سهران
12-12-2007, 04:54 PM
http://www.rosaonline.net/alphadb/Images/link.gif (http://www.rosaonline.net/alphadb/index.asp)
أربعة حوارات مع أقباط فى أحـزاب إسـلاميـة
د. فاطمة سيد احمد
تعتقد الأحزاب الدينية ذات المرجعية الإسلامية أن جواز المرور للمجتمع يجب أن يكتمل بورقة نصاب الأقباط بكل ما يحمله هذا المعنى من دلالات ومعان فى الساحة السياسية، ومن هنا فإن انضمام (أقباط) لأحزاب إسلامية يستحق الرصد والتحليل، خاصة وأن المسلمين أنفسهم يرون أن فى برامج هذه الأحزاب حقوقا منقوصة لهم، فما هى الحال بالنسبة للأقباط الذين ترى هذه الأحزاب أنهم مواطنون أقل درجة فى ظل الدولة الدينية التى يريدون إنشاءها. وفى حين يجمع مسيحيو الأحزاب الإسلامية على أن انضمامهــم يرجــع لاشـتراكهــم فيمــا يســمى بـ (المشروع الحضارى) الذى تنادى به هذه الأحزاب، وأنهم يريدون أن يعرِّفوا هذه الأحزاب إذا أرادوا أن يقيموا دولتهم الدينية المزمعة فعليهم أن يعلموا من هم مسيحيو مصر ؟؟ فإننا فى المقابل نجد بعضهم مثل (جمال أسعد)، يرى أنه لا وجود لـ(مسيحى) تحت قبة البرلمان إلا بأصوات الأغلبية المسلمة.
فى المقابل ترى الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية المسيحيين المنتمين إليها بشكل مختلف، فهم بالنسبة لها «مشروع تكتيكى» للمواجهة، ونجد ذلك فى قول «مأمون الهضيبى» أن إبراهيم شكرى ارتكب خطأ تكتيكيا باستبعاد جمال أسعد من اللجنة المركزية لحزب العمل، وفى حالة أخرى يستخدم «القبطى» من قبل هذه الأحزاب للتحايل على القانون، كما فعل «أبو العلا ماضى» حين طلب من «جورج إسحاق» أن يقول أنه منضم للحزب أمام لجنة الأحزاب للمناورة بأن حزب الوسط ليس حزبا دينيا بالرغم مما يحمله برنامج الحزب من معانى الدولة الدينية بشكل واضح، وكما فعلت «الجماعة المحظورة» عندما استقطبت المسيحى «رفيق حبيب» ليدافع عن برنامجهم لإقامة دولة دينية، حتى وصل به الأمر أن يقول لى: «إذا كان لا أحد يفهم الصياغة التى كتب بها برنامج الإخوان فعليه أن يحمل معه قاموسا لغويا ليعرف المعنى»، وفى موضع آخر نجد عادل حسين يقول لـ «منير نبيل» فى حوار مواجهة بينهما فى حزب «العمل» : «ليس لك حق المناقشة لأنك «بروش» على صدر الحزب فقط» ؟!!
وفى الحوار الشهير لنائب مرشد الجماعة المحظورة العام الماضى معى، قال د. حبيب: «الإسلام شمولى وإخواننا المسيحيون ليس عندهم هذه الشمولية، عندهم جوانب أخلاقية، ولكن الجانب التشريعى ده خاص بينا إحنا، وبدلا من محاولة استعانتهم بالدول الغربية الأليق لهم أن ينفذوا تشريعات الإسلام لأنه ليس لديهم تشريع اقتصادى وسياسى واجتماعى، أليس من الأفضل تطبيق الشريعة الإسلامية؟
وقتها قلت له : لكنهم سوف يقولون أنهم غير مسلمين ؟ قال حبيب : يقولون ما يريدون، عندك مائة سنتيمتر، لهم عشرة سنتيمترات وعندنا التسعون الباقية، أنا أولى بهم بدلا من الغرب»!!
هذا المعنى وجدته أيضا عند المسيحيين المنضمين للأحزاب الإسلامية، حيث قول بعضهم إن الائتلاف القبطى الأرثوذكس مع الإسلام أقرب إليهم من التقارب مع الطوائف الأخرى التى تتبع الكنيسة الغربية مثل الإنجيلية، ومع هذا فإن «الإخوان» لم يختاروا هذا التقارب الأرثوذكسى، ولكنهم اختاروا الإنجيلى «رفيق حبيب» ويمكننا أن نرصد ظاهرة انضمام المسيحيين إلى أحزاب بمرجعية دينية فى ظل تنامى هذه الأحزاب التى لم ير أحدها طريقهم للساحة السياسية حتى الآن، ولا يمكن لها أن تُرى لأن قانون الأحزاب يحظر «إنشاء أحزاب على أساس دينى»، ورغم ذلك فإن لدينا حزبا مجمدا «العمل»، وآخر تحت التأسيس «الوسط الجديد والاتحاد من أجل الحرية»، وبرنامج بلا حزب «برنامج المحظورة»، وآخرين تم رفضهم مثل «الإصلاح والشريعة».. ويبقى لدينا التساؤل الأكثر إلحاحا: ماذا يريد الأقباط المنضمون إلى الأحزاب الإسلامية ؟ ومع ذلك لا يمكننا أن نجعل «أقباط» الأحزاب الإسلامية جميعهم فى سلة واحدة، حيث يمثل كل منهم حالة متفردة المغزى من حيث الهدف الحقيقى وراء الانضمام كما ظهر واضحا خلال الحوارات التى أجريتها مع بعضهم.
ونبدأ بـ «رفيق حبيب» المروج لحزب «الجماعة المحظورة»، والذى لم ينكر أنه شارك فى صياغة برنامج الحزب مع الإخوان، وأنه صديق حميم للمرشد «مهدى عاكف» يذهب معه إلى الأفراح والمآتم الخاصة بأعضاء الجماعة، وهنا يمكننا القول بأن «عاكف» يرى «رفيق» «بروش» على صدره للمرور به خلال المسيحيين المصريين الذين يرفضون فى الأصل أفكار «رفيق» حتى من قبل الانضمام للإخوان.
رفيق من مواليد عام 1959 حاصل على ليسانس آداب «علم نفس» من جامعة القاهرة، وماجستير ودكتوراه فى الفلسفة من جامعة عين شمس، ويذكر أنه قام بكتابة 19 كتابا عن الحركات المسيحية الإسلامية فى مصر، والاحتجاج الدينى فى المسيحية السياسية.
اشترك «رفيق» فى التأسيس الأول والثانى لحزب الوسط عامى 96و,1998 ولم يشترك فى التأسيس الثالث، لأنه حسب قول «أبو العلا ماضى» كان يعتقد أن «الوسط» فرع لإخوان، وليس منشقا عنه، ويذكر رفيق أنه كانت لديه نشاطات مع حزب «العمل» المجمد، ولكن لم يكن عضوا فيه، ويشغل رفيق منصب رئيس قسم المعلومات فى الهيئة الإنجيلية، ومن المفارقات فى حياة «رفيق» أن والده هو القس «صموئيل حبيب» مؤسس الهيئة الإنجيلية عام1964 عندما أنشئ أول قانون لمؤسسات المجتمع المدنى فى مصر، وكان «صموئيل» قبل ذلك وتحديدا من عام 1950 يعمل بشكل غير رسمى للهيئة فى المنيا، ثم فى السبعينيات أنشئ مبنى الهيئة فى القاهرة بمنطقة النزهة الجديدة وشكل للهيئة مجلس إدارة وأصبح مديرا عاما للهيئة حتى توفى عام ,1997 وهو متبرئ من ابنه وأفعاله، حيث كان يذكر أنه حزين على أن يكون حصاد عمره هو هذا «الابن» الذى لم يرث شيئا عنه، حتى أن «رفيق» قام بنقد والده فى كتاب له..
فى الحوار الذى أجريته مع «رفيق» بمكتبه فى الهيئة الإنجيلية، وبسؤاله عن التقارب بينه وبين الإخوان، قال : الأساس هو الاختيار السياسى وأنا منذ فترة طويلة كان لى خيار يسمى بالمشروع الحضارى كأحد البدائل السياسية، ورؤيتى كانت التغيير من خلال الانتماء الحضارى والخصوصية الحضارية هى الوسيلة الوحيدة لإحداث تغيير حقيقى للتقدم والنهضة وأرى أن استيراد نموذج غير متكامل من أى دولة لا يصلح لإعادة زراعته عندنا، ولكن من الممكن طبعا الاستفادة منهم والاقتباس من أدواتهم إذا لم نستطع أن نؤسس لمشروع سياسى قائم على رؤيتنا وهويتنا الحضارية فلن نتقدم، وهذا الخيار منذ فترة طويلة لدى، وهو ما نتج عنه حوار أو علاقة مع الإسلاميين بشكل عام، حزب «العمل» كانت لدى علاقة قوية جدا به خاصة عادل حسين ومجدى حسين، وأيضا اشتركت فى حوارات مع الإسلاميين من مختلف الفصائل منذ بداية التسعينيات بمن فيهم الإخوان المسلمون، وكانت «الجماعة الإسلامية» موجودة آنذاك، وكانت تشترك أحيانا ببعض رموزها فى بعض الندوات قبل دخولها فى حالة «التنظيم السرى» الكامل وانفجار العنف، وبعد أن حدث ما حدث للجماعة الإسلامية، وبالتالى جاءت معرفتى بالإخوان فى هذه الفترة «التسعينيات»، وكان ذلك من منطلق أننى كنت أرى القضية المركزية فى مصر تتعلق بعلاقة الدين بالمجتمع والسياسة، وأنا مهتم بطبيعة وتركيبة الحياة الدينية فى مصر، وأجد أن الدين يلعب دورا مهما جدا فى المجتمع ثم السياسة، ولذا استمرت علاقتى مع الأحزاب الدينية، واشتركت فى حزب الوسط أثناء تأسيسيه الأول والثانى، ولكنى لم أستمر..
وسألته : ما هو السبب ؟ قال : ممكن نقول أن حوار جماعة الإخوان المسلمين فى السنوات الأخيرة أصبح أكثر عمقا، وأصبحت معجبا به، وقد كانت علاقتى بالإخوان متفاوتة منذ فترة التسعينيات. وعن ذهابه إلى مركز دراسات الأهرام للترويج لـ «برنامج الإخوان» وزيارة كل من «سيد ياسين، عمر الشوبكى، ضياء رشوان» ليطلب منهم عدم انتقاد «حزب الإخوان»، قال : أنا مقتنع بما كتبه الإخوان فى برنامجهم وبما أننى أنتمى لهم، فقد ذهبت إلى بعض الأصدقاء لأوضح لهم ما لديهم من لبس..
وعندما ذكرت له كيف يرى الشكل الذى تناول به البرنامج الأقباط، والإجحاف فى حقوقهم وتأصيل الطائفية والقضاء على شكل المواطنة، قال : أنتم لا تفهمون صياغة البرنامج، ولا أريد الحديث أكثر من ذلك.. من هذا المنطلق كان هناك سؤال : «كيف كنت تحاور الجماعة الإسلامية التى كانت تستبيح العنف مع المسيحيين والاستيلاء على أموالهم ؟ قال : كنت أعمل ولا أحاور من خلال حزب «العمل» فى الندوات التى كان يعقدها ويشترك فيها كل الفصائل الإسلامية..
أربعة حوارات مع أقباط فى أحـزاب إسـلاميـة
د. فاطمة سيد احمد
تعتقد الأحزاب الدينية ذات المرجعية الإسلامية أن جواز المرور للمجتمع يجب أن يكتمل بورقة نصاب الأقباط بكل ما يحمله هذا المعنى من دلالات ومعان فى الساحة السياسية، ومن هنا فإن انضمام (أقباط) لأحزاب إسلامية يستحق الرصد والتحليل، خاصة وأن المسلمين أنفسهم يرون أن فى برامج هذه الأحزاب حقوقا منقوصة لهم، فما هى الحال بالنسبة للأقباط الذين ترى هذه الأحزاب أنهم مواطنون أقل درجة فى ظل الدولة الدينية التى يريدون إنشاءها. وفى حين يجمع مسيحيو الأحزاب الإسلامية على أن انضمامهــم يرجــع لاشـتراكهــم فيمــا يســمى بـ (المشروع الحضارى) الذى تنادى به هذه الأحزاب، وأنهم يريدون أن يعرِّفوا هذه الأحزاب إذا أرادوا أن يقيموا دولتهم الدينية المزمعة فعليهم أن يعلموا من هم مسيحيو مصر ؟؟ فإننا فى المقابل نجد بعضهم مثل (جمال أسعد)، يرى أنه لا وجود لـ(مسيحى) تحت قبة البرلمان إلا بأصوات الأغلبية المسلمة.
فى المقابل ترى الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية المسيحيين المنتمين إليها بشكل مختلف، فهم بالنسبة لها «مشروع تكتيكى» للمواجهة، ونجد ذلك فى قول «مأمون الهضيبى» أن إبراهيم شكرى ارتكب خطأ تكتيكيا باستبعاد جمال أسعد من اللجنة المركزية لحزب العمل، وفى حالة أخرى يستخدم «القبطى» من قبل هذه الأحزاب للتحايل على القانون، كما فعل «أبو العلا ماضى» حين طلب من «جورج إسحاق» أن يقول أنه منضم للحزب أمام لجنة الأحزاب للمناورة بأن حزب الوسط ليس حزبا دينيا بالرغم مما يحمله برنامج الحزب من معانى الدولة الدينية بشكل واضح، وكما فعلت «الجماعة المحظورة» عندما استقطبت المسيحى «رفيق حبيب» ليدافع عن برنامجهم لإقامة دولة دينية، حتى وصل به الأمر أن يقول لى: «إذا كان لا أحد يفهم الصياغة التى كتب بها برنامج الإخوان فعليه أن يحمل معه قاموسا لغويا ليعرف المعنى»، وفى موضع آخر نجد عادل حسين يقول لـ «منير نبيل» فى حوار مواجهة بينهما فى حزب «العمل» : «ليس لك حق المناقشة لأنك «بروش» على صدر الحزب فقط» ؟!!
وفى الحوار الشهير لنائب مرشد الجماعة المحظورة العام الماضى معى، قال د. حبيب: «الإسلام شمولى وإخواننا المسيحيون ليس عندهم هذه الشمولية، عندهم جوانب أخلاقية، ولكن الجانب التشريعى ده خاص بينا إحنا، وبدلا من محاولة استعانتهم بالدول الغربية الأليق لهم أن ينفذوا تشريعات الإسلام لأنه ليس لديهم تشريع اقتصادى وسياسى واجتماعى، أليس من الأفضل تطبيق الشريعة الإسلامية؟
وقتها قلت له : لكنهم سوف يقولون أنهم غير مسلمين ؟ قال حبيب : يقولون ما يريدون، عندك مائة سنتيمتر، لهم عشرة سنتيمترات وعندنا التسعون الباقية، أنا أولى بهم بدلا من الغرب»!!
هذا المعنى وجدته أيضا عند المسيحيين المنضمين للأحزاب الإسلامية، حيث قول بعضهم إن الائتلاف القبطى الأرثوذكس مع الإسلام أقرب إليهم من التقارب مع الطوائف الأخرى التى تتبع الكنيسة الغربية مثل الإنجيلية، ومع هذا فإن «الإخوان» لم يختاروا هذا التقارب الأرثوذكسى، ولكنهم اختاروا الإنجيلى «رفيق حبيب» ويمكننا أن نرصد ظاهرة انضمام المسيحيين إلى أحزاب بمرجعية دينية فى ظل تنامى هذه الأحزاب التى لم ير أحدها طريقهم للساحة السياسية حتى الآن، ولا يمكن لها أن تُرى لأن قانون الأحزاب يحظر «إنشاء أحزاب على أساس دينى»، ورغم ذلك فإن لدينا حزبا مجمدا «العمل»، وآخر تحت التأسيس «الوسط الجديد والاتحاد من أجل الحرية»، وبرنامج بلا حزب «برنامج المحظورة»، وآخرين تم رفضهم مثل «الإصلاح والشريعة».. ويبقى لدينا التساؤل الأكثر إلحاحا: ماذا يريد الأقباط المنضمون إلى الأحزاب الإسلامية ؟ ومع ذلك لا يمكننا أن نجعل «أقباط» الأحزاب الإسلامية جميعهم فى سلة واحدة، حيث يمثل كل منهم حالة متفردة المغزى من حيث الهدف الحقيقى وراء الانضمام كما ظهر واضحا خلال الحوارات التى أجريتها مع بعضهم.
ونبدأ بـ «رفيق حبيب» المروج لحزب «الجماعة المحظورة»، والذى لم ينكر أنه شارك فى صياغة برنامج الحزب مع الإخوان، وأنه صديق حميم للمرشد «مهدى عاكف» يذهب معه إلى الأفراح والمآتم الخاصة بأعضاء الجماعة، وهنا يمكننا القول بأن «عاكف» يرى «رفيق» «بروش» على صدره للمرور به خلال المسيحيين المصريين الذين يرفضون فى الأصل أفكار «رفيق» حتى من قبل الانضمام للإخوان.
رفيق من مواليد عام 1959 حاصل على ليسانس آداب «علم نفس» من جامعة القاهرة، وماجستير ودكتوراه فى الفلسفة من جامعة عين شمس، ويذكر أنه قام بكتابة 19 كتابا عن الحركات المسيحية الإسلامية فى مصر، والاحتجاج الدينى فى المسيحية السياسية.
اشترك «رفيق» فى التأسيس الأول والثانى لحزب الوسط عامى 96و,1998 ولم يشترك فى التأسيس الثالث، لأنه حسب قول «أبو العلا ماضى» كان يعتقد أن «الوسط» فرع لإخوان، وليس منشقا عنه، ويذكر رفيق أنه كانت لديه نشاطات مع حزب «العمل» المجمد، ولكن لم يكن عضوا فيه، ويشغل رفيق منصب رئيس قسم المعلومات فى الهيئة الإنجيلية، ومن المفارقات فى حياة «رفيق» أن والده هو القس «صموئيل حبيب» مؤسس الهيئة الإنجيلية عام1964 عندما أنشئ أول قانون لمؤسسات المجتمع المدنى فى مصر، وكان «صموئيل» قبل ذلك وتحديدا من عام 1950 يعمل بشكل غير رسمى للهيئة فى المنيا، ثم فى السبعينيات أنشئ مبنى الهيئة فى القاهرة بمنطقة النزهة الجديدة وشكل للهيئة مجلس إدارة وأصبح مديرا عاما للهيئة حتى توفى عام ,1997 وهو متبرئ من ابنه وأفعاله، حيث كان يذكر أنه حزين على أن يكون حصاد عمره هو هذا «الابن» الذى لم يرث شيئا عنه، حتى أن «رفيق» قام بنقد والده فى كتاب له..
فى الحوار الذى أجريته مع «رفيق» بمكتبه فى الهيئة الإنجيلية، وبسؤاله عن التقارب بينه وبين الإخوان، قال : الأساس هو الاختيار السياسى وأنا منذ فترة طويلة كان لى خيار يسمى بالمشروع الحضارى كأحد البدائل السياسية، ورؤيتى كانت التغيير من خلال الانتماء الحضارى والخصوصية الحضارية هى الوسيلة الوحيدة لإحداث تغيير حقيقى للتقدم والنهضة وأرى أن استيراد نموذج غير متكامل من أى دولة لا يصلح لإعادة زراعته عندنا، ولكن من الممكن طبعا الاستفادة منهم والاقتباس من أدواتهم إذا لم نستطع أن نؤسس لمشروع سياسى قائم على رؤيتنا وهويتنا الحضارية فلن نتقدم، وهذا الخيار منذ فترة طويلة لدى، وهو ما نتج عنه حوار أو علاقة مع الإسلاميين بشكل عام، حزب «العمل» كانت لدى علاقة قوية جدا به خاصة عادل حسين ومجدى حسين، وأيضا اشتركت فى حوارات مع الإسلاميين من مختلف الفصائل منذ بداية التسعينيات بمن فيهم الإخوان المسلمون، وكانت «الجماعة الإسلامية» موجودة آنذاك، وكانت تشترك أحيانا ببعض رموزها فى بعض الندوات قبل دخولها فى حالة «التنظيم السرى» الكامل وانفجار العنف، وبعد أن حدث ما حدث للجماعة الإسلامية، وبالتالى جاءت معرفتى بالإخوان فى هذه الفترة «التسعينيات»، وكان ذلك من منطلق أننى كنت أرى القضية المركزية فى مصر تتعلق بعلاقة الدين بالمجتمع والسياسة، وأنا مهتم بطبيعة وتركيبة الحياة الدينية فى مصر، وأجد أن الدين يلعب دورا مهما جدا فى المجتمع ثم السياسة، ولذا استمرت علاقتى مع الأحزاب الدينية، واشتركت فى حزب الوسط أثناء تأسيسيه الأول والثانى، ولكنى لم أستمر..
وسألته : ما هو السبب ؟ قال : ممكن نقول أن حوار جماعة الإخوان المسلمين فى السنوات الأخيرة أصبح أكثر عمقا، وأصبحت معجبا به، وقد كانت علاقتى بالإخوان متفاوتة منذ فترة التسعينيات. وعن ذهابه إلى مركز دراسات الأهرام للترويج لـ «برنامج الإخوان» وزيارة كل من «سيد ياسين، عمر الشوبكى، ضياء رشوان» ليطلب منهم عدم انتقاد «حزب الإخوان»، قال : أنا مقتنع بما كتبه الإخوان فى برنامجهم وبما أننى أنتمى لهم، فقد ذهبت إلى بعض الأصدقاء لأوضح لهم ما لديهم من لبس..
وعندما ذكرت له كيف يرى الشكل الذى تناول به البرنامج الأقباط، والإجحاف فى حقوقهم وتأصيل الطائفية والقضاء على شكل المواطنة، قال : أنتم لا تفهمون صياغة البرنامج، ولا أريد الحديث أكثر من ذلك.. من هذا المنطلق كان هناك سؤال : «كيف كنت تحاور الجماعة الإسلامية التى كانت تستبيح العنف مع المسيحيين والاستيلاء على أموالهم ؟ قال : كنت أعمل ولا أحاور من خلال حزب «العمل» فى الندوات التى كان يعقدها ويشترك فيها كل الفصائل الإسلامية..