صلاح الدين يوسف
04-09-2008, 10:23 PM
( عصائب أهل الحق ) وأخواتها ... مقاومة أم ( مقامرة ) شيعية ؟؟
أسامة البغدادي – مرايا
كما هو الحال في لعبة ( الكوتشينه ) أو ورق المقامرة المعروفة ، لابد لكل لاعبٍ من ورقة يستخدمها ليتمكن من الغلبة في الجولة ويستحوذ على المال المنثور على المنضدة ، ولو تطلَّب الأمر الغش لتحقيق الفوز فلا ضير في ذلك ، لأن غاية اللاعب المقامر في السيطرة على الطاولة تبرر استخدام وسيلة غير مشروعة في قانون اللعبة .
الأمر نفسه يتكرر اليوم في لعبة القمار المتبادلة والمستمرة بين إيران وأميركا للسيطرة على الطاولة العراقية منذ الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003 ، ففي أي وقت يبرز أحد اللاعبين المحتلين ورقته الخاصة ليكسب بها جولة الصراع على الكعكة العراقية ، والخاسر الوحيد في هذه اللعبة هو العراق وشعبه ...
أحد أوراق المقامرة هذه والتي استخدمها الإيرانيون ويحاولون بها قلب المنضدة لصالحهم : ورقة ما يسمى بـ ( المقاومة الشيعية ) ، والتي تتخذ تسميات مختلفة تحت غطاء ( المقاومة الإسلامية في العراق ) : ( عصائب أهل الحق من العراق ) بأجنحتها ( كتائب الإمام علي - كتائب الإمام الكاظم - كتائب الإمام الهادي - كتائب الإمام العسكري ) و ( كتائب حزب الله في العراق ) بأجنحتها ( كتائب زيد بن علي - كتائب أبي الفضل العباس - كتائب كربلاء ) ، وما يسمى بـ ( الكتائب الخاصة لجيش الإمام المهدي ) .
صناعة مقاومة شيعية بعد تشويه الجهاد السني
بَرزت مجاميع ( المقاومة الشيعية ) - أو بالأحرى بُرزت من قبل وسائل الإعلام الشيعية - بعد أحداث سامراء الأولى عام 2006 ، وبلغت قمتها في حرب تموز من نفس العام بين ( حزب الله ) لبنان وإسرائيل حين تبنت ( عصائب أهل الحق ) عدة عمليات مصورة في سلسلة سميت بـ ( نصرة الوعد الصادق ) في ربط واضح ومفضوح مع ( حزب الله ) الإيراني الصناعة والولاء ، وقد كان لهذا التوقيت في إبراز ورقة ( المقاومة الشيعية ) هذه أسباب عديدة ، نذكر منها :
استثمار ضربات المجاميع الشيعية المسلحة ضد القوات الأميركية كجزء من منظومة المساومة التي تفاوض بها طهران واشنطن ، في ما يخص ملفها النووي ، أو كسب الساحة العراقية السياسية والاقتصادية لصالح شيعة العراق الموالين لإيران ، أو منع أميركا وحليفاتها من استهداف إيران ، وغير ذلك من المصالح التي تحاول إيران السيطرة عليها في المنطقة ، وبالتالي تتصاعد ضربات ( حزب الله ) العراقي و ( عصائب أهل الحق ) وتتنازل تبعاً لانصياع أميركا للمطالب الإيرانية أو امتناعها .
وما يدور حالياً من كلام عن المفاوضات حول الاتفاقية العراقية - الأميركية الطويلة الأمد ما هو إلا غطاء لاتفاقية إيرانية - أميركية سرية يجري التفاوض حولها سراً وجهاراً ، ودور هذه الجماعات المسلحة في ترجيح كفة إيران لم يعد خافياً على أحد ، والتصعيد الإعلامي الأميركي باتهام إيران باستمرارها لدعم الجماعات المسلحة أحد الأدلة على ذلك .
في بيانها السادس في الذكرى السادسة للاحتلال قالت ( كتائب حزب الله ) ما نصه : " إننا في المقاومة الإسلامية في العراق نرى أن الاحتلال بدأ يفقد إرادته القتالية وبدأ يركز جهده في كيفية حماية فلوله المنهارة ، وأن انتشاره الآن في الشارع ما هو إلا تعبير واضح في محاولة منه لحماية تلك القوات المنهكة ، لكنه قد وقع في فخ نصبه له أبناء المقاومة الإسلامية ، إذ تكبد خلال الأيام الماضية من الخسائر ما لم يتكبده خلال أشهر مرّت ، وإننا نرى أنه الآن في حيرة من أمره ، فهو الآن فعلاً كما يعبر عنه ولي أمر المسلمين السيد الخامنئي ( دام ظله ) : " إنه كمن غرست قدماه في الوحل ، لا يستطيع أن يتقدم ، ولا يستطيع أن يتراجع ، و لا يستطيع أن يبقى حيث هو " !!!
ضرورة صناعة أنموذج مقاوم شيعي عراقي جديد موالي لإيران خاصة بعد أن تشوه النموذج الأول ( جيش المهدي ) الذي عوّلت عليه طهران سابقاً ليكون ممثل ( المقاومة الشيعية ) وفضح دوره الخبيث في استهداف مناطق أهل السنة بالتهجير وتدمير المساجد وقتل الشباب والنساء والأطفال ، فغدا ( جيش المهدي ) وزعيمه ( مقتدى الصدر ) رمزاً للجريمة بعدما كان كثير من المنخدعين - على المستويات المحلية والعربية والعالمية - يصنفونهم ظلماً تحت خيمة المقاومة والجهاد !!
وخطوة ( صناعة الرمز المقاوم الشيعي ) هو جزء من مشروع إيراني قديم سبق أن بدأ بـ ( حزب الله ) اللبناني ، ولم ينتهِ بالمجاميع الشيعية ( الناشطة والخاملة ) والتي سبق أن وجهت أكثر من ضربة في مناطق مختلفة من دول الخليج العربي ، والهدف العلني من ذلك : إبراز الشيعة مقاومين للمشاريع الصهيونية والأميركية والبريطانية وللأنظمة المرتبطة معها ، أما الهدف غير المعلن والذي تأخر وضوحه للكثير : إيجاد مواطئ قدم مسلحة إيرانية في منطقة الشرق الأوسط لغرض فرض السيطرة ولوي ذراع بعض الجهات وتحقيق المكاسب على مختلف الأصعدة ، وما يجري في لبنان عنا ليس ببعيد !! وفي الوقت نفسه تستمر إيران بدعم الحركات المتطرفة السنية المسلحة والتي شوهت المشروع الجهادي ، كتنظيم القاعدة في الشام أو السعودية أو المغرب العربي أو مصر وغيرها !!
إيجاد بديل مناسب لقيادة بعض الجمهور الشيعي العراقي الساخط على سياسييه الذين بانت عورة شعاراتهم الإسلامية الزائفة وفضحوا بخلافاتهم وتشرذمهم ، ومحاولة رفع الروح المعنوية والنفسية للجمهور الشيعي بعد نجاح المقاومة السنية في تحقيق ذلك بالنسبة لجماهيرها .
ومن جهة أخرى ، فإن ملالي قم وطهران يحتاجون إلى استهداف الجماهير الشيعية بين فترة وأخرى بضربات دموية لإبقاء حالة الحاجة للأحضان الإيرانية خشية من تسلط ( النواصب التكفيريين ) !! والمجاميع المسلحة هذه هي أحدى أدوات تنفيذ الضربات الإيرانية الخفية ، وبالتالي تزداد الانقسامات بين أبناء الشعب الواحد ، ويتفعل مشروع تقسيم العراق ، ويتخلص الإيرانيون بالنتيجة من عراقٍ طالما كسَّر مشاريع الفرس على أبوابه .
إيجاد أذرع مسلحة إيرانية جديدة تهدد التيارات الشيعية التي تحاول مخالفة المشروع الإيراني في العراق أو تريد خلع الثوب الإيراني والارتماء في الأحضان الأميركي بشكل كلي دون تنسيق مع ملالي طهران ، وما ينتج من صدامات صدرية - بدرية بين فترة وأخرى ما هو إلا أنموذج لسياسة قرص الآذان التي تتبعها إيران مع المجلس الأعلى أو حزب الدعوة المتنفذين في الائتلاف الشيعي الحاكم .
سحب البساط من تحت أقدام المقاومة العراقية السنية وقطف ثمرة جهودهم وتضحياتهم لصالح ( مقاومة شيعية ) مفبركة، خاصةً بعد احتمالية سحب القوات الأميركية من العراق باقتراب موسم الانتخابات الرئاسية الأميركية ، وكذلك بعد أن عمل نظام الملالي في طهران طوال سنين الاحتلال على تشويه صورة المقاومة العراقية داخلياً وخارجياً عبر دعم ( تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين ) الذي كشف للقاصي والداني دوره التخريبي للعمل الجهادي ولمناطق أهل السنة وربط اسم المقاومة بالإرهاب .
إن الدور الكبير الذي قام به مجاهدو العراق بتكبيد أميركا خسائر غير متوقعة في الأرواح والمعدات ومنع المشروع الاستعماري من الاستمرار في المنطقة ، هذا الدور من مجاميع غير منتظمة العدة والعدد دفع ملالي طهران لمحاكاة هذا النموذج الناجح لتنفيذ كل ما بيناه سابقاً .
استهداف أهل السنة باطناً... والاحتلال ظاهراً
من خلال متابعة ما عرضته تلك الجماعات من عمليات وإصدارات ، يلاحظ ما يلي :
العمليات منفذة في مناطق شيعية وسط وجنوب العراق ، وفي مناطق انتشار وسيطرة ميليشيا جيش المهدي تحديداً ، مما يؤكد انتماء عناصر هذه المجاميع لعصابات مقتدى الصدر الإجرامية ، وبالتالي فهي تستفيد من الغطاء الأمني الذي توفره قوات الجيش الحكومية أو مغاوير الداخلية والمشهود بتغلغل أفراد الميليشيات فيها ، بل إن الكثير من اللقطات فضحت غباء أصحابها ممن يلبسون زي الشرطة والجيش الحكوميين ويشاركون في تنفيذ هذه العمليات ، ونطرح التساؤل الآتي : كيف يمكن أن تُنفذ عملية تفجير عبوة ناسفة على بعد أمتار من سيطرات حكومية ؟!!!
أغلب عمليات إطلاق الصواريخ والهاونات المعروضة يتزامن وقت ومكان إطلاقها لما جرى من استهداف للمناطق السنية خلال الفترة الماضية ، وعملية الإعداد للإطلاق ليست من السهولة بمكان ولا يمكن تنفيذها إلا بضمان منطقة الإطلاق ، والمعروف في أوساط المجاهدين في العراق أن عملية إطلاق الهاونات والصواريخ على القواعد الأميركية لا يمكن أن تكون إلا من أراضي مفتوحة أو زراعية ، وسرعان ما ترد المدفعية الأميركية خلال دقائق معدودة على مكان الإطلاق ، وعشرات أفلام الإطلاق للمقاومة العراقية تشهد بذلك .. وهذا يؤيد ما نقوله من إيجاد المكان الآمن لهم لضرب أهل السنة !
تفجير العبوات الناسفة في معظمه يتم وسط مناطق سكنية وأثناء مرور مركبات مدنية أو وسط الأسواق ، مما يطرح التساؤل الأقوى : إذا كانت هذه المجاميع قادرة على مثل هذه الأعمال المسلحة داخل المناطق الشيعية ، فما الذي ينفي عنها تهمة التفجيرات التي تستهدف المدنيين في المناطق الشيعية لاستثارتها أو في المناطق السنية لتخريبها ؟؟! خاصة وإن هناك مناطق شيعية لا يمكن لأهل السنة الوصول إليها تستهدف بانفجارات ضخمة وتثبت التهمة كالعادة ضد تنظيم القاعدة والذي ينكر بدوره صلته بها ، مثل ما جرى مؤخراً أوائل شهر شباط 2008 بتفجيري سوق الغزل وبغداد الجديدة راح ضحيته عشرات القتلى والجرحى ، وقبل شهرين من هذين التفجيرين سبق للاحتلال الأميركي القبض على مجموعة لها صلة بإيران نفذت تفجيراً مماثلاً بسوق الغزل أيضاً !! والأمثلة على هذا تطول .
هذا الأمر يقودنا أيضاً إلى تسليط الضوء على قضايا خطف الشخصيات والكفاءات العراقية ومنتسبي السفارات العربية والغربية واغتيالاتهم والتي طالما نسبت في معظمها إلى تنظيم القاعدة ، في حين أن ( المقاومة الشيعية الإسلامية في العراق ) كما تسمي نفسها تختطف في آيار 2007 خمسة بريطانيين عاملين في شركة أمنية من وسط مبنى محصن أمنياً وشيعياً – وزارة النفط العراقية – وفي وضح النهار ، وتبقيهم محتجزين إلى الآن وتساوم القوات البريطانية من أجل الإفراج عن معتقلين من جيش المهدي !!!! وتتبنى ( عصائب أهل الحق ) عملية استهداف السفير البولندي في العراق أوائل تشرين الأول 2007 .. ونعيد السؤال مرة أخرى : إذا كانت ( المقاومة الشيعية ) تفعل ذلك بشخصيات أمنية أجنبية وفي وسط مناطق شيعية ، فمن ذا ينفي عنها تهمة عمليات الاختطاف والاغتيال التي طالت مئات الكفاءات والشخصيات العراقية والعربية ؟!
عدد من العمليات المصورة لهذه الجماعات الشيعية مسروقة في أصلها من مجاميع جهادية عراقية معروفة ، والمتبحر في عالم المنتديات الجهادية والمتابع الجيد يعرف حقيقة ذلك حين يقارن العمليات ببعضها ، بل إن ( عصائب أهل الحق ) تتشدق بأنها هي من استهدفت معسكر ( فالكون ) الأميركي جنوب بغداد في رمضان 1428هـ ، في حين أن العملية تبناها الجيش الإسلامي في العراق رسمياً كما تناقلته وسائل الإعلام وقتها .
دعم شيعي .. محلي وإقليمي .. سري وعلني
بصمة ( حزب الله ) اللبناني واضحة جداً على الأداء العسكري والإعلامي وعلى تدريب عناصر مجموعات ( المقاومة الشيعية ) المزعومة ، بل تكاد قناة ( المنار ) تنفرد بعرض أخبار وتصوير عمليات هذه المجاميع برغم أن عمليات المقاومة العراقية السنية قد تجاوزت الألوف ، وقد اتهمت أطراف أمنية عراقية وأميركية ( حزب الله ) لبنان سابقاً بتدريب عناصر جيش المهدي ، وثبت الاتهام جزماً بإعلان ( مقتدى الصدر ) الحداد لثلاث أيام بعد اغتيال ( عماد مغنية ) القائد العسكري لحزب الله في شباط 2008 ، ونشرت ( عصائب أهل الحق ) و ( كتائب حزب الله ) بيانات نعت فيها ( عماد مغنية ) وتبنت حملة ثأراً لمقتله كان من حصيلتها قصف مناطق سنية ، ومما ذكره في أحد بياناتهم : ( نحن في كتائب حزب الله نعاهد القائد الشهيد الحاج عماد مغنية ونعاهد قيادتنا وكافة المجاهدين والمقاومين بأننا سنبقى على الخط وسيكون كل أخ مجاهد في كتائب حزب الله أخ باراً وفياً لهذا المنهج حتى طرد الأمريكان من منطقتنا ) انظر موقع ( كتائب حزب الله ) : www.alaseb.com (http://www.alaseb.com/) .
العلاقة وثيقة ومتينة بين التيار الصدري - بممثليه السياسيين أو جناحه العسكري ( جيش المهدي ) - مع هذه المجاميع المسلحة الشيعية ، والإصدارت المرئية والملصقات والمقالات تبين حقيقة ذلك ، فقد أصدرت ( عصائب أهل الحق ) إصداراً مرئياً بعنوان : ( الوارثين ) في ذكرى مقتل محمد صادق الصدر والد مقتدى ، وتبنت أواسط 2007 وبعد تفجير سامراء الثاني سلسلة عمليات ( ثارات العسكريين ) تزامناً مع جرائم جيش المهدي باستهداف مناطق أهل السنة ومساجدهم ، ولم نسمع - سابقاً ولا لاحقاً - من ( مكتب الشهيد الصدر ) أو من ( جيش المهدي ) أو من ممثلي التيار الصدري في البرلمان والحكومة براءةً لما تنشره هذه المجاميع من انتساب لها !
وفي معرض رده على اتهامات محمد العسكري - مستشار وزارة الدفاع العراقية والبدري الولاء - والتي نشرتها موقع ( العربية نت ) قلل فيها العسكري من قوة ( عصائب أهل الحق ) واتهمها بأنها " جماعة انترنيت ، وليس لها تأثير " ... قال النائب الصدري المستقيل ( سلام المالكي ) والوزير السابق في حكومة الجعفري : " أن ( عصائب أهل الحق ) مجموعة شيعية بدأت بالبصرة وانتشرت في بغداد وتتركز عملياتها ضد الاحتلال " ، وأضاف المالكي : " لديها عمليات نوعية تعرضها في إصداراتها في الأسواق ويتناقلها الناس .. لديهم عمليات في مختلف المدن ولا بأس بها ، وغير معروف حتى الآن الجهة السياسية التي تتبع لها ... ولكن من المؤكد أنها من المقاومة الشيعية وستعلن عن هويتها مستقبلا ًخاصة بعد أن أصبح لها حضوراً والناس تتحدث عنها وتشتري أقراصها " !!!
تـُرى .. لو كان كلام ( المالكي ) هذا صادراً من شخصية سياسية سُنية يمتدح فيها المقاومة العراقية .. أما كان سيُتّهَم مباشرة بالتحريض على العنف والإرهاب !!
ختامها .. تاريخ يُزور .. وجهادٌ يُدمر
إن مقولة ( التاريخ يعيد نفسه ) كادت تحُفر على مسلة الزمان لتكون حاضرةً أمام أعين كل من يريد أخذ العبر والدروس من الزمن الماضي ، والحق الذي يقال: أن أعداءنا انتفعوا من التاريخ أكثر منا ، فسرقة الثورات التي روتها دماء الإسلاميين من قبل العلمانيين والقوميين تتكرر اليوم بوجه آخر ، فيسرق جهاد أهل السنة والجماعة لينسب إلى من قتلوهم وقاتلوهم ... ويراد للتاريخ أن يقول مستقبلاً بأن ( جيش المهدي ) هو من أخرج المحتل من العراق ، وأن ( مقتدى الصدر ) وأتباعه هم رمز الجهاد الحق ومقاومة الظلم !!
هي رسائل أربع أسوقها في آخر المقال ...
للمقاومة الإسلامية العراقية : أن لا تكف لحظة عن إيقاع الضربات بالمحتل وأذنابه ، ولا يصرفها عن ذلك غدر من غَدر أو تخلّف من أبى أن يعش أبد الدهر إلا بين الحفر ، وأن تبني واجهاتها الإعلامية والسياسية وتبرز أبطالها وشهداءها وبطولاتها ، وتقطف ثمرات جهادها بأيديها ، ولا تتركها تقطف بأيدي المجرمين .
للإسلاميين والوطنيين في العالمين العربي والإسلامي : أن لا يكونوا أدوات لغيرهم لتزوير التاريخ ، وأن يزيلوا كل ما يصيب العين بغشاوة ليميزوا ما جرى ويجري ، فالجيل القادم أمانة في أعناقهم ، ولا بد من توضيح الحقيقة لهم ، وإلا فلن يرحموهم إذا ما اكتشفوا بعد حين أنهم قد خُدعوا كما خُدع الذين من قبلهم .
للقيادات الشيعية في العراق ، لمن كان منهم له قلبٌ أو ألقى السمعَ وهو شهيد : العراق الذي أنجبكم واحتضنكم وعانيتم فيه مع بقية أطيافه من جور الظلم والطغيان لا يستحق منكم أن تسلموه لظلمٍ فارسي جديد ، وإن غسلتم أياديكم سبعاً من نظام طهران - إحداهن بالتراب - فلن يتوانى المجاهدون والوطنيون من وضع أيديهم بأيديكم في سبيل تحرير البلد من أشكال الاحتلال .
لملالي إيران وسكاكينهم الدامية في العراق : أن أهل السنة والجماعة في العراق باختلاف مدارسهم قد قرؤوا التاريخ جيداً واتعظوا ، ولن يسمحوا أن يرتقي نفعي أو ضال الجماجم التي سقطت لتحفظ العراق جمجمةً للإسلام ، ولهم في سيدنا عمر وسعد رضي الله عنهم أسوة حسنة.
http://img186.imageshack.us/img186/47/13page4rd7.jpg
http://img225.imageshack.us/img225/7547/13page5vp0.jpg
أسامة البغدادي – مرايا
كما هو الحال في لعبة ( الكوتشينه ) أو ورق المقامرة المعروفة ، لابد لكل لاعبٍ من ورقة يستخدمها ليتمكن من الغلبة في الجولة ويستحوذ على المال المنثور على المنضدة ، ولو تطلَّب الأمر الغش لتحقيق الفوز فلا ضير في ذلك ، لأن غاية اللاعب المقامر في السيطرة على الطاولة تبرر استخدام وسيلة غير مشروعة في قانون اللعبة .
الأمر نفسه يتكرر اليوم في لعبة القمار المتبادلة والمستمرة بين إيران وأميركا للسيطرة على الطاولة العراقية منذ الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003 ، ففي أي وقت يبرز أحد اللاعبين المحتلين ورقته الخاصة ليكسب بها جولة الصراع على الكعكة العراقية ، والخاسر الوحيد في هذه اللعبة هو العراق وشعبه ...
أحد أوراق المقامرة هذه والتي استخدمها الإيرانيون ويحاولون بها قلب المنضدة لصالحهم : ورقة ما يسمى بـ ( المقاومة الشيعية ) ، والتي تتخذ تسميات مختلفة تحت غطاء ( المقاومة الإسلامية في العراق ) : ( عصائب أهل الحق من العراق ) بأجنحتها ( كتائب الإمام علي - كتائب الإمام الكاظم - كتائب الإمام الهادي - كتائب الإمام العسكري ) و ( كتائب حزب الله في العراق ) بأجنحتها ( كتائب زيد بن علي - كتائب أبي الفضل العباس - كتائب كربلاء ) ، وما يسمى بـ ( الكتائب الخاصة لجيش الإمام المهدي ) .
صناعة مقاومة شيعية بعد تشويه الجهاد السني
بَرزت مجاميع ( المقاومة الشيعية ) - أو بالأحرى بُرزت من قبل وسائل الإعلام الشيعية - بعد أحداث سامراء الأولى عام 2006 ، وبلغت قمتها في حرب تموز من نفس العام بين ( حزب الله ) لبنان وإسرائيل حين تبنت ( عصائب أهل الحق ) عدة عمليات مصورة في سلسلة سميت بـ ( نصرة الوعد الصادق ) في ربط واضح ومفضوح مع ( حزب الله ) الإيراني الصناعة والولاء ، وقد كان لهذا التوقيت في إبراز ورقة ( المقاومة الشيعية ) هذه أسباب عديدة ، نذكر منها :
استثمار ضربات المجاميع الشيعية المسلحة ضد القوات الأميركية كجزء من منظومة المساومة التي تفاوض بها طهران واشنطن ، في ما يخص ملفها النووي ، أو كسب الساحة العراقية السياسية والاقتصادية لصالح شيعة العراق الموالين لإيران ، أو منع أميركا وحليفاتها من استهداف إيران ، وغير ذلك من المصالح التي تحاول إيران السيطرة عليها في المنطقة ، وبالتالي تتصاعد ضربات ( حزب الله ) العراقي و ( عصائب أهل الحق ) وتتنازل تبعاً لانصياع أميركا للمطالب الإيرانية أو امتناعها .
وما يدور حالياً من كلام عن المفاوضات حول الاتفاقية العراقية - الأميركية الطويلة الأمد ما هو إلا غطاء لاتفاقية إيرانية - أميركية سرية يجري التفاوض حولها سراً وجهاراً ، ودور هذه الجماعات المسلحة في ترجيح كفة إيران لم يعد خافياً على أحد ، والتصعيد الإعلامي الأميركي باتهام إيران باستمرارها لدعم الجماعات المسلحة أحد الأدلة على ذلك .
في بيانها السادس في الذكرى السادسة للاحتلال قالت ( كتائب حزب الله ) ما نصه : " إننا في المقاومة الإسلامية في العراق نرى أن الاحتلال بدأ يفقد إرادته القتالية وبدأ يركز جهده في كيفية حماية فلوله المنهارة ، وأن انتشاره الآن في الشارع ما هو إلا تعبير واضح في محاولة منه لحماية تلك القوات المنهكة ، لكنه قد وقع في فخ نصبه له أبناء المقاومة الإسلامية ، إذ تكبد خلال الأيام الماضية من الخسائر ما لم يتكبده خلال أشهر مرّت ، وإننا نرى أنه الآن في حيرة من أمره ، فهو الآن فعلاً كما يعبر عنه ولي أمر المسلمين السيد الخامنئي ( دام ظله ) : " إنه كمن غرست قدماه في الوحل ، لا يستطيع أن يتقدم ، ولا يستطيع أن يتراجع ، و لا يستطيع أن يبقى حيث هو " !!!
ضرورة صناعة أنموذج مقاوم شيعي عراقي جديد موالي لإيران خاصة بعد أن تشوه النموذج الأول ( جيش المهدي ) الذي عوّلت عليه طهران سابقاً ليكون ممثل ( المقاومة الشيعية ) وفضح دوره الخبيث في استهداف مناطق أهل السنة بالتهجير وتدمير المساجد وقتل الشباب والنساء والأطفال ، فغدا ( جيش المهدي ) وزعيمه ( مقتدى الصدر ) رمزاً للجريمة بعدما كان كثير من المنخدعين - على المستويات المحلية والعربية والعالمية - يصنفونهم ظلماً تحت خيمة المقاومة والجهاد !!
وخطوة ( صناعة الرمز المقاوم الشيعي ) هو جزء من مشروع إيراني قديم سبق أن بدأ بـ ( حزب الله ) اللبناني ، ولم ينتهِ بالمجاميع الشيعية ( الناشطة والخاملة ) والتي سبق أن وجهت أكثر من ضربة في مناطق مختلفة من دول الخليج العربي ، والهدف العلني من ذلك : إبراز الشيعة مقاومين للمشاريع الصهيونية والأميركية والبريطانية وللأنظمة المرتبطة معها ، أما الهدف غير المعلن والذي تأخر وضوحه للكثير : إيجاد مواطئ قدم مسلحة إيرانية في منطقة الشرق الأوسط لغرض فرض السيطرة ولوي ذراع بعض الجهات وتحقيق المكاسب على مختلف الأصعدة ، وما يجري في لبنان عنا ليس ببعيد !! وفي الوقت نفسه تستمر إيران بدعم الحركات المتطرفة السنية المسلحة والتي شوهت المشروع الجهادي ، كتنظيم القاعدة في الشام أو السعودية أو المغرب العربي أو مصر وغيرها !!
إيجاد بديل مناسب لقيادة بعض الجمهور الشيعي العراقي الساخط على سياسييه الذين بانت عورة شعاراتهم الإسلامية الزائفة وفضحوا بخلافاتهم وتشرذمهم ، ومحاولة رفع الروح المعنوية والنفسية للجمهور الشيعي بعد نجاح المقاومة السنية في تحقيق ذلك بالنسبة لجماهيرها .
ومن جهة أخرى ، فإن ملالي قم وطهران يحتاجون إلى استهداف الجماهير الشيعية بين فترة وأخرى بضربات دموية لإبقاء حالة الحاجة للأحضان الإيرانية خشية من تسلط ( النواصب التكفيريين ) !! والمجاميع المسلحة هذه هي أحدى أدوات تنفيذ الضربات الإيرانية الخفية ، وبالتالي تزداد الانقسامات بين أبناء الشعب الواحد ، ويتفعل مشروع تقسيم العراق ، ويتخلص الإيرانيون بالنتيجة من عراقٍ طالما كسَّر مشاريع الفرس على أبوابه .
إيجاد أذرع مسلحة إيرانية جديدة تهدد التيارات الشيعية التي تحاول مخالفة المشروع الإيراني في العراق أو تريد خلع الثوب الإيراني والارتماء في الأحضان الأميركي بشكل كلي دون تنسيق مع ملالي طهران ، وما ينتج من صدامات صدرية - بدرية بين فترة وأخرى ما هو إلا أنموذج لسياسة قرص الآذان التي تتبعها إيران مع المجلس الأعلى أو حزب الدعوة المتنفذين في الائتلاف الشيعي الحاكم .
سحب البساط من تحت أقدام المقاومة العراقية السنية وقطف ثمرة جهودهم وتضحياتهم لصالح ( مقاومة شيعية ) مفبركة، خاصةً بعد احتمالية سحب القوات الأميركية من العراق باقتراب موسم الانتخابات الرئاسية الأميركية ، وكذلك بعد أن عمل نظام الملالي في طهران طوال سنين الاحتلال على تشويه صورة المقاومة العراقية داخلياً وخارجياً عبر دعم ( تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين ) الذي كشف للقاصي والداني دوره التخريبي للعمل الجهادي ولمناطق أهل السنة وربط اسم المقاومة بالإرهاب .
إن الدور الكبير الذي قام به مجاهدو العراق بتكبيد أميركا خسائر غير متوقعة في الأرواح والمعدات ومنع المشروع الاستعماري من الاستمرار في المنطقة ، هذا الدور من مجاميع غير منتظمة العدة والعدد دفع ملالي طهران لمحاكاة هذا النموذج الناجح لتنفيذ كل ما بيناه سابقاً .
استهداف أهل السنة باطناً... والاحتلال ظاهراً
من خلال متابعة ما عرضته تلك الجماعات من عمليات وإصدارات ، يلاحظ ما يلي :
العمليات منفذة في مناطق شيعية وسط وجنوب العراق ، وفي مناطق انتشار وسيطرة ميليشيا جيش المهدي تحديداً ، مما يؤكد انتماء عناصر هذه المجاميع لعصابات مقتدى الصدر الإجرامية ، وبالتالي فهي تستفيد من الغطاء الأمني الذي توفره قوات الجيش الحكومية أو مغاوير الداخلية والمشهود بتغلغل أفراد الميليشيات فيها ، بل إن الكثير من اللقطات فضحت غباء أصحابها ممن يلبسون زي الشرطة والجيش الحكوميين ويشاركون في تنفيذ هذه العمليات ، ونطرح التساؤل الآتي : كيف يمكن أن تُنفذ عملية تفجير عبوة ناسفة على بعد أمتار من سيطرات حكومية ؟!!!
أغلب عمليات إطلاق الصواريخ والهاونات المعروضة يتزامن وقت ومكان إطلاقها لما جرى من استهداف للمناطق السنية خلال الفترة الماضية ، وعملية الإعداد للإطلاق ليست من السهولة بمكان ولا يمكن تنفيذها إلا بضمان منطقة الإطلاق ، والمعروف في أوساط المجاهدين في العراق أن عملية إطلاق الهاونات والصواريخ على القواعد الأميركية لا يمكن أن تكون إلا من أراضي مفتوحة أو زراعية ، وسرعان ما ترد المدفعية الأميركية خلال دقائق معدودة على مكان الإطلاق ، وعشرات أفلام الإطلاق للمقاومة العراقية تشهد بذلك .. وهذا يؤيد ما نقوله من إيجاد المكان الآمن لهم لضرب أهل السنة !
تفجير العبوات الناسفة في معظمه يتم وسط مناطق سكنية وأثناء مرور مركبات مدنية أو وسط الأسواق ، مما يطرح التساؤل الأقوى : إذا كانت هذه المجاميع قادرة على مثل هذه الأعمال المسلحة داخل المناطق الشيعية ، فما الذي ينفي عنها تهمة التفجيرات التي تستهدف المدنيين في المناطق الشيعية لاستثارتها أو في المناطق السنية لتخريبها ؟؟! خاصة وإن هناك مناطق شيعية لا يمكن لأهل السنة الوصول إليها تستهدف بانفجارات ضخمة وتثبت التهمة كالعادة ضد تنظيم القاعدة والذي ينكر بدوره صلته بها ، مثل ما جرى مؤخراً أوائل شهر شباط 2008 بتفجيري سوق الغزل وبغداد الجديدة راح ضحيته عشرات القتلى والجرحى ، وقبل شهرين من هذين التفجيرين سبق للاحتلال الأميركي القبض على مجموعة لها صلة بإيران نفذت تفجيراً مماثلاً بسوق الغزل أيضاً !! والأمثلة على هذا تطول .
هذا الأمر يقودنا أيضاً إلى تسليط الضوء على قضايا خطف الشخصيات والكفاءات العراقية ومنتسبي السفارات العربية والغربية واغتيالاتهم والتي طالما نسبت في معظمها إلى تنظيم القاعدة ، في حين أن ( المقاومة الشيعية الإسلامية في العراق ) كما تسمي نفسها تختطف في آيار 2007 خمسة بريطانيين عاملين في شركة أمنية من وسط مبنى محصن أمنياً وشيعياً – وزارة النفط العراقية – وفي وضح النهار ، وتبقيهم محتجزين إلى الآن وتساوم القوات البريطانية من أجل الإفراج عن معتقلين من جيش المهدي !!!! وتتبنى ( عصائب أهل الحق ) عملية استهداف السفير البولندي في العراق أوائل تشرين الأول 2007 .. ونعيد السؤال مرة أخرى : إذا كانت ( المقاومة الشيعية ) تفعل ذلك بشخصيات أمنية أجنبية وفي وسط مناطق شيعية ، فمن ذا ينفي عنها تهمة عمليات الاختطاف والاغتيال التي طالت مئات الكفاءات والشخصيات العراقية والعربية ؟!
عدد من العمليات المصورة لهذه الجماعات الشيعية مسروقة في أصلها من مجاميع جهادية عراقية معروفة ، والمتبحر في عالم المنتديات الجهادية والمتابع الجيد يعرف حقيقة ذلك حين يقارن العمليات ببعضها ، بل إن ( عصائب أهل الحق ) تتشدق بأنها هي من استهدفت معسكر ( فالكون ) الأميركي جنوب بغداد في رمضان 1428هـ ، في حين أن العملية تبناها الجيش الإسلامي في العراق رسمياً كما تناقلته وسائل الإعلام وقتها .
دعم شيعي .. محلي وإقليمي .. سري وعلني
بصمة ( حزب الله ) اللبناني واضحة جداً على الأداء العسكري والإعلامي وعلى تدريب عناصر مجموعات ( المقاومة الشيعية ) المزعومة ، بل تكاد قناة ( المنار ) تنفرد بعرض أخبار وتصوير عمليات هذه المجاميع برغم أن عمليات المقاومة العراقية السنية قد تجاوزت الألوف ، وقد اتهمت أطراف أمنية عراقية وأميركية ( حزب الله ) لبنان سابقاً بتدريب عناصر جيش المهدي ، وثبت الاتهام جزماً بإعلان ( مقتدى الصدر ) الحداد لثلاث أيام بعد اغتيال ( عماد مغنية ) القائد العسكري لحزب الله في شباط 2008 ، ونشرت ( عصائب أهل الحق ) و ( كتائب حزب الله ) بيانات نعت فيها ( عماد مغنية ) وتبنت حملة ثأراً لمقتله كان من حصيلتها قصف مناطق سنية ، ومما ذكره في أحد بياناتهم : ( نحن في كتائب حزب الله نعاهد القائد الشهيد الحاج عماد مغنية ونعاهد قيادتنا وكافة المجاهدين والمقاومين بأننا سنبقى على الخط وسيكون كل أخ مجاهد في كتائب حزب الله أخ باراً وفياً لهذا المنهج حتى طرد الأمريكان من منطقتنا ) انظر موقع ( كتائب حزب الله ) : www.alaseb.com (http://www.alaseb.com/) .
العلاقة وثيقة ومتينة بين التيار الصدري - بممثليه السياسيين أو جناحه العسكري ( جيش المهدي ) - مع هذه المجاميع المسلحة الشيعية ، والإصدارت المرئية والملصقات والمقالات تبين حقيقة ذلك ، فقد أصدرت ( عصائب أهل الحق ) إصداراً مرئياً بعنوان : ( الوارثين ) في ذكرى مقتل محمد صادق الصدر والد مقتدى ، وتبنت أواسط 2007 وبعد تفجير سامراء الثاني سلسلة عمليات ( ثارات العسكريين ) تزامناً مع جرائم جيش المهدي باستهداف مناطق أهل السنة ومساجدهم ، ولم نسمع - سابقاً ولا لاحقاً - من ( مكتب الشهيد الصدر ) أو من ( جيش المهدي ) أو من ممثلي التيار الصدري في البرلمان والحكومة براءةً لما تنشره هذه المجاميع من انتساب لها !
وفي معرض رده على اتهامات محمد العسكري - مستشار وزارة الدفاع العراقية والبدري الولاء - والتي نشرتها موقع ( العربية نت ) قلل فيها العسكري من قوة ( عصائب أهل الحق ) واتهمها بأنها " جماعة انترنيت ، وليس لها تأثير " ... قال النائب الصدري المستقيل ( سلام المالكي ) والوزير السابق في حكومة الجعفري : " أن ( عصائب أهل الحق ) مجموعة شيعية بدأت بالبصرة وانتشرت في بغداد وتتركز عملياتها ضد الاحتلال " ، وأضاف المالكي : " لديها عمليات نوعية تعرضها في إصداراتها في الأسواق ويتناقلها الناس .. لديهم عمليات في مختلف المدن ولا بأس بها ، وغير معروف حتى الآن الجهة السياسية التي تتبع لها ... ولكن من المؤكد أنها من المقاومة الشيعية وستعلن عن هويتها مستقبلا ًخاصة بعد أن أصبح لها حضوراً والناس تتحدث عنها وتشتري أقراصها " !!!
تـُرى .. لو كان كلام ( المالكي ) هذا صادراً من شخصية سياسية سُنية يمتدح فيها المقاومة العراقية .. أما كان سيُتّهَم مباشرة بالتحريض على العنف والإرهاب !!
ختامها .. تاريخ يُزور .. وجهادٌ يُدمر
إن مقولة ( التاريخ يعيد نفسه ) كادت تحُفر على مسلة الزمان لتكون حاضرةً أمام أعين كل من يريد أخذ العبر والدروس من الزمن الماضي ، والحق الذي يقال: أن أعداءنا انتفعوا من التاريخ أكثر منا ، فسرقة الثورات التي روتها دماء الإسلاميين من قبل العلمانيين والقوميين تتكرر اليوم بوجه آخر ، فيسرق جهاد أهل السنة والجماعة لينسب إلى من قتلوهم وقاتلوهم ... ويراد للتاريخ أن يقول مستقبلاً بأن ( جيش المهدي ) هو من أخرج المحتل من العراق ، وأن ( مقتدى الصدر ) وأتباعه هم رمز الجهاد الحق ومقاومة الظلم !!
هي رسائل أربع أسوقها في آخر المقال ...
للمقاومة الإسلامية العراقية : أن لا تكف لحظة عن إيقاع الضربات بالمحتل وأذنابه ، ولا يصرفها عن ذلك غدر من غَدر أو تخلّف من أبى أن يعش أبد الدهر إلا بين الحفر ، وأن تبني واجهاتها الإعلامية والسياسية وتبرز أبطالها وشهداءها وبطولاتها ، وتقطف ثمرات جهادها بأيديها ، ولا تتركها تقطف بأيدي المجرمين .
للإسلاميين والوطنيين في العالمين العربي والإسلامي : أن لا يكونوا أدوات لغيرهم لتزوير التاريخ ، وأن يزيلوا كل ما يصيب العين بغشاوة ليميزوا ما جرى ويجري ، فالجيل القادم أمانة في أعناقهم ، ولا بد من توضيح الحقيقة لهم ، وإلا فلن يرحموهم إذا ما اكتشفوا بعد حين أنهم قد خُدعوا كما خُدع الذين من قبلهم .
للقيادات الشيعية في العراق ، لمن كان منهم له قلبٌ أو ألقى السمعَ وهو شهيد : العراق الذي أنجبكم واحتضنكم وعانيتم فيه مع بقية أطيافه من جور الظلم والطغيان لا يستحق منكم أن تسلموه لظلمٍ فارسي جديد ، وإن غسلتم أياديكم سبعاً من نظام طهران - إحداهن بالتراب - فلن يتوانى المجاهدون والوطنيون من وضع أيديهم بأيديكم في سبيل تحرير البلد من أشكال الاحتلال .
لملالي إيران وسكاكينهم الدامية في العراق : أن أهل السنة والجماعة في العراق باختلاف مدارسهم قد قرؤوا التاريخ جيداً واتعظوا ، ولن يسمحوا أن يرتقي نفعي أو ضال الجماجم التي سقطت لتحفظ العراق جمجمةً للإسلام ، ولهم في سيدنا عمر وسعد رضي الله عنهم أسوة حسنة.
http://img186.imageshack.us/img186/47/13page4rd7.jpg
http://img225.imageshack.us/img225/7547/13page5vp0.jpg