فـاروق
11-22-2007, 08:38 AM
عماد مرمل http://www.assafir.com/Images/btn_Send.gif
(javascript://)
عاش البلد أمس يوما من «الشد العصبي» تحت وطأة الشائعات المتلاحقة حول مستجدات المفاوضات المحلية والدولية بشأن هوية الرئيس المقبل للجمهورية. إسم «يغط» وآخر «يطير» على مدى ساعات النهار والليل في ما يشبه «البورصة المحمومة» التي ترتفع فيها أسهم هذا وتنخفض أسهم ذاك، مداورة بين الاسماء المتداولة، من دون ان تتضح الرؤية بشكل نهائي.
وبدا أن المفاوضات مرت أمس في مراحل حرجة وخاضت في نقاط حساسة، بعدما أدى التأجيل الرابع لجلسة الانتخاب الى حشر كل اللاعبين في الزوايا الضيقة التي تحد من القدرة على المناورة وتتطلب مواقف حاسمة وإجابات قاطعة، لا سيما ان رئيس مجلس النواب استهلك كل احتياطي الوقت وبات الجميع وجها لوجه أمام «حائط» اليوم الاخير من المهلة الدستورية للاستحقاق الرئاسي.
وفي حين كانت حظوظ الوزير السابق ميشال إدة مرتفعة أمس الاول، أظهرت تطورات البارحة انها تراجعت لتتحسن فجأة، بعد الظهر، فرص العماد ميشال عون بفعل موجة من التسريبات الاعلامية والسياسية، قبل ان تسارع مصادر في الموالاة الى التأكيد انه من غير الوارد القبول به وأن ما أشيع في هذا الصدد ليس سوى «نوبة» من التوقعات الوهمية. ولكن نائبا في تكتل «التغيير والإصلاح» أصر في المقابل على ان يتحدى أحد أصدقائه بأن «الجنرال» سيكون ابتداء من الجمعة الرئيس الجديد للبنان، مؤكدا انه سيربح الرهان.
وهناك من يقول ان الاميركيين وضعوا فيتو على إدة المصنف من قبلهم بأنه «فرنسي الهوى»، بينما يعتبر آخرون ان كتاباته ومواقفه الشهيرة المعادية للصهيونية وإسرائيل تثير «نقزة» لدى واشنطن وتل أبيب بقدر ما يُفترض انها تريح المعارضة وسوريا. وحسب المعلومات فإن السفير الاميركي جيفري فيلتمان أبلغ إحدى الشخصيات السياسية الفاعلة، صراحة، برفض انتخاب إدة رئيسا للجمهورية، مبررا هذا الموقف بوجود اعتراض عليه من رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري.
وخلال اللقاء بين فيلتمان والشخصية المذكورة، كان السفير الاميركي يركز على محاولة استشراف الخيارات التي يمكن ان تلجأ اليها المعارضة في حال تولت حكومة الرئيس فؤاد السنيورة ملء الفراغ الذي سيترتب على احتمال الإخفاق في التوافق على رئيس الجمهورية، فجاءه الجواب بأن هذه الحكومة غير دستورية وغير شرعية وبالتالي لا يجوز القبول بأن تكون هي «وريثة» الرئيس إميل لحود.
وفي هذا السياق، أفادت بعض التسريبات التي ازدحمت بها الساحة السياسية البارحة، أن المعارضة ربما تتجه اليوم نحو الإقدام على «خطوة ما»، في حال لم يحصل أي اختراق جدي خلال النهار لأزمة الاستحقاق الرئاسي. وقد تجنب أصحاب هذا التوقع إعطاء المزيد من التفاصيل حول ماهية الخطوة المحتملة، مشددين على ان «الثابت» هو عدم منح الفريق الآخر فرصة فرض اي أمر واقع إذا تعذر إنتخاب رئيس جديد.
وإذ تؤكد أوساط المعارضة انها ما تزال متمسكة بترشيح العماد عون، قبيل يومين من جلسة الجمعة الحاسمة، تلفت الانتباه الى ان إقناع عون بالموافقة على التنازل لصالح ميشال إدة يتطلب اولا قبول فريق 14 آذار باسم الاخير، الامر الذي ما زال يواجه صعوبة كبرى مع رفض الحريري له، مشيرة الى ان إدة هو خط الدفاع الاخير الذي يمكن للمعارضة ان «تنسحب» اليه، طبعا بعدما يكون عون قد وفر التغطية لذلك. ويسود تلك الاوساط شعور بأن الحريري وواشنطن ما زالا يراهنان على إمكانية إعادة تعويم اسم النائب روبير غانم تحت ضغط «حبل الزمن» الذي بدأ يلتف حول عنق الأطراف الداخلية والوسطاء الدوليين والعرب.
وهناك بين المقربين الى رئيس مجلس النواب نبيه بري من يبدي مفاجأته بكون الاعتراض على اسم إدة جاء من سعد الحريري تحديدا في حين كان منتظرا ان يأتي الرد السلبي من وليد جنبلاط وسمير جعجع، ليتبين بالتجربة ان موقفهما كان أكثر مرونة من موقف رئيس تيار المستقبل.
ويشبّه هؤلاء ما يجري حاليا بـ«المفاصلة» التي تتم عادة بين المشتري والبائع حول سعر سلعة ما، والتي غالبا ما تنتهي بتسوية عندما يقول الزبون انه لن يشتري ويهم بالمغادرة، فيناديه البائع ليعود ويقسما الفرق في السعر بينهما.
في هذه الاثناء، تتهم مصادر في قوى 14 آذار الرئيس السوري بشار الاسد بالانقلاب على الضمانات التي كان قد أعطاها للفرنسيين بخصوص ضمان إجراء الانتخابات الرئاسية في لبنان. وترى المصادر ان تأجيل المؤتمر الصحافي للامين العام لجامعة الدول العربية ووزير الخارجية الفرنسي معطوفا على زيارة وزيري الخارجية الاسباني والايطالي الى بيروت اليوم إنما يمهد لإعلان الجانب الدولي عن هوية الجهة المعرقلة للانتخابات داخليا وإقليميا.
وتنقل المصادر عن البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير قوله انه فعل ما عليه لتسهيل العملية الانتخابية وإن المسؤولية أصبحت ملقاة منذ ان أنجز مهمته على كاهل الرئيس نبيه بري والرئيس السوري بشار الاسد. وتتوقع المصادر ان ينزلق الوضع نحو «الفراغ الموقت» في انتظار اتضاح نتائج مؤتمر أنابوليس وتبيان ما إذا كانت المعطيات الاقليمية والدولية ستهيئ المناخ الملائم لانتخاب رئيس الجمهورية
(javascript://)
عاش البلد أمس يوما من «الشد العصبي» تحت وطأة الشائعات المتلاحقة حول مستجدات المفاوضات المحلية والدولية بشأن هوية الرئيس المقبل للجمهورية. إسم «يغط» وآخر «يطير» على مدى ساعات النهار والليل في ما يشبه «البورصة المحمومة» التي ترتفع فيها أسهم هذا وتنخفض أسهم ذاك، مداورة بين الاسماء المتداولة، من دون ان تتضح الرؤية بشكل نهائي.
وبدا أن المفاوضات مرت أمس في مراحل حرجة وخاضت في نقاط حساسة، بعدما أدى التأجيل الرابع لجلسة الانتخاب الى حشر كل اللاعبين في الزوايا الضيقة التي تحد من القدرة على المناورة وتتطلب مواقف حاسمة وإجابات قاطعة، لا سيما ان رئيس مجلس النواب استهلك كل احتياطي الوقت وبات الجميع وجها لوجه أمام «حائط» اليوم الاخير من المهلة الدستورية للاستحقاق الرئاسي.
وفي حين كانت حظوظ الوزير السابق ميشال إدة مرتفعة أمس الاول، أظهرت تطورات البارحة انها تراجعت لتتحسن فجأة، بعد الظهر، فرص العماد ميشال عون بفعل موجة من التسريبات الاعلامية والسياسية، قبل ان تسارع مصادر في الموالاة الى التأكيد انه من غير الوارد القبول به وأن ما أشيع في هذا الصدد ليس سوى «نوبة» من التوقعات الوهمية. ولكن نائبا في تكتل «التغيير والإصلاح» أصر في المقابل على ان يتحدى أحد أصدقائه بأن «الجنرال» سيكون ابتداء من الجمعة الرئيس الجديد للبنان، مؤكدا انه سيربح الرهان.
وهناك من يقول ان الاميركيين وضعوا فيتو على إدة المصنف من قبلهم بأنه «فرنسي الهوى»، بينما يعتبر آخرون ان كتاباته ومواقفه الشهيرة المعادية للصهيونية وإسرائيل تثير «نقزة» لدى واشنطن وتل أبيب بقدر ما يُفترض انها تريح المعارضة وسوريا. وحسب المعلومات فإن السفير الاميركي جيفري فيلتمان أبلغ إحدى الشخصيات السياسية الفاعلة، صراحة، برفض انتخاب إدة رئيسا للجمهورية، مبررا هذا الموقف بوجود اعتراض عليه من رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري.
وخلال اللقاء بين فيلتمان والشخصية المذكورة، كان السفير الاميركي يركز على محاولة استشراف الخيارات التي يمكن ان تلجأ اليها المعارضة في حال تولت حكومة الرئيس فؤاد السنيورة ملء الفراغ الذي سيترتب على احتمال الإخفاق في التوافق على رئيس الجمهورية، فجاءه الجواب بأن هذه الحكومة غير دستورية وغير شرعية وبالتالي لا يجوز القبول بأن تكون هي «وريثة» الرئيس إميل لحود.
وفي هذا السياق، أفادت بعض التسريبات التي ازدحمت بها الساحة السياسية البارحة، أن المعارضة ربما تتجه اليوم نحو الإقدام على «خطوة ما»، في حال لم يحصل أي اختراق جدي خلال النهار لأزمة الاستحقاق الرئاسي. وقد تجنب أصحاب هذا التوقع إعطاء المزيد من التفاصيل حول ماهية الخطوة المحتملة، مشددين على ان «الثابت» هو عدم منح الفريق الآخر فرصة فرض اي أمر واقع إذا تعذر إنتخاب رئيس جديد.
وإذ تؤكد أوساط المعارضة انها ما تزال متمسكة بترشيح العماد عون، قبيل يومين من جلسة الجمعة الحاسمة، تلفت الانتباه الى ان إقناع عون بالموافقة على التنازل لصالح ميشال إدة يتطلب اولا قبول فريق 14 آذار باسم الاخير، الامر الذي ما زال يواجه صعوبة كبرى مع رفض الحريري له، مشيرة الى ان إدة هو خط الدفاع الاخير الذي يمكن للمعارضة ان «تنسحب» اليه، طبعا بعدما يكون عون قد وفر التغطية لذلك. ويسود تلك الاوساط شعور بأن الحريري وواشنطن ما زالا يراهنان على إمكانية إعادة تعويم اسم النائب روبير غانم تحت ضغط «حبل الزمن» الذي بدأ يلتف حول عنق الأطراف الداخلية والوسطاء الدوليين والعرب.
وهناك بين المقربين الى رئيس مجلس النواب نبيه بري من يبدي مفاجأته بكون الاعتراض على اسم إدة جاء من سعد الحريري تحديدا في حين كان منتظرا ان يأتي الرد السلبي من وليد جنبلاط وسمير جعجع، ليتبين بالتجربة ان موقفهما كان أكثر مرونة من موقف رئيس تيار المستقبل.
ويشبّه هؤلاء ما يجري حاليا بـ«المفاصلة» التي تتم عادة بين المشتري والبائع حول سعر سلعة ما، والتي غالبا ما تنتهي بتسوية عندما يقول الزبون انه لن يشتري ويهم بالمغادرة، فيناديه البائع ليعود ويقسما الفرق في السعر بينهما.
في هذه الاثناء، تتهم مصادر في قوى 14 آذار الرئيس السوري بشار الاسد بالانقلاب على الضمانات التي كان قد أعطاها للفرنسيين بخصوص ضمان إجراء الانتخابات الرئاسية في لبنان. وترى المصادر ان تأجيل المؤتمر الصحافي للامين العام لجامعة الدول العربية ووزير الخارجية الفرنسي معطوفا على زيارة وزيري الخارجية الاسباني والايطالي الى بيروت اليوم إنما يمهد لإعلان الجانب الدولي عن هوية الجهة المعرقلة للانتخابات داخليا وإقليميا.
وتنقل المصادر عن البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير قوله انه فعل ما عليه لتسهيل العملية الانتخابية وإن المسؤولية أصبحت ملقاة منذ ان أنجز مهمته على كاهل الرئيس نبيه بري والرئيس السوري بشار الاسد. وتتوقع المصادر ان ينزلق الوضع نحو «الفراغ الموقت» في انتظار اتضاح نتائج مؤتمر أنابوليس وتبيان ما إذا كانت المعطيات الاقليمية والدولية ستهيئ المناخ الملائم لانتخاب رئيس الجمهورية