أبو مُحمد
01-24-2008, 01:09 PM
رفح المصرية – فلسطينيون يحملون عبوات وقود فارغة.. فلسطينيات يهرولن لشراء ما يلزم بيوتهن من مواد غذائية أساسية.. أمهات يحملن أطفالهن المرضى.. سيارات فارغة لنقل البضائع..
جميعهم يعبرون إلى مصر بعد تفجير الجدار الحدودي عند مدينة رفح فجر اليوم الأربعاء.. كلهم فرحون بهذا "الفرج" في ظل إغلاق تام تفرضه إسرائيل على القطاع منذ يوم الخميس الماضي.
فعقب صلاة الفجر أذاعت بعض مساجد غزة نبأ تفجير الجدار، ليتدفق عشرات الآلاف (بعض التقديرات تشير إلى ما بين ربع ونصف مليون) بشكل عشوائي دون مقاومة من قوات الأمن المصرية.
هؤلاء المتدفقون لا يعيق سبيلهم سوى مئات من الفلسطينيين العائدين إلى غزة بعدما ظلوا عالقين على الجانب المصري لأشهر نظرا لانغلاق معبر رفح.
"يوم غير عادي"
وبحفاوة كبيرة، استقبل أهالي مدن رفح والعريش والشيخ زويد في سيناء المصرية أبناء غزة في أجواء شعبية واحتفالية.
وفتح الأهالي بيوتهم للفلسطينيين، كما استقبلوهم في المقاهي والمطاعم بالمجان، خاصة أن علاقات نسب تربط بين الكثير من عائلات رفح المصرية والفلسطينية.
ولا تعارض قوات الأمن لتجولهم بالمدن الثلاث لشراء ما يلزمهم من احتياجات، لكنها ترفض السماح لهم بمغادرة سيناء صوب القاهرة.
وعلى بعد 7 كم خارج مدينة رفح داخل الحدود المصرية وضعت قوات الأمن حواجز أمنية لوقف تدفق الفلسطينيين، إلا أنهم لجئوا إلى المدقات والدروب الصحراوية نحو العريش والشيخ زويد.
وخلافا للمشهد اليومي المعتاد، فاليوم غير عادي بسيناء، فهناك ارتباك بالحركة المرورية، ومعظم المصالح الحكومية أغلقت أبوابها، فيما يتجول الفلسطينيون في شوارع رفح والعريش والشيخ زويد بحرية ملوحين بعلامات النصر على الحصار.
ومنذ الصباح الباكر فتحت متاجر الجملة في المدن الثلاث أبوابها، وحظيت بضائعها برواج كبير، خاصة الدقيق الذي تعاني غزة من شحه.
وهناك زحام شديد في محطات الوقود سواء من قبل الأفراد أو السيارات الفلسطينية المصرية التي تستعد لنقل بضائع إلى غزة، كما هرع بعض المصريين لتزويد سياراتهم بالقود خشية نفاده.
حركة الإقبال طالت أيضا المصارف، حيث يستبدل الفلسطينيون الجنية المصري والدولار الأمريكي بالشيكل الإسرائيلي لشراء احتياجاتهم.
وتتدفق شاحنات أرسلتها شركات أغذية مصرية إلى العريش لتقديم المواد الغذائية إلى أبناء غزة، فيما تتجه شاحنات أخرى محملة بالأسمنت إلى القطاع.
وتقول هدى، وهي سيدة فلسطينية، "الحمد لله، الإخوة المصريين لم يخذلونا في تلك الأزمة العصيبة"، مناشدة الحكومة المصرية "فتح المعبر بشكل رسمي لكسر حصار غزة التي لا تتجزأ عن مصر وأهلها".
أما عبد الرحمن الشوريجي، من سكان العريش المصرية، فيقول "توقعنا دخول الفلسطينيين، لذا أعد أهالي العريش ورفح الليلة الماضية العديد من الكراتين الممتلئة بالمواد الغذائية كجهد تطوعي".
وفي اتجاه العريش حملت خالدية طفلتها نور لتتلقى الرعاية الصحية بمستشفي المدينة بعد أن انقطعت الكهرباء وشحت أنابيب الأكسجين في المستشفي الأوربي بغزة الذي كانت ترقد فيه".
فرصة للعودة
تفجير الجدار الحدودي مثل فرصة أيضا لنحو 600 عالق فلسطيني للعودة مجددا إلى ديارهم في غزة بعد أكثر من ستة أشهر قضوها في مصر عقب قرار غلق المعبر إثر سيطرة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" على غزة منتصف يونيو الماضي.
وعلى بوابة صلاح الدين عند الحدود سجدت الفنانة الكاريكاتورية الفلسطينية، أمية جحا، شكرا لله.
"أخيرا سأرى غزة وشوارعها وناسها، أخيرا سأرى أبنائي وجيراني وأصدقائي، كان قلبي يدق خشية أن أرجع إلي مصاف العالقين مرة أخرى، وأتذكر ذاك السيناريو الذي تكرر عشرات المرات خلال الستة أشهر الماضية"، حسبما تقول لـ"إسلام أون لاين.نت".
"قبلة الحياة"
المشهد في غزة اليوم غريب أيضا بتفاصيلـه، وكأن هـذه المدينة التي كانت تحتضـر قبل ساعات أُهـديت لها قُبـلة الحيـاة فتنفست بقـوة.. شـوارعها انتفضت وأطفالها يُهـللون ويصـرخون فرحا.. الزغـاريد تنطلق من بيـوت وصل أولادها
الشاب "أحمـد"، أحـد العائدين لم يُصـدق أنه بغــزة: "أخيــراً أنا هنا.. لقد خرجت من الجحيم إلى النـور".
وتاركا دمـوعه تتحدث نيابة يقول الحـاج أبو عامـر، الذي يُعاني من مرض مزمن ويتمنى السفر للعلاج: "أنا في طريقي إلى هناك (مصر)".
والمـار في شـوارع غزة لا يحتاج لكثير من الوقت ليُدرك حجم الفـرحة التي سكنت قلوب الأهالي الذين أصابهم اليأس من كسر الحصار وطرقوا كل الأبواب فكانت تُغلق في وجوههم باباً بعد آخـر... فسيارات مُحملة بالقادمين من مصـر يُهلل من بداخـلها: "رجعنا يا غـزة.. رجعنا"، ملوحين بالأعلام الفلسطينية، بينما يهلل مستقلون حافلات بالاتجاه الآخر فـرحاً بالذهاب إلى هناك...
والحمد لله رب العالمين
اسلام اون لاين
جميعهم يعبرون إلى مصر بعد تفجير الجدار الحدودي عند مدينة رفح فجر اليوم الأربعاء.. كلهم فرحون بهذا "الفرج" في ظل إغلاق تام تفرضه إسرائيل على القطاع منذ يوم الخميس الماضي.
فعقب صلاة الفجر أذاعت بعض مساجد غزة نبأ تفجير الجدار، ليتدفق عشرات الآلاف (بعض التقديرات تشير إلى ما بين ربع ونصف مليون) بشكل عشوائي دون مقاومة من قوات الأمن المصرية.
هؤلاء المتدفقون لا يعيق سبيلهم سوى مئات من الفلسطينيين العائدين إلى غزة بعدما ظلوا عالقين على الجانب المصري لأشهر نظرا لانغلاق معبر رفح.
"يوم غير عادي"
وبحفاوة كبيرة، استقبل أهالي مدن رفح والعريش والشيخ زويد في سيناء المصرية أبناء غزة في أجواء شعبية واحتفالية.
وفتح الأهالي بيوتهم للفلسطينيين، كما استقبلوهم في المقاهي والمطاعم بالمجان، خاصة أن علاقات نسب تربط بين الكثير من عائلات رفح المصرية والفلسطينية.
ولا تعارض قوات الأمن لتجولهم بالمدن الثلاث لشراء ما يلزمهم من احتياجات، لكنها ترفض السماح لهم بمغادرة سيناء صوب القاهرة.
وعلى بعد 7 كم خارج مدينة رفح داخل الحدود المصرية وضعت قوات الأمن حواجز أمنية لوقف تدفق الفلسطينيين، إلا أنهم لجئوا إلى المدقات والدروب الصحراوية نحو العريش والشيخ زويد.
وخلافا للمشهد اليومي المعتاد، فاليوم غير عادي بسيناء، فهناك ارتباك بالحركة المرورية، ومعظم المصالح الحكومية أغلقت أبوابها، فيما يتجول الفلسطينيون في شوارع رفح والعريش والشيخ زويد بحرية ملوحين بعلامات النصر على الحصار.
ومنذ الصباح الباكر فتحت متاجر الجملة في المدن الثلاث أبوابها، وحظيت بضائعها برواج كبير، خاصة الدقيق الذي تعاني غزة من شحه.
وهناك زحام شديد في محطات الوقود سواء من قبل الأفراد أو السيارات الفلسطينية المصرية التي تستعد لنقل بضائع إلى غزة، كما هرع بعض المصريين لتزويد سياراتهم بالقود خشية نفاده.
حركة الإقبال طالت أيضا المصارف، حيث يستبدل الفلسطينيون الجنية المصري والدولار الأمريكي بالشيكل الإسرائيلي لشراء احتياجاتهم.
وتتدفق شاحنات أرسلتها شركات أغذية مصرية إلى العريش لتقديم المواد الغذائية إلى أبناء غزة، فيما تتجه شاحنات أخرى محملة بالأسمنت إلى القطاع.
وتقول هدى، وهي سيدة فلسطينية، "الحمد لله، الإخوة المصريين لم يخذلونا في تلك الأزمة العصيبة"، مناشدة الحكومة المصرية "فتح المعبر بشكل رسمي لكسر حصار غزة التي لا تتجزأ عن مصر وأهلها".
أما عبد الرحمن الشوريجي، من سكان العريش المصرية، فيقول "توقعنا دخول الفلسطينيين، لذا أعد أهالي العريش ورفح الليلة الماضية العديد من الكراتين الممتلئة بالمواد الغذائية كجهد تطوعي".
وفي اتجاه العريش حملت خالدية طفلتها نور لتتلقى الرعاية الصحية بمستشفي المدينة بعد أن انقطعت الكهرباء وشحت أنابيب الأكسجين في المستشفي الأوربي بغزة الذي كانت ترقد فيه".
فرصة للعودة
تفجير الجدار الحدودي مثل فرصة أيضا لنحو 600 عالق فلسطيني للعودة مجددا إلى ديارهم في غزة بعد أكثر من ستة أشهر قضوها في مصر عقب قرار غلق المعبر إثر سيطرة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" على غزة منتصف يونيو الماضي.
وعلى بوابة صلاح الدين عند الحدود سجدت الفنانة الكاريكاتورية الفلسطينية، أمية جحا، شكرا لله.
"أخيرا سأرى غزة وشوارعها وناسها، أخيرا سأرى أبنائي وجيراني وأصدقائي، كان قلبي يدق خشية أن أرجع إلي مصاف العالقين مرة أخرى، وأتذكر ذاك السيناريو الذي تكرر عشرات المرات خلال الستة أشهر الماضية"، حسبما تقول لـ"إسلام أون لاين.نت".
"قبلة الحياة"
المشهد في غزة اليوم غريب أيضا بتفاصيلـه، وكأن هـذه المدينة التي كانت تحتضـر قبل ساعات أُهـديت لها قُبـلة الحيـاة فتنفست بقـوة.. شـوارعها انتفضت وأطفالها يُهـللون ويصـرخون فرحا.. الزغـاريد تنطلق من بيـوت وصل أولادها
الشاب "أحمـد"، أحـد العائدين لم يُصـدق أنه بغــزة: "أخيــراً أنا هنا.. لقد خرجت من الجحيم إلى النـور".
وتاركا دمـوعه تتحدث نيابة يقول الحـاج أبو عامـر، الذي يُعاني من مرض مزمن ويتمنى السفر للعلاج: "أنا في طريقي إلى هناك (مصر)".
والمـار في شـوارع غزة لا يحتاج لكثير من الوقت ليُدرك حجم الفـرحة التي سكنت قلوب الأهالي الذين أصابهم اليأس من كسر الحصار وطرقوا كل الأبواب فكانت تُغلق في وجوههم باباً بعد آخـر... فسيارات مُحملة بالقادمين من مصـر يُهلل من بداخـلها: "رجعنا يا غـزة.. رجعنا"، ملوحين بالأعلام الفلسطينية، بينما يهلل مستقلون حافلات بالاتجاه الآخر فـرحاً بالذهاب إلى هناك...
والحمد لله رب العالمين
اسلام اون لاين