أم ورقة
12-04-2007, 10:12 AM
قال الإمام العلامة شيخ الإسلام
شمس الدين أبو بكرمحمد ابن قيم الجوزية ـ رحمه الله ـ :
مشهد الحجيج
أمَا وَالذِي حَجَّ الْمُحِبُّونَبَيْتَهُ *** وَلبُّوا لهُ عندَ المَهَلِّ وَأحْرَمُوا
وقدْ كَشفُوا تِلكَالرُّؤوسَ توَاضُعًا *** لِعِزَّةِ مَن تعْنو الوُجوهُ وتُسلِمُ
يُهلُّونَبالبيداءِ لبيك ربَّنا *** لكَ المُلكُ والحَمْدُ الذي أنتَ تَعْلمُ
دعاهُمْفلبَّوْهُ رِضًا ومَحَبَّةً *** فلمَّا دَعَوهُ كان أقربَ منهمُ
ترَاهُمْ علىالأنضاءِ شُعْثًا رؤوسُهُمْ *** وغُبْرًا وهُمْ فيها أسَرُّ وأنْعَمُ
وَقدْفارَقوا الأوطانَ والأهلَ رغبةً *** ولم يُثنِهِمْ لذَّاتُهُمْوالتَّنَعُّمُ
يَسِيرونَ مِن أقطارِها وفِجاجِها *** رِجالا ورُكْبانا وللهأسْلمُوا
ولمَّا رأتْ أبصارُهُم بيتَهُ الذي *** قلوبُ الوَرَى شوقًا إليهِتَضَرَّمُ
كأنهمُ لمْ يَنْصَبُوا قطُّ قبْلهُ *** لأنَّ شَقاهُمْ قد ترحَّلَعنْهُمُو
فلِلَّهِ كمْ مِن عَبْرةٍ مُهْرَاقةٍ *** وأخرى على آثارِها لاتَقَدَّمُ
وَقدْ شَرِقتْ عينُ المُحِبِّ بدَمْعِها *** فينظرُ مِن بينِ الدُّموعِويُسْجِمُ
إذا عَايَنَتْهُ العَيْنُ زالَ ظلامُها *** وزالَ عن القلبِ الكئيبِالتألُّمُ
ولا يَعْرِفُ الطرْفُ المُعايِنُ حسْنَهُ *** إلى أن يعودَ الطرْفُوالشوقُ أعْظمُ
ولا عجبٌ مِن ذا فحِينَ أضافهُ *** إلى نفسِهِ الرحمنُ ؛ فهوالمعظَّمُ
كسَاهُ منَ الإجْلالِ أعظمَ حُلةٍ *** عليها طِرازٌ بالمَلاحَةِمُعْلَمُ
فمِنْ أجلِ ذا كلُّ القلوبِ تُحِبُّهُ *** وتَخْضَعُ إجْلالا لهُوتُعَظِّمُ
ورَاحُوا إلى التَّعْريفِ يَرْجُونَ رحمةً *** ومغفرة مِمَّن يجودُويُكرِمُ
فلِلهِ ذاكَ الموقفُ الأعظمُ الذي *** كموقفِ يومِ العَرْضِ بلْ ذاكَأعظمُ
ويدْنُو بهِ الجبّارُ جَلَّ جلالُهُ *** يُباهِي بهمْ أمْلاكَه فهوأكرَمُ
يقولُ عِبادِي قدْ أتونِي مَحَبَّةً *** وَإنِّي بهمْ بَرٌّ أجُودُوأرْحَمُ
فأشْهِدُكُمْ أنِّي غَفَرْتُ ذنُوبَهُمْ *** وأعْطيْتُهُمْ ما أمَّلوهُوأنْعِمُ
فبُشراكُمُ يا أهلَ ذا المَوقفِ الذِي *** به يَغفرُ اللهُ الذنوبَويَرحمُ
فكمْ مِن عتيقٍ فيه كَمَّلَ عِتقهُ *** وآخرَ يَسْتسعَى وربُّكَأرْحَمُ
ومَا رُؤيَ الشيطانُ أغيظَ في الوَرَى *** وأحْقرَ منهُ عندها وهوألأَمُ
وَذاكَ لأمْرٍ قد رَآه فغاظهُ *** فأقبلَ يَحْثُو التُّرْبَ غَيْظاوَيَلطِمُ
وما عاينتْ عيناه مِن رحمةٍ أتتْ *** ومغفرةٍ مِن عندِ ذي العرْشِتُقْسَمُ
بَنَى ما بَنى حتى إذا ظنَّ أنه *** تمَكَّنَ مِن بُنيانِهِ فهومُحْكَمُ
أتَى اللهُ بُنيَانًا له مِن أساسِهِ *** فخرَّ عليه ساقطايتهدَّمُ
وَكمْ قدْرُ ما يعلو البناءُ ويَنْتهي *** إذا كان يَبْنِيهِ وذو العرشيهدِمُ
وراحُوا إلى جَمْعٍ فباتُوا بمَشعَرِ الْـ *** ـحَرَامِ وصَلَّوْا الفجْرَثمَّ تقدَّموا
إلى الجَمْرةِ الكُبرَى يُريدون رَمْيَها *** لوقتِ صلاةِ العيدِثمَّ تيَمَّمُوا
منازلَهمْ للنحْرِ يَبغونَ فضلَهُ *** وإحياءَ نُسْكٍ مِن أبيهمْيُعَظَّمُ
فلوْ كان يُرضِي اللهَ نَحْرُ نفوسِهمْ *** لدانُوا بهِ طوْعًا وللأمرِسلَّمُوا
كما بَذلُوا عندَ الجِهادِ نُحورَهُمْ *** لأعدائِهِ حتَّى جرَى منهمُالدَّمُ
ولكنَّهمْ دانُوا بوضْعِ رؤوسِهمْ *** وذلِكَ ذلٌّ للعبيدِومَيْسَمُ
ولمَّا تقضَّوْا ذلكَ التَّفَثَ الذِي *** عليهمْ وأوْفَوا نذرَهُمْثمَّ تَمَّمُوا
دعاهُم إلى البيتِ العتيقِ زيارةً *** فيَا مرحَبًا بالزائِرينوأكرمُ
فلِلهِ ما أبْهَى زيارتَهُمْ لهُ *** وقدْ حُصِّلتْ تلكَ الجَوائزِتُقْسَمُ
وَللهِ أفضالٌ هناكَ ونِعْمَةٌ *** وبِرٌّ وإحْسَانٌ وجُودٌومَرْحَمُ
وعادُوا إلى تلكَ المنازلِ مِن مِنَى *** ونالُوا مناهُمْ عندَهاوتَنَعَّمُوا
أقامُوا بها يومًا ويومًا وثالثًا *** وأذِّنَ فِيهمْ بالرحيلِوأعْلِمُوا
وراحُوا إلى رمْيِ الجمارِ عَشِيَّةً *** شعارُهُمُ التكْبيرُ واللهُمعْهُمُو
فلو أبْصرَتْ عيناكَ موقفَهمْ بها *** وَقدْ بسَطوا تلكَ الأكفَّلِيُرْحَمُوا
ينادونَهُ يا ربِّ يا ربِّ إننا *** عبيدُكَ لا ندْعو سواكَوتَعْلمُ
وها نحنُ نرجو منكَ ما أنتَ أهلُهُ *** فأنتَ الذي تُعْطِي الجزيلَوتُنْعِمُ
ولمَّا تقضَّوْا مِن مِنًى كلَّ حاجةٍ *** وسالتْ بهمْ تلكَ البِطاحُتقدَّموا
إلى الكعبةِ البيتِ الحَرامِ عشيةً *** وطافُوا بها سبْعًا وصَلوْاوسَلَّمُوا
ولمَّا دَنا التوْدِيعُ منهمْ وأيْقنُوا *** بأنَّ التدَانِي حبْلُهُمُتَصَرِّمُ
ولمْ يبقَ إلا وقفةٌ لِمُوَدِّعٍ *** فلِلهِ أجفانٌ هناكَتُسَجَّمُ
وللهِ أكبادٌ هنالِكَ أُودِعَ الْـ *** ـغرامُ بها فالنارُ فيهاتَضرَّمُ
وللهِ أنفاسٌ يكادُ بِحَرِّها *** يذوبُ المُحِبُّ المُسْتهَامُالمُتيَّمُ
فلمْ ترَ إلا باهِتًا مُتَحَيِّرًا *** وآخرَ يُبْدِي شجوَهُيَترَنَّمُ
رَحَلتُ وأشْواقِي إليكمْ مُقِيمَةٌ *** ونارُ الأسَى مِنِّي تَشُبُّوتَضْرمُ
أوَدِّعُكُمْ والشوقُ يُثنِي أعِنَّتِي *** وقلبيَ أمْسَى فِي حِماكُمْمُخَيِّمُ
هنالِكَ لا تَثْريبَ يومًا عَلىَ امرئٍ *** إذا ما بَدا منهُ الذي كانَيَكْتُمُ
فيَا سائِقينَ العِيسَ باللهِ ربِّكمْ *** قِفوا لِي على تلكَ الرُّبوعِوسَلِّمُوا
وقولوا مُحِبٌّ قادهُ الشوقُ نحوكُمْ *** قضَى نحبَهُ فيكُمْ تَعِيشُواوَتسْلمُوا
قضَى اللهُ ربُّ العرشِ فيمَا قضَى بهِ *** بأنَّ الهوَى يُعمِيالقلوبَ ويُبْكِمُ
وحُبُّكُمُ أصْلُ الهَوَى ومَدَارُهُ *** عليهِ وفوزٌ للمُحِبِّومَغْنَمُ
وتفنَى عِظامِ الصَّبِّ بعدَ مَماتِهِ *** وأشواقُهُ وقْفٌ عليهِمُحَرَّمُ
فيَا أيُّها القلبُ الذي مَلكَ الهَوَى *** أزِمَّتَهُ حتى مَتى ذاالتلوُّمُ
وحَتَّامَ لا تصْحُو وقدْ قرُبَ المَدَى *** ودانتْ كُؤوسُ السَّيْرِوالناسُ نوَّمُ
شمس الدين أبو بكرمحمد ابن قيم الجوزية ـ رحمه الله ـ :
مشهد الحجيج
أمَا وَالذِي حَجَّ الْمُحِبُّونَبَيْتَهُ *** وَلبُّوا لهُ عندَ المَهَلِّ وَأحْرَمُوا
وقدْ كَشفُوا تِلكَالرُّؤوسَ توَاضُعًا *** لِعِزَّةِ مَن تعْنو الوُجوهُ وتُسلِمُ
يُهلُّونَبالبيداءِ لبيك ربَّنا *** لكَ المُلكُ والحَمْدُ الذي أنتَ تَعْلمُ
دعاهُمْفلبَّوْهُ رِضًا ومَحَبَّةً *** فلمَّا دَعَوهُ كان أقربَ منهمُ
ترَاهُمْ علىالأنضاءِ شُعْثًا رؤوسُهُمْ *** وغُبْرًا وهُمْ فيها أسَرُّ وأنْعَمُ
وَقدْفارَقوا الأوطانَ والأهلَ رغبةً *** ولم يُثنِهِمْ لذَّاتُهُمْوالتَّنَعُّمُ
يَسِيرونَ مِن أقطارِها وفِجاجِها *** رِجالا ورُكْبانا وللهأسْلمُوا
ولمَّا رأتْ أبصارُهُم بيتَهُ الذي *** قلوبُ الوَرَى شوقًا إليهِتَضَرَّمُ
كأنهمُ لمْ يَنْصَبُوا قطُّ قبْلهُ *** لأنَّ شَقاهُمْ قد ترحَّلَعنْهُمُو
فلِلَّهِ كمْ مِن عَبْرةٍ مُهْرَاقةٍ *** وأخرى على آثارِها لاتَقَدَّمُ
وَقدْ شَرِقتْ عينُ المُحِبِّ بدَمْعِها *** فينظرُ مِن بينِ الدُّموعِويُسْجِمُ
إذا عَايَنَتْهُ العَيْنُ زالَ ظلامُها *** وزالَ عن القلبِ الكئيبِالتألُّمُ
ولا يَعْرِفُ الطرْفُ المُعايِنُ حسْنَهُ *** إلى أن يعودَ الطرْفُوالشوقُ أعْظمُ
ولا عجبٌ مِن ذا فحِينَ أضافهُ *** إلى نفسِهِ الرحمنُ ؛ فهوالمعظَّمُ
كسَاهُ منَ الإجْلالِ أعظمَ حُلةٍ *** عليها طِرازٌ بالمَلاحَةِمُعْلَمُ
فمِنْ أجلِ ذا كلُّ القلوبِ تُحِبُّهُ *** وتَخْضَعُ إجْلالا لهُوتُعَظِّمُ
ورَاحُوا إلى التَّعْريفِ يَرْجُونَ رحمةً *** ومغفرة مِمَّن يجودُويُكرِمُ
فلِلهِ ذاكَ الموقفُ الأعظمُ الذي *** كموقفِ يومِ العَرْضِ بلْ ذاكَأعظمُ
ويدْنُو بهِ الجبّارُ جَلَّ جلالُهُ *** يُباهِي بهمْ أمْلاكَه فهوأكرَمُ
يقولُ عِبادِي قدْ أتونِي مَحَبَّةً *** وَإنِّي بهمْ بَرٌّ أجُودُوأرْحَمُ
فأشْهِدُكُمْ أنِّي غَفَرْتُ ذنُوبَهُمْ *** وأعْطيْتُهُمْ ما أمَّلوهُوأنْعِمُ
فبُشراكُمُ يا أهلَ ذا المَوقفِ الذِي *** به يَغفرُ اللهُ الذنوبَويَرحمُ
فكمْ مِن عتيقٍ فيه كَمَّلَ عِتقهُ *** وآخرَ يَسْتسعَى وربُّكَأرْحَمُ
ومَا رُؤيَ الشيطانُ أغيظَ في الوَرَى *** وأحْقرَ منهُ عندها وهوألأَمُ
وَذاكَ لأمْرٍ قد رَآه فغاظهُ *** فأقبلَ يَحْثُو التُّرْبَ غَيْظاوَيَلطِمُ
وما عاينتْ عيناه مِن رحمةٍ أتتْ *** ومغفرةٍ مِن عندِ ذي العرْشِتُقْسَمُ
بَنَى ما بَنى حتى إذا ظنَّ أنه *** تمَكَّنَ مِن بُنيانِهِ فهومُحْكَمُ
أتَى اللهُ بُنيَانًا له مِن أساسِهِ *** فخرَّ عليه ساقطايتهدَّمُ
وَكمْ قدْرُ ما يعلو البناءُ ويَنْتهي *** إذا كان يَبْنِيهِ وذو العرشيهدِمُ
وراحُوا إلى جَمْعٍ فباتُوا بمَشعَرِ الْـ *** ـحَرَامِ وصَلَّوْا الفجْرَثمَّ تقدَّموا
إلى الجَمْرةِ الكُبرَى يُريدون رَمْيَها *** لوقتِ صلاةِ العيدِثمَّ تيَمَّمُوا
منازلَهمْ للنحْرِ يَبغونَ فضلَهُ *** وإحياءَ نُسْكٍ مِن أبيهمْيُعَظَّمُ
فلوْ كان يُرضِي اللهَ نَحْرُ نفوسِهمْ *** لدانُوا بهِ طوْعًا وللأمرِسلَّمُوا
كما بَذلُوا عندَ الجِهادِ نُحورَهُمْ *** لأعدائِهِ حتَّى جرَى منهمُالدَّمُ
ولكنَّهمْ دانُوا بوضْعِ رؤوسِهمْ *** وذلِكَ ذلٌّ للعبيدِومَيْسَمُ
ولمَّا تقضَّوْا ذلكَ التَّفَثَ الذِي *** عليهمْ وأوْفَوا نذرَهُمْثمَّ تَمَّمُوا
دعاهُم إلى البيتِ العتيقِ زيارةً *** فيَا مرحَبًا بالزائِرينوأكرمُ
فلِلهِ ما أبْهَى زيارتَهُمْ لهُ *** وقدْ حُصِّلتْ تلكَ الجَوائزِتُقْسَمُ
وَللهِ أفضالٌ هناكَ ونِعْمَةٌ *** وبِرٌّ وإحْسَانٌ وجُودٌومَرْحَمُ
وعادُوا إلى تلكَ المنازلِ مِن مِنَى *** ونالُوا مناهُمْ عندَهاوتَنَعَّمُوا
أقامُوا بها يومًا ويومًا وثالثًا *** وأذِّنَ فِيهمْ بالرحيلِوأعْلِمُوا
وراحُوا إلى رمْيِ الجمارِ عَشِيَّةً *** شعارُهُمُ التكْبيرُ واللهُمعْهُمُو
فلو أبْصرَتْ عيناكَ موقفَهمْ بها *** وَقدْ بسَطوا تلكَ الأكفَّلِيُرْحَمُوا
ينادونَهُ يا ربِّ يا ربِّ إننا *** عبيدُكَ لا ندْعو سواكَوتَعْلمُ
وها نحنُ نرجو منكَ ما أنتَ أهلُهُ *** فأنتَ الذي تُعْطِي الجزيلَوتُنْعِمُ
ولمَّا تقضَّوْا مِن مِنًى كلَّ حاجةٍ *** وسالتْ بهمْ تلكَ البِطاحُتقدَّموا
إلى الكعبةِ البيتِ الحَرامِ عشيةً *** وطافُوا بها سبْعًا وصَلوْاوسَلَّمُوا
ولمَّا دَنا التوْدِيعُ منهمْ وأيْقنُوا *** بأنَّ التدَانِي حبْلُهُمُتَصَرِّمُ
ولمْ يبقَ إلا وقفةٌ لِمُوَدِّعٍ *** فلِلهِ أجفانٌ هناكَتُسَجَّمُ
وللهِ أكبادٌ هنالِكَ أُودِعَ الْـ *** ـغرامُ بها فالنارُ فيهاتَضرَّمُ
وللهِ أنفاسٌ يكادُ بِحَرِّها *** يذوبُ المُحِبُّ المُسْتهَامُالمُتيَّمُ
فلمْ ترَ إلا باهِتًا مُتَحَيِّرًا *** وآخرَ يُبْدِي شجوَهُيَترَنَّمُ
رَحَلتُ وأشْواقِي إليكمْ مُقِيمَةٌ *** ونارُ الأسَى مِنِّي تَشُبُّوتَضْرمُ
أوَدِّعُكُمْ والشوقُ يُثنِي أعِنَّتِي *** وقلبيَ أمْسَى فِي حِماكُمْمُخَيِّمُ
هنالِكَ لا تَثْريبَ يومًا عَلىَ امرئٍ *** إذا ما بَدا منهُ الذي كانَيَكْتُمُ
فيَا سائِقينَ العِيسَ باللهِ ربِّكمْ *** قِفوا لِي على تلكَ الرُّبوعِوسَلِّمُوا
وقولوا مُحِبٌّ قادهُ الشوقُ نحوكُمْ *** قضَى نحبَهُ فيكُمْ تَعِيشُواوَتسْلمُوا
قضَى اللهُ ربُّ العرشِ فيمَا قضَى بهِ *** بأنَّ الهوَى يُعمِيالقلوبَ ويُبْكِمُ
وحُبُّكُمُ أصْلُ الهَوَى ومَدَارُهُ *** عليهِ وفوزٌ للمُحِبِّومَغْنَمُ
وتفنَى عِظامِ الصَّبِّ بعدَ مَماتِهِ *** وأشواقُهُ وقْفٌ عليهِمُحَرَّمُ
فيَا أيُّها القلبُ الذي مَلكَ الهَوَى *** أزِمَّتَهُ حتى مَتى ذاالتلوُّمُ
وحَتَّامَ لا تصْحُو وقدْ قرُبَ المَدَى *** ودانتْ كُؤوسُ السَّيْرِوالناسُ نوَّمُ