الاستخبارات السعودية.. مرحلة جديدة ومواكبة عصرية
د. عبدالإله ساعاتي
http://www.saowt.com/images/fontSm_r_g.gif
http://www.saowt.com/images/fontbig_r_g.gif
يعود بنا استقراء تاريخ الاستخبارا ت السعودية إلى نحو نصف قرن ونيف من عمر الزمن. حيث البدايات الأولى للبناء على يد اللواء سعيد كردي 1377هـ - 1384 ثم انطلاقة العمل المنظم على يد الأستاذ عمر شمس - يرحمه الله - 1384 - 1397هـ أعقبه حقبة العمل المؤسسي بفكر عالمي في عهد سمو الأمير تركي الفيصل بما له من فكر ثاقب.. وتواصلت المسيرة في عهد سمو الأمير نواف بن عبدالعزيز 1422 - 1425هـ حتى تولى سمو الأمير مقرن بن عبدالعزيز 1426هـ مقاليد إدارة الرئاسة العامة للاستخبارات السعودية.. وكان لا بد من إنجازات ملفتة.. عطفاً على ما يتمتع به سموه من فكر نير عرف به.. وإنجازات خلاقة مشهودة في منطقة المدينة المنورة إبان توليه إمارتها.. ولعل من أبرزها سبق تطبيقات الإدارة الإلكترونية.
وقبل أيام قدمت الرئاسة العامة للاستخبارات حدثاً غير عادي تمثل في تنظيم مؤتمر تقنية المعلومات والأمن الوطني.. الذي شارك في فعالياته نخبة من العلماء والباحثين من داخل المملكة وخارجها.. في نموذج يمزج بين البعد العالمي والمنطلق المحلي في تناول لدور تقنية المعلومات في الأمن الوطني بمفهومه الشمولي للأبعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
هو حدث تاريخي - لا ريب - يتزامن مع مناسبة مرور نصف قرن على إنشاء هذا الجهاز الذي ساهم على امتداد تاريخه في إرساء قواعد الأمن والاستقرار في البلاد.
هو حدث تاريخي لأنه كسر الحاجز النفسي بين الجهاز وعموم المواطنين..
وهو (برهنة عملية) تبلور وظيفة الاستخبارات كجهاز أمني هدفه الحفاظ على أمن الوطن والمواطن وحماية مقدراته.. وليس كياناً سرياً يرعب المواطن..
وهذا ما أكده صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز في افتتاحه لفعاليات المؤتمر حين قال: (الاستخبارات عكس ما يظنه الناس أنها مخابرات عليهم.. فهي خدمة لهم تدفع الظلم عنهم وتقضي على كل مفسد وتخدم المواطن في ماله وحلاله).
وفي كلمة سمو الأمير مقرن بن عبدالعزيز في المؤتمر أكد الالتزام بعدم الإضرار بمصالح الوطن والمواطن. والأكثر من هذا أعلن تدشين الموقع الإلكتروني ليكون لبنة من لبنات تواصل الرئاسة مع المجتمع.. والمؤتمر طرح جديد لمفهوم علمي تقني حديث للاستخبارات السعودية.. يجسد حرصاً على استخدام لغة العصر (تقنية المعلومات) وتطبيقاتها في إدارة أعمال جهاز الاستخبارات وتحقيق أهدافه.. وهو مواكبة واعية لمتطلبات العصر.. وانفتاح مدروس على معطيات المجتمع الذي يخدم أمنه في تفاعل واعٍ مع مقتضيات العولمة (Gloaltzatson) والقرية الكونية (Global Village).
يقول سمو الأمير مقرن بن عبدالعزيز: إن الجهاز تبنى استراتيجية طموحة قائمة على أسس علمية حديثة من خلال تبني رؤية ومفاهيم جديدة تهدف لأن تكون الاستخبارات على قدر عال من الكفاءة والفعالية والاحترافية).
وأضاف: (أن رئاسة الاستخبارات تنفذ برامج طموحة لتطوير بيئة العمل باستخدام حلول إلكترونية متقدمة).
وأستقطب المؤتمر أهمية خاصة في ظل ظواهر استجدت وتحديات تجلت لعل منها ظاهرة (الإرهاب الفكري). الذي يوظف أدوات التكنولوجيا الحديثة في التأثير على عقول وأفكار وتوجهات الشباب اليافع.
إضافة إلى ظواهر جديدة تتعلق بالبعد الإجرامي لتقنية المعلومات.
ويزداد المؤتمر أهمية في ظل انتشار المواقع المشبوهة على الإنترنت.. هذه التقنية التي باتت مرتعاً خصباً للانفلات الأمني الفكري بكل تداعياته وخطورته على أمن المجتمع.
ومن هذا المنطلق يمكنني القول أن هذا المؤتمر (الحدث) يعد إعلاناً تاريخياً جديداً لجهاز أمني مواكب لظروف المرحلة.. ومتفاعل مع متطلبات العصر وآلياته وتقنياته.. في تعريف جديد لدور حيوي يسهم في أمن الوطن والمواطن..
وتبعاً فإنه عمل خلاق توج ببادرة رائعة تمثلت في تكريم رؤساء الاستخبارات السابقين منذ تأسيسها.. ولأول مرة بما في ذلك من معان سامية.. وحوافز دافعة لمزيد من البذل والعطاء للعاملين في هذا الجهاز العصري. وبهذا فإن القائمين على هذا العمل التاريخي الاستثنائي فكراً وتنفيذاً.. وفي مقدمتهم سمو الأمير مقرن بن عبدالعزيز ومساعديه يستحقون عليه كل التقدير والاعتزاز.
جامعة الملك عبد العزيز بجدة
http://www.al-jazirah.com/312664/ar2d.htm (http://www.al-jazirah.com/312664/ar2d.htm)
_________________
رابط مهم ايضا للخبر والمحتوى من قدس برس :
http://www.qudspress.com/look/sarticle.tpl?IdLanguage=17&IdPublic ation=1&NrArticle=29125&NrIssue=1&N rSection=1 (http://www.qudspress.com/look/sarticle.tpl?IdLanguage=17&IdPublication=1&NrArticle=29125&NrIssue=1&NrSection=1)
__________________
الوجه الجديد للاستخبارات السعودية
د. علي بن شويل القرني
http://www.saowt.com/images/fontSm_r_g.gif
http://www.saowt.com/images/fontbig_r_g.gif
http://www.al-jazirah.com.sa/writers/photos/30.jpgهل نحن أمام وجه جديد للاستخبارات السعودية، أم أن الإعلام أتاح فرصة إبراز هذا الوجه الجديد أمام الجمهور العام؟ هذا هو السؤال المحوري الذي يطل علينا بعد انتهاء مؤتمر تقنية المعلومات والأمن...
... الوطني الذي كان تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وبحضور صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز.
وباعتبار أن هذا المؤتمر قد كشف عن وجه جديد للاستخبارات السعودية لم يكن معروفاً للمواطن والمقيم وللجمهور العام في الوطن العربي، فقد يتساءل باحث أو مراقب: هل هذا هو وجه جديد يحاول أن يصنعه هذا الجهاز؟ أم أن القيادة الاستخباراتية وضعت استراتيجية جديدة لها في أن تكشف عن واقعه المعاش الذي يمثل صورة حقيقة ودائمة لهذا الجهاز؟.. وفي رأينا كما أوضح ذلك صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز رئيس هذا الجهاز، وكما أوضحته شخصيات قيادية في هذه المؤسسة مثل الأمير عبدالعزيز بن بندر بن عبدالعزيز في لقائه المفتوح مع المثقفين والإعلاميين في شعبان الماضي، فإن هذا الوجه هو الوجه الذي اعتادت عليه هذه المؤسسة كسياسة لها منذ تأسيسها، ولكن الجديد هو أن القيادة الجديدة في هذا الجهاز قد رأت أن من المناسب في ظل ظروف الانفتاح العام في المملكة وإيماناً بمبدأ الشفافية إبراز هذا الوجه الجديد للجمهور من المواطنين وغيرهم.. وهذا ما حدث في الأشهر الماضية، وتم تتويجه بانعقاد هذا المؤتمر العلمي العالمي..
لقد اعتاد المواطن في كثير من دول العالم النامي، وبعض الدول الشمولية، على أن تكون أجهزة الاستخبارات فيها مقابر وأسوار عالية يقذف فيه كل من يخالف أو يرفع صوته على الحزب الحاكم أو حكومة السلطة المركزية.. ولهذا فإن هذا الجهاز الوطني في بلادنا قد شابته شوائب من هذا المفهوم، لسبب رئيسي يكمن في أن المعلومة غائبة عن هذا الجهاز، وعن دوره الوطني في بناء الأمن والاستقرار لهذه البلاد.. ولهذا فإن اسم الاستخبارات كان اسما غير مألوف في المجالس المفتوحة، وبطبيعة الحال في وسائل الإعلام.. وحتى في فترة ماضية كانت نشرات الأخبار لا تشير إلى منصب رئيس الاستخبارات العامة، وقد تذكره بالاسم، ولكن بدون المنصب الرسمي.. وهذا هو الذي انعكس على صورة هذا الجهاز لدى الرأي العام السعودي..
إن عام 1428هـ الموافق 2007م هو عام تاريخي في تطور الرئاسة العامة للاستخبارات؛ فقد أصبحت جهازاً من الأجهزة المفتوحة للمواطن، وأصبحت من الأجهزة التي تنال ثقة المواطن لمعرفته بالدور المحوري الذي تقوم به في خدمة هذا المجتمع.. ولهذا فنحن المواطنين في المملكة نوجِّه التحية لصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة على هذا التوجه الجديد الذي كرسه في هذا الجهاز، ولهذا الانفتاح الإعلامي الذي أبرزه وأتاحه لوسائل الإعلام السعودية والعربية والدولية لتغطية مؤتمر التقنية، ولدور الرئاسة في المجتمع.. هذه نقلة نوعية في تاريخ هذا الجهاز، لم تكن لتحدث لولا وجود عقليات مستنيرة واعية تقود وتدير هذا الجهاز الأمني.. وتحية للعقول التي شاركت في تنظيم وإدارة هذا المؤتمر العالمي، الذي لا أظن أن جهاز استخبارات في العالم قد قام به في (وضح الإعلام)، وطلب وشجع وسائل الإعلام أن تكون متواجدة في مثل هذا الحدث الكبير.. بل إننا شاهدنا قنوات عالمية، ووكالات أنباء دولية حاضرة في تغطية هذه المناسبة.. وهذا دليل واضح على نهج جديد في سياسة الانفتاح لهذا الجهاز..
وكما هو واضح فإن الرئاسة العامة للاستخبارات ستعمل على أن تكون أبوابها مفتوحة للمواطن، ومواقعها الإلكترونية مرحبة بكل من يتفاعل معها، ولوحات الطرق في شوارع المدن تشير إلى مواقع وأماكن مقرات هذه الأجهزة.. وأبواب الرئاسة ستكون مشرعة لوفود إعلامية أو طلابية أو مواطنية تود أن تطلع أو تزور هذه الأماكن.. نعم نحن في منعطف مهم وحيوي في العقلية الجديدة التي تدير هذا الجهاز في بلادنا..
كما أن التفاعل بين قيادات الاستخبارات وباقي مؤسسات المجتمع هو في تنامٍ مستمر؛ فقد قرأنا في أكثر من خبر في وسائل إعلامنا عن زيارات لبعض شخصيات الاستخبارات العامة للجامعات ومؤسسات تعليمية، ومشاركات في أنشطة وبرامج ثقافية في مختلف مناطق المملكة، فالرئاسة العامة للاستخبارات لا يتوقف دورها الجديد على أن تنفتح لمن يرغب أن يأتي إليها، ولكن تبدأ هي بالتحرك إلى الخارج، وفتح علاقات وتعاون مع باقي المؤسسات في المجتمع..
والإعلام هو أداة يمكن أن تكرس مفاهيم خاطئة، ويمكن في المقابل أن تصحح صورا مشوشة عن أي إدارة أو مؤسسة أو موضوع من الموضوعات العامة.. ولكن في الوقت نفسه وسائل الإعلام لن تستطيع أن تقوم بدور كهذا دون أن يتحرك الطرف المعني، أو المؤسسة ذات العلاقة.. وقد اقتحمت الرئاسة العامة للاستخبارات ميدان الإعلام من خلال الإعلان المفتوح عن الدور الوطني لها، ومن خلال تنظيم مؤتمر عالمي مثل مؤتمر تقنيات المعلومات والأمن الوطني.. ولهذا فإن صداقة الإعلام مع الرئاسة ستنعكس إيجابياً على صورة جديدة ونمط مختلف وعلاقات مستنيرة في المرحلة الحالية وفي المستقبل.
رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للإعلام والاتصال أستاذ الإعلام المشارك بجامعة الملك سعود
[email protected] (
[email protected])
http://www.al-jazirah.com.sa/2007jaz/dec/8/ar7.htm (http://www.al-jazirah.com.sa/2007jaz/dec/8/ar7.htm)