Ghiath
04-27-2008, 03:00 AM
نصيحة الشيخ محمد سرور .. لسعد الحريري ( هل تصل له ؟ )
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه نصيحة من الشيخ محمد سرور إلى سعد الحريري - وفقهما الله للخير - ، دله فيها على مافيه مصلحة أهل السنة في لبنان ، الذين كان لهم حكم البلاد في يوم من الأيام ؛ إلى أن سلبته منهم فرنسا ، التي مكنت للنصارى ، واشترطت قبل رحيلها أن يكون رئيس الدولة اللبنانية " نصرانيًا " بموجب الدستور ، مكافأة منها للمارون الذين كانوا طابورًا خامسًا لها ؛ في إسقاط الدولة العثمانية ، إضافة إلى إحيائها للفرق المنحرفة ، ودعمها ؛ لتزاحم أهل السنة ، وتُشغلهم . فهذه النصيحة تأتي - في وقت عصيب - لتدعو أهل السنة في لبنان - وعلى رأسهم أبناء الحريري - إلى التعلم من تجارب الماضي ، والحرص على ما يجمع أهل السنة ، ويُكتلهم أمام أعدائهم ، ويُعيد لهم - بإذن الله - الحق المغتصب .
قال الشيخ محمد سرور في كتابه الجديد : "اغتيال الحريري " ( ص11- 15) :
( ولأبناء الحريري نقول: لقد أغناكم الله بعد فقر مرير، وجعلكم سادة لبنان بعد أن كنتم نكرات لا يطمح أحد من عائلتكم المتواضعة أن يكون وكيل وزارة، بله أن يكون رئيس وزراء لبنان، ورجلاً مرموقاً في العالم، فلا تركنوا إلى أنفسكم وأموالكم وتتناسوا حق الله عليكم.
سبقكم والدكم في هذا الطريق، وهو كأي إنسان -خاض تجربة- ، له وعليه، وقد تحدثتُ في كتابي هذا عن أهم أعماله الطيبة التي استفاد منها الناس جميعاً، كما تحدثتُ عن بعض أخطائه، فاقتفوا أثره فيما قدم من أعمال جليلة، واحذروا أن تقعوا فيما وقع فيه من أخطاء.
ولن ينسى الناس في لبنان لأبيكم تدريس أكثر من ثلاثين ألف طالب على حسابه الخاص تخرجوا من أشهر الجامعات الأجنبية، ومئات منهم حصلوا على شهادة الدكتوراه، ولن ينسوا أيضاً زكاة أمواله التي يوزعها سنوياً على الفقراء، وهذا مما ينبغي أن تفخروا به، وتكونوا خير خلف لخير سلف في عمل الخير.
ولكن ليكن معلوماً لديكم أن إيران تقدم لطائفة الشيعة عامة، ولما يسمى بحزب الله خاصة أكثر من ميزانية دولة، وتقدم كل من إيطاليا وفرنسا وكثير من الدول الغربية والأمريكية لمؤسسات النصارى المساعدات الوفيرة، أما أهل السُّنة فليس هناك من يتبنى مؤسساتهم التعليمية والخيرية، ولا يخفى عليكم ما آلت إليه أحوال جمعية المقاصد الإسلامية بعد تغريب الزعيم صائب إسلام، ثم موته..فهل يسد أبناء الحريري هذه الثغرة ، ويضاعفوا من المساعدات التي تقدم لأهل السُّنة ؟
ما يسمى بحزب الله هو الذي يتولى قيادة الطائفة الشيعية، وهو حزب عقائدي شعوبي، ومصالح الطائفة الشيعية وإيران بالذات مقدمة على مصالح لبنان والعرب.
وفي كل مسألة تتوحد كلمة علمائهم وزعمائهم رغم ما بينهم من خلافات في الرأي الذي يقرره الحزب.
والمطارنة هم المرجعية التاريخية والروحية للنصارى، وهذه الروحية تتحول في معظم الحالات إلى سياسية.
أما أهل السُّنة فقيادتهم منذ استقلال لبنان علمانية، وعندما جاء رفيق الحريري إلى الحكم ارتكب بحقهم خطأين فادحين؛ أما الخطأ الأول: فيتمثل في القائمة التي كان يختارها كنواب ووزراء ومستشارين، فليس بينهم من كان يتبنى الإسلام عقيدة وسلوكاً وشريعة ونظام حياة.
أما الخطأ الثاني : فقد نالهم في عهد حكوماته أسوأ أنواع الظلم والاضطهاد، ولم يحاول رفع الظلم عنهم في أي موقف من المواقف، فكان وكأنه لا ينتسب إليهم.
يا أبناء الحريري...ويا سعد الحريري...ويا تيار الحريري...: إياكم ثم إياكم أن تخطئوا في قراءة الأحداث، وفي فهمها..فها قد مضى عام على الحكومة والمجلس النيابي وأنتم تمثلون الأكثرية في كلٍ منها، ومع ذلك فما يزال أهل السُّنة يتعرضون للتهميش والظلم ؛ وكأن جيش الغزاة الباطنيين لم يخرج من لبنان، وإليكم الدليل: استقبل المفتي الشيخ رشيد قباني أهالي الموقوفين في أحداث الخامس من شهر شباط عام 2006م ، وأهالي موقوفي الطريق الجديدة في حضور مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو، ورئيس هيئة رعاية السجناء وأسرهم في دار الإفتاء القاضي الشيخ محمد عساف، ومحامي الدفاع عن الموقوفين وحشد من العلماء.
وبعد أن شرح أهالي الموقوفين معاناة أولادهم من التعذيب والإهانات والإساءة إلى الكرامة البشرية والإنسانية، مما يتناقض مع حقوق الإنسان والقوانين الدولية، أدلى المفتي بالبيان التالي:
" لقد اطلعنا على أساليب التعذيب الإرهابية التي لم نسمع بمثلها في سجن "أبو غريب" على أيدي الأمريكيين المحتلين في العراق، الكهرباء، الضرب، التصرفات الداعرة اللاأخلاقية ، كلها تمارس مع الموقوفين في لبنان، أنا أطلب طلباً واحداً من جميع المسؤولين - وممن ذكر من بين هؤلاء رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ووزير الداخلية أحمد فتفت- أن يأتوا لدار الإفتاء ليتكلموا مع مفتي الجمهورية حتى نرفع الظلم ، إذ لا زالت بقايا الجهاز الأمني السابق في لبنان تعيث فساداً في أكثر الإدارات، وأضاف : لن نقبل بعد اليوم باستمرار فتح ملفات الموقوفين لأهل السُّنة في لبنان، ولن نقبل باستمرار التأجيل والمماطلة فيها - وختم بيانه بقوله - : فإن لم يتحقق ما نطالب به، فسوف أدعوا أهالي الموقوفين إلى اعتصام مستمر في دار الفتوى ليلاً ونهاراً، وفي مرحلة ثانية إن لم يتحقق شيء من ذلك فسوف أدعوا جميع المسلمين للاعتصام في دار الفتوى ".
هذا البيان ، بل هذه الصرخة المدوِّية تأتي من مرجعية أهل السُّنة، ومن علماء كبار أخلصوا لأبيكم غاية الإخلاص ، وتجاوزوا عن أخطائه نحو بني دينه، وأخلصوا لكم من بعد أبيكم، وحملوا أهل السُّنة على انتخاب قائمتكم في يوم فاصل، وتعرضوا لحملة ظالمة من خصومكم داخل الطائفة السنية.
فمن لكم بعد هؤلاء العلماء الذين يمثلون نبض الشارع السني ! وهل تعيدون تقويم تجربتكم في الحكم، وأنتم لا تزالون في بداية الطريق ؟
يا سعد : اعلم وأنت لا تزال في شبابك وحداثة تجربتك أن الشارع السني لن يُساق كما كان يساق بالأمس، فقد شب عن الطوق،ولن يرحمكم يوم الانتخابات القادمة ما لم تستجيبوا لنبضه وترفعوا سيف الظلم عن كاهله، ومرة أخرى أقول : لا تخطئ يا سعد، في قراءة الأحداث ولا يخدعنك المستشارون العلمانييون الذين يحيطون بك، ولن ينفعك وليد جنبلاط، ولا سمير جعجع وأمثالهما.
يا سعد: إن فضائية المستقبل تُقدم لمشاهديها دليلاً فاضحاً على فساد مؤسساتكم، فلماذا الإصرار على ذلك ؟
وللمسلمين السُّنة نقول :
منذ أمد طويل ونحن ندعوكم إلى توحيد صفوفكم وإصلاح ذات البين بينكم، ولكننا اليوم لا نرى شيئاً مهماً قد تغير، فلا تزال الفوضى هي الفوضى، والخلافات تتوسع وتترسخ، وبعض المنظرين فيكم، يجيدون فن الهروب إلى الأمام، ويتمسكون بقول القائل ( عنزة ولو طارت ) ، ويرون ما صنعه الباطنيون في لبنان -إن اعترفوا به- ليس أكثر من أخطاء، ومن ثم فهم لا يدخرون وسعاً في التزلف لهم، وفي الثناء عليهم.
يا حكماء أهل السُّنة : كان الشيعة في لبنان متفرقون متخلفون، وفضلاً عن ذلك فهم موزعون بين اليمين واليسار ، ثم جاء أمامهم موسى الصدر مرسلاً من قبل شاه إيران محمد رضا بهلوي، ومزوداً بجميع أنواع الدعم، فتمكن خلال بضع سنين من نقلهم نقلة ما كانوا يحلمون بها..وها هم بالتعاون مع حلفائهم في دمشق يحكمون لبنان منذ عقود ثلاثة، ولم يتضاءل دورهم بعد خروج القوات السورية من لبنان.
وأنتم يا حكماء أهل السنة لا يعجزكم أن تحققوا لإخوانكم ما حققه الشيعة لأبناء طائفتهم ، إذا أخلصتم نواياكم ، وأخذتم بأسباب التغيير.
إن شباب أهل السنة يرون أن هناك خطراً يهددهم ، ويبحثون عن مرجعية يستفيؤون في ظلها، وتجيبهم عن أسئلتهم التي جعلتهم حيارى، وأوقعتهم في أخطاء فادحة، فمن لهؤلاء الشباب غيركم، أيها العلماء والدعاة؟
اللهم بصر عبادك الموحدين بمخططات وكيد أعداء هذه الأمة، واجمع اللهم شتاتهم، ووحد صفهم ، وردهم إلى سواء السبيل، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ) .
http://alrabita.info/forum/images/misc/progress.gif
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه نصيحة من الشيخ محمد سرور إلى سعد الحريري - وفقهما الله للخير - ، دله فيها على مافيه مصلحة أهل السنة في لبنان ، الذين كان لهم حكم البلاد في يوم من الأيام ؛ إلى أن سلبته منهم فرنسا ، التي مكنت للنصارى ، واشترطت قبل رحيلها أن يكون رئيس الدولة اللبنانية " نصرانيًا " بموجب الدستور ، مكافأة منها للمارون الذين كانوا طابورًا خامسًا لها ؛ في إسقاط الدولة العثمانية ، إضافة إلى إحيائها للفرق المنحرفة ، ودعمها ؛ لتزاحم أهل السنة ، وتُشغلهم . فهذه النصيحة تأتي - في وقت عصيب - لتدعو أهل السنة في لبنان - وعلى رأسهم أبناء الحريري - إلى التعلم من تجارب الماضي ، والحرص على ما يجمع أهل السنة ، ويُكتلهم أمام أعدائهم ، ويُعيد لهم - بإذن الله - الحق المغتصب .
قال الشيخ محمد سرور في كتابه الجديد : "اغتيال الحريري " ( ص11- 15) :
( ولأبناء الحريري نقول: لقد أغناكم الله بعد فقر مرير، وجعلكم سادة لبنان بعد أن كنتم نكرات لا يطمح أحد من عائلتكم المتواضعة أن يكون وكيل وزارة، بله أن يكون رئيس وزراء لبنان، ورجلاً مرموقاً في العالم، فلا تركنوا إلى أنفسكم وأموالكم وتتناسوا حق الله عليكم.
سبقكم والدكم في هذا الطريق، وهو كأي إنسان -خاض تجربة- ، له وعليه، وقد تحدثتُ في كتابي هذا عن أهم أعماله الطيبة التي استفاد منها الناس جميعاً، كما تحدثتُ عن بعض أخطائه، فاقتفوا أثره فيما قدم من أعمال جليلة، واحذروا أن تقعوا فيما وقع فيه من أخطاء.
ولن ينسى الناس في لبنان لأبيكم تدريس أكثر من ثلاثين ألف طالب على حسابه الخاص تخرجوا من أشهر الجامعات الأجنبية، ومئات منهم حصلوا على شهادة الدكتوراه، ولن ينسوا أيضاً زكاة أمواله التي يوزعها سنوياً على الفقراء، وهذا مما ينبغي أن تفخروا به، وتكونوا خير خلف لخير سلف في عمل الخير.
ولكن ليكن معلوماً لديكم أن إيران تقدم لطائفة الشيعة عامة، ولما يسمى بحزب الله خاصة أكثر من ميزانية دولة، وتقدم كل من إيطاليا وفرنسا وكثير من الدول الغربية والأمريكية لمؤسسات النصارى المساعدات الوفيرة، أما أهل السُّنة فليس هناك من يتبنى مؤسساتهم التعليمية والخيرية، ولا يخفى عليكم ما آلت إليه أحوال جمعية المقاصد الإسلامية بعد تغريب الزعيم صائب إسلام، ثم موته..فهل يسد أبناء الحريري هذه الثغرة ، ويضاعفوا من المساعدات التي تقدم لأهل السُّنة ؟
ما يسمى بحزب الله هو الذي يتولى قيادة الطائفة الشيعية، وهو حزب عقائدي شعوبي، ومصالح الطائفة الشيعية وإيران بالذات مقدمة على مصالح لبنان والعرب.
وفي كل مسألة تتوحد كلمة علمائهم وزعمائهم رغم ما بينهم من خلافات في الرأي الذي يقرره الحزب.
والمطارنة هم المرجعية التاريخية والروحية للنصارى، وهذه الروحية تتحول في معظم الحالات إلى سياسية.
أما أهل السُّنة فقيادتهم منذ استقلال لبنان علمانية، وعندما جاء رفيق الحريري إلى الحكم ارتكب بحقهم خطأين فادحين؛ أما الخطأ الأول: فيتمثل في القائمة التي كان يختارها كنواب ووزراء ومستشارين، فليس بينهم من كان يتبنى الإسلام عقيدة وسلوكاً وشريعة ونظام حياة.
أما الخطأ الثاني : فقد نالهم في عهد حكوماته أسوأ أنواع الظلم والاضطهاد، ولم يحاول رفع الظلم عنهم في أي موقف من المواقف، فكان وكأنه لا ينتسب إليهم.
يا أبناء الحريري...ويا سعد الحريري...ويا تيار الحريري...: إياكم ثم إياكم أن تخطئوا في قراءة الأحداث، وفي فهمها..فها قد مضى عام على الحكومة والمجلس النيابي وأنتم تمثلون الأكثرية في كلٍ منها، ومع ذلك فما يزال أهل السُّنة يتعرضون للتهميش والظلم ؛ وكأن جيش الغزاة الباطنيين لم يخرج من لبنان، وإليكم الدليل: استقبل المفتي الشيخ رشيد قباني أهالي الموقوفين في أحداث الخامس من شهر شباط عام 2006م ، وأهالي موقوفي الطريق الجديدة في حضور مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو، ورئيس هيئة رعاية السجناء وأسرهم في دار الإفتاء القاضي الشيخ محمد عساف، ومحامي الدفاع عن الموقوفين وحشد من العلماء.
وبعد أن شرح أهالي الموقوفين معاناة أولادهم من التعذيب والإهانات والإساءة إلى الكرامة البشرية والإنسانية، مما يتناقض مع حقوق الإنسان والقوانين الدولية، أدلى المفتي بالبيان التالي:
" لقد اطلعنا على أساليب التعذيب الإرهابية التي لم نسمع بمثلها في سجن "أبو غريب" على أيدي الأمريكيين المحتلين في العراق، الكهرباء، الضرب، التصرفات الداعرة اللاأخلاقية ، كلها تمارس مع الموقوفين في لبنان، أنا أطلب طلباً واحداً من جميع المسؤولين - وممن ذكر من بين هؤلاء رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ووزير الداخلية أحمد فتفت- أن يأتوا لدار الإفتاء ليتكلموا مع مفتي الجمهورية حتى نرفع الظلم ، إذ لا زالت بقايا الجهاز الأمني السابق في لبنان تعيث فساداً في أكثر الإدارات، وأضاف : لن نقبل بعد اليوم باستمرار فتح ملفات الموقوفين لأهل السُّنة في لبنان، ولن نقبل باستمرار التأجيل والمماطلة فيها - وختم بيانه بقوله - : فإن لم يتحقق ما نطالب به، فسوف أدعوا أهالي الموقوفين إلى اعتصام مستمر في دار الفتوى ليلاً ونهاراً، وفي مرحلة ثانية إن لم يتحقق شيء من ذلك فسوف أدعوا جميع المسلمين للاعتصام في دار الفتوى ".
هذا البيان ، بل هذه الصرخة المدوِّية تأتي من مرجعية أهل السُّنة، ومن علماء كبار أخلصوا لأبيكم غاية الإخلاص ، وتجاوزوا عن أخطائه نحو بني دينه، وأخلصوا لكم من بعد أبيكم، وحملوا أهل السُّنة على انتخاب قائمتكم في يوم فاصل، وتعرضوا لحملة ظالمة من خصومكم داخل الطائفة السنية.
فمن لكم بعد هؤلاء العلماء الذين يمثلون نبض الشارع السني ! وهل تعيدون تقويم تجربتكم في الحكم، وأنتم لا تزالون في بداية الطريق ؟
يا سعد : اعلم وأنت لا تزال في شبابك وحداثة تجربتك أن الشارع السني لن يُساق كما كان يساق بالأمس، فقد شب عن الطوق،ولن يرحمكم يوم الانتخابات القادمة ما لم تستجيبوا لنبضه وترفعوا سيف الظلم عن كاهله، ومرة أخرى أقول : لا تخطئ يا سعد، في قراءة الأحداث ولا يخدعنك المستشارون العلمانييون الذين يحيطون بك، ولن ينفعك وليد جنبلاط، ولا سمير جعجع وأمثالهما.
يا سعد: إن فضائية المستقبل تُقدم لمشاهديها دليلاً فاضحاً على فساد مؤسساتكم، فلماذا الإصرار على ذلك ؟
وللمسلمين السُّنة نقول :
منذ أمد طويل ونحن ندعوكم إلى توحيد صفوفكم وإصلاح ذات البين بينكم، ولكننا اليوم لا نرى شيئاً مهماً قد تغير، فلا تزال الفوضى هي الفوضى، والخلافات تتوسع وتترسخ، وبعض المنظرين فيكم، يجيدون فن الهروب إلى الأمام، ويتمسكون بقول القائل ( عنزة ولو طارت ) ، ويرون ما صنعه الباطنيون في لبنان -إن اعترفوا به- ليس أكثر من أخطاء، ومن ثم فهم لا يدخرون وسعاً في التزلف لهم، وفي الثناء عليهم.
يا حكماء أهل السُّنة : كان الشيعة في لبنان متفرقون متخلفون، وفضلاً عن ذلك فهم موزعون بين اليمين واليسار ، ثم جاء أمامهم موسى الصدر مرسلاً من قبل شاه إيران محمد رضا بهلوي، ومزوداً بجميع أنواع الدعم، فتمكن خلال بضع سنين من نقلهم نقلة ما كانوا يحلمون بها..وها هم بالتعاون مع حلفائهم في دمشق يحكمون لبنان منذ عقود ثلاثة، ولم يتضاءل دورهم بعد خروج القوات السورية من لبنان.
وأنتم يا حكماء أهل السنة لا يعجزكم أن تحققوا لإخوانكم ما حققه الشيعة لأبناء طائفتهم ، إذا أخلصتم نواياكم ، وأخذتم بأسباب التغيير.
إن شباب أهل السنة يرون أن هناك خطراً يهددهم ، ويبحثون عن مرجعية يستفيؤون في ظلها، وتجيبهم عن أسئلتهم التي جعلتهم حيارى، وأوقعتهم في أخطاء فادحة، فمن لهؤلاء الشباب غيركم، أيها العلماء والدعاة؟
اللهم بصر عبادك الموحدين بمخططات وكيد أعداء هذه الأمة، واجمع اللهم شتاتهم، ووحد صفهم ، وردهم إلى سواء السبيل، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ) .
http://alrabita.info/forum/images/misc/progress.gif