موسى بن نصير
05-22-2008, 07:47 PM
المبحث الأول
حقيقة ’’الصحيفة السجادية‘‘
مجموعة من الأدعية تبلغ (54) دعاءً، يضمها كتيب من القطع الصغير ، تصل صفحاته حسب ط. دار التبليغ الإسلامي 319 صفحة.
وينسبها الروافض لعلي بن الحسين بن علي بن
أبي طالب ، المشهور بـ"زين العابدين" ، والذي يعدّونه إمامهم الرابع، لكن أكثرها عند أهل العلم من الموضوعات.[/font]
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: " الأدعية المأثورة في صحيفة علي بن الحسين أكثرها كذب على علي بن الحسين "
قلت: وفي مضامين هذه الصحيفة ما يثبت ذلك من الغلو في الآل،والتوسل المبتدع في الدعاء ودعوى الإمامة المنصوصة ،وهذا كافٍ في الحكم على هذه الصحيفة أو على أكثرها بحكم شيخ الإسلام.
وقد تفرد بنقلها الروافض، ولا حجة في نقلهم ، وادعوا في بدايتها أنها سرية التداول ، ومتى كان الدعاء لله سبحانه موضع التداول السري بين المسلمين فضلاً عن حقبة القرون المفضلة! ولكنها شهور الغلو، والتستر على الكذب، ومحاولة تعظيم المكذوب وإشاعته، وهذا ديدن الفرق الباطنية في كثير من نصوصها وكتبها، ومع ظهور علامات الكذب عليها سنداً ومتناً فإن الروافض يقدسونها، ويقولون:" هي من المتواترات وقد نشروها في هذا العصر بطبعات أنيقة، وتعمدوا إخراجها بصورة تشابه في شكلها طبعات القرآن ، لأن هذه الصحيفة في موازينهم شقيقة القرآن في القدسية والتعظيم، ولذا يسمونها" أخت القرآن"
و"إنجيل أهل البيت" و " زبور آل محمد
ولذا قال محمد جواد مغنية رئيس المحكمة الجعفرية ببيروت[9] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=17#_ftn9)):"الصحيفة السجادية التي تعظمها الشيعة وتقدس كل حرف منها" وقد اهتموا بشرحها: وذكر صاحب الذريعة أسماء هذه الشروح فوصلت إلى خمسة وستين.
ومن الملفت للنظر أن جملة من هذه الشروح سلكت في أسلوب شرحها للصحيفة طريقة المفسرين، ومن هذا النوع " شرح الصحيفة" لشيخهم علي بن زين العابدين بن محمد المعروف عندهم بالشيخ علي الصغير، والذي فرغ من تأليفه سنة 1097هـ، ولذا قال عنه صاحب الذريعة : " وهو شرح مبسوط يشبه تفسير مجمع البيان في أسلوبه، حيث يذكر الدعاء أولاً ثم اللغة ثم الإعراب ثم المعنى" وأشار بعض الشراح إلى أنها من الوحي المنزل، حيث ذكر أن الله جعل الدعاء بهذه الصحيفة، فقال: " الحمد لله الذي جعل الدعاء في الصحيفة الكاملة زين العابدين وحثنا بالاحتذاء في مراسمه بإمام الساجدين" ولا نحتاج لتقرير هذا المر عند هذه الطائفة إلى الاستنباط من هذه الكلمات، ذلك أنهم يصرحون في كتبه يتنزل (بتنزل) كتب إلهية على الأئمة، كما يقولون: إن الوحي ينزل عليهم والملائكة تأتيهم، والصحيفة السجادية هي لأحد هؤلاء الأئمة الذي قالوا فيهم (فيه) هذه الأقوال وغيرها، كما يقولون بنزول مصحف يسمونه " مصحف فاطمة" ، وآخر يسمونه " لوح فاطمة" ، وقالوا أيضاً بنزول اثني عشر صحيفة من السماء تتضمن صفات الأئمة وكل قول للأئمة فهو كقول الله ورسوله عندهم ، قال ابن بابويه في الاعتقادات الذي يسمى دين الإمامية " قولهم قول الله ، وأمرهم أمر الله ، وطاعتهم طاعة الله ، ومعصيتهم معصية الله ، وأنهم لم ينطقوا إلا عن الله تعالى وعن وحيه " وأصل ذلك أن الأئمة يوحى إليهم عندهم كما جاء التصريح بذلك في عشرات من الروايات ضمن أبواب تمثل عناوينها أصول وقواعد النحلة ، منها " باب عقده صاحب الكافي بعنوان أن الأئمة تدخـل الملائكة بيوتهم وتطأ بسطهم ، وتأتيهم بالأخبار – عليهم السلام "
وأورد في هذا المعنى أربع روايات ، ثم ما لبثت هذه الروايات الأربع أن زادت عند المتأخرين لتصل إلى ست وعشرين رواية في باب عقده صاحب البحار بعنوان"باب الملائكة تأتيهم وتطأ فرشهم وأنهم يرونهم " ثم تتحدث أحبارهم عن أنواع الوحي للإمام ، فتقول على لسان جعفرهم وإن منا لمن ينكت في أذنه ، وإن منا لمن يؤتى في منامه ، وإن منا لمن يسمع صوت السلسلة على الطشت ، وإن منا لمن يأتيه صورة أعظم من جبرائيل وميكائيل " وهم بهذا أعطوا الأئمة معنى النبوة دون اسمها ، وهو مذهب غلاة الروافض بل كأنهم من خلال دعواهم : " أن من الأئمة من يأتيه أعظم من جبرائيل " أرفع من مقام سيد ولد آدم الذي لا يأتيه سوى جبريل ، وما لنا نتكلف في الاستنباط وقد قالوها صراحة ، فقرروا بأن من ضرورات مذهبهم بأن لأئمتهم مقاماً لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل ، وهذا مذهب غلاة الروافض ، ولذلك لم يعد هناك فرق في موازينهم بين قول الأئمة وقول رسول الله وقول الله سبحانه .[/font]
ولذا قالوا : "يجوز لمن سمع حديثاً عن أبي عبد الله أن يرويه عن أبيه أو عن أحد أجداده ، بل يجوز أن يقول قال الله تعالى
وقالوا : بأن في رواياتهم ما يدل على أولويته – أي أولوية نسبة أقوال البشر إلى الله سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون .
]ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً أو قال أوحي إلى ...[[الأنعام :93] .
]فمن أظلم ممن افترى على الله كذباً ليضل الناس بغير علم [ [الأنعام : 44].
]فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً ... [ [البقرة 79].
بل قالوا :إن الأئمة تذهب إلى عرش الرحمن – تعالى الله عما يقولون – كل جمعه لتطوف به فتأخذ من العلم ما شاءت] انظر كيف يفترون على الله الكذب وكفى به إثماً مبيناً[ [النساء :50]
]وإنما يفتري الكذب الّذين لا يؤمنون بآيات الله[
( النحل : 105 ) .
ولكن ]ما ظن الّذين يفترون على الله الكذب يوم القيامة[ ( يونس : 60 ) .
]إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون[[يونس : 69].
إن أقوالهم في هذا الباب كثيرة ، لكن الغرض أن نبين أنهم يعدون الصحيفة السجادية كالقرآن ، بل إن هذه الصحيفة المزورة في جملتها على علي بن الحسين تحظى بهذا التقديس ، والتي لو كانت صحيحة النسبة لعلي بجملتها فلا يسوغ أن توضع بهذه المكانة .
ولكن قارن هذا الغلو والتعظيم لهذه الصحيفة الموضوعة في الجملة بذلك الركام المظلم والذي سود جملة من كتبهم، أعني تلك المحاولات اليائسة من هؤلاء الزنادقة للتعرض لكتاب الله سبحانه، وتعجب من هؤلاء القوم الّذين يكذبون بالحقائق المتواترات ويصدقون بالأكاذيب الواضحات ، مع أنهم في صحيفتهم المقدسة اختلفوا في قائل " حدثنا السيد الأجل " في صدر سند الصحيفة السجادية ، وأقروا باختلاف نسخها ولكن منطق التعصب والغلو يقول لا نشك في حرف فيها ، وهي وأمثالها كقول الله ورسوله !! .
ونقول لهم : لقد ختم الله سبحانه بمحمد r الرسالات ، وأكمل برسالته الدين ، وأتم النعمة ، وانقطع بموته الوحي ، وهذه أمور معلومة من الدين بالضرورة ، وهذه الدعاوى الخطيرة لكم تقوم على إنكار هذه المبادىء ، أو تنتهي بقائلها إلى ذلك ، وهذا بلا شك نقض لحقيقة شهادة أن محمداً رسول الله r ، وإذا كان هذا قولكم فلكم دينكم ولنا ديننا .
ولقد كانت أمثال هذه " الشذوذات " مذهب لطائفة مغمورة مقموعة منكرة غلاة في نظر كثير من فرق الشيع نفسها ، وقد نسب الإمام الأشعري هـذه " الشواذ من المقالات " إلى الصنف الخامس عشر من أصناف الغالية ، فهم الّذين يزعمون أن الأئمة ينسخون الشرائع،ويهبط عليهم الملائكة ، وتظهر عليهم الأعلام والمعجزات ، ويوحى إليهم "
[1] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=17#_ftnref1) ينظر منهاج السنة 6/306.
[2] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=17#_ftnref2) مناج السنة 6/306.
[3] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=17#_ftnref3) كدعوى بأنهم يعلمون ما يكون ، انظر ص (7-8).
[4] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=17#_ftnref4) انظر التوسل بالدعاء في الآل والغلو فيهم ص (260).
[5] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=17#_ftnref5) انظر دعوى أن الإمامة فيهم دون غيرهم ص (262.. الخ).
[6] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=17#_ftnref6) انظر الصحيفة السجادية ص(9) وما بعدها.
[7] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=17#_ftnref7) الذريعة 15/18
[8] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=17#_ftnref8) الذريعة 15/18، وانظر: معالم العلماء لشيخهم: بان شهر آشوب ص(125،131).
[9] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=17#_ftnref9) تُوفي من فترة قريبة.
[10] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=17#_ftnref10) التفسير الكاشف: 10/515.
[11] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=17#_ftnref11) الذريعة 13/353-354.
[12] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=17#_ftnref12) شرح الصحيفة للمرزا قاضي (انظر: الذريعة 13/355).
[13] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=17#_ftnref13) انظر: أصول الكافي 1/239،240، بحار الأنوار 26/44 وغيرها.
[14] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=17#_ftnref14) انظر: أصول الكافي 1/527-528، إكمال الدين/لابن بابويه القمي ص(301-304)، أعلام الورى / للطبرسي ص (152)، الاستنصار / للكراجي ص(18)، الاحتجاج/ للطبرسي 1/84-87.
[15] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=17#_ftnref15) إكمال الدين ص(263)
[16] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=17#_ftnref16) الاعتقادات ص ( 106 )
[17] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=17#_ftnref17) أصول الكافي 1/393 -394 .
[18] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=17#_ftnref18) بحار الأنوار 26/355 .
[19] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=17#_ftnref19) ونبرىء الإمام جعفر من هذا الإلحاد .
([20]) بحار الأنوار 26/358 ، بصائر الدرجات ص (63) ، وانظر تأكيدهم لهذا المعنى في روايات عدة في بحار الأنوار 26/53 وما بعدها الروايات ، رقم ( 110 ، 111 ، 112 ، 130 )
[21] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=17#_ftnref21) قال شيخ الإسلام ابن تيمية : الشيعة ثلاث درجات :
1. شرها الغالية : وهم اللذين يجعلون لعلي شيئاً من الألوهية أو يصفونه بالنبوة .
2. الدرجة الثانية : وهم الرافضة .
3. الدرجة الثالثة : المفضلة من الزيدية .
( ابن تيمية/ التسعينية ص ( 40 ) ، ضمن مجموع فتاوى شيخ الإسلام المجلد ( 5 ) ط كردستان 1329 هـ ) .
[22] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=17#_ftnref22) انظر : الفصول المهمة في أصول الأئمة ص ( 151 ) ، بحار الأنوار : 26 / 267 ، الحكومة الإسلامية ص ( 52 ) ، وانظر للتفصيل أصول مذهب الشيعة 2/ 613 وما بعدها .
[23] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=17#_ftnref23) قال القاضي عياض : " نقطع بتكفير غلاة الرافضة في قولهم : إن الأئمة أفضل من الأنبياء " ، الشفاء ص ( 1078 ) ، وانظر : أصول الدين للبغدادي ص ( 298 ) ، منهاج السنة 1/177 .
[24] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=17#_ftnref24) المازندراني / شرح جامع ( على الكافي ) 2/ 272 .
[25] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=17#_ftnref25) الموضوع نفسه من المصدر السابق .
[26] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=17#_ftnref26) انظر : أصول الكافي 1/ 254 ، بحار الأنوار : 26/ 88-89 ، بصائر الدرجات : ص ( 36 ) .
[27] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=17#_ftnref27) انظر : أصول مذهب الشيعة : 1/ 200 وما بعدها .
[28] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=17#_ftnref28) الذريعة : 15 /19 .
[29] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=17#_ftnref29) مقالات الإسلاميين 1/88 .
ميلاد صحف أخرى :
وكعادة الروافض في استمرار الكذب ، فقد قام جملة من شيوخهم بجمع أدعية أخرى ونسبتها لعلي بن الحسين وتسميتها بالصحيفة السجادية ، ولكي يفرقوا بين هذه الصحف والصحيفة الأولى وصفوا الصحيفة الأولى وصفوا الصحيفة الأم بـ"الصحيفة الكاملة " أو الأولى .[/font]
أم المحلقات بالصحيفة فهي كالتالي:
1. الصحيفة السجادية الثانية- من جمع الحر العاملي
2. الصحيفة السجادية الثالثة – من جمع التبريزي.
3. الصحيفة السجادية الرابعة – من جمع النوري.
4. الصحيفة السجادية الخامسة – من جمع الحسيني.
5. الصحيفة السجادية السادسة–من جمع المازندراني الحرائري من شيوخهم المعاصرين.
دلالة التسمية
أما تسميتهم لهذه الصحيفة بـ" زبور آل دواد" ، و " إنجيل آل محمد " فهو :
أولا : جزء من دعاوي عريضة لديهم ، بأن عند أئمتهم كل كتاب نزل من السماء ، وأنهم يقرأونها على اختلاف لغاتها، وعقد صاحب الكافي باباً في هذه الدعوى بعنوان ( باب إن الأئمة عندهم جميع الكتب التي نزلت من عند الله عز وجل، وأنهم يعرفونها على اختلاف لغاتها ) ، ومثله فعل صاحب البحار ، وحشدوا في ذلك أوهامهم التي أسندوها لآل بيت رسول الله وثانياً : فهذا يشي بالجذور العقدية للمذهب ، والتوجهات والانتماءات لأتباع هذا المذهب أما تسميتهم لها بـ " أخت القرآن فلما يزعمونه من أن أقوال أئمتهم كأقوال الله سبحانه – كما مر .
[1] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=17#_ftnref1) سموها بالسجادية نسبة للسجاد ، وهو لقب يطلقونه على علي بن الحسين – رحمه الله – لكثرة سجوده .
[2] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=17#_ftnref2) قالوا : بأنه جمع من أدعية السجاد ( علي بن الحسين) ما يقرب من الصحيفة سماه " أخت الصحيفة" [الذريعة: 15/20]،- وقال بعضهم: بل سبقه آخر إلى جمع آخر فيكون صحيفة " الثالثة" لا " الثانية" [ المصدر السابق 15/19]
[3] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=17#_ftnref3) انظر الذريعة : 15/19-21.
[4] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=17#_ftnref4) أصول الكافي 1/227 .
[5] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=17#_ftnref5) انظر ك بحار الأنوار 26/180 .
[6] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=17#_ftnref6) انظر : المصدرين السابقين ، والتفصيل في أصول مذهب الشيعة 2/606 .
[7] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=17#_ftnref7) انظر : تفصيل ذلك في أصول مذهب الشيعة 1/82 وما بعدها .
حقيقة ’’الصحيفة السجادية‘‘
مجموعة من الأدعية تبلغ (54) دعاءً، يضمها كتيب من القطع الصغير ، تصل صفحاته حسب ط. دار التبليغ الإسلامي 319 صفحة.
وينسبها الروافض لعلي بن الحسين بن علي بن
أبي طالب ، المشهور بـ"زين العابدين" ، والذي يعدّونه إمامهم الرابع، لكن أكثرها عند أهل العلم من الموضوعات.[/font]
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: " الأدعية المأثورة في صحيفة علي بن الحسين أكثرها كذب على علي بن الحسين "
قلت: وفي مضامين هذه الصحيفة ما يثبت ذلك من الغلو في الآل،والتوسل المبتدع في الدعاء ودعوى الإمامة المنصوصة ،وهذا كافٍ في الحكم على هذه الصحيفة أو على أكثرها بحكم شيخ الإسلام.
وقد تفرد بنقلها الروافض، ولا حجة في نقلهم ، وادعوا في بدايتها أنها سرية التداول ، ومتى كان الدعاء لله سبحانه موضع التداول السري بين المسلمين فضلاً عن حقبة القرون المفضلة! ولكنها شهور الغلو، والتستر على الكذب، ومحاولة تعظيم المكذوب وإشاعته، وهذا ديدن الفرق الباطنية في كثير من نصوصها وكتبها، ومع ظهور علامات الكذب عليها سنداً ومتناً فإن الروافض يقدسونها، ويقولون:" هي من المتواترات وقد نشروها في هذا العصر بطبعات أنيقة، وتعمدوا إخراجها بصورة تشابه في شكلها طبعات القرآن ، لأن هذه الصحيفة في موازينهم شقيقة القرآن في القدسية والتعظيم، ولذا يسمونها" أخت القرآن"
و"إنجيل أهل البيت" و " زبور آل محمد
ولذا قال محمد جواد مغنية رئيس المحكمة الجعفرية ببيروت[9] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=17#_ftn9)):"الصحيفة السجادية التي تعظمها الشيعة وتقدس كل حرف منها" وقد اهتموا بشرحها: وذكر صاحب الذريعة أسماء هذه الشروح فوصلت إلى خمسة وستين.
ومن الملفت للنظر أن جملة من هذه الشروح سلكت في أسلوب شرحها للصحيفة طريقة المفسرين، ومن هذا النوع " شرح الصحيفة" لشيخهم علي بن زين العابدين بن محمد المعروف عندهم بالشيخ علي الصغير، والذي فرغ من تأليفه سنة 1097هـ، ولذا قال عنه صاحب الذريعة : " وهو شرح مبسوط يشبه تفسير مجمع البيان في أسلوبه، حيث يذكر الدعاء أولاً ثم اللغة ثم الإعراب ثم المعنى" وأشار بعض الشراح إلى أنها من الوحي المنزل، حيث ذكر أن الله جعل الدعاء بهذه الصحيفة، فقال: " الحمد لله الذي جعل الدعاء في الصحيفة الكاملة زين العابدين وحثنا بالاحتذاء في مراسمه بإمام الساجدين" ولا نحتاج لتقرير هذا المر عند هذه الطائفة إلى الاستنباط من هذه الكلمات، ذلك أنهم يصرحون في كتبه يتنزل (بتنزل) كتب إلهية على الأئمة، كما يقولون: إن الوحي ينزل عليهم والملائكة تأتيهم، والصحيفة السجادية هي لأحد هؤلاء الأئمة الذي قالوا فيهم (فيه) هذه الأقوال وغيرها، كما يقولون بنزول مصحف يسمونه " مصحف فاطمة" ، وآخر يسمونه " لوح فاطمة" ، وقالوا أيضاً بنزول اثني عشر صحيفة من السماء تتضمن صفات الأئمة وكل قول للأئمة فهو كقول الله ورسوله عندهم ، قال ابن بابويه في الاعتقادات الذي يسمى دين الإمامية " قولهم قول الله ، وأمرهم أمر الله ، وطاعتهم طاعة الله ، ومعصيتهم معصية الله ، وأنهم لم ينطقوا إلا عن الله تعالى وعن وحيه " وأصل ذلك أن الأئمة يوحى إليهم عندهم كما جاء التصريح بذلك في عشرات من الروايات ضمن أبواب تمثل عناوينها أصول وقواعد النحلة ، منها " باب عقده صاحب الكافي بعنوان أن الأئمة تدخـل الملائكة بيوتهم وتطأ بسطهم ، وتأتيهم بالأخبار – عليهم السلام "
وأورد في هذا المعنى أربع روايات ، ثم ما لبثت هذه الروايات الأربع أن زادت عند المتأخرين لتصل إلى ست وعشرين رواية في باب عقده صاحب البحار بعنوان"باب الملائكة تأتيهم وتطأ فرشهم وأنهم يرونهم " ثم تتحدث أحبارهم عن أنواع الوحي للإمام ، فتقول على لسان جعفرهم وإن منا لمن ينكت في أذنه ، وإن منا لمن يؤتى في منامه ، وإن منا لمن يسمع صوت السلسلة على الطشت ، وإن منا لمن يأتيه صورة أعظم من جبرائيل وميكائيل " وهم بهذا أعطوا الأئمة معنى النبوة دون اسمها ، وهو مذهب غلاة الروافض بل كأنهم من خلال دعواهم : " أن من الأئمة من يأتيه أعظم من جبرائيل " أرفع من مقام سيد ولد آدم الذي لا يأتيه سوى جبريل ، وما لنا نتكلف في الاستنباط وقد قالوها صراحة ، فقرروا بأن من ضرورات مذهبهم بأن لأئمتهم مقاماً لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل ، وهذا مذهب غلاة الروافض ، ولذلك لم يعد هناك فرق في موازينهم بين قول الأئمة وقول رسول الله وقول الله سبحانه .[/font]
ولذا قالوا : "يجوز لمن سمع حديثاً عن أبي عبد الله أن يرويه عن أبيه أو عن أحد أجداده ، بل يجوز أن يقول قال الله تعالى
وقالوا : بأن في رواياتهم ما يدل على أولويته – أي أولوية نسبة أقوال البشر إلى الله سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون .
]ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً أو قال أوحي إلى ...[[الأنعام :93] .
]فمن أظلم ممن افترى على الله كذباً ليضل الناس بغير علم [ [الأنعام : 44].
]فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً ... [ [البقرة 79].
بل قالوا :إن الأئمة تذهب إلى عرش الرحمن – تعالى الله عما يقولون – كل جمعه لتطوف به فتأخذ من العلم ما شاءت] انظر كيف يفترون على الله الكذب وكفى به إثماً مبيناً[ [النساء :50]
]وإنما يفتري الكذب الّذين لا يؤمنون بآيات الله[
( النحل : 105 ) .
ولكن ]ما ظن الّذين يفترون على الله الكذب يوم القيامة[ ( يونس : 60 ) .
]إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون[[يونس : 69].
إن أقوالهم في هذا الباب كثيرة ، لكن الغرض أن نبين أنهم يعدون الصحيفة السجادية كالقرآن ، بل إن هذه الصحيفة المزورة في جملتها على علي بن الحسين تحظى بهذا التقديس ، والتي لو كانت صحيحة النسبة لعلي بجملتها فلا يسوغ أن توضع بهذه المكانة .
ولكن قارن هذا الغلو والتعظيم لهذه الصحيفة الموضوعة في الجملة بذلك الركام المظلم والذي سود جملة من كتبهم، أعني تلك المحاولات اليائسة من هؤلاء الزنادقة للتعرض لكتاب الله سبحانه، وتعجب من هؤلاء القوم الّذين يكذبون بالحقائق المتواترات ويصدقون بالأكاذيب الواضحات ، مع أنهم في صحيفتهم المقدسة اختلفوا في قائل " حدثنا السيد الأجل " في صدر سند الصحيفة السجادية ، وأقروا باختلاف نسخها ولكن منطق التعصب والغلو يقول لا نشك في حرف فيها ، وهي وأمثالها كقول الله ورسوله !! .
ونقول لهم : لقد ختم الله سبحانه بمحمد r الرسالات ، وأكمل برسالته الدين ، وأتم النعمة ، وانقطع بموته الوحي ، وهذه أمور معلومة من الدين بالضرورة ، وهذه الدعاوى الخطيرة لكم تقوم على إنكار هذه المبادىء ، أو تنتهي بقائلها إلى ذلك ، وهذا بلا شك نقض لحقيقة شهادة أن محمداً رسول الله r ، وإذا كان هذا قولكم فلكم دينكم ولنا ديننا .
ولقد كانت أمثال هذه " الشذوذات " مذهب لطائفة مغمورة مقموعة منكرة غلاة في نظر كثير من فرق الشيع نفسها ، وقد نسب الإمام الأشعري هـذه " الشواذ من المقالات " إلى الصنف الخامس عشر من أصناف الغالية ، فهم الّذين يزعمون أن الأئمة ينسخون الشرائع،ويهبط عليهم الملائكة ، وتظهر عليهم الأعلام والمعجزات ، ويوحى إليهم "
[1] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=17#_ftnref1) ينظر منهاج السنة 6/306.
[2] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=17#_ftnref2) مناج السنة 6/306.
[3] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=17#_ftnref3) كدعوى بأنهم يعلمون ما يكون ، انظر ص (7-8).
[4] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=17#_ftnref4) انظر التوسل بالدعاء في الآل والغلو فيهم ص (260).
[5] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=17#_ftnref5) انظر دعوى أن الإمامة فيهم دون غيرهم ص (262.. الخ).
[6] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=17#_ftnref6) انظر الصحيفة السجادية ص(9) وما بعدها.
[7] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=17#_ftnref7) الذريعة 15/18
[8] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=17#_ftnref8) الذريعة 15/18، وانظر: معالم العلماء لشيخهم: بان شهر آشوب ص(125،131).
[9] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=17#_ftnref9) تُوفي من فترة قريبة.
[10] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=17#_ftnref10) التفسير الكاشف: 10/515.
[11] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=17#_ftnref11) الذريعة 13/353-354.
[12] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=17#_ftnref12) شرح الصحيفة للمرزا قاضي (انظر: الذريعة 13/355).
[13] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=17#_ftnref13) انظر: أصول الكافي 1/239،240، بحار الأنوار 26/44 وغيرها.
[14] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=17#_ftnref14) انظر: أصول الكافي 1/527-528، إكمال الدين/لابن بابويه القمي ص(301-304)، أعلام الورى / للطبرسي ص (152)، الاستنصار / للكراجي ص(18)، الاحتجاج/ للطبرسي 1/84-87.
[15] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=17#_ftnref15) إكمال الدين ص(263)
[16] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=17#_ftnref16) الاعتقادات ص ( 106 )
[17] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=17#_ftnref17) أصول الكافي 1/393 -394 .
[18] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=17#_ftnref18) بحار الأنوار 26/355 .
[19] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=17#_ftnref19) ونبرىء الإمام جعفر من هذا الإلحاد .
([20]) بحار الأنوار 26/358 ، بصائر الدرجات ص (63) ، وانظر تأكيدهم لهذا المعنى في روايات عدة في بحار الأنوار 26/53 وما بعدها الروايات ، رقم ( 110 ، 111 ، 112 ، 130 )
[21] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=17#_ftnref21) قال شيخ الإسلام ابن تيمية : الشيعة ثلاث درجات :
1. شرها الغالية : وهم اللذين يجعلون لعلي شيئاً من الألوهية أو يصفونه بالنبوة .
2. الدرجة الثانية : وهم الرافضة .
3. الدرجة الثالثة : المفضلة من الزيدية .
( ابن تيمية/ التسعينية ص ( 40 ) ، ضمن مجموع فتاوى شيخ الإسلام المجلد ( 5 ) ط كردستان 1329 هـ ) .
[22] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=17#_ftnref22) انظر : الفصول المهمة في أصول الأئمة ص ( 151 ) ، بحار الأنوار : 26 / 267 ، الحكومة الإسلامية ص ( 52 ) ، وانظر للتفصيل أصول مذهب الشيعة 2/ 613 وما بعدها .
[23] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=17#_ftnref23) قال القاضي عياض : " نقطع بتكفير غلاة الرافضة في قولهم : إن الأئمة أفضل من الأنبياء " ، الشفاء ص ( 1078 ) ، وانظر : أصول الدين للبغدادي ص ( 298 ) ، منهاج السنة 1/177 .
[24] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=17#_ftnref24) المازندراني / شرح جامع ( على الكافي ) 2/ 272 .
[25] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=17#_ftnref25) الموضوع نفسه من المصدر السابق .
[26] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=17#_ftnref26) انظر : أصول الكافي 1/ 254 ، بحار الأنوار : 26/ 88-89 ، بصائر الدرجات : ص ( 36 ) .
[27] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=17#_ftnref27) انظر : أصول مذهب الشيعة : 1/ 200 وما بعدها .
[28] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=17#_ftnref28) الذريعة : 15 /19 .
[29] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=17#_ftnref29) مقالات الإسلاميين 1/88 .
ميلاد صحف أخرى :
وكعادة الروافض في استمرار الكذب ، فقد قام جملة من شيوخهم بجمع أدعية أخرى ونسبتها لعلي بن الحسين وتسميتها بالصحيفة السجادية ، ولكي يفرقوا بين هذه الصحف والصحيفة الأولى وصفوا الصحيفة الأولى وصفوا الصحيفة الأم بـ"الصحيفة الكاملة " أو الأولى .[/font]
أم المحلقات بالصحيفة فهي كالتالي:
1. الصحيفة السجادية الثانية- من جمع الحر العاملي
2. الصحيفة السجادية الثالثة – من جمع التبريزي.
3. الصحيفة السجادية الرابعة – من جمع النوري.
4. الصحيفة السجادية الخامسة – من جمع الحسيني.
5. الصحيفة السجادية السادسة–من جمع المازندراني الحرائري من شيوخهم المعاصرين.
دلالة التسمية
أما تسميتهم لهذه الصحيفة بـ" زبور آل دواد" ، و " إنجيل آل محمد " فهو :
أولا : جزء من دعاوي عريضة لديهم ، بأن عند أئمتهم كل كتاب نزل من السماء ، وأنهم يقرأونها على اختلاف لغاتها، وعقد صاحب الكافي باباً في هذه الدعوى بعنوان ( باب إن الأئمة عندهم جميع الكتب التي نزلت من عند الله عز وجل، وأنهم يعرفونها على اختلاف لغاتها ) ، ومثله فعل صاحب البحار ، وحشدوا في ذلك أوهامهم التي أسندوها لآل بيت رسول الله وثانياً : فهذا يشي بالجذور العقدية للمذهب ، والتوجهات والانتماءات لأتباع هذا المذهب أما تسميتهم لها بـ " أخت القرآن فلما يزعمونه من أن أقوال أئمتهم كأقوال الله سبحانه – كما مر .
[1] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=17#_ftnref1) سموها بالسجادية نسبة للسجاد ، وهو لقب يطلقونه على علي بن الحسين – رحمه الله – لكثرة سجوده .
[2] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=17#_ftnref2) قالوا : بأنه جمع من أدعية السجاد ( علي بن الحسين) ما يقرب من الصحيفة سماه " أخت الصحيفة" [الذريعة: 15/20]،- وقال بعضهم: بل سبقه آخر إلى جمع آخر فيكون صحيفة " الثالثة" لا " الثانية" [ المصدر السابق 15/19]
[3] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=17#_ftnref3) انظر الذريعة : 15/19-21.
[4] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=17#_ftnref4) أصول الكافي 1/227 .
[5] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=17#_ftnref5) انظر ك بحار الأنوار 26/180 .
[6] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=17#_ftnref6) انظر : المصدرين السابقين ، والتفصيل في أصول مذهب الشيعة 2/606 .
[7] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=17#_ftnref7) انظر : تفصيل ذلك في أصول مذهب الشيعة 1/82 وما بعدها .