الصواعق المحرقة
02-23-2008, 06:24 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أعلم أن طرح موضوع الترحم على بابا الفاتيكان من قبل الشيخ يوسف القرضاوي متأخر جدا عن الحدث ، ولكنني رأيت بعض الصيادين يصطاد كثير في الماء العكر ولا يترك مناسبة ولا حادثة إلا ذكر فيها كلام القرضاوي مشنعا و مؤلبا عليه ، فأصبحت نصف مشاكل المسلمين في العالم مرتبطة ارتباطا مباشرا مع هذا الترحم المزعوم ، فحصار غزة واغتيالات لبنان وعمليات الموصل وتفجير الأقمار الصناعية و...الخ مرتبطة في أذهان بعض المساكين بترحم القرضاوي على بابا الفاتيكان .
وإنه قد كانت تجول في نفسي بعض الخواطر في هذا الموضوع وكنت أود كتابتها منذ زمن ، لظني أن الأخوة سيكفوننا ذلك فلما لم أرى ما يروي الظمآن قررت أن أساهم بقلمي فيما حصل وباختصار شديد غير مخل بإذن الله تعالى .
أولا أنقل كلام القرضاوي كما قاله :
إقتباس:
لا نستطيع إلا أن ندعو الله تعالى أن يرحمه ويثيبه!!! بقدر ما قدَّم من خير للإنسانية وما خلّف من عمل صالح أو أثر طيب،
أولا : كم كنت أتمنى لو أن الشيخ حفظه الله تجنب استخدام هذه اللفظة لأن البابا يوحنا بولس لا يستحق منه هذه الدعوات لأنه كان من أشد الأعداء على الاسلام ولقد كان يتستر بغطاء المحبة والمودة و الدوبلوماسية ، لكنه لم يستطع إخفاء حقده الدفين عند زيارة الجامع الأموي حيث رفض زيارة قبر الناصر صلاح الدين الأيوبي الذين لقن أجداده من البابويين درسا توارثوه جيلا بعد جيل !
ثانيا : الشيخ كان في معرض الحديث والكلام الارتجالي ، فيغتفر من زلات اللسان ما لا يغتفر في الكتابة ، ولقد كان الشيخ ابن باز رحمه الله يرفض طبع كتبه المفرغة من المحاضرات كما قيل إلا بعد أن يقرأها بنفسه مرة أخرى ويصحح وينقح فيها ما يحدث من زلات اللسان غير المقصودة ثم ينشرها للناس .
ثالثا : الشيخ لم يدع للبابا بدخول الجنة ، ولو كان فعل لكان للمعترضين حق فيما قالوه ، ولكنه دعا له بالرحمة وبالإثابة ولا تستلزم هذه الدعوة بأن النصارى هم من أهل الجنة ، حيث أنه قد رحم الله بعض الكفار وخفف عنهم من عذاب النار كما حصل لأبي طالب وكما حصل لأبي لهب ( وإن كان حديثه من مرسل عروة) ، فلعل القرضاوي تأول هذه الأحاديث وقصد بالرحمة والإثابة تخفيف العذاب في النار ، فليس كل الكفار على درجة واحدة من العذاب كما هو معلوم يقينا ، بل يتفاوت عذابهم بتفاوت أعمالهم وذنوبهم ، ولا شك أن من هو في ضحضاح من النار عذابه أهون وأرحم ممن هو في الدرك الأسفل من النار !
رابعا :لعل الشيخ القرضاوي تأول كلام الامام البيهقي رحمه الله حيث قال : " ما ورد من بطلان الخير للكفار فمعناه أنهم لا يكون لهم التخلص من النار ولا دخول الجنة ، ويجوز أن يخفف عنهم من العذاب الذي يستوجبونه على ما ارتكبوه من الجرائم سوى الكفر بما عملوه من الخيرات"
خامسا :لعل الشيخ القرضاوي تأول حديث ابن مسعود :
حديث ابن مسعود عن رسول الله: " ما أحسن محسن من مسلم و لا كافر إلا أثابه الله " قلنا: يارسول الله ما إثابة الكافر ؟ ، قال : " المال و الولد و الصحة و أشباه ذلك " ، قلنا : و ما أثابته فى الآخرة ؟ ، قال : " عذابا دون العذاب " ، ثم قرأ : ( أدخلوا آل فرعون أشد العذاب )
وهو حديث ضعيف سندا ولكن لعل الشيخ تأول هذا الحديث في كلامه
سادسا : لعل الشيخ القرضاوي أخذ بكلام الامام القرطبي في كتاب التذكرة حيث جوز أن الكافر إذا عرض على الميزان ورجحت كفة سيئاته بالكفر اضمحلت حسناته فدخل النار ، لكنهم يتفاوتون في ذلك : فمن كانت له منهم حسنات من عتق ومواساة مسلم ليس كمن ليس له شيء من ذلك ، فيحتمل أن يجازى بتخفيف العذاب عنه بمقدار ما عمل ، لقوله تعالى ( ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا )
ولقد رد ابن حجر على هذا الكلام في كتابه الفتح فليراجع
سابعا : أولعل الشيخ تأول كلام الامام الشعبي رحمه الله حين روجع في مسألة قول "ورحمة الله وبركاته" عند رد السلام على الكافر فقال :أليس في رحمة الله تعالى يعيش
وهناك تأويلات كثيرة تجدها في كتب العلماء والمفسرين ، ولو أن أحدنا ابتعد عن الهوى والتعصب وتحميل الكلام ما لا يحتمل والأخذ بلازم اللازم وإشغال الناس ونشر البلابل والغيبة والنميمة ، لكنا في خير حال .
ولقد أعجبني كلام للشيخ الفاضل رضا صمدي في موضوع سابق حيث قال أن للشيخ القرضاوي كلام محكم في تكفير اليهود والنصارى ، أفندع المحكم الظاهر البين الواضح ونلجأ للمتشابه ؟؟؟
سبحانك اللهم وبحمد أشهد أن لا إله إلا الله استغفره وأتوب إليه
أبوحامد
منقول للفائدة من موقع انا المسلم
أعلم أن طرح موضوع الترحم على بابا الفاتيكان من قبل الشيخ يوسف القرضاوي متأخر جدا عن الحدث ، ولكنني رأيت بعض الصيادين يصطاد كثير في الماء العكر ولا يترك مناسبة ولا حادثة إلا ذكر فيها كلام القرضاوي مشنعا و مؤلبا عليه ، فأصبحت نصف مشاكل المسلمين في العالم مرتبطة ارتباطا مباشرا مع هذا الترحم المزعوم ، فحصار غزة واغتيالات لبنان وعمليات الموصل وتفجير الأقمار الصناعية و...الخ مرتبطة في أذهان بعض المساكين بترحم القرضاوي على بابا الفاتيكان .
وإنه قد كانت تجول في نفسي بعض الخواطر في هذا الموضوع وكنت أود كتابتها منذ زمن ، لظني أن الأخوة سيكفوننا ذلك فلما لم أرى ما يروي الظمآن قررت أن أساهم بقلمي فيما حصل وباختصار شديد غير مخل بإذن الله تعالى .
أولا أنقل كلام القرضاوي كما قاله :
إقتباس:
لا نستطيع إلا أن ندعو الله تعالى أن يرحمه ويثيبه!!! بقدر ما قدَّم من خير للإنسانية وما خلّف من عمل صالح أو أثر طيب،
أولا : كم كنت أتمنى لو أن الشيخ حفظه الله تجنب استخدام هذه اللفظة لأن البابا يوحنا بولس لا يستحق منه هذه الدعوات لأنه كان من أشد الأعداء على الاسلام ولقد كان يتستر بغطاء المحبة والمودة و الدوبلوماسية ، لكنه لم يستطع إخفاء حقده الدفين عند زيارة الجامع الأموي حيث رفض زيارة قبر الناصر صلاح الدين الأيوبي الذين لقن أجداده من البابويين درسا توارثوه جيلا بعد جيل !
ثانيا : الشيخ كان في معرض الحديث والكلام الارتجالي ، فيغتفر من زلات اللسان ما لا يغتفر في الكتابة ، ولقد كان الشيخ ابن باز رحمه الله يرفض طبع كتبه المفرغة من المحاضرات كما قيل إلا بعد أن يقرأها بنفسه مرة أخرى ويصحح وينقح فيها ما يحدث من زلات اللسان غير المقصودة ثم ينشرها للناس .
ثالثا : الشيخ لم يدع للبابا بدخول الجنة ، ولو كان فعل لكان للمعترضين حق فيما قالوه ، ولكنه دعا له بالرحمة وبالإثابة ولا تستلزم هذه الدعوة بأن النصارى هم من أهل الجنة ، حيث أنه قد رحم الله بعض الكفار وخفف عنهم من عذاب النار كما حصل لأبي طالب وكما حصل لأبي لهب ( وإن كان حديثه من مرسل عروة) ، فلعل القرضاوي تأول هذه الأحاديث وقصد بالرحمة والإثابة تخفيف العذاب في النار ، فليس كل الكفار على درجة واحدة من العذاب كما هو معلوم يقينا ، بل يتفاوت عذابهم بتفاوت أعمالهم وذنوبهم ، ولا شك أن من هو في ضحضاح من النار عذابه أهون وأرحم ممن هو في الدرك الأسفل من النار !
رابعا :لعل الشيخ القرضاوي تأول كلام الامام البيهقي رحمه الله حيث قال : " ما ورد من بطلان الخير للكفار فمعناه أنهم لا يكون لهم التخلص من النار ولا دخول الجنة ، ويجوز أن يخفف عنهم من العذاب الذي يستوجبونه على ما ارتكبوه من الجرائم سوى الكفر بما عملوه من الخيرات"
خامسا :لعل الشيخ القرضاوي تأول حديث ابن مسعود :
حديث ابن مسعود عن رسول الله: " ما أحسن محسن من مسلم و لا كافر إلا أثابه الله " قلنا: يارسول الله ما إثابة الكافر ؟ ، قال : " المال و الولد و الصحة و أشباه ذلك " ، قلنا : و ما أثابته فى الآخرة ؟ ، قال : " عذابا دون العذاب " ، ثم قرأ : ( أدخلوا آل فرعون أشد العذاب )
وهو حديث ضعيف سندا ولكن لعل الشيخ تأول هذا الحديث في كلامه
سادسا : لعل الشيخ القرضاوي أخذ بكلام الامام القرطبي في كتاب التذكرة حيث جوز أن الكافر إذا عرض على الميزان ورجحت كفة سيئاته بالكفر اضمحلت حسناته فدخل النار ، لكنهم يتفاوتون في ذلك : فمن كانت له منهم حسنات من عتق ومواساة مسلم ليس كمن ليس له شيء من ذلك ، فيحتمل أن يجازى بتخفيف العذاب عنه بمقدار ما عمل ، لقوله تعالى ( ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا )
ولقد رد ابن حجر على هذا الكلام في كتابه الفتح فليراجع
سابعا : أولعل الشيخ تأول كلام الامام الشعبي رحمه الله حين روجع في مسألة قول "ورحمة الله وبركاته" عند رد السلام على الكافر فقال :أليس في رحمة الله تعالى يعيش
وهناك تأويلات كثيرة تجدها في كتب العلماء والمفسرين ، ولو أن أحدنا ابتعد عن الهوى والتعصب وتحميل الكلام ما لا يحتمل والأخذ بلازم اللازم وإشغال الناس ونشر البلابل والغيبة والنميمة ، لكنا في خير حال .
ولقد أعجبني كلام للشيخ الفاضل رضا صمدي في موضوع سابق حيث قال أن للشيخ القرضاوي كلام محكم في تكفير اليهود والنصارى ، أفندع المحكم الظاهر البين الواضح ونلجأ للمتشابه ؟؟؟
سبحانك اللهم وبحمد أشهد أن لا إله إلا الله استغفره وأتوب إليه
أبوحامد
منقول للفائدة من موقع انا المسلم