FreeMuslim
05-11-2008, 11:19 AM
نصر الله يهزم نصر الله في شوارع بيروت
10-5-2008
http://www.alasr.ws/images/asr-spacer.gif
بقلم الطاهر إبراهيم (http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.authors&authorsID=564)
عندما كنت أتابع على القنوات الفضائية إطلالات "حسن نصر الله"، في زيه المعروف، يرتدي العباءة، وفوق رأسه عمامة يخرج من مقدمتها خصلات من شعر رأسه، كنت أقول: إن العباءة تخفي داخلها شخصية استبدادية، لو أتيحت لها ظروف، لفعل في الشعب اللبناني ما لم يفعله أي انقلابي من العسكر الذين حكموا شعوبهم بالحديد والنار. لكني كنت أراجع نفسي وأقول لها: ينبغي أن لا نظلم الرجل الذي يقاتل يهود، وهو بين أفراد طائفته كأنه واحد منهم.
للأمانة، كان يظهر أن التوفيق يصاحب الرجل يوم كان يقاتل إسرائيل في جنوب لبنان المحتل. وقد تتوج ذلك القتال يوم انسحب اليهود هاربين تاركين الجنوب اللبناني للبنانيون يقيمون فيه احتفالاتهم بالنصر. وقد كنت أعتقد أن مهمة المقاومة انتهت بتحرير الجنوب اللبناني. ويوم أن قال "نصر الله": إن هناك أرضا لبنانية في الجنوب ما تزال يحتلها اليهود وهي "مزارع شبعا". وقالت إسرائيل: إن المزارع أرض سورية تم احتلالها في حرب حزيران عام 1967. وعندما سئل النظام السوري عن هذه المزارع "مغمغ"، فلم ينف ولم يثبت.
عندها عرفت أن "نصر الله" يريد من "مزارع شبعا" أن تكون مسمار "جحا" في علاقته الشائكة مع باقي اللبنانيين، فلا يريد أن تنتهي مفاعيل المقاومة، وإن "المزارع" تغطي له ذلك. واستدركت على نفسي فقلت لها: إن بعض الظن إثم، ولا ينبغي أن نشك بالرجل، والمقاومة إن لم تنفع فإنها لا تضر، ولكني كنت مخطئا، ولم يتبين لي الخطأ إلا بعد حين.
تدحرجت الأحداث بعد اغتيال الرئيس الشهيد "رفيق الحريري"، ورأيت "حسن نصر الله" يمسك العصا من وسطها. فقد دان بشدة اغتيال الحريري، لكنه رفض أن يسلم بإقالة الضباط الأربعة قبل أن تثبت إدانتهم، لأن الإقالة سوف تؤثر سلبا عليهم وعلى أسرهم، ولمّا تثبت إدانتهم بعْد.
كانت وجهة نظره هذه فيها بعض الوجاهة، لكنها لم تكن مقنعة. إذ هؤلاء الأربعة هم مسئولون عن الأمن في بيروت، فكيف تحدث جريمة اغتيال بهذه الضخامة تحت سمعهم وبصرهم، وهم لا يدرون عمن خطط ونفذ؟ إذن القضية فيها "إنّ"!
تفاعلت متعلقات جريمة اغتيال الحريري. ورأينا "نصر الله" بدأ يقف منها موقفا يجعل المراقب غير مرتاح لموقفه. ودخلت الأمم المتحدة على خط التحقيق في قضية الاغتيال، وبدأت مواقف"نصر الله" لها ظاهر وباطن، وتثير الشكوك على الأقل. وجاءت استقالة وزرائه من الحكومة لتقطع "قول كل خطيب". عندها بدأت الشكوك تنتابني، "ولعب الفأر في عبي". وجاء احتلاله الساحات في وسط بيروت ليضع نقطا كثيرة على حروف كانت لها أكثر من قراءة، عندما لم تكن منقوطة.
وهكذا فقد اكتملت في ذهني صورة لنصر الله غير الصورة النمطية التي رسمها لنفسه أثناء مقاومة اليهود في جنوب لبنان. وكثرت إطلالاته على شاشات المنار العملاقة في الساحات. وبدأ الرجل يدير معركته بروح القرصان الذي يريد أن يستولي على سفينة لبنان كله، ومن لا يوافقه على آرائه فهو عميل لواشنطن يعمل لها بالأجرة.
شيء واحد لم أكن قد كونت عنه فكرة بعد، موقفه من الرأي الآخر. فقد كان يستمع ويحاور، ولا يظهر عليه أنه يضيق ذرعا برأي مخالفه علنا. وجاءت كلمته عصر يوم الخميس 8 أيلول الجاري، ليهدم فيها كل ما كان يحيط به نفسه ويرسمها له أنصاره من هالة. فبعد أن كان "وليد جنبلاط" عنده هو "وليد بك"، إذا به يصفه بأنه كذاب وحرامي. وبعد أن كان يرفض الاعتداء على الممتلكات، إذا به يطلب من أنصاره احتلالَ ممتلكات آل الحريري (تلفزيون المستقبل وإذاعة الشرق وجريدة المستقبل) ، وحرقَها.
يتساءل المراقب من غير اللبنانيين: هل هذا هو "حسن نصر الله" الذي كان يقاتل يهود؟ أم أن "نصر الله" في ذلك الوقت كان مختبئا في عباءة وتحت عمامة، يخطط لمثل هذا اليوم، ليحتل بيروت وليقول بالفم الملآن: هذا نحن ومن لا يعجبه فليشرب من ماء البحر! ربما يكون "نصر الله" قد ربح معركة المواجهة ضد اللبنانيين، لكنه بالتأكيد لقد خسر اللبنانيين، وسقط في أعين المسلمين في العالم الإسلامي، وهزم نفسه في شوارع بيروت.
10-5-2008
http://www.alasr.ws/images/asr-spacer.gif
بقلم الطاهر إبراهيم (http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.authors&authorsID=564)
عندما كنت أتابع على القنوات الفضائية إطلالات "حسن نصر الله"، في زيه المعروف، يرتدي العباءة، وفوق رأسه عمامة يخرج من مقدمتها خصلات من شعر رأسه، كنت أقول: إن العباءة تخفي داخلها شخصية استبدادية، لو أتيحت لها ظروف، لفعل في الشعب اللبناني ما لم يفعله أي انقلابي من العسكر الذين حكموا شعوبهم بالحديد والنار. لكني كنت أراجع نفسي وأقول لها: ينبغي أن لا نظلم الرجل الذي يقاتل يهود، وهو بين أفراد طائفته كأنه واحد منهم.
للأمانة، كان يظهر أن التوفيق يصاحب الرجل يوم كان يقاتل إسرائيل في جنوب لبنان المحتل. وقد تتوج ذلك القتال يوم انسحب اليهود هاربين تاركين الجنوب اللبناني للبنانيون يقيمون فيه احتفالاتهم بالنصر. وقد كنت أعتقد أن مهمة المقاومة انتهت بتحرير الجنوب اللبناني. ويوم أن قال "نصر الله": إن هناك أرضا لبنانية في الجنوب ما تزال يحتلها اليهود وهي "مزارع شبعا". وقالت إسرائيل: إن المزارع أرض سورية تم احتلالها في حرب حزيران عام 1967. وعندما سئل النظام السوري عن هذه المزارع "مغمغ"، فلم ينف ولم يثبت.
عندها عرفت أن "نصر الله" يريد من "مزارع شبعا" أن تكون مسمار "جحا" في علاقته الشائكة مع باقي اللبنانيين، فلا يريد أن تنتهي مفاعيل المقاومة، وإن "المزارع" تغطي له ذلك. واستدركت على نفسي فقلت لها: إن بعض الظن إثم، ولا ينبغي أن نشك بالرجل، والمقاومة إن لم تنفع فإنها لا تضر، ولكني كنت مخطئا، ولم يتبين لي الخطأ إلا بعد حين.
تدحرجت الأحداث بعد اغتيال الرئيس الشهيد "رفيق الحريري"، ورأيت "حسن نصر الله" يمسك العصا من وسطها. فقد دان بشدة اغتيال الحريري، لكنه رفض أن يسلم بإقالة الضباط الأربعة قبل أن تثبت إدانتهم، لأن الإقالة سوف تؤثر سلبا عليهم وعلى أسرهم، ولمّا تثبت إدانتهم بعْد.
كانت وجهة نظره هذه فيها بعض الوجاهة، لكنها لم تكن مقنعة. إذ هؤلاء الأربعة هم مسئولون عن الأمن في بيروت، فكيف تحدث جريمة اغتيال بهذه الضخامة تحت سمعهم وبصرهم، وهم لا يدرون عمن خطط ونفذ؟ إذن القضية فيها "إنّ"!
تفاعلت متعلقات جريمة اغتيال الحريري. ورأينا "نصر الله" بدأ يقف منها موقفا يجعل المراقب غير مرتاح لموقفه. ودخلت الأمم المتحدة على خط التحقيق في قضية الاغتيال، وبدأت مواقف"نصر الله" لها ظاهر وباطن، وتثير الشكوك على الأقل. وجاءت استقالة وزرائه من الحكومة لتقطع "قول كل خطيب". عندها بدأت الشكوك تنتابني، "ولعب الفأر في عبي". وجاء احتلاله الساحات في وسط بيروت ليضع نقطا كثيرة على حروف كانت لها أكثر من قراءة، عندما لم تكن منقوطة.
وهكذا فقد اكتملت في ذهني صورة لنصر الله غير الصورة النمطية التي رسمها لنفسه أثناء مقاومة اليهود في جنوب لبنان. وكثرت إطلالاته على شاشات المنار العملاقة في الساحات. وبدأ الرجل يدير معركته بروح القرصان الذي يريد أن يستولي على سفينة لبنان كله، ومن لا يوافقه على آرائه فهو عميل لواشنطن يعمل لها بالأجرة.
شيء واحد لم أكن قد كونت عنه فكرة بعد، موقفه من الرأي الآخر. فقد كان يستمع ويحاور، ولا يظهر عليه أنه يضيق ذرعا برأي مخالفه علنا. وجاءت كلمته عصر يوم الخميس 8 أيلول الجاري، ليهدم فيها كل ما كان يحيط به نفسه ويرسمها له أنصاره من هالة. فبعد أن كان "وليد جنبلاط" عنده هو "وليد بك"، إذا به يصفه بأنه كذاب وحرامي. وبعد أن كان يرفض الاعتداء على الممتلكات، إذا به يطلب من أنصاره احتلالَ ممتلكات آل الحريري (تلفزيون المستقبل وإذاعة الشرق وجريدة المستقبل) ، وحرقَها.
يتساءل المراقب من غير اللبنانيين: هل هذا هو "حسن نصر الله" الذي كان يقاتل يهود؟ أم أن "نصر الله" في ذلك الوقت كان مختبئا في عباءة وتحت عمامة، يخطط لمثل هذا اليوم، ليحتل بيروت وليقول بالفم الملآن: هذا نحن ومن لا يعجبه فليشرب من ماء البحر! ربما يكون "نصر الله" قد ربح معركة المواجهة ضد اللبنانيين، لكنه بالتأكيد لقد خسر اللبنانيين، وسقط في أعين المسلمين في العالم الإسلامي، وهزم نفسه في شوارع بيروت.