عزام
02-18-2008, 03:03 PM
إحذر سيارات البلدية (شاحنات القمامة)
للكاتب ديفيد جي بوليه
كم مرة تفسح المجال لتفاهات الآخرين أو لسلوكهم الأحمق لتعكير صفو مزاجك؟ هل تسمح لسائق طائش أو نادل وقح أو مدير فظ أو موظف بليد أن يفسد يومك؟ ما لم تكن بطلاً أسطورياً لايقهر، فإنك غالباً تعاني من التقهقر والإحباط تحت وطأة هؤلاء. وعلى كل حال إن المؤشر على نجاحك هو مدى سرعتك في العودة للتركيز على ماهو مهم في حياتك.
لقد تعلمت هذا الدرس قبل 16 عاماً. نعم تعلمته عندما كنت أجلس في المقعد الخلفي لسيارة تكسي في مدينة نيويورك. وإليك ماحدث.
استقليت إحدى سيارات التاكسي واتجهنا إلى محطة غراند سنترال وبينما كنا نسير في المسار اليميني وإذ بسيارة سوداء تظهر فجأة من طريق جانبي وتقفز لتسير أمامنا. ضغط سائق سيارتي بقوة على الفرامل فانزلقت السيارة وأحدثت العجلات صريراً مدوياً وفي اللحظة الأخيرة توقفت على بعد انش واحد فقط من مؤخرة السيارة التي أمامنا.
لم أصدق ماحدث. ولكنني لم أصدق ماحدث بعده. لقد هز سائق السيارة الأخرى الذي كاد أن يتسبب في حادث كبير رأسه بعنف وبدأ يوجه كلمات بذيئة لنا. ستسألني كيف عرفت؟ إسأل أياً من سكان نيويورك وستجد أن معنى بعض كلماتهم تعرف من تعابير تظهر على وجوههم. وللتأكيد على كلماته قام بتوجيه إشارة غير لائقة بإصبع يده وكأن الكلمات لم تكن كافية.
ولكن ماجعلني أنفجر هو ماحدث بعد ذلك. لقد تبسم سائق سيارتي ولوح بيده للرجل وما أقصده أنه كان ودوداً. ولذلك سألته متعجباً "لم فعلت ذلك!؟ لقد كاد هذا الرجل أن يقتلنا!" وهنا أجابني سائق سيارتي بما أسميه هنا الآن "قانون سيارة البلدية" حيث قال: هناك العديد من الناس يشبهون سيارات البلدية. هم يطوفون ليجمعوا الكثير من القمامة والكثير من الإحباط والكثير من الغضب والكثير من خيبة الأمل وعندما تتراكم لديهم يبحثون عن مكان لإفراغ حمولتهم. فإن سمحت لهم فسيفرغون قمامتهم فوقك.
ولذلك عندما يريد أحدهم إفراغ قمامته عليك فلا تأخذ الأمر على نحو شخصي. فقط ابتسم ولوح بيدك وتمنى له الخير ثم انطلق إلى عملك. صدقني بأنك ستكون أكثر سعادة.
وهكذا بدأت أفكر كم مرة سمحت لسيارات البلدية أن تفرغ حمولتها فوقي؟ وكم مرة حملت هذه القمامة ونقلتها لأناس آخرين في العمل أو في البيت أو حتى في الشارع؟ وعندها قلت "لست بحاجة إلى قمامتهم ولن أنقلها بعد الآن."
لقد بدأت أشاهد سيارات البلدية كما قال الصبي الصغير في فيلم "الحاسة السادسة" "إنني أرى الأموات". نعم الآن "أرى سيارت البلدية". أرى حمولتهم التي يجمعونها. أراهم يأتون لإفراغها. وكما فعل سائق التاكسي لم أعد آخذ الأمر على نحو شخصي. فقط أبتسم وألوح بيدي وأتمنى لهم الخير ثم أنطلق.
لقد كان وولتر بيتون أحد لاعبي كرة القدم (الأمريكية) المفضلين لدي على الدوام. ففي كل مرة كان يُطرح فيها أرضاً على أرض الملعب كان ينهض بسرعة فور سقوطه ولا يطيل البقاء ، وكان دائماً مستعداً لأن تكون اللعبة القادمة هي الأفضل له. وعلى مر السنين فإن أفضل اللاعبين في العالم في كل الرياضات قد اتبعوا هذا الأسلوب من أمثال تايغر وودز وناديا كومانتشي ومحمد علي وبيورن بورغ وكريس ايفرت ومايكل جوردن وبيليه وكثر آخرين ، ومعظم القادة المُلْهِمين قد عاشوا بنفس الطريقة من أمثال نيلسون مانديلا والأم تيريسا وغاندي ومارتن لوثر كينغ.
أنظر إلى روي باومايستر الباحث في علم النفس من جامعة فلوريدا الحكومية الذي اكتشف في أبحاثه المكثفة أن المرء يتذكر الأشياء السيئة في حياته أكثر من الأشياء الجيدة. إنك تُخًزِّن الأشياء السيئة بسهولة أكبر وتستذكرها على نحو أكثر.
وهكذا فإن الأرجحية لاتبدو في صالحك عندما تأتي سيارة البلدية في طريقك. ولكن عندما تَتًّبِع قانون سيارة البلدية فإنك تستعيد القدرة على التحكم بحياتك. إنك تفسح المجال للحسنات من خلال التغاضي ودفع السيئات.
إن أفضل القادة يعلمون أنه يتوجب عليهم أن يستعدوا لاجتماعهم التالي ، وأن أفضل رجال المبيعات يعلمون أن عليهم الإستعداد لمقابلة العميل التالي ، وأن أفضل أولياء الأمور يعلمون أن عليهم استقبال أطفالهم بالأحضان والقبلات بعد عودتهم من المدرسة وذلك مهما صادفوا من سيارات بلدية خلال يومهم. وكلنا يعلم أننا يجب أن نكون حاضرين تماماً وبالشكل الأمثل لملاقاة الأناس الذين يهمنا أمرهم.
إن العبرة في أن الأشخاص الناجحين هم الذين لايفسحون المجال لسيارات البلدية في فرض نفسها على حياتهم.
والأن ماذا عنك؟ ماذا سيحصل في حياتك؟ بدءاً من اليوم ، كلما أفسحت المجال لعدد أكبر من سيارات البلدية للعبور من جانبك فإنني أراهن بأنك: ستكون أكثر سعادة.
للكاتب ديفيد جي بوليه
كم مرة تفسح المجال لتفاهات الآخرين أو لسلوكهم الأحمق لتعكير صفو مزاجك؟ هل تسمح لسائق طائش أو نادل وقح أو مدير فظ أو موظف بليد أن يفسد يومك؟ ما لم تكن بطلاً أسطورياً لايقهر، فإنك غالباً تعاني من التقهقر والإحباط تحت وطأة هؤلاء. وعلى كل حال إن المؤشر على نجاحك هو مدى سرعتك في العودة للتركيز على ماهو مهم في حياتك.
لقد تعلمت هذا الدرس قبل 16 عاماً. نعم تعلمته عندما كنت أجلس في المقعد الخلفي لسيارة تكسي في مدينة نيويورك. وإليك ماحدث.
استقليت إحدى سيارات التاكسي واتجهنا إلى محطة غراند سنترال وبينما كنا نسير في المسار اليميني وإذ بسيارة سوداء تظهر فجأة من طريق جانبي وتقفز لتسير أمامنا. ضغط سائق سيارتي بقوة على الفرامل فانزلقت السيارة وأحدثت العجلات صريراً مدوياً وفي اللحظة الأخيرة توقفت على بعد انش واحد فقط من مؤخرة السيارة التي أمامنا.
لم أصدق ماحدث. ولكنني لم أصدق ماحدث بعده. لقد هز سائق السيارة الأخرى الذي كاد أن يتسبب في حادث كبير رأسه بعنف وبدأ يوجه كلمات بذيئة لنا. ستسألني كيف عرفت؟ إسأل أياً من سكان نيويورك وستجد أن معنى بعض كلماتهم تعرف من تعابير تظهر على وجوههم. وللتأكيد على كلماته قام بتوجيه إشارة غير لائقة بإصبع يده وكأن الكلمات لم تكن كافية.
ولكن ماجعلني أنفجر هو ماحدث بعد ذلك. لقد تبسم سائق سيارتي ولوح بيده للرجل وما أقصده أنه كان ودوداً. ولذلك سألته متعجباً "لم فعلت ذلك!؟ لقد كاد هذا الرجل أن يقتلنا!" وهنا أجابني سائق سيارتي بما أسميه هنا الآن "قانون سيارة البلدية" حيث قال: هناك العديد من الناس يشبهون سيارات البلدية. هم يطوفون ليجمعوا الكثير من القمامة والكثير من الإحباط والكثير من الغضب والكثير من خيبة الأمل وعندما تتراكم لديهم يبحثون عن مكان لإفراغ حمولتهم. فإن سمحت لهم فسيفرغون قمامتهم فوقك.
ولذلك عندما يريد أحدهم إفراغ قمامته عليك فلا تأخذ الأمر على نحو شخصي. فقط ابتسم ولوح بيدك وتمنى له الخير ثم انطلق إلى عملك. صدقني بأنك ستكون أكثر سعادة.
وهكذا بدأت أفكر كم مرة سمحت لسيارات البلدية أن تفرغ حمولتها فوقي؟ وكم مرة حملت هذه القمامة ونقلتها لأناس آخرين في العمل أو في البيت أو حتى في الشارع؟ وعندها قلت "لست بحاجة إلى قمامتهم ولن أنقلها بعد الآن."
لقد بدأت أشاهد سيارات البلدية كما قال الصبي الصغير في فيلم "الحاسة السادسة" "إنني أرى الأموات". نعم الآن "أرى سيارت البلدية". أرى حمولتهم التي يجمعونها. أراهم يأتون لإفراغها. وكما فعل سائق التاكسي لم أعد آخذ الأمر على نحو شخصي. فقط أبتسم وألوح بيدي وأتمنى لهم الخير ثم أنطلق.
لقد كان وولتر بيتون أحد لاعبي كرة القدم (الأمريكية) المفضلين لدي على الدوام. ففي كل مرة كان يُطرح فيها أرضاً على أرض الملعب كان ينهض بسرعة فور سقوطه ولا يطيل البقاء ، وكان دائماً مستعداً لأن تكون اللعبة القادمة هي الأفضل له. وعلى مر السنين فإن أفضل اللاعبين في العالم في كل الرياضات قد اتبعوا هذا الأسلوب من أمثال تايغر وودز وناديا كومانتشي ومحمد علي وبيورن بورغ وكريس ايفرت ومايكل جوردن وبيليه وكثر آخرين ، ومعظم القادة المُلْهِمين قد عاشوا بنفس الطريقة من أمثال نيلسون مانديلا والأم تيريسا وغاندي ومارتن لوثر كينغ.
أنظر إلى روي باومايستر الباحث في علم النفس من جامعة فلوريدا الحكومية الذي اكتشف في أبحاثه المكثفة أن المرء يتذكر الأشياء السيئة في حياته أكثر من الأشياء الجيدة. إنك تُخًزِّن الأشياء السيئة بسهولة أكبر وتستذكرها على نحو أكثر.
وهكذا فإن الأرجحية لاتبدو في صالحك عندما تأتي سيارة البلدية في طريقك. ولكن عندما تَتًّبِع قانون سيارة البلدية فإنك تستعيد القدرة على التحكم بحياتك. إنك تفسح المجال للحسنات من خلال التغاضي ودفع السيئات.
إن أفضل القادة يعلمون أنه يتوجب عليهم أن يستعدوا لاجتماعهم التالي ، وأن أفضل رجال المبيعات يعلمون أن عليهم الإستعداد لمقابلة العميل التالي ، وأن أفضل أولياء الأمور يعلمون أن عليهم استقبال أطفالهم بالأحضان والقبلات بعد عودتهم من المدرسة وذلك مهما صادفوا من سيارات بلدية خلال يومهم. وكلنا يعلم أننا يجب أن نكون حاضرين تماماً وبالشكل الأمثل لملاقاة الأناس الذين يهمنا أمرهم.
إن العبرة في أن الأشخاص الناجحين هم الذين لايفسحون المجال لسيارات البلدية في فرض نفسها على حياتهم.
والأن ماذا عنك؟ ماذا سيحصل في حياتك؟ بدءاً من اليوم ، كلما أفسحت المجال لعدد أكبر من سيارات البلدية للعبور من جانبك فإنني أراهن بأنك: ستكون أكثر سعادة.