مقاوم
03-09-2008, 08:16 AM
متى يعلنون موت العرب؟
كتب أ. ياسمينة صالح
http://qawim.net/images/stories/noarab.jpg
ما الذي يحدث في غزة؟ حرب أم إبادة أم هلوكوست صهيوني/ دولي/ عربي رسمي، وفق وعود الصهاينة الجبناء الذين يحاربون شعبا أعزلا بالطائرات والمداهمات والحصار، على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي الهمجي الجبان والقذر، وعلى مرأى ومسمع الأنظمة العربية الهشة والهلامية، والأراجوزية كدمى السيرك الذي تحركه الخيوط الممتدة من وإلى الخارج.. ما يحدث لم تشهده له البشرية في زمن " العولمة" الجديدة والقرية الصغيرة التي ضاقت بمن فيها داخل الكارثة، لأن الحرب الحالية لا أساس لها من الشرعية، ولأن القنابل لا تسقط على " المسلحين"، بل على النساء والأطفال والشيوخ.. إنها الحرب القذرة في أرذل صورها..
عندما أعلن رئيس "الحظيرة" الفلسطينية أن حركة حماس أدخلت مسلحين من تنظيم القاعدة إلى غزة، صدقه الإعلام العربي فاقد البصيرة، والغريب ان الإعلام الغربي لم يأخذ هذه التصريحات محمل الجد، ذهبت إحدى الصحف الفرنسية إلى وصف من قال ذلك بال " الهستيري " للسخرية من أبي مازن الذي صار يتكلم بأسماء الكثيرين اليوم بمن فيهم أولئك الذين يشعلون الفتنة في الخفاء والذين يعتقدون جيدا أن "الاعتداء السافل والجبان" على سكان غزة سيجعلهم ينقلبون على حماس وعلى الحكومة الفلسطينية الشرعية قبل ان يلغها محمود عباس بالريموت كونترول الـ(إسرائيلي). كان سخيفا ومخجلا للغاية، في الوقت الذي تخرج فيه جثث الأطفال من تحت الأنقاض، وفي الوقت الذي تستغيث فيه نساء فلسطين، أن يظهر حقده بذلك الشكل وكأن سكان غزة من "كولورادو" وكأن أطفال غزة من سلالة الهنود الحمر، وكأن العزل الذين يموتون يوميا ليسوا فلسطينيين، ولا علاقة للسلطة الفلسطينية بهم طالما يعيشون في غزة بدليل حرمانهم من الماء والكهرباء والطعام والدواء واحتجازهم في معبر رفح لشهور بتهمة الانتماء إلى قطاع غزة! لا احد كان ليصدق هذا الحقد من السلطة الفلسطينية على الفلسطينيين أنفسهم، لأن ما يجري هو الحقد في أحلك صوره وأبشع مظاهره، ولأنه في غمرة الحرب، من المفترض ان تسقط كل الأحقاد ولا يهم بعدها سوى البشر، سوى الوطن، سوى القيم التي على أساسها قامت القضية التي صارت اليوم "تنتهك" من قبل عبدة الدولار، ممن يعتقدون ان السلطة ما هي إلا مجرد كرسي يجلسون عليه، وان السلطة تدوم بدوامه! كأنهم نسوا ان السلطة لو دامت لفرعون لما وصلت إليهم أبدا..!
ما يثير الجزع ـ بالإضافة إلى الهلوكوست ضد قطاع غزة ـ هو الصمت الرسمي العربي. لا أحد نطق كأن الحرب تدور في فيلم هستيري مبالغ فيه، وكأن الذين يموتون من سكان القطب الشمالي المتجمد، لا احد أدان إدانة صادقة، بينما حاصرت الأنظمة شعوبها كي لا يتحرك لمجرد التظاهر في الشوارع بحجة "مخافة الفوضى"! بينما اعتبرت الجامعة العربية أن شغلها الشاغل يكمن في "حل أزمة لبنان" بوضع رئيس على الكرسي ليكتمل العدد (فعيب ان كل الأنظمة الأراجوزية جالسة على كرسي والنظام اللبناني لا (عيبة في حقهم!) شغل السياسيين الرسميين في حل أزمة السلطة في لبنان الذي استقبل على مياهه الإقليمية بارجة حربية أمريكية سوف تدفع " قفشة" في مسار "الحل العربي" على حساب قطاع غزة، وعلى حساب الفلسطينيين الذين لم يطالبوا بالخبز اليوم ولا بالكهرباء، ولا بالدواء ولا بفتح المعابر السوداوية المغلقة في وجههم، بل طالبوا فقط بوقف هذا الاعتداء، بإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الأحياء. بوضع حد للجنون الصهيوني الذي "تفرعن" ولم يجد من يوقفه، ولا حتى من ينصحه، ولا حتى من يمارس عليه أي أنواع الضغط، لأن الصهاينة كما جاء في بعض صحفهم يعتبرون العرب "غير صالحين لشيء"، فهم عجزوا عن مجرد إيقاف الرسومات المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، عجزوا عن مجرد الاحتجاج المسموع دبلوماسيا، فكيف يمكنهم أن يناصروا غزة؟ كيف يمكنهم أن يصدوا الأذى عن أطفال غزة ونسائها وشيوخها العزل من كل شيء سوى من عبارة "الله اكبر" و"حسبنا الله ونعم الوكيل" التي سيدفع ثمنها كل الجبناء وكل القتلة والسفاحين والمرتزقة والرعاع الذين يحسبون أنفسهم رجالا على حساب جثث الصغار! فيا غزة الشهيدة. لك الله..
لك الله أيتها المدينة التي علمتنا أن العزة جزء من جذورها وأن "العرب" ينتظرون "إقرارا" لموتهم، بموجب القمة العربية التي سيقاطعها الجميع ولن يحضرها سوى (إسرائيل) لتعلن البيان الأخير!
كتب أ. ياسمينة صالح
http://qawim.net/images/stories/noarab.jpg
ما الذي يحدث في غزة؟ حرب أم إبادة أم هلوكوست صهيوني/ دولي/ عربي رسمي، وفق وعود الصهاينة الجبناء الذين يحاربون شعبا أعزلا بالطائرات والمداهمات والحصار، على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي الهمجي الجبان والقذر، وعلى مرأى ومسمع الأنظمة العربية الهشة والهلامية، والأراجوزية كدمى السيرك الذي تحركه الخيوط الممتدة من وإلى الخارج.. ما يحدث لم تشهده له البشرية في زمن " العولمة" الجديدة والقرية الصغيرة التي ضاقت بمن فيها داخل الكارثة، لأن الحرب الحالية لا أساس لها من الشرعية، ولأن القنابل لا تسقط على " المسلحين"، بل على النساء والأطفال والشيوخ.. إنها الحرب القذرة في أرذل صورها..
عندما أعلن رئيس "الحظيرة" الفلسطينية أن حركة حماس أدخلت مسلحين من تنظيم القاعدة إلى غزة، صدقه الإعلام العربي فاقد البصيرة، والغريب ان الإعلام الغربي لم يأخذ هذه التصريحات محمل الجد، ذهبت إحدى الصحف الفرنسية إلى وصف من قال ذلك بال " الهستيري " للسخرية من أبي مازن الذي صار يتكلم بأسماء الكثيرين اليوم بمن فيهم أولئك الذين يشعلون الفتنة في الخفاء والذين يعتقدون جيدا أن "الاعتداء السافل والجبان" على سكان غزة سيجعلهم ينقلبون على حماس وعلى الحكومة الفلسطينية الشرعية قبل ان يلغها محمود عباس بالريموت كونترول الـ(إسرائيلي). كان سخيفا ومخجلا للغاية، في الوقت الذي تخرج فيه جثث الأطفال من تحت الأنقاض، وفي الوقت الذي تستغيث فيه نساء فلسطين، أن يظهر حقده بذلك الشكل وكأن سكان غزة من "كولورادو" وكأن أطفال غزة من سلالة الهنود الحمر، وكأن العزل الذين يموتون يوميا ليسوا فلسطينيين، ولا علاقة للسلطة الفلسطينية بهم طالما يعيشون في غزة بدليل حرمانهم من الماء والكهرباء والطعام والدواء واحتجازهم في معبر رفح لشهور بتهمة الانتماء إلى قطاع غزة! لا احد كان ليصدق هذا الحقد من السلطة الفلسطينية على الفلسطينيين أنفسهم، لأن ما يجري هو الحقد في أحلك صوره وأبشع مظاهره، ولأنه في غمرة الحرب، من المفترض ان تسقط كل الأحقاد ولا يهم بعدها سوى البشر، سوى الوطن، سوى القيم التي على أساسها قامت القضية التي صارت اليوم "تنتهك" من قبل عبدة الدولار، ممن يعتقدون ان السلطة ما هي إلا مجرد كرسي يجلسون عليه، وان السلطة تدوم بدوامه! كأنهم نسوا ان السلطة لو دامت لفرعون لما وصلت إليهم أبدا..!
ما يثير الجزع ـ بالإضافة إلى الهلوكوست ضد قطاع غزة ـ هو الصمت الرسمي العربي. لا أحد نطق كأن الحرب تدور في فيلم هستيري مبالغ فيه، وكأن الذين يموتون من سكان القطب الشمالي المتجمد، لا احد أدان إدانة صادقة، بينما حاصرت الأنظمة شعوبها كي لا يتحرك لمجرد التظاهر في الشوارع بحجة "مخافة الفوضى"! بينما اعتبرت الجامعة العربية أن شغلها الشاغل يكمن في "حل أزمة لبنان" بوضع رئيس على الكرسي ليكتمل العدد (فعيب ان كل الأنظمة الأراجوزية جالسة على كرسي والنظام اللبناني لا (عيبة في حقهم!) شغل السياسيين الرسميين في حل أزمة السلطة في لبنان الذي استقبل على مياهه الإقليمية بارجة حربية أمريكية سوف تدفع " قفشة" في مسار "الحل العربي" على حساب قطاع غزة، وعلى حساب الفلسطينيين الذين لم يطالبوا بالخبز اليوم ولا بالكهرباء، ولا بالدواء ولا بفتح المعابر السوداوية المغلقة في وجههم، بل طالبوا فقط بوقف هذا الاعتداء، بإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الأحياء. بوضع حد للجنون الصهيوني الذي "تفرعن" ولم يجد من يوقفه، ولا حتى من ينصحه، ولا حتى من يمارس عليه أي أنواع الضغط، لأن الصهاينة كما جاء في بعض صحفهم يعتبرون العرب "غير صالحين لشيء"، فهم عجزوا عن مجرد إيقاف الرسومات المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، عجزوا عن مجرد الاحتجاج المسموع دبلوماسيا، فكيف يمكنهم أن يناصروا غزة؟ كيف يمكنهم أن يصدوا الأذى عن أطفال غزة ونسائها وشيوخها العزل من كل شيء سوى من عبارة "الله اكبر" و"حسبنا الله ونعم الوكيل" التي سيدفع ثمنها كل الجبناء وكل القتلة والسفاحين والمرتزقة والرعاع الذين يحسبون أنفسهم رجالا على حساب جثث الصغار! فيا غزة الشهيدة. لك الله..
لك الله أيتها المدينة التي علمتنا أن العزة جزء من جذورها وأن "العرب" ينتظرون "إقرارا" لموتهم، بموجب القمة العربية التي سيقاطعها الجميع ولن يحضرها سوى (إسرائيل) لتعلن البيان الأخير!