مشاهدة النسخة كاملة : هل هذا من ضعف الايمان؟
لسلام عليكم
حين لا يجد الانسان تعبا فى اى شىء من عبادته
فلا تعب فى الصيام ولا النوافل ولا القيام ولا غض البصر ولا اى شىء فكل شىء يحبه لانه طاعة لربه
لكن فى نفس الوقت لم يصل الى الخشوع المطلوب فى الصلاة
ولا التقوى التى هى ثمرة الصيام
وليس حاله كما حال الصالحين الابرار
فهل هذا من ضعف الايمان؟
وكيف يجد لذة المجاهدة التى يجدها الكثيرين غيره؟
nawwar
01-19-2008, 06:25 AM
http://quran-radio.com/ahwal_elqloob.jpg
مجاهدة النفس .. سبيل السعادة
الإنسان في هذه الحياة الدنيا يعيش حالة من الصراع مع أعداء ظاهرين، وآخرين لا يراهم، وربما كانوا أشد فتكًا به من أعدائه المشاهدين؛ ولذا فإنه لا بد أن يكون دائمًا متيقظًا حذرًا. وإن أعدى أعداء المرء نفسه التي بين جنبيه فإنها تحثه على نيل كل مطلوب والفوز بكل لذة حتى وإن خالفت أمر الله وأمر رسوله، والعبد إذا أطاع نفسه وانقاد لها هلك، أما إن جاهدها وزمها بزمام الإيمان، وألجمها بلجام التقوى، فإنه يحرز بذلك نصرًا في ميدان من أعظم ميادين الجهاد. قال رسول الله r: "ألا أخبركم بالمؤمن؟ من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم، والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله، والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب".[الصحيحة: 549]. فجهاد النفس إذاً من أفضل أنواع الجهاد، قال ابن بطال: "جهاد المرء نفسه هو الجهاد الأكمل، قال تعالى: (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى)[النازعـات:40]. ويقع بمنع النفس عن المعاصي، وبمنعها من الشبهات، وبمنعها من الإكثار من الشهوات المباحة لتتوفر لها في الآخرة". **مراتب مجاهدة النفس
قال بعض الأئمة: وجهاد النفس أربع مراتب: حملها على تعلم أمور الدين، ثم حملها على العمل بذلك، ثم حملها على تعليم من لا يعلم، ثم الدعاء إلى توحيد الله، وقتال من خالف دينه وجحد نعمه. **عدة المجاهدة*** والمسلم وهو يجاهد نفسه لابد له من عُدَّة يتسلح بها، وأقوى الأسلحة التي يستخدمها المسلم في مجاهدة نفسه، سلاح الصبر؛ فمن صبر على جهاد نفسه وهواه وشيطانه غلبهم وجعل له النصر والغلبة، وملك نفسه فصار ملكًا عزيزاً، ومن جزع ولم يصبر على مجاهدة ذلك غُلب وقُهر وأُسر، وصار عبدًا ذليلاً أسيرًا في يد شيطانه وهواه كما قيل: إذا المرء لم يَغْلِبْ هواه أقامهُ.. ... ..بمنزلةٍ فيها العزيز ذليلُ كان زياد بن أبي زياد - مولى ابن عياش - يخاصم نفسه في المسجد يقول: أين تريدين؟ أين تذهبين؟ أتخرجين إلى أحسن من هذا المسجد؟ انظري إلى ما فيه، تريدين أن تبصري دار فلان ودار فلان؟ وكان يقول لنفسه: ما لك من الطعام غير هذا الخبز والزيت، وما لك من الثياب غير هذين الثوبين، وما لكِ من النساء غير هذه العجوز، أفتحبين أن تموتي؟ قال: فقالت: أنا أصبر على هذا العيش. وانظر إلى مالك بن دينار رحمه الله، وهو يطوف في السوق، فإذا رأى الشيء يشتهيه قال لنفسه: اصبري؛ فوالله ما أمنعك إلا من كرامتك عليَّ. فهذه أمثلة من مجاهدة الصالحين لأنفسهم، يظهر فيها جليًّا استعانتهم بالصب في هذا الميدان. ومما يعين على تهذيب النفس ومجاهدتها سؤ الظن بها، فإن الإنسان إذا عرف نفسه حقيقة لم يركن إليها، ولم ينقد لها، بل أساء بها الظن، وكيف يحسن الإنسان الظن بعدوٍ لدود يتربص به لينقض عليه: (إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي)[يوسف:53]. وقد كان من وصايا الصديق رَضي الله عنه للفاروق حين استخلفه: إن أول ما أحذرك نفسك التي بين جنبيك. ومن أعظم أسباب الإعانة على المجاهدة: الدعاء والالتجاء إلى الله تعالى، والاستعانة بالصلاة. عن ربيعة الأسلمي رضَي الله عنه قال: "كُنْتُ أَبِيتُ مَعَ رَسُولِ اللّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَيْتُهُ بِوَضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ، فَقَالَ لِي: سَلْ. فَقُلْتُ: أَسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ فِي الْجَنَّةِ. قَالَ: "أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ؟ قُلْتُ: هُوَ ذَاكَ. قَالَ: "فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ". إن مجاهدة النفس باب عظيم من أبواب الخير، فإن وفق العبد فيه فاز وربح ربحًا لا خسارة بعده أبدًا، وإن عجز وغُلب خسر خسرانًا عظيمًا. قال الرسول صَلى الله عليه وسلم: "إنّ الشّيْطَانَ قَعَدَ لابْنِ آدَمَ بِأَطْرُقِهِ فَقَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الإسْلاَمِ فَقَالَ: تُسْلِمُ وَتَذَرُ دِينَكَ وَدِينَ آبَائِكَ وَآبَاءِ أَبِيكَ فَعَصَاهُ فَأَسْلَمَ ثُمّ قَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الْهِجْرَةِ فَقَالَ: تُهَاجِرُ وَتَدَعُ أَرْضَكَ وَسَمَاءَكَ وَإنّمَا مَثَلُ الْمُهَاجِر كَمَثَلِ الْفَرَسِ فِي الطّوَلِ [الحبل]؟ فَعَصَاهُ فَهَاجَرَ، ثُمّ قَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الْجِهَادِ فَقَالَ: تُجَاهِدُ؟ فَهُوَ جَهْدُ النّفْسِ وَالْمَالِ فَتُقْتَلُ؛ فَتُنْكَحُ الْمَرْأَةُ وَيُقْسَمُ الْمَالُ؟ فَعَصَاهُ فَجَاهَدَ". قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ كَانَ حَقّا عَلَى اللّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنّةَ، وَإنْ غَرِقَ كَانَ حَقّا عَلَى اللّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنّةَ، أَوْ وَقَصَتْهُ دَابّتُهُ كَانَ حَقّا عَلَى اللّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنّةَ". فهيا أيها الأحبة نجاهد أنفسنا على تعلُّم دين الله والعمل به والدعوة إليه، والجهاد في سبيله، لعلنا نكون من الفائزين.
حاولت جاهدة كتابة ردّ فلم اجد اجمل من العودة للاصول
وهذا هو الرابط....http://quran-radio.com/ahwal_elkoloob14.ht
nawwar
01-19-2008, 06:35 AM
فصل: ومن مكائد الشيطان أنه يجعل المرء يستخفّ بما يقدّم لهذا الدين وخصوصا في أعمال الطاعات المفروضة كالصيام والصلاة.....
وما يزال به حتى يتركها.....لظنّه أنا إنما يقوم بحركات وإيماءات لا تعدو كونها عادة مفضية للرياء....
وفي الحقيقة...أنه قد يكون الشخص المعني صاحب إيمان كبير وقلب مطمئن واثق بقضاء الله وقدره،لدرجة أنه يظن أن كل ما يجري معه هو من مسلّمات الأمور _لشدّة قناعته ورضاه بقضاء الله.....
فلا تحول بينه وبين طاعة ربّه نائبة ولا عثرة ولا نصب........
وهذا ل عمري مقتضى الإيمان الحقّ وفحواه......
فجاهدي النفس تقواها وليس هذا من الضعف في الإيمان ، إنما مرحلة يمرّ بها المرء لأن نفسه تكون مشتاقة إلى الأعمال الصعبة والجهاد في سُبُل الدعوة إلى الله......
وتلكم المرتبة لا يصل إليها إلا الدُّعاة....
نسأل الله أن نصبح مجتمعين منهم.....
مقاوم
01-19-2008, 07:16 AM
جزاك الله عنا خيرا أختنا نوار.
كلمات رائعة. واسمحي لي أن أضيف أمورا قد تعين في هذا الموضوع.
لا شك أن هناك إيمان ... وهناك حلاوة الإيمان
وهناك إسلام وإيمان ... ومن ثم هناك إحسان
وسؤال الأخت منال سؤال يدور في خلد الكثير من الناس ولكن لا يحرص على إيجاد الجواب عليه إلا قلة.
يقول ابن القيم رحمه الله: إذا قسا القلب قحطت العين. فمن حرم لذة البكاء من خشية الله والتذلل بين يديه فليراجع قلبه. ومن أهم عوامل تليين القلوب: قراءة القرآن بتدبر وتفكر. ويليه قراءة سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم ومن ثم سير الصحابة والتابعين والصالحين.
من العوامل كذلك مخالطة الصالحين أصحاب القلوب الرقيقة الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم وجل حديثهم عن نعم الله وآلائه وعن تفريطهم في جنب الله فيحتقر السامع عبادته إلى عبادتهم وعمله إلى أعمالهم وقد لا يكونون من أصحاب الأعمال والعبادات الكثيرة لكن خشوعهم فيها واستحضار قلوبهم يميزها.
أما حلاوة الإيمان فقد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم سبيل الوصول إليها وهي أن يكون حب الله وحب رسوله فوق كل حب وأن لا يحب الخلق إلا لله وأن يكره أن يرجع كافرا كما يكره أن يقذف في النار.
أما الإحسان فهو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك وهذه مرتبة عالية جدا من الإيمان واليقين بالله ومراقبته في دقيق الأمور وجليلها.
هذا ما يحضرني الآن ولعلي أعود بالمزيد.
مقاوم
01-20-2008, 11:55 AM
من الأمورالتي ترقق القلب وتزكيه :
(1) المداومة على الذكر: قال تعالى " ألا بذكر الله تطمئن القلوب" وشكا رجلُ الى الحسن قساوة قلبه فقال : أدنه من الذكر.
(2) سؤال الله الهداية ودعاؤه: كان الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو"اللهم اهدنى وسددنى" رواه مسلم,
(3) المحافظة على الفرائض:قال الله تعالى" إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر"
(4) تحرى الحلال فى الكسب وأداء الأمانة.
(5) الإكثار من النوافل والطاعات: " ما يزال عبدي يتقرب لى بالنوافل حتى أحبه" متفق عليه.
(6) الجود والإحسان الى الخلق.
(7) تذكر الموت وزيارة القبور.قال أبو الدرداء من أكثر ذكر الموت قل فرحه وقل حسده0ويقول سعيد بن جبير رحمه الله : لو فارق ذكر الموت قلبي لخشيت أن يفسد علي قلبي .
(8) الحرص على العلم ومجالس الذكر قال الحسن : مجالس الذكر محياة العلم وتحدث في القلب الخشوع.
(9) الإكثار من التوبة والاستغفار, وعدم الإصرار على الذنب قال ابن القيم رحمه الله : (( صدأ القلب بأمرين : بالغفلة والذنب ، وجلاؤه بشيئين بالاستغفار والذكر ...)).
(10) النظر في سير العلماء و صحبة الصالحين قال جعفر بن سليمان : كنت إذا وجدت من قلبي قسوة غدوت فنظرت إلى وجه محمد بن واسع .
(11) الزهد في الدنيا والتأمل في قصرها وتغير أحوالها والرغبة في ما عند الله من النعيم.
(12) زيارة المرضى وأهل البلاء ومشاهدة المحتضرين والاتعاظ بحالهم. (13) الإكثار من تلاوة القرآن بتدبر وتفهم وتأثر قال الله تعالى ( اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ).
هذا وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم شديد التعاهد لقلبه يداويه ويصلحه, قالت عائشة: دعوات كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر يدعو بها : يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك قالت : فقلت يارسول الله: انك تكثر تدعو بهذا الدعاء ؟ فقال : إن قلب الآدمى بين أصبعين من أصابع الله عز وجل فاذا شاء أزاغه وإذا شاء أقامه " رواه أحمد.
وكذلك كان السلف الصالح رضوان الله عليهم, يعتنون بقلوبهم أشد العناية, قال بكر المزني : ماسبقهم أبو بكر بكثير صلاة ولا صيام ولكن بشيء وقر في صدره.
منقول
يبدو ان اذهانكم ذهبت بعيدا....
جزاكم الله خيرا