عزام
05-02-2008, 06:42 PM
السلام عليكم
هذا مقال قديم كنت قد كتبته في مجموعة نادي صناع الحياة طرابلس. ارجو ان يحوز على اعجابكم.
عزام
1- موضوع قدرة الرجل على التعدد عاطفيا محسوم فقد مورس التعدد العادل على نطاق واسع في عصور الاسلام .. بينما لم تنجح أي امراة حتى في المجتمعات المنحلة ان تعدد عاطفيا.. ان تكون لشخصين معا في الوقت نفسه..
2- قبل ان ابدأ بموضوع التعدد دعوني اعطيكم فكرة عامة عن نظرتي لاصلاح المجتمع الاسلامي.. برأيي ان كل مشاكلنا اساسها واحد وهو غياب الشخصية الاسلامية.. نحن كافراد لا نفهم الاسلام جيدا وبحاجة الى قدر من التوعية.. وبدون هذه التوعية فكل تشريعات الاسلام العظيمة لن تنفعنا.. يعني كي اقرب الرؤية اليكم.. نكون كمن معه فيراري وهو لا يعرف كيف يقودها.. مثلا عقوبة قطع اليد تمنع السرقة.. ولكن ما النفع ان تطبق على الفقراء لا على الاشراف كما يحدث في بعض الدول الاسلامية؟؟ انا افضل الا يطبق القانون الاسلامي على ان يطبق مشوها.. لأن تطبيقه مشوها سيزلزل عقيدة الناس المتزلزلة اصلا تحت وقع الغزو الثقافي الغربي.. تذكرون مثلا ان الاسلاميين في لبنان رفضوا تطبيق قانون الاعدام مع انه من صلب الشريعة.. ذلك انهم فطنوا الى انه سيطبق على المسلم فقط.. السني على وجه الخصوص.. لأن المسيحي عنده بطرك يحميه .. اما نحن "فلا بابا ولا ماما عندنا" كما قال المرحوم الشيخ سعيد شعبان..
3- يا ترى قبل تثقيف المجتمع واعادة زرع بذور الاسلام فيه.. هل سيأتي التعدد بثمار ايجابية؟؟ انا اشك.. دعونا نقوم بجولة على المتعددين قبلا.. دعونا نتذكر ما قاله احد العلماء عن الاغاني .. قال ان تردادها يساهم بتسخيف العقل الانساني.. دعونا نأخذ مثال اغنية "بدي جيب عليكي ضرة".. ونرى كيف تساهم بتركيز الفكر الخاطىء عن التعدد في عقل المجتمع.. بداية الاغنية هي هكذا "بدي جيب عليكي ضرة.. العيشة معكي صارت مرة.. بدي جدد شبابي.. واتجوز تاني مرة وتات مرة ورابع مرة.."
4- "بدي جيب عليكي ضرة".. او اريد ان اتزوج عليكي.. يا ترى لماذا هذا التعبير المؤذي؟؟ لماذا نعتبر الزواج الثاني هو فعل يمارس ضد الزوجة الاولى؟؟ لماذا يشعر الرجل زوجته اذا تزوج مرة اخرى انها قصرت في حقه؟؟ وانها امرأة ناقصة.. صحيح ان الغيرة كانت معروفة منذ زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم.. ولكن لم يكن هناك شعور بالانتقاص.. عندما كان الصحابي يتزوج مرة اخرى لم يكن يشعر زوجته الاولى بأنها ناقصة او عاجزة ولم تكن هي تشعر بذلك... كانت تظل امراة موفورة الكرامة.. تمشي امام الناس ورأسها مرفوع.. اما اليوم فعار ان تكون المرأة زوجة اولى.. تحتار اين تضع وجهها امام الناس.. وتتمنى لو ان الارض ابتلعتها وكانت نسيا منسيا.. والسبب هو المجتمع والرجل المعدد نفسه..
5- "العيشة معكي صارت مرة" يعني هو تزوج فقط لأن هناك مشاكل مع زوجته.. طيب اخي الكريم.. عندك مشكلة مع زوجتك.. لماذا لا تحلها؟؟ تفهم ما السبب؟؟ يعني هل هو حل ان تهرب الى الامام؟؟ تترك مشكلتك كما هي مع زوجتك.. وتتزوج اخرى؟؟ سيقول لك الزوج يا اخي انها لا تفهم.. لا تريد ان تتغير.. طيب تغير انت.. طنش.. عاملها على قدر عقلها.. تريد ان تتزوج مرة اخرى هذا حقك.. لكن حل مشكلتك مع زوجك اولا.. فلعلكما ان اتفقتما لن تحتاج لتتزوج مرة اخرى.. وهل الزواج الثاني نزهة؟؟ وماذا عن تبعاته؟؟ ام انك تنوي ان تهجر الاولى كي تتفرغ للثانية مخالفا اوامر ربك بالعدل؟ وما ادراك انك لن تقع في مشاكل مع الزوجة الثانية؟؟ فماذا ستفعل؟؟ تتزوج مرة ثالثة ورابعة كما يقول المقطع الرابع من الاغنية؟؟
6- اذن لم يعد التعدد فعل ممارسا ضد الزوجة الاولى فحسب بل عملا انتقاميا منها.. واذا بحثت عن الاسباب فقد تجد ان الزوج يتهمها بالنشوز.. وقد يضربها .. يعني تناسى كل الآيات والاحاديث التي تنص على وجوب معاملة الزوجة بطريقة حسنة وتذكر فقط ما يناسبه: التعدد، الطلاق، النشور، الضرب.. واذا فتشت عن هذا "النشوز" الذي يدعيه لربما رأيته مغلوطا.. فقد ترفض الزوجة ان يقاربها بطريقة حرمها الشرع..فيتهمها بالنشوز ومنعه عن حقه الشرعي.. او قد ترفض ان تذهب معه الى سهرة ماجنة فيتهمها بالنشوز.. يعني ليس فهما مجتزءا للدين فحسب (اغفال حقوق المراة وتذكر واجباتها فقط..) لا بل ومشوه ايضا (اعتبار ان حقوق الزوج على المراة اهم من حقوق رب العالمين في مخالفة صريحة لقاعدة "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق")
7- ولا نريد ان نضع كامل الحق على الزوج... فالزوجة الاولى قد تكون مسؤولة في بعض الاحيان عبر تغافلها عن الاوامر الشرعية التي فرضها الله عليها.. فطاعة الزوج وتلبية احتياجاته العاطفية ليست موضوع مساومة او عناد.. بل هي اوامر صريحة مفروضة كفرض الصلاة.. فمالنا نرى النساء تتهاون فيها وكأنها امور ثانوية مستحبة فقط.. الا تدري انها هكذا تضر نفسها قبل غيرها.. فإن لم يتزوج عليها فترت محبته لها وطنش وعاملها على قدر عقلها.. فهل هذا ما تريده هي؟؟ ان يعيش معها بدافع الرحمة؟؟ او من اجل الاولاد؟؟ الم يكن الافضل لها ان يعيش معها بالمودة وبالرحمة معا؟؟ وما سبب كل هذا؟؟ قضية سخيفة اسمها الكرامة.. لم لا تعرف المراة انه لا يوجد شيء اسمه كرامه بين الرجل وزوجته.. وكما يقول الداعية وجدي غنيم متحدثا عن المراة "قال ايه شخط في؟؟ طيب ميشخط فيكي.. ان ما شخط فيكي حيشخط بمين يعني؟؟ ببنت الجيران.." انا لا اقول ان عليها ان تتقبل ان يعاملها بقسوة.. لكن لتصبر عليه.. بدلا من ان تستفزه.. او تحاول ان تعاقبه بمنعه من حقه.. وكانه اصبح هو الناشز و هي المؤدبة.. غالبا سيعتذر منها ان صبرت عليه.. "كوني له امة يكن لك عبدا".. وعندما يصفو الجو كلميه بهدوء وقولي له بحنان "انا لا احب ان تعاملني هكذا..".. اما ان تأخذ موقف التهديد والابتزاز والند للند.. فهذا لن يزيد الامور الا اشتعالا... لماذا تنسى المراة حق الزوج عليها؟؟ لماذا تقبل ان يصرخ فيها ابوها ثم تقبل يده وتعتذر هي.. فاذا قام الزوج بنفس الامر.. رغت وازبدت وفارقت البيت وهجرت المضجع؟؟ اين فرق الدين بين حق الزوج وحق الاب؟؟ اليسوا اولياء عليها؟؟ ثم لتتذكر ان طاعة الزوج هو فرض الهي يثيبها الله عليه.. وليس فرضا عليها من زوجها..
8- اما العبارة الثالثة "بدي جدد شبابي" فهي تشير الى الآفة الكبرى والاهم في طرح التعدد كحل للعنوسة.. ان معظم حالات التعدد التي تجري لا ينظر فيها الى حاجة المجتمع.. ولا يقنعنا احدهم انه تزوج من اجل حل مشاكل المجتمع.. هناك الف طريقة والف مشكلة يعاني منها المجتمع دون ان يبالي هذا المعدد بالقاء نظرة عليها.. انا لا اغفل ان هناك رجالا يتزوجون بالفعل من منطلق واجب فرض كفائي ولكن اقول هم قلة.. اما الاكثرية فتتذرع بهذا الامر كي تنال حظا من المتعة.. وهذا ليس حراما .. فليتزوج من اجل المتعة ومن اجل الحب ومن اجل مزيد من العناية.. ولكن لا يدعي ما لا ينويه... معظم المعددون يتزوجون في سن الاربعين وما فوق.. لتجديد الشباب كما تقول الاغنية... وهذا ليس محرما اذا اعطى كل ذي حق حقه.. ولكن با ترى هل يختار هذا المعدد المجدد عانسا او ارملة؟؟ هل يضع امامه حل مشاكل المجتمع حينما يتزوج؟؟ ان كان هذا هو دافعه فأنا اصنفه من باب الجهاد.. لأن الزواج الاول صعب في هذه الايام فكيف يمن بختار حمل مسؤولية اسرتين؟؟ يستحق ان نرفع له القبعة.. لكن هذا المجدد لشبابه يختار عمليا في معظم الاحيان فتاة في سن ابنته يدفئ عظامه بها كما يقولون.. فهل يقع هذا من ضمن تقديم حلول للمجتمع؟؟ ام هو زيادة في همومه..
9- تحدثنا عن ظلم الزوجة الاولى.. ولكننا نغفل في معظم الاحيان ان الظلم يلحق بالزوجة الثانية ايضا.. فهذا الرجل الخمسيني الذي اخذ صبية في عمر الورود سيضعها على اكف الراحة في السنوات الاولى ولكن مع مرور الوقت وتقدمه في السن.. يزهد الرجل في الجنس.. وتصبح هذه الزوجة الشابة عبئا عليه لا يستطيع تلبية رغباته.. كما يحن الى البيت الاول والى "ام الاولاد" أي الزوجة الاولى.. خاصة مع تأليب ابنائها له ضد زوجة ابيهم.. فيترك الزوجة الجديدة بلا معيل ولا نفقة.. وهذا يحدث كثيرا على فكرة..
10- والزوجة الثانية ليست ضحية دائما.. (ما زلنا في حالة الزوج الكبير والفتاة الصغيرة) بل هي قد تفطن ان حظوتها سنين معدودة فتمارس احقر الوسائل كي تغوي زوجها وتقنعه بحرمان اولاده من حقهم بماله وحنانه.. وتتخذ من رغبة زوجها فيها عامل ابتزاز فتحول علاقة الزواج المباركة من الله الى زواج شكلي ودعارة فعلية.. "المال مقابل الجنس".. حتى اذا اخذت الغالي والرخيض.. زهدت بزوجها و خلعت نفسها منه باحثة عن ضحية اخرى او شابا بعمرها تستمتع معه بمال الزوج السابق.. وهذا على فكرة ليس فيلما مصريا بل هو واقع معاش .. وطبعا هذه المراة لا تفطن الى هذه الطريق الملتوية بفطرتها بل يساهم اهلها انفسهم ببيعها بهذه الطريقة .. وكأننا امام صفقة تجارية..
11- نعم التعدد حل حقيقي لمشاكل المجتمع .. ولكن التخلية مقدمة على التحلية.. فقبل ان ننفض غبار الجاهلية و قبل ان نتخلص من ربقة قيود الغزو الثقافي الغربي.. فأخشى ان تتحول دعوة كهذه الى كلمة حق اريد بها باطل. الى عذر يستعمله متبعي الهوى لتبرير ظلمهم.. على كل حال نحن مع التعدد طبعا لكن فرق كبير بين ان يطرح الموضوع من زاوية شخصية على رجل مسلم ملتزم يعرف كيف يتقي الله.. وبين ان يطرح الموضوع على العامة كحل اسلامي لمشكلة اجتماعية.. وفي الختام اعتقد ان كل رجل فينا يحب ان يعدد.. ولكن عند ساعة القرار يكتشف ان هذا القرار هو جهاد اكثر من كونه متعة اضافية.. هذا ما سيكتشفه أي رجل ملتزم آخر من الطبقة المتوسطة ..
هذا مقال قديم كنت قد كتبته في مجموعة نادي صناع الحياة طرابلس. ارجو ان يحوز على اعجابكم.
عزام
1- موضوع قدرة الرجل على التعدد عاطفيا محسوم فقد مورس التعدد العادل على نطاق واسع في عصور الاسلام .. بينما لم تنجح أي امراة حتى في المجتمعات المنحلة ان تعدد عاطفيا.. ان تكون لشخصين معا في الوقت نفسه..
2- قبل ان ابدأ بموضوع التعدد دعوني اعطيكم فكرة عامة عن نظرتي لاصلاح المجتمع الاسلامي.. برأيي ان كل مشاكلنا اساسها واحد وهو غياب الشخصية الاسلامية.. نحن كافراد لا نفهم الاسلام جيدا وبحاجة الى قدر من التوعية.. وبدون هذه التوعية فكل تشريعات الاسلام العظيمة لن تنفعنا.. يعني كي اقرب الرؤية اليكم.. نكون كمن معه فيراري وهو لا يعرف كيف يقودها.. مثلا عقوبة قطع اليد تمنع السرقة.. ولكن ما النفع ان تطبق على الفقراء لا على الاشراف كما يحدث في بعض الدول الاسلامية؟؟ انا افضل الا يطبق القانون الاسلامي على ان يطبق مشوها.. لأن تطبيقه مشوها سيزلزل عقيدة الناس المتزلزلة اصلا تحت وقع الغزو الثقافي الغربي.. تذكرون مثلا ان الاسلاميين في لبنان رفضوا تطبيق قانون الاعدام مع انه من صلب الشريعة.. ذلك انهم فطنوا الى انه سيطبق على المسلم فقط.. السني على وجه الخصوص.. لأن المسيحي عنده بطرك يحميه .. اما نحن "فلا بابا ولا ماما عندنا" كما قال المرحوم الشيخ سعيد شعبان..
3- يا ترى قبل تثقيف المجتمع واعادة زرع بذور الاسلام فيه.. هل سيأتي التعدد بثمار ايجابية؟؟ انا اشك.. دعونا نقوم بجولة على المتعددين قبلا.. دعونا نتذكر ما قاله احد العلماء عن الاغاني .. قال ان تردادها يساهم بتسخيف العقل الانساني.. دعونا نأخذ مثال اغنية "بدي جيب عليكي ضرة".. ونرى كيف تساهم بتركيز الفكر الخاطىء عن التعدد في عقل المجتمع.. بداية الاغنية هي هكذا "بدي جيب عليكي ضرة.. العيشة معكي صارت مرة.. بدي جدد شبابي.. واتجوز تاني مرة وتات مرة ورابع مرة.."
4- "بدي جيب عليكي ضرة".. او اريد ان اتزوج عليكي.. يا ترى لماذا هذا التعبير المؤذي؟؟ لماذا نعتبر الزواج الثاني هو فعل يمارس ضد الزوجة الاولى؟؟ لماذا يشعر الرجل زوجته اذا تزوج مرة اخرى انها قصرت في حقه؟؟ وانها امرأة ناقصة.. صحيح ان الغيرة كانت معروفة منذ زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم.. ولكن لم يكن هناك شعور بالانتقاص.. عندما كان الصحابي يتزوج مرة اخرى لم يكن يشعر زوجته الاولى بأنها ناقصة او عاجزة ولم تكن هي تشعر بذلك... كانت تظل امراة موفورة الكرامة.. تمشي امام الناس ورأسها مرفوع.. اما اليوم فعار ان تكون المرأة زوجة اولى.. تحتار اين تضع وجهها امام الناس.. وتتمنى لو ان الارض ابتلعتها وكانت نسيا منسيا.. والسبب هو المجتمع والرجل المعدد نفسه..
5- "العيشة معكي صارت مرة" يعني هو تزوج فقط لأن هناك مشاكل مع زوجته.. طيب اخي الكريم.. عندك مشكلة مع زوجتك.. لماذا لا تحلها؟؟ تفهم ما السبب؟؟ يعني هل هو حل ان تهرب الى الامام؟؟ تترك مشكلتك كما هي مع زوجتك.. وتتزوج اخرى؟؟ سيقول لك الزوج يا اخي انها لا تفهم.. لا تريد ان تتغير.. طيب تغير انت.. طنش.. عاملها على قدر عقلها.. تريد ان تتزوج مرة اخرى هذا حقك.. لكن حل مشكلتك مع زوجك اولا.. فلعلكما ان اتفقتما لن تحتاج لتتزوج مرة اخرى.. وهل الزواج الثاني نزهة؟؟ وماذا عن تبعاته؟؟ ام انك تنوي ان تهجر الاولى كي تتفرغ للثانية مخالفا اوامر ربك بالعدل؟ وما ادراك انك لن تقع في مشاكل مع الزوجة الثانية؟؟ فماذا ستفعل؟؟ تتزوج مرة ثالثة ورابعة كما يقول المقطع الرابع من الاغنية؟؟
6- اذن لم يعد التعدد فعل ممارسا ضد الزوجة الاولى فحسب بل عملا انتقاميا منها.. واذا بحثت عن الاسباب فقد تجد ان الزوج يتهمها بالنشوز.. وقد يضربها .. يعني تناسى كل الآيات والاحاديث التي تنص على وجوب معاملة الزوجة بطريقة حسنة وتذكر فقط ما يناسبه: التعدد، الطلاق، النشور، الضرب.. واذا فتشت عن هذا "النشوز" الذي يدعيه لربما رأيته مغلوطا.. فقد ترفض الزوجة ان يقاربها بطريقة حرمها الشرع..فيتهمها بالنشوز ومنعه عن حقه الشرعي.. او قد ترفض ان تذهب معه الى سهرة ماجنة فيتهمها بالنشوز.. يعني ليس فهما مجتزءا للدين فحسب (اغفال حقوق المراة وتذكر واجباتها فقط..) لا بل ومشوه ايضا (اعتبار ان حقوق الزوج على المراة اهم من حقوق رب العالمين في مخالفة صريحة لقاعدة "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق")
7- ولا نريد ان نضع كامل الحق على الزوج... فالزوجة الاولى قد تكون مسؤولة في بعض الاحيان عبر تغافلها عن الاوامر الشرعية التي فرضها الله عليها.. فطاعة الزوج وتلبية احتياجاته العاطفية ليست موضوع مساومة او عناد.. بل هي اوامر صريحة مفروضة كفرض الصلاة.. فمالنا نرى النساء تتهاون فيها وكأنها امور ثانوية مستحبة فقط.. الا تدري انها هكذا تضر نفسها قبل غيرها.. فإن لم يتزوج عليها فترت محبته لها وطنش وعاملها على قدر عقلها.. فهل هذا ما تريده هي؟؟ ان يعيش معها بدافع الرحمة؟؟ او من اجل الاولاد؟؟ الم يكن الافضل لها ان يعيش معها بالمودة وبالرحمة معا؟؟ وما سبب كل هذا؟؟ قضية سخيفة اسمها الكرامة.. لم لا تعرف المراة انه لا يوجد شيء اسمه كرامه بين الرجل وزوجته.. وكما يقول الداعية وجدي غنيم متحدثا عن المراة "قال ايه شخط في؟؟ طيب ميشخط فيكي.. ان ما شخط فيكي حيشخط بمين يعني؟؟ ببنت الجيران.." انا لا اقول ان عليها ان تتقبل ان يعاملها بقسوة.. لكن لتصبر عليه.. بدلا من ان تستفزه.. او تحاول ان تعاقبه بمنعه من حقه.. وكانه اصبح هو الناشز و هي المؤدبة.. غالبا سيعتذر منها ان صبرت عليه.. "كوني له امة يكن لك عبدا".. وعندما يصفو الجو كلميه بهدوء وقولي له بحنان "انا لا احب ان تعاملني هكذا..".. اما ان تأخذ موقف التهديد والابتزاز والند للند.. فهذا لن يزيد الامور الا اشتعالا... لماذا تنسى المراة حق الزوج عليها؟؟ لماذا تقبل ان يصرخ فيها ابوها ثم تقبل يده وتعتذر هي.. فاذا قام الزوج بنفس الامر.. رغت وازبدت وفارقت البيت وهجرت المضجع؟؟ اين فرق الدين بين حق الزوج وحق الاب؟؟ اليسوا اولياء عليها؟؟ ثم لتتذكر ان طاعة الزوج هو فرض الهي يثيبها الله عليه.. وليس فرضا عليها من زوجها..
8- اما العبارة الثالثة "بدي جدد شبابي" فهي تشير الى الآفة الكبرى والاهم في طرح التعدد كحل للعنوسة.. ان معظم حالات التعدد التي تجري لا ينظر فيها الى حاجة المجتمع.. ولا يقنعنا احدهم انه تزوج من اجل حل مشاكل المجتمع.. هناك الف طريقة والف مشكلة يعاني منها المجتمع دون ان يبالي هذا المعدد بالقاء نظرة عليها.. انا لا اغفل ان هناك رجالا يتزوجون بالفعل من منطلق واجب فرض كفائي ولكن اقول هم قلة.. اما الاكثرية فتتذرع بهذا الامر كي تنال حظا من المتعة.. وهذا ليس حراما .. فليتزوج من اجل المتعة ومن اجل الحب ومن اجل مزيد من العناية.. ولكن لا يدعي ما لا ينويه... معظم المعددون يتزوجون في سن الاربعين وما فوق.. لتجديد الشباب كما تقول الاغنية... وهذا ليس محرما اذا اعطى كل ذي حق حقه.. ولكن با ترى هل يختار هذا المعدد المجدد عانسا او ارملة؟؟ هل يضع امامه حل مشاكل المجتمع حينما يتزوج؟؟ ان كان هذا هو دافعه فأنا اصنفه من باب الجهاد.. لأن الزواج الاول صعب في هذه الايام فكيف يمن بختار حمل مسؤولية اسرتين؟؟ يستحق ان نرفع له القبعة.. لكن هذا المجدد لشبابه يختار عمليا في معظم الاحيان فتاة في سن ابنته يدفئ عظامه بها كما يقولون.. فهل يقع هذا من ضمن تقديم حلول للمجتمع؟؟ ام هو زيادة في همومه..
9- تحدثنا عن ظلم الزوجة الاولى.. ولكننا نغفل في معظم الاحيان ان الظلم يلحق بالزوجة الثانية ايضا.. فهذا الرجل الخمسيني الذي اخذ صبية في عمر الورود سيضعها على اكف الراحة في السنوات الاولى ولكن مع مرور الوقت وتقدمه في السن.. يزهد الرجل في الجنس.. وتصبح هذه الزوجة الشابة عبئا عليه لا يستطيع تلبية رغباته.. كما يحن الى البيت الاول والى "ام الاولاد" أي الزوجة الاولى.. خاصة مع تأليب ابنائها له ضد زوجة ابيهم.. فيترك الزوجة الجديدة بلا معيل ولا نفقة.. وهذا يحدث كثيرا على فكرة..
10- والزوجة الثانية ليست ضحية دائما.. (ما زلنا في حالة الزوج الكبير والفتاة الصغيرة) بل هي قد تفطن ان حظوتها سنين معدودة فتمارس احقر الوسائل كي تغوي زوجها وتقنعه بحرمان اولاده من حقهم بماله وحنانه.. وتتخذ من رغبة زوجها فيها عامل ابتزاز فتحول علاقة الزواج المباركة من الله الى زواج شكلي ودعارة فعلية.. "المال مقابل الجنس".. حتى اذا اخذت الغالي والرخيض.. زهدت بزوجها و خلعت نفسها منه باحثة عن ضحية اخرى او شابا بعمرها تستمتع معه بمال الزوج السابق.. وهذا على فكرة ليس فيلما مصريا بل هو واقع معاش .. وطبعا هذه المراة لا تفطن الى هذه الطريق الملتوية بفطرتها بل يساهم اهلها انفسهم ببيعها بهذه الطريقة .. وكأننا امام صفقة تجارية..
11- نعم التعدد حل حقيقي لمشاكل المجتمع .. ولكن التخلية مقدمة على التحلية.. فقبل ان ننفض غبار الجاهلية و قبل ان نتخلص من ربقة قيود الغزو الثقافي الغربي.. فأخشى ان تتحول دعوة كهذه الى كلمة حق اريد بها باطل. الى عذر يستعمله متبعي الهوى لتبرير ظلمهم.. على كل حال نحن مع التعدد طبعا لكن فرق كبير بين ان يطرح الموضوع من زاوية شخصية على رجل مسلم ملتزم يعرف كيف يتقي الله.. وبين ان يطرح الموضوع على العامة كحل اسلامي لمشكلة اجتماعية.. وفي الختام اعتقد ان كل رجل فينا يحب ان يعدد.. ولكن عند ساعة القرار يكتشف ان هذا القرار هو جهاد اكثر من كونه متعة اضافية.. هذا ما سيكتشفه أي رجل ملتزم آخر من الطبقة المتوسطة ..