مقاوم
05-12-2008, 07:08 AM
لبنان خرج منتصرا
جمال سلطان
القرار السريع لحزب الله بسحب مقاتليه من شوارع بيروت يقترب من إعلان الهزيمة، رغم أنه لم يواجه أي مقاومة تذكر وهو يجتاح بيروت بمقاتليه، وكل ما فعله موظفو الأمن في المؤسسات والمقرات الخاصة بالأحزاب السياسية والصحف ومحطات التليفزيون والبنوك وغيرها أن سلموا أماكنهم للجيش، لم يجد حزب الله أحدا يقاتله، ولم يجد معركة يتبجح بالنصر فيها.
ووجد نفسه في العراء لا يدري ماذا يفعل بشوارع بيروت، وانكشف الستار الأخلاقي الذي كان يظلله باسم المقاومة، ولأول مرة يجد حسن نصر الله نفسه في وضع المتهم بخداع اللبنانيين والعرب بأن مخازن السلاح والتدريبات وشبكات التجسس هي لمقاومة الإسرائيليين، لأنهم أصبحوا على حقيقة أن هذا السلاح كان معدا لاجتياح بيروت وبسط سيطرة الحزب على لبنان، لولا أن ردود الفعل كانت تمثل فضيحة أخلاقية لحزب الله ولداعميه.
كما أن "التهديدات" العنيفة التي وصلت دمشق من عواصم أوربية ومن واشنطن، أجبرت حزب الله على أن ينهي اللعبة سريعا، وقف حسن نصر الله لكي يعلن للعالم أن حكومة السنيورة أعلنت الحرب على المقاومة، وبالتالي فهو حرك كتائبه وجحافله لكي يدافع عن نفسه وعن المقاومة، ففوجئ العالم بعد ثلاثة أيام أنه لا توجد حتى كتيبة واحدة تدافع عن السنيورة أصلا أو تتصدى لجيش حزب الله.
وفوجئ العالم بأن السنيورة رجل يعمل كرجل دولة لا زعيم عصابة أو ميليشيا، رجل يعمل وفق دستور ودولة وقانون وقواعد وليس وفق بلطجة الشوارع، باختصار، فوجئ العالم بأن كلام حسن نصر الله عن إعلان السنيورة للحرب على المقاومة أشبه بنكتة سخيفة، ومن هنا كانت قرارات حسن نصر الله باجتياح بيروت وفرض سيطرة ميليشياته عليها أسوأ قرار اتخذه منذ نشأة الحزب، وأول هزيمة حقيقية تلحق به، على الأقل على المستوى الأخلاقي.
ويمكن القول بأن كلام السنيورة عن أن الواقعة الأخيرة أسقطت للأبد أي كلام عن شرعية سلاح المقاومة هو كلام صحيح تماما، لأنه لم يعد كلاما نظريا، وإنما هذا هو ما شاهده وشهده العالم كله خلال الأيام الثلاثة، شهد ميليشيات طائفية تجتاح عاصمة لبنان وتعيث فيها فسادا وتخريبا وتدميرا وحرقا لمقرات الصحف ومقرات التليفزيون ومقرات الأحزاب السياسية، ثم لم تعد تعرف بعد ذلك ماذا تعمل بالشارع، وما هي الخطوة التالية.
كما اكتشفت طهران أن اللعبة كانت تهورا غير محسوب العواقب، اللعبة لها أصول، ولو استمرت ميلشيات حسن نصر الله في شوارع بيروت أن تمددت خارجها، فإن بقاء بشار الأسد وحزبه وسلطانه في دمشق لن يتجاوز الشهر على أحسن الفروض.
أعلن حزب الله البدء في سحب قواته بعد أن استبان له وجه الهزيمة، هزيمته وهزيمة مشروعه، بسلاحه هو، لم يعد حسن نصر الله يستطيع أن يوهم اللبنانيين والعرب بأنه يعزز قواته ويحشد سلاحه ويطور قدراته من أجل إسرائيل، لأن العالم كله شاهد الآن أنه كان يطورها لاغتصاب السلطة في بيروت، وأن قوته كانت خصما من قوة لبنان واللبنانيين، يعزز قدراته من أجل أن يكون رجل لبنان القوي، ولضمان أن لا يمضي أي قرار في لبنان إلا بورقة مختومة من طهران، رغم مشاعر الذعر والألم التي ألمت باللبنانيين وبالعرب بعد هذه الفضيحة التي ارتكبها حسن نصر الله.
جمال سلطان
القرار السريع لحزب الله بسحب مقاتليه من شوارع بيروت يقترب من إعلان الهزيمة، رغم أنه لم يواجه أي مقاومة تذكر وهو يجتاح بيروت بمقاتليه، وكل ما فعله موظفو الأمن في المؤسسات والمقرات الخاصة بالأحزاب السياسية والصحف ومحطات التليفزيون والبنوك وغيرها أن سلموا أماكنهم للجيش، لم يجد حزب الله أحدا يقاتله، ولم يجد معركة يتبجح بالنصر فيها.
ووجد نفسه في العراء لا يدري ماذا يفعل بشوارع بيروت، وانكشف الستار الأخلاقي الذي كان يظلله باسم المقاومة، ولأول مرة يجد حسن نصر الله نفسه في وضع المتهم بخداع اللبنانيين والعرب بأن مخازن السلاح والتدريبات وشبكات التجسس هي لمقاومة الإسرائيليين، لأنهم أصبحوا على حقيقة أن هذا السلاح كان معدا لاجتياح بيروت وبسط سيطرة الحزب على لبنان، لولا أن ردود الفعل كانت تمثل فضيحة أخلاقية لحزب الله ولداعميه.
كما أن "التهديدات" العنيفة التي وصلت دمشق من عواصم أوربية ومن واشنطن، أجبرت حزب الله على أن ينهي اللعبة سريعا، وقف حسن نصر الله لكي يعلن للعالم أن حكومة السنيورة أعلنت الحرب على المقاومة، وبالتالي فهو حرك كتائبه وجحافله لكي يدافع عن نفسه وعن المقاومة، ففوجئ العالم بعد ثلاثة أيام أنه لا توجد حتى كتيبة واحدة تدافع عن السنيورة أصلا أو تتصدى لجيش حزب الله.
وفوجئ العالم بأن السنيورة رجل يعمل كرجل دولة لا زعيم عصابة أو ميليشيا، رجل يعمل وفق دستور ودولة وقانون وقواعد وليس وفق بلطجة الشوارع، باختصار، فوجئ العالم بأن كلام حسن نصر الله عن إعلان السنيورة للحرب على المقاومة أشبه بنكتة سخيفة، ومن هنا كانت قرارات حسن نصر الله باجتياح بيروت وفرض سيطرة ميليشياته عليها أسوأ قرار اتخذه منذ نشأة الحزب، وأول هزيمة حقيقية تلحق به، على الأقل على المستوى الأخلاقي.
ويمكن القول بأن كلام السنيورة عن أن الواقعة الأخيرة أسقطت للأبد أي كلام عن شرعية سلاح المقاومة هو كلام صحيح تماما، لأنه لم يعد كلاما نظريا، وإنما هذا هو ما شاهده وشهده العالم كله خلال الأيام الثلاثة، شهد ميليشيات طائفية تجتاح عاصمة لبنان وتعيث فيها فسادا وتخريبا وتدميرا وحرقا لمقرات الصحف ومقرات التليفزيون ومقرات الأحزاب السياسية، ثم لم تعد تعرف بعد ذلك ماذا تعمل بالشارع، وما هي الخطوة التالية.
كما اكتشفت طهران أن اللعبة كانت تهورا غير محسوب العواقب، اللعبة لها أصول، ولو استمرت ميلشيات حسن نصر الله في شوارع بيروت أن تمددت خارجها، فإن بقاء بشار الأسد وحزبه وسلطانه في دمشق لن يتجاوز الشهر على أحسن الفروض.
أعلن حزب الله البدء في سحب قواته بعد أن استبان له وجه الهزيمة، هزيمته وهزيمة مشروعه، بسلاحه هو، لم يعد حسن نصر الله يستطيع أن يوهم اللبنانيين والعرب بأنه يعزز قواته ويحشد سلاحه ويطور قدراته من أجل إسرائيل، لأن العالم كله شاهد الآن أنه كان يطورها لاغتصاب السلطة في بيروت، وأن قوته كانت خصما من قوة لبنان واللبنانيين، يعزز قدراته من أجل أن يكون رجل لبنان القوي، ولضمان أن لا يمضي أي قرار في لبنان إلا بورقة مختومة من طهران، رغم مشاعر الذعر والألم التي ألمت باللبنانيين وبالعرب بعد هذه الفضيحة التي ارتكبها حسن نصر الله.