بسم الله الرحمن الرحيم


اليوم هناك واحدة استشارتني بقرار مصيري قد يغير مجرى حياتها
وهو انهم عارضين عليها فرصة عمل ممتازة.. و لكن عليها أن تترك عملها الحالي..
فهي محتارة بالأمر...

فأنا قلت لها رأيي على أساس اني لو كنت مكانها ماذا أفعل..

أقول لهم شروطي و اذا قبلوا بها و كانت "محرزة" ساعتها أترك الأول..

اما اذا لم يقبلوا بها، فأنا لا أضحي بالقديم لأجل الجديد الذي أجهله..

و لكن بعد أن أعطيت رأيي ترددت و قلت ربما ما كان يجب أن أتكلم

ربما كان يجب أن أقول لها استخيري و شوفي بعدين المناسب..

خاصة انها من النوع الذي لا يعجبه العجب..

أختي أم ورقة ... إلى جانب الاستشارة ، الاستخارة وما خاب من استخار

مفعول أكيد مجرب وخاصة في زمن ضعف أهل الاستشارة وقل الناصح الأمين

و هذا الكلام بشكل عام وليس في قضيتك ... حاشاك ...

عليك النصح بما تعرفين وهي لديها الحق في استشارة آخرين

يستشيرنا الاخرون لاسباب كثيرة منها ما يخصهم هم ومنهم ما يخصنا نحن "من وجهة نظرهم هم طبعا " :
فقد يكونون من النوع الذي يستشير دائما ومن الناس من جبلوا على هذه العادة فيستشيرون وليس بالضرورة انهم يريدون مساعدة ما بل فقط "يستشيرون" .

ومنهم من "يعتقد" في الاستشارة وهي منهج حياة بالنسبة له فيستشير ويأخذ بالمشورة عادة !

ومنهم من يستشيرنا لانه وبكل بساطة يرى أهل لذلك ! فهو يرى ان لنا رايا سديدا ونظرة ثاقبة واننا اهل لثقته !

ومنهم من ظاهره انه "يستشير" وهو حقيقة يريد اغاظة الطرف الاخر باعلامه بامر ما يظن في قرارة نفسه ان ذاك الطرف يحسده ويغار منه فيعمد لاخباره من باب الاستشارة وهي في حقيقتها "اِغاظة" لا غير !

وقد تكون هناك اسباب كثيرة اخرى تعلق بالطرفين ومنها السلبي ومنها الايجابي .. ولكن من ناحيتنا نحن فلا أقل من أن نعطي المشورة او نمسكها بناء على معرفتنا بالشخص الذي يطلبها !!
فمنهم من سيؤول اي نوع مشورة ومهما كانت صادقة فهؤلاء التغابي معهم هو الامثل لانه يغلق باب الكثير من المتاعب !!

وهناك أناس نظنهم على خير وعلاقتنا بهم جيدة ونثق بهم فتكون المشورة كالتي قدمتها أنتِ لاختكِ مع مراعاة انه في كثير من الحالات وللامانة ولنصل لقرار سليم يساعدهم حقا فيجب ان نضع انفسنا مكانهم وليس العكس !

والله اعلم

شكراً على هذا التحليل

مع اني احياناً اجد صعوبة أن اضع نفسي مكان الآخرين
فكيف سأستطيع أن أتصور بالفعل كيف هم سينظرون الى الامر

أظن بشكل عام لا احد يستطيع أن يرى ما يراه الآخرون بدقة او يضع نفسه مكانهم بشكل دقيق

بارك الله فيكِ أختنا أم ورقة .

هي محاولة للاطلاع على ظروف الطرف الاخر فان كان ولابد من تقديم المشورة لها /له فنكون قد علمنا بعضا من ظروفه /ها وهي محاولة وكما قلتِ لن يستطيع أحد ان يحل محل شخص آخر بكل التفاصيل.

والله أعلم