السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

لي أخ في الله تربطني به صلة قرابة يزورني من وقت لآخر وهو يعيش في مدينة غير التي أعيش بها.
يأتي لزيارتي ويمكث عندي اياما واحيانا نقضي الوقت مع بعضنا في البيت أو في احدى المكتبات واحيانا يخرج هو "للفسحة" وحقيقة انه ليس بملتزم دينيا بل هو شاب كبقية الشباب غير انه يتحلى بأدب وحسن خلق بشكل عام!

دائما ما أفكر في حالي وحاله.
أنا أستقبله وأظن أنني أحسن صنعا ولكني لا أعلم هل أنا معين له على "الشر"؟
ربما ان لم أوفر له أنا المقام لما كلف نفسه الزيارة ولما دخل اسواق الفرنجة بدون حاجة ولما أطلق بصره هنا وهناك الخ.

هذه من الضرورات التي أعلمها وقد يكون هناك أمور أخرى لا اعلمها.
حقيقة اني أسعد لزيارته وكثيرا ما نزور المراكز الاسلامية ولكن وضعه يؤرقني لانه ليس بصاحب دين حتى أطمئن عليه في تجواله !!

أنصح له بطرق غير مباشرة وفي نفس الوقت لا اريد أن أصرح له وخاصة أن زياراته لي لا زالت حديثة بعض الشيء.

كثيرا ما أحدثه عن محاذير دخول السوق "سوق المسلمين" !
وأحدثه عن صرف الاموال في غير طاعة الله !

لا أدري حقيقة ماذا أفعل معه.
لا اريد أن أخسره فأعلم يقينا ان خسرته سيبحث عن غيري ولا آمن عليه من غيري !
فالامور مختلطة وأسهل وأقرب شيء حولنا هو الضلال والله المستعان.


قد يرى البعض ان الموضوع ليس ذو أهمية ولكنه حقا يؤرقني وخاصة أن به جوانب أخرى لا أود ذكرها فلا تهم كثيرا فما طرحته هو الاساس باذن الله.

الموضوع ليس به حرج فللاخوة والاخوات أن يطرحوا ما بدا لهم من افكار وآراء وبارك الله في الجميع.

و عليكم السلام و رحمة الله وبركاته

بشكل عام اظن ان الانسان طالما انه مرتاح للانسان الآخر طالما انه سيبقى على علاقة معه و قد يبقى صريح معه

ما ان يصير الإنسان الآخر مصدر خوف و رعب للآخر، حتى ستجده يبتعد عنه و يجتنبه و يجتنب ان يتحدث معه ...


ما علاقة هذا بموضوعك الآن؟

علاقته انه طالما ان هذا الشخص ما زال يأتي لعندك مع ان درجة التزامه مختلفة
فهذا يعني انه يأتي لعندك وهو مطمئن لك،
و هذه نقطة ايجابية
فإذا استطعت ان تحافظ على هذا الاطمئنان هو أهم شيء، لكي تستطيع مع الوقت ان تمرر له بالتي هي أحسن
ما ينقصه من نصح و توجيه...

ان شاء الله تكون وصلت الفكرة

نعم وبارك الله فيك .. أسعى في هذا والله المعين.

هو يقاربني في العمر كثيرا ولكنه حقيقة يستحي مني ويعاملني وكأني أكبره بسنوات!
غادرني اليوم "ولذلك هأنذا أتحدث عنه!" ...على أمل عودة في العطلة القادمة باذن الله .... حفظه الله وسلمه.

بصراحة نستطيع القول هو ليس بفقير لدرجة أنني أقول لو لم اوفر له المُقام والمبيت لما تحرك من بيته!!
بل اني أقول لو لم اوفر له المُقام والمبيت هنا لما خرج في كل عطلة لزيارة مدينتي بدعوى "السياحة"!!
هذا الذي يؤرقني حقا.

نعم أختي ... بصدق أنا أحاول كثيرا أن أجعله يعاملني كند لا كوالد!!
سيقول البعض هذا افضل وأسهل للنصح ...أقول ان الوضع حساس والغربة كهذا المنتدى تقول كلمة لاخيك تجد نفسك في سين وجيم وتُفهم على غير مرادها "ابتسامة عريضة" ...

في كل مرة يزروني آخذه معي لصالة حوار أهل الكتاب ويشاهد افلاما وثائقية وحوارات ولكنه لا يهتم كثيرا!!
وأعجبه فقط محاضرة ليوسف استس فجلبت له الكثير منها !!

وأعود لتعليقك ... أجده حقا يرتاح لي ولكنه وكأنه لا يريد كسر الحاجز بيني وبينه!
والذي لو كُسر لسهلت مهمتي أكثر!

ترددت ان اكتب هذه التجربة و لكن سأكتبها للفائدة:

في السابق كنت أقول لأبي - رحمه الله- أن ينصح أخي و ان يشدد عليه بالنصح و خاصة عندما أرى اخي قصّر في بعض الأمور..

و لكن كان أبي - رحمه الله يقول لي- هل تريديه أن يقسى و يبعد عنا و ما أعود اعرف كيف احصل عليه؟

فكنت بوقتها أستغرب كيف أبي لا يقسى على أخي بالكلام،
بينما نحن القريبين منه، و الذين نطيعه أكثر، كان أحياناً يعاتبنا أكثر ، حتى لو كنا نطيعه أكثر..

أما الآن مع الوقت علمت حكمته من ذلك و علمت انه محق

و علمت ان أسلوب أبي في التعامل مع أخي ، و حلمه عليه، هو الذي بالنهاية جعل أخي يصير أقرب منا أكثر و يهتم بنا أكثر..

لذلك دائماً البعيد الواحد لازم يحلم عليه قدر المستطاع
و يحاول بالتي هي احسن ان يجذبه، حتى يكسب هذه الثقة المتبادلة ، و الأمر بحاجة الى كثير من الصبر و الحلم،
و مع الوقت انا على يقين انه كل ما زادت الثقة كل ما كان هناك نصيب أكثر لقبول النصح..

و بالنهاية الهداية من عند الله

رحم الله والدك.
بارك الله فيك لاضافتكِ لهذه التجربة وحقا كثيرا ما نراها واقعا أمامنا وتتكرر هذه الامور مع الكثيرين.
وفي بعض الاحيان يكون اللين والحلم في غير موضعهما أو يكونان في موضعهما ولكنهما غير مقرونان بما يعينهما على التأثير كلانصيحة والمراقبة وغيرها من الامور.
.
.
.
نعم من نريد له الخير حقا لابد أن نوسع صدورنا معه وأخص أيضا من علمنا فيه خيرا ...فقد نلين مع من نتصور انهم بحاجة الينا ولكنهم قد يضلونا السبيل بدلا من أن نهديهم!
يختلف ذلك طبقا لقدرات البشر.
فان علمت أخت ما أنها ستثبت أمام انحراف صديقتها فلابد لها الا تتركها تهنشها الذئاب بل تذكرها وتنصحها وتبين لها أنها هي من تريد لها الخير لا اولئك الذين يتلاعبون بها.
ولكن ان علمت في نفسها أنها لا تستطيع وقد تنحرف هي الاخرى وتهبط تدريجيا فلتهجرها وتدعوا لها بالهداية.

نسأل الله الهداية والثبات على الحق.

اخي الغريب (ابا محمد)،
لعل هناك الكثير من الأمور التي يتعلمها صاحبك منك ولكنك لا تراها اليوم لأنه لا يعترف بها ولأنك تركز اكثر على النظر على سلبياته التي تريد ان تصلحها وهذا حال الكثير منا. لا نعرف اننا نعطي إلا لم يخبرنا الآخرون عن ذلك بينما نحن نركز اكثر على ما يجب ان نصلح في الآخرين بدل ان نفكر في الهدف الذي نحاول ان نعرضه لهم وعلينا ان نقودهم إليه او نتركهم بحسب الظروف.

انا انصحك ان تتقرب منه اكثر وعسى ان يكون في ذلك الخير الكثير لك وله إن شاء الله.

نحن احياناً نقسو على من نريد دعوتهم لضيق افقنا ولعدم معرفتنا بما يعلمه الله من غيب عنهم. احياناً اسعى واتعب مع شخص ما واكاد اصل لمبتغاي معه وفجأة احس بضيق شديد يحملني على فعل امر قد يهدم كل ما سعيت من اجله. دوماً اكلم الناس عن الأولويات في الدعوة واحياناً ينسيني الشيطان هذا !!

لذلك اسعى لمعرفة الأمور التي تبدلت في ذاك الشخص وسترى ان هناك الكثير مما استفاده منك وهذا سيعينك على الصبر وإن شاء الله تصل ويصل إلى حيث تحب له.

أخي أبا محمد
بارك الله فيك على طلبك الخير لإخوانك وأصدقائك.
ما من أحد إلا وقد يجد نفسه في موقف شبيه بموقفك مع صديقك. أنا شخصيا أتبع مبدأ بسيطا يتلخص بكلمتين: الدعوة والدعاء.
أبدأ بالأسهل: الدعاء للشخص المقصود بالهداية فإنك لا تهدي من أحببت.... وأطلب له الدعاء ممن أحسبهم على خير وأسألهم تحري أوقات الاستجابة.
الدعوة: وجدت أن أفضل أسلوب للدعوة مع من تخشى نفوره لو واجهته مباشرة هو بالمثال والقدوة وهذا أصعب بكثيرمن مجرد الكلام وإقامة الحجة مع أن ذلك مطلوب في وقته. فمن المهم جدا أن لا يخالف فعلك قولك أو ما تدعي أنك عليه من دين وتقوى والتزام لأن من تدعوه قد يستخدم ذلك كشماعة وإن لم يصرح لك به وأسرها في نفسه.

هذا باختصار شديد أرجو ألا يكون مخلا وقد أشار بلال إلى هذا المعنى في مشاركته.

السلام عليكم اخي ابا محمد
هذه الطريقة استعملها وتنجح معي دوما لكسر الحواجز مع الآخر اخاصة لذي يقل التزاما عني. احدثه عن نفسي وعن تجاربي واخطائي في الحياة. فتراه دون ان يشعر يتجاوب معك ويقول لك: وانا ايضا حصل معي هذا وهذا. اما ان كنت تعامله على انك الواعظ والانسان المثالي فلن يطمئن لك لأنه سيظن انك ستحاكمه ان اخطأ وانه سيسقط من نظرك ولن تتعامل معه برفق. لذا تجد ان الصديق يبوح لصديقه بما لا يبوحه لاهله لانه يخاف ان يحاكمه اهل او ان يسقط في نظرهم.
عزام

السلام عليكم جميعا ...
أخوتي بلال .. مقاوم .. عزام : بارك الله فيكم للاضافات.
سأحاول التعليق بالعموم .

حقيقة انني أحاول أن أقترب منه بقدر المستطاع ولكن ثانية لا أعلم لماذا أشعر انه فقط يريدها علاقة "شبه رسمية" ... وكأنه يقول لتبقى علاقتنا ولكن لكل منا وجهته!
وربما أن الامر كما قال الاخ بلال ... فلربما سيتعلم بعض الامور وسيفهم بعض اشاراتي له ولكني الى الان لا افهم لماذا يحافظ على تلك المسافة.

وأما عن القدوة ... فنعم أخي مقاوم هي مهمة جدا ولعلها الاساس في الدعوة الى الله ومحاولة التأثير في الاخرين. وعني فاني في أحيان كثيرة حتى وان غالبتني نفسي لفعل أمر ما أتذكر بأنني أمثل الاسلام ولا أمثل نفسي!!

في أحيان كثيرة "أتأدب" فقط من أجل "الاسلام" - وأحتسب ذلك -ونفسي تريد غير ذلك !
لا أدري ان وصلت الفكرة.

وبما في ذلك قريبي هذا فباذن الله لم ولن يرى مني الا الخير ونسأل الله أن يغفر لنا ما لا يعلمه الناس.

وبارك الله فيك أخي عزام ... نعم طريقتك تجلب الخير وتوطد العلاقة بين الاخوة وتقلل الهوة بينهم.
وأخي هذا أعامله "بالندية" ولا أشعره بالدونية وحقيقة لا يوجد ما يجعله يشعر بذلك على ما أظن ودائما ما أسعى الى ايصال فكرة أننا في نفس الفئة العمرية فلابد من التواصل والمكاشفة في كثير من الامور .

ولكن كما قلت يخيفني حفاظه على تلك المسافة ولقد قابلت أناسا قبله منذ زمن وكانوا يريدون الحفاظ على العلاقة معك ولكنهم يرفضون أن يغيروا من حالهم!
وبصراحة شديدة ... أنا لست من هذا النوع وكثيرا ما أخرجت الكرت الاحمر لمن علمت أن بقائهم في الدائرة الاولى من حياتي لن يفيدهم بل قد يضرني ولست ذو صبر في مثل هذه الحالات بالرغم من أنني أحيانا أقر في نفسي أنني مخطئ .

عموما ... الاخ ليس بذلك السوء وفيه من الخير الكثير باذن الله ولكن ما جعلني أكتب هنا هو انه يستمر في زيارتي ويريد علاقته معي "وأنا أسعد بهذا صدقا" ولكن في نفس الوقت لا يريد أن يغير من حاله للافضل وأن يأخذ بالاحوط في بعض الامور ....

لا أدري ...ربما الامر كما قال الاخ بلال فنحن نؤثر ونتأثر وقد لا نشعر بذلك الان.

حفظ الله الجميع

من كان رسميا معي فهو ليس بصاحبي فتختلف معاملتي له على هذا الأساس
أكرمه ولا أقبل إكرامه لي إلا ضمن العرف من أضيقه
أعينه لا أستعينه
أنصحه بأعمالي لا بلساني
إن سألني أجبته ولا أسأله
هو ليس بصاحب قطعا ...........

السلام عليك عابر السبيل ...
دائما ما تعطي محاضرة بما قل من الكلام فبارك الله فيك.

ولكني أعقب بأمر يخصني ...فاني أملك ان شئت دوائر في حياتي ومن الاخوة من هم في الدائرة الاولى ومنم من هم في الدائرة الثانية ومنهم من أخذوا كروتا حمراء فخرجوا من جميع الدوائر.

معظمنا جرب الغربة وعرف ما هو شعور ان تلتقي باحد تعرفه في الغربة وما اسعدنا ان وجدنا من يفهمنا ونستطيع ان نقضي وقتنا معه وهذا ما يدفعه لزيارتك فهو يعتبرك كملاذ له فلا اعتقد انه يزورك لانك توفر له مكان لكن لانك توفر له راحة نفسية يحتاج اليها كل مغترب ويجدها عند اصدقائه وهذا ما اشارت اليه ام ورقة لكن هل يمكن ان اسالك هل جربت انت زيارته في احد الايام او هل عرضت عليه هكذا اقتراح وما كانت ردة فعله؟
بالنسبة لدخول السوق من كلامك يفهم انه لا يزوره لحاجة لكن للترويح وتمضية الوقت بعيدا عن مشاريعك التي يحتاج الى راحة منها فهي ارهاق ذهني له على ما اعتقد فما عليك هو ان توازن وتحاول ادخال المرح فحسبما فهمت انه عندما تخرج معه تصحبه الى المكتبات او المراكز الاسلامية اي انه ليس فسحة استجمام لكن فسحة علمية اما فسح الاستجمام والترويح فيقضيها لوحده اعتقد انك بهذه الطريقة تساعده على حفظ الحدود التي تريد تكسيرها فعلى الرغم من تقارب السن بينكم الا انك تشعره بانك اكبر منه ليس سنا لكنك تاخذه الى عالمك حيث تبدو انك المسئول هناك فانت تشعره دوما بفارق ينكما.
اعرف ان ما اقوله نظري الى حد بعيد ولا اعرف ان وصلت الفكرة لكن هل حاولت ان تنزل لمستواه ان تنظم برنامج للقضاء الاجازة معه يحتوي على بعض المرح (اقصد ما يعتبره هو مرحا) فبالنهاية المكتبة والمحاضرات اشياء صحيح مهمة ومفيدة وبالنسبة اليك تعتبرها استجمام واستراحة لكنه يحتاج الى شيء مختلف نشاط تشاركه به لا يشعر من خلاله انك اكبر منه فيه مثلا بعض الرياضة او تذهب معه الى الطبيعة او اي شيء لا يحتاج الى جهد فكري
هناك كلمة قلتها ازعجتني جدا عندما "هذه من الضرورات التي أعلمها وقد يكون هناك أمور أخرى لا اعلمها." فانت تبدو انك تسيئ الظن به وهذا يؤثر ايضا بالسلب على تطوير العلاقة بينكما
اما بالنسبة للنقط الاخرى فما تفضل به الاخوة الكرام بارك الله بهم ما يغني عن اي اضافة

بارك الله فيك.