عزام
03-13-2008, 04:18 PM
أحمد أميري (http://www.alarabiya.net/authors.php?q=%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8 %AF+%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%8A)
اكتسح خبر الجدل المصري بشأن فتوى تبيح القبلات بين غير المتزوجين، جميع تصنيفات موقع «العربية. نت»، كأكثر خبر قراءة، وإثارة للتعقيبات، وطباعة، وحفظاً، وإرسالاً. واحتفظ الخبر بجميع «الألقاب» طوال يوم السبت الفائت برغم وجود أخبار أخرى «مهمة».
يدخل الموقع المذكور، بحسب أنس فودة، المسؤول فيه، نحو ٨٠٠ ألف شخص يومياً، وفي المناسبات نحو مليوني شخص. ويضع الموقع قائمة يومية وأسبوعية وشهرية لأكثر الأخبار تفاعلية من قبل الزوّار.
هذه الخدمة تتيح معرفة ما «يبحث عنه» الجمهور العربي، باعتبار زوّار الموقع يمثلون العرب بمختلف أقطارهم وانتماءاتهم وتوجهاتهم.. وما يشغل بال هذا الجمهور، كما سنرى لاحقاً، هو الدين والجنس والجريمة والطرائف، ولا شيء آخر إلا نادراً. مع ملاحظة أن الجمهور هنا متعلم ومقتدر، باعتبار الإنترنت غير متوفر للجميع، أي أننا أمام «النخبة» من الناس.
ويمكن الدخول في رهان على مليون درهم على أن «النخبة» العربية ستختار واحدة من الأخبار «إياها» على ما عداها من أخبار لو نُشرت بالتزامن معها، حتى لو كانت أخباراً دسمة، تضعها الصحف والمجلات عادة في صفحاتها الأولى.
فقد جاءت اختيارات الجمهور خلال أسبوع ضمن التصنيفات الخمسة المذكورة، وفيها ٢٥ خبراً، كالتالي: أربع مرات، أي أكثر خبر قراءة وتعقيباً وإرسالاً وطباعة، كان من نصيب جدل «البوس» المصري. وأربع مرات لخبر سوري نحر رضيع شقيقته بسوق في جدة. وأربع مرات لخبر سوري طلق عروسه لرقصها على أغنية «بحبك يا حمار». ومرتين لخبر أصغر عروسين في العالم في السعودية لا يزالان في المرحلة الابتدائية. ومرة لكل من: أردني قتل شقيقه الذي فض بكارة أخته.. محمود عبدالعزيز يرفض التصوير مع روبي بسبب «ملابسها المثيرة».. مصري يرتدي زي امرأة منقبة هرباً من «معارك» طوابير الخبز.. شباب سعوديون يفضلون المطلقة لـ«خبرتها». وكل تلك الأخبار دينية أو جنسية أو جريمة أو طرائف، ومجموعها هو ١٨ من أصل ٢٥ خبراً.
أما اختياراتهم خلال شهر، فضمن الـ٢٥خبراً، جاء خبر إهدار دم مصرية لتأليفها كتاباً عن «الجنس في حياة النبي»، لأربع مرات. وثلاث مرات لخبر نحر الرضيع. وثلاث مرات لجدل القبلات. ومرتين لأغنية «بحبك يا حمار». ومرتين لخبر اعتقال إماراتي وضع كاميرا للتلصص على النساء بحمام وزاري. ومرة لكل من: زوجة الحضري متهمة بالإساءة للإسلام لخلع حجابها بسويسرا.. جمال البنا: التحوّل إلى اليهودية والمسيحية ليس كفراً.. وزير داخلية ألمانيا يدعو صحف أوروبا لنشر الرسوم المسيئة. ومجموع هذه الأخبار هو ١٧، وبقيت ٨ لكل أخبار العالم خلال شهر!
اهتمامات ملايين الزوّار، أي القرّاء، يجب أن تدق أجراس «المقروئية» في صالات التحرير في الصحف والمجلات العربية، فما تنشره الصحافة من أخبار تعتقد أهميتها، لا يستحوذ على الاهتمام، ونسبة مقروئيتها متدنية.
وبالطبع لا يمكن تجاهل الأخبار «المهمة»، لكن يمكن تسليط الضوء على ما «يشغل بال» أغلبية القرّاء، لعل عزوفهم عن شراء ومطالعة الصحف والمجلات، كما هو حاصل الآن، يتغير، وبعبارة صريحة، ينبغي دسّ العسل في السم، فالأخبار والموضوعات السمّية التي لا يلتفت إليها أحد، برغم أهميتها ودسامتها، يجب دسّها في عسل الموضوعات التي تهم الأغلبية حتى لو كانت خفيفة وخبزاً أسمر.
الجمهور «عاوز كده» وهو الذي يحدد ما هو العسل وما هو السمّ، وليس الصحافيون.. إلا إذا كانوا يصدرون الصحف لأنفسهم.
*نقلا عن جريدة "العالم" الأسبوعية الإماراتية
اكتسح خبر الجدل المصري بشأن فتوى تبيح القبلات بين غير المتزوجين، جميع تصنيفات موقع «العربية. نت»، كأكثر خبر قراءة، وإثارة للتعقيبات، وطباعة، وحفظاً، وإرسالاً. واحتفظ الخبر بجميع «الألقاب» طوال يوم السبت الفائت برغم وجود أخبار أخرى «مهمة».
يدخل الموقع المذكور، بحسب أنس فودة، المسؤول فيه، نحو ٨٠٠ ألف شخص يومياً، وفي المناسبات نحو مليوني شخص. ويضع الموقع قائمة يومية وأسبوعية وشهرية لأكثر الأخبار تفاعلية من قبل الزوّار.
هذه الخدمة تتيح معرفة ما «يبحث عنه» الجمهور العربي، باعتبار زوّار الموقع يمثلون العرب بمختلف أقطارهم وانتماءاتهم وتوجهاتهم.. وما يشغل بال هذا الجمهور، كما سنرى لاحقاً، هو الدين والجنس والجريمة والطرائف، ولا شيء آخر إلا نادراً. مع ملاحظة أن الجمهور هنا متعلم ومقتدر، باعتبار الإنترنت غير متوفر للجميع، أي أننا أمام «النخبة» من الناس.
ويمكن الدخول في رهان على مليون درهم على أن «النخبة» العربية ستختار واحدة من الأخبار «إياها» على ما عداها من أخبار لو نُشرت بالتزامن معها، حتى لو كانت أخباراً دسمة، تضعها الصحف والمجلات عادة في صفحاتها الأولى.
فقد جاءت اختيارات الجمهور خلال أسبوع ضمن التصنيفات الخمسة المذكورة، وفيها ٢٥ خبراً، كالتالي: أربع مرات، أي أكثر خبر قراءة وتعقيباً وإرسالاً وطباعة، كان من نصيب جدل «البوس» المصري. وأربع مرات لخبر سوري نحر رضيع شقيقته بسوق في جدة. وأربع مرات لخبر سوري طلق عروسه لرقصها على أغنية «بحبك يا حمار». ومرتين لخبر أصغر عروسين في العالم في السعودية لا يزالان في المرحلة الابتدائية. ومرة لكل من: أردني قتل شقيقه الذي فض بكارة أخته.. محمود عبدالعزيز يرفض التصوير مع روبي بسبب «ملابسها المثيرة».. مصري يرتدي زي امرأة منقبة هرباً من «معارك» طوابير الخبز.. شباب سعوديون يفضلون المطلقة لـ«خبرتها». وكل تلك الأخبار دينية أو جنسية أو جريمة أو طرائف، ومجموعها هو ١٨ من أصل ٢٥ خبراً.
أما اختياراتهم خلال شهر، فضمن الـ٢٥خبراً، جاء خبر إهدار دم مصرية لتأليفها كتاباً عن «الجنس في حياة النبي»، لأربع مرات. وثلاث مرات لخبر نحر الرضيع. وثلاث مرات لجدل القبلات. ومرتين لأغنية «بحبك يا حمار». ومرتين لخبر اعتقال إماراتي وضع كاميرا للتلصص على النساء بحمام وزاري. ومرة لكل من: زوجة الحضري متهمة بالإساءة للإسلام لخلع حجابها بسويسرا.. جمال البنا: التحوّل إلى اليهودية والمسيحية ليس كفراً.. وزير داخلية ألمانيا يدعو صحف أوروبا لنشر الرسوم المسيئة. ومجموع هذه الأخبار هو ١٧، وبقيت ٨ لكل أخبار العالم خلال شهر!
اهتمامات ملايين الزوّار، أي القرّاء، يجب أن تدق أجراس «المقروئية» في صالات التحرير في الصحف والمجلات العربية، فما تنشره الصحافة من أخبار تعتقد أهميتها، لا يستحوذ على الاهتمام، ونسبة مقروئيتها متدنية.
وبالطبع لا يمكن تجاهل الأخبار «المهمة»، لكن يمكن تسليط الضوء على ما «يشغل بال» أغلبية القرّاء، لعل عزوفهم عن شراء ومطالعة الصحف والمجلات، كما هو حاصل الآن، يتغير، وبعبارة صريحة، ينبغي دسّ العسل في السم، فالأخبار والموضوعات السمّية التي لا يلتفت إليها أحد، برغم أهميتها ودسامتها، يجب دسّها في عسل الموضوعات التي تهم الأغلبية حتى لو كانت خفيفة وخبزاً أسمر.
الجمهور «عاوز كده» وهو الذي يحدد ما هو العسل وما هو السمّ، وليس الصحافيون.. إلا إذا كانوا يصدرون الصحف لأنفسهم.
*نقلا عن جريدة "العالم" الأسبوعية الإماراتية