نور1
12-11-2007, 12:07 PM
هل يبقى لبنان في مهّب الريح ؟
عاش لبنان منذ نشوئه و ليومنا هذا ما يوصف بالعامية بحالات (هبّة سخنة و هبّة باردة ) و ذلك تبعا" للأحداث الخارجية و الاقليمية التي عاشها العالم.
فمنذ زمن طويل و اللبنانيون يرددّون عبارة : لما بتشتّي بالصين منفتح الشماسي بلبنان
!!!
فكأن كتب على هذا البلد الصغير ان يكون مكسر العصا و منطقة التجارب و التجاذب و تصفية الحسابات
!!
كل ذلك يحدث على أرض لا تتجاوز مساحتها عشرة آلاف و اربعماية و اثنين و خمسين مترا" مربعا" + مساحة النورماندي !
ربما حظنا لم يسعفنا أيضا" بسبب وجودنا بين جارين متوحشين يريدان أن يلغيا وطن اسمه لبنان و يسعيان لجعله موقع الذي به يتصافيان و يتقاسمان و يتناغمان و يتخاصمان ... كل ذلك من اجل الهيمنة و السيطرة و تحقيق المكاسب و جعل لبنان في المراتب الاخيرة بين دول العالم.
سنحاول هنا استعراض موجز لتاريخ لبنان منذ اعلان استقلاله عام 1943 للوقوف على الفترات العصيبة التي شهدها بلدنا:
بعد نجاح كل من بشارة الخوري و رياض الصلح و بمساندة جميع الاحزاب اللبنانية و اتحادها, تحقّق استقلال لبنان و انسحبت القوات الفرنسية من أرضنا , وضع الميثاق الوطني الشفهي الشهير الذي حدّد وجهة لبنان بأن يكون ذو وجه عربي و على علاقة جيدة مع الغرب و ان تحفظ جميع الطوائف حقوقها في المواقع و المناصب مع مراعاة هواجس المسيحيين الذين كانوا يخشون ان تهيمن الدول العربية على قراره فيصبح تابعا" لها و ليس بلدا" مستقلا" و من هنا درج ان يكون رئيس الجمهورية مارونيا" و رئيس الحكومة سنيا" و رئيس مجلس النواب شيعيا" بالاضافة الى تقاسم المجلس النيابي بنسبة 5 للمسلمين مقابل 6 للمسيحيين
و لكن ما لبث بسرعة ان مرّت هذه المرحلة التي شهدت وحدة وطنية رائعة أقرّ العديد من الشخصيات اللبنانية السياسية بأنها كانت مرحلة فريدة لم يشهدها لبنان في تاريخه و ذلك عقب تخلّي الرئيس بشارة الخوري عن موقع الرئاسة عام 1952 بسبب الضغوط و المظاهرات التي وصفت بالثورة البيضاء و ذلك بعدما كثرت الاتهامات له بالفساد ومحاباة الأقرباء، فخلفه كميل شمعون في رئاسة البلاد.
و خلال حكم الرئيس كميل شمعون 1952 - 1960 عاش لبنان فترات عصيبة بسبب الصراع الذي كان قائما" بين معسكر الغرب المتمثل بأميركا و حلفائها و معسكر الشيوعي الاشتراكي المتمثل بالاتحاد السوفياتي و الذي استفاد من تأجج مشاعر اللبنانيين نحو العروبة و الوحدة العربية التي تزّعمها الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر.
عاش لبنان أثنائها اضطرابات و تظاهرات اتسم بعضها بالعنف الى أن انفجر الوضع في عام 1958 بين المعارضة التي كان يرأسها صائب سلام و كمال جنبلاط و أحمد الأسعد و عبد الله اليافي و بين انصار و حلفاء الرئيس شمعون و استمرت لعدة أشهر ثم ما لبثت بعدها أن أتت "الهبّة الباردة" بعد انتخاب العماد فؤاد شهاب رئيسا" للجمهورية الذي حمل شعار " لا غالب و لا مغلوب" .
لم يرتاح لبنان كثيرا" حتى حمّل في اوائل السبعينات لوحده عبء القضية الفلسطينية من قبل الاخوان العرب , لقد أرادوا ان يرتاحوا من هّم الثوّار الفلسطينيين فصدّروا الثورة الينا , و بدأ عندها حلم ابوعمار و قوله الشهير : طريق القدس تمر من جونية
!!
و بدأت المصائب و الانقسامات تتوالى على لبنان بسبب الصراع العربي- الاسرائيلي و تحوّل بلدنا الى أرض تنزف جراحها , و ذلك كله بسبب الخارج ان كان قريبا" او بعيدا" , عربيا" أم أجنبيا" , كله لا يساوي شيئأ امام وحدة ابناء البلد و أمنه و استقراره.
وقّع اتفاق الطائف في اوائل التسعينات لينهي الصراع القائم و الحرب الأهلية البغيضة و للأسف ما تزال بعض الاطراف تريد أن تثور عليه معتبرة أنها تستحق مكاسب أكبر من ذلك لتعيد تكرار المشهد اللبناني المأساوي الذي شهدناه من قبل , و طبعا" خلفية ذلك هو الصراع الاقليمي الذي يديره اليوم معسكرين : المحور السوري- الايراني و حلفائهم و التحالف الاميركي الاسرائيلي المدعوم غربيا"
و لعل الخطّة المقبلة من قبل ايران ان يكون لبنان خط الدفاع الأول عن أمنها و طموحها النووي فتبقى أرضنا أسيرة تسوية ما بين ايران و الخارج , و نعش نحن في مهّب الريح الايرانو-أميريكانو
!!!
و ماذا بعد ؟ من له مطالب أخرى ؟؟
طبعا" لن ننسى الشقيقة سوريا و نعم الأشقّاء !! التي تريد أن تحافظ على نظامها الذي يستند على حكم الأقلية التي لا تتجاوز ال 10 % على الأكثرية البالغة 90 % من باقي الطوائف الأخرى , فهي تريد أن تحرر أرضها عبر لبنان !!
فليس غريبا" أن تستعمل بلدنا الصغير, فهي ليست مجبرة أن تعّذب نفسها و تدّمر أراضيها ما دام هناك فريق في لبنان يقول لها:
انتوا أصحكم تحاربوا نحنا منحارب عنكم!
انتو أصحكم تتدّمروا نحنا منتدمّر عنكم!
شباّكي لبّاكي , بلدنا بين ايداكي !!.
أما أميركا و التي يهّمها اسرائيل أكثر من أي دولة أخرى , هي تريد تدمير الحلم الايراني النووي عبر أي ارض أخرى لا تعنيها , لا يهم الثمن كم سيكون , لا يهم كبش المحرقة من سيكون, المهم هو الفيتو على القنبلة النووية الايرانية التي بدأنا للأسف نستشعر بتأثيرها علينا قبل أن تنطلق
!!
كل هذا و مكسر العصا نبقى نحن (العشرة الاف و الاربعماية و اثنين و خمسين مترا" مربعا" + مساحة النورماندي) و الذي من خلاله نحّقق طموح الشعوب الأخرى و نحرر البلدان المجاورة و نحمي الشرق و الغرب و الهند و السند
!!
فأين نحن ؟ و الى أين سائرون ؟
هل الى مهّب الريح مجددا"
!!؟:frown:
عاش لبنان منذ نشوئه و ليومنا هذا ما يوصف بالعامية بحالات (هبّة سخنة و هبّة باردة ) و ذلك تبعا" للأحداث الخارجية و الاقليمية التي عاشها العالم.
فمنذ زمن طويل و اللبنانيون يرددّون عبارة : لما بتشتّي بالصين منفتح الشماسي بلبنان
!!!
فكأن كتب على هذا البلد الصغير ان يكون مكسر العصا و منطقة التجارب و التجاذب و تصفية الحسابات
!!
كل ذلك يحدث على أرض لا تتجاوز مساحتها عشرة آلاف و اربعماية و اثنين و خمسين مترا" مربعا" + مساحة النورماندي !
ربما حظنا لم يسعفنا أيضا" بسبب وجودنا بين جارين متوحشين يريدان أن يلغيا وطن اسمه لبنان و يسعيان لجعله موقع الذي به يتصافيان و يتقاسمان و يتناغمان و يتخاصمان ... كل ذلك من اجل الهيمنة و السيطرة و تحقيق المكاسب و جعل لبنان في المراتب الاخيرة بين دول العالم.
سنحاول هنا استعراض موجز لتاريخ لبنان منذ اعلان استقلاله عام 1943 للوقوف على الفترات العصيبة التي شهدها بلدنا:
بعد نجاح كل من بشارة الخوري و رياض الصلح و بمساندة جميع الاحزاب اللبنانية و اتحادها, تحقّق استقلال لبنان و انسحبت القوات الفرنسية من أرضنا , وضع الميثاق الوطني الشفهي الشهير الذي حدّد وجهة لبنان بأن يكون ذو وجه عربي و على علاقة جيدة مع الغرب و ان تحفظ جميع الطوائف حقوقها في المواقع و المناصب مع مراعاة هواجس المسيحيين الذين كانوا يخشون ان تهيمن الدول العربية على قراره فيصبح تابعا" لها و ليس بلدا" مستقلا" و من هنا درج ان يكون رئيس الجمهورية مارونيا" و رئيس الحكومة سنيا" و رئيس مجلس النواب شيعيا" بالاضافة الى تقاسم المجلس النيابي بنسبة 5 للمسلمين مقابل 6 للمسيحيين
و لكن ما لبث بسرعة ان مرّت هذه المرحلة التي شهدت وحدة وطنية رائعة أقرّ العديد من الشخصيات اللبنانية السياسية بأنها كانت مرحلة فريدة لم يشهدها لبنان في تاريخه و ذلك عقب تخلّي الرئيس بشارة الخوري عن موقع الرئاسة عام 1952 بسبب الضغوط و المظاهرات التي وصفت بالثورة البيضاء و ذلك بعدما كثرت الاتهامات له بالفساد ومحاباة الأقرباء، فخلفه كميل شمعون في رئاسة البلاد.
و خلال حكم الرئيس كميل شمعون 1952 - 1960 عاش لبنان فترات عصيبة بسبب الصراع الذي كان قائما" بين معسكر الغرب المتمثل بأميركا و حلفائها و معسكر الشيوعي الاشتراكي المتمثل بالاتحاد السوفياتي و الذي استفاد من تأجج مشاعر اللبنانيين نحو العروبة و الوحدة العربية التي تزّعمها الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر.
عاش لبنان أثنائها اضطرابات و تظاهرات اتسم بعضها بالعنف الى أن انفجر الوضع في عام 1958 بين المعارضة التي كان يرأسها صائب سلام و كمال جنبلاط و أحمد الأسعد و عبد الله اليافي و بين انصار و حلفاء الرئيس شمعون و استمرت لعدة أشهر ثم ما لبثت بعدها أن أتت "الهبّة الباردة" بعد انتخاب العماد فؤاد شهاب رئيسا" للجمهورية الذي حمل شعار " لا غالب و لا مغلوب" .
لم يرتاح لبنان كثيرا" حتى حمّل في اوائل السبعينات لوحده عبء القضية الفلسطينية من قبل الاخوان العرب , لقد أرادوا ان يرتاحوا من هّم الثوّار الفلسطينيين فصدّروا الثورة الينا , و بدأ عندها حلم ابوعمار و قوله الشهير : طريق القدس تمر من جونية
!!
و بدأت المصائب و الانقسامات تتوالى على لبنان بسبب الصراع العربي- الاسرائيلي و تحوّل بلدنا الى أرض تنزف جراحها , و ذلك كله بسبب الخارج ان كان قريبا" او بعيدا" , عربيا" أم أجنبيا" , كله لا يساوي شيئأ امام وحدة ابناء البلد و أمنه و استقراره.
وقّع اتفاق الطائف في اوائل التسعينات لينهي الصراع القائم و الحرب الأهلية البغيضة و للأسف ما تزال بعض الاطراف تريد أن تثور عليه معتبرة أنها تستحق مكاسب أكبر من ذلك لتعيد تكرار المشهد اللبناني المأساوي الذي شهدناه من قبل , و طبعا" خلفية ذلك هو الصراع الاقليمي الذي يديره اليوم معسكرين : المحور السوري- الايراني و حلفائهم و التحالف الاميركي الاسرائيلي المدعوم غربيا"
و لعل الخطّة المقبلة من قبل ايران ان يكون لبنان خط الدفاع الأول عن أمنها و طموحها النووي فتبقى أرضنا أسيرة تسوية ما بين ايران و الخارج , و نعش نحن في مهّب الريح الايرانو-أميريكانو
!!!
و ماذا بعد ؟ من له مطالب أخرى ؟؟
طبعا" لن ننسى الشقيقة سوريا و نعم الأشقّاء !! التي تريد أن تحافظ على نظامها الذي يستند على حكم الأقلية التي لا تتجاوز ال 10 % على الأكثرية البالغة 90 % من باقي الطوائف الأخرى , فهي تريد أن تحرر أرضها عبر لبنان !!
فليس غريبا" أن تستعمل بلدنا الصغير, فهي ليست مجبرة أن تعّذب نفسها و تدّمر أراضيها ما دام هناك فريق في لبنان يقول لها:
انتوا أصحكم تحاربوا نحنا منحارب عنكم!
انتو أصحكم تتدّمروا نحنا منتدمّر عنكم!
شباّكي لبّاكي , بلدنا بين ايداكي !!.
أما أميركا و التي يهّمها اسرائيل أكثر من أي دولة أخرى , هي تريد تدمير الحلم الايراني النووي عبر أي ارض أخرى لا تعنيها , لا يهم الثمن كم سيكون , لا يهم كبش المحرقة من سيكون, المهم هو الفيتو على القنبلة النووية الايرانية التي بدأنا للأسف نستشعر بتأثيرها علينا قبل أن تنطلق
!!
كل هذا و مكسر العصا نبقى نحن (العشرة الاف و الاربعماية و اثنين و خمسين مترا" مربعا" + مساحة النورماندي) و الذي من خلاله نحّقق طموح الشعوب الأخرى و نحرر البلدان المجاورة و نحمي الشرق و الغرب و الهند و السند
!!
فأين نحن ؟ و الى أين سائرون ؟
هل الى مهّب الريح مجددا"
!!؟:frown: