بسم الله الرحمن الرحيم

دائماً كنت أفكر عندما يتم تطرد هؤلاء الى اين يذهبون

و ما هي البيئة التي ستستوعبهم؟

نعم هم فشلوا بالمدرسة ربما-
و المحظوظ الذي بقي كان آخرته الدراسة في معهد فنيّ
و حتى من بعد ذلك قد يكون تعرّض للطرد من المعهد..
اذا هو لم يتغير سلوكه ربما ، او مستواه العلمي............

و لكن السؤال ، إلى أين يذهب هؤلاء بعد الطرد

وهل الطرد ربّاهم أو جعل منهم أناس أصحاب نفوس سويّة.....

أو على الأقل جعل حالهم أفضل مما كانت عليه في السابق

الطرد لم ينفع شيئاً في هذه الحالة إلا المدرسة أو المؤسسة التربوية،
انها صارت "نظيفة" من هؤلاء... و الحمد لله صار عندهم مستوى النجاح 100 %
( لا عجب! )

للاسف معظم المؤسسات التعليمية في بلادنا هدفها مصلحتها اولاً
وتهتم بسمعتها ومستواها وبعد ذلك الامور الاخرى
فبدل ان تصنع التلميذ و تساعده على رفع مستواه تجدهم ينتقون من التلاميذ من يعجبه مستواهم
والدور الاول والاخير يعود للاهل و مجهودهم
فنادراً ما تعطى الفرصة لمن لا يستطيع الاهل مساعدته لعدم قدرتهم الاقتصادية او العلمية

للأسف،

أنا أعلم ان كثير من هؤلاء التلاميذ ربما "لا يُطاقون"

و لكن هل طردهم يحل المشكلة؟
هل الطرد يجعلهم أفراد صالحين في المجتمع؟
من سيأويهم... من سيحضنهم...
من سيغيّرهم....

ربما البعض يضع اللوم على الأهل،

قد يكون أهل هؤلاء كانوا مثلهم،

فإذا كان الأهل أيضاً بحاجة الى تربية فهذا لأن مثل هذه المشاكل لم تُعالج من قبل

بل تُرمى من مكان إلى مكان...

مكاننا لا يقبل بهذه الأمثال و نريده نظيفاً فنقذف بكل ما لا يناسبنا الى الخارج

لا ضير من تطهير بعض الأماكن

و لكن القصة كيف يتم معالجة هؤلاء

هذا هو التحدي

الشوارع الا تحتاج لكناسين ؟
المجاري الا تحتاج من ينظفها ؟

مثلا

و لكن هل تظن انهم يفعلون هذا عندما يطردون؟

و لكن هل تظن انهم يفعلون هذا عندما يطردون؟

كلا للاسف ...
وقد توضع بين ايديهم ارواح الناس ...

وان أبقيناهم ...كيف نضمن سلامة من معهم ؟
فقد يفسدون الاخر أيضا!

ومن هنا يأتي الحل ... الابقاء عليهم وفي نفس الوقت تتجه مدارسنا ومؤسساتنا العلمية الى انشاء مكاتب الشؤون الاجتماعية أو تفعيلها ان وجدت وبها مختصون ليتتبعوا المشاكل التي يعاني منها الطالب وكثيرا ما تنجح في الاماكن التي تطبق فيها.

المؤسسة التعليمية لابد لها أن تكون من أجل "التربية والتعليم" ونحن للأسف أضعنا الاثنين الا ما ندر.

لكن هل تظن انهم يفعلون هذا عندما يطردون؟
هناك من يفعل وهناك من لا يفعل

نعم هكذا يجب أن يكون
أنا لم أقل يجب ابقاءهم هكذا على عبثهم.. بل ينبغي ابقاءهم مع ارشاد و توجيه
و الا فهم لن يتغيروا

بل و اذا سمحت لهم ان يفلتوا في الشارع فقد يعبثوا بالمجتمع كله
و ليس فقط في تلاميذ الصف الذين خفت عليهم منهم

على كل حال ، كل ما قصدت ايصاله ان كثير من المعلمين و المسؤولين في المدارس هذه الأيام
يجدون هذا عبئاً عليهم، فيلجأوا لأسهل خيار و هو التخلص ، لا التغيير،

هم يريدون أن يكونوا "محاضرين" أكثر ما هم مربّين..
محاضرين يعني ناقلين للمعلومة ربما فقط...

يأتي و يقول ما عنده و يعطي التلميذ وظيفة و يخرج...

السلام عليكم،
نحن الآن نناقش النتيجة ولا نناقش السبب ومن يبحث عن حل بهذا الحجم عليه ان يسأل:
كيف يتم تقييم هؤلاء قبل ان يحكم عليه ويقرر طردهم. إن المدرسة الإبتدائية هي مصفاة عندنا بدل ان تكون دليل إرشاد. في المدارس الإبتدائية يمتحنون قدرة التلميذ على حفظ ما يقوله الشخص الواقف على اللوح مع المسطرة والنظرة العابسة. الكثير الكثير من التلامذة لم يمنحهم الله ذاكرة متوقدة ولا ذهناً صافياً وهذا امر طبيعي. ولكن كيف يمكن تقييم هؤلاء؟

هذا هو السؤال الذي يجب ان يطرحه كل استاذ على نفسه.
انا اعرف ان الامر ليس سهلاً لأن البيئة التعليمية كلها لا تتقبل إلا لوم التلميذ وعمرهم لم يفكروا في لوم المدرس او المدرسة.

انا ناظر متطوع في مدرسة للغة العربية يوم السبت وهي محنة عسيرة علي وعلى المعلمات وعلى التلامذة بشكل عام. لأن التلامذة كلهم تربوا في بيئة فرنسية لا تقيم للعربية ولا للقرآن وزناً والاهل لا يتكلمون العربية ويريدون من الأولاد ان يتعلمونا في 4 ساعات في الأسبوع الفصحى؟؟؟
لدينا تلامذة من كل الأعمار ومن كل البيئات وبقدرات متفاوتة والصفوف موزعة بشكل عشوائي ولكن في بعض الصفوف ترى ان نسبة التلامذة فوق المتوسط اكثر بكثير من صفوف اخرى وترى ايضاً ان المعلمة في الصف الاول تعرف ماذا تفعل بعكس المعلمات الأخريات في الصفوف الاخرى.

لذلك لا بد من إعداد المعلم كي يربي لا كي يلقن.
اتذكر إحدى المدارس الإسلامية التي تقودها إحدى الحجات في طرابلس وكانت لا توظف إلا الفتيات اللواتي انهوا البكالوريا للتو ولا تدفع لهم إلا 10 آلاف في اليوم ؟؟؟
تخيلوا النتجية التي ستخرج من تحت ايدي تلك المعلمات !!!

هم يريدون أن يكونوا "محاضرين" أكثر ما هم مربّين..
محاضرين يعني ناقلين للمعلومة ربما فقط...

نعم هذا ما يحصل وانه والله ظلم بحق التلاميذ وحتى "الطلبة" الجامعيين ...فاني أرى أنهم أيضا يريدون قدوة تربيهم لا أستاذا يلعبون معه "الكوتشينه" ويعطونه سيجارة في بعض الاحيان!

بعد أن تم طرد أحد التلاميذ لمدة 3 أيام
هذه كانت النتيجة:
عاد الى الصف و أخلاقه أسوأ من قبل

- هذا ما سمعته ممن يمارسون مهنة التعليم -

ما نراه الان تهديم وليس تعلم!
يجب توعية الناس كافة والمعلمين والمعلمات خاصة واولياء الامور كذلك بمخاطر "الفلتان الاخلاقي والمهني" في مدارسنا وأيضا في جامعاتنا.

المؤسسات التعليمية أصبحت مادية وقائمة الاهتمامات لديهم صارت طوييييلة جدا ويكون الطالب محظوظا ان وجد مكانا في آخر تلك القائمة.

سبحان الله كل شيء مُقدم على الطالب. وحتى المكاتب الادارية "مرفهة" و "الفصول الدراسية "مشردة".
وفي بعض الجامعات فان المكاتب الادارية اكثر من الفصول الدراسية وكانها شركة وليست مكان للتعليم.

نسأل الله الهداية