تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ما حكم الاستغفار للكفار والمشركين وطلب الرحمة لهم والمغفرة!؟



أبو مُحمد
01-30-2008, 11:35 PM
الاستغفار للمشركين لا شك أنه محرم ، وقد دل على تحريمه الكتاب والسنة .

قال الله تعالى : ( مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُوْلِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (113) وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ إِلا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأَوَّاهٌ حَلِيمٌ ) التوبة / 113-114 .

قال السعدي رحمه الله :
يعني : ما يليق ولا يحسن بالنبي والمؤمنين به " أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ " أي : لمن كفر به وعبد معه غيره " وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ" . . .

ولئن وجد الاستغفار من خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام لأبيه فإنه "عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ " في قوله "سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا" وذلك قبل أن يعلم عاقبة أبيه.
فلما تبين لإبراهيم أن أباه عدو للّهُ سيموت على الكفر ولم ينفع فيه الوعظ والتذكير "تَبَرَّأَ مِنْهُ" موافقة لربه وتأدبا معه.

"إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ" أي: رجَّاع إلى اللّه في جميع الأمور كثير الذكر والدعاء والاستغفار والإنابة إلى ربه.
"حَلِيمٌ" أي: ذو رحمة بالخلق وصفح عما يصدر منهم إليه من الزلات لا يستفزه جهل الجاهلين ولا يقابل الجاني عليه بجرمه فأبوه قال له: "لَأَرْجُمَنَّكَ" وهو يقول له: "سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي" اهـ .
وروى البخاري (3884) أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عرض الإسلام على عمه أبي طالب وهو يموت، فأبى ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ مَا لَمْ أُنْهَ عَنْهُ . فَنَزَلَتْ : ( مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ) وَنَزَلَتْ : ( إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ ) .

قال الحافظ :
( مَا لَمْ أَنَّهُ عَنْهُ ) أَيْ : الاسْتِغْفَار , وَفِي رِوَايَة : (عَنْك) اهـ .
وروى مسلم (976) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي أَنْ أَسْتَغْفِرَ لأُمِّي فَلَمْ يَأْذَنْ لِي ، وَاسْتَأْذَنْتُهُ أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا فَأَذِنَ لِي .

قال النووي رحمه الله :
فِيهِ : النَّهْي عَنْ الاسْتِغْفَار لِلْكُفَّارِ اهـ .
وواضح من هذين الحديثين أن النهي إنما هو عن الاستغفار لهم وهو طلب المغفرة ، ومثله الدعاء لهم بدخول الجنة أو النجاة من العذاب .

والحكمة من هذا النهي :
"أن الاستغفار لهم في هذه الحال ( أي في حال تبين أنهم أصحاب الجحيم ) غلط غير مفيد فلا يليق بالنبي والمؤمنين لأنهم إذا ماتوا على الشرك أو علم أنهم يموتون عليه فقد حقت عليهم كلمة العذاب ووجب عليهم الخلود في النار ولم تنفع فيهم شفاعة الشافعين ولا استغفار المستغفرين .
وأيضا : فإن النبي صلى الله عليه وسلم والذين آمنوا معهُ عليهم أن يوافقوا ربهم في رضاه وغضبهُ ويوالوا من والاه اللّهُ ويعادوا من عاداه اللّهُ والاستغفار منهم لمن تبين أنه من أصحاب النار مناف لذلك مناقض له" اهـ . قاله السعدي رحمه الله .


موقع الاسلام سؤال وجواب

من هناك
01-31-2008, 02:09 AM
قد وقعت في هذا الخطأ مرة في الماضي والحمد لله انني تنبهت للموضوع مبكراً

مقاوم
01-31-2008, 05:18 AM
حزاك الله خيرا يا أبا محمد على هذا الموضوع القيم والذي يغفل عنه الكثير من المسلمين. فتراهم يقعون فيه في كثير من الأحيان بسبب الجهل والغفلة. وأكثره يحصل عند ذكرهم لأحد أموات النصارى أو اليهود ويتبعونها بـ"رحمه الله" أو "الله يرحمو" بالعامية .



وواضح من هذين الحديثين أن النهي إنما هو عن الاستغفار لهم وهو طلب المغفرة ، ومثله الدعاء لهم بدخول الجنة أو النجاة من العذاب .


أود التنبيه إلى مسألة هنا وهي جواز الدعاء لهم بالهداية إلى الإسلام ماداموا أحياءا.

عبد الله بوراي
01-31-2008, 10:02 AM
معذرة

البعض يحلو له التعرض لإموات المخالفين بما يثير حفيظة الأحياء منهم
فهل ننهاه عن ذلك
خوف حدوث الفتنة..............؟
أم نأخد على يدهِ.........؟
أو نتركه فيما تولاه من قول .............؟

عبد الله

أبو مُحمد
01-31-2008, 10:51 AM
قد وقعت في هذا الخطأ مرة في الماضي والحمد لله انني تنبهت للموضوع مبكراً

الحمد لله رب العالمين.

أبو مُحمد
01-31-2008, 10:54 AM
حزاك الله خيرا يا أبا محمد على هذا الموضوع القيم والذي عن الكثير من المسلمين. فتراهم يقعون فيه في كثير من الأحيان بسبب الجهل والغفلة. وأكثره يحصل عند ذكرهم لأحد أموات النصارى أو اليهود ويتبعونها بـ"رحمه الله" أو "الله يرحمو" بالعامية .


أود التنبيه إلى مسألة هنا وهي جواز الدعاء لهم بالهداية إلى الإسلام ماداموا أحياءا.


بارك الله فيك ..
وبالمناسبة فانه توجد تكملة أخي مقاوم أصلا لهذا النص في نهايتها ذكر لجواز الدعاء بالهداية للكفار وحقيقة أردت فقط تخصيص الامر للاستغفار للكافر .. وباذن الله في مرة قادمة ربما سنتناول الدعاء للكفار وأقوال العلماء فيه.

أبو مُحمد
01-31-2008, 10:55 AM
معذرة

البعض يحلو له التعرض لإموات المخالفين بما يثير حفيظة الأحياء منهم
فهل ننهاه عن ذلك
خوف حدوث الفتنة..............؟
أم نأخد على يدهِ.........؟
أو نتركه فيما تولاه من قول .............؟

عبد الله

السلام عليك،
هلا وضحت أخي أكثر .. ولننتظر ربما الاخوة أفادونا.
وجزاكم الله خيرا

عبد الله بوراي
01-31-2008, 11:02 AM
بارك الله فيك

يعني يتعرض لمن مات منهم
ويتناول عيوبه
في حضور أبناء ملته
مما يثير حفيظتهم
أو ( في غير حضورهم )
أنا لاأقول له ترحم عليهم...
ولكن
هل لى بمطالبتهِ بالكف عما يقوله ( وينشره) من مثالبهم.........؟
وهي ( حقيقة) لا زيادة فيها ...............

عبد الله

أبو مُحمد
01-31-2008, 12:59 PM
وفيك بارك الله،

سننتظر الرد من الاخوة أخي عبد الله.
فليس لدي ما أنقله ليوجز الامر.

ولعلي سأبحث باذن الله وأعود بشيء ما.

المهاجر7
01-31-2008, 07:53 PM
[quote=عبد الله بوراي;180165]بارك الله فيك

يعني يتعرض لمن مات منهم
ويتناول عيوبه
في حضور أبناء ملته
مما يثير حفيظتهم
أو ( في غير حضورهم )
أنا لاأقول له ترحم عليهم...
ولكن
هل لى بمطالبتهِ بالكف عما يقوله ( وينشره) من مثالبهم.........؟
وهي ( حقيقة) لا زيادة فيها ...............

عبد الله[/quote
أخي عبد اللهإذا كان الكافر الذي يحارب المسلمين والإسلام سواء بسيفه أو فكره ويتعرض للإسلام بالتشويه والقذف والسب والشتم ,,,,, وما إلى ذلك فلا حرج من نشره مثالبه وكشف حقيقته كي لا يغتر به سواء من أبناء ملته ومن ثم ينتهجون نهجه أو من عامة المسلمين فيقعون في الردة والعياذ بالله , وخير مثال في ذلك هو ذكر عيوب الرافضة ومراجعهم من أمثال الخميني الهالك الذي يسب أمنا عائشة رضي الله عنها ويتهمها بالزنى , أخزاه الله وأتباعه.
وقس على ذلك فملة الكفر ملة واحدة :smile: