صهيب
10-20-2007, 06:45 PM
أيها التائه من زمان!!
يا من شحنوك بدون علمك. تأتي اليوم لتسأل
ومن عنده الجواب؟ أليس جمال في كل زاوية من الذاكرة المغتصبة؟
جمال هذا الذي بينك وبينه أكبر من أنيزول. نقشوه وأنت نائم .لا أقسم أنك صاح ولكن كيف للصاحي أن يحكم ؟
أهي متاهة تحاول الخروج منها .
جمال أراه اليوم وأعرفه أكثر مما عرفت ولكن رؤيته تعمق المتاهة فلا مجال للخروج.
حقا وصل الأمر بك يا هذا إلى التبلد فتنكرت لجمال
وما الذي تخسره لو كشفت سرك وتركت من حولك يتندرون بغبائك .فالغباء هو الذي صاحبك هذا الزمن كله وما زلت تسأل.
باختصار عاش التائه بينكم في زمن وكأنه غير الزمان والمكان غير الأرض
ولكن عندما تصحو ترى أن زمانك ولى وربما كان الذي مضى أكثر صحوا.
كان طفلا منتقلا من الإبتدائية " نجح في الشهادة فذبحوا له خروفا ". مساكين هذه الخرفان التي تذبح في فرح الناس وموتهم ولكنها تبقى أفضل منكم فأنتم تذبحون في المناسبات وفي غير المناسبات
حتى أن البعض إذا أحس بالقلق أرسل جزاريه يتمرنون عليكم استعدادا ليوم العيد.
أما كان الحال افضل لو كنت خروفا ولكن لا اعتراض على مشيئة الخالق.
شب هذا الطفل في بيئة يستحي الجهل أن ينتسب إليها خشية أن يعير.
يذكر وهو ابن الحادية عشرة أن منطقتهم كلها كان فيها شخص واحد هبطت عليه نعمة السماء فاشترى مذياعا
هو أكبر من أضخم "تلفزات " اليوم حجما.
كانت "البطارية" التي يشتغل بها تحتاج إلى شخصين لرفعها.
يذكر كيف يتجمع الناس الكبار عند هذا السيد لسماع ما يتصورون أنه وحي منزل من السماء .
يستمعون إليه ويتقبلونه تقبل المسلمات.
إنه يذكر ما حدث لعم حفيظ الذي جاء مثله مثل بقية المتطفلين "ليتثقف" . فتح المذياع الخشبي وخرج منه صوت جعل هذا المسكين ينطلق مهرولا صائحا : عفريت.عفريت .جن جن.
فر لا يلوي على شيء ولم يعد.
هنا وفي هذا الإطار المكاني والزماني كان جمال يعيش من عالم تخاف الجن ولوجه دارت القصة.
الطفل الناجح في الإبتدائية حكم عليه قدره أن ينتقل إلى المدينة ليواصل توسيع مساحة الغباء لديه وللتاريخ لو كان جاهلا لعاش بلا هموم أما وقد صار الذي صار فليس له إلا أن يعترف بجريمته.
وإذا عجز عن قولها للقريب فلربما في ذكرها للبعيد تخفيف للإثم العظيم.
دخل الإعدادية وهو لا يفهم من الدنيا شيء .وما الإعدادية؟ آلة وضعت في مساحة المكان فتسير حسب برنامج معد سلفا.
مرت ثلاث أسابيع عادية من حياته.
وفي يوم ظل يتكرر أمام عينيه إلى اليوم
جاؤوا وأخرجوه من القسم مع كل من معه . أخرجوهم وساقوهم كالخرفان . ساقوهم إلى وسط المدينة. هو لا يفهم .وهل رأيتم شاة يوما امتنعت عن السير.سار أمام الراعي وكله حرصا على أن يلبي أمر الراعي ولو كانت شاة لتجاسرت على الخروج لالتقاط عشبة
كان الشارع الرئيسي الطويل يضيق بالمتواجدين.
أول مرة يشاهد تجمعا بهذا الحجم. عقله الخاوي لا يفهم. من اين جاؤوا
وجاءت التعليمات : ارفعوا أصواتكم ورددوا
ما شاء الله رددنا : يا جمال يا حقير . يا جمال يا.... أوصاف كثيرة
أعلم أنكم تعرفونها من دون أن أقولها فهي لغة مشتركة عند كل الرعاة
كان هذا الطفل المغدور في فهمه يصيح ويبكي ويشتم.
هو يعرف جمال أشد المعرفة وأكثر من كل الناس المتواجدين ولكنه لا يفهم .
صحوة الضمير جعلته يبكي حزنا على جمال ولكن ليس جمالهم . هو يعرف جمال ابن عمته جمال شريكه في كل شيء حتى في الحصيرة التي ينامون عليها.
إنه يعرفه أفضل من كل الحضور لعب معه سنيه الماضية كلها. قاسمه كل ضحكاته وكل بكائه. فكيف يغدر به
فماذا فعل جمال حتى يجتمع هذا الحشد كله لسبه وشتمه. لا . أنا أحب جمال ابن عمتي
ولكن كيف الإعتراض والصوت يأتي آمرا بمزيد الصياح .
بقي الجرح عميقا .ابن عمته يشتم وهو يشارك في ذلك حتى أنه لما عاد إلى الأهل تجنب اللعب معه ولا يدري لذلك تفسيرا إلى اليوم .
كبر الطفل وعرف ان جمال الذي شتمه غير جمال الذي شتمه .معادلة معقدة .
ولكن هل استفاد الطفل من معرفته؟ ازداد بؤسه لأنه يرى كل الناس أصبحوا أطفالا يساقون كما سيق من دهر ليصيحوا صياحه وليشتموا جمالا وقد يكون أخا هذه المرة آخر وما أكثر الذاهب والغادي.
حدث ذلك من ثلاث وأربعين سنة لما كان العفريت يظهر في المذياع
ويحدث اليوم والعفريت يظهر في الهمبرغر والكولا
ويظل الطفل الشيخ إلى اليوم يلتقي بجمال ابن عمته ويصلي وإياه جنبا إلى جنب ولا يجرؤ أن يعترف له رغم أن الطفل لم يعد استثناء فكل من يراهم حوله حفظوا الدرس بل أغلبهم أصبح مستعدا لشتم جمال "طبعا لا أحد يستطيع أن يفرق بين جمال وجمال
الثابت: إذا التقى الرعاة واختلفوا أفرغوا غضبهم في مناطحة الكباش
فهل يختلف الحال مع الناس؟
وهل نجحتم في أن لا تكونوا ذلك الطفل
بعض خواطر قذفت بها ذاكرة الأيام أردت أن أعريها قبل أن تعود إلى جحرها
يا من شحنوك بدون علمك. تأتي اليوم لتسأل
ومن عنده الجواب؟ أليس جمال في كل زاوية من الذاكرة المغتصبة؟
جمال هذا الذي بينك وبينه أكبر من أنيزول. نقشوه وأنت نائم .لا أقسم أنك صاح ولكن كيف للصاحي أن يحكم ؟
أهي متاهة تحاول الخروج منها .
جمال أراه اليوم وأعرفه أكثر مما عرفت ولكن رؤيته تعمق المتاهة فلا مجال للخروج.
حقا وصل الأمر بك يا هذا إلى التبلد فتنكرت لجمال
وما الذي تخسره لو كشفت سرك وتركت من حولك يتندرون بغبائك .فالغباء هو الذي صاحبك هذا الزمن كله وما زلت تسأل.
باختصار عاش التائه بينكم في زمن وكأنه غير الزمان والمكان غير الأرض
ولكن عندما تصحو ترى أن زمانك ولى وربما كان الذي مضى أكثر صحوا.
كان طفلا منتقلا من الإبتدائية " نجح في الشهادة فذبحوا له خروفا ". مساكين هذه الخرفان التي تذبح في فرح الناس وموتهم ولكنها تبقى أفضل منكم فأنتم تذبحون في المناسبات وفي غير المناسبات
حتى أن البعض إذا أحس بالقلق أرسل جزاريه يتمرنون عليكم استعدادا ليوم العيد.
أما كان الحال افضل لو كنت خروفا ولكن لا اعتراض على مشيئة الخالق.
شب هذا الطفل في بيئة يستحي الجهل أن ينتسب إليها خشية أن يعير.
يذكر وهو ابن الحادية عشرة أن منطقتهم كلها كان فيها شخص واحد هبطت عليه نعمة السماء فاشترى مذياعا
هو أكبر من أضخم "تلفزات " اليوم حجما.
كانت "البطارية" التي يشتغل بها تحتاج إلى شخصين لرفعها.
يذكر كيف يتجمع الناس الكبار عند هذا السيد لسماع ما يتصورون أنه وحي منزل من السماء .
يستمعون إليه ويتقبلونه تقبل المسلمات.
إنه يذكر ما حدث لعم حفيظ الذي جاء مثله مثل بقية المتطفلين "ليتثقف" . فتح المذياع الخشبي وخرج منه صوت جعل هذا المسكين ينطلق مهرولا صائحا : عفريت.عفريت .جن جن.
فر لا يلوي على شيء ولم يعد.
هنا وفي هذا الإطار المكاني والزماني كان جمال يعيش من عالم تخاف الجن ولوجه دارت القصة.
الطفل الناجح في الإبتدائية حكم عليه قدره أن ينتقل إلى المدينة ليواصل توسيع مساحة الغباء لديه وللتاريخ لو كان جاهلا لعاش بلا هموم أما وقد صار الذي صار فليس له إلا أن يعترف بجريمته.
وإذا عجز عن قولها للقريب فلربما في ذكرها للبعيد تخفيف للإثم العظيم.
دخل الإعدادية وهو لا يفهم من الدنيا شيء .وما الإعدادية؟ آلة وضعت في مساحة المكان فتسير حسب برنامج معد سلفا.
مرت ثلاث أسابيع عادية من حياته.
وفي يوم ظل يتكرر أمام عينيه إلى اليوم
جاؤوا وأخرجوه من القسم مع كل من معه . أخرجوهم وساقوهم كالخرفان . ساقوهم إلى وسط المدينة. هو لا يفهم .وهل رأيتم شاة يوما امتنعت عن السير.سار أمام الراعي وكله حرصا على أن يلبي أمر الراعي ولو كانت شاة لتجاسرت على الخروج لالتقاط عشبة
كان الشارع الرئيسي الطويل يضيق بالمتواجدين.
أول مرة يشاهد تجمعا بهذا الحجم. عقله الخاوي لا يفهم. من اين جاؤوا
وجاءت التعليمات : ارفعوا أصواتكم ورددوا
ما شاء الله رددنا : يا جمال يا حقير . يا جمال يا.... أوصاف كثيرة
أعلم أنكم تعرفونها من دون أن أقولها فهي لغة مشتركة عند كل الرعاة
كان هذا الطفل المغدور في فهمه يصيح ويبكي ويشتم.
هو يعرف جمال أشد المعرفة وأكثر من كل الناس المتواجدين ولكنه لا يفهم .
صحوة الضمير جعلته يبكي حزنا على جمال ولكن ليس جمالهم . هو يعرف جمال ابن عمته جمال شريكه في كل شيء حتى في الحصيرة التي ينامون عليها.
إنه يعرفه أفضل من كل الحضور لعب معه سنيه الماضية كلها. قاسمه كل ضحكاته وكل بكائه. فكيف يغدر به
فماذا فعل جمال حتى يجتمع هذا الحشد كله لسبه وشتمه. لا . أنا أحب جمال ابن عمتي
ولكن كيف الإعتراض والصوت يأتي آمرا بمزيد الصياح .
بقي الجرح عميقا .ابن عمته يشتم وهو يشارك في ذلك حتى أنه لما عاد إلى الأهل تجنب اللعب معه ولا يدري لذلك تفسيرا إلى اليوم .
كبر الطفل وعرف ان جمال الذي شتمه غير جمال الذي شتمه .معادلة معقدة .
ولكن هل استفاد الطفل من معرفته؟ ازداد بؤسه لأنه يرى كل الناس أصبحوا أطفالا يساقون كما سيق من دهر ليصيحوا صياحه وليشتموا جمالا وقد يكون أخا هذه المرة آخر وما أكثر الذاهب والغادي.
حدث ذلك من ثلاث وأربعين سنة لما كان العفريت يظهر في المذياع
ويحدث اليوم والعفريت يظهر في الهمبرغر والكولا
ويظل الطفل الشيخ إلى اليوم يلتقي بجمال ابن عمته ويصلي وإياه جنبا إلى جنب ولا يجرؤ أن يعترف له رغم أن الطفل لم يعد استثناء فكل من يراهم حوله حفظوا الدرس بل أغلبهم أصبح مستعدا لشتم جمال "طبعا لا أحد يستطيع أن يفرق بين جمال وجمال
الثابت: إذا التقى الرعاة واختلفوا أفرغوا غضبهم في مناطحة الكباش
فهل يختلف الحال مع الناس؟
وهل نجحتم في أن لا تكونوا ذلك الطفل
بعض خواطر قذفت بها ذاكرة الأيام أردت أن أعريها قبل أن تعود إلى جحرها