سـمـاح
04-03-2008, 11:44 PM
إطلاق أوّل نظام للملاحة على الطرقات في لبنان باستخدام «جي بي أس»
مادونا سمعان
في الوقت الذي تعمل فيه دول العالم المتقدّم وشركات التكنولوجيا على تطوير أنظمة الملاحة للطرقات Navigator، يحتفل لبنان بولادة أول نظام للملاحة لطرقاته، حتى بات باستطاعة كل لبناني يقتني جهازا مزودا بذاك النظام أن يستفيد مما يعرف بنظام تحديد المواقع العالمي GPS (Global Positioning System). وهذا النظام هو نظام تحديد للمواقع يعمل منذ حوالى العشرين عاما عبر خمسة وعشرين قمرا اصطناعيا تقوم أربعة منها (بحسب موقعها في الفضاء) بتحديد المواقع على الأرض من خلال الإحداثيات، ما يجعل من الممكن بواسطته تحدد إحداثيات نقطة ما كما كيفية الوصول منها إلى نقطة أخرى والعكس.
وإشارات نظام تحديد المواقع تلك، كان بالإمكان التقاطها في لبنان كونها تأتي من أقمار اصطناعيا تبث المعلومات باستمرار. لكن أيا من حاملي أجهزة الملاحة الضرورية لتحليل تلك المعلومات، لم يكن باستطاعته الاستفادة منها في بقعة لبنانية والسبب: عدم توفّر الخرائط وإحداثياتها، شأنه شأن بلدان عربية أخرى تخاف فكرة تعميم الخرائط واستخدامها في «أعمال تخريبية».
فحتى الساعة، تبقى مسألة الخرائط منوطة بالجيش اللبناني في لبنان وذلك بحسب قانون صادر في العام .1960
غير أن التطور التكنولوجي العالمي، الذي لا يواكبه لبنان دائما، خرق عن غير قصد بعض القوانين ومنها ذاك القانون. فخرائط أي بلد يمكن رسمها وتحديثها عبر الأقمار الاصطناعية من أي بلد آخر في العالم. كما أن مراقبة بقعة ما على الأرض تكفلها مواقع الكترونية عدة لعلّ أشهرها «غوغل إيرث».
هكذا كان بالإمكان منذ سنوات استحداث نظام ملاحة في لبنان، لكنّ لولادته الجديدة اليوم قصة يرويها رئيس شركة GIS الدكتور كمال عازار فيقول: «قررت وزارة السياحة إنشاء موقع على الإنترنت اسمه Lebanon maps يتضمن خرائط لمواقع سياحية. وقد رسا المشروع الذي تموّله «وكالة التنمية الأميركية» على «جمعية الإنماء الاجتماعي والثقافي» (إنماء) التي يرأسها الدكتور جواد عدرا، لتحويله إلى واقع. أنشئ الموقع لكن سرعان ما ظهرت ضرورة تحديثه، الأمر الذي أعاقه التمويل. فقررت الجمعية بالتعاون مع شركتنا البحث عن طريقة لإبقاء هذا المشروع حيّا. وإذ بنا نلجأ إلى فكرة تصميم نظام للملاحة في لبنان، يستفاد منه على نطاق أوسع من النطاق السياحي وتعود أرباحه إلى تحديث موقع Lebanon maps».
انطلقت تلك الخطة منذ سنتين، وعلى أساسها قامت شركة أميركية بالتعاون مع GIS برسم الخرائط من الولايات المتحدة، وقد عملنا على جمع ما يعرف بـ«نقاط اهتمام» أو Points of interests وصلت إلى حدود العشرين ألف نقطة تمت إضافتها إلى النقاط الخمس عشرة ألفا التي كناّ قد ضمنّاها إلى خرائط الموقع السياحي. وتلك النقاط تشمل المدارس والصيدليات والمستشفيات والمعالم الثقافية والتجارية والاجتماعية... إضافة إلى السياحية، حتى بات لدينا 35 ألف نقطة اهتمام.
في المقابل عملت جمعية «إنماء» عن كثب على الأرض عبر مندوبين لديها توزعوا على المناطق اللبنانية لجمع المعلومات الصحيحة والدقيقة لاستكمال المشروع. كما قدّمت وزارة التربية والتعليم العالي معلومات عن مواقع مدارسها مع إحداثياتها مجانا، وقامت بالأمر نفسه مؤسسة اللوتو اللبناني التي وفّرت معلومات عن مواقع الوسم التابعة لها...
بعد جمع نقاط الاهتمام، ورسم الخرائط تولت GIS تضمينها إلى جهاز الملاحة، وهنا يلفت عازار الى أنه «تمّ تصميم برنامج الملاحة بما يتلاءم وأجهزة Garmin الأميركية، مع نظام إقفال (Locking) للبرنامج، يمنع تحميله على أجهزة أخرى من دون طلبه من الشركة المصممة وذلك كحماية لملكيتهم الفكرية التي لا يضمنها القانون فعليا في لبنان».
خلاصة هذا العمل، جهاز خاص بالملاحة يمكن من خلاله تحديد موقع المستخدم ومساعدته على الوصول إلى موقع محدد آخر، سواء عبر تعريف الجهاز للموقع الجديد والوقت المطلوب للوصول إليه والمسافة... أو عبر الإبحار مع المستخدم عبر الطرقات المؤدية إليه، خصوصا انه مجهّز بنظام صوتي يرشد إلى المنعطفات والطرقات الفرعية واتجاهات السير.
والجدير ذكره أن الطرقات والشوارع تحمل أسماءها الرسمية، في حين أعطي للطرقات التي لا تحمل اسما رسميا، أسماء المنطقتين اللتين تجمعهما (طريق بيت مري ـ برمانا)...
إلى ذلك يوفّر النظام معلومات عن الصيدليات والمستشفيات والمدارس ودور العبادة والفنادق والمطاعم... مع أماكنها ويدّل المستخدم إلى أقربها إلى موقعه.
تبلغ كلفة النظام مع الجهاز 450 دولارا من دون الضريبة على القيمة المضافة، وبإمكان الشركة تحميله إلى كومبيوترات الســيارات المــزودة بنظام GPS وحينها تصل الكلفة إلى حدود 1500 دولار أو 2000 دولار. أما تزويده لأجهزة الهاتف المحمول فتبلغ 200 دولار.
لذلك لا يتــوقّع عــازار أن يصــل عدد مستخدمي النظام الجديد إلى أكثر من خمســمئة مستخدم «وذلك بسبب القدرة الشرائية في لبنــان»، وهو يشير إلى أن أول مستخدمي هذا الجــهاز هم عدد من السفارات العاملة في لبنان. ويعدّ بتــزويد البرنــامج نقاطا جديدة لتصل إلى حدود الخمسين ألفا على أن تثابر الشركة والجمعية للوصول بعد فترة إلى المئة ألف نقطة.
يذكر أن شركة «أوريون ديجيتال نافيغيشن» Orion digital navigation، كانت قد أطلقت في العام 2007 برنامج ملاحة خاص بأجهزة الهاتف الخلوي «نوكيا» وأجهزة الكومبيوتر الجيبي imate يتضمن خريطة لبنان كاملة مع الطرقات الرئيسية فيه بالإضافة إلى 12 ألف نقطة اهتمام (Points of interests)، وهي في صدد تطويره لتحميله داخل السيارات المجهزة بنظام GPS. وكانت قد تبنّت وزارة السياحة هذا المشروع في إطار تطوير الصناعة السياحية.
مادونا سمعان
في الوقت الذي تعمل فيه دول العالم المتقدّم وشركات التكنولوجيا على تطوير أنظمة الملاحة للطرقات Navigator، يحتفل لبنان بولادة أول نظام للملاحة لطرقاته، حتى بات باستطاعة كل لبناني يقتني جهازا مزودا بذاك النظام أن يستفيد مما يعرف بنظام تحديد المواقع العالمي GPS (Global Positioning System). وهذا النظام هو نظام تحديد للمواقع يعمل منذ حوالى العشرين عاما عبر خمسة وعشرين قمرا اصطناعيا تقوم أربعة منها (بحسب موقعها في الفضاء) بتحديد المواقع على الأرض من خلال الإحداثيات، ما يجعل من الممكن بواسطته تحدد إحداثيات نقطة ما كما كيفية الوصول منها إلى نقطة أخرى والعكس.
وإشارات نظام تحديد المواقع تلك، كان بالإمكان التقاطها في لبنان كونها تأتي من أقمار اصطناعيا تبث المعلومات باستمرار. لكن أيا من حاملي أجهزة الملاحة الضرورية لتحليل تلك المعلومات، لم يكن باستطاعته الاستفادة منها في بقعة لبنانية والسبب: عدم توفّر الخرائط وإحداثياتها، شأنه شأن بلدان عربية أخرى تخاف فكرة تعميم الخرائط واستخدامها في «أعمال تخريبية».
فحتى الساعة، تبقى مسألة الخرائط منوطة بالجيش اللبناني في لبنان وذلك بحسب قانون صادر في العام .1960
غير أن التطور التكنولوجي العالمي، الذي لا يواكبه لبنان دائما، خرق عن غير قصد بعض القوانين ومنها ذاك القانون. فخرائط أي بلد يمكن رسمها وتحديثها عبر الأقمار الاصطناعية من أي بلد آخر في العالم. كما أن مراقبة بقعة ما على الأرض تكفلها مواقع الكترونية عدة لعلّ أشهرها «غوغل إيرث».
هكذا كان بالإمكان منذ سنوات استحداث نظام ملاحة في لبنان، لكنّ لولادته الجديدة اليوم قصة يرويها رئيس شركة GIS الدكتور كمال عازار فيقول: «قررت وزارة السياحة إنشاء موقع على الإنترنت اسمه Lebanon maps يتضمن خرائط لمواقع سياحية. وقد رسا المشروع الذي تموّله «وكالة التنمية الأميركية» على «جمعية الإنماء الاجتماعي والثقافي» (إنماء) التي يرأسها الدكتور جواد عدرا، لتحويله إلى واقع. أنشئ الموقع لكن سرعان ما ظهرت ضرورة تحديثه، الأمر الذي أعاقه التمويل. فقررت الجمعية بالتعاون مع شركتنا البحث عن طريقة لإبقاء هذا المشروع حيّا. وإذ بنا نلجأ إلى فكرة تصميم نظام للملاحة في لبنان، يستفاد منه على نطاق أوسع من النطاق السياحي وتعود أرباحه إلى تحديث موقع Lebanon maps».
انطلقت تلك الخطة منذ سنتين، وعلى أساسها قامت شركة أميركية بالتعاون مع GIS برسم الخرائط من الولايات المتحدة، وقد عملنا على جمع ما يعرف بـ«نقاط اهتمام» أو Points of interests وصلت إلى حدود العشرين ألف نقطة تمت إضافتها إلى النقاط الخمس عشرة ألفا التي كناّ قد ضمنّاها إلى خرائط الموقع السياحي. وتلك النقاط تشمل المدارس والصيدليات والمستشفيات والمعالم الثقافية والتجارية والاجتماعية... إضافة إلى السياحية، حتى بات لدينا 35 ألف نقطة اهتمام.
في المقابل عملت جمعية «إنماء» عن كثب على الأرض عبر مندوبين لديها توزعوا على المناطق اللبنانية لجمع المعلومات الصحيحة والدقيقة لاستكمال المشروع. كما قدّمت وزارة التربية والتعليم العالي معلومات عن مواقع مدارسها مع إحداثياتها مجانا، وقامت بالأمر نفسه مؤسسة اللوتو اللبناني التي وفّرت معلومات عن مواقع الوسم التابعة لها...
بعد جمع نقاط الاهتمام، ورسم الخرائط تولت GIS تضمينها إلى جهاز الملاحة، وهنا يلفت عازار الى أنه «تمّ تصميم برنامج الملاحة بما يتلاءم وأجهزة Garmin الأميركية، مع نظام إقفال (Locking) للبرنامج، يمنع تحميله على أجهزة أخرى من دون طلبه من الشركة المصممة وذلك كحماية لملكيتهم الفكرية التي لا يضمنها القانون فعليا في لبنان».
خلاصة هذا العمل، جهاز خاص بالملاحة يمكن من خلاله تحديد موقع المستخدم ومساعدته على الوصول إلى موقع محدد آخر، سواء عبر تعريف الجهاز للموقع الجديد والوقت المطلوب للوصول إليه والمسافة... أو عبر الإبحار مع المستخدم عبر الطرقات المؤدية إليه، خصوصا انه مجهّز بنظام صوتي يرشد إلى المنعطفات والطرقات الفرعية واتجاهات السير.
والجدير ذكره أن الطرقات والشوارع تحمل أسماءها الرسمية، في حين أعطي للطرقات التي لا تحمل اسما رسميا، أسماء المنطقتين اللتين تجمعهما (طريق بيت مري ـ برمانا)...
إلى ذلك يوفّر النظام معلومات عن الصيدليات والمستشفيات والمدارس ودور العبادة والفنادق والمطاعم... مع أماكنها ويدّل المستخدم إلى أقربها إلى موقعه.
تبلغ كلفة النظام مع الجهاز 450 دولارا من دون الضريبة على القيمة المضافة، وبإمكان الشركة تحميله إلى كومبيوترات الســيارات المــزودة بنظام GPS وحينها تصل الكلفة إلى حدود 1500 دولار أو 2000 دولار. أما تزويده لأجهزة الهاتف المحمول فتبلغ 200 دولار.
لذلك لا يتــوقّع عــازار أن يصــل عدد مستخدمي النظام الجديد إلى أكثر من خمســمئة مستخدم «وذلك بسبب القدرة الشرائية في لبنــان»، وهو يشير إلى أن أول مستخدمي هذا الجــهاز هم عدد من السفارات العاملة في لبنان. ويعدّ بتــزويد البرنــامج نقاطا جديدة لتصل إلى حدود الخمسين ألفا على أن تثابر الشركة والجمعية للوصول بعد فترة إلى المئة ألف نقطة.
يذكر أن شركة «أوريون ديجيتال نافيغيشن» Orion digital navigation، كانت قد أطلقت في العام 2007 برنامج ملاحة خاص بأجهزة الهاتف الخلوي «نوكيا» وأجهزة الكومبيوتر الجيبي imate يتضمن خريطة لبنان كاملة مع الطرقات الرئيسية فيه بالإضافة إلى 12 ألف نقطة اهتمام (Points of interests)، وهي في صدد تطويره لتحميله داخل السيارات المجهزة بنظام GPS. وكانت قد تبنّت وزارة السياحة هذا المشروع في إطار تطوير الصناعة السياحية.