نائل سيد أحمد
10-06-2007, 12:48 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السيد/السادة: .......................... المحترمين،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
تحية طيبة وبعد،
الموضوع: الخلافات بين الفرق والجماعات الإسلامية
يقول سبحانه وتعالى في سورة آل عمران 3 – آية103 (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)، فالإجتماع على كلمة واحدة هو أمر من الله ولا يجوز التفرق لأي سبب من الأسباب، أما الإختلاف فهو وارد في كل لحظة وكل حين، يقول صلى الله عليه وسلم (كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون) (صحيح)، فليس منا من هو معصوم عن الخطأ، وقد نخطئ أحياناً مع أننا نجتهد للقيام بالصواب، فلا ندرك أننا مخطئين، فما بالك عندما يقوم شيخ أو داعية أو مفكر أو فرقة أو مجموعة إسلامية بالتوجه إلى الناس بأي وسيلة من الوسائل سواءً بإعطائهم دروس شفوية أو مكتوبة أو قام بطباعة مطوية أو كتاب أو نشر بحث، وكان في هذا الذي توجه به للناس فيه خطأ، ماذا سيكون موقفنا من هذا الأمر:-
1- عليك أولاً التأكد بأقصى ما يمكنك أنه حقاً مخطئ، بالعودة لكتاب الله وسنة رسوله وبسؤال أهل الذكر، وليكون سؤالك أولاً بدون ذكر اسم المخطئ تحقيقاً لقوله صلى الله عليه وسلم (المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه. من كان في حاجة أخيه، كان الله في حاجته. ومن فرج عن مسلم كربة، فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة. ومن ستر مسلما، ستره الله يوم القيامة) (صحيح مسلم).
2- ثم عليك الإجتهاد بالبحث عن الصواب في الموضوع الذي طرحه، مدعماً كل هذا الصواب بالأدلة الشرعية من القرآن والسنة.
3- ثم عليك أن تقدم نتيجة بحثك لأخوك الذي أخطأ، وعليك أن تأخذ بعين الإعتبار (انه لا يزل من الممكن أنه هو الصواب وأنك المخطئ)، فتقديمك لما وصلت له يجب أن يكون بأدب ويجب أن يكون بهدف البحث عن الصواب (أنت قلت كذا وأنا ارى كذا)، والغاية الوصول للصواب والحق.
4- فإذا قبل البحث عن الصواب فهذا خير عظيم، وعليكما الإثنين العمل (كفريق)، معتصمين بحبل الله، مخلصين له الدين، غايتكم رضاه عز وجل، للوصول إلى الصواب، فإذا وصل المخطئ إلى أنه فعلاً مخطئ وعاد عن خطئه وأصلح ما كان قد أخطاءه كان به ونعمة، وإلا فعلينا الإستعانة بباقي إخواننا المسلمين للوصول إلى الصواب.
5- أساس النقاش يجب أن يقوم على مبدأ الفصل ما بين (الشخص) وما بين (المعلومة)، أما الشخص فهو اخي في الإسلام أحبه وأحب له الخير، ومقصدي ومقصده يجب أن يكون إرضاء الله، وأما المعلومة فهي التي أنظر لها بعين الصواب أو الخطأ.
6- بناءاً عليه فعلى من يُوجَه له نداء الإنضمام للبحث في خطأ قاله أو قام به، عليه قبول هذا النداء، ورفضه للإنضمام مخالفٌ لشريعة الله، فهو مدعو لمناقشه كلماته وتثبيت ما كتب بالأدله الشرعية التي لا تقبل الشك يقول عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) (الانفال8 :24).
7- إختلاف المسلمين على (معلومة) يجب أن لا ينتقل من الإختلاف على معلومة للإختلاف بعضا على بعض، ونقل الخلاف من المعلومة للشخص إنما يدل على ضعف الناقل في إثبات حجته على المادة فيحول النظر من المادة إلى الشخص.
8- عند الإختلاف على (مادة) ما هي الإحتمالات هنا 1) انت مصيب وهو مخطئ 2) أنت مخطئ وهو مصيب 3) أنت وهو مصيبان 4) أنت وهو مخطآن.
9- إن كنت أنت مصيب وهو مخطئ، عليك أن تنصح المخطأ بالله أن يرجع عن خطأه، كيف؟ إنظر أولا كيف يجب ان نكلم أهل الكتاب والمشركين (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)، فما بالك في كيفية الكلام ما بين المسلم والمسلم، قإثبات الصواب الذي ينقص عند أخيك يحب أن يكون على درجة عالية من الإحترام ومدعماً بالحجج والبراهين، ثم لمَ هو هذا الإثبات، كي يعلم الناس إنك تستطيع الإثبات، إن كان هذا هو المقصد فتب من مقصد، ولكن يجب أن يكون المقصد أن تُخرج أخوك من خطأه محبةً فيه إرضاءاً لله وللرسول، ولا ننسى أن هذا هو عمل الأنبياء إخراج الناس من الظلمات إلى النور، ومن ظلم أنفسها لأنفسهم للحق، ومن جور معلوماتهم إلى دين الإسلام.
10- وإن كنت أنت مخطئ وهو مصيب، فما العمل، هل ستصر على أنك مصيب وتذهب وتبحث عن دليل يدعم كلامك حتى لو كان هذا الدليل من حديث ضعيف أو موضوع ومكذوب على الرسول متجاهلاً قوله صلى الله عليه وسلم (من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار) (البخاري)، وتصر على أنك خير منه، هذه الكلمة التي قالها إبليس وأخرجته من رحمة الله، وتبقي الكبر شامخاً في نفسك، هذا الكبر الذي ذرة منه ستمنعك من دخول الجنة، يقول صلى الله عليه وسلم (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة. قال: إن الله جميل يحب الجمال. الكبر بطر الحق وغمط الناس) (مسلم)، أم أنك ستقول (سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) (البقرة:285).
11- وإن كنتما الإثنين مصيبان، فأين المشكلة أن يبيح الله لنا من الأمر ما يمكن لكل منا أن يختار كل واحد منا المناسب له بلا إثم ولا عدوان ولا تباغض ولا تحاسد، جاء في صحيح البخاري (ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما، فإن كان إثما كان أبعد الناس منه، وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله، فينتقم لله بها).
12- وأما إن كنتما الإثنين مخطآن فهذه والله مصيبة عظيمة أن يخطأ شخص ولا يجد من يصححه إلا مخطأ مثلة، (أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ) (هود:78)، نتوب لله ونعوذ به من شرور أنفسنا وما اكتسبت من إثم. الإعتذار لله توبة، والتوبة مغفرة، والمغفرة رحمة، والرحمة جنة، جعلنا وإياكم من أهلها.
وما نراه على الساحة اليوم بعيداً جداً عن هذا الأمر، فالإختلاف أصبح فن، والجدال أصبح عمل ومهنة، لذلك رأيت أن أقوم بجمع مواضيع الإختلاف للمفكرين والفرق والجماعات الإسلامية في فلسطين مبتدأ من بيت المقدس، والبحث في كل نقطة منها، وجمع آراء وردود كل البقية عليها، لعل الله أن يشرح قلوبنا للإتفاق بدل الإفتراق،
لهذا أبعث رسالتي هذه لكل داعية ولكل مدرس وكل مرشد وكل فرقة وكل جماعة، أولا لطلب العون، وثانيا أدعوكم للمشاركة بهذا الموضوع، فإن أحببت الإنضمام لكي نفتح قناة إتصال لمناقشة كل موضوع من هذه المواضيع، أعلمُ ان الأمرَ شاق، وربما شاق جداً، ولكن الثواب على قدر المشقة، والغاية رضى الله عز وجل، وكلنا يعلم أن المسجد الأقصى وما حوله من أرض فلسطين هي مقام الطائفة المنصورة وعقر دار المؤمنين، والأرض التي إليها محشر العباد، ومنها يكون المنشر، وفيها مقتل الدجال وأتباعه، وفيها يشهد نطق الحجر والشجر وفيها ستعود الخلافة الإسلامية على منهاج النبوة، فهي الأرض التي باركها الله للعالمين، ولا مقاماً للمجرمين فيها. من أجل هذه الغاية تم إنشاء موقع على شبكة الإنترنت باسم www.al-ferq.com (http://www.al-ferq.com/)سنضم فيه كل الأسئلة والردود للفرق إحداها للآخر، ثم الرد على الردود وهكذا، حتى نصل إن شاء الله لإتفاق، هذا الموقع ليس بمنتدى، لذلك لن يتمكن أي شخص من إدخال بياناته ومعلوماته مباشرةً، ولكن من خلال إرسالها بالبريد الإلكتروني على العنوان: [email protected] ([email protected]) كما لن يستطيع أي شخص من حذف هذه المعلومات، إلا أنه يستطيع أن يزيد أو يعْدِل عن آرائه وأفكاره إذا وجد ما هو أصوب منها، يقول عز وجل (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ)، نفع الله بكم الإسلام والمسلمين وأعانكم على ذكره وشكره وحسن عبادته.
ملاحظة: هذه الرسالة سيتم إرسالها لكل مفكر وكل فرقة وجماعة تعمل لخدمة الإسلام في فلسطي، ومع أننا نبحث بنقاط الخلاف داخل فلسطين، ولكن بإمكان الأخوة من خارج فلسطين المساهمة في إيجاد أو إقتراح حلول.
يرجى إرسال الرد على البريد الإكتروني التالي:[email protected]
أخوكم الشيخ خالد المغربي - القدس - المسجد الأقصى
تحريراً في 20 رمضان 1428
السيد/السادة: .......................... المحترمين،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
تحية طيبة وبعد،
الموضوع: الخلافات بين الفرق والجماعات الإسلامية
يقول سبحانه وتعالى في سورة آل عمران 3 – آية103 (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)، فالإجتماع على كلمة واحدة هو أمر من الله ولا يجوز التفرق لأي سبب من الأسباب، أما الإختلاف فهو وارد في كل لحظة وكل حين، يقول صلى الله عليه وسلم (كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون) (صحيح)، فليس منا من هو معصوم عن الخطأ، وقد نخطئ أحياناً مع أننا نجتهد للقيام بالصواب، فلا ندرك أننا مخطئين، فما بالك عندما يقوم شيخ أو داعية أو مفكر أو فرقة أو مجموعة إسلامية بالتوجه إلى الناس بأي وسيلة من الوسائل سواءً بإعطائهم دروس شفوية أو مكتوبة أو قام بطباعة مطوية أو كتاب أو نشر بحث، وكان في هذا الذي توجه به للناس فيه خطأ، ماذا سيكون موقفنا من هذا الأمر:-
1- عليك أولاً التأكد بأقصى ما يمكنك أنه حقاً مخطئ، بالعودة لكتاب الله وسنة رسوله وبسؤال أهل الذكر، وليكون سؤالك أولاً بدون ذكر اسم المخطئ تحقيقاً لقوله صلى الله عليه وسلم (المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه. من كان في حاجة أخيه، كان الله في حاجته. ومن فرج عن مسلم كربة، فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة. ومن ستر مسلما، ستره الله يوم القيامة) (صحيح مسلم).
2- ثم عليك الإجتهاد بالبحث عن الصواب في الموضوع الذي طرحه، مدعماً كل هذا الصواب بالأدلة الشرعية من القرآن والسنة.
3- ثم عليك أن تقدم نتيجة بحثك لأخوك الذي أخطأ، وعليك أن تأخذ بعين الإعتبار (انه لا يزل من الممكن أنه هو الصواب وأنك المخطئ)، فتقديمك لما وصلت له يجب أن يكون بأدب ويجب أن يكون بهدف البحث عن الصواب (أنت قلت كذا وأنا ارى كذا)، والغاية الوصول للصواب والحق.
4- فإذا قبل البحث عن الصواب فهذا خير عظيم، وعليكما الإثنين العمل (كفريق)، معتصمين بحبل الله، مخلصين له الدين، غايتكم رضاه عز وجل، للوصول إلى الصواب، فإذا وصل المخطئ إلى أنه فعلاً مخطئ وعاد عن خطئه وأصلح ما كان قد أخطاءه كان به ونعمة، وإلا فعلينا الإستعانة بباقي إخواننا المسلمين للوصول إلى الصواب.
5- أساس النقاش يجب أن يقوم على مبدأ الفصل ما بين (الشخص) وما بين (المعلومة)، أما الشخص فهو اخي في الإسلام أحبه وأحب له الخير، ومقصدي ومقصده يجب أن يكون إرضاء الله، وأما المعلومة فهي التي أنظر لها بعين الصواب أو الخطأ.
6- بناءاً عليه فعلى من يُوجَه له نداء الإنضمام للبحث في خطأ قاله أو قام به، عليه قبول هذا النداء، ورفضه للإنضمام مخالفٌ لشريعة الله، فهو مدعو لمناقشه كلماته وتثبيت ما كتب بالأدله الشرعية التي لا تقبل الشك يقول عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) (الانفال8 :24).
7- إختلاف المسلمين على (معلومة) يجب أن لا ينتقل من الإختلاف على معلومة للإختلاف بعضا على بعض، ونقل الخلاف من المعلومة للشخص إنما يدل على ضعف الناقل في إثبات حجته على المادة فيحول النظر من المادة إلى الشخص.
8- عند الإختلاف على (مادة) ما هي الإحتمالات هنا 1) انت مصيب وهو مخطئ 2) أنت مخطئ وهو مصيب 3) أنت وهو مصيبان 4) أنت وهو مخطآن.
9- إن كنت أنت مصيب وهو مخطئ، عليك أن تنصح المخطأ بالله أن يرجع عن خطأه، كيف؟ إنظر أولا كيف يجب ان نكلم أهل الكتاب والمشركين (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)، فما بالك في كيفية الكلام ما بين المسلم والمسلم، قإثبات الصواب الذي ينقص عند أخيك يحب أن يكون على درجة عالية من الإحترام ومدعماً بالحجج والبراهين، ثم لمَ هو هذا الإثبات، كي يعلم الناس إنك تستطيع الإثبات، إن كان هذا هو المقصد فتب من مقصد، ولكن يجب أن يكون المقصد أن تُخرج أخوك من خطأه محبةً فيه إرضاءاً لله وللرسول، ولا ننسى أن هذا هو عمل الأنبياء إخراج الناس من الظلمات إلى النور، ومن ظلم أنفسها لأنفسهم للحق، ومن جور معلوماتهم إلى دين الإسلام.
10- وإن كنت أنت مخطئ وهو مصيب، فما العمل، هل ستصر على أنك مصيب وتذهب وتبحث عن دليل يدعم كلامك حتى لو كان هذا الدليل من حديث ضعيف أو موضوع ومكذوب على الرسول متجاهلاً قوله صلى الله عليه وسلم (من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار) (البخاري)، وتصر على أنك خير منه، هذه الكلمة التي قالها إبليس وأخرجته من رحمة الله، وتبقي الكبر شامخاً في نفسك، هذا الكبر الذي ذرة منه ستمنعك من دخول الجنة، يقول صلى الله عليه وسلم (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة. قال: إن الله جميل يحب الجمال. الكبر بطر الحق وغمط الناس) (مسلم)، أم أنك ستقول (سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) (البقرة:285).
11- وإن كنتما الإثنين مصيبان، فأين المشكلة أن يبيح الله لنا من الأمر ما يمكن لكل منا أن يختار كل واحد منا المناسب له بلا إثم ولا عدوان ولا تباغض ولا تحاسد، جاء في صحيح البخاري (ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما، فإن كان إثما كان أبعد الناس منه، وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله، فينتقم لله بها).
12- وأما إن كنتما الإثنين مخطآن فهذه والله مصيبة عظيمة أن يخطأ شخص ولا يجد من يصححه إلا مخطأ مثلة، (أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ) (هود:78)، نتوب لله ونعوذ به من شرور أنفسنا وما اكتسبت من إثم. الإعتذار لله توبة، والتوبة مغفرة، والمغفرة رحمة، والرحمة جنة، جعلنا وإياكم من أهلها.
وما نراه على الساحة اليوم بعيداً جداً عن هذا الأمر، فالإختلاف أصبح فن، والجدال أصبح عمل ومهنة، لذلك رأيت أن أقوم بجمع مواضيع الإختلاف للمفكرين والفرق والجماعات الإسلامية في فلسطين مبتدأ من بيت المقدس، والبحث في كل نقطة منها، وجمع آراء وردود كل البقية عليها، لعل الله أن يشرح قلوبنا للإتفاق بدل الإفتراق،
لهذا أبعث رسالتي هذه لكل داعية ولكل مدرس وكل مرشد وكل فرقة وكل جماعة، أولا لطلب العون، وثانيا أدعوكم للمشاركة بهذا الموضوع، فإن أحببت الإنضمام لكي نفتح قناة إتصال لمناقشة كل موضوع من هذه المواضيع، أعلمُ ان الأمرَ شاق، وربما شاق جداً، ولكن الثواب على قدر المشقة، والغاية رضى الله عز وجل، وكلنا يعلم أن المسجد الأقصى وما حوله من أرض فلسطين هي مقام الطائفة المنصورة وعقر دار المؤمنين، والأرض التي إليها محشر العباد، ومنها يكون المنشر، وفيها مقتل الدجال وأتباعه، وفيها يشهد نطق الحجر والشجر وفيها ستعود الخلافة الإسلامية على منهاج النبوة، فهي الأرض التي باركها الله للعالمين، ولا مقاماً للمجرمين فيها. من أجل هذه الغاية تم إنشاء موقع على شبكة الإنترنت باسم www.al-ferq.com (http://www.al-ferq.com/)سنضم فيه كل الأسئلة والردود للفرق إحداها للآخر، ثم الرد على الردود وهكذا، حتى نصل إن شاء الله لإتفاق، هذا الموقع ليس بمنتدى، لذلك لن يتمكن أي شخص من إدخال بياناته ومعلوماته مباشرةً، ولكن من خلال إرسالها بالبريد الإلكتروني على العنوان: [email protected] ([email protected]) كما لن يستطيع أي شخص من حذف هذه المعلومات، إلا أنه يستطيع أن يزيد أو يعْدِل عن آرائه وأفكاره إذا وجد ما هو أصوب منها، يقول عز وجل (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ)، نفع الله بكم الإسلام والمسلمين وأعانكم على ذكره وشكره وحسن عبادته.
ملاحظة: هذه الرسالة سيتم إرسالها لكل مفكر وكل فرقة وجماعة تعمل لخدمة الإسلام في فلسطي، ومع أننا نبحث بنقاط الخلاف داخل فلسطين، ولكن بإمكان الأخوة من خارج فلسطين المساهمة في إيجاد أو إقتراح حلول.
يرجى إرسال الرد على البريد الإكتروني التالي:[email protected]
أخوكم الشيخ خالد المغربي - القدس - المسجد الأقصى
تحريراً في 20 رمضان 1428