علي سليم
12-12-2007, 03:40 PM
الحمد لله مَنْ جعل الرجل للمرأة لباساً و المرأة للرجل سكناً و قراراً و كلاهما دثاراً للآخر.....
لا رهبانية في الاسلام و من رغب عن سنة خاتم الرسل و أفضل الأنبياء فليس منا و لسنا منه, فتزوج صلى الله عليه و سلم و أنجب و عدّد...فكان قرآناً يمشي على الأرض, فأعماله و أخلاقه عانقت مراتب الكمال و لا كمال الاّ باتّباعه شبراً بشبرٍ و لا يزيد على أربعة....
و كلما ابتعدنا عن هديه في تعامله مع أزواجه كلما بات الطلاق أمير نفسه, فكان صلى الله عليه و سلم قدوة حتى في ميزاحه و مداعبته لعائشة و غيرها من أمهات المؤمنين رضي الله عنهم أجمعين...
و لذا كان التاج المكلل لجنود ابليس من فرّق بين زوجين, و دمّر أركان البيت بتشتيت الأُسر...
و هذه الثغرة لا يخلو منها بيتٌ, فلا بدّ من خلاف بين الزوجين بيدَ أنهما ليسا ملائكةً مسيّرة, و حكمة طرفٍ و سعة صدرٍ ينجو الزوجان و تنجو بنجاتهما الأُسرة...
و لذا رأيتُ الخلل عند التربية الناشئ, فايُّ طلاقٍ هو نتيجة إخفاق في التربية مذ الصغر,فللأب و للأم الراعيان المسؤولية التامة نحو ذي الفتاة أو ذا الغلام....
فما إن يبلغ الشاب سنّ البلوغ أو تبلغ الفتاة مبلغ النّضوج يراوغ الشاب بحثاً عن حورية و تنتظر الفتاة فارس أحلامها...و عند سماع دويّ قرع الباب يُوافق الأب على الخاطب و لا سؤال عن دينه و لا أخلاقه بيدَ يملك دابّة نقلِ ابنة يومها وبيتاً يضاهي بيوت الأثرياء...
و ما إن تقع عين الشاب على حوريةٍ ما, يظنها مكمن فرحه و دُخْرَ سروره!!!
فلم يظفر بذات الدين, و حتماً ستترب يداه...
و تُزَفّ العروس الى زوجها بأرقى العبارات و أجمل الأشعار إذ حكمة القول ليس ذا وقتها!!!
و استوقفتني وصية أمامة بنت الحارث كثيرا لما تحمله من معانٍ جليلة و عنواين بريقة...
أي بنية إن الوصية لو كانت تترك لفضل أدب أو لتقدم حسب لزويت ذلك عنك ولأبعدته منك، ولكنها تذكرة للغافل، ومعونة للعاقل...
مدخل يدخل من خلاله من أوتي بلاغة و أدبا رفيعاً...فقدمت مديح ابنتها بكلامٍ يعلوه العسل المصفّى, فكانت مقولتها بمثابة...أي بنية فأنت الأدب و أنت الحسب و نصحي اليك تذكرة لا غير و معونة...
أي بنية! إنك قد فارقت الحِمَى الذي منه خرجت، وخلفت العش الذي فيه درجت إلى وكر لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه،
تقرّب لها واقعها, لتكونَ أكثر استعداداً للسمع و للطاعة...و تشير اليها أن و كرها الذي تربت به و خرجت منه ليس بضرورة أن يشابه غيره من الأوكار...
فإن أردتِ مشابهتُ وكركِ الجديد بعشك القديم فخذِ عني نصيحتي,فبها كان الوكر الذي يربيّ أمثالك و يُخرج للناس أبناء الحسب و الأدب...
كما أن قرينك الجديد ليس من الضرورة أن يعدل قرينَ والدتك أي أبوك.....فأنتِ من يملك المعادلة,فاعملي بذي النصائح...
فكوني له أمة يكن لك عبداً،
فالسمع و الطاعة فكوني بمنزلة الامة لسيدها فلا تعصي له معروفاً و لا تقرّب اليه مكروها و عندها سيكون لكِ عبدا,فلا يعصي لكِ معروفاً و لا يقرّبُ اليك مكروها....
واحفظي له خصالاً عشراً تكن لك ذخراً.
و بهذه الخصال مكمن السر و النجاح فاحفظيها و ادّخريها و سترين نفعها...
أما الأولى والثانية: فالصحبة بالقناعة، والمعاشرة بحسن السمع والطاعة –
أما الأولى كنزٌ و ركازٌ زكاته أن تنظر عند الفضل ممن هو دونك و عند المصيبة ممن هو فوقك, و اياك أن تجل نظرك كله الى الأعلى...
القناعة هي أن ترضى بالقليل و تشكره بالكثير...
القناعة هي أن تؤمن ما كان سيكون و أمر الله نافذ...
و ما أحوج الزوجين الى القناعة لإستكمال الصحبة,و لولا القناعة ما قام بيتٌ....
و سنكمل إن شاء الله...
لا رهبانية في الاسلام و من رغب عن سنة خاتم الرسل و أفضل الأنبياء فليس منا و لسنا منه, فتزوج صلى الله عليه و سلم و أنجب و عدّد...فكان قرآناً يمشي على الأرض, فأعماله و أخلاقه عانقت مراتب الكمال و لا كمال الاّ باتّباعه شبراً بشبرٍ و لا يزيد على أربعة....
و كلما ابتعدنا عن هديه في تعامله مع أزواجه كلما بات الطلاق أمير نفسه, فكان صلى الله عليه و سلم قدوة حتى في ميزاحه و مداعبته لعائشة و غيرها من أمهات المؤمنين رضي الله عنهم أجمعين...
و لذا كان التاج المكلل لجنود ابليس من فرّق بين زوجين, و دمّر أركان البيت بتشتيت الأُسر...
و هذه الثغرة لا يخلو منها بيتٌ, فلا بدّ من خلاف بين الزوجين بيدَ أنهما ليسا ملائكةً مسيّرة, و حكمة طرفٍ و سعة صدرٍ ينجو الزوجان و تنجو بنجاتهما الأُسرة...
و لذا رأيتُ الخلل عند التربية الناشئ, فايُّ طلاقٍ هو نتيجة إخفاق في التربية مذ الصغر,فللأب و للأم الراعيان المسؤولية التامة نحو ذي الفتاة أو ذا الغلام....
فما إن يبلغ الشاب سنّ البلوغ أو تبلغ الفتاة مبلغ النّضوج يراوغ الشاب بحثاً عن حورية و تنتظر الفتاة فارس أحلامها...و عند سماع دويّ قرع الباب يُوافق الأب على الخاطب و لا سؤال عن دينه و لا أخلاقه بيدَ يملك دابّة نقلِ ابنة يومها وبيتاً يضاهي بيوت الأثرياء...
و ما إن تقع عين الشاب على حوريةٍ ما, يظنها مكمن فرحه و دُخْرَ سروره!!!
فلم يظفر بذات الدين, و حتماً ستترب يداه...
و تُزَفّ العروس الى زوجها بأرقى العبارات و أجمل الأشعار إذ حكمة القول ليس ذا وقتها!!!
و استوقفتني وصية أمامة بنت الحارث كثيرا لما تحمله من معانٍ جليلة و عنواين بريقة...
أي بنية إن الوصية لو كانت تترك لفضل أدب أو لتقدم حسب لزويت ذلك عنك ولأبعدته منك، ولكنها تذكرة للغافل، ومعونة للعاقل...
مدخل يدخل من خلاله من أوتي بلاغة و أدبا رفيعاً...فقدمت مديح ابنتها بكلامٍ يعلوه العسل المصفّى, فكانت مقولتها بمثابة...أي بنية فأنت الأدب و أنت الحسب و نصحي اليك تذكرة لا غير و معونة...
أي بنية! إنك قد فارقت الحِمَى الذي منه خرجت، وخلفت العش الذي فيه درجت إلى وكر لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه،
تقرّب لها واقعها, لتكونَ أكثر استعداداً للسمع و للطاعة...و تشير اليها أن و كرها الذي تربت به و خرجت منه ليس بضرورة أن يشابه غيره من الأوكار...
فإن أردتِ مشابهتُ وكركِ الجديد بعشك القديم فخذِ عني نصيحتي,فبها كان الوكر الذي يربيّ أمثالك و يُخرج للناس أبناء الحسب و الأدب...
كما أن قرينك الجديد ليس من الضرورة أن يعدل قرينَ والدتك أي أبوك.....فأنتِ من يملك المعادلة,فاعملي بذي النصائح...
فكوني له أمة يكن لك عبداً،
فالسمع و الطاعة فكوني بمنزلة الامة لسيدها فلا تعصي له معروفاً و لا تقرّب اليه مكروها و عندها سيكون لكِ عبدا,فلا يعصي لكِ معروفاً و لا يقرّبُ اليك مكروها....
واحفظي له خصالاً عشراً تكن لك ذخراً.
و بهذه الخصال مكمن السر و النجاح فاحفظيها و ادّخريها و سترين نفعها...
أما الأولى والثانية: فالصحبة بالقناعة، والمعاشرة بحسن السمع والطاعة –
أما الأولى كنزٌ و ركازٌ زكاته أن تنظر عند الفضل ممن هو دونك و عند المصيبة ممن هو فوقك, و اياك أن تجل نظرك كله الى الأعلى...
القناعة هي أن ترضى بالقليل و تشكره بالكثير...
القناعة هي أن تؤمن ما كان سيكون و أمر الله نافذ...
و ما أحوج الزوجين الى القناعة لإستكمال الصحبة,و لولا القناعة ما قام بيتٌ....
و سنكمل إن شاء الله...