بشرى
07-06-2003, 01:27 PM
لا إله إلا الله
اعلم أن أشعة "لا إله إلا الله" تبدّد من ضباب الذنوب وغيومها، بقدر قوة ذلك الشعاع وضعفه، وتفاوت أهلها في ذلك النور قوة وضعفا لا يُحصيه إلا الله... فمن الناس من نورها في قلبه كالكوكب الدريّ، ومنهم من نورها في قلبه كالمشعل العظيم، وآخر كالسراج المضيء وآخر كالسراج الضعيف... ولهذا تظهر الأنوار يوم القيامة بإيمانهم وبين أيديهم على هذا المقدار بحسب ما في قلوبهم من نور هذه الكلمة علما وعملا ومعرفة وحالا... وكلما عظُم هذا النور (نور الكلمة) واشتدّ أحْرَق من الشبهات والشهوات بحسب قوته وشدته حتى أنه ربما وصل إلى حال، لا يصادف معها شبهة ولا شهوة ولا ذنبا إلا أحرقه.... وهذا حال الصادق في توحيده الذي لم يُشرك بالله شيئا... فأي ذنب أو شهوة أو شبهة دنت من هذا النور أحرقها... فسماء إيمانه قد حُرست بالنجوم من كل سارق لحسناته فلا ينال منها السارق إلا على غُرّة أو غفلة لا بد منها للبشر.
فإذا استيقظ وعلم ما سُرِق منه، استنقذه من سارقه أو حصّل أضعافه بكسبه... فهو لهذا مع لصوص الجن والإنس ليس كمن ولّاهم خزائنه وولّى الباب ظهره....
(مدارج السالكين للعلامة ابن القيم الجوزية).
اعلم أن أشعة "لا إله إلا الله" تبدّد من ضباب الذنوب وغيومها، بقدر قوة ذلك الشعاع وضعفه، وتفاوت أهلها في ذلك النور قوة وضعفا لا يُحصيه إلا الله... فمن الناس من نورها في قلبه كالكوكب الدريّ، ومنهم من نورها في قلبه كالمشعل العظيم، وآخر كالسراج المضيء وآخر كالسراج الضعيف... ولهذا تظهر الأنوار يوم القيامة بإيمانهم وبين أيديهم على هذا المقدار بحسب ما في قلوبهم من نور هذه الكلمة علما وعملا ومعرفة وحالا... وكلما عظُم هذا النور (نور الكلمة) واشتدّ أحْرَق من الشبهات والشهوات بحسب قوته وشدته حتى أنه ربما وصل إلى حال، لا يصادف معها شبهة ولا شهوة ولا ذنبا إلا أحرقه.... وهذا حال الصادق في توحيده الذي لم يُشرك بالله شيئا... فأي ذنب أو شهوة أو شبهة دنت من هذا النور أحرقها... فسماء إيمانه قد حُرست بالنجوم من كل سارق لحسناته فلا ينال منها السارق إلا على غُرّة أو غفلة لا بد منها للبشر.
فإذا استيقظ وعلم ما سُرِق منه، استنقذه من سارقه أو حصّل أضعافه بكسبه... فهو لهذا مع لصوص الجن والإنس ليس كمن ولّاهم خزائنه وولّى الباب ظهره....
(مدارج السالكين للعلامة ابن القيم الجوزية).