تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اكذوبه رأس الحسين



سلطان المصري
12-15-2007, 04:05 PM
الحقائق التاريخيه تقول ان هناك رأيان احدهُما أن رأس الحُسين الشريف في مقبره بالبقيع , والرأي الثاني هو بقاء الرأس في مسجد الفراديس بدمشق وهو ما يُعرف الان بمسجد الرأس . لكن الغريب في هذا قد ظهرت قصه بعد اربعمائة عاما تزعم بأن رأس الحسين مدفون في مدينه عسقلان في قبر مجهول لا يعرف مكانه احد , والسبب كما يدّعي الفاطميين أنهم خافُوا علي رأس الحُسين أن يقع في ايدي الصليبيين فتم نقلُه من عسقلان الي مصر – ومن كلامهم أنه تم هذا في يوم الاحد 8 جمادي الاخرة عام 548 هجرية وحتي ننقُض هذا الكلام فأليك الاتي عزيزي القارئ :-
اولا --- في اي وقت تم نقل الرأس من دمشق الي عسقلان ؟ وما هي الاسباب ؟ بالرغم ما من أحد من المُحققين لم يقل ذلك .
ثانيا--- سقطت القدس ضُحي يوم الجمعه لسبع بقين من شعبان سنة 492 هجرية . اذا لماذا ترك الفاطميين الرأس الشريف سنه 56 في عسقلان واعادُوه سنه 548 هجرية . اذا ظلت الاُمه الاسلامية 500 عام ليس لها فيها مسجد الرأس في عسقلان ولم يزُره أحد من المُؤرخين ولا الرحاله المعروفين في تلك الايام ! فكيف يظهر مسجد سنة خمسمائه ويظهر بأثر رجعي انتقال الرأس اليه ؟ اما عن نقض تلك الروايه فأليك الاتي :-
قال المقريزي :- دخل الافضل بن بدر الجمالي سنه 491هجريه عسقلان وكان بها رأس الحسين بن علي فأخرجه وعطره وحمله في سقط الي اجل دار بها وعمّر المشهد , فلما تكامل حمل الافضل الرأس الشريف علي صدره وسعي بها ماشيا الي أن أحله في مقره , وقيل أن المشهد بعسقلان بناه امير الجيوش ( بدر الجمالي ) وقام بتكملته أبنه الافضل وفي كتاب ( اولياء الله الصالحون ) للدكتوره سعاد ماهر ان هذا اللغز وُجد نصه التالي علي منبر المشهد الخليلي بالقدس (الحمد لله وحده لا شريك له , محمد رسول الله , علي ولي الله صلي الله عليهما وعلي ذريتهما الطاهره , سبحان من امام لموالينا الائمة مشهدا مجدا رفع راية , واظهر مُعجزا بين كل وقت وايه , وكان من مُعجزاته تعالي اظهار رأس مولانا الامام الشهيد الحُسين بن علي بن ابي طالب – صلي الله عليه وعلي جده وأبيه وأهل بيتهم بموضع بعسقلان كان الظالمُون سترُوه فيه وأظهاره الان شرف لاوليائة الميامين وانشراح صدور شيعته المؤُمنين ورزق الله فتي مولانا وسيدنا معد أبي تميم الامام المستنصر بالله أمير المؤمنين صلي الله عليه وسلم وعلي ابائه وأبنائه المطهرين . وواضح من ان الكاتب الجهول لهذا النص من الفاطميين اخذها البعض شهاده اعتماد لأي رأس مستخرج من مقبره متهدمه وقدمه علي انه رأس الحسين ولا يعرف اي تأصيل علمي لهذا .
ثالثا--- أبن الجمال كان مهزوما لايقدر علي بناء المشهد ويقول ابن الاثير في رمضان من سنه 492 هجريه بلغ المصريون ما تم علي اهل البيت المقدس , فجمع الافضل امير الجيوش العساكر وارسل الي الفرنج ينكر عليهم ما فعلوا ويتهددهم فأعادوا الرسول بالجواب ورحلوا علي أثره وطلعوا علي المصريون عقيب وصول الرسول ولم يكن المصريون خبر وصولهم , ولا حركتهم ولم يكونوا علي اهبه القتال , فنادوا الي ركوب خيولهم , ولبسوا اسلحتهم وأعجلهم الفرنج فهزموهم وقتلوا منهم من قتل وغنموا مافي العسكر من مال وسلاح , وانهزم الافضل فدخل عسقلان ومضي جماعه من المنهزمين فأستتروا بشجر الجميز وكان هناك كثيرا فأحرق الفرنج بعض الشجر حتي هلك من فيه , وقتلوا من خرج منه , وعاد الافضل في خواص الي مصر ونازل الفرنج عسقلان وضايقوها فبذل لهم اهلها قطيعه عشرين الف دينار فعادوا الي بيت المقدس ( الكامل لابن الاثير ) .
يوشك المريب أن يقول خذوني :ان الفاطميون الذين ينشغلون بتشييد مشهد الحسين يفرون امام الفرنجه الي مصر تاركين وراءهم رأس الحسين لمده خمسين عاما ! أما كان الاجدر أن يحمله طلائع ( بن زريك ) , وهو ينسحب من المعركه ؟! اليس في تركه الرأس هدما كاملا لفكره نقل الراس الي القاهره خوفا من وقوعه في يد الصليبيين ؟! فأين المنطق والعقل ؟!


رابعا--- قدوم راس الي القاهرة

والمشهد يصفه لنا المقريزي ( مؤرخ ) فيقول : وصل بالراس من عسقلان الامير سيف المملكه تميم , واليها كان , والقاضي المؤتمن بن مسكين ( الخطط والاثار للمقريزي ) وبقي الراس عاما مدفونا في قصر الزمرد حتي انشأت له خصيصا قبله هي المشهد الحالي . نحن لاننكر وقوع هذا المشهد الحالي واختلافنا معه ان هذا الراس لاحد الموتي في مقبره عسقلان , ولا علاقه له برأس الحسين رضوان الله عليه .,ومن هذا البحث يتأكد صواب قاعده تاريخية أساسيه هي :- من الثابت تاريخياانه لم يدخل احد من الجيل الاول من نسل علي بن ابي طالب مصر , وهي قاعده متفق عليها بين العلماء المحققين , منهم الحافظ احمد بن محمد السلفي المتوفي سنة 576 هجريه , القائل : لم يمت لعلي بن ابي طالب ولد لصلبه بمصر , والحافظ
المؤرخ حسن ابراهيم بن زولاق الليثي المصري المتوفي 387هجريه في قوله – اول من دخل مصر من ولد علي : سكينه بنت علي بن الحسين . والمقريزي في الخطط وابن دقماق في الانتصار – ان اول علوي قدم مصر محمد بن عبد الله بن حسن بن حسن بن علي دخلها في اماره يذيد بن حاتم المهلبي بمصر سنه 145 هجريه . والحافظ المؤرخ ابو عبد الله محمد ناصر الدين الانصاري – المتوفي سنه 814 هجريه لم اجد احدا من ارباب التاريخ من صحح مشهدا بغير القرافه من اولاد الا المشهد النفيسي , لانها اقامت به في ايام حياتها وحفرت قبرها بيدها والحافظ السخاوي ان المنقول عن السلف انه لم يمت احد من اولاد علي بن ابي طالب لصلبه في مصر . ومن اللطيف أن اشير الي مجموعه من الاحاديث المكذوبه الموضوعه التي تروي من فضائل مقبره عسقلان , ومنها أن رسول الله صلي علي مقبره فأكثر الصلاه عليها فسئل عنها , فقال : -أهل مقبره عسقلان يزفون الي الجنه كما تزف العروس الي زوجها . وهذه الاحاديث ذكرها السيوطي في اللالئ المصنوعه ( الشوكاني في الفوائد ) وابن الجوزي في الموضوعات الكبري وابو الحسن الكناني في تنزيه الشريعه , وابن حبان البستي في كتابه المجروحين ---
وهذا دأب الشيعه --- الكذب

من ثمرات الكتب والمقالات

الراية الخضراء
12-25-2007, 02:36 PM
راس الامام الحسين مدفون مع جسد الامام الحسين (عليه السلام)
وذالك بعد ان رجع السبيا من عند يزيد طالب الامام زين العابدين (عليه السلام) براس ابيه
فاعطاه يزيد ما اراد وجاء به الامام ودفته مع الجسد

عبد الله بوراي
12-25-2007, 02:57 PM
والله أعلم...................

عليك بمراجعة القرأة للموضوع وتفنيد ما جاء فيه بشكل علمى تاريخي موتق ومُنظم


أما هكذا ( جهجهون) فلا أعتقد أن ساحات الصوت المكان المناسب ( لها)

عبد الله

الراية الخضراء
12-25-2007, 03:54 PM
عليك بمراجعة القرأة للموضوع وتفنيد ما جاء فيه بشكل علمى تاريخي موتق ومُنظم

ماذا تعني!!!!!!!!!!!!!!!!!!

عبد الله بوراي
12-25-2007, 04:03 PM
ماذا تعني!!!!!!!!!!!!!!!!!!

إذا لم
فلا شىء
ومعذرة

عبد الله

عبد الله بوراي
12-27-2007, 07:52 AM
أنستنا التوابع أن نشكر الحبيب سلطان المصري على هذه الكواشف أو النواسف للزيف

والباطل

فكان هذا الإستدراك

والثناء

أخوكم

عبد الله

سلطان المصري
01-02-2008, 10:20 AM
بارك الله فيك / اخي عبد الله بوراي -- انت في القلب دائما

الراية الخضراء
01-02-2008, 05:36 PM
أنّ الرأس المقدَّس دُفن مع الجسد الشريف بكربلاء، وهو الرأي الأقوى والأشهر. قاله ابن حجر العسقلاني في كتابه ( الإصابة في تمييز الصحابة 7:2 ) وعلّق على هذا الرأي بقوله: ولهذا السبب يُعبِّر البعض عن يوم الأربعين بـ « يوم مَرَدّ الرأس » في العراق. وفي روايةٍ لأبي مخنف أنّ غلاماً مِن خاصّة يزيد اشترى رأس الإمام الحسين عليه السّلام بمئة ألف دينار، وردّه إلى كربلاء.
أمّا ابن طاووس فيؤكّد عودة الرأس الأزهر إلى البدن الشريف بكربلاء حيث يقول: فأمّا رأس الحسين عليه السّلام، فرُوي أنّه أُعيد فدُفن بكربلاء مع جسده الشريف، وكان عمل الطائفة على هذا، ورُويت آثارٌ كثيرة مختلفة على ما ذكرناه، انتهى.
وخير من يجمع لنا دلائل ذلك من المحقّقين المعاصرين المرحوم السيّد عبدالرزّاق الموسوي المقرّم حيث يقول في كتابه القيّم ( مقتل الحسين عليه السّلام ص 362 ـ 363 ): لمّا عرف زينُ العابدين ( عليّ بن الحسين عليهما السّلام ) الموافقة مِن يزيد، طلَبَ منه الرؤوس كلَّها ليدفنها في محلّها، فلم يتباعد يزيد عن رغبته، فدفع إليه رأس الحسين مع رؤوس أهل بيته وصحبه، فألحقها عليه السّلام بالأبدان.
نَصَّ على مجيئه بالرؤوس إلى كربلاء: حبيب السير ـ لغياث الدين الهروي، كما في نَفَس المهموم ص 253، ورياض الأحزان ص 155. وأمّا رأس الحسين عليه السّلام ففي: روضة الواعظين للفتّال النيسابوري ص 165، ومثير الأحزان لابن نما الحلّي ص 58: أنّه المعوَّل عليه عند الإمامية، وفي اللهوف لابن طاووس ص 112: عليه عمل الإمامية، وفي إعلام الورى بأعلام الهدى للطبرسي 477:1 ( قال: ذكر السيّد الأجلّ المرتضى قدّس الله روحه في بعض مسائله ـ رسائل الشريف المرتضى 130:3 ) أنّ رأس الحسين بن علي عليهما السّلام رُدّ إلى بدنه بكربلاء من الشام، وضُمّ إليه. وفي المقتل من كتاب العوالم للشيخ عبدالله الحراني ص 154، ورياض المصائب، وفي البحار للشيخ المجلسي ج 45: إنّه المشهور بين العلماء. وقال ابن شهرآشوب في مناقب آل أبي طالب 200:2: ذكر المرتضى في بعض رسائله أنّ رأس الحسين أُعيد إلى بدنه بكربلاء، وقال الطوسي: ومنه زيارة الأربعين، وفي البحار عن ( العُدَد القوية ) لأخ العلاّمة الحلّي، وفي ( عجائب المخلوقات ) للقزويني ص 67: في العشرين من صفر رُدّ رأس الحسين عليه السّلام إلى جثمانه. وقال الشبراوي في ( الإتحاف بحبّ الأشراف ص 12 ): قيل: أُعيد رأس الحسين بعد أربعين يوماً. وفي شرح همزية البوصيري لابن حجر: أُعيد رأس الحسين بعد أربعين يوماً من قتله، وقال سبط ابن الجوزي في ( تذكرة خواصّ الأمّة ص 150 ): انّه رُدّ إلى كربلاء فدُفن مع الجسد. والمناوي في ( الكواكب الدريّة 57:1 ) نقلَ اتّفاقَ الإمامية على أنّه أُعيد إلى كربلاء، وأنّ القرطبي رجّحه ولم يتعقّبه، بل نسب إلى بعض أهل الكشف والشهود أنّه حصل له اطّلاع على أنّه أُعيد إلى كربلاء. وقال أبو الريحان البيروني في ( الآثار الباقية 331:1 ): في العشرين من صفر رُدّ رأس الحسين إلى جثّته، حتّى دُفن مع جثّته.

مقاوم
01-02-2008, 05:56 PM
رأس الحسين (رضي الله عنه) مولد وصاحبه غايب
إعداد/ د. محمود المراكبي

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، وبعد: تمر الأيام، وتتابع الشهور، ويأتينا مولد الحسين رضي الله عنه، فيتوافد الآلآف لحضور الليلة الخاتمة، ويرتحل الأحباب والمريدون إلى أهم مولد في مصر، فتقام الحضرات، وتعقد الندوات، وتروج الأسواق، وتمتلئ صناديق النذور، وقد بدأ هذا التقليد في مصر حين زعم الفاطميون في منتصف القرن السادس الهجري وصول رأس الحسين إلى مصر، ومن المعروف أن الحسين رضي الله عنه قتل في كربلاء وقطع الفجرة رأسه الشريف، سنة 61 هجرية، فلابد أن وراء تأخر وصول الرأس خمس مائة عام، وارتحالها من كربلاء إلى القاهرة، مأساة إنسانية وقصصا وأساطير تلعب فيها الأهواء الدينية، والأغراض والمكاسب السياسية والمادية دورا بارزا، ويلزمنا أن نكشف الستار من خلال مجموعة مشاهد ولذلك سنرجع إلى الوراء:


المشهد الأول

الزمان: 10 محرم سنة 61 هجرية، المكان كربلاء، موضع يعرف بالطف تعس وشقي أحد هؤلاء: سنان بن أبي سنان أنس النخعي، أو شمر بن ذي الجوشن، أو رجل من مذجح، بقتل الحسين بن علي رضوان الله عليهما، وأحد سيدي شباب أهل الجنة، وأحد ريحانتي النبي صلى الله عليه وسلم، وقطع رأسه خولي بن يزيد الأصبحي من حمير ، وهم أفراد من جيش بعث به عبيد الله بن زياد وأمر عليه عمر بن سعد بن أبي وقاص. وبعثوا بالرأس إلى الشقي عبيد الله بن زياد في الكوفة.


المشهد الثاني: الرأس في الكوفة

وصل الرأس الشريف من كربلاء إلى الكوفة، وشاهد العيان هو الصحابي الجليل أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، الذي يقول: " أتَى عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ بِرَأْسِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلامُ ، فَجُعِلَ فِي طَسْتٍ ، فَجَعَلَ يَنْكُتُ عَلَيْهِ ، وَقَالَ فِي حُسْنِهِ شَيْئًا" - كأنه يقبح وجه الحسين. قَالَ أَنَسٌ : " كَانَ أَشْبَهَهُمْ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ مَخْضُوبًا بِالْوَسْمَةِ " هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. ثم أرسل عبيد الله بن زياد بالرأس ومن بقي من أهل بيت الحسين، ومنهم علي بن الحسين، وعمته زينب أخت الحسين رضوان الله عليهما إلى يزيد بن معاوية في دمشق. وهناك رأي يقول: إن عبيد الله بن زياد بعث بالرأس إلى المدينة مباشرة، والتاريخ والمنطق يرفضانه، فعبيد الله بن زياد ليس بصاحب قرار، إنما الأمر ليزيد بن معاوية في دمشق، ولو كان لعبيد الله أن يسير الرأس إلى المدينة لما بعث بمن بقي من آل الحسين إلى الشام، فلنستكمل مسيرتنا مع الرأس الشريف إلى دمشق.


المشهد الثالث: الرأس في دمشق

وهناك روايتان حول استقبال يزيد بن معاوية، لمن بقي من آل البيت، إحداهما تتناقلها الشيعة، وهي مليئة بالشماتة بقتل الحسين والكذب على يزيد، حتى إنهم نقلوا فعل عبيد الله بن زياد إلى يزيد، والرواية الثانية هي الثابتة عند أهل السنة، أنهم لما قدموا على يزيد أدخلهم على عياله، وأحسن استقبالهم، وظهر منه الندم على فعل عبيد الله وهذا يؤكده الطبري قائلا: "ولما حان وقت الرحيل إلى المدينة دعا يزيد بن معاوية علي بن الحسين، ثم قال له: لعن اللَّـه ابن مرجانة [عبيد اللَّـه بن زياد]، أما واللَّـه لو أني صاحبهما ما سألني (أي الحسين) خصلة أبدا إلا أعطيتها إياه، ولدفعت الحتف عنه بكل ما استطعت، ولو بهلاك بعض ولدي، ولكن اللَّـه قضى ما رأيت، كاتبني وأَنْهِ كل حاجة تكون لك، قال: وكساهم، وأرسل معهم رسولاً وأوصى بهم ذلك الرسول"(1).ويقول ابن الجوزي: إن يزيد بن معاوية قال لعلي بن الحسين: "إن أحببت وصلتك ورددتك إلى بلدك، قال: بل تردني إلى المدينة، فوصله ورده"(2)، ويستطرد قائلا: "ثم بعث يزيد بهم إلى المدينة، وبعث برأس الحسين إلى عمرو بن سعيد بن العاص، وهو عامله على المدينة، فكفنه ودفنه بالبقيع عند قبر أمه فاطمة، هكذا قال ابن سعد"(3).ويقول الذهبي في سير أعلام النبلاء: "يقول ابن سعد، عن الواقدي، والمدائني، عن رجالهما، أن محفز بن ثعلبة العائذي قدم برأس الحسين على يزيد، فقال: أتيتك يا أمير المؤمنين برأس أحمق الناس وألأمهم، فقال يزيد: ما ولدت أم محفز أحمق وألأم، لكن الرجل لم يتدبر كلام اللَّـه: http://www.altawhed.com/Images/BRAKET_R.GIFقُلِ اللَّـهُمَّ مَالِكَ الْـمُلْكِ تُؤْتِي الْـمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْـمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُhttp://www.altawhed.com/Images/BRAKET_L.GIF [آل
عمران-26]، ثم بعث يزيد برأس الحسين إلى متولي المدينة، فدفن بالبقيع عند أمه"(4).يقول ابن الأثير في الكامل: "ثم أرسل ابن زياد رأس الحسين، ورءوس أصحابه مع زحر بن قيس إلى الشام إلى يزيد بن معاوية، ومعه جماعة"،.. كما يؤكد حزن يزيد عند سماعه مقتل الحسين بقوله: "فدمعت عينا يزيد، وقال: كنت أرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين، لعن اللَّـه ابن سمية، أما واللَّـه، لو أني صاحبه لعفوت عنه، فرحم اللَّـه الحسين، ولم يصله بشيء" (أي لم يكافئ القاتل على فعلته)(5). ويقول ابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب [متوفى سنة 981 هـ] والصحيح أن الرأس المكرم دفن بالبقيع إلى جنب أمه فاطمة، وذلك أن يزيد بن معاوية بعث به إلى عامله بالمدينة عمرو بن سعيد الأشدق، فكفنه ودفنه.وتنقسم الآراء حول رأس الحسين، يقول الرأي الأول: إن الرأس دفن في دمشق، ومن القائلين بذلك ابن أبي الدنيا حيث يقول: "إن الرأس لم يزل في خزانة يزيد بن معاوية حتى توفي، فأخذ من خزانته، فكفن ودفن داخل باب الفراديس من مدينة دمشق"(6). ويؤيده ابن كثير: "ويُعرف مكانه بمسجد الرأس اليوم داخل باب الفراديس الثاني"(7).

والرأي الثاني يقول: إن السيدة زينب رضي الله عنها، لا يمكن أن تترك رأس أخيها عند يزيد، وترضى أن تسافر إلى المدينة بدونه، خاصة وقد تلقت زينب بنت الزهراء وعلي بن أبي طالب، رضوان الله عليم أجمعين ومن معها من آل البيت وعدا من يزيد بن معاوية بإجابة كل ما يطلبونه، ألا يطلب علي زين العابدين رأس أبيه، ألا تطلب الرباب بنت امرئ القيس رأس زوجها؟ أليس المطلب لجميع آل البيت أن يحملوا معهم رأس الحسين إلى المدينة ليدفنوه إلى جوار أمه أينسى آل البيت رأس عميد المنزل النبوي هكذا ويسافرون إلى المدينة؟! إن الفطرة السليمة تقتضي ألا ترتحل قافلة آل البيت إلى المدينة إلا والرأس معهم، إن أحدا لم يلتفت إلى هذه النقطة رغم أنها دليل وحدها، وحجة بذاتها، ويعضدها أن من عادات العرب أن تبعث برأس القتيل إلى قومه، كما أن هناك مصلحة ليزيد نفسه في رد الرأس إلى المدينة، ففي ذلك رسالة لكل من تسول له نفسه بالخروج عليه، وأيضا رسالة لعبد اللَّـه بن الزبير الذي يسير في نفس الخط الذي سار فيه الحسين، كل هذه القرائن والشواهد تؤكد مع الأخبار الصحيحة المنقولة عن انتقال الرأس إلى المدينة ودفنه بالبقيع إلى جوار أمه سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء رضوان اللَّـه عليها.


المشهد الرابع: الرأس في المدينة

يصف الحافظ أبو العلاء الهمداني مشهد وصول الرأس إلى المدينة بقوله: إن يزيد حين قدم عليه رأس الحسين بعث به إلى المدينة، فأقدم إليه عدة من موالي بني هاشم، وضم إليهم عدة من موالي أبي سفيان، ثم بعث بثَقَل(8) الحسين ومن بقي من أهله معهم، وجهزهم بكل شيء، ولم يدع لهم حاجة بالمدينة إلا أمر بها، وبعث برأس الحسين ( إلى عمرو بن سعيد بن العاص، وهو إذ ذاك عامله على المدينة، فقال عمرو: وددت أنه لم يبعث به إليّ، ثم أمر عمرو بن سعيد بالرأس فكفن، ودفن بالبقيع عند قبر أمه فاطمة عليها السلام، وهذا أصح ما قيل في ذلك، وروى محمد بن سعد، أن يزيد بعث برأس الحسين إلى عمرو بن سعيد نائب المدينة، فدفنه عند أمه بالبقيع"(9). وينقل الزبير بن بكار وهو الحافظ النسابة(10) عن محمد بن حسن المخزومي النسابة مع علمه أنه شديد الضعف في الحديث، إلا أنه نقل عنه خبر حمل الرأس إلى المدينة، والزبير أعلم أهل النسب وأفضل العلماء لهذا السبب.
--------------------------------
(1) تاريخ الأمم والملوك، لابن جرير الطبري: 232، 23 .
(2) المنتظم في تاريخ الأمم، لابن الجوزي 345:5 .
(3) طبقات ابن سعد، والمنتظم في تاريخ الأمم، لابن الجوزي 344:5 .
(4) سير أعلام النبلاء، للذهبي 3: 317 .
(5) الكامل في التاريخ، لابن الأثير 3: 298 .
(6) ابن أبي الدنيا من طريق عثمان بن عبد الرحمن عن محمد بن عمر بن صالح، وهما ضعيفان.
(7) البداية والنهاية، لابن كثير 713:5 . (8) الثَّقَل: متاع المسافر وحشمه.
(9) البداية والنهاية، لابن كثير 712:5 .
(10) الزبير بن بكار ولد سنة 172 هجرية، وتوفي سنة 256 هـ، ويترجم له الذهبي في
سير أعلام النبلاء 12: 313 بقوله: العلامة الحافظ النسابة قاضي مكة وعالمها،
وهو مصنف كتاب نسب قريش وهو كتاب كبير نفيس، وفي تهذيب التهذيب: قال الخطيب:
كان ثقة ثبتا عالما بالنسب عارفا بأخبار المتقدمين، ومآثر الماضين، ووثقه
الدارقطني".

سلطان المصري
01-08-2008, 09:05 AM
زميلنا الرايه الخضراء -- لعلها اصبحت رايه بيضاء

عبد الله بوراي
05-16-2008, 03:59 PM
بل لا راية تُرى
والحمد لله أهل الحمد ومولاه ومنتهى الحمد ومبتداه

عبد الله