ابو شجاع
01-03-2008, 01:21 PM
هولندا.. 16 منظمة إسلامية تنضم لوثيقة التسامح
نصر الدين الدجبى
Image
فيلدرز
لاهاي - وقعت 16 منظمة إسلامية في هولندا على وثيقة "الاحترام والتسامح" التي وجهها مثقفون هولنديون لكافة فئات المجتمع الهولندي، بحسب صحيفة "التراو" الهولندية اليوم الخميس.
ودعت تلك المنظمات في الوقت نفسه الأقلية المسلمة إلى عدم الرد "بتهور" على استفزازات النائب البرلماني المتطرف "جيرت فيلدرز" جراء إنتاجه فيلما مسيئا عن القرآن الكريم.
دعوة التهدئة جاءت ردا على نداءات استنفار وجهها "حزب التحرير الإسلامي" للمسلمين في هولندا والعالم الإسلامي للتصدي بكل الوسائل لهذا البرلماني، والدفاع عن المقدسات، وهو ما أثار قلق الحكومة، ودفعها لإعداد حملة على المستويين الداخلي والدبلوماسي لتوضيح موقفها الرافض لتلك الاستفزازات، ولتهدئة المسلمين التي توقعت صحف هولندية أن تتجاوز ردود أفعالهم ما وقع في أزمة الرسوم الدنماركية عام 2005.
ووصف كل من مجلس ممثلي المسلمين لدى الحكومة، ومجلس مجموعة الإسلام، ما يقوم به فيلدرز بأنه "استفزاز واضح لمشاعر المسلمين وطريق لجذب الشباب إلى التطرف، وضربا لمشاريع الحكومة الداعية إلى مقاومة التطرف".
غير أنهما شددا في الوقت نفسه على أن "هذا الاستفزاز لا يبرر الدعوة لأي مظهر من مظاهر العنف في الرد على الإساءة".
دعوة للتهدئة
وبدورها، حذرت جمعية الأئمة في هولندا "المسلمين من القيام بردود أفعال سلبية تعود بالضرر عليهم، وعلى المجتمع عموما"، معتبرة "أن أي رد فعل عنيف يخدم العدو، ويصب في نفس الهدف الذي يريده فيلدرز نفسه، وهو زرع فتيل الصراع بين أفراد المجتمع".
ودعت الجمعية "كل المسلمين - شيوخا وشبابا - إلى الرزانة والهدوء والتعقل، وأن يتوخوا الحكمة في الردود التي تبين للقراء الحق من الباطل، واللجوء إلى الجهات القضائية للمطالبة بالإنصاف".
ووزع حزب التحرير الإسلامي الأسبوع الماضي على منازل المسلمين بالمدن الكبرى منشورا يطالب فيه المسلمين في جميع أنحاء العالم بالدفاع عن المقدسات الإسلامية. وعاب الحزب على المسلمين "تقاعسهم ووقوفهم صامتين عن هذه الإساءة"، داعيا إلى "التصدي لإساءات جيرت فيلدرز لأقدس كتب المسلمين - القرآن الكريم - بكل السبل".
وانتقد يحيى بويافا رئيس "مجموعة الإسلام" في تصريحات لـ"إسلام أون لاين.نت" موقف حزب التحرير، وشدد على أنه يخدم من وصفهم بـ"أعداء التعايش"، محذرا من أن "خطاب حزب التحرير قد يفهمه الشباب المتحمس خطأ".
وحول الرد الأسلم على مثل هذه الإساءة، قال بويافا: "إلى الآن وصل إلى مراكز الشرطة أكثر من ألفي شكوى ضد الفيلم وشخص فيلدرز"، مؤكدا أن "هذه خطوة ستليها خطوات أخرى بالضغط على الحكومة وصناع الرأي لإيقاف الفيلم".
حملة حكومية
دعوة الاستنفار التي وجهها حزب التحرير الإسلامي أثارت قلق الحكومة ووسائل الإعلام الهولندية التي حذرت من "ردود فعل يعدها المسلمون على غرار ما وقع في أزمة الرسوم الدنماركية"، بل توقعت بعض الصحف أن تتجاوز ردود الفعل المرتقبة ما حدث في أزمة الدنمارك.
وأثار 12 رسما مسيئا للرسول صلى الله عليه وسلم نشرته صحيفة "يلاندز بوستن" الدنماركية احتجاجات المسلمين في جميع أنحاء العالم وتخللتها أعمال عنف أدت إلى مقتل عدد من المحتجين الذين قام بعضهم بمحاولة الاعتداء على سفارات الدنمارك في دول عربية وإسلامية.
وحسب ما أوردت صحيفة "الفولكس كرانت" (صحيفة الشعب) اليومية نهاية الشهر الماضي، سيتم تعزيز إجراءات الأمن والحماية للنائب فيلدرز وحزبه (حزب الحرية)؛ لتجنب إمكانية حدوث أي ردود أفعال غاضبة من المسلمين.
كما تحدثت الصحيفة عن حملة إيضاحات تقوم بها الخارجية الهولندية بقيادة وزير الخارجية فار هاخن مع السفراء المسلمين في لاهاي لتوضيح موقف الحكومة الرسمي الرافض للإساءة، وأن الفيلم موقف شخصي لفيلدرز.
وفيلدرز معروف بمواقفه العنصرية من الإسلام والمسلمين، إذ سبق في أغسطس الماضي أن دعا إلى فرض حظر على القرآن في هولندا، ووصفه بأنه "كتاب فاشي" مماثل لكتاب "كفاحي" للزعيم النازي الراحل أدولف هتلر الذي يضفي فيه كاتبه شرعية على أعمال العنف.
وحذر بعدها من "موجة مد الأسلمة" في البلاد التي تضم نحو مليون مسلم من إجمالي السكان البالغ حوالي 16.6 مليون نسمة.
كما دعا أيضا لحجب الثقة عن وزيرين مسلمين، مشككا في ولائهما للبلاد بسبب ازدواج جنسيتيهما. ورد اتحاد المنظمات الإسلامية في هولندا حينها بالدعوة إلى تجاهل تعليقات فيلدرز، محذرا من أنه يسعى لكسب أصوات التيار اليمني المتطرف.
وثيقة الاحترام والتسامح
وفي سياق متصل وقعت 16 من المنظمات الإسلامية على "وثيقة الاحترام والتسامح" التي وجهها عدد من المثقفين الهولنديين إلى كافة فئات المجتمع، وتدعو إلى الاحترام والتسامح بينها.
ونقلت صحيفة "التراو" اليوم رسالة تعلن فيها المنظمات الإسلامية الموافقة على هذه الوثيقة، وجاء فيها: "نحن أيضا كأقلية ننضم إلى مشروع تحديد المشاكل والمساعدة في معالجتها لبناء مجتمع متعايش".
وأضافت الرسالة: "في عام 2008 سنكون أكثر قربا من بعضنا". ونشرت الصحيفة نفسها الأربعاء 2-1-2008 رسالة المثقفين الهولنديين، والتي تدعو المجتمع لعدم الانجرار للاستفزازات والتصادم. ويتوقع مراقبون أن يزيد عدد الموقعين على الوثيقة قبل صدور فيلم فيلدرز المسيء لمحاولة امتصاص فاعليته والتقليل من قيمته.
وقبل 3 أعوام قتل هولندي من أصل مغربي المخرج السينمائي تيو فان جوخ، بسبب فيلمه "الاستسلام" الذي كتبته عضو البرلمان الهولندي السابقة أيان حيرسي علي، واتهمت فيه الإسلام بأنه يتسامح مع العنف ضد المرأة. وأدى مقتل فان جوخ إلى إثارة رد فعل عنيف معاد للمسلمين ودفع حيرسي للاختفاء عن العيان لفترة.
.................
http://www.islamonline.net/servlet/Satelli...-News/NWALayout (http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1199279254439&pagename=Zone-Arabic-News/NWALayout)
نصر الدين الدجبى
Image
فيلدرز
لاهاي - وقعت 16 منظمة إسلامية في هولندا على وثيقة "الاحترام والتسامح" التي وجهها مثقفون هولنديون لكافة فئات المجتمع الهولندي، بحسب صحيفة "التراو" الهولندية اليوم الخميس.
ودعت تلك المنظمات في الوقت نفسه الأقلية المسلمة إلى عدم الرد "بتهور" على استفزازات النائب البرلماني المتطرف "جيرت فيلدرز" جراء إنتاجه فيلما مسيئا عن القرآن الكريم.
دعوة التهدئة جاءت ردا على نداءات استنفار وجهها "حزب التحرير الإسلامي" للمسلمين في هولندا والعالم الإسلامي للتصدي بكل الوسائل لهذا البرلماني، والدفاع عن المقدسات، وهو ما أثار قلق الحكومة، ودفعها لإعداد حملة على المستويين الداخلي والدبلوماسي لتوضيح موقفها الرافض لتلك الاستفزازات، ولتهدئة المسلمين التي توقعت صحف هولندية أن تتجاوز ردود أفعالهم ما وقع في أزمة الرسوم الدنماركية عام 2005.
ووصف كل من مجلس ممثلي المسلمين لدى الحكومة، ومجلس مجموعة الإسلام، ما يقوم به فيلدرز بأنه "استفزاز واضح لمشاعر المسلمين وطريق لجذب الشباب إلى التطرف، وضربا لمشاريع الحكومة الداعية إلى مقاومة التطرف".
غير أنهما شددا في الوقت نفسه على أن "هذا الاستفزاز لا يبرر الدعوة لأي مظهر من مظاهر العنف في الرد على الإساءة".
دعوة للتهدئة
وبدورها، حذرت جمعية الأئمة في هولندا "المسلمين من القيام بردود أفعال سلبية تعود بالضرر عليهم، وعلى المجتمع عموما"، معتبرة "أن أي رد فعل عنيف يخدم العدو، ويصب في نفس الهدف الذي يريده فيلدرز نفسه، وهو زرع فتيل الصراع بين أفراد المجتمع".
ودعت الجمعية "كل المسلمين - شيوخا وشبابا - إلى الرزانة والهدوء والتعقل، وأن يتوخوا الحكمة في الردود التي تبين للقراء الحق من الباطل، واللجوء إلى الجهات القضائية للمطالبة بالإنصاف".
ووزع حزب التحرير الإسلامي الأسبوع الماضي على منازل المسلمين بالمدن الكبرى منشورا يطالب فيه المسلمين في جميع أنحاء العالم بالدفاع عن المقدسات الإسلامية. وعاب الحزب على المسلمين "تقاعسهم ووقوفهم صامتين عن هذه الإساءة"، داعيا إلى "التصدي لإساءات جيرت فيلدرز لأقدس كتب المسلمين - القرآن الكريم - بكل السبل".
وانتقد يحيى بويافا رئيس "مجموعة الإسلام" في تصريحات لـ"إسلام أون لاين.نت" موقف حزب التحرير، وشدد على أنه يخدم من وصفهم بـ"أعداء التعايش"، محذرا من أن "خطاب حزب التحرير قد يفهمه الشباب المتحمس خطأ".
وحول الرد الأسلم على مثل هذه الإساءة، قال بويافا: "إلى الآن وصل إلى مراكز الشرطة أكثر من ألفي شكوى ضد الفيلم وشخص فيلدرز"، مؤكدا أن "هذه خطوة ستليها خطوات أخرى بالضغط على الحكومة وصناع الرأي لإيقاف الفيلم".
حملة حكومية
دعوة الاستنفار التي وجهها حزب التحرير الإسلامي أثارت قلق الحكومة ووسائل الإعلام الهولندية التي حذرت من "ردود فعل يعدها المسلمون على غرار ما وقع في أزمة الرسوم الدنماركية"، بل توقعت بعض الصحف أن تتجاوز ردود الفعل المرتقبة ما حدث في أزمة الدنمارك.
وأثار 12 رسما مسيئا للرسول صلى الله عليه وسلم نشرته صحيفة "يلاندز بوستن" الدنماركية احتجاجات المسلمين في جميع أنحاء العالم وتخللتها أعمال عنف أدت إلى مقتل عدد من المحتجين الذين قام بعضهم بمحاولة الاعتداء على سفارات الدنمارك في دول عربية وإسلامية.
وحسب ما أوردت صحيفة "الفولكس كرانت" (صحيفة الشعب) اليومية نهاية الشهر الماضي، سيتم تعزيز إجراءات الأمن والحماية للنائب فيلدرز وحزبه (حزب الحرية)؛ لتجنب إمكانية حدوث أي ردود أفعال غاضبة من المسلمين.
كما تحدثت الصحيفة عن حملة إيضاحات تقوم بها الخارجية الهولندية بقيادة وزير الخارجية فار هاخن مع السفراء المسلمين في لاهاي لتوضيح موقف الحكومة الرسمي الرافض للإساءة، وأن الفيلم موقف شخصي لفيلدرز.
وفيلدرز معروف بمواقفه العنصرية من الإسلام والمسلمين، إذ سبق في أغسطس الماضي أن دعا إلى فرض حظر على القرآن في هولندا، ووصفه بأنه "كتاب فاشي" مماثل لكتاب "كفاحي" للزعيم النازي الراحل أدولف هتلر الذي يضفي فيه كاتبه شرعية على أعمال العنف.
وحذر بعدها من "موجة مد الأسلمة" في البلاد التي تضم نحو مليون مسلم من إجمالي السكان البالغ حوالي 16.6 مليون نسمة.
كما دعا أيضا لحجب الثقة عن وزيرين مسلمين، مشككا في ولائهما للبلاد بسبب ازدواج جنسيتيهما. ورد اتحاد المنظمات الإسلامية في هولندا حينها بالدعوة إلى تجاهل تعليقات فيلدرز، محذرا من أنه يسعى لكسب أصوات التيار اليمني المتطرف.
وثيقة الاحترام والتسامح
وفي سياق متصل وقعت 16 من المنظمات الإسلامية على "وثيقة الاحترام والتسامح" التي وجهها عدد من المثقفين الهولنديين إلى كافة فئات المجتمع، وتدعو إلى الاحترام والتسامح بينها.
ونقلت صحيفة "التراو" اليوم رسالة تعلن فيها المنظمات الإسلامية الموافقة على هذه الوثيقة، وجاء فيها: "نحن أيضا كأقلية ننضم إلى مشروع تحديد المشاكل والمساعدة في معالجتها لبناء مجتمع متعايش".
وأضافت الرسالة: "في عام 2008 سنكون أكثر قربا من بعضنا". ونشرت الصحيفة نفسها الأربعاء 2-1-2008 رسالة المثقفين الهولنديين، والتي تدعو المجتمع لعدم الانجرار للاستفزازات والتصادم. ويتوقع مراقبون أن يزيد عدد الموقعين على الوثيقة قبل صدور فيلم فيلدرز المسيء لمحاولة امتصاص فاعليته والتقليل من قيمته.
وقبل 3 أعوام قتل هولندي من أصل مغربي المخرج السينمائي تيو فان جوخ، بسبب فيلمه "الاستسلام" الذي كتبته عضو البرلمان الهولندي السابقة أيان حيرسي علي، واتهمت فيه الإسلام بأنه يتسامح مع العنف ضد المرأة. وأدى مقتل فان جوخ إلى إثارة رد فعل عنيف معاد للمسلمين ودفع حيرسي للاختفاء عن العيان لفترة.
.................
http://www.islamonline.net/servlet/Satelli...-News/NWALayout (http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1199279254439&pagename=Zone-Arabic-News/NWALayout)