أبو مُحمد
01-30-2008, 12:24 PM
قال الشيباني: حدثنا محمد بن زكريا عن عباس بن الفضل الهاشمي عن قحطبة بن حميد قال: إني لواقف على رأس المأمون يوما وقد جلس للمظالم، فكان آخر من تقدم إليه، وقد هم بالقيام - امرأة عليها هيئة السفر، وعليها ثياب رثة، فوقفت بين يديه فقالت: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، فنظر المأمون إلى يحيى بن أكثم، فقال لها يحيى: وعليك السلام يا أمة الله، تكلمي في حاجتك. فقالت:
يا خير منتصف يهدى له الرشد ويا إماما به قد أشـرق البلـد
تشكو إليك عميد القوم أرملـة عدي عليها فلم يترك لها سبـد
وابتز مني ضياعي بعد منعتها ظلما وفرق مني الأهل والولـد
فأطرق المأمون حينا، ثم رفع رأسه إليها وهو يقول:
في دون ما قلت زال الصبـر والجلـد عني وأقـرح منـي القلـب والكبـد
هذا أذان صـلاة العصـر فانصرفـي وأحضري الخصم في اليوم الذي أعد
والمجلس السبت إن يقض الجلوس لنا ننصفـك منـه وإلا المجلـس الأحـد
قال: فلما كان يوم الأحد جلس، فكان أول من تقدم إليه تلك المرأة، فقالت: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته
فقال: وعليك السلام، أين الخصم؟ فقالت: الواقف على رأسك يا أمير المؤمنين. وأومأت إلى العباس ابنه. فقال: يا أحمد بن أبي خالد، خذ بيده فأجلسه معها مجلس الخصوم. فجعل كلامها يعلو كلام العباس، فقال لها أحمد بن أبي خالد: يا أمة الله، إنك بين يدي أمير المؤمنين، وإنك تكلمين الأمير، فاخفضي من صوتك. فقال المأمون: دعها يا أحمد، فإن الحق أنطقها وأخرسه. ثم قضى لها برد ضيعتها إليها، وظلم العباس بظلمه لها، وأمر بالكتاب لها إلى العامل الذي ببلدها أن يوغر لها ضيعتها ويحسن معاونتها، وأمر لها بنفقة.
محمد سعد
يا خير منتصف يهدى له الرشد ويا إماما به قد أشـرق البلـد
تشكو إليك عميد القوم أرملـة عدي عليها فلم يترك لها سبـد
وابتز مني ضياعي بعد منعتها ظلما وفرق مني الأهل والولـد
فأطرق المأمون حينا، ثم رفع رأسه إليها وهو يقول:
في دون ما قلت زال الصبـر والجلـد عني وأقـرح منـي القلـب والكبـد
هذا أذان صـلاة العصـر فانصرفـي وأحضري الخصم في اليوم الذي أعد
والمجلس السبت إن يقض الجلوس لنا ننصفـك منـه وإلا المجلـس الأحـد
قال: فلما كان يوم الأحد جلس، فكان أول من تقدم إليه تلك المرأة، فقالت: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته
فقال: وعليك السلام، أين الخصم؟ فقالت: الواقف على رأسك يا أمير المؤمنين. وأومأت إلى العباس ابنه. فقال: يا أحمد بن أبي خالد، خذ بيده فأجلسه معها مجلس الخصوم. فجعل كلامها يعلو كلام العباس، فقال لها أحمد بن أبي خالد: يا أمة الله، إنك بين يدي أمير المؤمنين، وإنك تكلمين الأمير، فاخفضي من صوتك. فقال المأمون: دعها يا أحمد، فإن الحق أنطقها وأخرسه. ثم قضى لها برد ضيعتها إليها، وظلم العباس بظلمه لها، وأمر بالكتاب لها إلى العامل الذي ببلدها أن يوغر لها ضيعتها ويحسن معاونتها، وأمر لها بنفقة.
محمد سعد