طرابلسي
04-27-2008, 06:18 AM
فلما نجاكم إلى البر أعرضتم , وكان الإنسان كفورا
خرجت يوما إلى الصيد برفقة ضيفين اثنين ومساعدي وكان البحر يشبه الزيت بهدوءه فقال أحد الضيفين أنظر ما اجمل البحر اليوم وكأنني أستطيع السير على سطحه فقال الآخر لا تغتر كثيرا ألم تسمع المثل يقول
( البحر الهادي تحت وادي ) ضحكت ووافقت القائل فأكملنا
بدأنا الصيد وكان الصيد وفيرا وإذ أحد الأخوة يمر بجانبنا قبيل منتصف الليل ويتكلم بكلام لم أفهمه ولكن احسست به يحذرني من هبوب عاصفة فلم ألتفت إليه ووفرة الصيد أغراني بالبقاء
نفخت الرياح بشدة ثم همدت قلت قلت في نفسي خفيفة ,,, بقيت على وتيرة واحد ,,,,قلت إذن هذا هو البحر ولن يزيد ,,,,, وفجأة اصطدمت بنا موجة مرت من فوق المركب إلى الجهة الأخرى ,,,, للحظة تسمّرت مكاني ,,, نظرت إلى البعيد وإذ أمواجا بعلو 6/7 امتار تهرول قبلنا وتصدمنا الواحدة تلوى الأخرى ونحن نرتفع ونهبط حتى داخ الجميع ممن كان معي ولم يبقى غيري صاحيا وانا بين أرفع ما نزل من الماء داخل الزورق وبين ولا أستطيع رفع الحبل بمفردي لقوة الرياح والأمواج
قلت في نفسي لا حل ,,, سأبقى إلى الفجر والله يعين ,,,, وما هي إلا لحظات نظرت إلى البعيد فشاهدت البرق يخطف الأبصار إنذارا بهبوب عاصفة هوجاء أقوى من التي نحن فيها
أصحيت مساعدي وطلبت منه رفع المرساة وأن أعينه بمحرك الزورق ,,,, وبعد جهد رفعناها ومشيت وكانت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ,,,,,, سماء وماء وظلام دامس ولا أحد بجواري من بقية الصيادين وكان لسان حالهم كان الهروب قبل الهبوب ..,,, فقد حصل ما حصل دون انتباه مني وهكذا قدره الله عليّ ومما لا شك فيه أنها الذنوب ...!
لبست الكثير من الثياب خشية البرد القارص ولم يكن بحوذتنا بدلات إنقاذ حتى نحتمي بها كحد أدنى سميت الله وتوكلت عليه ثم أقلعت .......... ,,, ما أن مشيت بضع امتار وإذ أجد نفسي داخل موجة ثقبتها بمنتصفها فوقع هدير الماء عليّ فقذفني خارج الزورق إلا يدا واحدة ,,,, تمالكت نفسي وبجهد كبير عدت إلى داخل الزورق ثم خلعت ثيابي المبتلة السميكة خشية أن تعيقني أكثر لبلوغ الماء فيها
ثم تابعت ناديت مساعدي لكي يرفع الماء من الزورق فلا مجيب قلت غرقنا بعد كم موجة مثل هذه ويمتلئ الزورق وبعد لحظات أخذت موجة ثانية لم تغافلني فقد استعددت لها فمرّ جزء منها من فوق المركب وصفعني البقية في وجهي واستقر قسم منها داخل المركب
هنا,,,,,,,,,,,, يضيع حبل التفكير لا ولد ولا زوجة ولا صديق
كان لسان الحال يقول هل إلى النجاة من سبيل فقد تعطل الدماغ إلا بالله
يا الله أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء
أكملت باتجاء البر والموج يضربني من ناحية اليمين ويا ليته من أمامي فإن تصديت للموج من الأمام سأصبح بعرض البحر ولن أصل أبدا مما أضطرني للبقاء بسير معين
وبعد أخذ ورد مع قوة الموج وإذ خرج ريح آخر باتجاه آخر يعني الموج امامي وعلى يميني ظلام دامس لم أعد أشاهد شيئا سوى الأمواج التي تتلاطم بي يمنة ويسرة وانا مضطر إلى السير باتجاه الهدف أي مع الريح الذي أمامي مع انحراف بسيط ثم الرجوع إلى خط السير
قل صدق الله .. ومن أصدق من الله قيلا .... ومن أصدق من الله حديثا
أو كظلمات في بحر لجّي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها من بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها
وكان من لطف الله بي أن الموج من الجهتين لم يصلني معا بل كان الموج عن يميني يصلني وبعد ثوان يصل الآخر
وما كنت أشاهد الامواج إلا بعد اقترابها مني فكان تدارك الدفاع بحده الادنى إذ أحول الزورق إلى يمين الموجة ثم أعكسها إلى يمين الأخرى لكن الذي صدمني أن الامواج من الاتجاهين وصلت في آن معا ولم يتبقى لي خيارا إلا الاستسلام لإحداههما فاخترت الغربي على الشمالي لقلة ارتفاعه قياسا على الشمالية
وفي المرة الثانية ثم الثالثة فرغ البحر من نصفه فأصبحت في حفرة من المياه والامواج تحيط بي من كل حدب وصوب حتى قلت في نفسي أدركني الهلاك
ومن هنا أتحدى أي مخلوق عنده فطرة سليمة أن يدعو شيخه أو زعيمه أو قبره او وثنه بل الله يدعو مخلصا له الدين فلا راّدّ لقضاء الله إلا الدعاء ولا مجيب سواه سبحانه
فالاضطرار الله يعلمه وحده فإن لم يستجب لأحدنا فليعلم الأخيرأنه غير مضطر في هذا الموطن
قال تعالى (وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم وكان الإنسان كفورا )
أطبقت الأمواج على رأسي من كل حدب وصوب وأصبح الزورق تحت الماء ولكن بقدرة قادر وهو الله لا غيره وحده لا شريك له ارتفع القارب واستقر في مكانه على سطح الماء وكأن الله قد أمر المياه من انتشالي من تحت الماء وبمثل هذه المواطن
لا يقال سوى يا الله يا الله يا الله
فكت الأمواج العنيفة عني فتابعت سيري وأنا الاطم مع الامواج وفي هذه الأثناء بزغ الفجر نظرت حولي يا الله وكم كان المنظر رهيبا جو مكفهر _ شاب البحر من كثرة بياضه _كل شيئ في السماء والبحر والجو رماديا وكانني بفيلم رعب بكل معنى الكلمة أمعنت النظر وإذ بثلاثة شواريق سوداء ضخمة تقتلع مياه البحر فترسله إلى السماء وهي تزمجر من قوة دورانها فحمدت الله لبعدها النسبي مني
في هذه الأثناء خطر على بالي محرك المياه الذي يبرد المحرك إذ كان به عطب قبل خروجي قلت لو تعطل الان ماذا سأفعل .... لا شيئ أكمل سيري حتى يحترق المحرك وامد المرساة على طولها واستسلم لقضاء الله ولا معين لي سواه .
بدات أشق طريقي باتجاء البر لا بالاتجاه الذي يجب السير فيه حتى يخف الموج عني في المياه الضحلة نسبيا وكان لي ما أردت أن أصبحت بمأمن نسبيا ومرحلة الخطر بدأت تتلاشى شيئا فشيئا كلما اقترب شعرت بالأمان ...تابعت سيري على نفس الطريق حتى دخلت المرفأ وهنا تعطل محرك المياه !!! تبسمت ثم قمت بإصلاحه ثم اكملت طريقي إلى مربط الزورق وقبل وصولي بقليل انهمر من السماء ماء بقطرات كبيرة لم نعهدها من قبل وشاب كل البحر في هذه اللحظة أكثر مما كان عليه من شيب وكانت الرياح تتضاعف بقوة كبيرة عما كنت فيه
خرجت إلى البر حامدا لله وفي اليوم التالي رفعت الزورق إلى البر بعد ان تفكك خشبه من قوة الأمواج ................
وبعد رجوعي إلى المنزل شعرت بالانتصار إلا أنه وفي اليوم المساء حدث أمرا غريبا إذ قبل النوم استرجعت بذاكرتي ما حدث كشريط دقيق وأين كنت في هذا الموضع وكيف نجاني الله منه اشتعل لهيبا بداخلي لدرجة الغليان وإذ أشاهد النوافذ تدور من حولي ومن ثم يغمى عليّ بجزء من الثانية كما يطفئ أحدنا الكهرباء ثم أفيق بعد ثوان
وبعد أسبوع من تبعات تلك المرحلة ذهب كل شيئ بفضل الله ومنه وكرمه فكانت آية شاخصة أمامي بأن الذي خلقك أنجاك فهو بحق وحده يستحق العبادة والشكر والطاعة ...
والحمد لله رب العالمين
والله من وراء القصد
خرجت يوما إلى الصيد برفقة ضيفين اثنين ومساعدي وكان البحر يشبه الزيت بهدوءه فقال أحد الضيفين أنظر ما اجمل البحر اليوم وكأنني أستطيع السير على سطحه فقال الآخر لا تغتر كثيرا ألم تسمع المثل يقول
( البحر الهادي تحت وادي ) ضحكت ووافقت القائل فأكملنا
بدأنا الصيد وكان الصيد وفيرا وإذ أحد الأخوة يمر بجانبنا قبيل منتصف الليل ويتكلم بكلام لم أفهمه ولكن احسست به يحذرني من هبوب عاصفة فلم ألتفت إليه ووفرة الصيد أغراني بالبقاء
نفخت الرياح بشدة ثم همدت قلت قلت في نفسي خفيفة ,,, بقيت على وتيرة واحد ,,,,قلت إذن هذا هو البحر ولن يزيد ,,,,, وفجأة اصطدمت بنا موجة مرت من فوق المركب إلى الجهة الأخرى ,,,, للحظة تسمّرت مكاني ,,, نظرت إلى البعيد وإذ أمواجا بعلو 6/7 امتار تهرول قبلنا وتصدمنا الواحدة تلوى الأخرى ونحن نرتفع ونهبط حتى داخ الجميع ممن كان معي ولم يبقى غيري صاحيا وانا بين أرفع ما نزل من الماء داخل الزورق وبين ولا أستطيع رفع الحبل بمفردي لقوة الرياح والأمواج
قلت في نفسي لا حل ,,, سأبقى إلى الفجر والله يعين ,,,, وما هي إلا لحظات نظرت إلى البعيد فشاهدت البرق يخطف الأبصار إنذارا بهبوب عاصفة هوجاء أقوى من التي نحن فيها
أصحيت مساعدي وطلبت منه رفع المرساة وأن أعينه بمحرك الزورق ,,,, وبعد جهد رفعناها ومشيت وكانت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ,,,,,, سماء وماء وظلام دامس ولا أحد بجواري من بقية الصيادين وكان لسان حالهم كان الهروب قبل الهبوب ..,,, فقد حصل ما حصل دون انتباه مني وهكذا قدره الله عليّ ومما لا شك فيه أنها الذنوب ...!
لبست الكثير من الثياب خشية البرد القارص ولم يكن بحوذتنا بدلات إنقاذ حتى نحتمي بها كحد أدنى سميت الله وتوكلت عليه ثم أقلعت .......... ,,, ما أن مشيت بضع امتار وإذ أجد نفسي داخل موجة ثقبتها بمنتصفها فوقع هدير الماء عليّ فقذفني خارج الزورق إلا يدا واحدة ,,,, تمالكت نفسي وبجهد كبير عدت إلى داخل الزورق ثم خلعت ثيابي المبتلة السميكة خشية أن تعيقني أكثر لبلوغ الماء فيها
ثم تابعت ناديت مساعدي لكي يرفع الماء من الزورق فلا مجيب قلت غرقنا بعد كم موجة مثل هذه ويمتلئ الزورق وبعد لحظات أخذت موجة ثانية لم تغافلني فقد استعددت لها فمرّ جزء منها من فوق المركب وصفعني البقية في وجهي واستقر قسم منها داخل المركب
هنا,,,,,,,,,,,, يضيع حبل التفكير لا ولد ولا زوجة ولا صديق
كان لسان الحال يقول هل إلى النجاة من سبيل فقد تعطل الدماغ إلا بالله
يا الله أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء
أكملت باتجاء البر والموج يضربني من ناحية اليمين ويا ليته من أمامي فإن تصديت للموج من الأمام سأصبح بعرض البحر ولن أصل أبدا مما أضطرني للبقاء بسير معين
وبعد أخذ ورد مع قوة الموج وإذ خرج ريح آخر باتجاه آخر يعني الموج امامي وعلى يميني ظلام دامس لم أعد أشاهد شيئا سوى الأمواج التي تتلاطم بي يمنة ويسرة وانا مضطر إلى السير باتجاه الهدف أي مع الريح الذي أمامي مع انحراف بسيط ثم الرجوع إلى خط السير
قل صدق الله .. ومن أصدق من الله قيلا .... ومن أصدق من الله حديثا
أو كظلمات في بحر لجّي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها من بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها
وكان من لطف الله بي أن الموج من الجهتين لم يصلني معا بل كان الموج عن يميني يصلني وبعد ثوان يصل الآخر
وما كنت أشاهد الامواج إلا بعد اقترابها مني فكان تدارك الدفاع بحده الادنى إذ أحول الزورق إلى يمين الموجة ثم أعكسها إلى يمين الأخرى لكن الذي صدمني أن الامواج من الاتجاهين وصلت في آن معا ولم يتبقى لي خيارا إلا الاستسلام لإحداههما فاخترت الغربي على الشمالي لقلة ارتفاعه قياسا على الشمالية
وفي المرة الثانية ثم الثالثة فرغ البحر من نصفه فأصبحت في حفرة من المياه والامواج تحيط بي من كل حدب وصوب حتى قلت في نفسي أدركني الهلاك
ومن هنا أتحدى أي مخلوق عنده فطرة سليمة أن يدعو شيخه أو زعيمه أو قبره او وثنه بل الله يدعو مخلصا له الدين فلا راّدّ لقضاء الله إلا الدعاء ولا مجيب سواه سبحانه
فالاضطرار الله يعلمه وحده فإن لم يستجب لأحدنا فليعلم الأخيرأنه غير مضطر في هذا الموطن
قال تعالى (وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم وكان الإنسان كفورا )
أطبقت الأمواج على رأسي من كل حدب وصوب وأصبح الزورق تحت الماء ولكن بقدرة قادر وهو الله لا غيره وحده لا شريك له ارتفع القارب واستقر في مكانه على سطح الماء وكأن الله قد أمر المياه من انتشالي من تحت الماء وبمثل هذه المواطن
لا يقال سوى يا الله يا الله يا الله
فكت الأمواج العنيفة عني فتابعت سيري وأنا الاطم مع الامواج وفي هذه الأثناء بزغ الفجر نظرت حولي يا الله وكم كان المنظر رهيبا جو مكفهر _ شاب البحر من كثرة بياضه _كل شيئ في السماء والبحر والجو رماديا وكانني بفيلم رعب بكل معنى الكلمة أمعنت النظر وإذ بثلاثة شواريق سوداء ضخمة تقتلع مياه البحر فترسله إلى السماء وهي تزمجر من قوة دورانها فحمدت الله لبعدها النسبي مني
في هذه الأثناء خطر على بالي محرك المياه الذي يبرد المحرك إذ كان به عطب قبل خروجي قلت لو تعطل الان ماذا سأفعل .... لا شيئ أكمل سيري حتى يحترق المحرك وامد المرساة على طولها واستسلم لقضاء الله ولا معين لي سواه .
بدات أشق طريقي باتجاء البر لا بالاتجاه الذي يجب السير فيه حتى يخف الموج عني في المياه الضحلة نسبيا وكان لي ما أردت أن أصبحت بمأمن نسبيا ومرحلة الخطر بدأت تتلاشى شيئا فشيئا كلما اقترب شعرت بالأمان ...تابعت سيري على نفس الطريق حتى دخلت المرفأ وهنا تعطل محرك المياه !!! تبسمت ثم قمت بإصلاحه ثم اكملت طريقي إلى مربط الزورق وقبل وصولي بقليل انهمر من السماء ماء بقطرات كبيرة لم نعهدها من قبل وشاب كل البحر في هذه اللحظة أكثر مما كان عليه من شيب وكانت الرياح تتضاعف بقوة كبيرة عما كنت فيه
خرجت إلى البر حامدا لله وفي اليوم التالي رفعت الزورق إلى البر بعد ان تفكك خشبه من قوة الأمواج ................
وبعد رجوعي إلى المنزل شعرت بالانتصار إلا أنه وفي اليوم المساء حدث أمرا غريبا إذ قبل النوم استرجعت بذاكرتي ما حدث كشريط دقيق وأين كنت في هذا الموضع وكيف نجاني الله منه اشتعل لهيبا بداخلي لدرجة الغليان وإذ أشاهد النوافذ تدور من حولي ومن ثم يغمى عليّ بجزء من الثانية كما يطفئ أحدنا الكهرباء ثم أفيق بعد ثوان
وبعد أسبوع من تبعات تلك المرحلة ذهب كل شيئ بفضل الله ومنه وكرمه فكانت آية شاخصة أمامي بأن الذي خلقك أنجاك فهو بحق وحده يستحق العبادة والشكر والطاعة ...
والحمد لله رب العالمين
والله من وراء القصد