أبو جهاد الشامي
11-03-2007, 09:52 AM
فادي شامية: "المقاومة الإسلامية ـ قوات الفجر": كيف نشأت وكيف سرقت؟
فادي شامية - المستقبل:
بعيد الاجتياح الإسرائيلي للبنان في حزيران من العام 1982 اجتمعت ثلة من الشباب المنتمين إلى "الجماعة الإسلامية" في صيدا على قتال المحتل، لم يكونوا يملكون غير إرادة المقاومة. قرارهم سبق قيادتهم وقد استندوا إلى التربية التي تلقوها في صفوف إخوانهم وإلى قرار مركزي متخذ بمقاومة المحتل إذا ما احتُلت الأرض.
النشأة
استلزم الأمر أسابيع عدة لترتيب المشروع واتخاذ القرار الكبير على مستوى منطقة المواجهة في صيدا. فضّل الشباب تنفيذ عملياتهم عند الفجر فاسموا قواتهم بـ "قوات الفجر". أمنّت "الجماعة" المال والسلاح للمجموعة المقاومة، وشكّلت لجنة مركزية برئاسة الأمين العام وقتها: فتحي يكن، ضمت في صفوفها قائد تلك القوات جمال حبال، الذي استشهد بعد مواجهة كبيرة مع وحدة من لواء غولاني في 27 كانون الأول من العام 1983 في صيدا. خلال فترة احتلال صيدا تعرّض عناصر "الجماعة الإسلامية" وقياداتها إلى الاعتقال من الجيش الإسرائيلي، فانتقلت مجموعات إلى بيروت وأخرى إلى طرابلس، واستأجرت "الجماعة الإسلامية" بيوتاً لهم، وكان بعضهم يتحرك على خط صيدا ـ بيروت لشن المزيد من العمليات، وكان التنسيق قائماً مع "حزب الله" الذي كان في بداياته المتواضعة.
في كتيب أصدرته "الجماعة الإسلامية" في العام الماضي وثّقت لـ 35 من شهداء جناحها المقاوم ـ قوات الفجر، استشهد معظمهم بين العام 1982 والعام 1985.
مع خروج الدكتور فتحي يكن من "الجماعة الإسلامية" تنظيمياً وعملياً قبل سنوات، وتأسيسه لاحقاً "جبهة العمل الإسلامي" المدعومة من "حزب الله" والنظامين السوري والإيراني في العام الماضي، ضم إلى صفوفه "قوات الفجر" بقيادة أحد "الكوادر" السابقين لهذه القوات، الحاج عبد الله الترياقي، بعدما فصلته "الجماعة الإسلامية"، إذ تبين لها بأن "الحرس الثوري الإيراني" قد استوعبه في مشروع بعيد عن توجهات "الجماعة". هنا بدأ النزاع بين "الجماعة الإسلامية" التي تريد أن تحفظ لنفسها التاريخ المقاوم يوم أنشأت "قوات الفجر" ورعتها ومولتها وفق استطاعتها، وبين الثنائي: يكن والترياقي، اللذين يريدان "تجيير التاريخ" لصالح "جبهة العمل الإسلامي" وتالياً إلى المشروع السوري ـ الإيراني في لبنان.
متغيرات وشهادات
يتعجب أحد الذين كانوا من قادة اللجنة العسكرية في صيدا من "السلوك غير الأخلاقي" للـ "الترياقي وجماعته"، ويعتبر أن في ما يقوم به تنكّر لكل تضحيات الشهداء الذين "بايعوا واستشهدوا تحت راية الجماعة الإسلامية، بما فيهم قائد قوات الفجر، فإذا بصوَرهم باتت في سجلٍ آخر ولصالح مشروع آخر"، ويذكّر الشيخ إياه "الذين يزوّرون التاريخ تحت أي راية استشهد الشهداء ودفنوا، وتحت أي راية عاد المقاومون من بيروت وطرابلس إلى صيدا بعد تحريرها بفضل تضحيات إخوانهم في الجماعة الإسلامية"، ويلفت إلى أن عدداً من الشهداء الذين يرفع قائد قوات الفجر الجديد صورهم اليوم لم يكن يعرفهم".
أحد أركان "قوات الفجر" ـ وهو مسؤول حالياً في "الجماعة" ـ يبدي خشيته من رفع صورته على لائحة "النسخة الحديثة من قوات الفجر" عند موته، تماماً كما يجري حالياً مع العديد من الشهداء الذين يرفض ذووهم المتاجرة بهم عبر "جبهة العمل الإسلامي". ويلفت آخر إلى الوقاحة في وضع صورة الشيخ محرم العارفي، الذي ربى عدداً كبيراً من الشباب المقاوم في صيدا، ضمن عداد شهداء هذه القوات المملوكة غصباً لـ"جبهة العمل الإسلامي"، علماً أن الرجل عاش في كنف "الجماعة" وتوفي في العام 2000 وهو أحد رموزها!!.
خلال زيارة له إلى صيدا في 8 أيلول الماضي تحدث الدكتور يكن في حفل عشاء عن "قوات الفجر" التي باتت وفق تصنيفه هو "من أركان جبهة العمل الإسلامي"، ما اضطـُر "الجماعة الإسلامية" في صيدا إلى إصدار بيان نبّهت فيه على أن الدكتور يكن قد تحدّث عن "قوات الفجر بأسلوب اجتزأ فيه التاريخ وروى فيه نصف الحقيقة" متمنية على يكن "أن يضع الأمور في نصابها الصحيح احتراماً لمصداقيته ولتاريخه... وأن يذّكرنا بقرارٍ ممن أسست قوات الفجر ولمن تتبع، وهل يحق لأي كان أن يدّعي ملكيته لتاريخها ولو كان أحد قادتها السابقين؟!".
"قوات الفجر" اليوم
بعد تحرير صيدا في 16 شباط 1985 حافظت "الجماعة الإسلامية" على قوة "رمزية" لها في عداد المقاومة في الجنوب تعمل وفق قرار قيادتها، ولكن بالتنسيق مع "حزب الله"، كضرورة كان لا بد منها خلال فترة الوجود السوري في لبنان، وقد بقيت "قوة رمزية" أخرى من أهالي العرقوب في أقصى الجنوب تعمل حتى حرب تموز من العام الماضي، وقد تركت موقعها بعد دخول الجيش وقوات "اليونيفيل" المعززة إلى تلك البقعة. عملياً يمكن إسدال الستار على آخر العمليات الفعالة لـ"قوات الفجر" في العام 1990 عندما نفذت عملية استشهادية بحرية قرب رأس الناقورة، واستشهد لها شهيدان لم يعثر على جثتيهما إلى اليوم.
اسم "قوات الفجر" المتداول اليوم هو غيره بالأمس، الشباب تغيروا، تربيتهم ومشروعهم تغير أيضاً. "قوات الفجر" التي تتبع "جبهة العمل الإسلامي" اليوم مصنفة في أذهان الناس في الموقع الذي وضع الدكتور يكن نفسه فيه، وعملها يدخل في غالبه ضمن خطة "حزب الله" استبدال مواجهة سنية ـ شيعية بمواجهة سنية ـ سنية، ودرزية ـ درزية، ومسيحية ـ مسيحية عبر استيعاب فئات من هذه الطوائف وتسليحها وفق ما بات معلوماً.
في إفطار لـ"الجبهة" أقامته في المنية في الأسبوع الأخير من رمضان قال الدكتور فتحي يكن "إن قوات الفجر التي قامت في العام 1982 كانت أول من هبّ للدفاع عن لبنان ومقاومة الاحتلال الاسرائيلي، وهي تتابع اليوم عبر جبهة العمل هذا العمل"، لم يشرح الدكتور يكن باتفاق مع من، وبتفويض ممن "تتابع قوات الفجر اليوم (مسيرتها) عبر جبهة العمل الإسلامي"، لكن يكن أضاف معلومة أشد غرابة وهي أن "قوات الفجر" تتولى اليوم "الدفاع عن قرى المواجهة في الشريط الحدودي، والتي هي في معظمها قرى سنية"!. والمعلومة إن صحت فهي ذات دلالات خطيرة جداً.
"قوات الفجر المسروقة" لم تعد تعاني من قلة المال والسلاح كما كانت أيام مقاومتها الاحتلال الإسرائيلي وعملائه، لكنها باتت تعاني من ندرة الذين باعوا أنفسهم بصدق لله، لذلك فهي تحتاج من وقت لآخر الى التطهّر ببعض القامات الطويلة ممن تستضيفهم أو تكرّمهم.
ما زال "المال النظيف" يتدفق، وتدريب الكثير من المخدوعين والمشبوهين جارٍ على قدم وساق، والستار أنهم "مقاومة"، لكن "مجموعات المقاومة" التي يمثلها عبد الرحيم مراد في البقاع، ووئام وهاب في الجبل، وزاهر الخطيب في إقليم الخروب باتت جاهزة للتحرك إذا ما ارتكب "عملاء المشروع الأميركي" ما وصفه النائب محمد رعد بـ"الخطيئة الكبرى التي قد يطول وجع اللبنانيين منها".
ملف التسلّح كان على طاولة جلسة مجلس الوزراء الأخيرة المخصصة لذلك، وتهديدات وئام وهاب، المحضون من "حزب الله"، وفارس منابره، والذي حظي بشرف لقاء أمينه العام لساعات ثلاث، باتت معلومة، وغداً قد يبرر "المقاومون" استخدام "سلاحهم في الداخل" بإسقاط المشروع الأميركي وبقتال عملاء أميركا و"إسرائيل" من شركاء الوطن!.
فادي شامية - المستقبل:
بعيد الاجتياح الإسرائيلي للبنان في حزيران من العام 1982 اجتمعت ثلة من الشباب المنتمين إلى "الجماعة الإسلامية" في صيدا على قتال المحتل، لم يكونوا يملكون غير إرادة المقاومة. قرارهم سبق قيادتهم وقد استندوا إلى التربية التي تلقوها في صفوف إخوانهم وإلى قرار مركزي متخذ بمقاومة المحتل إذا ما احتُلت الأرض.
النشأة
استلزم الأمر أسابيع عدة لترتيب المشروع واتخاذ القرار الكبير على مستوى منطقة المواجهة في صيدا. فضّل الشباب تنفيذ عملياتهم عند الفجر فاسموا قواتهم بـ "قوات الفجر". أمنّت "الجماعة" المال والسلاح للمجموعة المقاومة، وشكّلت لجنة مركزية برئاسة الأمين العام وقتها: فتحي يكن، ضمت في صفوفها قائد تلك القوات جمال حبال، الذي استشهد بعد مواجهة كبيرة مع وحدة من لواء غولاني في 27 كانون الأول من العام 1983 في صيدا. خلال فترة احتلال صيدا تعرّض عناصر "الجماعة الإسلامية" وقياداتها إلى الاعتقال من الجيش الإسرائيلي، فانتقلت مجموعات إلى بيروت وأخرى إلى طرابلس، واستأجرت "الجماعة الإسلامية" بيوتاً لهم، وكان بعضهم يتحرك على خط صيدا ـ بيروت لشن المزيد من العمليات، وكان التنسيق قائماً مع "حزب الله" الذي كان في بداياته المتواضعة.
في كتيب أصدرته "الجماعة الإسلامية" في العام الماضي وثّقت لـ 35 من شهداء جناحها المقاوم ـ قوات الفجر، استشهد معظمهم بين العام 1982 والعام 1985.
مع خروج الدكتور فتحي يكن من "الجماعة الإسلامية" تنظيمياً وعملياً قبل سنوات، وتأسيسه لاحقاً "جبهة العمل الإسلامي" المدعومة من "حزب الله" والنظامين السوري والإيراني في العام الماضي، ضم إلى صفوفه "قوات الفجر" بقيادة أحد "الكوادر" السابقين لهذه القوات، الحاج عبد الله الترياقي، بعدما فصلته "الجماعة الإسلامية"، إذ تبين لها بأن "الحرس الثوري الإيراني" قد استوعبه في مشروع بعيد عن توجهات "الجماعة". هنا بدأ النزاع بين "الجماعة الإسلامية" التي تريد أن تحفظ لنفسها التاريخ المقاوم يوم أنشأت "قوات الفجر" ورعتها ومولتها وفق استطاعتها، وبين الثنائي: يكن والترياقي، اللذين يريدان "تجيير التاريخ" لصالح "جبهة العمل الإسلامي" وتالياً إلى المشروع السوري ـ الإيراني في لبنان.
متغيرات وشهادات
يتعجب أحد الذين كانوا من قادة اللجنة العسكرية في صيدا من "السلوك غير الأخلاقي" للـ "الترياقي وجماعته"، ويعتبر أن في ما يقوم به تنكّر لكل تضحيات الشهداء الذين "بايعوا واستشهدوا تحت راية الجماعة الإسلامية، بما فيهم قائد قوات الفجر، فإذا بصوَرهم باتت في سجلٍ آخر ولصالح مشروع آخر"، ويذكّر الشيخ إياه "الذين يزوّرون التاريخ تحت أي راية استشهد الشهداء ودفنوا، وتحت أي راية عاد المقاومون من بيروت وطرابلس إلى صيدا بعد تحريرها بفضل تضحيات إخوانهم في الجماعة الإسلامية"، ويلفت إلى أن عدداً من الشهداء الذين يرفع قائد قوات الفجر الجديد صورهم اليوم لم يكن يعرفهم".
أحد أركان "قوات الفجر" ـ وهو مسؤول حالياً في "الجماعة" ـ يبدي خشيته من رفع صورته على لائحة "النسخة الحديثة من قوات الفجر" عند موته، تماماً كما يجري حالياً مع العديد من الشهداء الذين يرفض ذووهم المتاجرة بهم عبر "جبهة العمل الإسلامي". ويلفت آخر إلى الوقاحة في وضع صورة الشيخ محرم العارفي، الذي ربى عدداً كبيراً من الشباب المقاوم في صيدا، ضمن عداد شهداء هذه القوات المملوكة غصباً لـ"جبهة العمل الإسلامي"، علماً أن الرجل عاش في كنف "الجماعة" وتوفي في العام 2000 وهو أحد رموزها!!.
خلال زيارة له إلى صيدا في 8 أيلول الماضي تحدث الدكتور يكن في حفل عشاء عن "قوات الفجر" التي باتت وفق تصنيفه هو "من أركان جبهة العمل الإسلامي"، ما اضطـُر "الجماعة الإسلامية" في صيدا إلى إصدار بيان نبّهت فيه على أن الدكتور يكن قد تحدّث عن "قوات الفجر بأسلوب اجتزأ فيه التاريخ وروى فيه نصف الحقيقة" متمنية على يكن "أن يضع الأمور في نصابها الصحيح احتراماً لمصداقيته ولتاريخه... وأن يذّكرنا بقرارٍ ممن أسست قوات الفجر ولمن تتبع، وهل يحق لأي كان أن يدّعي ملكيته لتاريخها ولو كان أحد قادتها السابقين؟!".
"قوات الفجر" اليوم
بعد تحرير صيدا في 16 شباط 1985 حافظت "الجماعة الإسلامية" على قوة "رمزية" لها في عداد المقاومة في الجنوب تعمل وفق قرار قيادتها، ولكن بالتنسيق مع "حزب الله"، كضرورة كان لا بد منها خلال فترة الوجود السوري في لبنان، وقد بقيت "قوة رمزية" أخرى من أهالي العرقوب في أقصى الجنوب تعمل حتى حرب تموز من العام الماضي، وقد تركت موقعها بعد دخول الجيش وقوات "اليونيفيل" المعززة إلى تلك البقعة. عملياً يمكن إسدال الستار على آخر العمليات الفعالة لـ"قوات الفجر" في العام 1990 عندما نفذت عملية استشهادية بحرية قرب رأس الناقورة، واستشهد لها شهيدان لم يعثر على جثتيهما إلى اليوم.
اسم "قوات الفجر" المتداول اليوم هو غيره بالأمس، الشباب تغيروا، تربيتهم ومشروعهم تغير أيضاً. "قوات الفجر" التي تتبع "جبهة العمل الإسلامي" اليوم مصنفة في أذهان الناس في الموقع الذي وضع الدكتور يكن نفسه فيه، وعملها يدخل في غالبه ضمن خطة "حزب الله" استبدال مواجهة سنية ـ شيعية بمواجهة سنية ـ سنية، ودرزية ـ درزية، ومسيحية ـ مسيحية عبر استيعاب فئات من هذه الطوائف وتسليحها وفق ما بات معلوماً.
في إفطار لـ"الجبهة" أقامته في المنية في الأسبوع الأخير من رمضان قال الدكتور فتحي يكن "إن قوات الفجر التي قامت في العام 1982 كانت أول من هبّ للدفاع عن لبنان ومقاومة الاحتلال الاسرائيلي، وهي تتابع اليوم عبر جبهة العمل هذا العمل"، لم يشرح الدكتور يكن باتفاق مع من، وبتفويض ممن "تتابع قوات الفجر اليوم (مسيرتها) عبر جبهة العمل الإسلامي"، لكن يكن أضاف معلومة أشد غرابة وهي أن "قوات الفجر" تتولى اليوم "الدفاع عن قرى المواجهة في الشريط الحدودي، والتي هي في معظمها قرى سنية"!. والمعلومة إن صحت فهي ذات دلالات خطيرة جداً.
"قوات الفجر المسروقة" لم تعد تعاني من قلة المال والسلاح كما كانت أيام مقاومتها الاحتلال الإسرائيلي وعملائه، لكنها باتت تعاني من ندرة الذين باعوا أنفسهم بصدق لله، لذلك فهي تحتاج من وقت لآخر الى التطهّر ببعض القامات الطويلة ممن تستضيفهم أو تكرّمهم.
ما زال "المال النظيف" يتدفق، وتدريب الكثير من المخدوعين والمشبوهين جارٍ على قدم وساق، والستار أنهم "مقاومة"، لكن "مجموعات المقاومة" التي يمثلها عبد الرحيم مراد في البقاع، ووئام وهاب في الجبل، وزاهر الخطيب في إقليم الخروب باتت جاهزة للتحرك إذا ما ارتكب "عملاء المشروع الأميركي" ما وصفه النائب محمد رعد بـ"الخطيئة الكبرى التي قد يطول وجع اللبنانيين منها".
ملف التسلّح كان على طاولة جلسة مجلس الوزراء الأخيرة المخصصة لذلك، وتهديدات وئام وهاب، المحضون من "حزب الله"، وفارس منابره، والذي حظي بشرف لقاء أمينه العام لساعات ثلاث، باتت معلومة، وغداً قد يبرر "المقاومون" استخدام "سلاحهم في الداخل" بإسقاط المشروع الأميركي وبقتال عملاء أميركا و"إسرائيل" من شركاء الوطن!.