FreeMuslim
05-20-2008, 01:50 PM
فرقاء لبنان.. والدور القطري: هل انتهت الحقبة السعودية?!
http://www.alasr.ws/images/asr-spacer.gif
بقلم طارق ديلواني
لم يخف كثير من المتفائلين بحلحلة الوضع اللبناني، توجسهم من الدور القطري الذي طرأ بشكل مفاجئ على ملف الأزمة اللبنانية، وقد غاب عنها طوال الفترة الماضية.
مبعث القلق والتخوف لدى المتوجسين من الوساطة القطرية التي تعقد في الدوحة، نابع من تفاهمها بشكل كامل تقريبا مع التوجهات السورية، بدليل اتفاق قطر وسوريا منذ اللحظة الأولى لأحداث لبنان الأخيرة في الموقف السياسي المعلن، وفحواه أنها أحداث داخلية لا شان لأحد بها. وعلى هذا الأساس، ثمة من يعتقد أن سوريا ممثلة بقوة في لقاء الحوار في الدوحة من خلال قطر نفسها.
المراقبون يرون أن ثمة تفردا قطريا في التعامل مع القضية اللبنانية، بعد تحييد الدول العربية الكبرى، كمصر والسعودية، والتفرد هنا يعود لعدة أسباب، أهمها ما كشفت عنه مصادر لبنانية من اشتراط حزب الله عدم تدخل السعودية ومصر في أي حوار بين المعارضة والموالاة في لبنان، ردا على موقف البلدين خلال الأزمة.
السبب الآخر لتفرد قطر المفترض في إدارة دفة الحوار بين الفرقاء اللبنانيين، بحسب ما يعتقد كثيرون، هو نجاحها من خلال جامعة الدول العربية في اقتناص فرصة توجيه وفد وزاري عربي، والعودة سريعا بوقف لإطلاق النار، فاجأ الجميع، حتى الفرقاء أنفسهم، في الوقت الذي كانت فيه السعودية ومصر تتحدثان بلهجة لا تخلو من التهديد عن فكرة إرسال قوات عربية إلى بيروت.
قطر التي عودتنا دائما اللعب على المتناقضات ـ وهذه هو حال السياسة ـ قفزت فجأة على خط الأزمة اللبنانية في واحدة من محاولاتها المتعددة، لعب دور مهم في المنطقة، ترسيخا لمفهوم تحاول فرضه، وهي أنها دولة محورية لا تقل شأناً عن باقي الدول "الكبيرة".
لا يتوقع الكثير من حوار الفرقاء اللبنانيين في قطر، لكن على الأقل يمكن الحديث عن تهدئة أو هدنة طويلة بين الطرفين، تنهي حالة العصيان المدني للمعارضة وجو المناكفة السياسية بين الطرفين، وتخوض أكثر في أجواء الحوار.
وبعيدا عن القضايا التي تبحث في هذا الحوار، يبقى السؤال عن طبيعة الدور الذي ستلعبه قطر في الملف اللبناني، عمليا يبدو أن الدوحة لا تقف على الحياد ومنحازة بشكل واضح إلى جانب المعارضة، فهي ترتبط بعلاقات طيبة مع كل من سوريا وإيران وحزب الله وحماس، لكنها في المقابل، تربطها بالسعودية (التي تساند فريق الموالاة) علاقات متباينة ما بين توتر وتصالح.
محاولة الدوحة فرض نفسها في الملف اللبناني، بدأت منذ حرب تموز، حيث دخلت مع الرياض في سجال وملاسنات على المواقف، متذرعة بأن الأخيرة تريد إشاعة حالة من التبعية الخليجية لها، حتى إن دور الدوحة بات يتفوق في كثير من الأحيان على دور الرياض، وصوتها صار أعلى.
جاءت أزمة لبنان إذا، لتدفع بقطر نحو الصدارة، بموقفها الفريد خليجيا، والذي لا يماشي التيار السعودي، والطريف أن الدوحة التي تساند حزب الله وحماس، متهمة بعلاقاتها مع إسرائيل، وهي التهمة التي تستغلها الرياض دوما في حربها الكلامية مع الدوحة، التي حاولت مماحكة الرياض منذ حرب تموز من خلال الإشارة إلى موقف الرياض المدين لحزب الله واتهامه بخوض حرب عبثية مجانية!
الواقع يقول إن محور دول الاعتدال العربي على شفى الهاوية، وإن الدور السعودي في المنطقة سيأخذ إجازة مطولة، بانتظار ما ستفرز عنه صناديق الاقتراع في السباق نحو البيت الأبيض الأمريكي.
http://www.alasr.ws/images/asr-spacer.gif
بقلم طارق ديلواني
لم يخف كثير من المتفائلين بحلحلة الوضع اللبناني، توجسهم من الدور القطري الذي طرأ بشكل مفاجئ على ملف الأزمة اللبنانية، وقد غاب عنها طوال الفترة الماضية.
مبعث القلق والتخوف لدى المتوجسين من الوساطة القطرية التي تعقد في الدوحة، نابع من تفاهمها بشكل كامل تقريبا مع التوجهات السورية، بدليل اتفاق قطر وسوريا منذ اللحظة الأولى لأحداث لبنان الأخيرة في الموقف السياسي المعلن، وفحواه أنها أحداث داخلية لا شان لأحد بها. وعلى هذا الأساس، ثمة من يعتقد أن سوريا ممثلة بقوة في لقاء الحوار في الدوحة من خلال قطر نفسها.
المراقبون يرون أن ثمة تفردا قطريا في التعامل مع القضية اللبنانية، بعد تحييد الدول العربية الكبرى، كمصر والسعودية، والتفرد هنا يعود لعدة أسباب، أهمها ما كشفت عنه مصادر لبنانية من اشتراط حزب الله عدم تدخل السعودية ومصر في أي حوار بين المعارضة والموالاة في لبنان، ردا على موقف البلدين خلال الأزمة.
السبب الآخر لتفرد قطر المفترض في إدارة دفة الحوار بين الفرقاء اللبنانيين، بحسب ما يعتقد كثيرون، هو نجاحها من خلال جامعة الدول العربية في اقتناص فرصة توجيه وفد وزاري عربي، والعودة سريعا بوقف لإطلاق النار، فاجأ الجميع، حتى الفرقاء أنفسهم، في الوقت الذي كانت فيه السعودية ومصر تتحدثان بلهجة لا تخلو من التهديد عن فكرة إرسال قوات عربية إلى بيروت.
قطر التي عودتنا دائما اللعب على المتناقضات ـ وهذه هو حال السياسة ـ قفزت فجأة على خط الأزمة اللبنانية في واحدة من محاولاتها المتعددة، لعب دور مهم في المنطقة، ترسيخا لمفهوم تحاول فرضه، وهي أنها دولة محورية لا تقل شأناً عن باقي الدول "الكبيرة".
لا يتوقع الكثير من حوار الفرقاء اللبنانيين في قطر، لكن على الأقل يمكن الحديث عن تهدئة أو هدنة طويلة بين الطرفين، تنهي حالة العصيان المدني للمعارضة وجو المناكفة السياسية بين الطرفين، وتخوض أكثر في أجواء الحوار.
وبعيدا عن القضايا التي تبحث في هذا الحوار، يبقى السؤال عن طبيعة الدور الذي ستلعبه قطر في الملف اللبناني، عمليا يبدو أن الدوحة لا تقف على الحياد ومنحازة بشكل واضح إلى جانب المعارضة، فهي ترتبط بعلاقات طيبة مع كل من سوريا وإيران وحزب الله وحماس، لكنها في المقابل، تربطها بالسعودية (التي تساند فريق الموالاة) علاقات متباينة ما بين توتر وتصالح.
محاولة الدوحة فرض نفسها في الملف اللبناني، بدأت منذ حرب تموز، حيث دخلت مع الرياض في سجال وملاسنات على المواقف، متذرعة بأن الأخيرة تريد إشاعة حالة من التبعية الخليجية لها، حتى إن دور الدوحة بات يتفوق في كثير من الأحيان على دور الرياض، وصوتها صار أعلى.
جاءت أزمة لبنان إذا، لتدفع بقطر نحو الصدارة، بموقفها الفريد خليجيا، والذي لا يماشي التيار السعودي، والطريف أن الدوحة التي تساند حزب الله وحماس، متهمة بعلاقاتها مع إسرائيل، وهي التهمة التي تستغلها الرياض دوما في حربها الكلامية مع الدوحة، التي حاولت مماحكة الرياض منذ حرب تموز من خلال الإشارة إلى موقف الرياض المدين لحزب الله واتهامه بخوض حرب عبثية مجانية!
الواقع يقول إن محور دول الاعتدال العربي على شفى الهاوية، وإن الدور السعودي في المنطقة سيأخذ إجازة مطولة، بانتظار ما ستفرز عنه صناديق الاقتراع في السباق نحو البيت الأبيض الأمريكي.