكبر ص 302. وقال: (وهو الذي قدر الأشياء وقضاها ولا يكون في الدنيا ولا في الآخرة شيء إلا بمشيئته وعلمه وقضائه وقدره وكتبه في اللوح المحفوظ) الفقه الأكبر ص 302.
وقال: (لم يجبر أحداً من خلقه على الكفر ولا على الإيمان ولكن خلقهم أشخاصاً والإيمان والكفر فعل العباد ويعلم تعالى من يكفر في حال كفره كافراً فإذا آمن بعد ذلك فإذا علمه مؤمناً أحبه من غير أن يتغير علمه) الفقه الأكبر 303.
(2) القدر عن الإمام مالك
أخرج أبو نعيم عن ابن وهب قال: سمعت مالكاً يقول لرجل سألتني عن القدر ؟ قال: نعم قال: إن الله تعالى يقول: (وَلَوْ شِئْنَا لَآَتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) هو عبد الله بن وهب القرشي مولاهم المصري قال عنه ابن حجر: الفقيه ثقة حافظ عابد مات 197ه تقريب التهذيب 1/406 " سورة السجدة الآية 13
فلا بد أن يكون ما قال الله تعالى "الحلية (6/326). وقال القاضي عياض: (سئل الإمام مالك عن القدرية من هم ؟ قال: من قال: ما خلق المعاصي وسئل كذلك عن القدرية ؟ قال: هم الذين يقولون إن الإستطاعة إليهم إن شاءوا أطاعوا وإن شاءوا عصوا) ترتيب المدارك (2/48) وأنظر شرح أصول إعتقاد أهل السنة والجماعة 2/701). وأخرج ابن أبي عاصم عن سعيد بن عبد الجبار قال: (سمعت مالك بن أنس يقول: (رأيي فيهم أن يستتابوا فإن تابوا و إلا قتلوا – يعني القدرية) السنة لابن عاصم 1/87، 88) وأخرجه أبو نعيم في الحلية (6/326). وقال ابن عبد البر: قال مالك: (ما رأيت أحداً من أهل القدر إلا أهل سخافة وطيش وخفة) الإنتقاء ص 34، وأخرج ابن أبي عاصم عن مروان بن محمد الطاطري قال: (سمعت مالك بن أنس يسأل عن تزويج القدري ؟ فقرأ (وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ) سورة البقرة الآية 221 والسنة لابن أبي عاصم _ 1/88) الحلية (6/326). وقال القاضي عياض: قال مالك: لا تجوز شهادة القدري الذي يدعو إلى بدعته ولا الخارجي والرافضي ترتيب المدارك (2/47)، وقال القاضي عياض: (سئل مالك عن أهل القدر أنكف عن كلامهم ؟ قال: نعم إذا كان عارفاً بما هو عليه وفي رواية أخرى قال: لا يصلي خلفهم ولا يقبل عنهم الحديث وإن وافيتموهم في ثغر فأخرجوهم منه) ترتيب المدارك (2/47).
(3) القدر عند الإمام الشافعي
أخرج البيهقي عن الربيع بن سليمان قال: سئل الشافعي عن القدر فقال:
ما شئت كان وإن لم أشأ وما شئت إن لم تشأ لم يكن
خلقت العباد على ما علمت ففي العلم يجري الفتى والمسن
على ذا مننت وهذا خذلت وهذا أعنت وذا لم تعن
فمنهم شقي ومنهم سعيد ومنهم قبيح ومنهم حسن
(مناقب الشافعي (1/412، 413) شرح أصول إعتقاد أهل السنة (2/702)
وأورد البيهقي في مناقب الشافعي أن الشافعي قال: (إن مشيئة العباد هي إلى الله تعالى ولا يشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين فإن الناس لم يخلقوا أعمالهم وهي خلق من خلق الله تعالى أفعال العباد وإن القدر خيره وشره من الله عز وجل وإن عذاب القبر حق ومساءلة أهل القبور حق والبعث حق والحساب حق والجنة حق والنار حق وغير ذلك مما جاءت به السنن) مناقب الشافعي (1/415). وأخرج اللالكائي عن المزني قال: (قال الشافعي: تدري ما القدري ؟ الذي يقول إن الله لم يخلق الشيء حتى عمل به) شرح أصول إعتقاد أهل السنة والجماعة (2/701)، وأورد البيهقي عن الشافعي حيث قال: القدرية الذين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (هم مجوس هذه الأمة) الذين يقولون إن الله لا يعلم المعاصي حتى تكون) أخرجه أبو داود كتاب السنة باب في القدر (ة5/66) ح (4691) والحاكم في المستدرك (1/85) كلاهما من طريق أبي حازم عن ابن عمر قال الحاكم: هذا الحديث صحيح على شرط الشيخين إن صح سماع أبي حازم من ابن عمر ولم يخرجاه وأقره الذهبي ومناقب الشافعي (1/413). وأخرج البيهقي عن الربيع بن سليمان عن الشافعي أنه يكره الصلاة خلف القدري مناقب الشافعي (1/413).
(4) القدر عند الإمام أحمد
أورد ابن الجوزي في المناقب كتاب أحمد بن حنبل لمسدد وفيه (ويؤمن بالقدر خيره وشره وحلوه ومره من الله) مناقب الإمام أحمد ص 169 -172 ط / دار الآفاق الجديدة. وأخرج الخلال عن أبي بكر المروزي قال: (سئل أبو عبد الله فقال: الخير والشر مقدر على العباد ؟ فقيل له: الله خلق الخير والشر قال: نعم الله قدره) السنة للخلال (ق -85).
وجاء في كتاب السنة للإمام أحمد قوله: (والقدر خيره وشره وقليلة وكثيرة وظاهره وباطنه وحلوه ومره ومحبوبة ومكروهة وحسنه وسيئة وأوله وأخره من الله قضاء قضاة على العباد وقدر قدره ولا يعدو واحد منهم مشيئة الله عز وجل ولا يجاوز قضاءه) السنة ص68، وأخرج الخلال عن محمد بن أبي هارون عن أبي الحارث قال: (سمعت أبا عبد الله يقول: فالله عز وجل قدر الطاعة والمعاصي وقدر الخير والشر ومن كتب سعيداُ فهو سعيد ومن كتب شقياً فهو شقي) السنة للخلال (ق 85). قال عبد الله بن أحمد سمعت أبي وسأله علي بن جهم عمن قال بالقدر يكون كافراً ؟ قال: (إذا جحد العلم إذا قال: إن الله لم يكن عالماً حتى خلق علماً فعلم فجحد علم الله فهو كافر) السنة لعبد الله بن أحمد ص 119. قال عبد الله بن أحمد (سألت أبي مرة أخرى عن الصلاة خلف القدري فقال: إن كان يخاصم فيه ويدعو إليه فلا تصل خلفه) السنة ص (1/384).
المرجع:
إعتقاد الأئمة الأربعة
أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد
تأليف
محمد بن عبد الرحمن الخميٌس
الأستاذ المساعد في قسم العقيدة والمذاهب
المعاصرة
كلية أصول الدين
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
تم بحمد الله
* مجموعة حلقات منها ما يلزم بيان زمان ومكان النشر ومنها ما لا يلزم .
(1) القدر عند الإمام أبي حنيفة
إعداد: نائل سيد أحمد/ القدس
جاء رجل إلى الإمام أبي حنيفة يجادله في القدر فقال (أما علمت أن الناظر في القدر كالناظر في عيني الشمس كلما إزداد نظراً إزداد تحيراً): قلائد عقود العقيان (ق- 77 – ب).
يقول الأمام أبو حنيفة (وكان الله تعالى عالماً في الأزل بالأشياء قبل كونها) الفقه الأكبر
ص 302- 303 "، وقال: (يعلم الله تعالى المعدوم في حالة عدمه معدوماً ويعلم أنه كيف يكون إذا أوجده ويعلم الله تعالى الموجود في حال وجوده موجوداً ويعلم كيف يكون فناؤه) الفقه الأكبر" ص 302-303 يقول الإمام أبو حنيفة (وقدره في اللوح المحفوظ) الفقه الأكبر "ص 302"، وقال: (ونقر بأن الله تعالى أمر بالقلم أن يكتب فقال القلم ماذا أكتب يا رب؟ فقال الله تعالى أكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة لقوله تعالى" وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ (52) وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ" سورة القمر الآيتان 52-53. " الوصية مع شرحها ص 21. وقال الإمام أبو حنيفة (ولا يكون في الدنيا ولا في الآخرة شيء إلا بمشيئته) الفقه الأكبر ص 302. ويقول الإمام أبو حنيفة (خلق الله الأشياء لا من شيء) الفقه الأكبر ص 302. وقال: (كان الله تعالى خالقاً قبل أن يخلق) الفقه الأكبر ص 304. وقال: (نقر بأن العبد مع أعماله وإقراره ومعرفته مخلوق فلما كان الفاعل مخلوقاً فأفعاله أولى أن تكون مخلوقة) الوصية مع شرحها ص14. وقال: (جميع أفعال العباد من الحركة والسكون كسبهم والله تعالى خالقها وهي كلها بمشيئته وعلمه وقضائه وقدره) الفقه الأكبر ص 303. قال الإمام أبو حنيفة (وجميع أفعال العباد من الحركة والسكون كسبهم على الحقيقة والله تعالى خلقها وهي كلها بمشيئته وعلمه وقضائه وقدره والطاعات كلها كانت واجبة بأمر الله تعالى وبمحبته وبرضاه وعلمه ومشيئته وقضائه وتقديره والمعاصي كلها بعلمه وقضائه وتقديره ومشيئته لا بمحبته ولا برضاه ولا بأمره) الفقه الأكبر ص 303. وقال (خلق الله تعالى الخلق سليماً من الكفر والإيمان ثم خاطبهم وأمرهم ونهاهم فكفر من كفر بفعله وإنكاره وجحوده الحق بخذلان الله تعالى إياه وآمن من آمن بفعله وإقراره وتصديقه بتوفيق الله تعالى ونصرته له) الصواب: خلق الله تعالى الخلق على فطرة الإسلام كما سيبينه أبو حنيفة في قوله الأتي، وقال: (وأخرج ذرية آدم من صلبه على صور الذر فجعلهم عقلاء فخاطبهم وأمرهم بالإيمان ونهاهم عن الكفر فأقروا له بالربوبية فكان ذلك منهم إيماناً فهم يولدون على تلك الفطرة ومن كفر بعد ذلك فقد بدل وغير ومن آمن وصدق فقد ثبت عليه وداوم) الفقه الأكبر ص 302. وقال: (وهو الذي قدر الأشياء وقضاها ولا يكون في الدنيا ولا في الآخرة شيء إلا بمشيئته وعلمه وقضائه وقدره وكتبه في اللوح المحفوظ) الفقه الأكبر ص 302.
وقال: (لم يجبر أحداً من خلقه على الكفر ولا على الإيمان ولكن خلقهم أشخاصاً والإيمان والكفر فعل العباد ويعلم تعالى من يكفر في حال كفره كافراً فإذا آمن بعد ذلك فإذا علمه مؤمناً أحبه من غير أن يتغير علمه) الفقه الأكبر 303.
(2) القدر عن الإمام مالك
أخرج أبو نعيم عن ابن وهب قال: سمعت مالكاً يقول لرجل سألتني عن القدر ؟ قال: نعم قال: إن الله تعالى يقول: (وَلَوْ شِئْنَا لَآَتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) هو عبد الله بن وهب القرشي مولاهم المصري قال عنه ابن حجر: الفقيه ثقة حافظ عابد مات 197ه تقريب التهذيب 1/406 " سورة السجدة الآية 13
فلا بد أن يكون ما قال الله تعالى "الحلية (6/326). وقال القاضي عياض: (سئل الإمام مالك عن القدرية من هم ؟ قال: من قال: ما خلق المعاصي وسئل كذلك عن القدرية ؟ قال: هم الذين يقولون إن الإستطاعة إليهم إن شاءوا أطاعوا وإن شاءوا عصوا) ترتيب المدارك (2/48) وأنظر شرح أصول إعتقاد أهل السنة والجماعة 2/701). وأخرج ابن أبي عاصم عن سعيد بن عبد الجبار قال: (سمعت مالك بن أنس يقول: (رأيي فيهم أن يستتابوا فإن تابوا و إلا قتلوا – يعني القدرية) السنة لابن عاصم 1/87، 88) وأخرجه أبو نعيم في الحلية (6/326). وقال ابن عبد البر: قال مالك: (ما رأيت أحداً من أهل القدر إلا أهل سخافة وطيش وخفة) الإنتقاء ص 34، وأخرج ابن أبي عاصم عن مروان بن محمد الطاطري قال: (سمعت مالك بن أنس يسأل عن تزويج القدري ؟ فقرأ (وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ) سورة البقرة الآية 221 والسنة لابن أبي عاصم _ 1/88) الحلية (6/326). وقال القاضي عياض: قال مالك: لا تجوز شهادة القدري الذي يدعو إلى بدعته ولا الخارجي والرافضي ترتيب المدارك (2/47)، وقال القاضي عياض: (سئل مالك عن أهل القدر أنكف عن كلامهم ؟ قال: نعم إذا كان عارفاً بما هو عليه وفي رواية أخرى قال: لا يصلي خلفهم ولا يقبل عنهم الحديث وإن وافيتموهم في ثغر فأخرجوهم منه) ترتيب المدارك (2/47).
(3) القدر عند الإمام الشافعي
أخرج البيهقي عن الربيع بن سليمان قال: سئل الشافعي عن القدر فقال:
ما شئت كان وإن لم أشأ وما شئت إن لم تشأ لم يكن
خلقت العباد على ما علمت ففي العلم يجري الفتى والمسن
على ذا مننت وهذا خذلت وهذا أعنت وذا لم تعن
فمنهم شقي ومنهم سعيد ومنهم قبيح ومنهم حسن
(مناقب الشافعي (1/412، 413) شرح أصول إعتقاد أهل السنة (2/702)
وأورد البيهقي في مناقب الشافعي أن الشافعي قال: (إن مشيئة العباد هي إلى الله تعالى ولا يشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين فإن الناس لم يخلقوا أعمالهم وهي خلق من خلق الله تعالى أفعال العباد وإن القدر خيره وشره من الله عز وجل وإن عذاب القبر حق ومساءلة أهل القبور حق والبعث حق والحساب حق والجنة حق والنار حق وغير ذلك مما جاءت به السنن) مناقب الشافعي (1/415). وأخرج اللالكائي عن المزني قال: (قال الشافعي: تدري ما القدري ؟ الذي يقول إن الله لم يخلق الشيء حتى عمل به) شرح أصول إعتقاد أهل السنة والجماعة (2/701)، وأورد البيهقي عن الشافعي حيث قال: القدرية الذين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (هم مجوس هذه الأمة) الذين يقولون إن الله لا يعلم المعاصي حتى تكون) أخرجه أبو داود كتاب السنة باب في القدر (ة5/66) ح (4691) والحاكم في المستدرك (1/85) كلاهما من طريق أبي حازم عن ابن عمر قال الحاكم: هذا الحديث صحيح على شرط الشيخين إن صح سماع أبي حازم من ابن عمر ولم يخرجاه وأقره الذهبي ومناقب الشافعي (1/413). وأخرج البيهقي عن الربيع بن سليمان عن الشافعي أنه يكره الصلاة خلف القدري مناقب الشافعي (1/413).
(4) القدر عند الإمام أحمد
أورد ابن الجوزي في المناقب كتاب أحمد بن حنبل لمسدد وفيه (ويؤمن بالقدر خيره وشره وحلوه ومره من الله) مناقب الإمام أحمد ص 169 -172 ط / دار الآفاق الجديدة. وأخرج الخلال عن أبي بكر المروزي قال: (سئل أبو عبد الله فقال: الخير والشر مقدر على العباد ؟ فقيل له: الله خلق الخير والشر قال: نعم الله قدره) السنة للخلال (ق -85).
وجاء في كتاب السنة للإمام أحمد قوله: (والقدر خيره وشره وقليلة وكثيرة وظاهره وباطنه وحلوه ومره ومحبوبة ومكروهة وحسنه وسيئة وأوله وأخره من الله قضاء قضاة على العباد وقدر قدره ولا يعدو واحد منهم مشيئة الله عز وجل ولا يجاوز قضاءه) السنة ص68، وأخرج الخلال عن محمد بن أبي هارون عن أبي الحارث قال: (سمعت أبا عبد الله يقول: فالله عز وجل قدر الطاعة والمعاصي وقدر الخير والشر ومن كتب سعيداُ فهو سعيد ومن كتب شقياً فهو شقي) السنة للخلال (ق 85). قال عبد الله بن أحمد سمعت أبي وسأله علي بن جهم عمن قال بالقدر يكون كافراً ؟ قال: (إذا جحد العلم إذا قال: إن الله لم يكن عالماً حتى خلق علماً فعلم فجحد علم الله فهو كافر) السنة لعبد الله بن أحمد ص 119. قال عبد الله بن أحمد (سألت أبي مرة أخرى عن الصلاة خلف القدري فقال: إن كان يخاصم فيه ويدعو إليه فلا تصل خلفه) السنة ص (1/384).
المرجع:
إعتقاد الأئمة الأربعة
أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد
تأليف
محمد بن عبد الرحمن الخميٌس
الأستاذ المساعد في قسم العقيدة والمذاهب
المعاصرة
كلية أصول الدين
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
تم بحمد الله
* مجموعة حلقات منها ما يلزم بيان زمان ومكان النشر ومنها ما لا يلزم .