عزام
02-19-2008, 05:10 AM
هذه خاطرة طريفة كتبتها منذ سنين
عزام
الكورنيش
يبدو ان الصديق "ابن الميناء" قد اغفل الكثير من تاريخ الميناء العريق. فهناك ايضا "ابو فادي" ملك السمكة الحرة" الذي يقصد من بيروت و الذي استرزق من حوله عدة مطاعم سندويش اخرى مثل "امير السمكة الحرة"، "سلطان السمكة الحرة"، "سوبر ستار السمكة الحرة" . و هناك بوظة "اشئش" و ضرتها "البلحة" و هناك فول "ابو سعيد" الذي اكتسح "دنون" التل خاصة بعد ان جعله صفوان شندب مقرا لاجتماعاته الطلابية. اما عن الكورنيش فحدث و لا حرج و هل هناك احلى من الكزدورة عليه وتنشق "زنخة البحر" العليلة. و على ذكر الكورنيش فقد نصحتني زوجتي ان اتمشى و اهرول على الكورنيش لتخفيف الكرش الذي الصق بي "ظلما و عدوانا" من قعدة الكمبيوتر و تحمل غلاظاتكم على الانترنت. ولما كنت اضجر من المشي وحيدا و لما كانت هي مشغولة بتربية "عمورة" فقد سمحت لي باصطحاب محمد علوان. و هكذا كان، ولكن ما ان مشينا المائة متر الاولى حتى تعب محمد (وانا كنت قد تعبت قبله بخمسين مترا و لكنني تحاملت على نفسي كي لا يشمت بي الاعداء) فارتحنا قليلا امام بائع الذرة المشوية و ضيفنا السيد علوان الكريم كسائر ابناء عكار "عرنوسا" يانعا في ريعان الصبا. ثم مشينا مئة متر اخرى فعطشنا هذه المرة من المشي تحت حرارة الشمس و (من الذرة التي تحولت الى "بوشار" في بطوننا الملتهبة) ولما كنت لا اقبل ان اضع على ذمتي "منية " السيد علوان ضيفناه "قبوع" بوظة السنافر (هذه العربة التي تطنطن تحت بيوتنا في اوقات القيلولة) كي لا نضطر الى قطع طريق الاوتوستراد الى "اشئش" لأن مسافة قطع الطريق جيئة و ذهابا لم تدخل في دفتر الشروط الذي اتفقت عليه مع زوجتي عند البدء بالمهمة. و هكذا كل مئة متر كنا نستحلي "سنبلة حاملة" (او "ام قليبانة" كما يسميها البيارتة… الغربيون) من هنا و كمشة ترمس من هناك حتى انتهت الطريق و انجزنا الماراتون الصباحي. و بعد حسابات بسيطة على الالة الحاسبة من قبل زوجتي لواردات الكالوري و صادراتها اكتشفت زوجتي اني كسبت منها خلال المشوار اكثر مما انفقته بين المشي و الهرولة فوضبت "الاوفرهول" في حقيبة الثياب الشتوية و قررت حرماني من العشاء حتى انتهاء البناء الجامعي الموحد و ها انا اليوم اتذكر بحسرة والم في مناسبة عيد الام كيف كانت والدتي تعاملني و تقول "قوم يا تقبرني تعشى، يلعن ابو الدرس". و قد تسألونني ماذا حل بمحمد علوان؟ حاول محمد علوان اكمال المسيرة بدوني لمدة يومين الا انه توقف بعدما ضرب رأسه في العمود الذي اقامته البلدية مؤخرا لانارة الكورنيش و ذلك عندما مرت امامه مراهقة تتهادى في رياضتها الصباحية (يا سيئي الظن!!!، كان ينظر في الارض غاضا بصره عندما اصطدم بالعمود L ).
عزام
الكورنيش
يبدو ان الصديق "ابن الميناء" قد اغفل الكثير من تاريخ الميناء العريق. فهناك ايضا "ابو فادي" ملك السمكة الحرة" الذي يقصد من بيروت و الذي استرزق من حوله عدة مطاعم سندويش اخرى مثل "امير السمكة الحرة"، "سلطان السمكة الحرة"، "سوبر ستار السمكة الحرة" . و هناك بوظة "اشئش" و ضرتها "البلحة" و هناك فول "ابو سعيد" الذي اكتسح "دنون" التل خاصة بعد ان جعله صفوان شندب مقرا لاجتماعاته الطلابية. اما عن الكورنيش فحدث و لا حرج و هل هناك احلى من الكزدورة عليه وتنشق "زنخة البحر" العليلة. و على ذكر الكورنيش فقد نصحتني زوجتي ان اتمشى و اهرول على الكورنيش لتخفيف الكرش الذي الصق بي "ظلما و عدوانا" من قعدة الكمبيوتر و تحمل غلاظاتكم على الانترنت. ولما كنت اضجر من المشي وحيدا و لما كانت هي مشغولة بتربية "عمورة" فقد سمحت لي باصطحاب محمد علوان. و هكذا كان، ولكن ما ان مشينا المائة متر الاولى حتى تعب محمد (وانا كنت قد تعبت قبله بخمسين مترا و لكنني تحاملت على نفسي كي لا يشمت بي الاعداء) فارتحنا قليلا امام بائع الذرة المشوية و ضيفنا السيد علوان الكريم كسائر ابناء عكار "عرنوسا" يانعا في ريعان الصبا. ثم مشينا مئة متر اخرى فعطشنا هذه المرة من المشي تحت حرارة الشمس و (من الذرة التي تحولت الى "بوشار" في بطوننا الملتهبة) ولما كنت لا اقبل ان اضع على ذمتي "منية " السيد علوان ضيفناه "قبوع" بوظة السنافر (هذه العربة التي تطنطن تحت بيوتنا في اوقات القيلولة) كي لا نضطر الى قطع طريق الاوتوستراد الى "اشئش" لأن مسافة قطع الطريق جيئة و ذهابا لم تدخل في دفتر الشروط الذي اتفقت عليه مع زوجتي عند البدء بالمهمة. و هكذا كل مئة متر كنا نستحلي "سنبلة حاملة" (او "ام قليبانة" كما يسميها البيارتة… الغربيون) من هنا و كمشة ترمس من هناك حتى انتهت الطريق و انجزنا الماراتون الصباحي. و بعد حسابات بسيطة على الالة الحاسبة من قبل زوجتي لواردات الكالوري و صادراتها اكتشفت زوجتي اني كسبت منها خلال المشوار اكثر مما انفقته بين المشي و الهرولة فوضبت "الاوفرهول" في حقيبة الثياب الشتوية و قررت حرماني من العشاء حتى انتهاء البناء الجامعي الموحد و ها انا اليوم اتذكر بحسرة والم في مناسبة عيد الام كيف كانت والدتي تعاملني و تقول "قوم يا تقبرني تعشى، يلعن ابو الدرس". و قد تسألونني ماذا حل بمحمد علوان؟ حاول محمد علوان اكمال المسيرة بدوني لمدة يومين الا انه توقف بعدما ضرب رأسه في العمود الذي اقامته البلدية مؤخرا لانارة الكورنيش و ذلك عندما مرت امامه مراهقة تتهادى في رياضتها الصباحية (يا سيئي الظن!!!، كان ينظر في الارض غاضا بصره عندما اصطدم بالعمود L ).