عزام
02-15-2008, 07:30 AM
في مداخلة في مكان آخر
قال الاخ عمر نجد
" الكلام جميل ومهم ...
لاكن كل مخلوق ولة سبحان الله اطباع معينة .. صعب يغيرها او يأتى بغيرها ...
أقصد فى كلامى كل انسان على فطرتة التى فطرة الله بها ..
يعنى الكريم صعب يكون بخيل والعكس ,, ولو صار بخيل ممكن يومين وبعدين يرجع لعادتة ويكون بخيل والكريم كذالك لو حاول ان يكون بخيل لن يستطيع ممكن ثلاث ايام وبعدين يرجع ...
فاجابت الاخت ام ورقة
بحول الله و قدرته كل انسان ممكن يتغير نحو الأحسن
نسأل الله الثبات
وهذا موضوع لطالما شغلني الى ان وجدت عليه الرد الشافي من كتيب للشيخ سلمان العودة على ما اظن. ليس المطلوب من الانسان ان يغير طباعه بل يحولها لخدمة الاسلام فان كان يحب ان ينفق المال فلينفقه على المسلمين وان كان عنده شيء من التقشف والاقتصاد فليستلم مركز رئيس امين الصندوق في جمعية معينة.
· توجيه الخصائص الفطرية لخدمة الإسلام :
فالإسلام لا يهدف إلى إلغاء الخصائص الفطرية الموجودة عند الناس ، بل يعمل على توجيهها توجيها صحيحا والاستفادة منها فهذا مثلا – عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه- الذي كان قويا شديدا في الجاهلية وكان كثير من القرشيين يهابه ويخشاه –من يوم أسلم تحولت هذه القوة والشدة الموجودة فيه إلى شجاعة في سبيل الله عز وجل ، وإلى جرأة في مواجهة الكفار والمشركين وهذا ما يذكره لنا المصنفون في سيرته رضي الله عنه وارضاه.
يذكر الإمام محمد بن إسحاق – صاحب المغازي – والإمام الحاكم في (المستدرك) وأبن حبان وغيرهم عن أبن عمر رضي الله عنه قال : " لما اسلم (عمر) قال : أي قريش أنقل للحديث؟ فقيل له: جميل بن معمر الجمحي، قال: فغدا عليه – قال عبد الله بن عمر: فغدوت أتبع رجاء أنظر ما يفعل وأنا غلام أعقل كل ما رأيت- حتى جاءه فقال له: أعلمت يا جميل أني قد أسلمت ودخلت في دين محمد، قال: فوالله ما راجعه حتى قام يجر رداءه واتبعه عمر واتبعت أبي حتى إذا قام على باب المسجد صرخ بأعلى صوته: يا معشر قريش- وهم في أنديتهم حول الكعبة- ألا إن عمر بن الخطاب قد صبأ، قال : يقول عمر من خلفه: كذب، ولكني قد أسلمت، وشهدت أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، وثاروا إليه فما برح يقاتلهم ويقاتلونه حتى قامت الشمس على رؤوسهم قال: حتى فتر عمر وجلس وقاموا على رأسه وهو يقول: أفعلوا ما بدا لكم فأحلف بالله أن لو قد كنا ثلاثمائة رجل لقد تركناها لكم أو تركتموها لنا" (1)- يعني مكة- فهذه صورة من صور القوة في الحق، هذه القوة كانت موجودة في عمر كصفة مجردة قبل الإسلام، لكنه لما أسلم توظفت وتوجهت هذه القوة في سبيل الخير، واستغلت واستثمرت لصالح الإسلام.
فلم يأت الإسلام ليحطم شخصيات الرجال، ويقضي عليها ويجعل الناس كلهم عبارة عن نسخة واحدة أو قالب مصبوب.
لقد جاء الإسلام لينقل كل فرد من وضعه الذي يعيش فيه وخصائصه التي يتميز بها ليكون مسلما متسما بخصائص معينة يوجه هذه الخصائص لخدمة الإسلام، لم يأت الإسلام ليجعل الناس كلهم علماء ولا ليجعل الناس كلهم مجاهدين-يحملون السيف في سبيل الله – ولا ليجعل الناس كلهم متعبدين- يحيوون ليلهم ويصومون نهارهم-، بل خاطب الإسلام كل فرد بما يناسبه:
فالقوي في الجاهلية يبقى قويا في الإسلام، والإنسان الذي يتميز –بفطرته بخصائص عاطفية- يجد في الإسلام ما يشبع هذه العواطف فيتحول إلى متعبد إلى الله عز وجل غير خارج في تعبده إلى طرائق الصوفية، والإنسان القوي الشجاع يجد في الإسلام ميدان الجهاد ومن يملك ذهنا متطلعا يجد في الإسلام الحث على طلب العلم والتفكر، ولعل في قوله صلى الله عليه وبارك وسلم: " كل ميسر لما خلق له"(1)
إشارة إلى ذلك مع أن هناك قدرا لا بد من توفره في كل مسلم من التعبد والعلم والجهاد ولكن الحديث هنا عن التميز.
إن هذه الخصائص تنمي ولا توأد، وتوجه لخدمة الإسلام ولكنها في الوقت ذاته تهذب ويكف عن غلوائها، فعمر الذي كان قويا شديدا في الجاهلية نجده في الإسلام وقد هذب هذه الصفة فيه إيمانا بالله واليوم الآخر والجنة والنار فصار يكثر من لوم نفسه وتقريعها، روى الإمام مالك في الموطأ، وعبد الله أبن حنبل في زوائده على كتاب (الزهد) لأبيه عن أنس أبن مالك رضي الله عنه:"أنه خرج مع عمر رضي الله عنه إلى أحد الحيطان-أي البساتين- فدخل عمر رضي الله عنه إلى هذا الحائط قال أنس رضي الله عنه: فسمعته –وبيني وبينه الحائط وهو يخاطب نفسه- يقول :"عمر بن الخطاب أمير المؤمنين بخ بخ ! والله لتتقين الله أو ليعذبنك" (2) يخاطب نفسه، وكأنه يقول لنفسه: كيف وصلت يا أبن الخطاب-يا من كنت ترعى غنم أبيك في الجاهلية ولا هم لك في الحياة- إلى أن تكون أمير المؤمنين، ويشار إليك بالبنان؟ ثم يتعجب من هذا الأمر، فيقول : " بخ بخ "- وهي كلمة تقال عند المدح والرضى بالشئ – ثم يثني على نفسه باللوم ، فيقول: " والله لتتقين الله أو ليعذبنك"، فلن ينفعك بين يدي الله أن تكون أميرا أو ذا منصب بين المسلمين ما لم تقدم بينك وبينه العمل الصالح. وهكذا أفاد الإسلام من هذه الخاصية الموجودة عند عمر – وهي القوة في الحق – مع تهذيبها وتوجيهها توجيها صحيحا، بحيث لا تتعدى حدها.
وهناك أنموذج آخر لرجل يتميز بالشجاعة ، وهو : خالد أبن الوليد رضي الله عنه وأرضاه، حيث تتحول شجاعته بل يتحول تهوره في الجاهلية إلى شجاعة وإقدام في سبيل الله ونصر الإسلام وخذلان لأعداء الدين، روى الإمام أحمد في (فضائل الصحابة)، وأبو يعلي في مسنده وأبن حبان وغيرهم بسند صحيح: أن خالد بن الوليد رضي الله عنه وأرضاه كان يقول: " ما ليلة تهدى إلى فيها عروس أنا لها محب، أو أبشر فيها بغلام بأحب إلي َ من ليلة شديدة الجليد، بت فيها مع نفر من المهاجرين أصبح بها العدو"(3)- يعني مجاهدين في سبيل الله عز وجل – فتحول إقدام خالد وشجاعته إلى رغبة حقيقية ملحة دائمة في الجهاد في سبيل الله ويجد هذا الرجل الباسل المجاهد لذته وطمأنينة نفسه في الخروج في سبيل الله حتى وهو يجد ألم البرد والخوف – كما يخاف غيره من الناس- ومع ذلك فهو يحس بأن هذه الليلة ألذ ليلة يقضيها في عمره. فلا بد من استغلال الخصائص النفسية والإفادة منها وتنميتها وتوجيهها التوجيه الصحيح.
(1) أخرجه البخاري ( 7112) ، مسلم ( 2649)
(2) أخرجه مالك في (الموطأ) ( 1800) وأبن أبي عاصم في (الزهد) ( 1/115) وإسناده صحيح.
(3) السيرة النبوية لأبن إسحاق ( 2/193، 192) وأخرجه من طريقه عبد الرازق في مصنفه (5/327)، والإمام أحمد في ( فضائل الصحابة) (372) ، والحاكم في (المستدرك) ( 4493 )، وأبن حبان ( 6879 )، والضياء في (المختاره) كلهم من طرق عن أبن أسحاق عن نافع عن أبن عمر، وأبن إسحاق قال فيه الحافظ أبن حجر في ( التقريب) " صدوق يدلس". أ هـ وقد صرح هنا بالتحديث فأمن تدليسه، والحديث أقل أحواله أن يكون حسنا.
قال الاخ عمر نجد
" الكلام جميل ومهم ...
لاكن كل مخلوق ولة سبحان الله اطباع معينة .. صعب يغيرها او يأتى بغيرها ...
أقصد فى كلامى كل انسان على فطرتة التى فطرة الله بها ..
يعنى الكريم صعب يكون بخيل والعكس ,, ولو صار بخيل ممكن يومين وبعدين يرجع لعادتة ويكون بخيل والكريم كذالك لو حاول ان يكون بخيل لن يستطيع ممكن ثلاث ايام وبعدين يرجع ...
فاجابت الاخت ام ورقة
بحول الله و قدرته كل انسان ممكن يتغير نحو الأحسن
نسأل الله الثبات
وهذا موضوع لطالما شغلني الى ان وجدت عليه الرد الشافي من كتيب للشيخ سلمان العودة على ما اظن. ليس المطلوب من الانسان ان يغير طباعه بل يحولها لخدمة الاسلام فان كان يحب ان ينفق المال فلينفقه على المسلمين وان كان عنده شيء من التقشف والاقتصاد فليستلم مركز رئيس امين الصندوق في جمعية معينة.
· توجيه الخصائص الفطرية لخدمة الإسلام :
فالإسلام لا يهدف إلى إلغاء الخصائص الفطرية الموجودة عند الناس ، بل يعمل على توجيهها توجيها صحيحا والاستفادة منها فهذا مثلا – عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه- الذي كان قويا شديدا في الجاهلية وكان كثير من القرشيين يهابه ويخشاه –من يوم أسلم تحولت هذه القوة والشدة الموجودة فيه إلى شجاعة في سبيل الله عز وجل ، وإلى جرأة في مواجهة الكفار والمشركين وهذا ما يذكره لنا المصنفون في سيرته رضي الله عنه وارضاه.
يذكر الإمام محمد بن إسحاق – صاحب المغازي – والإمام الحاكم في (المستدرك) وأبن حبان وغيرهم عن أبن عمر رضي الله عنه قال : " لما اسلم (عمر) قال : أي قريش أنقل للحديث؟ فقيل له: جميل بن معمر الجمحي، قال: فغدا عليه – قال عبد الله بن عمر: فغدوت أتبع رجاء أنظر ما يفعل وأنا غلام أعقل كل ما رأيت- حتى جاءه فقال له: أعلمت يا جميل أني قد أسلمت ودخلت في دين محمد، قال: فوالله ما راجعه حتى قام يجر رداءه واتبعه عمر واتبعت أبي حتى إذا قام على باب المسجد صرخ بأعلى صوته: يا معشر قريش- وهم في أنديتهم حول الكعبة- ألا إن عمر بن الخطاب قد صبأ، قال : يقول عمر من خلفه: كذب، ولكني قد أسلمت، وشهدت أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، وثاروا إليه فما برح يقاتلهم ويقاتلونه حتى قامت الشمس على رؤوسهم قال: حتى فتر عمر وجلس وقاموا على رأسه وهو يقول: أفعلوا ما بدا لكم فأحلف بالله أن لو قد كنا ثلاثمائة رجل لقد تركناها لكم أو تركتموها لنا" (1)- يعني مكة- فهذه صورة من صور القوة في الحق، هذه القوة كانت موجودة في عمر كصفة مجردة قبل الإسلام، لكنه لما أسلم توظفت وتوجهت هذه القوة في سبيل الخير، واستغلت واستثمرت لصالح الإسلام.
فلم يأت الإسلام ليحطم شخصيات الرجال، ويقضي عليها ويجعل الناس كلهم عبارة عن نسخة واحدة أو قالب مصبوب.
لقد جاء الإسلام لينقل كل فرد من وضعه الذي يعيش فيه وخصائصه التي يتميز بها ليكون مسلما متسما بخصائص معينة يوجه هذه الخصائص لخدمة الإسلام، لم يأت الإسلام ليجعل الناس كلهم علماء ولا ليجعل الناس كلهم مجاهدين-يحملون السيف في سبيل الله – ولا ليجعل الناس كلهم متعبدين- يحيوون ليلهم ويصومون نهارهم-، بل خاطب الإسلام كل فرد بما يناسبه:
فالقوي في الجاهلية يبقى قويا في الإسلام، والإنسان الذي يتميز –بفطرته بخصائص عاطفية- يجد في الإسلام ما يشبع هذه العواطف فيتحول إلى متعبد إلى الله عز وجل غير خارج في تعبده إلى طرائق الصوفية، والإنسان القوي الشجاع يجد في الإسلام ميدان الجهاد ومن يملك ذهنا متطلعا يجد في الإسلام الحث على طلب العلم والتفكر، ولعل في قوله صلى الله عليه وبارك وسلم: " كل ميسر لما خلق له"(1)
إشارة إلى ذلك مع أن هناك قدرا لا بد من توفره في كل مسلم من التعبد والعلم والجهاد ولكن الحديث هنا عن التميز.
إن هذه الخصائص تنمي ولا توأد، وتوجه لخدمة الإسلام ولكنها في الوقت ذاته تهذب ويكف عن غلوائها، فعمر الذي كان قويا شديدا في الجاهلية نجده في الإسلام وقد هذب هذه الصفة فيه إيمانا بالله واليوم الآخر والجنة والنار فصار يكثر من لوم نفسه وتقريعها، روى الإمام مالك في الموطأ، وعبد الله أبن حنبل في زوائده على كتاب (الزهد) لأبيه عن أنس أبن مالك رضي الله عنه:"أنه خرج مع عمر رضي الله عنه إلى أحد الحيطان-أي البساتين- فدخل عمر رضي الله عنه إلى هذا الحائط قال أنس رضي الله عنه: فسمعته –وبيني وبينه الحائط وهو يخاطب نفسه- يقول :"عمر بن الخطاب أمير المؤمنين بخ بخ ! والله لتتقين الله أو ليعذبنك" (2) يخاطب نفسه، وكأنه يقول لنفسه: كيف وصلت يا أبن الخطاب-يا من كنت ترعى غنم أبيك في الجاهلية ولا هم لك في الحياة- إلى أن تكون أمير المؤمنين، ويشار إليك بالبنان؟ ثم يتعجب من هذا الأمر، فيقول : " بخ بخ "- وهي كلمة تقال عند المدح والرضى بالشئ – ثم يثني على نفسه باللوم ، فيقول: " والله لتتقين الله أو ليعذبنك"، فلن ينفعك بين يدي الله أن تكون أميرا أو ذا منصب بين المسلمين ما لم تقدم بينك وبينه العمل الصالح. وهكذا أفاد الإسلام من هذه الخاصية الموجودة عند عمر – وهي القوة في الحق – مع تهذيبها وتوجيهها توجيها صحيحا، بحيث لا تتعدى حدها.
وهناك أنموذج آخر لرجل يتميز بالشجاعة ، وهو : خالد أبن الوليد رضي الله عنه وأرضاه، حيث تتحول شجاعته بل يتحول تهوره في الجاهلية إلى شجاعة وإقدام في سبيل الله ونصر الإسلام وخذلان لأعداء الدين، روى الإمام أحمد في (فضائل الصحابة)، وأبو يعلي في مسنده وأبن حبان وغيرهم بسند صحيح: أن خالد بن الوليد رضي الله عنه وأرضاه كان يقول: " ما ليلة تهدى إلى فيها عروس أنا لها محب، أو أبشر فيها بغلام بأحب إلي َ من ليلة شديدة الجليد، بت فيها مع نفر من المهاجرين أصبح بها العدو"(3)- يعني مجاهدين في سبيل الله عز وجل – فتحول إقدام خالد وشجاعته إلى رغبة حقيقية ملحة دائمة في الجهاد في سبيل الله ويجد هذا الرجل الباسل المجاهد لذته وطمأنينة نفسه في الخروج في سبيل الله حتى وهو يجد ألم البرد والخوف – كما يخاف غيره من الناس- ومع ذلك فهو يحس بأن هذه الليلة ألذ ليلة يقضيها في عمره. فلا بد من استغلال الخصائص النفسية والإفادة منها وتنميتها وتوجيهها التوجيه الصحيح.
(1) أخرجه البخاري ( 7112) ، مسلم ( 2649)
(2) أخرجه مالك في (الموطأ) ( 1800) وأبن أبي عاصم في (الزهد) ( 1/115) وإسناده صحيح.
(3) السيرة النبوية لأبن إسحاق ( 2/193، 192) وأخرجه من طريقه عبد الرازق في مصنفه (5/327)، والإمام أحمد في ( فضائل الصحابة) (372) ، والحاكم في (المستدرك) ( 4493 )، وأبن حبان ( 6879 )، والضياء في (المختاره) كلهم من طرق عن أبن أسحاق عن نافع عن أبن عمر، وأبن إسحاق قال فيه الحافظ أبن حجر في ( التقريب) " صدوق يدلس". أ هـ وقد صرح هنا بالتحديث فأمن تدليسه، والحديث أقل أحواله أن يكون حسنا.