مراسلو الرابطة
04-08-2008, 04:25 AM
مراسلو الرابطة
عمر الفاروق-مراسلو الرابطة
الحجاب
سلاح المرحلة القادمة
من قرية صغيرة في الجنوب الأميركي ......
و في جامعة تضم أكثر من 12 ألف طالباً....
كانت تقف منفردة بحجابها وعفتها وسط حقل من التسيّب الأخلاقي والدنس الفكري...
هي "غولوستان" الفتاة المحجبة الوحيدة في الجامعة! هربت من بلدها الإسلامي بعد أن وجدوا في حوزتها سلاح محظور على بنات أترابها بفضل قوانين سنّها الحكم عليهم ، سلاح متجسد بالرقي الأخلاقي والالتزام الديني ألا وهو الحجاب....
اقتربت منها وأنا أصارع رائحة الورود العفنة من حولنا فدنوت منها في همس قائلاً :"شكراً لكم على هذا الصمود" فرفعت رأسها بفرح مجيبة "الحمد لله ان هناك من يشاطرني هذا الشعور ....وكنت انتظر من يعاونني على نشر حلاوة هذا الدين " ..
بدنا رحلة التعرف على "غولوستان" عسى أن نجد عندها رموز وأفكار ذابت واضمحلت وسط عفن الحياة الغربية وانحطاتها...
هل يمكن أن تعرفينا عليكم أكثر؟
اسمي غولوستان دوغان ومعناه بالغة العربية "حديقة الورود" ، وانا قادمة من تركيا، واسعى للحصول على الماجستير في علوم الحاسوب...
متى ارتديت الحجاب؟
لقد ارتديت الحجاب وأنا في الثانية عشر من عمري و كنت مقتنعة به والحمد لله ، ومع الأسف كثير من الطلبة يظنون أن أهلي أجبروني على ارتدائه ولا يدركون ان ارتدائي للحجاب كان قرار فردي وحر.
كيف ينظر اليك الناس هنا في أميركا ؟ وكيف تصفين أنطباعاتهم وأرائهم حول حجابكم؟
يحدّق بي الناس ويلاحقونني بأعينهم لكنهم يتوقفون عن فعل ذلك فور رؤيتي لهم...كما أن الكثيرون يخافون مني في بادئ الأمر ولكنهم بعد مبادرتي بمحادثتهم يضمحل خوفهم وارتباكهم فاضطر أن أكون البادئة في اي محادثة ومع اي شخص ، و تصبح بعدها العلاقة عادية والكلام طبيعي .
هل واجهت مسألة التمييز العنصري او مسألة التضييق على اي من حرياتك بسبب حجابك ؟
بصراحة لا، لم ألحظ أي نوع من التمييز العنصري أو اي من هذه الأمور. لقد عاملني الأميركيون وكأنني واحدة منهم ...وشعرت بارتياح كبير لهذه المعاملة الطيبة التي لم أجدها في بلادي ... لكن عادةً يسألني الناس أسئلة متكررة منبعها سوء الفهم للإسلام بسبب تصرفات بعض المسلمين وما يرونه في إعلامهم من تركيز على زلاتنا.
http://www.gulfup.com/up/jpgfiles/mXR52402.jpg (http://www.gulfup.com/)
ما رأيك في أساليب العيش والفكر للحضارة الغربية التي يحاول العلمانيون تطبيقها في تركيا كمحاولة لإحياء نهضة حقيقية في البلاد؟ هل نجحوا بذلا أم لا؟ ام انك تعتقدين ان الإسلام هو الحل ؟
اعذرني ولكن لا استطيع الإجابة على هذا السؤال ، فقانون بلادنا يمنعنا من المطالبة بحكم إسلامي في تركيا كما أن الحديث عن الحكم العلماني هو جريمة (ونظرت الي نظرة عرفت من خلالها ماذا ستجيب) ، و لكن ما أستطيع قوله هو أن مجيئي إلى أميركا لم ولن يغير شيئاً من قناعاتي...الغرب تفوق على المسلمين في مجالات عدة و لا نستطيع إلا أن نحترم تطورهم هذا في التكنولوجيا وفي مستوى المعيشة المرتفع الذي يحصل عليه الفرد، عدا عن نجاحهم في محاربة للفساد والرشاوى، و احترامهم للقوانين.
إلا أنني أكره غياب الأخلاقيات و المبادئ الواضحة في هذا المجتمع ، و اعتبارهم العائلة أمرا غير ضروري نهائياً، ولذلك يتكون عند البعض شعور بالإحباط ،والوحدة، واليأس ، مما يؤدي الى نشوء فجوة عميقة في حياتهم تتمثل في عدم معرفة الله جل شأنه، وعدم معرفة دين الإسلام ، فتراهم يحاولون تعبئة فراغهم الروحني هذا بالانغماس في العمل والشرب والضياع مع نهاية كل أسبوع وفيعاد بذلك شريط حياتهم مع مضي كل أسبوع!!
ما هي باعتقادك مسؤولياتك الإسلامية داخل الجامعة وكيف تسعين لتحقيقها ؟
أن أكون مثالاً أعلى هو الحلم الذي أسعى اليه، إني كمسلمة ومحجبة أشعر بمسؤولية كبيرة أمام الله وأمام هؤلاء الطلبة ، لأن أخطائي الشخصية هي أخطاء إسلامية بنظرهم ، فطبيعة الناس التعميم خاصة بسبب الفكرة السيئة عنا.
أحاول أن أكظم غيظي قدر الامكان ، كما انيأحاول أن أحافظ على ابتسامتي مع الجميع ... أتواصل مع الطلبة الذين أساعدهم كما أني أستمع لمشكلاهم. ...ومن مسؤولياتي أيضاً ان أكون طالبة متفوقة حتى أُرفع هامة المسلمين عالياً.
نسعى الآن ان شاء الله الى إنشاء منظمة للمسلمين داخل جامعتنا لنقيم نقاشات مع الآخرين حتى يتعرفوا على طبيعة الإسلام ويغيروا الصورة السيئة التي تشربوها عنا.
هل تفتخرين كونك المحجبة الوحيدة في الجامعة ؟
الحجاب فرض على كل مسلمة ، لذلك فأنا أشعر أن ما أقدمه للإسلام أقل بكثير مما يجب علي أن اقدمه لحياتي. لكن نعم ، أشعر بالفخر كوني الوحيدة التي ترتدي الحجاب، وهذا يزيد من مسؤولياتي أمام المجتمع وأمام نفسي وديني... اتمنى ان تتشجع الفتيات المسلمات على ارتداء الحجاب الذي يعتبر من حرياتنا وانوثتنا .
http://www.gulfup.com/up/jpgfiles/Zj752584.jpg (http://www.gulfup.com/)
ما اكثر ما يضايقك ؟ ولماذا اخترت السفر ؟
اكثر ما يضايقني هو اعتراف بعض المسلمين أنهم مسلمون غير متمرسين او ممارسين...
Not practicing
وهذه العبارة نسمعها كثيراً من غير المسلمين فقد نسي المسلمون أن هناك فرقاً بين الإسلام وباقي الديانات وأن عدم مزاولة الإسلام هو خروج عنه! و أن الفرق بين الإسلام والكفر واضح ...ومن لا يمارس الإسلام يعتبر بعيداً عنه، مثل ذلك من لا يصلي ولا يصوم ويتعبّد على طريقته. و أكثر ما يضايقني تفسير البعض للقرآن على سجيته ويفتي برأيه فيضل الكثير من الناس بغير علم.
لقد تركت تركيا بغير إرادتي، ارتدت أفضل الجامعات ولم يكن مسموحاً لنا بالحجاب... فكنا نتحايل عليهم بشتى الطرق و نرتدي القبعات الكبيرة أو شعر مستعار ... يتم تفتيشنا كل يوم على أبواب الجامعة لا لذنب اقترفنا سوى أننا ارتدينا الحجاب ..
فتخيل معي هذه المعاناة اليومية و تأثيرها في النفس وعلى الحياة الاجتماعية في بلد سكانه مسلمون.. واضف على ذلك انه في بعض الصفوف لا يسمح لنا فيها بوضع القبعات فيُضطر البعض إلى خلع الحجاب او تفويت المحاضرة .. و لكي تكتمل المعاناة فعند تخرجنا أُعطيت غير المحجبات فرصاً أكبر للعمل المراكز عالية وبقيت و صديقاتي دون عمل حتى بلغ باحداهنّ الحزن واليأس حد خلع الحجاب لتحصل على وظيفة ..وبعضهن لم يصبرن لحين التخرج فخلعنه إلى الابد ...نعم، الذي يضايقني أنني هنا يُحترم رأيي وحجابي وتطبيقي لديني وفي بلدي الإسلامي يذلّني ويهينني كلما اردت الدخول الى الجامعة والخروج منها .
فعندها قررت السفر الى امريكا لامارس الاسلام
انقطع الكلام بعد هذه العبارة القاتلة....
وساد صمتُ حزين، ونظرات تخالطها الدموع... فذكريات الحضارة الإسلامية العريقة أراها في عينيها الصادقتين....
لقد تركت غولوستان بلدها بعد أن منعت من الدخول إلى الجامعة بحجابها لكنها لم تستسلم وتجاوزت جميع العقبات وانطلقت بعزيمة المؤمن بالله الواثق بخطاه إلى مستقبلها.
عمر الفاروق-مراسلو الرابطة
الحجاب
سلاح المرحلة القادمة
من قرية صغيرة في الجنوب الأميركي ......
و في جامعة تضم أكثر من 12 ألف طالباً....
كانت تقف منفردة بحجابها وعفتها وسط حقل من التسيّب الأخلاقي والدنس الفكري...
هي "غولوستان" الفتاة المحجبة الوحيدة في الجامعة! هربت من بلدها الإسلامي بعد أن وجدوا في حوزتها سلاح محظور على بنات أترابها بفضل قوانين سنّها الحكم عليهم ، سلاح متجسد بالرقي الأخلاقي والالتزام الديني ألا وهو الحجاب....
اقتربت منها وأنا أصارع رائحة الورود العفنة من حولنا فدنوت منها في همس قائلاً :"شكراً لكم على هذا الصمود" فرفعت رأسها بفرح مجيبة "الحمد لله ان هناك من يشاطرني هذا الشعور ....وكنت انتظر من يعاونني على نشر حلاوة هذا الدين " ..
بدنا رحلة التعرف على "غولوستان" عسى أن نجد عندها رموز وأفكار ذابت واضمحلت وسط عفن الحياة الغربية وانحطاتها...
هل يمكن أن تعرفينا عليكم أكثر؟
اسمي غولوستان دوغان ومعناه بالغة العربية "حديقة الورود" ، وانا قادمة من تركيا، واسعى للحصول على الماجستير في علوم الحاسوب...
متى ارتديت الحجاب؟
لقد ارتديت الحجاب وأنا في الثانية عشر من عمري و كنت مقتنعة به والحمد لله ، ومع الأسف كثير من الطلبة يظنون أن أهلي أجبروني على ارتدائه ولا يدركون ان ارتدائي للحجاب كان قرار فردي وحر.
كيف ينظر اليك الناس هنا في أميركا ؟ وكيف تصفين أنطباعاتهم وأرائهم حول حجابكم؟
يحدّق بي الناس ويلاحقونني بأعينهم لكنهم يتوقفون عن فعل ذلك فور رؤيتي لهم...كما أن الكثيرون يخافون مني في بادئ الأمر ولكنهم بعد مبادرتي بمحادثتهم يضمحل خوفهم وارتباكهم فاضطر أن أكون البادئة في اي محادثة ومع اي شخص ، و تصبح بعدها العلاقة عادية والكلام طبيعي .
هل واجهت مسألة التمييز العنصري او مسألة التضييق على اي من حرياتك بسبب حجابك ؟
بصراحة لا، لم ألحظ أي نوع من التمييز العنصري أو اي من هذه الأمور. لقد عاملني الأميركيون وكأنني واحدة منهم ...وشعرت بارتياح كبير لهذه المعاملة الطيبة التي لم أجدها في بلادي ... لكن عادةً يسألني الناس أسئلة متكررة منبعها سوء الفهم للإسلام بسبب تصرفات بعض المسلمين وما يرونه في إعلامهم من تركيز على زلاتنا.
http://www.gulfup.com/up/jpgfiles/mXR52402.jpg (http://www.gulfup.com/)
ما رأيك في أساليب العيش والفكر للحضارة الغربية التي يحاول العلمانيون تطبيقها في تركيا كمحاولة لإحياء نهضة حقيقية في البلاد؟ هل نجحوا بذلا أم لا؟ ام انك تعتقدين ان الإسلام هو الحل ؟
اعذرني ولكن لا استطيع الإجابة على هذا السؤال ، فقانون بلادنا يمنعنا من المطالبة بحكم إسلامي في تركيا كما أن الحديث عن الحكم العلماني هو جريمة (ونظرت الي نظرة عرفت من خلالها ماذا ستجيب) ، و لكن ما أستطيع قوله هو أن مجيئي إلى أميركا لم ولن يغير شيئاً من قناعاتي...الغرب تفوق على المسلمين في مجالات عدة و لا نستطيع إلا أن نحترم تطورهم هذا في التكنولوجيا وفي مستوى المعيشة المرتفع الذي يحصل عليه الفرد، عدا عن نجاحهم في محاربة للفساد والرشاوى، و احترامهم للقوانين.
إلا أنني أكره غياب الأخلاقيات و المبادئ الواضحة في هذا المجتمع ، و اعتبارهم العائلة أمرا غير ضروري نهائياً، ولذلك يتكون عند البعض شعور بالإحباط ،والوحدة، واليأس ، مما يؤدي الى نشوء فجوة عميقة في حياتهم تتمثل في عدم معرفة الله جل شأنه، وعدم معرفة دين الإسلام ، فتراهم يحاولون تعبئة فراغهم الروحني هذا بالانغماس في العمل والشرب والضياع مع نهاية كل أسبوع وفيعاد بذلك شريط حياتهم مع مضي كل أسبوع!!
ما هي باعتقادك مسؤولياتك الإسلامية داخل الجامعة وكيف تسعين لتحقيقها ؟
أن أكون مثالاً أعلى هو الحلم الذي أسعى اليه، إني كمسلمة ومحجبة أشعر بمسؤولية كبيرة أمام الله وأمام هؤلاء الطلبة ، لأن أخطائي الشخصية هي أخطاء إسلامية بنظرهم ، فطبيعة الناس التعميم خاصة بسبب الفكرة السيئة عنا.
أحاول أن أكظم غيظي قدر الامكان ، كما انيأحاول أن أحافظ على ابتسامتي مع الجميع ... أتواصل مع الطلبة الذين أساعدهم كما أني أستمع لمشكلاهم. ...ومن مسؤولياتي أيضاً ان أكون طالبة متفوقة حتى أُرفع هامة المسلمين عالياً.
نسعى الآن ان شاء الله الى إنشاء منظمة للمسلمين داخل جامعتنا لنقيم نقاشات مع الآخرين حتى يتعرفوا على طبيعة الإسلام ويغيروا الصورة السيئة التي تشربوها عنا.
هل تفتخرين كونك المحجبة الوحيدة في الجامعة ؟
الحجاب فرض على كل مسلمة ، لذلك فأنا أشعر أن ما أقدمه للإسلام أقل بكثير مما يجب علي أن اقدمه لحياتي. لكن نعم ، أشعر بالفخر كوني الوحيدة التي ترتدي الحجاب، وهذا يزيد من مسؤولياتي أمام المجتمع وأمام نفسي وديني... اتمنى ان تتشجع الفتيات المسلمات على ارتداء الحجاب الذي يعتبر من حرياتنا وانوثتنا .
http://www.gulfup.com/up/jpgfiles/Zj752584.jpg (http://www.gulfup.com/)
ما اكثر ما يضايقك ؟ ولماذا اخترت السفر ؟
اكثر ما يضايقني هو اعتراف بعض المسلمين أنهم مسلمون غير متمرسين او ممارسين...
Not practicing
وهذه العبارة نسمعها كثيراً من غير المسلمين فقد نسي المسلمون أن هناك فرقاً بين الإسلام وباقي الديانات وأن عدم مزاولة الإسلام هو خروج عنه! و أن الفرق بين الإسلام والكفر واضح ...ومن لا يمارس الإسلام يعتبر بعيداً عنه، مثل ذلك من لا يصلي ولا يصوم ويتعبّد على طريقته. و أكثر ما يضايقني تفسير البعض للقرآن على سجيته ويفتي برأيه فيضل الكثير من الناس بغير علم.
لقد تركت تركيا بغير إرادتي، ارتدت أفضل الجامعات ولم يكن مسموحاً لنا بالحجاب... فكنا نتحايل عليهم بشتى الطرق و نرتدي القبعات الكبيرة أو شعر مستعار ... يتم تفتيشنا كل يوم على أبواب الجامعة لا لذنب اقترفنا سوى أننا ارتدينا الحجاب ..
فتخيل معي هذه المعاناة اليومية و تأثيرها في النفس وعلى الحياة الاجتماعية في بلد سكانه مسلمون.. واضف على ذلك انه في بعض الصفوف لا يسمح لنا فيها بوضع القبعات فيُضطر البعض إلى خلع الحجاب او تفويت المحاضرة .. و لكي تكتمل المعاناة فعند تخرجنا أُعطيت غير المحجبات فرصاً أكبر للعمل المراكز عالية وبقيت و صديقاتي دون عمل حتى بلغ باحداهنّ الحزن واليأس حد خلع الحجاب لتحصل على وظيفة ..وبعضهن لم يصبرن لحين التخرج فخلعنه إلى الابد ...نعم، الذي يضايقني أنني هنا يُحترم رأيي وحجابي وتطبيقي لديني وفي بلدي الإسلامي يذلّني ويهينني كلما اردت الدخول الى الجامعة والخروج منها .
فعندها قررت السفر الى امريكا لامارس الاسلام
انقطع الكلام بعد هذه العبارة القاتلة....
وساد صمتُ حزين، ونظرات تخالطها الدموع... فذكريات الحضارة الإسلامية العريقة أراها في عينيها الصادقتين....
لقد تركت غولوستان بلدها بعد أن منعت من الدخول إلى الجامعة بحجابها لكنها لم تستسلم وتجاوزت جميع العقبات وانطلقت بعزيمة المؤمن بالله الواثق بخطاه إلى مستقبلها.