من هناك
01-01-2008, 11:22 AM
مع مرور الأيام والسنوات تترسخ الصورة الأمريكية والتي أطلقها بوش وزمرته من المحافظين الجدد, ثلة من الغزاة المتعطشين للقتل وسفك الدماء وتدمير البنيان والإنسان ونهب ثروات ومقدرات الأمم ونشر ثقافة الرعب والصدمة والترويع وحصار الشعوب وتجويعهم ودفع جموعهم للفاقة القاسية والحرمان والبؤس وتدمير طفولة صغارهم وتشويه مستقبلهم بحاضر ملطخ بالدم والعنف والمعاناة المستمرة. حيث ما رحلت السياسة الأمريكية أو ارتحلت خلفت دمارا وبذرت فتنا داخلية وحروب أهلية تحت مسميات مختلفة كالفوضى الخلاقة أو رسم خرائط جديدة للعالم أو لمناطق فيه. من أفغانستان للعراق والصومال وفلسطين وباكستان وغيرهم, تتجلى صور متراكبة لتصرفات شائنة وسياسات فاشية مخضبة بدماء الأبرياء ومعاناتهم.
وحتى تكتمل بشاعة الصورة, فإن أمريكيا الدولة الغازية وصاحبة المآثر في القصف والتدمير والسجل الملطخ في انتهاكات حقوق الإنسان في باغرام وأبوغريبوجوانتانامو وغيرهم, تنصب نفسها قاضيا عالميا ومرجعا دوليا يمنح صكوك الديمقراطية وشهادات حسن السلوك في مسائل الحريات والحقوق لمن تشاء وتمنعها ممن تشاء.
أخر صور تجليات الرحمة الأمريكية ما نقلته وكالات الأنباء أن معتقلاً أفغانيًا عجوزا توفي متأثرًا بمرض السرطان في معسكر الاعتقال في جوانتانامو. فقد قال الجيش الأمريكي في بيان له: إن طبيبًا في القاعدة أعلن وفاة المعتقل عبد الرزاق (68 عامًا) الذي كان يتلقى علاجًا كيماويًا لسرطان القولون والمستقيم. ونقلت الوكالات عن "ريك هوبت" المتحدث العسكري الأمريكي في جوانتانامو قوله: إنه خامس سجين يتوفى في الأسر منذ فتح معسكر الاعتقال والتحقيق في عام 2002. وقال هوبت: إن عبد الرزاق اعتقل في أفغانستان في يناير عام 2003 وكان "جهاديًا ملتزمًا"، على حد قوله. ولم يدل بمزيد من التفاصيل مكتفيًا بقوله: إن عبد الرزاق الذي كان سيتم 69 عامًا الشهر القادم متهم "بقتال الولايات المتحدة وحلفائها في أفغانستان"، وأوضح أنه محتجز في جوانتانامو منذ يناير 2003.
السلطات الأمريكية صمت آذانها عن الانتقادات الدولية لمعتقلها سيء الصيت والسمعة في جوانتانامو, واحتجزت العشرات من المتهمين دون أن توجه لكثير منهم تهما أو تعرضهم لمحاكمات عادلة بالمقاييس العالمية, بل إنها عمدت إلى إطلاق سراح العديد منهم ممن لا ناقة لهم بالأحداث ولا جمل, بعد احتجاز طويل دون أن تعتذر منهم أو تقدم لهم تعويضات عن سنوات عمرهم التي اغتصبتها الإدارة الأمريكية منهم أو المكابدة والمعاناة التي جرعتهم إياها.
القتيل الأفغاني يربو على السبعين وقد اعتقل من أربع سنين, أي أنه كان في منتصف الستينات, فماذا للخيال أن يتصور بقدرة رجل في هذا العمر على الفعل خصوصا القتالي منه. ثم إن الرجل, أفغاني يقاتل قوات محتلة لبلاده (إذا سلمنا بالرواية الرسمية) أي أنه يمارس حقا مشروعا كفلته حتى القوانين الدولية, فما هي جريرته حتى يقضي أخر سنوات عمره في المعتقل البائس. في غالبية دول العالم, المتخلفة والمتحضرة, الدكتاتورية منها والديمقراطية يطلق سراح السجين حتى ولو كان مجرما جنائيا أو قاتلا محترفا إذا ثبت أنه يعاني من مرض عضال وأن أيامه غدت معدودة في هذه الدنيا. فلماذا لم تطلق السلطات الأمريكية سراح عبد القادر الرجل الأفغاني العجوز والمريض ليقضي نحبه في بلاده وبين أهله؟ وأي خطر سيشكله رجل يصارع الموت على أمريكا وأمنها؟؟ خصوصا وأن الرجل مثل غيره لم يحاكم ولم تحترم حقوقه الأساسية الإنسانية والقانونية.
الذي أخشاه أن يكون العلاج الكيماوي والذي زعمت السلطات الأمريكية أن الرجل كان يتلقاه, هو بمثابة تجارب كيماوية تجريها إدارة المعتقل على السجناء المنفيين هناك!! المطلوب لجنة دولية تحقق بوفاة الرجل وملابساتها وظروف احتجازه واعتقاله. موت عبد القادر نقطة سوداء إضافية في سجل إدارة أمريكية قاتم وموغل في التوحش وانتهاك حقوق البشر شعوبا وأفرادا.
ياسر سعد
وحتى تكتمل بشاعة الصورة, فإن أمريكيا الدولة الغازية وصاحبة المآثر في القصف والتدمير والسجل الملطخ في انتهاكات حقوق الإنسان في باغرام وأبوغريبوجوانتانامو وغيرهم, تنصب نفسها قاضيا عالميا ومرجعا دوليا يمنح صكوك الديمقراطية وشهادات حسن السلوك في مسائل الحريات والحقوق لمن تشاء وتمنعها ممن تشاء.
أخر صور تجليات الرحمة الأمريكية ما نقلته وكالات الأنباء أن معتقلاً أفغانيًا عجوزا توفي متأثرًا بمرض السرطان في معسكر الاعتقال في جوانتانامو. فقد قال الجيش الأمريكي في بيان له: إن طبيبًا في القاعدة أعلن وفاة المعتقل عبد الرزاق (68 عامًا) الذي كان يتلقى علاجًا كيماويًا لسرطان القولون والمستقيم. ونقلت الوكالات عن "ريك هوبت" المتحدث العسكري الأمريكي في جوانتانامو قوله: إنه خامس سجين يتوفى في الأسر منذ فتح معسكر الاعتقال والتحقيق في عام 2002. وقال هوبت: إن عبد الرزاق اعتقل في أفغانستان في يناير عام 2003 وكان "جهاديًا ملتزمًا"، على حد قوله. ولم يدل بمزيد من التفاصيل مكتفيًا بقوله: إن عبد الرزاق الذي كان سيتم 69 عامًا الشهر القادم متهم "بقتال الولايات المتحدة وحلفائها في أفغانستان"، وأوضح أنه محتجز في جوانتانامو منذ يناير 2003.
السلطات الأمريكية صمت آذانها عن الانتقادات الدولية لمعتقلها سيء الصيت والسمعة في جوانتانامو, واحتجزت العشرات من المتهمين دون أن توجه لكثير منهم تهما أو تعرضهم لمحاكمات عادلة بالمقاييس العالمية, بل إنها عمدت إلى إطلاق سراح العديد منهم ممن لا ناقة لهم بالأحداث ولا جمل, بعد احتجاز طويل دون أن تعتذر منهم أو تقدم لهم تعويضات عن سنوات عمرهم التي اغتصبتها الإدارة الأمريكية منهم أو المكابدة والمعاناة التي جرعتهم إياها.
القتيل الأفغاني يربو على السبعين وقد اعتقل من أربع سنين, أي أنه كان في منتصف الستينات, فماذا للخيال أن يتصور بقدرة رجل في هذا العمر على الفعل خصوصا القتالي منه. ثم إن الرجل, أفغاني يقاتل قوات محتلة لبلاده (إذا سلمنا بالرواية الرسمية) أي أنه يمارس حقا مشروعا كفلته حتى القوانين الدولية, فما هي جريرته حتى يقضي أخر سنوات عمره في المعتقل البائس. في غالبية دول العالم, المتخلفة والمتحضرة, الدكتاتورية منها والديمقراطية يطلق سراح السجين حتى ولو كان مجرما جنائيا أو قاتلا محترفا إذا ثبت أنه يعاني من مرض عضال وأن أيامه غدت معدودة في هذه الدنيا. فلماذا لم تطلق السلطات الأمريكية سراح عبد القادر الرجل الأفغاني العجوز والمريض ليقضي نحبه في بلاده وبين أهله؟ وأي خطر سيشكله رجل يصارع الموت على أمريكا وأمنها؟؟ خصوصا وأن الرجل مثل غيره لم يحاكم ولم تحترم حقوقه الأساسية الإنسانية والقانونية.
الذي أخشاه أن يكون العلاج الكيماوي والذي زعمت السلطات الأمريكية أن الرجل كان يتلقاه, هو بمثابة تجارب كيماوية تجريها إدارة المعتقل على السجناء المنفيين هناك!! المطلوب لجنة دولية تحقق بوفاة الرجل وملابساتها وظروف احتجازه واعتقاله. موت عبد القادر نقطة سوداء إضافية في سجل إدارة أمريكية قاتم وموغل في التوحش وانتهاك حقوق البشر شعوبا وأفرادا.
ياسر سعد