تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : احتضار داعية



عزام
02-22-2008, 10:06 PM
- بدأت الذاكرة تنسى أذكار الصباح والمساء ... لبعد العهد بترديدها .

- السنن الرواتب مهملة لم يبق منها إلا سنة الفجر غالب الأيام لا كلها!.
-لا ورد من القرآن يتلى ولا ليل يُقام ولا نهار يُصام.
- الصدقة يوقفها عشر شياطين وشك واحتياط وتثبت، فإن خرجت من الجيب خرجت هزيلة على تسويف أن أختها ستكبرها بعد توفرالشروط وانتفاء الموانع!
- العمل الإداري يستغرق سحابة النهار، وشفق الغروب، وربما بعضاً من نجوم الليل!
- العمل الدعوي يقترب من العمل الحرفي يوماً بعد يوم، والمؤسسة الدعوية تقصر نشاطاتها وتبدأ مشروعاتها وآمالها حيث يبدأ الدعم وتضعف حيث يضعف وتنتهي حيث ينتهي.
- يمر اليوم واليومان وربما الأسبوع ولم يُستغرق الوقت في قراءة جادة!
- أصبح الجهاد أخباراً تتابع لا قلباً يحترق وجسداً يتوق للمشاركة وأملاً ينتظر النصر والهجرة!
- ينقضي المجلس وينصرف الجمع وقد أكلوا ملء البطون وضحكوا ملء الأفواه وربما أكلوا لحم فلان وفلان ميتاً وتقاصُّوا أخبار السلع والسيارات وغرائب الطرائف ولم يتذاكروا آية أو حديثاً أو فائدة، والحضور: "ملتزمون" ومنهم "دعاة"، فإن كان ولابد فالجرح والتعديل مطية المجالس هذه الأيام!
- زهد في السنن، وتوسع في المباح، وتهاون في المحظور، صلاة الضحى والوتر ..، التبكير إلى الجمع والجماعات ..، دعاء الخروج والدخول للمنزل والمسجد وركوب الدابة ..، السواك عند الوضوء والصلاة ..، ترف في المطعم والملبس والمركب .
أداعية هذا حاله، يصلح أن يُسمَّى داعية؟ أم هل يمكن أن يؤثر في مجتمعه فضلاً عن نفسه وأسرته؟ وهل يصبح صاحبنا بعدهذا مغيِّر أم متغيِّر؟ منتج أم مستهلِكٌ مستهلَك؟ فليراجع كلٌ منَّا حاله، والله المستعان وعليه التكلان!

من قلب بغداد
02-22-2008, 10:23 PM
سبحان الله !
تصوير جميل حقاً ، لواقع غير جميل جداً !!
نسألُ الله السلامة

أبو مُحمد
02-22-2008, 11:38 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
مقال يُذكرنا بحالنا.

نسأل الله أن يعاملنا برحمته .

من هناك
02-23-2008, 02:37 AM
اخي عزام،
لم تكشف المستور؟؟

عزام
02-23-2008, 05:13 AM
بارك الله فيكم
علنا نشحذ الهمم بهذه المقالات ويأزر بعضنا بعضا
ليس هناك كالصحبة الصالحة للخروج من هذا الفتور.
عزام

مقاوم
02-23-2008, 07:04 AM
بارك الله فيك أخي عزام شخصت المرض بكفاءة ووضعت يدك على الجرح، فهلا وصفت الإكسير والبلسم؟

عزام
02-23-2008, 07:22 AM
بارك الله فيك اخ مقاوم
المقال ليس من كتابتي
وصلني في البريد
الحل هو ان نحاول رفع مستوى الايمان عندنا والله اعلم.
عزام

مقاوم
02-23-2008, 07:29 AM
بارك الله فيك اخ مقاوم

المقال ليس من كتابتي
وصلني في البريد
الحل هو ان نحاول رفع مستوى الايمان عندنا والله اعلم.

عزام

جزى الله الكاتب والناقل خيرا.
نعم، الإيمان يزيد بالطاعة لكن هل تظن أن الذي يوصف بأنه "داعية" يغيب عنه هذا؟
ومع ذلك نجدهم ممن أصيبوا بكثير مما ورد في المقال فما السبب يا ترى وكيف الخروج من هذه الحالة المتفشية؟

عزام
02-23-2008, 08:11 AM
السلام عليكم اخي مقاوم
والله اعلم هذا الفتور مرده ان التربية لا تكون بتعلم علم الدين فقط بل ينبغي تربية الداعية بالاحداث كما ربى الرسول صلى الله عليه وسلم الصحابة. فيبغي تحويل المفاهيم والمبادىء الى حركة لا ان تظل مجرد نظريات.
عزام

إن التربية بالأحداث تربية عملية تقوم في واقع الحياة الملموس، ولم تكن مجرد محاضرات أو دروس نظرية، وإنما ترتكز على الواقع ومعطياته التطبيقية. ولعل السمة البارزة في هذه التربية هي "الابتلاء".
1- فمن خصائص التربية بالأحداث: الاستفادة من تجارب السابقين؛ فهي خبرات عملية، وهي بين موقفين: موقف إيجابي يحسة التأسي به، وموقف سلبي ومنزلقات على الطريق ينبغي الحرص والابتعاد عنها.
فالموقف الإيجابي يشد عزائم المؤمنين، ويبث روح الثبات فيهم، كقصة أصحاب الأخدود التي عبرت عن صبر وثبات السابقيت؛ فهي دروس في العقيدة والتربية تقول للمسلمين: إنكم لستم وحدكم على الطريق، إنما سبقكم أمم ابتليت كما ابتليتم، وطغى عليها الطغاة كما طغوا عليكم، فاصبروا على الاضطهاد والتعذيب والتحريق، فكونوا كذلك صابرين حتى يأتي الله بالتغيير على أيديكم.
ومثال آخر: من حديث خباب (رضي الله عنه) حين جاء إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) يشتكي إليه من عدوان المشركين، فشد أزرة بتذكيره بصبر الأمم السابقة. خباب إنما كان يشكو واقعاً عملياً، وقد رفع الرسول (صلى الله عليه وسلم) من همته بواقع عملي آخر سابق: "لقد كان من قبلكم ليمشط المنشار على مفرق رأسه فيشق باثنين ما يصرفه ذلك عن دينه".
2- ومن خصائص التربية بالأحداث: أنها تحول المفاهيم إلى حركة، وهذا بالضبط ما يخيف الجاهلية، فتتربص بالمسلمين الدوائر وتسعى إلى حصارهم، فينتج عن ذلك الابتلاء.
ولو كان الاسلام مجرد فكر نظري لا رصيد له ولا حركة له في الواقع لما كان هناك أي اعتراض عليه؛ فقد وجد قبل البعثة رجال يطلق عليهم "الحنفاء" اعتزلوا معتقدات المشركين وعبادتهم، واعتقدوا بألوهية الله وحده، وقدموا له الشعائر التعبدية.
3- ومن خصائص هذه التربية أيضاً: أنها تربط النفس بالعمل لا بالنتيجة. وهذا العمل يستمد قيمته من الاخلاص وإصلاح النية، حيث يقوم المؤمن بأداء الواجب، والإسهام في الخير؛ امتثالاً لأمر الله تعالى ورسوله (صلى الله عليه وسلم) دون أن يفت في عزمه تأخر النتائج.
وهذا الميزان في التقويم له نتائج عظيمة في واقع الحياة؛ إذ يجعل المسلم لا يتطلع إلى النتيجة التي قد تأتي متأخرة، أو تكون غير منظورة، وإنما حسبه أنه يبذل ما في وسعه ويكل أمر النتيجة إلى علام الغيوب، فهو الذي يعلم بتقديره وحكمته الوقت المناسب لقطف الثمرة.
ولقد كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يأتي آل ياسر وهم يعذبون، فلا يجد ما يواسيهم به إلا أن يقول: "اصبروا آل ياسر فإن موعدكم الجنة".
وفي حديث عثمان بن عفان (رضي الله عنه) قال: "أقبلت مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) آخذاً بيدي نتمشى بالبطحاء، حتى أتى على آل عمار بن ياسر، فقال أبو عمار: يا رسول الله! الدهر هكذا؟ فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم): "اصبر"، ثم قال: "اللهم اغفر لآل ياسر، وقد فعلت".
وقد مات آل ياسر ولم يشعروا أنهما وصلا إلى نتيجة؛ لأن التربية النبوية علمت المؤمنين أن يعطوا في هذه الدنيا ولا يأخذوا فيها شيئاً، فهي علقت قلوبهم بالآخرة، بالجنة والرضوان، هناك حيث الأجر العظيم والثواب الجزيل، مما يدل قطعاً على أن الجزاء ليس مرتبطاً بالنتيجة، وإنما بالعمل والنية.


وخلاصة القول: لقد آتى جهد التربية النبوية أكله في تكوين شخصية إسلامية نموذجية، في ضوابطها الأخلاقية، والتزاماتها السلوكية، وحيويتها الحركية، مما جعل هذه النواة الجهادية الصلبة قادرة بعد ذلك على تحمل ضغوط الوثنية عليها في فتنتها عن دينها: اضطهاداً وتعذيباً، ونفياً وقتلاً، وقطيعة، وتجتاز الابتلاء بصمود وروح معنوية عالية نحو تحطيم النظام الجاهلي والتميكن للنظام الإسلامي بديلاً عنه.

طرابلسي
02-23-2008, 09:20 AM
أحسنت في بيان الحال بارك الله فيك
واجدت في طرح الحلول
يبقى واقع الحال مرتهن بواقع البلد الذي يعيشه كل داعية في هذا الزمان
دون اغفال بأن الداعية يسبح بعكس التيار ولا بد أن يتعب فيرجع القهقرى ثم يعيد السباحة من جديد فيجد نفسه بمكانه هذا إن لم يستسلم ( إلا من رحم ربك )

عزام
02-23-2008, 09:30 AM
بارك الله فيك اخي وشيخي طرابلسي
ليس على الداعية ان يستسلم ان كان على الحق فمن خصائص تربية المصطفى صلى الله عليه وسلم للصحابة رضي الله عنهم أنها تربط النفس بالعمل لا بالنتيجة. وهذا العمل يستمد قيمته من الاخلاص وإصلاحالنية، حيث يقوم المؤمن بأداء الواجب، والإسهام في الخير؛ امتثالاً لأمر الله تعالىورسوله (صلى الله عليه وسلم) دون أن يفت في عزمه تأخر النتائج.
عزام

مقاوم
02-23-2008, 09:51 AM
لكن كيف يحصن الداعية نفسه من فتن الدنيا وعلى رأسها المنصب والجاه والمال. فقد رأينا الكثير ممن كنا نحسبهم على خير عظيم سقطوا في هذه الامتحانات.

مما لا شك فيه أن البيئة التي يعيش فيها الداعية تلعب دورا كبيرا لكن كل بيئة ولها فتنتها. فالداعية إن اختلط عرض نفسه للسقوط وإن اعتزل منع الخير عن الناس.

الشيخ عبد الرحيم الطحان كان ممن اعتزلوا فحرمت الأمة خيرا عظيما. ولا أريد أن أسمي الذين اختلطوا فسقطوا لأنهم كثر هدانا الله وإياهم سواء السبيل.

في المقابل، الناس لا ترحم ويريدون من الداعية أن يكون مثاليا وكأنه ليس بشرا ولا يتعرض للفتن ولا يزل ولا يخطئ. فكيف السبيل؟؟

مقاوم
02-23-2008, 10:09 AM
كل طرف له اجندته والعراق المسكين يتلقى الضربة تلو الاخرى
عزام
التعليق الصحيح في الموضوع الخطأ :smile:

عزام
02-23-2008, 10:51 AM
في المقابل، الناس لا ترحم ويريدون من الداعية أن يكون مثاليا وكأنه ليس بشرا ولا يتعرض للفتن ولا يزل ولا يخطئ. فكيف السبيل؟؟
السلام عليكم
ألا ترى معي اخي مقاوم ان تفسيم المسلمين الى دعاة و"ناس" هو مصدر اللبس؟ هل كان مجتمع الصحابة رضي الله عنهم يقسمون انفسهم الى دعاة وناس عاديين؟ ام كانوا كلهم دعاة الى الله كل على حسب علمه وتقواه.. اين نحن من قوله صلى الله عليه وسلم "بلغوا عني ولو آية". حينما اعتبر انا الانسان العادي هذا الداعية رجلا فوق مستوى البشر اكون قد ظلمته.. اما حينما اعتبر اني واياه من نفس الطينة البشرية وهو معرض للخطأ والفتنة مثلي فلن احاسبه على امر انا نفسي لم استطيع ان امنع نفسي من الوقوع فيه..
اذن الحل في اعادة تشكيل الذهنية المسلمة فعندها
1- اتقبل اخطاء الدعاة برحابة صدر اكبر.
2- اكون عنصرا ايجابيا في التغيير بدل ان اكون عنصرا سلبيا ومتفرجا انتقد هذا وازكي ذاك.
عزام

مقاوم
02-23-2008, 10:59 AM
نعم أخي عزام بارك الله فيك. لا خلاف على هذا.
عبارة "الناس" عندما تطلق تعني المجتمع غالبا وهذا كان مرادي. ويبقى السؤال كيف نصحح المفاهيم ونغير بعض الأفكار التي ترسخت في المجتمع حتى كادت أن تصبح عرفا.

يعني باختصار ما هو منهج التغيير الذي يجب نتبعه وما هي أولوياته؟

عزام
02-23-2008, 11:27 AM
نعم أخي عزام بارك الله فيك. لا خلاف على هذا.
يعني باختصار ما هو منهج التغيير الذي يجب نتبعه وما هي أولوياته؟
السلام عليكم اخي مقاوم
ولم تسألني ولا تقترح انت؟ :)
اعتقد ان منهج التغيير هو منهج الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم والانبياء من قبله.
1- لم يبدأوا بالتشريع وتفاصيل الحلال والحرام بل بدأوا بدعوة الناس الى عبادة الله وحده ونبذ كل ما تعافه الفطرة البشرية من انواع الظلم. (راجع حوارهم مع قومهم..)
2- لم تكن دعوتهم للناس دعوة باردة سلبية بل حملوا المدعو جزءا من عبء الدعوة. فها هم الصحابة الكرام يحملون على اكتافهم اعباء الدعوة.. وها هو ابو بكر الصديق رضي الله عنه يتحمل تكاليف الدعوة حتى آمن على يده ستة من المبشرين بالجنة.
3- هل تجد دعاتنا وعلماءنا من هذا النمط؟ ام انهم يميلون الى ربط العامي بشخوصهم والرجوع اليهم في اي مسألة حتى ليخاف هذا العامي ان يخطىء في اي مسألة ويكتفي بترداد ما علمه له شيخه تردادا ببغائيا خشية الوقوع في الخطأ و دخول النار.. بل قد يصل هذا الاتباع الاعمى الى حد التقديس والعياذ بالله..
طبعا انا انطلق من اعتباري اننا نعيش اليوم جاهلية جديدة حيث لا وجود لأي مجتمع يطبق الاسلام بكل حذافيره.
عزام