من هناك
04-27-2008, 04:51 AM
هناك ملاحظة إضافية على المقالة من عندي:
بعد لقائها بالحبر الأعظم، ادلت اخت من القياديات المسلمات في امريكا ببيان صحفي تشكر فيه مجمع البطاركة الكاثوليك على دعوتها وعلى إتاحة هذه الفرصة العظيمة لها للقاء البابا ... و قالت ايضاً بأنها تتمنى حماية حقوق الإنسان لجميع الناس بمن فيهم اللبنانيون؟ ؟؟؟؟
Sr. Asma Mirza, President, joined other faith leaders from across the U.S. for a meeting with the Pope at Catholic University. Muslim leaders thanked the United States Conference of Catholic Bishops (USCCB) and Pope Benedict XVI for the invitation, expressed their desired for continued dialog with the Catholic Church and their hope that the human rights all people, including the Lebanese, will be protected.
بعد هذه الزيارة مباشرة، كان خطاب الظواهري عن لبنان ايضاً وذكر الأخ الأكبر بوش لبنان في خطابين له بعد ذلك في يوم واحد !!!!
امريكا: الأبعاد السياسية للزيارة البابوية
تضمنت زيارة بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر للولايات المتحدة أهدافا متعددة وأرسلت إشارات مختلفة. ولعل من أهم أهداف الزيارة الرئيسية معالجة فضائح الكنيسة الجنسية وتداعياتها بعد تورط الآف من رجال الدين الكاثوليك الأمريكيين في اعتداءات جنسية على أطفال ومنذ عقود, مما اضطر الكنيسة إلى تسديد أكثر من ملياري دولار كنفقات قانونية في القضايا التي رفعها الضحايا وكتعويضات لهم. البابا أراد أيضا دعم الكنيسة الكاثوليكية الأميركية والتي شهدت تراجعا في عدد الأتباع وفي المدارس والمناصب الكهنوتية .
غير أن زيارة البابا كان لها بعدا سياسيا واضحا, تجلى في زيارتيه للبيت الأبيض وإلى موقع برجي التجارة اللذان تعرضا لهجمات سبتمبر الشهيرة. في البيت الأبيض أشار بوش في كلمته إلى الرابط الثقافي المسيحي المشترك بين أميركا والفاتيكان, قائلا له نحن بحاجة إلى رسالتك وبأن الحرية الحقيقية تقتضي منا أن نعيش حريتنا ليس فقط لأنفسنا.أما البابا فقد وقال إن "أميركا أظهرت على الدوام كرما بتلبية الحاجات الإنسانية الملحة ودعم التنمية وإغاثة ضحايا الكوارث الطبيعية".المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو قالت إن الجانبين سيناقشان ما وصفته بـ"قيمهما المشتركة" حول حقوق الإنسان، و"أهمية مكافحة الإرهاب والمتطرفين خصوصا في الشرق الأوسط"، وأنه رغم الخلافات السابقة بشأن الغزو الأميركي للعراق فإنهما "يتفقان على أنه من أجل إحلال الاستقرار في المنطقة ونشر حقوق الإنسان والعدالة، فإن وجود قواتنا هناك مفيد".
في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة قال البابا أنه من واجب كل دولة أن تحمي شعبها من الانتهاكات الخطيرة والمتكررة لحقوق الإنسان، وإذا كانت غير قادرة على توفير حماية مماثلة، فمن واجب المجتمع الدولي أن يتدخل بالوسائل القانونية التي نصت عليها شرعة الأمم المتحدة وبأدوات دولية أخرى.
البابا زار موقع برجي التجارة في نيويورك حيث وصل في سيارة مكشوفة، ثم ركع على سجادة تحمل علمي الفاتيكان الأصفر والأبيض وأدى الصلاة في المكان الذي انهار فيه برجا التجارة العالمي بالانكليزية سائلا الله أن يجلب "السلام إلى عالم عنيف" وأن "يعيد إلى درب المحبة من التَهَمَ الكرهُ قلوبَهم وعقولَهم". كما صافح البابا العديد من أفراد عائلات الضحايا موجها إليهم عبارات المواساة.
زيارة البابا للبيت الأبيض والدعم السياسي والمعنوي الذي خص بهما الرئيس بوش من خلال مديحه للكرم الأمريكي في تلبية الحاجات الإنسانية تعيد للذاكرة وصف جورج بوش لحروبه بالصليبية. في زيارته للولايات المتحدة قدم البابا دعما كبيرا لسياسة الإدارة الأمريكية والتي أدت إلى أكثر من مليون قتيل وملايين اللاجئين ودمارا وخرابا ومعاناة إنسانية كبيرة. ففي حين يستقيل وينسحب مستشارو ومساعدو الرئيس الأمريكي من سفينته الغارقة في أوحال الفشل, تشكل مواقف البابا دعما كبيرا له. في الأمم المتحدة كان طرح البابا مطابقا لحجج وذرائع جورج بوش والتي استند عليها لغزو العراق وتدميره. أما زيارته لموقع برجي التجارة والصلاة على الضحايا, ففيها رسالة للأمريكيين لأن يستذكروا الذريعة والتي دعت بوش لشن حروبه على "الإرهاب", وهو أمر يحرص الرئيس بوش على تكراره في معظم أحاديثه وخطاباته.
جميل من البابا أن يستذكر ضحايا أحداث نيويورك وأن يواسي أسرهم, غير أنه من المستغرب أن لا يذكر الرجل ضحايا حروب بوش والتي وصلت لملايين من القتلى واللاجئين والمشردين. لقد قالت الناطقة باسم البيت الأبيض أن بوش والبابا سيناقشان قيمهما المشتركة حول حقوق الإنسان, فهل يشاطر الفاتيكان القيم الأمريكية التي عايشها العالم وما يزال في جوانتناموا وأبوغريب والسجون السرية وغيرهم؟
مما يجدر ذكره أن عددا من قادة المسلمين الأمريكيين اعتذروا عن حضور عشاء خاص مع البابا شمل مدعويين من مختلف الجماعات الدينية احتجاجا عن عدم عقد البابا لاجتماع خاص مع قادة المسلمين خلال زيارته رغم لقائه مع قيادات من الديانات البوذية والهندوسية واليهودية. مع الأسف الشديد فإن بابا الفاتيكان ومنذ توليه لمنصبه لا ينفك يتخذ مواقف ويرسل إشارات باتجاه المسلمين لا تساعد على بناء جسور من التعايش أو تعين على إقامة الحوار في أجواء صحية من الثقة والاحترام.
ياسر سعد
بعد لقائها بالحبر الأعظم، ادلت اخت من القياديات المسلمات في امريكا ببيان صحفي تشكر فيه مجمع البطاركة الكاثوليك على دعوتها وعلى إتاحة هذه الفرصة العظيمة لها للقاء البابا ... و قالت ايضاً بأنها تتمنى حماية حقوق الإنسان لجميع الناس بمن فيهم اللبنانيون؟ ؟؟؟؟
Sr. Asma Mirza, President, joined other faith leaders from across the U.S. for a meeting with the Pope at Catholic University. Muslim leaders thanked the United States Conference of Catholic Bishops (USCCB) and Pope Benedict XVI for the invitation, expressed their desired for continued dialog with the Catholic Church and their hope that the human rights all people, including the Lebanese, will be protected.
بعد هذه الزيارة مباشرة، كان خطاب الظواهري عن لبنان ايضاً وذكر الأخ الأكبر بوش لبنان في خطابين له بعد ذلك في يوم واحد !!!!
امريكا: الأبعاد السياسية للزيارة البابوية
تضمنت زيارة بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر للولايات المتحدة أهدافا متعددة وأرسلت إشارات مختلفة. ولعل من أهم أهداف الزيارة الرئيسية معالجة فضائح الكنيسة الجنسية وتداعياتها بعد تورط الآف من رجال الدين الكاثوليك الأمريكيين في اعتداءات جنسية على أطفال ومنذ عقود, مما اضطر الكنيسة إلى تسديد أكثر من ملياري دولار كنفقات قانونية في القضايا التي رفعها الضحايا وكتعويضات لهم. البابا أراد أيضا دعم الكنيسة الكاثوليكية الأميركية والتي شهدت تراجعا في عدد الأتباع وفي المدارس والمناصب الكهنوتية .
غير أن زيارة البابا كان لها بعدا سياسيا واضحا, تجلى في زيارتيه للبيت الأبيض وإلى موقع برجي التجارة اللذان تعرضا لهجمات سبتمبر الشهيرة. في البيت الأبيض أشار بوش في كلمته إلى الرابط الثقافي المسيحي المشترك بين أميركا والفاتيكان, قائلا له نحن بحاجة إلى رسالتك وبأن الحرية الحقيقية تقتضي منا أن نعيش حريتنا ليس فقط لأنفسنا.أما البابا فقد وقال إن "أميركا أظهرت على الدوام كرما بتلبية الحاجات الإنسانية الملحة ودعم التنمية وإغاثة ضحايا الكوارث الطبيعية".المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو قالت إن الجانبين سيناقشان ما وصفته بـ"قيمهما المشتركة" حول حقوق الإنسان، و"أهمية مكافحة الإرهاب والمتطرفين خصوصا في الشرق الأوسط"، وأنه رغم الخلافات السابقة بشأن الغزو الأميركي للعراق فإنهما "يتفقان على أنه من أجل إحلال الاستقرار في المنطقة ونشر حقوق الإنسان والعدالة، فإن وجود قواتنا هناك مفيد".
في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة قال البابا أنه من واجب كل دولة أن تحمي شعبها من الانتهاكات الخطيرة والمتكررة لحقوق الإنسان، وإذا كانت غير قادرة على توفير حماية مماثلة، فمن واجب المجتمع الدولي أن يتدخل بالوسائل القانونية التي نصت عليها شرعة الأمم المتحدة وبأدوات دولية أخرى.
البابا زار موقع برجي التجارة في نيويورك حيث وصل في سيارة مكشوفة، ثم ركع على سجادة تحمل علمي الفاتيكان الأصفر والأبيض وأدى الصلاة في المكان الذي انهار فيه برجا التجارة العالمي بالانكليزية سائلا الله أن يجلب "السلام إلى عالم عنيف" وأن "يعيد إلى درب المحبة من التَهَمَ الكرهُ قلوبَهم وعقولَهم". كما صافح البابا العديد من أفراد عائلات الضحايا موجها إليهم عبارات المواساة.
زيارة البابا للبيت الأبيض والدعم السياسي والمعنوي الذي خص بهما الرئيس بوش من خلال مديحه للكرم الأمريكي في تلبية الحاجات الإنسانية تعيد للذاكرة وصف جورج بوش لحروبه بالصليبية. في زيارته للولايات المتحدة قدم البابا دعما كبيرا لسياسة الإدارة الأمريكية والتي أدت إلى أكثر من مليون قتيل وملايين اللاجئين ودمارا وخرابا ومعاناة إنسانية كبيرة. ففي حين يستقيل وينسحب مستشارو ومساعدو الرئيس الأمريكي من سفينته الغارقة في أوحال الفشل, تشكل مواقف البابا دعما كبيرا له. في الأمم المتحدة كان طرح البابا مطابقا لحجج وذرائع جورج بوش والتي استند عليها لغزو العراق وتدميره. أما زيارته لموقع برجي التجارة والصلاة على الضحايا, ففيها رسالة للأمريكيين لأن يستذكروا الذريعة والتي دعت بوش لشن حروبه على "الإرهاب", وهو أمر يحرص الرئيس بوش على تكراره في معظم أحاديثه وخطاباته.
جميل من البابا أن يستذكر ضحايا أحداث نيويورك وأن يواسي أسرهم, غير أنه من المستغرب أن لا يذكر الرجل ضحايا حروب بوش والتي وصلت لملايين من القتلى واللاجئين والمشردين. لقد قالت الناطقة باسم البيت الأبيض أن بوش والبابا سيناقشان قيمهما المشتركة حول حقوق الإنسان, فهل يشاطر الفاتيكان القيم الأمريكية التي عايشها العالم وما يزال في جوانتناموا وأبوغريب والسجون السرية وغيرهم؟
مما يجدر ذكره أن عددا من قادة المسلمين الأمريكيين اعتذروا عن حضور عشاء خاص مع البابا شمل مدعويين من مختلف الجماعات الدينية احتجاجا عن عدم عقد البابا لاجتماع خاص مع قادة المسلمين خلال زيارته رغم لقائه مع قيادات من الديانات البوذية والهندوسية واليهودية. مع الأسف الشديد فإن بابا الفاتيكان ومنذ توليه لمنصبه لا ينفك يتخذ مواقف ويرسل إشارات باتجاه المسلمين لا تساعد على بناء جسور من التعايش أو تعين على إقامة الحوار في أجواء صحية من الثقة والاحترام.
ياسر سعد