بسم الله الرحمن الرحيم


أخت أعرفها منذ خمس سنوات ،تقريباً.....
و لكن كلامنا يقتصر على :
السلام عليكم، كيف الحال، ماشي الحال، الحمد الله، و عليكم السلام

لم أكن أعلم انها بحاجة إلى شيء، فهي لا تقل، لا تسأل إلا نادراً..

لم أكن أعلم انها بحاجة الى أن تعرف أكثر عن بعض أحكام الدين على الأقل كي أحاول مساعدتها في أمر التفقه في الدين.. كل مسلم بحاجة الى مزيد من التفقه في الدين و كلانا ممكن نعين بعضنا على ذلك....

انما ظننتها ستكون مثلها مثل أي مسلمة، هي عليها أن تسأل و تبحث و تتعلم



و لكن منذ بضعة أيام، أفاجأ أنها تسألني عن اخراج الزكاة، كيف ينبغي أن نحسبها
فهي لا تعرف ذلك...

فشعرت بذنب عظيم...

معقول يكون صار لي أعرفها 5 سنوات و لا أعرف انها بحاجة الى من يبين لها كيف تخرج الزكاة؟ و قد تكون بحاجة الى معرفة أمور أخرى

لم أطرح التساؤل في بالي على سبيل التقليل من شأنها أو احتقارها

إنما طرحت السؤال على نفسي لأني شعرت أني قد أكون أنا السبب لأني لم أحاول معرفة أحوالها أكثر و معرفة اذا قد تحتاج الى شيء أو الى مساعدة .........
و لو كانت هذه المساعدة في العلم و المعرفة و التفقه في الدين.................

الحمد لله...

كثيرون لا يشعرون بالتقصير ابدا....بل حتى لا يجيبون الناس اذا سألوهم...
والمسلم الحق دائم المراقبة لنفسه ..باحث عن ابواب خير جديدة يزرع فيها كملة طيبة وعملا صالحا

جزاك الله خيراً ونسأل الله ان يعفو عنا
كثيراً ما يسألني الناس ان ارسل إليهم امراً ما فأرسله او لا ارسله ولكني انسى ان اتابع إرسال المواد لهم رغم انني اكيد انهم قد يفيدون منها
الحياة تعجننا عجناً

قد لا نسأل الآخرين أو الذين حولنا عن كل شيء لأجل أن لا نكون حشريين
و كي لا نتدخل بخصوصياتهم

فمثل هذه الحادثة لم أكن أتوقع أنه يجب أن أسألها : هل تؤدين الزكاة على الوجه الصحيح

لو أنا ربما أحد سألني هذا ربما ما كنت تقبلت السؤال

حقاً لا يمكن الواحد أن يقدّر ما هو الشيء الذي ينقص الآخر
أو ما هي المساعدة التي ينبغي أن يقدمها للآخرين
خاصة إذا كان لا يعرف عنهم الكثير
و من جهة أخرى ليس من الضروري الواحد أن يعرف عن كل الناس الكثير

مسألة معقدة أو محيّرة
على الأقل بالنسبة لي

السلام عليكم،

حيث أن الحياة "تعجننا عجنا" كما قال الاخ بلال فأرى والله أعلم أن نضيق الحلقة قدر الامكان لنفيد ونستفيد!

كيف؟

فعلى سبيل المثال فعلاقتكِ أختي مع صديقتكِ تلك تعتبر جامدة وليس بها مجال للوصول الى احتياجات الاخت فاما أن تتوطد العلاقة ولو بشكل نسبي قليلا وحتى ان لم يصل الى حد الصداقة الحميمية وعندما يحدث التطور وتقتربين منها بعض الشيء يصبح لديكِ هامش تتحركين به فتُعمِلين المقياس عندكِ لتعرفي ما هو حال الاخت الاخرى وما درجة تفقهها في الضروري من أمور الدين.

فلو تبين لكِ أن الاخت تجهل الكثير وهذا الامر أظنه بسيط وسيتكشَّف لكِ من المحادثة الثانية أو الثالثة فان تبين لكِ ذلك فلديكِ خياران:
الاول: ان كانت الاخت من النوع البسيط وتتقبل أي شيء من الصديقة فلا بأس بأن "ترمي" لها سؤالا في كل جلسة وستأتي المناسبة في كل مرة لطرح سؤال من نوع ما!

ثانيا: ان كانت استمرت العلاقة ولكن بقيت هناك مسافة بينكما وتعتقدين أنها لن تتقبل أسئلة من تلك الانواع فما عليكِ الا أن تتحدثي عن نفسكِ فتختلقين موضوع الزكاة على سبيل المثال وتوجهي الحوار الى تلك النقطة وادعي الجهل "حتى بما تعلمين" وهذه من الطرق الجيدة في مساعدة الاخرين وايضا لها لذة في النفس وكأنكِ تتصدقين سرا!

طبعا الامر ليس حصرا بحال صديقتكِ تلك فما هو الا مثال وبالامكان تعميمه.

وبخصوص "ادعاء الجهل" فهو جيد وليس بالضرورة أن يكذب الانسان طبعا بل قد يكون الصمت أو التعريض أو ما شابه هو الحل ويُعطي الطرف الاخر الشجاعة في الاندماج في الصداقات فكثير من الناس يخشون الدخول في صداقات غير متكافئة "على جميع المستويات".

وأخيرا ان كان الانسان من النوع قليل الصداقات فالافضل أن يوفر جهده في دائرته الضيقة ويستفيد ويفيد قدر الامكان في تلك الحلقة فنجد "المقربين" وهؤلاء "يجب" أن نعلم ما هي احتياجاتهم بحكم عشرتنا معهم وتتبعنا لاحوالهم وطبعا كل يُنصح وتُقدم له المعونة طبقا لما يُعلم من حاله وطبعه ومزاجه ...الخ

والله ولي التوفيق

جزاك الله خيراً.. سأحاول العمل بهذه النصائح

وجزاكِ الله خيرا.