سـمـاح
12-28-2007, 05:35 AM
كهرباء لبنان من عهد العثمانيين إلى اليوم: مشاكل وأزمات بلا حلّ جذري
هل تصبح بعلبك مدينة الشمس مركزاً لتوليد الكهرباء على الطاقة الشمسية؟
يعاني قطاع الكهرباء في لبنان أزمة خانقة تشتد يوماً بعد يوم، أضف الى زيادة الحديث عن مضار الانبعاثات الصادرة من المعامل الحرارية لتوليد الطاقة. تتفاقم المشاكل في "مؤسسة كهرباء لبنان" مع ارتفاع فاتورة الدين والعجز والذي يكلف الخزينة أكثر من مليار دولار سنوياً، وهو يشكل ثلث الدين العام المتوجب على الدولة اللبنانية. وإزاء ارتفاع سعر الفيول تغرق المناطق كلها بالظلمة القاهرة وتشتد فاتورة المولدات الخاصة ارتفاعاً، أما الحلول لهذه المشكلة فيبدو أنها تحتاج الى عجيبة ما!
في لبنان طاقات بشرية هائلة يتم الاستفادة منها عالمياً، غير أنه لا يؤخذ برأيها في بلدها الأم. في هذا الإطار تسعى مجموعة من المغتربين للعمل على استحداث مشروع لإنتاج الكهرباء على الطاقة الشمسية يكون مركزه بعلبك في حال تم تمويله من القطاعين الخاص والعام وهو يحتاج الى دعم الجهات البيئية والتنموية معاً.
.
.
.
.
.
.
كهرباء على الشمس!
في كتب العلم النظري ان الشمس تستطيع تأمين تيار وحرارة مجانية يوازيان عشرة ألاف مرة أكثر من حاجة العالم اليهما، وهذه الحرارة المجانية لا تخضع لإرتفاع سعر الفيول بالتأكيد، مما حدا بدول متقدمة كثيرة الى استخدام الطاقة الشمسية للإنارة والتدفئة وإنتاج التيار الكهربائي. في هذا المجال تدور أحاديث كثيرة وتجري دراسات معمقة يقوم بترويجها المغترب اللبناني الاصل الأميركي عبدالله طعمة الذي غادر لبنان منذ 22 سنة وهو عالم بيئي ومستشار للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم بأجنحتها كلها. وهو يمضي الان عدة اشهر في الربوع اللبنانية لتأسيس جمعية لبنانية للبيئة والطاقة البديلة. وهو كثيرا ما كان يرى التقدم التكنولوجي في هذا المضمار عند "جيرانه" وتحت انفه في ولايتي نيوجرسي ومريلاند غير المشمسة. كما انه عند زيارته تركيا وقبرص منذ عقدين وجد انهما سبقتا للبنان 25 سنة على الاقل.
يقول عبدالله طعمة "تتميز الطاقة الشمسية على الاقل بأنها نظيفة صامتة ودائمة الحركة، بينما الفيول الذي تستورده الدولة اللبنانية لمؤسسة الكهرباء يحتوي على 1 % من الكبريت و3% من الاسفلت المضر بالبيئة والصحة العامة، واليوم يتكلم الجميع على تغيير المناخ والانحباس الحراري والاضطرار للتوجه صوب الطاقات البديلة".
قبل مدة، حاولت احدى الشركات الاوروبية تقديم مشروع لتعديل مواصفات الفيول واستيراده من ايطاليا او سوريا او العراق، الامر الذي يسمح بتوفير حوالى 100 مليون دولار سنويا، الا ان هذه الاقتراحات والعروض تناثرت مع تفاقم الازمات السياسية والاقتصادية التي تتخبط بها البلاد من التسعينات.
لذا يسعى طعمة الى انشاء "الوكالة الدولية للطاقة المتجددة" يساعده لفيف من المحامين والمهندسين والقياديين في حقل الطاقة والبيئة من لبنان وعوالم الانتشار تهدف الى تخفيف الازمة اللبنانية عبر تطوير شركات خاصة صغيرة تدعمها المؤسسات الدولية والانسانية. انها مبادرة انتشارية غير حزبية او سياسية تقوم بتشجيعها مؤسسات محلية ومنظمات عالمية ستؤدي الى خلق منظمة دولية غير حكوميةNGO تتعامل مع المصانع والبلديات ومشاريع البنى التحتية اللبنانية وحتى مع اصحاب البنايات السكنية، وتؤدي الى الاستقلال التدريجي عن شبكات الكهرباء واصحاب المولدات الضخمة وشركات النفط عبر استخدام اساليب تربوية ورعائية لتغيير الذهنيات وترسيخ مفاهيم عصرية ايجابية مستقبلية.
ويشدد طعمة على "ان اشعة الشمس الضوئية والحرارية لا يمكن اي حكومة او جهة او شركة نفط عملاقة ادعاء السيطرة عليها او احتكارها، ويمكن اي مواطن يلتزم القوانين المرعية الاستفادة منها كما يشاء وقداخذت بعض المناطق اللبنانية مثل الضبية والرابية والجديدة وضهر البيدر بتطبيق تقنيات انارة على الطاقة الشمسية مما يعطينا الامل، وسيتم توسيعها لخلق فرص عمل جديدة في القرى النائية بحيث تنتعش الاراضي المهجورة ليتسنى لهواة الطبيعة التخلص من الضباب الدخاني وانبعاث الغازات السامة على السواحل المكتظة ".
بعلبك مدينة الشمس والرياح !
لقد تبرع رجل اعمال لبناني اميركي بعشرة الاف متر مربع في مرتفعات بعلبك لانتاج بين 25 و 65 ميغاوات في السنة تقدم هدية لوزارة الطاقة عبر اتفاقية مع شركة بريطانية لتوفير الدراسات وعشرات الاف المرايات المنحنية المتكافئة المركزة انعكاس الشمس الصحراوية، لخلق حرارة اصطناعية داخل انابيب ترتفع حرارتها الى 750 درجة مئوية فهرنايت واستخدام مئات الاطنان من اطر الالومنيوم لتركيب الالواح ولتحويل التوربينات البخارية تيارا كهربائيا وفيرا. وهذا النظام يسمح بتخزن الحرارة لانتاج الكهرباء حتى ساعتين بعد غروب الشمس.
ويكرر طعمة " أن عشرات الالاف من المنازل في كاليفورنيا وتكساس قد تحولت الى الطاقة الشمسية واستقلت تماما عن شبكات الكهرباء التقليدية ومنها مزرعة الرئيس الاميركي جورج بوش، ومن مفارقات الزمن ان كثرا من متعهدي هذه الاعمال في اوروبا والولايات المتحدة هم لبنانيون!"
ويضيف "على لبنان قطع خمس مراحل لتصل انتاجيته الى 2000 ميغاوات سنويا من الطاقة المتجددة والبديلة. وقد بدأ اللبنانيون حاليا الاعتماد على اشعة الشمس لتسخين مياه الحمامات والمطابخ لكن يجب زيادة الزاميتها لتصبح اقله 50 % بدلا من 4 % الحالية، علما انه في الاردن وقبرص ارتفعت نسبة المستفيدين الى 80 % وفي اسرائيل الى 95 %. وتأتي الخطوة الثانية باستخدام الطاقة الشمسية للتدفئة المركزية والثالثة للانارة الخارجية والرابعة للانارة الداخلية، واخيرا لانتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والهيدروجين".
ويضيف "مهمتي هي رسم خريطة طريق متكاملة امام فريق عمل لبناني مقيم وانتشاري ليضعه بعض امكانات اللبنانيين في العالم، وخصوصا التكنولوجية منها بتصرف الطبقات الشعبية اللبنانية التي تعاني الصقيع واستفحال الازمة المعيشية على صعد كثيرة ومن اجل التخفيف من حدة فقر ابنائها او ازمتهم المرحلية. ان امكانات الانتشار والحمد لله هائلة ولم تستغل بدرجة واحد بالالف بعد، والحواجز التي يبدو ان بعضهم لسد الطريق أمام التقدم ورفع مستوى الحياة والحد من النزوح من القرى الجبلية الى الساحل ومنه الى المغتربات ستزال.
ان استغلال الطاقة الشمسية في اشكال مناسبة يزيد الدخل الفردي والعام في الحال، وهذا يعني ان الناس غير قادرين على تحمل دفع ثمن المحروقات او العيش بادنى رفاهية ليس بسبب حدة الغلاء او قلة المصادر الطبيعية بل لعدم التخطيط ولعدم مسايرة النظم العصرية التي سبقتنا باجيال. وكل دفعة واحدة تنفق على المازوت تؤخرنا لاعوام طويلة عن تطبيق النظم العصرية الاقل تكلفة، كمن يملأ السلة ماء او يحرق ورقات اليورو والدولار في الموقدة!
لنقارن مثلا كلفة شراء وتركيب وتشغيل صوبيا على المازوت مع كلفة شراء وتركيب لوحين يمتصان اشعة الشمس وعدة انابيب نحاسية تدفع المياه المغلية الى راديوتورات التدفئة المركزية. الصوبيا تكلف 500 دولار في السنة الاولى والف دولار تصاعدية كل سنة، اما كلفة التدفئة المركزية على الطاقة الشمسية فـ 3000 دولار في السنة الاولى ولا شيء لـ 25 سنة مقبلة. لنقارن ايضا كلفة اضاءة مصباح على عمود البلدية بواسطة "مؤسسة كهرباء لبنان" واخر بواسطة اشعة الشمس: الاول يكلف 80 دولارا تصاعديا كل سنة مع انقطاع متواصل، والثاني 250 دولارا مرة واحدة لا غيــر واضــاءة مجانــية بــلا انقـــــطاع لـ 25 سنة مقبلة.
لكن، من اين يأتي المواطن العادي ورئيس البلدية الصغيرة بالاف الدولارات الاولية المطلوبة؟
يجيب طعمه "من اي مصرف يقدم شاكرا التسليف، بحيث يدفع المواطن او رئيس البلدية ثلث فاتورة الكهرباء الشهرية الى ذلك المصرف. نتكلم على قروض ميسرة او غيره من الوسائل المناسبة لزيادة أمل استرداد ثمن الاستثمار الاولي بسنوات قليلة. والتغيير ينبغي ان تتحمل كلفته المتواضعة الدولة اللبنانية لضرب عصفورين بحجر واحد: ضمان المواطنين وسد العجز الكهربائي والدين العام".
هل يمكن هذه الخطوات والمشاريع ان تقضي على ازمة الكهرباء في لبنان ام سيظل اللبناني اسير الفواتير المزدوجة والمثلثة وتحت رحمة سارقي الكابلات النحاسية والرافضين اي جباية وقوانين؟ ثم، أليس في امكان القطاعين العام والخاص التعاون لايجاد حلول جذرية لتوفير ادنى متطلبات الحياة من تدفئة وكهرباء وانارة؟ وهل تكون الطاقة الشمسية الحل البديل لإنتاج كهرباء صديقة للبيئة، وخصوصا بعد الخطر الذي يهدد العالم من تفاقم الإنبعاثات الحرارية الناجمة عن المعامل الحرارية والمصانع وغيرها؟
28 كانون الأول 2007
النهار
هل تصبح بعلبك مدينة الشمس مركزاً لتوليد الكهرباء على الطاقة الشمسية؟
يعاني قطاع الكهرباء في لبنان أزمة خانقة تشتد يوماً بعد يوم، أضف الى زيادة الحديث عن مضار الانبعاثات الصادرة من المعامل الحرارية لتوليد الطاقة. تتفاقم المشاكل في "مؤسسة كهرباء لبنان" مع ارتفاع فاتورة الدين والعجز والذي يكلف الخزينة أكثر من مليار دولار سنوياً، وهو يشكل ثلث الدين العام المتوجب على الدولة اللبنانية. وإزاء ارتفاع سعر الفيول تغرق المناطق كلها بالظلمة القاهرة وتشتد فاتورة المولدات الخاصة ارتفاعاً، أما الحلول لهذه المشكلة فيبدو أنها تحتاج الى عجيبة ما!
في لبنان طاقات بشرية هائلة يتم الاستفادة منها عالمياً، غير أنه لا يؤخذ برأيها في بلدها الأم. في هذا الإطار تسعى مجموعة من المغتربين للعمل على استحداث مشروع لإنتاج الكهرباء على الطاقة الشمسية يكون مركزه بعلبك في حال تم تمويله من القطاعين الخاص والعام وهو يحتاج الى دعم الجهات البيئية والتنموية معاً.
.
.
.
.
.
.
كهرباء على الشمس!
في كتب العلم النظري ان الشمس تستطيع تأمين تيار وحرارة مجانية يوازيان عشرة ألاف مرة أكثر من حاجة العالم اليهما، وهذه الحرارة المجانية لا تخضع لإرتفاع سعر الفيول بالتأكيد، مما حدا بدول متقدمة كثيرة الى استخدام الطاقة الشمسية للإنارة والتدفئة وإنتاج التيار الكهربائي. في هذا المجال تدور أحاديث كثيرة وتجري دراسات معمقة يقوم بترويجها المغترب اللبناني الاصل الأميركي عبدالله طعمة الذي غادر لبنان منذ 22 سنة وهو عالم بيئي ومستشار للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم بأجنحتها كلها. وهو يمضي الان عدة اشهر في الربوع اللبنانية لتأسيس جمعية لبنانية للبيئة والطاقة البديلة. وهو كثيرا ما كان يرى التقدم التكنولوجي في هذا المضمار عند "جيرانه" وتحت انفه في ولايتي نيوجرسي ومريلاند غير المشمسة. كما انه عند زيارته تركيا وقبرص منذ عقدين وجد انهما سبقتا للبنان 25 سنة على الاقل.
يقول عبدالله طعمة "تتميز الطاقة الشمسية على الاقل بأنها نظيفة صامتة ودائمة الحركة، بينما الفيول الذي تستورده الدولة اللبنانية لمؤسسة الكهرباء يحتوي على 1 % من الكبريت و3% من الاسفلت المضر بالبيئة والصحة العامة، واليوم يتكلم الجميع على تغيير المناخ والانحباس الحراري والاضطرار للتوجه صوب الطاقات البديلة".
قبل مدة، حاولت احدى الشركات الاوروبية تقديم مشروع لتعديل مواصفات الفيول واستيراده من ايطاليا او سوريا او العراق، الامر الذي يسمح بتوفير حوالى 100 مليون دولار سنويا، الا ان هذه الاقتراحات والعروض تناثرت مع تفاقم الازمات السياسية والاقتصادية التي تتخبط بها البلاد من التسعينات.
لذا يسعى طعمة الى انشاء "الوكالة الدولية للطاقة المتجددة" يساعده لفيف من المحامين والمهندسين والقياديين في حقل الطاقة والبيئة من لبنان وعوالم الانتشار تهدف الى تخفيف الازمة اللبنانية عبر تطوير شركات خاصة صغيرة تدعمها المؤسسات الدولية والانسانية. انها مبادرة انتشارية غير حزبية او سياسية تقوم بتشجيعها مؤسسات محلية ومنظمات عالمية ستؤدي الى خلق منظمة دولية غير حكوميةNGO تتعامل مع المصانع والبلديات ومشاريع البنى التحتية اللبنانية وحتى مع اصحاب البنايات السكنية، وتؤدي الى الاستقلال التدريجي عن شبكات الكهرباء واصحاب المولدات الضخمة وشركات النفط عبر استخدام اساليب تربوية ورعائية لتغيير الذهنيات وترسيخ مفاهيم عصرية ايجابية مستقبلية.
ويشدد طعمة على "ان اشعة الشمس الضوئية والحرارية لا يمكن اي حكومة او جهة او شركة نفط عملاقة ادعاء السيطرة عليها او احتكارها، ويمكن اي مواطن يلتزم القوانين المرعية الاستفادة منها كما يشاء وقداخذت بعض المناطق اللبنانية مثل الضبية والرابية والجديدة وضهر البيدر بتطبيق تقنيات انارة على الطاقة الشمسية مما يعطينا الامل، وسيتم توسيعها لخلق فرص عمل جديدة في القرى النائية بحيث تنتعش الاراضي المهجورة ليتسنى لهواة الطبيعة التخلص من الضباب الدخاني وانبعاث الغازات السامة على السواحل المكتظة ".
بعلبك مدينة الشمس والرياح !
لقد تبرع رجل اعمال لبناني اميركي بعشرة الاف متر مربع في مرتفعات بعلبك لانتاج بين 25 و 65 ميغاوات في السنة تقدم هدية لوزارة الطاقة عبر اتفاقية مع شركة بريطانية لتوفير الدراسات وعشرات الاف المرايات المنحنية المتكافئة المركزة انعكاس الشمس الصحراوية، لخلق حرارة اصطناعية داخل انابيب ترتفع حرارتها الى 750 درجة مئوية فهرنايت واستخدام مئات الاطنان من اطر الالومنيوم لتركيب الالواح ولتحويل التوربينات البخارية تيارا كهربائيا وفيرا. وهذا النظام يسمح بتخزن الحرارة لانتاج الكهرباء حتى ساعتين بعد غروب الشمس.
ويكرر طعمة " أن عشرات الالاف من المنازل في كاليفورنيا وتكساس قد تحولت الى الطاقة الشمسية واستقلت تماما عن شبكات الكهرباء التقليدية ومنها مزرعة الرئيس الاميركي جورج بوش، ومن مفارقات الزمن ان كثرا من متعهدي هذه الاعمال في اوروبا والولايات المتحدة هم لبنانيون!"
ويضيف "على لبنان قطع خمس مراحل لتصل انتاجيته الى 2000 ميغاوات سنويا من الطاقة المتجددة والبديلة. وقد بدأ اللبنانيون حاليا الاعتماد على اشعة الشمس لتسخين مياه الحمامات والمطابخ لكن يجب زيادة الزاميتها لتصبح اقله 50 % بدلا من 4 % الحالية، علما انه في الاردن وقبرص ارتفعت نسبة المستفيدين الى 80 % وفي اسرائيل الى 95 %. وتأتي الخطوة الثانية باستخدام الطاقة الشمسية للتدفئة المركزية والثالثة للانارة الخارجية والرابعة للانارة الداخلية، واخيرا لانتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والهيدروجين".
ويضيف "مهمتي هي رسم خريطة طريق متكاملة امام فريق عمل لبناني مقيم وانتشاري ليضعه بعض امكانات اللبنانيين في العالم، وخصوصا التكنولوجية منها بتصرف الطبقات الشعبية اللبنانية التي تعاني الصقيع واستفحال الازمة المعيشية على صعد كثيرة ومن اجل التخفيف من حدة فقر ابنائها او ازمتهم المرحلية. ان امكانات الانتشار والحمد لله هائلة ولم تستغل بدرجة واحد بالالف بعد، والحواجز التي يبدو ان بعضهم لسد الطريق أمام التقدم ورفع مستوى الحياة والحد من النزوح من القرى الجبلية الى الساحل ومنه الى المغتربات ستزال.
ان استغلال الطاقة الشمسية في اشكال مناسبة يزيد الدخل الفردي والعام في الحال، وهذا يعني ان الناس غير قادرين على تحمل دفع ثمن المحروقات او العيش بادنى رفاهية ليس بسبب حدة الغلاء او قلة المصادر الطبيعية بل لعدم التخطيط ولعدم مسايرة النظم العصرية التي سبقتنا باجيال. وكل دفعة واحدة تنفق على المازوت تؤخرنا لاعوام طويلة عن تطبيق النظم العصرية الاقل تكلفة، كمن يملأ السلة ماء او يحرق ورقات اليورو والدولار في الموقدة!
لنقارن مثلا كلفة شراء وتركيب وتشغيل صوبيا على المازوت مع كلفة شراء وتركيب لوحين يمتصان اشعة الشمس وعدة انابيب نحاسية تدفع المياه المغلية الى راديوتورات التدفئة المركزية. الصوبيا تكلف 500 دولار في السنة الاولى والف دولار تصاعدية كل سنة، اما كلفة التدفئة المركزية على الطاقة الشمسية فـ 3000 دولار في السنة الاولى ولا شيء لـ 25 سنة مقبلة. لنقارن ايضا كلفة اضاءة مصباح على عمود البلدية بواسطة "مؤسسة كهرباء لبنان" واخر بواسطة اشعة الشمس: الاول يكلف 80 دولارا تصاعديا كل سنة مع انقطاع متواصل، والثاني 250 دولارا مرة واحدة لا غيــر واضــاءة مجانــية بــلا انقـــــطاع لـ 25 سنة مقبلة.
لكن، من اين يأتي المواطن العادي ورئيس البلدية الصغيرة بالاف الدولارات الاولية المطلوبة؟
يجيب طعمه "من اي مصرف يقدم شاكرا التسليف، بحيث يدفع المواطن او رئيس البلدية ثلث فاتورة الكهرباء الشهرية الى ذلك المصرف. نتكلم على قروض ميسرة او غيره من الوسائل المناسبة لزيادة أمل استرداد ثمن الاستثمار الاولي بسنوات قليلة. والتغيير ينبغي ان تتحمل كلفته المتواضعة الدولة اللبنانية لضرب عصفورين بحجر واحد: ضمان المواطنين وسد العجز الكهربائي والدين العام".
هل يمكن هذه الخطوات والمشاريع ان تقضي على ازمة الكهرباء في لبنان ام سيظل اللبناني اسير الفواتير المزدوجة والمثلثة وتحت رحمة سارقي الكابلات النحاسية والرافضين اي جباية وقوانين؟ ثم، أليس في امكان القطاعين العام والخاص التعاون لايجاد حلول جذرية لتوفير ادنى متطلبات الحياة من تدفئة وكهرباء وانارة؟ وهل تكون الطاقة الشمسية الحل البديل لإنتاج كهرباء صديقة للبيئة، وخصوصا بعد الخطر الذي يهدد العالم من تفاقم الإنبعاثات الحرارية الناجمة عن المعامل الحرارية والمصانع وغيرها؟
28 كانون الأول 2007
النهار