من هناك
11-22-2007, 03:26 AM
حملة «خلص» تخترق البرلمان وتطلق اعتصاماً مفتوحاً
http://www.al-akhbar.com/files/images/p06_20071122_pic2.jpg
جانب من الاعتصام امام مجلس النواب (وائل اللادقي)
حسن عليق
«لديّ ثلاثة أبناء خارج لبنان، وأريد أن أجد لهم رابطاً للعودة إلى هذا البلد». ردّدت هذه الكلمات، أكثر من مرة، سيدة تدعى زينة، هي المشاركة الأكبر سناً في اعتصام «خلص» الذي نظّم في ساحة النجمة عند الواحدة والنصف من بعد ظهر أمس.
«نازلين لأنو خلص». قالت لـ «الأخبار» إحدى منظِّمات الاعتصام يمنى فواز. وأضافت «لأن الوضع في لبنان وصل إلى أسوأ الاحتمالات، ولأننا لا نتحمل رؤية البلاد متجهة نحو الاقتتال، قررنا النزول إلى المجلس النيابي لنقول للسياسيين أن يجتمعوا ويتحاوروا».
وأوضحت فواز أن مجموعة «خلص» باشرت بتنظيم حملة تصاعدية بدأت مع التوجه إلى اللبنانيين في بيوتهم: «زرنا المناطق كلها، وقرعنا أبواب المواطنين، وجمعنا أكثر من 30 الف توقيع بعثنا بها إلى السياسيين لنقول لهم، باسم الموقعين، أن يكفّوا عن دفع الأمور نحو الاقتتال الأهلي. بعدها اجتمعنا بعدد كبير من السياسيين، فكانوا يُظهرون لنا العجز ويطلبون منا مساعدتهم، وكأننا المسؤولون عن إيجاد حلول للبلد. والآن، أحسسنا أن الاقتتال سيحصل في حال عدم الانتخاب، لذلك نزلنا...». قاطعتها إحدى زميلاتها: «لا يهمنا الانتخاب أو عدمه، ما يهمنا هو أن يجلس ممثلو الأطراف السياسية ويجدوا حلًّا يبعد شبح الحرب عن هذه البلاد».
في ساحة النجمة، لم يكن هناك ما يشير إلى أن أمراً ما يجري التحضير له. فالانتشار الأمني كان كما هو في كل يوم، والمواطنون في المقاهي عددهم قليل. كما أن توزّع الصحافيين والمصوّرين على بعض الزوايا لم يلفت نظر رجال الأمن على ما يبدو. فجأة، تجمّع نحو 30 شاباً وشابة أتوا كل على حدة، ووقفوا أمام باب المجلس النيابي، ولبسوا قمصاناً بيضاء كتب عليها كلمة «خلص».
لحظات وتجمّع عدد أكبر من رجال الأمن باللباس العسكري والمدني. ينادي أحدهم زميله عبر الجهاز اللاسلكي: يا 38، 38، توجّه لعندي. حضر 38 بلباسه المدني، وأظهرت أوامره وتوجيهاته أنه الأعلى رتبة بين الأمنيين الموجودين. يطلب من الصحافيين الابتعاد عن مدخل المجلس باتجاه الساعة وسط الساحة، وينادي عبر اللاسلكي «كل الحواجز لمنع الجميع من دخول الباحة». ابتعد الزملاء إلى حيث طُلِب منهم، فوقف معتصمو «خلص» صفاً مستقيماً موازياً لباب المجلس، ويمّموا وجوههم شطر الباب وأداروا ظهورهم للصحافيين، بعدما كتبوا عليها: «نائب في البرلمان ممثل عن الشعب».
انفصلت عنهم زينة لتقف بين الصحافيين الذين تحلّقوا حولها. قالت: «دور السياسيين أن يجدوا لنا حلًّا، وهذا بيت الشعب، نريدهم أن يأتوا إلى هنا للتوصل إلى اتفاق. لدينا عدد كبير من الأشخاص العلمانيين والعقول العظيمة في لبنان. لكن أين هم؟ غير مسموح لهم الوصول إلى السلطة». يقاطعها أحد الأمنيين بالقول: «خربتيلنا بيتنا. لم نعلم أنكم ستحضرون. خدعتونا أنتم والصحافيون».
لحظات وأصدر 38 الأمر لجميع العناصر: «أخرجوا الصحافيين حتى الحاجز». اقترب رجال الأمن بهدوء، وطلبوا من المصورين بلطف فائق أن يغادروا. وقفت يمنى لتتلو بياناً، لكن صوت أذان العصر طغى على صوتها، كذلك إصرار الأمنيين على رجال الصحافة بالمغادرة لم يسمح بمعرفة ما كانت تنوي قوله.
رافَق رجال الأمن زينة حتى الحاجز، وتمكنت الأخيرة من إمرار البيان لعدد من الصحافيين، وفيه أن «لبنان يواجه اليوم مخاطر مصيرية نتيجة الأزمة السياسية المتفاقمة». ورأى كاتبو البيان أن الانتخابات الرئاسية «ليست سوى قطعة من رأس جبل الجليد، وأن خلافات حول قضايا أخرى ستليها. لذلك، لقد آن وقت الحوار، فمسؤولية السياسيين أن يجلسوا معاً اليوم، لأن الوقاية ممكنة، ويجب تأمين المناخ الملائم للحؤول دون دفع الشباب للهجرة». وأوصى البيان السياسيين اللبنانيين بالتنبه إلى خطاباتهم وأفعالهم، لأن «مفاتيح السلم الأهلي بين أياديهم».
مع ساعات المساء الأولى، استغرب المعتصمون في حديث مع «الأخبار» اللطف الفائق الذي تعاملهم به القوى الأمنية، لكنهم، في المقابل، اشتكوا من أنها منعت إمدادهم بالماء والطعام، كذلك منعت رفاقاً لهم من الانضمام إليهم. وقال أحدهم إنهم ينوون البقاء أمام المجلس حتى إبلاغهم بحل الخلافات السياسية في البلاد، داعياً منظمات المجتمع المدني وكل الأطراف إلى مشاركتهم اعتصامهم.
الأخبار: عدد الخميس ٢٢ تشرين الثاني
http://www.al-akhbar.com/files/images/p06_20071122_pic2.jpg
جانب من الاعتصام امام مجلس النواب (وائل اللادقي)
حسن عليق
«لديّ ثلاثة أبناء خارج لبنان، وأريد أن أجد لهم رابطاً للعودة إلى هذا البلد». ردّدت هذه الكلمات، أكثر من مرة، سيدة تدعى زينة، هي المشاركة الأكبر سناً في اعتصام «خلص» الذي نظّم في ساحة النجمة عند الواحدة والنصف من بعد ظهر أمس.
«نازلين لأنو خلص». قالت لـ «الأخبار» إحدى منظِّمات الاعتصام يمنى فواز. وأضافت «لأن الوضع في لبنان وصل إلى أسوأ الاحتمالات، ولأننا لا نتحمل رؤية البلاد متجهة نحو الاقتتال، قررنا النزول إلى المجلس النيابي لنقول للسياسيين أن يجتمعوا ويتحاوروا».
وأوضحت فواز أن مجموعة «خلص» باشرت بتنظيم حملة تصاعدية بدأت مع التوجه إلى اللبنانيين في بيوتهم: «زرنا المناطق كلها، وقرعنا أبواب المواطنين، وجمعنا أكثر من 30 الف توقيع بعثنا بها إلى السياسيين لنقول لهم، باسم الموقعين، أن يكفّوا عن دفع الأمور نحو الاقتتال الأهلي. بعدها اجتمعنا بعدد كبير من السياسيين، فكانوا يُظهرون لنا العجز ويطلبون منا مساعدتهم، وكأننا المسؤولون عن إيجاد حلول للبلد. والآن، أحسسنا أن الاقتتال سيحصل في حال عدم الانتخاب، لذلك نزلنا...». قاطعتها إحدى زميلاتها: «لا يهمنا الانتخاب أو عدمه، ما يهمنا هو أن يجلس ممثلو الأطراف السياسية ويجدوا حلًّا يبعد شبح الحرب عن هذه البلاد».
في ساحة النجمة، لم يكن هناك ما يشير إلى أن أمراً ما يجري التحضير له. فالانتشار الأمني كان كما هو في كل يوم، والمواطنون في المقاهي عددهم قليل. كما أن توزّع الصحافيين والمصوّرين على بعض الزوايا لم يلفت نظر رجال الأمن على ما يبدو. فجأة، تجمّع نحو 30 شاباً وشابة أتوا كل على حدة، ووقفوا أمام باب المجلس النيابي، ولبسوا قمصاناً بيضاء كتب عليها كلمة «خلص».
لحظات وتجمّع عدد أكبر من رجال الأمن باللباس العسكري والمدني. ينادي أحدهم زميله عبر الجهاز اللاسلكي: يا 38، 38، توجّه لعندي. حضر 38 بلباسه المدني، وأظهرت أوامره وتوجيهاته أنه الأعلى رتبة بين الأمنيين الموجودين. يطلب من الصحافيين الابتعاد عن مدخل المجلس باتجاه الساعة وسط الساحة، وينادي عبر اللاسلكي «كل الحواجز لمنع الجميع من دخول الباحة». ابتعد الزملاء إلى حيث طُلِب منهم، فوقف معتصمو «خلص» صفاً مستقيماً موازياً لباب المجلس، ويمّموا وجوههم شطر الباب وأداروا ظهورهم للصحافيين، بعدما كتبوا عليها: «نائب في البرلمان ممثل عن الشعب».
انفصلت عنهم زينة لتقف بين الصحافيين الذين تحلّقوا حولها. قالت: «دور السياسيين أن يجدوا لنا حلًّا، وهذا بيت الشعب، نريدهم أن يأتوا إلى هنا للتوصل إلى اتفاق. لدينا عدد كبير من الأشخاص العلمانيين والعقول العظيمة في لبنان. لكن أين هم؟ غير مسموح لهم الوصول إلى السلطة». يقاطعها أحد الأمنيين بالقول: «خربتيلنا بيتنا. لم نعلم أنكم ستحضرون. خدعتونا أنتم والصحافيون».
لحظات وأصدر 38 الأمر لجميع العناصر: «أخرجوا الصحافيين حتى الحاجز». اقترب رجال الأمن بهدوء، وطلبوا من المصورين بلطف فائق أن يغادروا. وقفت يمنى لتتلو بياناً، لكن صوت أذان العصر طغى على صوتها، كذلك إصرار الأمنيين على رجال الصحافة بالمغادرة لم يسمح بمعرفة ما كانت تنوي قوله.
رافَق رجال الأمن زينة حتى الحاجز، وتمكنت الأخيرة من إمرار البيان لعدد من الصحافيين، وفيه أن «لبنان يواجه اليوم مخاطر مصيرية نتيجة الأزمة السياسية المتفاقمة». ورأى كاتبو البيان أن الانتخابات الرئاسية «ليست سوى قطعة من رأس جبل الجليد، وأن خلافات حول قضايا أخرى ستليها. لذلك، لقد آن وقت الحوار، فمسؤولية السياسيين أن يجلسوا معاً اليوم، لأن الوقاية ممكنة، ويجب تأمين المناخ الملائم للحؤول دون دفع الشباب للهجرة». وأوصى البيان السياسيين اللبنانيين بالتنبه إلى خطاباتهم وأفعالهم، لأن «مفاتيح السلم الأهلي بين أياديهم».
مع ساعات المساء الأولى، استغرب المعتصمون في حديث مع «الأخبار» اللطف الفائق الذي تعاملهم به القوى الأمنية، لكنهم، في المقابل، اشتكوا من أنها منعت إمدادهم بالماء والطعام، كذلك منعت رفاقاً لهم من الانضمام إليهم. وقال أحدهم إنهم ينوون البقاء أمام المجلس حتى إبلاغهم بحل الخلافات السياسية في البلاد، داعياً منظمات المجتمع المدني وكل الأطراف إلى مشاركتهم اعتصامهم.
الأخبار: عدد الخميس ٢٢ تشرين الثاني