FreeMuslim
11-19-2007, 07:09 AM
خطاب حزب الله التمزيقي
بدرالدين حسن قربي*
يستحضر عامة الناس من أهل الشام وأحياناً مثقفوهم بعض الكلمات العامية اللطيفة والتعبيرات المثيرة والوجيزة التي تعبر حقيقةً عن مقاصد في حديثهم ووصفهم قد نفتقدها في فصيح الكلام لسبب ما. فمن ذلك اختصارهم لوصف الرجل الشجاع والشهم والقبضاي بكلمة عنتر، وللسائق الماهر والحرفي بأنه (شوفير مرّ)، ولرجل السلطة الكبير المتنفذ والنهاب ( هامور أو حوت كبير)، ووصفهم للخطيب المفوه والبارع بكلمات ملفته في معناها لاسيما يوم يأخذهم الحماس فيوجزون الوصف بقولهم: هو خطيب ( بمزّق تمزيق). قد يكون الكثير من الكلمات السابقة وغيرها مما لم نذكره مفهوماً من سياقه العام في الكلام وماتحمله الذاكرة من مخزوناتها في استخدام هذه الكلمة. ولكني كنت كلما سمعت هذا التوصيف عن الخطيب البارع أتساءل لماذا يقولون: (بمزّق تمزيق) وماعلاقة التمزيق بالخطابة، ولايقولون: (برقّع ترقيع)، إلى أن سمعت خطاب حسن نصرالله الأخير في يوم الشهيد فزالت إشكالية المصطلح.
فكلما تفاءل اللبنانييون قليلاً ومعهم محبوهم في أنحاء الأرض وهم كثير كثير، وشمّوا قليلاً من هواء، والتقطوا بعضاً من أنفاسهم مع اقتراب اكتمال رقعة الثوب اللبناني، نزلت عليهم صاعقة حديث أو تصريح أو خطبة جاهزة ومجهزة وعن سبق إصرار يلتحف صاحبها مصلحة لبنان وكرامته واستعادة أسراه وماتبقى من أرضٍ محتلة، فترفع الحرارة في البلد وتُسخّن الجو فتشعل الأراضي والغابات في الشمال والجنوب والسهل والجبل، ويتسع الخرق على الراقع وحاله يقول: كلما رقعتها تمزقت.
في كل مرةٍ يتكلم فيها السيد حسن نصرالله يضع الناس والمعنيين بالشأن اللبناني أمام امتحان تعجيزي جديد حتى قبل أن ينتهوا من طلباته التي قبْلها، ليتأكد للمتابعين لمقولاته وخطاباته والمعنيين في تصريحاته أن القضية ليست فيما يقوله السيد من النصوص وإنما فيما وراءها من النفوس. وربكم أعلم بما في نفوسـكم.
لايبدو أن الأفرقاء اللبنانيين موالاة ومعارضة اتفقوا على اسم رئيس الجمهورية العتيد بعد رغم اقتراب القيامة اللبنانية ولاسيما أن المعارضة مرونةً منها ووفاقاً قدمت مرشحها الوحيد العماد عون كمرشح أول واحتياطي، ومرشح حل وتوافق، ومرشح إنقاذ وقيامة، وإما هو أو الطوفان وغير هيك مافي، أعجبكم أم لم يعجبكم مستحضرين كلاماً من مثل (اللي مابعجبه يطق راسه في الحيط) على طريقة الجارة السورية. وهم مع كل هذا وذاك والحق يقال، لاينسون أن يؤكدوا في كل مقالاتهم وطروحاتهم أنهم يريدون رئيساً توافقياً يكون رئيس حلّ أيضاً.
طرح حسن نصرالله في خطابه الأخير مواصفات للرئيس المطلوب ليست موجودة حتى في الجنرال عون وغير متوفرة فيما نعتقد إلا في اثنين لاثالث لهما أحدهما العماد إميل لحود والثاني الرئيس السوري، ووضع الناس مجدداً في طريق مسدودة ليس لها من دون الله كاشفة. فهم إمّا يتحايلون على الدستور فيمدّدون ثانيةً للرئيس لحود أو يقبلون بالرئيس السوري رئيساً لهم هذا إذا قبل أحدهما التعاون والتوافق ليكون رئيس حلّ لبلد ووطن اسمه لبنان، ولتتجدد معاناة الناس ومشاكلهم في وطن حلّته ثلاثون عاماً من حكم القمع والاستبداد.
تساءل سماحة السيد في خطبته التمزيقية محمّساً جماهيره، كيف ينام أهل الجنوب وأهل القرى الحدودية وفي جوارهم خمسون ألف ضابط وجندي مع كامل الفرق المدرعة والمؤللة على الجانب الآخر للحدود. وجواب تساؤله فيما نعتقد عند حلفائه الصامدين والممانعين من جهة الجولان لو أراد، ليعلم كيف ناموا لأكثر من أربعين عاماً وجوارهم أليف وديع ومسالم، وعاصمتهم أقرب من حبل الوريد إلى من يتحدث عن جوارهم.
ثم تساءل ماذا فعلت الحكومة اللبنانية بعد حرب آب/ أغسطس 2006 في ملف مزارع شبعا وتلال كفر شوبا وسامحها مشكوراً عن ملف الأسرى لأنه في عهدته. نعم سأل حكومةً تعهّد مع حلفائه بألا يقر لهم قرار حتى زوال هالحكومة العاطلة، وهم من أجل هذا يواصلون اعتصامهم ويصفونها دائماً بالبتراء واللاشرعية وحكومة اللصوص والقتلة.
نعم..!! سألها عما فعلت خلال أشهر معلومات في مزارع وتلال أضاعها والجولان معاً جاره وحليفه النظام السوري يوم كانت لديه أمانةً، ولم يخطر ببالهم أن يسألوه كيف أضاعها ومافعل من أجلها خلال أكثر من أربعين عاماً. كان أولى بسماحته أن يسأل عنها النظام الذي ضيعها إلا إذا كان يعتقد أن على حكومة القتلة واللصوص البتراء خلال هالأشهر القليلة استرجاع أراضٍ أضاعتها حكومات الصمود والممانعة الحليفة عند النظام الجار منذ عشرات السنين. مالكم كيف تسألون بل مالكم كيف تحكمون..!!؟
قال حسن نصر الله في خطابه التمزيقي ماقال عن الحكومة اللبنانية، ووجه نداءه إلى الرئيس لحود ليتصرف تجاهها قبل تركه قصر بعبدا بما يمليه عليه الواجب الوطني والدستوري. وفي نفس اليوم وجه رئيس اللقاء الوطني الرئيس عمر كرامي ومن معه في لقائه من جبهة العمل الإسلامي وغيرهم نداءً مماثلاً. وهي بلاشك خطابات ونداءات لها أهدافها ومراميها التمزيقية فيما نعتقد، وإلا لماذا أمضت هذه المعارضة أكثر من تسعة شهور عقب استقالة الوزراء الشيعة من الحكومة واعتبارهم لها حكومة فاقدة للشرعية وأطلقوا عليها اسم الحكومة البتراء وفيه مافيه من الإيحاءات التي لاتفوتهم مما يعرف بالخطبة البتراء المشهورة، وباتوا لايعترفون بقراراتها ولامايصدر عنها وهو أمر في غاية الخطورة على لبنان. لماذا أمضوا كل هالفترة ولم يشكلوا حكومة شرعية وتركوا البلد من دون حكومة، وهو أمر فيه مافيه من المسؤولية على الرئيس لحود خصوصاً وغيره لأنهم تركوا البلد سايبة ولم يعملوا لتشكيل حكومة إنقاذ أو حكومة نهضة أو حكومة وطنية على طريقتهم، والأهم أنهم تركوا هذا الأمر لأيام لحود الأخيرة. وهم في هذا يكررون قصة مزارع شبعا التي بلعوا (زلط) من أضاعها منذ أربعين عاماً ولم يحتملوا أشهراً حتى يتهموا حكومة السنيورة بما يتهمونها لأنها لم ترجع بعد ماأضاعه الرفاق الصامدون واتهامها بالتقصير والقتل والعمالة، وكأنها من أعطت شبعا لليهود.
هنالك لاشك جهود تبذل على كافة الأصعدة المحلية والإقليمية والعربية والدولية لامثيل لها في العصر الحديث لمواجهة الاستحقاقات اللبنانية والعمل على ترقيع ثوب هذا الوطن الجميل الذي عمل فيه وجود النظام السوري الأسدي الأب والابن (عمايله) خلال ثلاثين عاماً القادم بعدها أدهى وأمرّ.
قال لي: هل تعلم أن حال الأرجيلة في لبنان قد تغيّر، وبات مدخنوها يضعون الفحم عليها كما هو ودون أن يشعلوه..!؟
قلت: غير معقول، نفس الأرجيلة لن يعمل، وإلا كيف..!؟
قال: النظام السوري فعل أفاعيله في هواء لبنان وحرارة جوه حتى وصل الأمر أن الأشجار والغابات باتت تشتعل من تلقاء نفسها لمجرد مرور الهواء عليها من ارتفاع حرارته، فصار الهواء بجهودهم يحرق حرقاً وصارت الخطابات الإلهية تمزق تمزيقاً، (فأطفئ إن كنّك بتطّفي، ورقّع إن كنّك بترقع، وهات ياتقشيط)، فحسبي الله ونعم الوكيل.
بدرالدين حسن قربي*
يستحضر عامة الناس من أهل الشام وأحياناً مثقفوهم بعض الكلمات العامية اللطيفة والتعبيرات المثيرة والوجيزة التي تعبر حقيقةً عن مقاصد في حديثهم ووصفهم قد نفتقدها في فصيح الكلام لسبب ما. فمن ذلك اختصارهم لوصف الرجل الشجاع والشهم والقبضاي بكلمة عنتر، وللسائق الماهر والحرفي بأنه (شوفير مرّ)، ولرجل السلطة الكبير المتنفذ والنهاب ( هامور أو حوت كبير)، ووصفهم للخطيب المفوه والبارع بكلمات ملفته في معناها لاسيما يوم يأخذهم الحماس فيوجزون الوصف بقولهم: هو خطيب ( بمزّق تمزيق). قد يكون الكثير من الكلمات السابقة وغيرها مما لم نذكره مفهوماً من سياقه العام في الكلام وماتحمله الذاكرة من مخزوناتها في استخدام هذه الكلمة. ولكني كنت كلما سمعت هذا التوصيف عن الخطيب البارع أتساءل لماذا يقولون: (بمزّق تمزيق) وماعلاقة التمزيق بالخطابة، ولايقولون: (برقّع ترقيع)، إلى أن سمعت خطاب حسن نصرالله الأخير في يوم الشهيد فزالت إشكالية المصطلح.
فكلما تفاءل اللبنانييون قليلاً ومعهم محبوهم في أنحاء الأرض وهم كثير كثير، وشمّوا قليلاً من هواء، والتقطوا بعضاً من أنفاسهم مع اقتراب اكتمال رقعة الثوب اللبناني، نزلت عليهم صاعقة حديث أو تصريح أو خطبة جاهزة ومجهزة وعن سبق إصرار يلتحف صاحبها مصلحة لبنان وكرامته واستعادة أسراه وماتبقى من أرضٍ محتلة، فترفع الحرارة في البلد وتُسخّن الجو فتشعل الأراضي والغابات في الشمال والجنوب والسهل والجبل، ويتسع الخرق على الراقع وحاله يقول: كلما رقعتها تمزقت.
في كل مرةٍ يتكلم فيها السيد حسن نصرالله يضع الناس والمعنيين بالشأن اللبناني أمام امتحان تعجيزي جديد حتى قبل أن ينتهوا من طلباته التي قبْلها، ليتأكد للمتابعين لمقولاته وخطاباته والمعنيين في تصريحاته أن القضية ليست فيما يقوله السيد من النصوص وإنما فيما وراءها من النفوس. وربكم أعلم بما في نفوسـكم.
لايبدو أن الأفرقاء اللبنانيين موالاة ومعارضة اتفقوا على اسم رئيس الجمهورية العتيد بعد رغم اقتراب القيامة اللبنانية ولاسيما أن المعارضة مرونةً منها ووفاقاً قدمت مرشحها الوحيد العماد عون كمرشح أول واحتياطي، ومرشح حل وتوافق، ومرشح إنقاذ وقيامة، وإما هو أو الطوفان وغير هيك مافي، أعجبكم أم لم يعجبكم مستحضرين كلاماً من مثل (اللي مابعجبه يطق راسه في الحيط) على طريقة الجارة السورية. وهم مع كل هذا وذاك والحق يقال، لاينسون أن يؤكدوا في كل مقالاتهم وطروحاتهم أنهم يريدون رئيساً توافقياً يكون رئيس حلّ أيضاً.
طرح حسن نصرالله في خطابه الأخير مواصفات للرئيس المطلوب ليست موجودة حتى في الجنرال عون وغير متوفرة فيما نعتقد إلا في اثنين لاثالث لهما أحدهما العماد إميل لحود والثاني الرئيس السوري، ووضع الناس مجدداً في طريق مسدودة ليس لها من دون الله كاشفة. فهم إمّا يتحايلون على الدستور فيمدّدون ثانيةً للرئيس لحود أو يقبلون بالرئيس السوري رئيساً لهم هذا إذا قبل أحدهما التعاون والتوافق ليكون رئيس حلّ لبلد ووطن اسمه لبنان، ولتتجدد معاناة الناس ومشاكلهم في وطن حلّته ثلاثون عاماً من حكم القمع والاستبداد.
تساءل سماحة السيد في خطبته التمزيقية محمّساً جماهيره، كيف ينام أهل الجنوب وأهل القرى الحدودية وفي جوارهم خمسون ألف ضابط وجندي مع كامل الفرق المدرعة والمؤللة على الجانب الآخر للحدود. وجواب تساؤله فيما نعتقد عند حلفائه الصامدين والممانعين من جهة الجولان لو أراد، ليعلم كيف ناموا لأكثر من أربعين عاماً وجوارهم أليف وديع ومسالم، وعاصمتهم أقرب من حبل الوريد إلى من يتحدث عن جوارهم.
ثم تساءل ماذا فعلت الحكومة اللبنانية بعد حرب آب/ أغسطس 2006 في ملف مزارع شبعا وتلال كفر شوبا وسامحها مشكوراً عن ملف الأسرى لأنه في عهدته. نعم سأل حكومةً تعهّد مع حلفائه بألا يقر لهم قرار حتى زوال هالحكومة العاطلة، وهم من أجل هذا يواصلون اعتصامهم ويصفونها دائماً بالبتراء واللاشرعية وحكومة اللصوص والقتلة.
نعم..!! سألها عما فعلت خلال أشهر معلومات في مزارع وتلال أضاعها والجولان معاً جاره وحليفه النظام السوري يوم كانت لديه أمانةً، ولم يخطر ببالهم أن يسألوه كيف أضاعها ومافعل من أجلها خلال أكثر من أربعين عاماً. كان أولى بسماحته أن يسأل عنها النظام الذي ضيعها إلا إذا كان يعتقد أن على حكومة القتلة واللصوص البتراء خلال هالأشهر القليلة استرجاع أراضٍ أضاعتها حكومات الصمود والممانعة الحليفة عند النظام الجار منذ عشرات السنين. مالكم كيف تسألون بل مالكم كيف تحكمون..!!؟
قال حسن نصر الله في خطابه التمزيقي ماقال عن الحكومة اللبنانية، ووجه نداءه إلى الرئيس لحود ليتصرف تجاهها قبل تركه قصر بعبدا بما يمليه عليه الواجب الوطني والدستوري. وفي نفس اليوم وجه رئيس اللقاء الوطني الرئيس عمر كرامي ومن معه في لقائه من جبهة العمل الإسلامي وغيرهم نداءً مماثلاً. وهي بلاشك خطابات ونداءات لها أهدافها ومراميها التمزيقية فيما نعتقد، وإلا لماذا أمضت هذه المعارضة أكثر من تسعة شهور عقب استقالة الوزراء الشيعة من الحكومة واعتبارهم لها حكومة فاقدة للشرعية وأطلقوا عليها اسم الحكومة البتراء وفيه مافيه من الإيحاءات التي لاتفوتهم مما يعرف بالخطبة البتراء المشهورة، وباتوا لايعترفون بقراراتها ولامايصدر عنها وهو أمر في غاية الخطورة على لبنان. لماذا أمضوا كل هالفترة ولم يشكلوا حكومة شرعية وتركوا البلد من دون حكومة، وهو أمر فيه مافيه من المسؤولية على الرئيس لحود خصوصاً وغيره لأنهم تركوا البلد سايبة ولم يعملوا لتشكيل حكومة إنقاذ أو حكومة نهضة أو حكومة وطنية على طريقتهم، والأهم أنهم تركوا هذا الأمر لأيام لحود الأخيرة. وهم في هذا يكررون قصة مزارع شبعا التي بلعوا (زلط) من أضاعها منذ أربعين عاماً ولم يحتملوا أشهراً حتى يتهموا حكومة السنيورة بما يتهمونها لأنها لم ترجع بعد ماأضاعه الرفاق الصامدون واتهامها بالتقصير والقتل والعمالة، وكأنها من أعطت شبعا لليهود.
هنالك لاشك جهود تبذل على كافة الأصعدة المحلية والإقليمية والعربية والدولية لامثيل لها في العصر الحديث لمواجهة الاستحقاقات اللبنانية والعمل على ترقيع ثوب هذا الوطن الجميل الذي عمل فيه وجود النظام السوري الأسدي الأب والابن (عمايله) خلال ثلاثين عاماً القادم بعدها أدهى وأمرّ.
قال لي: هل تعلم أن حال الأرجيلة في لبنان قد تغيّر، وبات مدخنوها يضعون الفحم عليها كما هو ودون أن يشعلوه..!؟
قلت: غير معقول، نفس الأرجيلة لن يعمل، وإلا كيف..!؟
قال: النظام السوري فعل أفاعيله في هواء لبنان وحرارة جوه حتى وصل الأمر أن الأشجار والغابات باتت تشتعل من تلقاء نفسها لمجرد مرور الهواء عليها من ارتفاع حرارته، فصار الهواء بجهودهم يحرق حرقاً وصارت الخطابات الإلهية تمزق تمزيقاً، (فأطفئ إن كنّك بتطّفي، ورقّع إن كنّك بترقع، وهات ياتقشيط)، فحسبي الله ونعم الوكيل.