تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : "حماس " رؤية من الداخل



طرابلسي
09-28-2007, 09:53 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على أفضل نبي وخير هاد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد:
نُشاهد أمم الأرض اليوم وهي تسعى جاهدة لتوليد الأدمغة المنتجة، وتعمل على استيراد العقول الفتية الناضجة المفكرة، واستقطاب السواعد القوية العاملة التي تشارك في تطوير صناعاتها وتجهد لتنمية مقدراتها، وهذا العمل الدءوب والتنافس المستمر من حكمة الله سبحانه بخلقه؛ {لَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ}، ولكن لتدوم سنة كونية وتستمر حكمة إلهية، وهي سنة تدافع البشر وتنافسهم؛ {وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ}.
فسنة التدافع التي جبل الله عليها عباده؛ تجعل من أبرز أهداف الإنسان المعاصرة إيجاد ما يدفع به عن نفسه ويحقق أعظم المكاسب المادية له ولأمته التي ينتسب إليها، ولذا سعى جهده؛ لتقنية ما لديه من أدوات الحرب وآليات الصراع وعمل نشاطه لإتقان صناعتها وتطوير مخترعاتها, إذ أن تضخيم الصناعة العسكرية كفيل أن يضع الهيبة في النفوس الضعيفة، ويقيم كيان الرهبة في الضمائر الخائرة، ويستنبت الرعب ويهيجه في الأفئدة الفارغة، فيحسر نفوذ العدو... بل يخضع ويذل ويستكين.
ولما كان هذا الطابع ينمو في النفوس إذا رأت مثل هذه الأشياء ويروعها منظره، أنزل ربنا سبحانه ما يعالج هذه الظاهرة النفسية ويقتلع جذورها، وينزع من القلوب أصولها بأعظم أسلوب وأعذب بيان وأفصح عبارة وأخصر كلام؛ {وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}، {فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي}، {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}، أي يخوفكم بأوليائه.
ومدح سبحانه؛ طائفة تسامت نفوسُهم، وعلت هممُهم، وصفت سرائرُهم، ففوضوا أمرهم إلى ربهم الذي بيده أزِمَّة الأمور، وذلك حينما اهتزت قلوب المرجفين واضطربت أفئدة المنهزمين.
إن هذا الصنف المعظم هم؛ {الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل* فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم}، إنه الإيمان إذا خالط النفوس، والتوحيد إذا جرى في العروق.
في الوقت الذي فيه ينزل القرآن على قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم - معالجاً هذه الظاهرة ومستأصلاً هذا الداء - يأمر الله سبحانه أهل الإسلام بالإعداد لعدوهم والاستعداد لمواجهته وإظهار الجلَد والقوة لهم والغلظة عليهم والإثخان بهم، حتى يُرهَب جانبُ الإسلام وتُخاف سطوته؛ {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ}، {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ}، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً}.
ومن المبشرات التي تشرح صدور أهل الإيمان وتُفرح نفوسهم؛ أن الأمة عملت منذ سنوات عدة على فك قيود التبعية، وإزاحة سربال الدينونة، وشق سبيل الريادة عبر طريقٍ رسمته لنفسها، وجرى حبه في نفوس الصفوة من رجالها، تسترجع من خلاله هيبتها، وتسترد من طريقه هيمنتها، وتضمد جراحها، وتلم شملها، وتنتصر بإذن الله ممن ظلمها، ولِيُوضَعَ العدوُّ موضعَه؛ فيعطِي الجزية عن يد وهو صاغر، ويعلم أن مقتنياته العسكرية ومخترعاته الحربية لا تغني عنه شيئاً، وأن قواها تتبدد وجدواها تنعدم أمام جند الله وحزبه المخلصين.
وفي خضم التسابق المادي الحميم والتنافس العسكري المستمر بين الأمم في إيجاد صناع الأسلحة المتقدمة والعمل على رفع إتقان إنتاجهم العسكري؛ نجد ثلةً من مغفلي الأمة هم ثالثة أثافي حرب الجهاد [1] وكسر شوكته بأناملَ ناعمة، يمارسون صناعة رخيصة؛ وهي صناعة الانهزام في نفوس أهل الإسلام ووضع الوهن في قلوبهم.
ولقد بات هؤلاء السفهاء يمارسون هذا الفعل الذميم بكل تفانٍ وإخلاص، فيصدون عن الجهاد في سبيل الله بتفخيم شأن العدو وتعظيم عُدته تارة، وباحتقار المسلمين أخرى، ويزخرفون قولهم بحجة تأخير المواجهة، ويرون أنهم يحسنون صنعاً بأمتهم ويجنبوها كوارث عصيبة ويرشدوها لطريق السلامة، فخدعوا فئاماً من الناس بألقابهم الفارغة وشهرتهم الواسعة التي عملها الإعلام الجاهلي تحت نظر الحكومات المتسلطة، وهم في الحقيقة يضجعون الأمة لعدوها ويأسرونها لخصمها المستأسد... ولذا يرى الذين أوتوا العلم أنهم على ضلال وانهزام وخنوع.
إنهم على رغم وضوح أمر العدو - حتى لعامة الأمة - إلا أنهم مازالوا ينظرون إلى الغرب والشرق نظرة خوف وإعجاب، إذ انتقش في نفوسهم ما شاهدوا، وترسَّب في ضمائرهم ما سمعوا عنه من تقدمٍ سَحَرَ قلوبهم المريضة وخَطَف ألبابهم العليلة التي علقت بالدنيا واغترت بلمعانها، ومن ثم نظرت إلى مقاييس الصراع بنظرة مادية بحتة، غافلين أو متغافلين عن تاريخ الأمة وماضيها في صراعها.
إنها نظرة خاطئة قاصرة، جاءت الشريعة بتصحيحها وتقويم مسارها، إنها نظرة مشؤمة صبغت أصحابها بصبغة الانهزام والتبعية وصنعت منهم عنصر التخذيل، وفرح بها العدو فعمل على إشعال فتيلها وتزويد وقودها عبر نوافذ الإعلام ومرتزقته، وهذا أمر يدق نواقيس الخطر ويحرك أجراس الإنذار بكارثة مدلهمة، لأن لهم الدور الأكبر والنصيب الأعظم لجر الأمة إلى مرحلة الغثائية وإدخالها دائرتها التي حذرها منها نبيها صلى الله عليه وسلم: (يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكَلة على قصعتهم), قالوا: أمن قلة بنا يومئذ يا رسول الله؟, قال: (لا بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله المهابة من صدور عدوكم وليقذفن في قلوبكم الوهن), قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟, قال: (حب الدنيا وكراهية الموت) [2].
لا يكفي تحديد الداء وتشخيص موضعه دون العمل على علاجه، ولذا تحتم على الأمة محاصرة هذه النظرة الممقوتة القاصرة، ومطاردتها في النفوس، وكتم أنفاسها، لئلا يفشوها في المجتمع وينقلها المنهزمون من أذهانهم العفنة وينفثوها في روع من يحسن الظن بهم ويسمع صوتهم أو يصغي - جاهلا لكلامهم -
إن هذا الانحراف في الفهم يتحصن دائما بدعاوى فارغة، ويلجأ أصحابه إلى أساليب ملتوية يحاولون بها تبرير هذا الانحراف وتعزيز موقفه.
فعلى أهل العلم وذوي الفقه والفهم أن يحذِّروا من هؤلاء النشاز، ويكشفوا ضررهم، ويزيلوا الحُجُب عن ضلالهم، وأن يُصَوَّروا بصورة القدوة السيئة التي يجب أن لا يحتذَى حذوها ولا يسار بسيرها، خاصة إذا علمنا أن الهجمات الصليبية الغاشمة التي اجتاحت بلاد المسلمين وأخضعت الممالك الإسلامية؛ سبقها اضطراب فكري ولوثة منهجية وخلل، ساهم مساهمة فعالة في إفساد ميادين الحياة، مما أفقد الأمة مناعتها وأتاح الفرصة للعدو الخارجي الصليبي من غزوها وهزيمتها.
فحري بأهل العلم وأساطين الثقافة والفكر؛ أن يكونوا على يقظة من مخاتلتهم واستخلاص الموافقة لهم ومشاركتهم في باطلهم بطرقهم الملتوية وأساليبهم الخداعة، فلا يغترون ببهرج "صانعي الانهزام"، ولا ينساقون خلف زيفهم المنمق, بل إعمال الفكر وإجالة النظر في القضايا المطروحة؛ هو سبيل أهل الحق وأصحاب المنهج المستقيم، بعيداً عن التسرع والاستعجال الذي لا ينضبط معه عمل ولا يستصوب مع وجوده فعل.
لقد كان لعلماء السلف في زمانهم دور فعال في ترشيد المجتمع وحمايته، ومن ثم تهيئته لمواجهة عدوه، والمكتبات تزخر بدراسة مفصلة لهذا الجانب من حياتهم.
إن الواقع يشهد على عظم وشدة انحراف "صانعي الانهزام" وبُعد ضلالهم, إنهم يسعون للتسلق بسلم موهوم، ويحاولون التشبث بخيوط خيالية، وينأون بعقولهم وأسماعهم وأبصارهم عن واقع المعركة وما يُفعل بإخوانهم.
ألم يئن لهؤلاء الغُفُل؛ أنه بالقوة العسكرية اقتحم العدو على المسلمين ديارهم، وبالعنف المسلح نهب أموالهم وقتل رجالهم وأرمل نسائهم؟! ألا يعقلون أن العنف وإدامته هي لغة الكفار ومزية بارزة من مزاياهم؟ فكم دُمرت من مدنٍ وأُحرقت من قرى وذُبحت من شعوب وهُتكت من مواثيق وعهود.
لقد أصبحوا في مقدمة صناع القرار الدولي لحرب الجهاد وملاحقة عشاقه ومؤيديه باسم "الإرهاب"، حتى سودوا وجه الأمة بعَقْدِهم مؤتمرات ساذجة لهذا القصد المشين والغرض الفاسد، وأصدروا الفتاوى والبيانات التي يباركها الطاغوت، وتدفعهم لإخراجها وتشجعهم على نشرها الأنظمة الحاكمة الخائنة، لظنهم أنه يمكن تركيع الأمة لعدوها وتذليلها له.
مما عملته أيدي هؤلاء الانهزاميين وأعلنته تلك الثلة الانبطاحية؛ ما أصدروه أخيراً من بيان مشترك، تخلف بعضهم عن توقيعه، ووقعه أكثر من خمسين شخصاً حول حركة حماس.
من بين الموقعين؛ أناس خُدعوا واستُدرِّت موافقتهم، واستجلب توقيعهم بأسلوب خداع وطريقة ماكرة، مع أن واقع هؤلاء الانهزاميين؛ يدفع العاقل للتروي في أعمالهم وعدم الانخراط بسلكهم وولوج سبيل عَبَّدوه.
ولقد غص بعض الدعاة وتذوقوا مرارة استعجالهم بالمشاركة في بيان هؤلاء الانهزاميين المخذول: "على أي أساس نتعايش"، فكانت تلك المخادعة درس عملي لهم ولمن اعتبر، ولذا لم يلبوا طلبتهم في توقيع هذا البيان الانهزامي المقَنَّع.
وقد اشتمل بيانهم على تجاوزات منهجية لا يجوز غض الطرف عنها، وتضمن عدة أخطاء توضح اضمحلال فقه الحركة أو انعدامه في أدمغة كاتبيه, فلبس صائغوه على الأمة، وكتم كاتبوه الحق، ولم يؤدوا حق النصيحة وواجب البيان الذي حمَّله الله أهل العلم وأتمنهم عليه، بل أظهروا المبطل بصورة المحق، ووضعوا الخطأ بقالب الصواب، فالذي يطالع بيانهم ويعيد النظر فيه يدرك مدى تيه هؤلاء الانهزاميين، ويعي تماما تدليسهم الذي انطلى على بعض من أركسوه في حمئة خيانتهم من الموهوبين، فكيف بغيرهم من عامة الأمة؟!
لقد ظن بعض الشيوخ بكُتَّابه خيراً، فعلَّق على بيانهم قبل توقيعه، ظاناً أن تعليقه سيلقى حفاوة ويوضع مع البيان، فخرج البيان بدون تعليق الشيخ، وهذه أحد فواقر هؤلاء وبلاياهم.
سوف أشير على عجل إلى طَرَف قصير مما حواه ذلكم البيان الآثم، وبعد عرض حقيقة حركة حماس وكشف زيفهم؛ يتضح جلياً لكل ذي عينين بطلانُ وتهافتُ هذه الفهوم البالية وانعكاسُ أفكارها.
قالوا في مطلع بيانهم: (فإن من أبرز صور النصر لهذه الأمة أن يمكن الله تعالى للمؤمنين المجاهدين، فترفع كلمة الله وتعلوا راية التوحيد)، وعدُّوا فوز حماس بالانتخابات نصرا ًتُوِّج به جهاد الشعب الفلسطيني, واعتبروه باعثاً لروح الاعتزاز والاستعلاء الإيماني في نفوس المسلمين ومنعشاً آمالهم ورافعاً معنوياتهم.
ثم بعد هذه المقدمة المحفوفة بالتزوير والمزوقة بالبهتان، والتي تضمنت الإقرار بالدخول بالبرلمانات والانصياع للانتخابات وإضفاء الشرعية عليها، تقدموا بعدة توصيات تضم بين طياتها نتاج لقاح الانهزام، وتحمل في أحشائها تنمية روح الخنوع والذل في النفوس وتهيئتها لالتقام الأماني والتغذي بالأحلام.
وهي لاشك أفكار قديمة وآراء مهجورة، تقيأها غيرهم منذ زمن، فهرعوا لمضغها وإمضاغها.
لم تكن هذه الوصايا على نهج وخطى أبي الأنبياء وإمام الحنفاء عليه الصلاة والسلام من تحقيق العبودية لله وإحياء جانب الولاء والبراء.
أولى هذه التوصيات: دعوة المسلمين حكاماً ومحكومين لمناصرة حماس، واستشهدوا بقوله سبحانه: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ}، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم...).
وثانيها: حذروا من عدم المناصرة، وأن فيها تهيئة الفرصة للصهاينة لإفشال الجهود الإسلامية الدعوية والجهادية.
ثالثها: دعوا الفصائل والجماعات الإسلامية هناك للالتفاف حول حماس.
ورابع هذه المهاترات والمهازل: صوروا ثوابت حماس ومبادئها؛ أنها ثوابت ومبادئ حسنة.
خامسها: أرجعوا ظهور حماس إلى تمسكها بالجهاد الذي هو أحد ثوابتها، وأيضا بسبب رؤيتها الشرعية تجاه العدو الصهيوني، وسرهم تأكيد قيادي حركة حماس على هذه الثوابت بعد الانتخابات.
وسوف يلاحظ المتابع الخصيف - بعد عرض حقيقة حركة حماس - مدى صدق هذه التكهنات والتوقعات من كذبها، ويعرف بُعدَها وقُربها من هذه الحركة التي لم تضبط سياستها بالشرع المطهر ولم تخضعها له.
فأي سياسة لا تدور في فلك العقيدة الصحيحة وتسير وفقها؛ فهي سياسة خرقاء مآلها إلى السقوط ومردها للانحطاط.

كتبه؛ محمد بن عبد العزيز الشريف

[1] حرب الجهاد مرتكز على هؤلاء بالاشتراك مع المبشرين والمستشرقين، أهمية الجهاد، للعلياني ص 297 - 302.
[2] رواه الإمام أحمد في مسنده وأبو داود في سننه.

طرابلسي
09-28-2007, 10:10 PM
تنبيه على أمور

وقبل الكلام على حركة حماس أود أن أنبه على أمور أربعة:

الأول:

إن مما يعز على النفس ويثقل اللسان؛ أن يتكلم في نقد حركة مثل حركة حماس التي تنتسب للفعل المقدس - الجهاد في سبيل الله - وكم تمنيت أن لا أقف في هذا المضيق والموقف الحرج الذي تتداخل فيه الحروف وتنعقد الكلمات على طرف اللسان ولكن:
إذا لم يكن إلا الأسنة مركب فما حيلة المحتال إلا ركوبها
وقد انتظرت طويلاً لعله ينبري من يكشف زيف البيان ويتكلم عن حقيقة حركة حماس، فما رأيت إلا كلمات أعتبرها شذراتٍ من ذهب وفق الله كُتَّابها, إذ الانتساب للجهاد ليس سربال حماية، ودرع ستر تُستر به الأخطاء، وسياج لا ينفذ من خلاله النقد البناء، لأنني ممن يؤمن بضرورة نقد الذات وتحسس مواقع الخطأ قبل إلقاء اللوم على العدو ووضع التبعية عليه، إذ أن العمل على الإصلاح الفكري للأمة مقدم على الإصلاح السياسي والعسكري.
إني - ولله الحمد - ممن صان نفسه ورفع لسانه من الوقيعة بخيار الأمة وحماة بيضتها، وهم المجاهدون لإعلاء كلمة الله، الذين بذلوا - ولازالوا يبذلون - في هذا السبيل الشريف نفوسهم وأموالهم.
أنهج هذا النهج؛ خلافاً لمن استهواه الشيطان واستخدمه، فسخر وقته وأوقف قلمه في النيل منهم ونهش أعراضهم الطاهرة، وجعلهم سُلَّماً يتزلف به لأغراضه المشبوهة ومعرجاً يصل به لمآربه الشخصية.
ومعلوم بديهة؛ أن النقد حكم وأمانة, فيحتاج إلى علم بواقع القوم مقروناً بالعلم الشرعي، كما يحتاج إلى العدل والاتزان عند إصدار الحكم، وبهذا تؤدى على الوجه المطلوب الأمانة.
وإذا كتب الناقد فإنما يكتب حكمه الذي أطلقه بناءاً على ما ظهر له من كتابات الحركة وتقاريرها وما يشاهده من تصرفات قياديها، {مَا شَهِدْنَا إِلاَّ بِمَا عَلِمْنَا}.
التنبيه الثاني:
إن مما لا نزاع فيه بين المتابعين للمقاومة في أرض فلسطين؛ أن حركة حماس من أعظم الحركات وأقواها مواجهة للعدو المحتل وأشدها منازلة له، ولذا عمل جاهدا لإضعافها، واستخدم لتحصيل ذلك المقصد وإحراز ذاك الهدف عدة وسائل, لعل من أبرزها تصفية النشطين فيها ولم يزدها ذلك إلا قوةً وثباتاً ولم تضرها المواجهة بل أكسبتها تأييداً - رغم ما عليها من ملاحظات -
ولذا قدَّر العدو وفكَّر في مراكز دراساته، ورأى أنها قابلة للتنازلات، فدخل عليها من هذا الباب، فدبر لها هذه المكيدة واستدرجها لتقع في هذا الفخ المنصوب مسبقاً، وهي سياسة "التطويع" شيئاً فشيئاً، فبدلاً من إدامة الصراع واستمرار المواجهة مع هذه الحركة النشطة، التي صارت تسير على وفق خطط منهجية مدروسة، وتستخدم إستراتيجية مؤهلة لدوام المواجهة... بل وتصعيدها، فبدلا من هذا الخيار العسر على العدو عمد إلى خيار الموادعة، بإخضاعها بطريق غير مباشر، فيُدرس وضعها، وتُرفع لخفضها، وتُسمَّن لذبحها، ويُستنبت جناحها ليَسهُل اجتياحها.
فإذا وصل قيادي حماس إلى السلطة بسُلَّم الذلة والخنوع ومدرج البرلمانات والانتخابات المنبثقة من سياسات وافدة, فإذا استلموا زمام السلطة أُركبوا مرجح السياسة وصاروا يساوَمون لأجل التنازلات المنتظرة، بحجة الانسجام مع الواقع وملائمة الوضع الحالي، ويبدأ مسلسل التنازلات محافظة على ما كسبوا - بزعمهم - من مكاسب سياسية، لا ينبغي التفريط بها... بل يجب المحافظة عليها، وفقاً لمنهج استغلال الممكن.
وقد بدأت ملامح ذلك تتجلى على أعمالهم، فهرعوا نحو الشرق وأسرعوا تجاه الغرب، وارتموا في أحضان الرافضة، وعقدوا عدة جلسات وهاتفوا جمعاً ممن سيعمل على تركيعهم للعدو وهم لا يشعرون.
هذا الملحظ يبين بجلاء مدى غفلة صانعي البيان، وتسرعهم - وقبلهم قيادي حماس ومؤيديها - الذين اعتبروا هذا المكر اليهودي والخديعة الصهيونية؛ نصراً وتمكيناً.
وعلى كلٍّ؛ صُحِّحَ هذا القول أم خُطِّئَ، فإن الملاحظات على حركة حماس ثابتة لا ينبغي إغفالها ولا الانشغال عنها بتصويب تحليل أو تخطئته.
الثالث:
عندما أقوم ببيان أخطاء حركة حماس لا أتهم قياديها بالخيانة والعمالة، ولا أظن أنهم يسعون للمتاجرة بالقضية، وإن كان مآلهم إلى هذا الأمر، إنْ هم استمروا بسلوك هذا الطريق الأعوج ودخلوا بهذا النفق المظلم واستجابوا لسحبهم لهذه الهوة السحيقة.
ولكن أقول: أنهم أخطأوا الطريق الموصل للنصر والتمكين، فاستمنحوه من غير مالكه، وطلبوه بغير طريقه، وطرقوا باباً يضاده، فأتوا الموانع يظنونها أسباباً.
إذ أن النصر على العدو وإلحاق الهزيمة به مما تحبه النفوس وتسعى لتحقيقه وتعمل لتحصيله؛ {وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ}، إذ بالنصر تشفى صدور المؤمنين؛ {وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ}.
وهذا المطلب المأمول والهدف المقصود؛ لا يتحقق لمبتغيه ولا يتهيأ لطالبه إلا إذا جاهد غضباً لله ونصرةً لدينه وسلك الطرق الشرعية للظفر به؛ {إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ}، ولا يمكن أن يتحقق نصر وتزول هزيمة ويأفل استضعاف ويشرق تمكين؛ بدون أن ترجع الأمة كل الأمة إلى ربها وتصحح مسارها وتتهيأ بجميع طبقاتها وشرائحها للقيام بشرع الله وتطبيقه في أرضه على عباده، {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}.
فحينما يحصل التغيير الجماعي - الذي يشترك الكل في إيجاده - ويتوجهوا بعده للعمل لنصرة دينهم الذي عملوا به، ولم يطلبوا نصرته من أعدائه المتربصين به، المتمنين زواله, بل توجهوا إلى مالك النصر سبحانه، حينها؛ {إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ}، {وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ}.
والعزة لله يؤتيها عباده الذين استقاموا على شرعه واتبعوا أمره، فجاهدوا في سبيله لإعلاء كلمته ونصر دينه؛ {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ}.
كلما قوي إيمان الجماعة المسلمة؛ قويت عزتها وعلت مكانتها.
وطريق الاستخلاف وسبيل التمكين؛ واضح مستبين أمام أنظارنا في كتاب الله، {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً}، فوعْدُ الله بالاستخلاف في أول الآية مشروط بتحقيق العبودية في آخرها.
وقد وصف الله المستخلفين؛ {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ}.
فهل حركة حماس نهجت هذا النهج السوي أم أنها حادت الله ورسوله، فهرعت للديمقراطية والوطنية، وميعت ملة إبراهيم المبنية على الولاء والبراء؟
{إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ}.
الرابع:
هذه الملاحظات ليست سراً أفشيته أو مخبَّأً كشفته، بل منهج مذاع تعلنه الحركة ليل نهار، وطريقة تبديها على رؤوس الأشهاد، وهو مسطر على أعمدة بعض الجرائد، ومرقوم على صفحات المجلات، ومتداول في مواقع عدة على شبكة الإنترنت، ومسموع عبر أجهزة الإعلام المختلفة، فهي حقائق تقرر واقعاً ليس لها من دافع، وقد قيل: "وما يوم حليمة بسر".
والسكوت عن الأخطاء وتغطية الجراح؛ لا يمكن أن يصوبها، ومحال أن يعالجها.
وحركة حماس؛ حركة قديمة الأصول، منبثقة من حركة الإخوان المسلمين، فهي أحد أجنحتها، أقيمت لمواجهة الكيان الصهيوني الغاشم ومقارعة طغيانه بعد فشل القوى العربية وهزيمتها.
والدارس لهذه الحركة من نشأتها والمتفحص لجذورها؛ يجد أن الانشطار بدأ منذ تأسيسها، ربما يرجعه بعض الدارسين لأسباب عدة, تتصارع أفكارهم وتلتقي أقلامهم في إثبات بعضها ونفي بعضها، ولا يهمنا أسباب الانشطار بقدر ما يهمنا وجوده في بنيتها الأساسية.
ومع مضي الليالي وتقدم الأيام وتلاحق الأحداث؛ مرت الحركة بمنعطفات حادة، زادت هذا الانشطار ووسعت هوته، حتى صار إلى ما سنراه.
وسوف أوجز الملاحظات حول حركة حماس بثلاث نقاط...

طرابلسي
09-28-2007, 10:11 PM
الأولى؛ الوطنية
وهي أحد أصنام العصر.
وحقيقتها وجوهرها؛ إحلال التراب، وجعل الوطن الذي يُحد بحدود جغرافية ضيقة؛ قاسم مشترك ورابط موحَّد بين من ينتسب إليه من أبناء البلد الواحد، مهما تباينت أديانهم واختلفت مشاربهم، يكون ذلك بدل الدين والمعتقد السليم الذي جاء الإسلام بجعله يدور عليه فلك الولاء والبراء؟
فالوطنية: "تقديس الوطن، بحيث يصير الحب فيه والبغض من أجله، والقتال من أجله، وإنفاق الأموال من أجله، حتى يطغى على الدين، وحتى تحل الرابطة الوطنية محل الرابطة الدينية) [3].
فعلى هذا المفهوم السقيم؛ يستوي أبو بكر الصديق وعمر الفاروق رضي الله عنـهما - أميرا المؤمنين ووزيرا خاتم الأنبياء والمرسلين وإخوانهم من المهاجرين والأنصار الذين أبلوا بلاءً حسناً وجاءت الآيات والأحاديث مصرحةً بفضلهم - يستوون مع أبي لهب وأبي جهل وأضرابهما من الذين حاربوا الإسلام وناصبوه العداوة وسعوا لإطفاء نور الله ونزل القرآن بذمهم، إذ يشملهم وصف المواطن، ويضمهم وطن واحد.
هذا في حكم الوطنية.
أما في حكم الإسلام؛ فلا يستوون، {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ}، {أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ}.
وعلى مفهوم الوطنية الضال؛ حروب الردة - التي تعتبر من مناقب أبي بكر الصديق رضي الله عنه وعمل جليل من أعماله أجمع الصحابة على شرعيتها - ليست في مكانها، فهي خرق متسع في هذا المبدأ.
بل رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم التي نزلت مفرقة بين أهل الحق وأهل الباطل؛ تتعارض مع مفهوم الوطنية التي تسعى لينسجم الجميع ويتفق أبناء الوطن الواحد، وترى أن كل من أتى بغير ذلك فهو مفسد وعابث في الوحدة الوطنية المقدسة لدى أصحابها.
ومن الصفات التي امتاز بها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن غيره من الأنبياء، وفُضل عليهم بها؛ أن رسالته شاملة لجميع الخلق المكلف على هذه البسيطة، فهي تخاطب عربهم وعجمهم, إنسهم وجنهم؛ {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ}، "وكان النبي يبعث في قومه خاصة وبعثت للناس عامة"، فرسالته صلى الله عليه وسلم لا تستوقفها الحدود، ولا تحول بينها الأجناس واللغات، ولا تعرقل سيرها الانتماءات.
فمن أراد نجاح دعوته؛ فليجعل لها أفق الأرض الواسع، وليقاتل؛ {حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه}.
ولقد جاءت الآيات المحكمة ووردت الأحاديث الصحيحة؛ بتوثيق العلاقات وشد الروابط بين من يدخل تحت راية الإسلام ويدين لله به، طارحة كل الفروق العرقية، وممزقة كل القواسم القبلية والعنصرية؛ {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}، {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ}، {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}.
وقال النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر)، (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً).
ولقد أدرك الصحب الكرام رضي الله عنهم هذا الأمر، فكانوا – كمـا وصفهم الله -: {أشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ}، {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ}.
وبالمقابل قطع الله سبحانه الصلة وأبان المودة لمن دان بغير الإسلام وابتغى سواه ديناً، فأوجب المباعدة عنه وحتم البراءة منه، ونفى إيمان من لم يكن كذلك، مهما كانت الروابط والقرابة؛ {لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ}، {وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ}، {وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ}.
فنجد "أن القرآن الكريم يأمر المسلم ويرشده إلى وجوب إخلاص ولائه لربه ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولعقيدة الإسلام وجماعة المسلمين، وعلى ضرورة المفاصلة الكاملة بين الصف الإسلامي الذي يقف فيه المؤمن وبين صف لا يرفع راية الإسلام ولا يتبع قيادة الرسول صلى الله عليه وسلم" [4].
ذلك "أنه لا يستقيم للإنسان إسلام - ولو وحد الله وترك الشرك - إلا بعداوة المشركين والتصريح لهم بالعداوة والبغض" [5].
لأن "موالاة الفرد ومحبته لغير الجماعة المسلمة؛ معناه الارتداد عن دين الله والنكول عن طريق الإسلام والوقوع في دائرة أولياء الشيطان - أعاذنا الله من ذلك -" [6].
"فما ولاء المؤمن إذن لأعداء الله؟ إنه لا يجتمع في قلب واحد حقيقة الإيمان بالله وموالاة أعدائه الذين يُدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم فيتولون ويعرضون، ومن ثم جاء هذا التحذير الشديد وهذا التقرير الحاسم؛ بخروج المسلم من إسلامه إذا هو والى من لا يرتضي أن يحكَّم كتاب الله في الحياة، سواء كانت الموالاة بمودة القلب أو بنصرة أو باستنصاره سواء، {فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ}، لا في صلة ولا نسبة ولا دين ولا عقيدة ولا رابطة ولا ولاية، فهو بعيد عن الله منقطع الصلة تماماً في كل شيء تكون فيه الصلات" [7].
"هكذا تنقسم البشرية إلى حزبين اثنين؛ حزب الله وحزب الشيطان، وإلى رايتين اثنتين؛ راية الحق وراية الباطل، فإما أن يكون الفرد من حزب الله فهو واقف تحت راية الحق، وإما أن يكون من حزب الشيطان فهو واقف تحت راية الباطل، وهما صفان متميزان لا يختلطان ولا يجتمعان، لا نسب ولا صهر، ولا أهل ولا قرابة، ولا وطن ولا جنس ولا عصبية ولا قومية... إنما هي العقيدة والعقيدة وحدها، فمن انحاز إلى حزب الله ووقف تحت راية الحق؛ فهو وجميع الواقفين تحت هذه الراية إخوة في الله، تختلف ألوانهم وتختلف أوطانهم وتختلف عشائرهم وتختلف أسرهم، ولكنهم يلتقون في الرابطة التي تؤلف حزب الله، فتذوب الفوارق كلها تحت الراية الواحدة، ومن استحوذ عليه الشيطان فوقف تحت راية الباطل؛ فلن تربطه بأحد من حزب الله رابطة، لا من أرض ولا من جنس ولا من وطن ولا من لون ولا من عشيرة ولا من نسب ولا من صهر..." [8].
وهذه المسألة واضحة، وهي من مسلمات وثوابت هذا الدين الحنيف.
"وليس في كتاب الله تعالى حكم فيه من الأدلة أكثر ولا أبين من هذا الحكم - بعد وجوب التوحيد وتحريم ضده –"

9].
ولابد من إدراك حقيقة ومعرفة حكمٍ؛ وهو أنه "قد أباح الله للمسلمين في حال الاستضعاف ألا يُظهروا العداوة لأعدائهم، ولكنه لم يبح لهم قط أن يوالوهم... فعدم إظهار العداوة شيء والموالاة شيء آخر... الموالاة التي تشمل مودة القلب والتناصر والمحبة هذه لا تكون إلا بين المؤمنين بعضهم لبعض، {لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ}، نعم يحذركم الله نفسه، وهو المطلع على دخائل نفوسكم، وعلى مداخل الشيطان إليها؛ أن يدخل إليكم من باب الاستضعاف والخوف، فيقول لكم؛ لا عليكم أن توالوا الكفار لتأمنوهم وتصرفوا شرهم عنكم، كلا، لا ولاء حتى في الاستضعاف، لا ولاء، إنما هو فقط عدم إظهار العداوة لهم وعدم استفزازهم للاعتداء عليكم وأنتم لا تستطيعون رد بأسهم" [10].
فكل شعار يصطدم مع هذا الأصل العظيم ويضاد هذا المبدأ الأصيل؛ فإنه مناقض للإسلام ومضاد له، مهما كانت الظروف والمبررات، ومهما ضخمت الدعاوى.
والوطنية - مع مناقضتها لهذا المبنى العظيم -؛ "ما هي إلا حلقة من حلقات الإضلال اليهودي والنصراني للمسلم، ومحاولة للقضاء على الإسلام ونزع العقيدة من قلب المسلم، وتغيير معايير الولاء والبراء في قلب وذهن المسلم، فبدلاً أن يكون ولاء المسلم للموحدين من المسلمين ولأصحاب العقيدة الصحيحة والسليمة؛ يكون ولاؤه لأهل قوميته" [11].
تأكد انه لا يوجد ناقص هنا من السنخة الاخرى
وكذلك تقتضي الاعتراف بالأحزاب الكافرة والجماعات المارقة التي تقطن بعض البلاد وتحل في ربوعها، ويلزم إقرار توليهم زمام السلطة ونزوهم صهوة الحكم وعلوهم على المسلمين وسيطرتهم عليهم، والله يقول: {وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً}.
"وخلاصة القول في القومية؛ أنها شرك بالله، لأنها بإيجابها العمل بها وحدها والتضحية والجهاد في سبيلها وصرف الكره والبراء وما يتبعهما ضد كل خارج عن القومية وصرف الحب والولاء وما يتبعهما للقوميين ومن والاهم" [12].
إذ الجهاد؛ "ليس دفاعاً عن وطن أو قوم أو ممتلكات، وإن كانت هذه بعض منافعه وثماره، بل هو وسيلة لحمل رسالة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي هي السبب الحقيقي لإخراج الأمة المسلمة إلى الوجود؛ {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر}..." [13].
ولقد حظيت الوطنية لدى حركة حماس؛ بنصيب وافر، واستحوذت على مساحة شاسعة من اهتمامهم، فتردد لفظها على ألسنتهم، وتكررت كتابتها في بياناتهم، فهي أحد ثوابتهم وأصولهم التي لا يتخلون عنها، بل يوصون بها غيرهم ويحذِّروهم مغبة ترك التمسك بها أو مساسها بسوء أو العمل على ما يناقضها.
فقد قالوا في أحد بياناتهم معللين أحد أفعالهم: (حفاظاً على وحدة الشعب الفلسطيني).
هكذا بدون تفرقة بين شرائحه المتباينة وطبقاته المختلفة.
وعندما شاركوا في حوار القاهرة وضَّحوا هدفهم من المشاركة، وأنه: (على التحفظ على وحدتهم الوطنية)، التي تضم بين طياتها المسلم والنصراني والعلماني و... و... و...
وعندما استنكروا ودانوا عددا من التفجيرات التي قام بها المجاهدون، والتي عصفت بأعداء الله وأشياعهم، جعلوا من دواعي إنكارها؛ أنها تضر بالمصالح الوطنية والقومية والإسلامية.
بل إنهم جعلوا الوطنية هي الأساس، وكتبوا بياناً في إيضاح هذا الأمر، وقالوا؛ بحرمة الدم الفلسطيني مهما كان صاحبه، حتى آل بالحركة تمسكها بهذا الأمر أن حصروا جهادهم في وطنهم، فقالوا؛ معركتنا في فلسطين.
وإذا كانوا حذَّروا أهل البلاد التي يُفجر فيها لأن التفجير يضر بالقضايا الوطنية والمصالح القومية، فقد أُوصوهم بهذا المبدأ؛ فنادوا أهل العراق أن يعضوا على الوحدة الوطنية بالنواجذ وأن يحرموا الدم العراقي، وذلك عقب أحد التفجيرات التي استهدفت الرافضة.
ومع هذا الانحراف؛ لم يتفكروا أن الذي حرر القدس ليس من أهلها وأن معظم جيشه لم تكن فلسطين موطناً لهم، وإنما قدموا من خارجه فاتحين، يحدوهم الإيمان الصادق، ويسوقهم الولاء الحقيقي لهذا الدين ومقدساته.
وأن البشائر لتلوح أعلامها وتظهر أماراتها بتوجه جند الله وأسد التوحيد؛ فيدخلون الأراضي المقدسة فاتحين، وحينها تسقط شعارات حماس النخرة، ويندحر العدو ويفرح المؤمنون بنصر الله، {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}.
ولقد صار لهذا المبدأ المنحرف أثره العملي في تنظيم علاقات الحركة الداخلية.
وهذا ظاهر في عدة صور منها:
1) موقفهم من السلطة الفلسطينية العميلة التي ذللها اليهود والنصارى واستعبدوها، حتى صارت تشكل عقل اليهود المدبر، ويدهم العاملة، وساعدهم المفتولة لمطاردة وسجن المقاومين وقتل قياداتهم.
ومع وضوح عمالتها وظهور خيانتها؛ إلا أن حماس تتناسى كل ذلك فتجمعها بهم أواصر الوطنية، وتبث بينهم علاقات المودة والوئام الوطني، الذي يضع سرباله على الجرائم والخيانات فتُنسى وتغتفر، مع أن "الدولة الفلسطينية قد أنيط بها مهمة إخماد نار جهاد الانتفاضة وإطفاء نورها" [14].
قال أحمد ياسين: (أنا شخص أحب وأحترم ياسر عرفات، كما أحب كل فلسطيني في أي مكان).
هكذا قال زعيم القوم متأثراً بالوطنية التي جمعت بينه وبين ذاك الطاغية الذي تاجر بالقضية، وساهم مساهمة عظمى لقتل روح المقاومة، بل نجد الشيخ يحب كل فلسطيني، فمجرد انتسابه لتراب الوطن واستنشاقه لهوائه؛ يضفي عليه الحب ويحظى بالاحترام، مطرحة كل الفروق المعتبرة شرعا.
وتمسكاً من الحركة بحق الرغام وأخوة الوطن؛ نادوا رؤوس العمالة ورموز الخيانة ومعاول الهدم ومنظمي الإلحاد وخوان القضية والمتاجرين بالأراضي المقدسة بالألقاب الزاهية والأسماء البراقة التي تغر برنينها من سمعها وتخدع بلمعانها من شاهدها، فتضفي الشرعية لأعمالهم الإجرامية في حق الأمة عامة وفي حق فلسطين خاصة.
فقالت الحركة لياسر عرفات: (الأخ، السيد).
ولما حوصر ضمن مسلسل التفاهة؛ أخذوا الأمر بالجدية وأصدروا بياناً غاضباًَ ضمنوه تهديداً جازماً بتفجيرات تقض مضجع إسرائيل التي استشفت بوضوح بعد هذا المسلسل الهازل غفلة أولئك وسطحية نظرتهم!
ثم من سيكون يا ترى منفذ تلك التفجيرات التي هددوا بها؟! إنهم شباب الإسلام الأبرياء؛ يُزج بهم ليُقتلوا في سبيل تخليص طاغوت أُفتعل حصاره.
إن لسان حال هؤلاء الشباب وقالهم ما قاله أحد الشباب، قائلا للبنا حينما حاول رده عن الجهاد في فلسطين: (إن كنت تظن أنني ذاهب إلى فلسطين لإرضائك، فأنت واهم، أنا ذاهب لنيل الشهادة في سبيل الله ودخول الجنة)

[15].
وليعلم أنه لما كثر العملاء وخرف عرفات، وصار لعجزه لا يستطيع أن يقوم بالمهام المنوطة به، والمطلوب تنفيذها بسرعة ودقة لا تتأتى مع كبر سن عرفات؛ رأى الصهاينة إبعاده واستبداله بغيره ممن يتمتع بقوة ليؤدي الدور الموكل إليه.
لما نزل قرار يفيد إبعاده عن السلطة؛ تحرك قياديو حماس وتكلموا وأدانوا هذا القرار من الصهاينة، وهاتفه خالد مشعل بهذا الخصوص، ولما هلك حزنوا لموته ونعوه وعزوا الأمة عامة وأهل فلسطين خاصة بفقده، ولقبوه بـ "الشهيد الكبير"، وترحموا عليه، وطالبوا ملحين بالتحقيق الجاد في قضية موته.
كل ذلك في سبيل تفعيل الوطنية بين أبناء شعب فلسطين.
ولقبوا أيضاً محمد عباس بـ "القائد المناضل"، والتقوا به، وعلى شرفه وضعوا وجبة عشاء، والتقوا به ثانية بعد فوزه بالانتخابات وهنؤه بالفوز، مع أن الكل يعلم أنه بهائي خبيث المعتقد.
ولكن المواطَنة كفيلة برفع كل الموانع وكسر كل الحواجز وإزاحة كل الحجب.
2) إتحادهم مع النصارى داخل الأرض الفلسطينية بموجوب حق المواطنة الذي يشتركون فيه، ويعتبرونه وشيجة رحم بينهم وبوتقة يذوب فيها كل فرق، وينسجم معها كل مختلف.
فلما حزن النصارى لموت "البابا يوحنا بولس الثاني"؛ قامت حركة حماس بعزائهم ببيان منشور، أظهره التراب المشترك الذي يطؤون عليه.
وبمناسبة عيد المسيح؛ أصدروا بياناً أيضا، قالوا فيه: (حماس تهنئ الإخوة النصارى في فلسطين والعالم لمناسبة عيد ميلاد سيدنا المسيح عليه السلام)، وجاء في طي البيان قولهم: (أجمل التهاني والتبريكات... مقدساتنا الإسلامية والمسيحية).
حتى آل بهم الأمر؛ أن أمروا عشرة من الشباب المسلم بارتداء ملابس "بابا نويل"، لتوزيع هدايا عيد الميلاد على الأيتام النصارى! تأكيداً على وحدة الشعب، فوحدة الشعب عند الحركة غاية تبرر كل المخالفات لتحقيقها. ورشحت حماس نصارى على قوائمهم في المناطق ذات التجمعات النصرانية، هكذا يمخر صنم الوطنية دين منتحله والمتعلق بأذياله.
ولما وزع بيان عبر الفاكس على بعض الجماعات هناك؛ شجبت حركة حماس هذا البيان، وأقذعوا في رده.
وجاء قول "الورديان": (العلاقة المميزة بين حماس والمسيحيين واضحة وبارزة على رؤوس الأشهاد، حيث تشارك الإخوة المسيحيين فعالياتهم ونشاطاتهم، وهم يشاركوننا نشاطاتنا أيضا، لا بل كان بيننا وبينهم علاقات مشتركة من أجل خدمة مدينة بيت لحم، وخاصة خلال الانتخابات، حيث قام أعضاء حماس وأنصارها بانتخاب مرشحين مسحيين من أجل وصولهم إلى البلدية، وكذلك الحال؛ قام المسيحيون بانتخاب أعضاء من حماس من أجل الهدف نفسه ونجح الفريقان في الوصول إلى دار البلدية بكل أريحية وأخوة ووفاق ووئام... اختلط فيه الدم المسيحي بدم المسلمين... فإن إخواننا المسحيين في بيت لحم لهم من الحقوق الشرعية ما لنا، وعليهم ما علينا, لقد قدموا الشهداء والجرحى كما قدمنا، وستبقى العلاقة المميزة والتاريخية بيننا وبين إخواننا المسحيين قائمة لا تشوبها شائبة، رضي المرجفون والمفسدون أم أبوا).
وبعد هذا البيان المخزي الذي تستنكره قلوب الذين آمنوا، وتقشعر منه جلودهم، وهذا الموقف المهزوم مع النصارى؛ لا يستكثر أن يرضى عنهم النصارى ويزور عطا الله حنا النصراني؛ أحمد ياسين في منزله، ويتبادلان الكلام حول القضية ومستقبلها.

[3] أهمية في نشر الدعوة ص 411.
[4] في ظلال القرآن 6/756.
[5] شرح ست مواضع من السيرة، ضمن مجموعة التوحيد ص 25.
[6] في ظلال القرآن 6/756.
[7] في ظلال القرآن 1/385.
[8] في ظلال القرآن 6/315.
[9] سبيل النجاة والفكاك ص 14
[10] لا إله إلا الله عقيدة وشريعة ومنهج حياة ص 164.
[11] حقيقة الولاء والبراء ص 327.
[12] الولاء والبراء في الإسلام ص 425.
[13] هكذا ظهر جيل صلاح الدين ص 125.
[14] حماس، لعبد الله عزام ص 88
[15] حماس، لعبد الله عزام ص 63.

طرابلسي
09-28-2007, 10:13 PM
ثانياً؛ الديمقراطية
لم يرحل الاستعمار الجائر البغيض عن الدول التي جثم عليها ونزل أرضها فنهب خيراتها واستعبد أهلها؛ إلا بعد أن استنبت بها نوابت سوء، وغرس فيها غراس بلاء، يتكيف مع أجوائها ويتكلم بلسان سكانها، فقام مقام المستعمر وأدى الدور المنوط به، وربما زاد على ما يراد، حتى تجرعت الشعوب على أيديهم الغادرة الويلات، وعاشوا سِنيَّ حكمهم؛ حياة الغاب، التي يسيطر فيها القوي على الضعيف، ويتسلط الرفيع ويُظلم الوضيع، وصارت الدكتاتورية المتسلطة سياسة يسير وفقها سادة الأمم المستعمرة بلا حسيب ولا رقيب من البشر.
فاستعبد أولئك الأنذال الشعوب المنكوبة، وخَضَّعوا الأمم المكلومة بلغة الحديد والنار، التي لا تعترف بالخطأ ولا تسمع إيضاحاً, فالسجون التي تشتمل على أنواع النكال وضروب التعذيب تغص بالأبرياء, والمجازر الجماعية ملء السمع والبصر، وهي أمثلة إجرام ونماذج طغيان.
فسئم الناس من أولئك الأشرار المتسلطين على أموالهم ودمائهم وأبنائهم، والذين يكررون صورة الطغيان الفرعوني المستبد، فضاقوا بهم ذرعاً، إذ ضنَّكوا عليهم معيشتهم وساموهم سوء العذاب.
في هذه الطقوس المشحونة بالويلات والمملوءة بالاستبداد والقمع بكل صوره وأشكاله؛ جاءت نظرية الديمقراطية إلى هذه الشعوب الملهوفة، ووفدت عليها كمغيث لها وبدلٍ مناهضٍ، وحلٍّ مناقضٍ لهذه النظم الجبروتية المتسلطة على الأنفس والأموال والممتلكات، والمستحوذة على الشعوب، والمهيمنة على مقدوراتها، ولم تتأتى لبعض الشعوب إلا بدماء أبنائها.
وقد عملت بالديمقراطية دول أوربا للتخلص من بطش الملوك والانفكاك من ظلم الكنيسة؛ إذ أنهم قوم لا يملكون كتاباً يحكمهم ولا شريعة ترحمهم.
"فلا ينجح فيه إلا من يغري الناس ويستولي على عقولهم وألبابهم بماله وعلمه وذكائه ودعايته الكاذبة... ثم يصبح هؤلاء الناجحون آلهة لهم، يشرعون ما يشاؤون من القوانين، لا لمصالح الجمهور بل لمنافعهم الشخصية ومصالح طبقاتهم المخصوصة التي ينتمون إليها، فهذا هو الداء العضال الذي أصيبت به أمريكا وإنجلترا وسائر البلاد التي تدعي اليوم أنها جنة الديمقراطية" [16].
فلما جاءت الديمقراطية؛ فرح بعض كتَّاب الأمة، ورحب بقدومها شريحة من مثقفيها باختلاف اتجاهاتهم وتنوع مناهجهم وتعدد أغراضهم ومقاصدهم، ظانين أنها المفزع المأمون، ولم يدركوا أن الديمقراطية وجه آخر للدكتاتورية، يخدَّر بها الشعوب وتهيأ من جديد لأولئك المتجبرين.
وذهب بعض المغرورين يحاول تبريرها وتكييفها لتنسجم مع تعاليم الإسلام وتتفق مع شريعة الله، مع أنها تضادها وتناقضها - شكلاً ومضموناً - فعلوا ذلك لأنهم عاشوا واقع التسلط وتذوقوا مرارة الاستبداد ورأوا مشاهد الغطرسة والظلم التي يندى لها الجبين ويتفطر من تصورها الفؤاد، فدفعهم ذلك إلى هذا الموقف المرتجَل وتلك المبادرة المستعجَلة التي صدرت عن قلة علم وقصور نظر واضمحلال فقه وضمور روية.
"فقيام الإسلاميين بالدعوة إلى الديمقراطية وتوسيع تبنيها بتقريبها من الإسلام لا يدل بحال على أن الإسلام يجيز تبني الديمقراطية، فلا ديمقراطية في الإسلام ولا إسلام بالديمقراطية"[17].
"والأمر الذي لابد من التوقف عنده؛ أن الديمقراطية قيم غربية طُرحت في العالم الإسلامي لخدمة الحضارة الغربية، وتشكيل البديل الحضاري عن القيم الإسلامية" [18].
الديمقراطية عبارة عن نظام "لا ديني"، خارج عن تصور خاص عن الحياة، قائم على أساس فصل الدين عن الحياة، فهي إذاً "نظام علماني، يعبر عن وجهة نظر معينة للحياة السياسية، مبنية على فصل الدين عن الحياة" [19].
فالشعب - أو أغلبية الشعب - هو الذي يختار نظاماً من الأنظمة المطروحة في الانتخابات، ويستأجر حاكماً يقيمه، فهي صرف حق من حقوق الله وعبادة الحاكمية؛ لغير الله.
والديمقراطية؛ كلمة قديمة يونانية الأصل، مرَّت في هذا العصر بأطوارٍ متعددة، واختُلف في تعريفها بين التعريف المعياري الكلاسيكي والتعريف الجِرائي, وعلى كل تعريف منها مآخذ وملاحظات هي مكان بحث وموضع نظر.
وتنبني الديمقراطية؛ على تقديم رأي الأغلبية، مهما كان متفقاً مع الشرع أو مخالفاً له، وهي بهذا الأساس تتعارض مع آيٍ كثيرة من كتاب الله تدل على خطأ الكثرة وآيات أخر تدل على صواب القلة.
"فالمسلم ملزم باتباع الشرع، وليس بقبول رأي الأغلبية، فلو اتفق أعضاء مجلس الأمة أو الشورى على تبني رأيٍ مخالفٍ للشرع؛ فإنَّ هذا الرأي بميزان الشرع يعد رأياً باطلاً، حيث أن العبرة ليس في عدد المصوتين للقانون، بل العبرة بانبثاق التشريع من التشريع الإسلامي واتفاقه معه" [20].
وهذا الأمر "مما جعل النظام الديمقراطي يقف على طرفي نقيض مع النظام الإسلامي القائم على سيادة الشرع الإسلامي في واقع الحياة، فالشرع - وليس الشعب - هو المرجع الأعلى في النظام السياسي الإسلامي، ومن ثم فجعل الشعب المرجع الأعلى لأنظمة الحياة؛ يعد تعطيلاً صريحاً لسيادة الشرع وهيمنة أحكام الإسلام في الدولة، مما يؤدي إلى ظهور الكفر البواح، وتحول الدولة إلى دار كفر" [21].
لأن "البلد التي يحكم فيها بالقانون ليست بلد إسلام" [22].
وهذا "مما يؤدي إلى التناقض بين الدعوة إلى تطبيق الشريعة الإسلامية في واقع الحياة وإقامة القواعد الديمقراطية" [23].
وقد تكاثرت الآيات وتنوعت الدلالات في وجوب التحاكم إلى شرع الله، وكفر من تنكب ذلك وأعرض عنه، وقرر أهل العلم - في قديم الدهر وحديثه - هذا الأصل، وبينوه أعظم بيان، وأوضحوه غاية الإيضاح، فلا عذر ولا اعتذار لمن ترك التحاكم إلى شرع الله وحكَّم غيره.وقد نقل أبو الفداء إسماعيل بن كثير؛ الإجماع على كفر محكم غير شرع الله [24]، استناداً على تكفير الله له: {ومن لم يحكم الله بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون}، وسبب كفره صرفه عبادة لغير الله؛ {إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ}، فكما أن الخلق خلق الله فالحكم حكم الله؛ {ألآ له الخلق والأمر}، وقد أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يحكم بين المتنازعين بما أنزله عليه وأوحاه إليه: {فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ}.
والحكم دين يدان لله به، قال الله في قصة يوسف: {مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ}، وقال الرب المتعال لنبيه صلى الله عليه وسلم: {أَفَغَيْرَ اللّهِ أَبْتَغِي حَكَماً...}.
"فهذه الآيات - وما في معناها - تدمغ بالبطلان نوع الحكم الذي يخدعون به الناس ويسمونه الديمقراطية، إذ هي حكم الأكثرية الموسومة بالضلال، هي حكم الغوغاء والدهماء" [25].
وصدق ربي: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ}، وكل نظام أو شخص أو عادة أو قانون نصِّب حَكَماً بين المتخاصمين؛ فهو طاغوت، أُمرَ المسلمُ بالكفر به والتبرؤ منه؛ {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ}.
وقد أمر الله عند النزاع والخصومة بالرد إلى الكتاب والسنة: {فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ}.
"وأمر الله سبحانه وتعالى بالرجوع إليه؛ يشمل النزاع في الشؤون السياسية والاقتصادية والاجتماعية وفي العقائد والأحكام الفرعية وغيرها، فهو حكم شمولي قطعي، فلا يصح استدناء الظاهرة السياسية من حكم الله الشمولي بحجة أن الممارسات السياسية لا علاقة لها بالحلال والحرام، أو تبني الربا بحجة المصلحة الاقتصادية، لأن حكم الله الشمولي يوجب الرجوع إليه في كل شيء، وهذا هو مقتضى قوله تعالى: {فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ}، أي أنه لا يصح إخراج أمر من الأمور من دائرة الرجوع إلى الله - أي إلى الشرع الإسلامي - بحال من الأحوال، وذلك لأن الشرع صاحب السيادة في الدولة الإسلامية" [26] المأمور أفرادها بالخضوع التام والرجوع الكامل إلى حكم الله ورسوله: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ}، فلا يقدموا حكم المخلوقين وآراءهم على حكم الله ورسوله.
وللديمقراطية ارتباط وثيق بالحرية الفردية، التي تعني التفلت من قيود الشرع المطهر, فالديمقراطية لا تتدخل "بهوية الإنسان وإيمانه وكفره ونوعية القيم التي يحملها، فالكل سواء؛ عالم الدين والبغي، والمسلم والنصراني" [27].
فلذلك يرى الديمقراطيون؛ أن هناك مؤسسات وأجهزة يؤدي وجودها في المجتمع واستمرار عملها إلى إعاقة قيام الديمقراطية، مثل هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والحسبة التي تقوم بمراقبة الشارع الإسلامي والتأكيد من التزام الأفراد بأداء الصلاة وعدم الإفطار في رمضان والالتزام بالزى الإسلامي والسلوك الإسلامي [28].
حركة حماس تعلقت بالديمقراطية تعلق الرضيع الوله بأمه، واتخذتها منهجاً، وعدت بانتهاجه وسير حكمها على وفقه، فقد سطرت على أوراق بياناتها المتعددة المناداة والدعوة لطاغوت الديمقراطية، فقد طالبت الأطراف باحترام "الإرادة الفلسطينية" و "الخيار الديمقراطي".
وقالت في بيان آخر عن نفسها: (إن حركة حماس منفتحة على الجميع، وتسعى للحوار مع كافة الأطراف من أجل تطوير الموقف واحترام الخيار الديمقراطي الفلسطيني ونتائجه).

وقال أحمد ياسين في جواب له ضمن حوار مطول: (وأنا أيضا أريد دولة ديمقراطية متعددة الأحزاب والسلطة فيها لمن يفوز بالانتخابات)، فسُئل: حتى لو فاز الحزب الشيوعي؟ فقال: (حتى لو فاز الحزب الشيوعي، فسأحترم رغبة الشعب الفلسطيني)، وقال: (والله نحن شعب له كرامته وله حقوقه، إذا ما أعرب الشعب الفلسطيني عن رفضه الدولة الإسلامية؛ فأنا أحترم وأقدس رغبته وإرادته).
وقرروا في بنودهم الأخيرة التي أعلنوها بعد الانتخابات قولهم: (تحقيقاً لمبدأ الديمقراطية)، (حماية الديمقراطية)، (وبناء مؤسساتنا الوطنية المختلفة على أسس ديمقراطية).ولم يذكروا في بنودهم؛ الإشارة إلى حكم الله وتحكيم شرعه، ولم يعلموا أن الديمقراطية وغيرها من الشعارات؛ لا تخيف العدو، إذ أنه يعلم نهايتها.

قال "ابن غوديون": (نحن لا نخشى الاشتراكيات ولا الثوريات ولا الديمقراطيات في المنطقة، نحن فقط نخشى الإسلام، هذا المارد الذي نام طويلاً وبدأ يتململ من جديد) [29].

ثالثاً؛ إماتة شعيرة الولاء والبراء وهدم جانبه تقدم طرف من الكلام حول عظم منزلة الولاء والبراء وشرف مكانته في الدين وأهميته في حياة المسلمين.

وقد أهملت حركة حماس هذا الأصل الأصيل وعطلته وهمشت دوره في الحياة.

ومظاهر ذلك متنوعة، منها:

1) تبنيهم مبدأ الوطنية؛ وقد سبق القول فيها وعدم شرعيتها وإيضاح موقف الحركة منها.

2) نهجهم الديمقراطية ومناداتهم الصريحة بها؛ وتقدم الكلام عليها وبيان مكانتها عند الحركة.

3) العلاقات المشبوهة بين الحركة وغيرها.

والتي منها التالي :

[16] نظرية الإسلام السياسية ص 18.
[17] نقض الجذور الفكرية ص 107.
[18] حتى لا تكون فتنة ص 96.
[19] نقض الجذور الفكرية ص 31.
[20] نقض الجذور الفكرية ص 35.
[21] نقض الجذور الفكرية ص 38.
[22] فتاوى ابن إبراهيم 6 ص 188.
[23] نقض الجذور الفكرية ص 87.
[24] البداية والنهاية 13 ص 128.
[25] عمدة التفسير 5 ص 89.
[26] نقض الجذور الفكرية للديمقراطية الغربية ص 50.
[27] حوار في الديمقراطية، مجلة البيان عدد 58 ص 39.
[28] ينظر كتاب التيارات الإسلامية.
[29] حماس، لعبد الله عزام ص 109.

أم عمر
09-28-2007, 10:14 PM
ولقد بات هؤلاء السفهاء يمارسون هذا الفعل الذميم بكل تفانٍ وإخلاص، فيصدون عن الجهاد في سبيل الله بتفخيم شأن العدو وتعظيم عُدته تارة، وباحتقار المسلمين أخرى، ويزخرفون قولهم بحجة تأخير المواجهة، ويرون أنهم يحسنون صنعاً بأمتهم ويجنبوها كوارث عصيبة ويرشدوها لطريق السلامة، فخدعوا فئاماً من الناس بألقابهم الفارغة وشهرتهم الواسعة التي عملها الإعلام الجاهلي تحت نظر الحكومات المتسلطة، وهم في الحقيقة يضجعون الأمة لعدوها ويأسرونها لخصمها المستأسد.

لذا وجب علينا محاربتهم بكل ما أوتينا من قوة!!!!!!!!!

بأموالنا ورجالنا..........................

حسبنا الله ونعم الوكيل

صهيب
09-28-2007, 10:31 PM
شاطر في النقل

شاطر في الهدم

شاطر في التكفير

شاطر في الأكل حتى التخمة"الأرز الذي نقلته لنا" في موضع آخر

شاطر في الفرجة على الغراميات "وطمعت حتى في طوم وجيري"مع ابن اختك

إني لأجزم أن كاتب المقال عميل من عملاء الصهيونية ولا أقول حتى فتح

وناقله لا يختلف عنه

لم يبق له هم في هذا المنتدى إلا تثبيط العزائم وكيل التهم

غزواتكم رأيناها : مع المقاومة العراقية "كنتم أسوأ من الأمريكان وربما أنتم عملاء متخفين لهم "

ولم لا فقد طرحت هذه الأفكار في أكثر من منبر وكنت من الذين وقفوا ضدها ولكن اليوم بدأت أقتنع بها

ورأينا غزواتكم مع أبرياء الجزائر"المدنيين"

وفي الدار البيضاء

وفي مدريد

وفي لندن

هل بهذه العبثية ستقنعون الناس بادعاءاتكم أنكم على حق: تكفرون وتحكمون على الناس بالضلال.

ولو طبقنا عليكم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لقلنا أنكم أنتم الكفار ولكن لسنا من هذا النهج الجاهل المريض
حفنة من الجهلة ينظرون .
لم نر لهم يوما كلاما عن المتخاذلين الحقيقيين.

في المدة القريبة الماضية وقعت احداث وانكشفت حقائق وعمالات لجهات فلسطينية فهل ذكرتموها بكلمة واحدة ابدا.

همكم حماس
اتضحت الصورة.

ولا أقول كلمة حق أريد بها باطل ولكن باطل أريد به باطل.

عندما يخلط السياسي ويحاول البعض ابرازه على انه الموقف الشرعي وبذلك ينفذون إلى الحكم يالتكفير والضلال

ترددت أن أرد ولكن الظاهر أن أمثالك لا خير يرجى منهم.

بودي لو تذكروا لنا انجازا واحدا من انجازاتكم العظيمة لنقتدي به

أتحدى: اللهم إلا التخريب والغوغائية والديماغوجية

وأتحدى وأتحدى وأتحدى

طرابلسي
09-28-2007, 10:34 PM
) الرافضة
معلوم الخلاف العقدي والأصولي بين أهل السنة والرافضة، وأنه خلاف لا يمكن أن يلتقي، فدين الرافضة لون ودين أهل السنة لون آخر، وكل ساع للتلاقي والوفاق فهو طالب محال وماش في ضلال، إذ أن العداوة المتأصلة في قلوب الرافضة لأهل السنة معلومة لا ينكرها إلا مكابر:
كل العداوات قد ترجى مودتها إلا عداوة من عاداك في الدين
وقد اشتملت عقائد الرافضة على كفريات متنوعة، وحوت إلحاداً متعددً، وهي عقائد مرصودة في كتب القوم, وفي كتب أهل العلم من أهل السنة؛ نقاش لها وبيان لما اشتملت عليه من الكفر البواح والزندقة الصراح، والقوم بها متمسكون.
وقد سجل التأريخ مواقف الخزي والعار للرافضة، ورصد كيدهم لأهل الإسلام ومكرهم وخبث مسلكهم، وهم فرقة منبثقة من اليهود، إذ أن منشأ مؤسسهم الأول اليهود, فهو عبد الله بن سبأ اليهودي [30], ولذا فهم أقرب الفرق الضالة والجماعات المارقة شبهاً باليهود [31].
ولحماس علاقات وطيدة مع هؤلاء الأشقياء، متناسية تاريخهم المظلم والظلوم وأيديهم السوداء الغادرة, وفي قصة نصير الشرك الطوسي وابن العلقمي ودولة الصفويين وغير ذلك عبرة لمن كان له قلب، وفي كتاب "كيف دخل التتر بلاد المسلمين" أمور وإيقاظات تنبه المدرك إلى أبعاد مكر الرافضة وسوء صنيعهم, فـ "متى رأى الروافض تشاغل المسلمين بالحروب مع أعداء الله؛ انتهزوا الفرص فأثاروا عثير الفساد، ما يغبر منه وجه البسيطة بلا اشتباه، نسأل الله أن يطهر الأرض منهم" [32].
وعلاقة حماس مع الرافضة تأتي على النحو الآتي:
أ) رافضة إيران:
إيران هي بلاد فارس عرف رافضتها بشدة الضلال وقوة الانحراف - لعوامل عدة ليس هذا موضع نقاشها - فهم "قوم ممن ينتحل الإسلام، فإذا أمكنته الفرصة كاد للإسلام" [33]، ولهم مفهوم غالٍ للتشيع [34].
ولذا لما تربعوا على الحكم في إيران؛ ساموا أهل السنة هناك سوء العذاب وقمعوهم أشد القمع، وبدأت أعداد أهل السنة تتناقص وتتقلص نسبتهم في تلك البلاد، ومن استقرأ وضعهم وعلم حالهم؛ استيقن أنهم بحاجة إلى نصرة أشد من حاجة المسلمين في فلسطين [35].
وسبب وصول الرافضة للسلطة هناك؛ أن الطائفة الإثني عشرية كانت مستذلة لا يدخلون بسياسة ولا يجاهدون ولا يأمرون بما يرونه معروفاً ولا ينهون عما يرونه منكرً ولا يُصَلون جمعة، لأنهم ينتظرون مهديهم؛ التي لا تصح هذه الأمور إلا به، وهو محمد بن الحسن العسكري الذي دخل السرداب بسامراء – بزعمهم - وصارت غيبة كبرى لديهم استعملوا فيها التقية.
ولما طال عليهم الأمد وضحك على عقولهم العالم؛ فكَّروا أن يجعلوا الأمر إلى الفقهاء بدلاً من المهدي المنتظر، فجاؤا ببدعة "ولاية الفقيه" التي نظر لها الخميني وعمل بها، فصاروا ثوريين يريدون نشر الإسلام الصحيح - بزعمهم - على العالم كله.
وليعلم أنه لا يمكن أن يعد جيل يطالب بدحر العدو واسترداد المقدسات منه لا يتصل بماضيه ولا يدين الله بموالاة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والرافضة في إيران جناح لليهود، ولذلك فعلاقاتها بإسرائيل علاقات وطيدة وصفقات الأسلحة المباعة لها من إسرائيل كثيرة ذكرها مع التوثيق أكثر من كاتب وباحث [36].
وقد دعا شارون إلى توثيق الروابط مع الشيعة، واقترح إعطائهم قسماً من الأسلحة كبادرة رمزية للشيعة، وقال: (لم أرَ يوماً للشيعة عَداءً لإسرائيل على المدى البعيد) [37].
فهل يمكن أن يضع اليهود السلاح بأيدي من يخافون سطوته؟!
وما يردده قادة الكفر بها؛ من نصرة القدس والعمل على تحرير الأراضي الفلسطينية، ما هي إلا أساليب دعائية فارغة، كأساليب القادة الخونة لا تنطلي على عاقل يعرف عقيدة التقية لدى الرافضة.
وقائد الثورة الرافضية المجوسية الإيرانية "الخميني" له تاريخه الأسود المليء بالكفر والإجرام [38]، وقد أدانه بها جماعات أهل السنة وأفرادهم.
ولرافضة إيران في "حركة أمل" الرافضية دور عظيم في قتل أهل السنة والفلسطينيين في المخيمات [39]، فالذي يكذب فعلهم ويصدق قولهم ويلجأ إليهم؛ يَصْدُقُ عليه قول القائل:
المستجير بعمرو عند كربته كالمستجير من الرمضاء بالنار
ومع وضوح عداوة الرافضة وقتلهم الفلسطينيين؛ نجد قيادة حماس يواصلونهم ويهاتفونهم، ولقد تشيع بعض أتباع حماس بسبب هذه المواقف الذابلة من الرافضة.
فقد هاتف خالد مشعل محمد علي البطيحي نائب الرئيس الإيراني ولقبوه بـ "السيد", وقالوا عن الخميني: (الإمام الخميني رحمه الله)، بل جعلوا حركتهم الابن الروحي له.
وقال خالد مشعل في محفل من محافل إيران: (ثم أتوجه بعد ذلك بالشكر الجزيل للجمهورية الإسلامية في إيران - قيادةً وحكومةً وشعباً - وأخص بالشكر القائد السيد علي خامنئي وفخامة الرئيس السيد محمد خاتمي وسماحة الشيخ مهدي كروبي... سماحة السيد علي أكبر محتشمي، سماحة العلامة السيد محمد حسين فضل الله)، والتقى مرة أخرى مع خامنئي ونجاد ورافسنجاني والإيرجياني وزير الخارجية ولقبو الجميع بالسيد.
ب) حزب الرافضة اللبناني [40]:
تعتبر لبنان من الدول التي يشتمل بنيانها الداخلي على عدة تيارات ويتكون من أحزاب متنوعة المشارب وجماعات متعددة الديانات، فهي نسيج متنافر، وكل طائفة من تلك الطوائف تود السيطرة على أوضاع البلاد وتسعى للهيمنة على الحكم فيه، لتبث ما تعتقده وتنشر ما تراه.
ولذا سعى الجميع لقمع الخصوم ومحاولة الإطاحة بكل من يحول بينها وبين تحقيق أهدفها وتحصيل مآربها.
والدولة هناك مستضعفة بين تلك الأحزاب، مما جعل موقفها يساعد على تصعيد الوضع لحد أن تُظهر الأحزاب التدريب والتسليح استعداداً لمواجهات مسلحة، وكان أتباع الأحزاب مختلطين.
وفي عام 1984م تقريباً؛ بدأت الأرض اللبنانية تقتسم بين الأحزاب، فيتكتل أنصار كل حزب في منطقة، وإن حصل اختلاط بين الكتل السكانية؛ فهو نسبي، وصار يتراءى ولو من بعيد لكل حزب حلم تكوين دولة له، ومن البديهي أنه لابد لتحقيق هذا الهدف وتحصيل هذا الحلم من مساند خارجي قوي.
وكانت العلاقة بين رافضة إيران ولبنان؛ قديمة ووطيدة، فهي على زمن الدولة الصفوية في مطلع القرن السادس عشر الميلادي.
وبعد الثورة الرافضية في إيران؛ اهتمت الثورة برافضة لبنان بحكم العلاقة القديمة من ناحية، ومن ناحية أخرى طبيعة شعب لبنان المتفكك، فرأوا أنها بوابة إلى بقية الدول العربية السنية والطريق الموصل للسيطرة عليها ونشر الإسلام الصحيح – بزعمهم - فيها ولذا وضعوا في حسبانهم تولي الحكم في لبنان، وذلك بشن هجوم مباشر على الحكم هناك.
يقول الخميني - الذي يعتبرونه نائب إمامهم المنتظر والذي لقوله قداسة وحرمة لا تقبل النقد ولا تخضع للتصحيح -: (النظام اللبناني غير شرعي ومجرم) [41].
ويقول الخامنئي: (من الضروري تسليم المسلمين الحكم في لبنان، كونهم يشكلون أكثر الشعب) [42] - ويقصد بالمسلمين الرافضة -
ولما كان الوضع اللبناني ضعيف البنية، كان فيه متنفس للفلسطينيين المنكوبين الذين اكتووا بنار العدو الصهيوني، وخُذلوا من قبل الحكام الخونة وتجار القضية الذين حفظوا حدود اليهود.
نزح من الأراضي الفلسطينية إلى لبنان قرابة 400 ألف فلسطينياً وسكنوا مخيمات داخل الأراضي اللبنانية, ولكن اليهود بحقدهم القديم وطبعهم اللئيم؛ لم يدعوهم في مهجرهم بل كرروا الاعتداءات عليهم, وكان من الطبيعي أن الدولة التي قبلت دخولهم تدافع عنهم، ولكن بحكم ضعفها وخنوعها؛ لم تحمهم، بل أذنت لهم وأعطتهم حق الدفاع عن أنفسهم، فالتف حولهم أهل السنة هناك، وكان من المحتمل أن تخرج مقاومة شرسة من تلك المخيمات وتزحف إلى اليهود من حدود لبنان غير المحصنة.
ولم يمر إلا وقت قصير حتى خُطط لقتلهم ودُبرت المكائد لإبادتهم، فكان من الخارج أمريكا وسوريا وفرنسا واليهود اللذين كلما أحسوا بخطر؛ ضربوا الشعب الفلسطيني ومن حوله، مما أثار الناس على الفلسطينيين وجعلوهم يستاءون من وجودهم، فصار أهل السنة من لبنانيين وفلسطينيين؛ يواجهون ما يأتيهم من الخارج وتدار عليهم رحى حرب في الداخل على أيدي ثلاث طوائف؛ المارونية النصارى، والدروز، والرافضة.
التي تمدها إيران وتمثلها "حركة أمل"، حاملة لواء الإجرام، والتي تهدف لإخراج وإبادة أهل السنة وحماية الرافضة هناك, وعملت عملها الإجرامي بأهل السنة من فلسطينيين وغيرهم.

ولما انتهى دور "حركة أمل" الرافضية هناك، شعر الرافضة بأن "أمل" بإجرامها ودمويتها لم تعد صالحة للقيام بالدور المطلوب، فأنشأوا حزباً أسموه "حزب الله" الذي انبثق من "حركة أمل" ولكن بوجه آخر، مظهراً أسلوباً مغايراً لأسلوب "حركة أمل"، والحقيقة أن رئيس الحزب حسن نصر الله متفق مع "حركة أمل" ومتعاون معها، بل إن الحزب متعاون مع اليهود، وقد ألقوا على عاتقه مسؤولية اللاجئين في صبرا وشاتيلا.
ومع هذا الإجرام؛ رفع الحزب شعار الجهاد والثورة ضد اليهود بلباس ديني مقدس، وانخرط الشباب الرافضي لطلب الموت لرؤية الحسين، واغتر بالحزب بعض أهل السنة فكالوا له الثناء، وواصلت إيران دعمها القوي معنوياً ومادياً وعسكرياً لهذا الحزب واعتبروه صفاً من صفوف دولتهم, فمركز قيادة الحزب هي السفارة الإيرانية؛ فحقيقة "حزب الله" أنه مؤسسة رافضية إيرانية بثوب لبناني.
ولابد لاستدرار الرأي العام وكسب تأييده؛ من الإصلاحات والإحسان، فقام الحزب في هذا المجال بأمور لا تستطيعها عادة إلا الدول، "هكذا يتبين الترابط المتكامل بين إيران الثورة و "حزب الله" وشيعة لبنان، فقد أصبحت إيران الأم الرءوم والمحضن الدافئ والمرعى الخصيب والنموذج الذي يتطلع إليه عموم الشيعة، فهي القبلة الدينية والسياسية لهم" [43].
قام قيادو "حزب الله" - كعادة الرافضة - باستعمال التقية التي يتدينون بها، فأظهروا خلاف ما يبطنون، فشرعوا يرددون ما تعشقه نفوس الجماهير من أُمنية تحرير القدس وضرورة إخراج المحتل، مع أن اليهود ما سكتوا عنهم إلا لعلمهم بزيف أقاويلهم وكذب دعاياتهم، ولقد استيقن اليهود واطمأنوا أن "حزب الله" سيصد عنهم أهل السنة.
حتى صرح "صبحي طفيلي" الذي كان مع الحزب: أن الحزب أصبح خفراً للحدود، وأنهم يعترفون بالكيان الصهيوني، وأن الحزب يسعى لكسح أي نشاط ضد إسرائيل [44].
وحينها لا يستغرب مع هذه الحقائق أن يقول "حزب الله": (أنه لن يكون عقبة في طريق السلام إذا لبى المصالح السورية واللبنانية).
ولما شعر النظام الحاكم في لبنان بضعفه وقوة هذا الحزب؛ تنادى طغاة الحكم في الدول العربية وعقدوا مؤتمراً بالطائف، فقضى بإنهاء حالة الفوضى وبسط نفوذ دولة لبنان على الأرضي غير المحتلة.
بعد هذا المؤتمر؛ تحرك "حزب الله" مندداً بذاك المؤتمر وقام بمظاهرات أظهرت ما تكنه صدورهم وما تخفيه ضمائرهم، شعار تلك المظاهرات: (الوهابيون رجس من عمل الشيطان... سننتقم من الوهابيين... لن تمر هذه الجريمة دون عقاب) [45].
هذا عمل "حزب الله"، وهذا قوله.
ولقد أصلت حركة حماس علاقتها بأولئك الأنجاس، واغتروا ببهرجهم، فقالوا؛ حماس و "حزب الله" يؤكدان ضرورة رفع درجة التعاون بينهما، ولقبوا حسن نصر الله بـ "السيد".
وقال عنه أحمد ياسين: (الأخ المجاهد... الأمين العام لـ "حزب الله"... حفظه الله... نطير إليكم وإلى كل رجال المقاومة البواسل... بفضل جهادكم وصبركم وثباتكم وإيمانكم... أن النصر دليل على صحة النهج وسلامة الطريق... أن النصر يمثل آية من آيات الله التي تؤيد بها جنده ويثبت بها أوليائه... في قلوب المؤمنين... الأخ المجاهد...).
وقالوا: (ضربات المجاهدين في "حزب الله").
وأثنت كتائب القسَّام ببيان منشور على "حزب الله" ووصفتهم بـ "المجاهدين".
وبعد هذا؛ لا يستنكر أن يعلن "حزب الله" أنهم جند عند حركة حماس.
ج) رافضة العراق:
لقد قرأنا كثيراً عن كيد الرافضة لأهل الإسلام ومدِّ يَد العون للعدو، وفَقِهنا كثيراً من القصص والوقائع التي حصلت منهم وسطرت على صفحات التأريخ، ولقد شاهدنا ما سمعنا وأبصرنا ما قرأنا؛ فما أن وطئت قدم العدو لبلاد الرافدين إلا والرافضة تتسابق في وضع أيديهم القذرة بيده المجرمة، وهم بذلك يكررون صورة واضحة عهدها أهل السنة منهم، وهي سعيهم للمكر والعمالة.
فقادوا ضربات عدة على أهل السنة، وساندوا العدو في حربه، مقابل فتات يقتاتونه من العدو وآمال ووعود وُعدوا بها، ولقد استغلهم العدو أيما استغلال.
ولما تكرر مكرهم وتعدى ضررهم وظهرت خيانتهم في بلاد العراق، وصاروا حجر عثرة في طريق طرد العدو، بل صاروا جذوراً لتثبيته وتعزيز موقفه؛ اتخذ المجاهدون هناك موقف الحزم والصرامة معهم، وجعلوهم ضمن العدو، فكرروا عليهم الضربات الموجعة ليقطعوا عليهم الطريق ويحولوا بينهم وبين ما يعملون.
وما أن سمعت حركة حماس بتلك التدابير المسددة الوقائية؛ إلا واستنكرتها، ووصفت الرافضة بأنهم إخوانهم، وشجبوا قتل "باقر الحكيم" الزعيم الرافضي، ووصفوا قتله بـ "الجريمة البشعة التي راح ضحيتها آية الله محمد باقر الحكيم"، وتألموا لذلك، وشددوا في إنكاره، كما استنكرت الحركة الاعتداء على النجف، وأعلنوا التضامن مع مقتدى الصدر وإخوانه.
ولما وقع حادث التدافع في إحياء ذكرى الإمام موسى الكاظم؛ عزوا المصابين، وقالوا: (أسفر عن استشهاد المئات... فإننا نتقدم بأحر التعزي من ذوي الضحايا الذين استشهدوا).

[30] ينظر كتاب عبد الله بن سبأ، لسليمان بن حمد العودة.
[31] ينظر كتاب بذل المجهود لإثبات مشابهة الرافضة لليهود.
[32] صب العذاب على من سب الأصحاب ص 445.
[33] الزندقة ص 33.
[34] ينظر كتاب التشيع بين مفهوم الأئمة والمفهوم الفارسي.
[35] ينظر كتاب أحوال المسلمين السنة في إيران وكتاب وجاء دور المجوس، المبحث الثالث, وكتاب نقد ولاية الفقيه.
[36] ينظر كتاب نقد ولاية الفقيه.
[37] مجلة البيان عدد 196 ص 68.
[38] ينظر كتاب لماذا أفتى علماء المسلمين بكفر الخميني, فقد أوضح كفريات الخميني. ولمحمد مال الله كتب وكتابات فضح فيها الرافضة عموماً والخميني خصوصاً.
[39] ينظر كتاب أمل والمخيمات الفلسطينية.
[40] هذا المبحث استخلصته من عدة كتب ومقالات, منها مجلة البيان الأعداد 142 - 146، وكتاب الانقلاب على الطائف، وكتاب الحرب الأهلية وتغيير البُنَى الاجتماعية والعقلية في لبنان، وكتاب سورية ولبنان، وكتاب دولة حزب الله، وكتاب قواعد جديدة للعبة إسرائيل وحزب الله، وكتاب أمل والمخيمات الفلسطينية. [41]
دولة حزب الله ص 342.
[42] المصدر السابق.
[43] البيان عدد 142 ص85.
[44] قواعد جديدة للعبة إسرائيل وحزب الله ص 27.
[45] مجلة البيان عدد 142 ص80.

طرابلسي
09-28-2007, 10:35 PM
الطواغيت
(2)

لقد نجح العدو - بعد تقسيمه للأمة - بوضعه عملاء، صاغهم بيده، وعملهم على عينه، حتى صاروا أوفياء بالقيام بما يمليه عليهم ويوحيه إليهم، فعاثوا في الأرض فساداً وتسابقوا لإرضاء أسيادهم وخدمتهم.

ففي بداية دخول اليهود لفلسطين كان الناس يظنون بأن بهم بقية خير.

فكان "حسن البنا" - مثلاً - يرقب الوضع من قريب، ويعرف جيداً هؤلاء العملاء ولكنه؛ "لم يكن يدور في خلد البنا أن السوء سيصل بالحكام العرب أن يوالوا أعداء الله ضد شعوبهم، ويتولوا بأيديهم عملية ذبح الشعب الفلسطيني في مجازر شهوات ساداتهم" [46].

وحينما قامت حركات المقاومة في أرض فلسطين ويمدها إخوانهم خارجها؛ تولى اليهود ضرب تلك المقاومة بالداخل، وتكفل هؤلاء الخونة بتصفية المؤيدين في بلدانهم.

فمثلا لمصر دور فعال في تصفية أنصار حماس القدامى - كالبنا -

وخياناتهم في تسليم الأراضي لليهود؛ لا تخفى, وأظهرها ما فعله الأردن [47].

ولما أراد الله كشفهم وبيان تضليلهم وإظهار حقيقتهم؛ جاءت سنة 1967م بأحداثها، فبدأت عوراتهم وانكشفت سوءاتهم، ونظرت الشعوب إلى خُوانها، ولسان حالهم يقول: "ليت الدول العربية ما دخلت فلسطين، لأنها دخلت لتسلم الأراضي لليهود وصيانة نبتتها الناشئة من أعاصير الرياح الإسلامية التي يمكن أن تقصف بها" [48].
ولما سقطت تلك الأقنعة البالية وتهاوت تلك الشعارات الجوفاء؛ "نفض الشباب في فلسطين المحتلة أيديهم من الأصنام التي تعلقت بها الأوهام، ويئس الجيل من الطواغيت التي عبدوها ردحاً من الزمن..." [49].

وما زال الطواغيت في غيهم يعمهون، فالتطبيع والسلام وخارطة الطريق؛ ما هي إلا سطور في منظومة الخيانة الكبرى.

فمع هذا الوضوح في الخيانة والظهور في العمالة، إلا أننا نجد حماس تتجاهل ذلك كله، وتريد أن ترجع الشباب للتعلق بالطواغيت الذين نفضوا أيديهم منهم قديماً.

فتقول لسوريا: (نجدد وقوفنا إلى جانب الأشقاء في سوريا - قيادة وشعباً -).



وقد رفضت الحركة الاعتداء على وزير الخارجية المصري أحمد ماهر، ووصفته بـ "السيد".

وفي رسالة بعثوا بها للقمة العربية المنعقدة في تونس، قالوا فيها: (أصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة الأمة العربية المحترمين... والله يحفظكم ويرعاكم ويسدد خطاكم).

هذه قفزات ومقتطفات من بيانات عدة كتبها قياديو حماس، تعلقاً منهم بهؤلاء الخونة.

[46] حماس لعبد الله عزام ص 64.

[47] حماس لعبد الله عزام ص 68.

[48] حماس لعبد الله عزام ص 44.

[49] حماس لعبد الله عزام ص 81

----------------------------------------------------------------
(3) النصارى
حينما بزغت شمس الرسالة المحمدية وأشرقت أنوار الدعوة الإسلامية؛ كشفت ضلال اليهود والنصارى وأبانت عورهم، فبدأ صراعهم معها، ولقد أزاح الله الستار وأماط الغطاء عما تحويه نفوسهم الخبيثة، وما تنطوي عليه ضمائرهم المنتكسة، فأنزل الباري سبحانه الآيات تلو الآيات توضح موقفهم المعادي من الدعوة وصاحبها ومن اعتنقها.
فمن خفايا نفوس القوم تفضيلهم للكفر والكفار على الإيمان وأهله، قال الله: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَؤُلاء أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً}.
ومنها؛ بذلهم ما يستطيعون لإضلال أهل الإسلام: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلاَلَةَ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّواْ السَّبِيلَ}.
وحينما يقرأ العبد بتدبر مثل هذه المواقف يعلم بالغ الحكمة من النهي المؤكد من توليهم والركون إليهم مهما كانت الأسباب والدواعي؛ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * فترى فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ}، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}.
فالعداوة بين الذين آمنوا والنصارى؛ معلومة، ومعرفتها من مسلمات الدين وضرورياته.
وقد تقدم في تأثر حركة حماس بالوطنية التي كسرت حواجز الولاء والبراء، وأباحت لهم التقائهم مع النصارى؛ أرضهم، وحولتهم من الأعداء إلى الإخوة.
ولم تكتف الحركة بهذا القدر من التذبذب والانصهار والتخلي عن المبدأ والتنازل عن المعتقد، بل ذهبوا لأبعد من هذا.
فعقب التفجيرات التي هزت مدينة لندن؛ تقدموا بخالص العزاء لأهالي وذوي المقتولين، بعد استنكار عظيم.
وزار وفد من حماس - برئاسة أسامة حمدان وعضوية علي بركة - "حزب الكتائب" اللبناني، لتهنئته لذكرى تأسيسه، مع أن هذا الحزب؛ نصراني الديانة ومتضلع بقتل الآلاف في صبرا وشاتيلا.
وحينما مات "البابا"؛ نشروا بياناً عزوا فيه الأمة النصرانية في داخل فلسطين وخارجها.

---------------------------
خاتمة
وبعد هذا البيان فهذه حركة حماس هل يرتقب العقلاء منها؛ أن تحق حقاً، وتبطلَ باطلاً، وتحرز نصراً، وتهزم عدواً، خاصةً وأن الحركة تَعتبر هذا الانحراف سياسةً أعطوها، وأيدلوجية يسيرون عليها، لا يصل إليها غيرهم ولا بعد عدة عقود من الزمان، كما في خطاب أحدهم الإنشائي، الذي تهجم به على تنظيم القاعدة... ذلك التنظيم الذي غزى أعظمَ القوى الغربية وجرَّها لخوض حربٍ معه، فألحق النكاية بها, وهو تنظيمٌ بدأ يعيد صفوفه ويرتب أوراقة معلناً للعالم أنه قوة قادمة تستمد تأييدها من الله سبحانه.
فقادت قيادي حماس سياستُهم الخرقاء التي اغتروا بها؛ إلى إظهار المخالفة لهذه القوة الفتية، التي أصبح أعداؤها يحاولون سحب أوراق عداوتهم لها، ويخفون بغضهم ويتحاشون الاصطدام المباشر بها.
وخطابهم هذا تعلُّقٌ؛ منهم بأذيال أمريكا، التي أضحى عملاؤها الأقدمون يتخلون عنها وينفضون من حولها, بل ويعلنون التمرد عليها.
عجل الله زوالها وعملائها، ونسأله سبحانه أن يرينا وإخواننا الحق حقاً ويرزقنا حبه واتباعه، ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا بغضه واجتنابه، ولا يجعله علينا ملتبساً فنضل.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

طرابلسي
09-28-2007, 10:41 PM
صهيب ..........!
أنت معاق
في البداية كنت أتسلى معك ولا أرد عليك بحدة بل بأسلوب فيه جانب اللين أحيانا
لقد ضقت ذرعا بفهمك السقيم وتحليلك البهيم وخلقك الرذيل
فهلاّ ففكت عني وخرجت من رأسي قليلا ..
بالمناسبة لتعرف أنك لا تحسن القراءة لأنك لا تقرأ وإذا حاولت أن تقرأ لا تفهم وإن فهمت أرجح بأغلبية ظن أنك لا تعمل
الموضوع بتاع توم أند جيري الذي تكلمت حوله رد عليك فخر بكلمة واحدة فقط فهل انتبهت لها
قال لك منقوووووووووووووووووووول هكذا ولم تفهما فمن أين آتيك بفهم وأنت قفل بسبع طقات
اخرج من راسي مش فاضيلك

صهيب
09-29-2007, 05:57 AM
صهيب ..........!
أنت معاق
في البداية كنت أتسلى معك ولا أرد عليك بحدة بل بأسلوب فيه جانب اللين أحيانا
لقد ضقت ذرعا بفهمك السقيم وتحليلك البهيم وخلقك الرذيل
فهلاّ ففكت عني وخرجت من رأسي قليلا ..
بالمناسبة لتعرف أنك لا تحسن القراءة لأنك لا تقرأ وإذا حاولت أن تقرأ لا تفهم وإن فهمت أرجح بأغلبية ظن أنك لا تعمل
الموضوع بتاع توم أند جيري الذي تكلمت حوله رد عليك فخر بكلمة واحدة فقط فهل انتبهت لها
قال لك منقوووووووووووووووووووول هكذا ولم تفهما فمن أين آتيك بفهم وأنت قفل بسبع طقات
اخرج من راسي مش فاضيلك


يا متحاذق

برزت الأخلاق الطيبة

تركت الجوهر وذهبت للقشور

طوم وجيري ليست إلا إشارة لشيخ يحتج على قناة يشاهدها وكان الحل بينه وبينها زر.

المأساة في أناس يدعون الدين والأمانة ويشككون في غيرهم بهوى

تتسلى معي: بماذا ؟بتكفير الناس . هذه لعبة لا ألعبها

هذا هو الغلو المهلك

والله ذم أهل الكتاب على ذلك فكيف يأتي الأمر ممن يدعون أنهم يملكون الحق وغيرهم على الضلال.

تجلسون على التلة وتصنفون الناس على هواكم .

وعندما تتكلمون يسمع الإنسان العجائب والغرائب.


أكيد سيكون فهمي ضعيف إذا كان الكاتب يدعي ما تدعي فيما يكتب

وضعتم في حماس كل شرور الأرض

تريدون أناسا يصفقوا لكم ونحن لم نتعود أن نكون أمعة والحق نقوله بإذن الله ولو عادينا أهل الأرض جميعا

هل حررتم قرية ؟
هل حررتم بلدا؟
هل حررتم إنسانا واحدا
لستم إلا مصائب تتكدس كل يوم على رؤوس العباد من جراء تصرفاتكم التي تعطي للأنظمة مزيدا من الحجج للتضييق على الناس .

لم نر وراءكم إلا ضحايا أبرياء يتساقطون بأي مكان مررتم.
طلبت مني وهذا حقك ولكن بعد أن


فهلاّ ففكت عني وخرجت من رأسي قليلا ..

تتوقف عن هذه التهافت والتشكيك بكل بذرة يرجى منها الخير وتدعي أن لا عصمة إلا لكم مع أنه لا عصمة إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم

حينها فقط سأنسى أن هناك شخصا اسمه الذي انت تحمله.

اعلم أن الإتهام ليس أيسر منه

وإذا أردت قلب الحقائق فما الذي يثبت أنك لست طابورا خامسا؟

هل عندك دليل تنفي فيه التهمة.

بسهولة يمكن أن تتهم

ولكن هل هذا مجد؟ أقول لك أن التهمة سهلة

وهل هل سألت نفسك يوما وأنت تضع نفسك فوق تلة الذين لا يأتيهم الباطل من بين أيديهم ولا من خلفهم
هل سألت نفسك أنك ستحاسب على هذا التكفير يوم القيامة
وماذا سيكون ردك حينها؟

قيل لكم : ياعباد الله اتقوا الله ولا تشككوا بإسلام المسلمين وإذا رأيتم في تصرفاتهم خللا فالنصيحة أولى ولكن أخذتكم العزة بالإثم

لو قارنت بين ما نقلت عن حماس وبين تصرف أكثر الحكام العرب شرا لوجدت أنهم برأيكم أفضل من حماس وأقرب إلى الإسلام منها حسب

حسبي الله ونعم الوكيل فيكم

وهل جعلوكم أوصياء على الناس؟

كيف حال عمو جعجع والبيك وليد وسعد وغيرهم لم نسمع منك ذم لهم

أوليس من حق أي واحد أن يقول حينها أنهم أحبابك؟ مجرد تساؤل

طرابلسي
09-29-2007, 04:28 PM
صهيب
رد على أصل الموضوع ولا ترد على شخصي المجهول
فهل يمكنك تبرير أفعالهم وأقواله أم لا
أما تكفير الناس فأنا كاذب بشريطة حمراء وإن كنت ابن أمك فعلا آتيني بكلمة واحد كنت قد كفرت بها أحد

اما رابط توم وجيري فهو من موقعك والذي أنت تحبه يا ذكي أم أنك لا تتابعه أيها المواطن الجديد صهيب!!!
http://www.aw6an.com/vb/showthread.php?t=1017

اما مسألة التفجيرا أعيد وأكررد أبحث في كل المواقع وتحت مسمى اسمي فإن وجدت كلمة واحدة قلت فيها أجيز مثل هذه التفجيرات فلك الحق في ذلك ولكنك لن تجد وحينئذ ستظهر جليا أمام البسطاء أنك جاهل ومفر أما من لديه علم فهو يعرف من انا :)

أما مسألة الحكام فاعلم يا هذا أني اتقرب إلى الله ببغضهم وبغض من يحبهم إياك ان تكون مخبرا بيننا لأسيادك الطواغيت في الجزائر
انتهى

صهيب
09-29-2007, 06:15 PM
صهيب
رد على أصل الموضوع ولا ترد على شخصي المجهول
فهل يمكنك تبرير أفعالهم وأقواله أم لا
أما تكفير الناس فأنا كاذب بشريطة حمراء وإن كنت ابن أمك فعلا آتيني بكلمة واحد كنت قد كفرت بها أحد

اما رابط توم وجيري فهو من موقعك والذي أنت تحبه يا ذكي أم أنك لا تتابعه أيها المواطن الجديد صهيب!!!
http://www.aw6an.com/vb/showthread.php?t=1017

اما مسألة التفجيرا أعيد وأكررد أبحث في كل المواقع وتحت مسمى اسمي فإن وجدت كلمة واحدة قلت فيها أجيز مثل هذه التفجيرات فلك الحق في ذلك ولكنك لن تجد وحينئذ ستظهر جليا أمام البسطاء أنك جاهل ومفر أما من لديه علم فهو يعرف من انا :)

أما مسألة الحكام فاعلم يا هذا أني اتقرب إلى الله ببغضهم وبغض من يحبهم إياك ان تكون مخبرا بيننا لأسيادك الطواغيت في الجزائر
انتهى

حسبي الله ونعم الوكيل


أما مسألة الحكام فاعلم يا هذا أني اتقرب إلى الله ببغضهم وبغض من يحبهم إياك ان تكون مخبرا بيننا لأسيادك الطواغيت في الجزائر
تهمة نحتسبها عند الله.

الرد يكون على اصل الموضوع لو كان كاتبه موجودا وإنما هنا الرد يكون على الناقل أم حتى هذه تحتاج إلى توضيح لتفهمها
أما موقع أوطان فقد دعيت من إخوة أعزاء لوجود ثلة من الروافض فيه .
ويحزنني أنك تكتب ولا تدري أنك تورط نفسك.
لنفرض أني على خطأ بدخولي هذا الموقع فما الذي أدلك إليه
أرأيت أنك مسكين في هذه
والمواقع يا أستاذ التي أدخلها كثيرة ولكن لا أدخل كل الأبواب وإنما ما أرى أنه مجد
ولكن حضرتك وصلت حتى إلى طوم وجيري.
وللأسف لم تفهم تعليقي ولن تفهم.
لاحظت من البداية أنك قلت منقول "والناقل متبن للفكرة" وما كان الأمر يحتاج نقلا .كما من الممكن أن تدعو إلى مقاطعتها لأنها تسيء .
وهل قرأت أول تعليق للأخ بلال.
أعلم أنك لن تفهم
هل اعترضت عليك يوما في كلامك عن الحكام؟

وهل الحكام محتاجين لأمثالي ليتجسسوا لهم في منتدى مفتوح؟

هل أقول سذاجة التفكير ؟

قلت لك من زمان"من مواضيع سابقة: الناقل مثله مثل الكاتب في المسؤولية سواء

فعندما تنقل فأنت تتبنى ما يقول الكاتب وإلا لأعرضت عنه"واضح"

من وضعكم لتحكموا على الناس ومن قال أن حكمكم سليم؟

ليس ضروريا أن تصرح بأنك مع تفجير الناس وإنما يكفي أن تكون قرينة أن تدافع على خط ينهج هذا المنهج

"تصور عصابة تقطع الطريق أبر لها أفعالها دون أن أشرك فيها.هل يعفيني هذا من أنني لا أختلف عنهم"

الأمر سيان فأنت عندما تنقل مقالات تكفر المجاهدين لأقوال مقتطعة من هنا وهناك ولا رابط زمني بينها وفي بعض الأحيان قيلت للإستهلاك الإعلامي

ألا تصبح أنت منهم وبأتم معنى الكلمة.

شمر على ذراعك وأرنا بطولتك في مواجهة الحكام أم نقول :مهادنة

أنت لا ينقصك هناك جعجع والبيك وسعد وووو

لم نسمع لك رأي فيهم

وأترك فلسطين "وتأكد أني لا أدعي أني أفضل منك ما دمت أنا أيضا متفرجا والشهداء يتساقطون ولكن عذري على الأقل أني لا أطعنهم في الظهر كما تفعل أنت وأمثالك.

الله يهديكم ويرفع عنكم غيمة الغلو والتعصب المهلكة وأن تأخذوا الأمور بيسر وروية

من هناك
09-29-2007, 06:55 PM
السلام عليكم،
انا اتساءل كل يوم عن سبب هذه الأخلاق الرمضانية المستعصية !!!!!

اتقوا الله في بعضكم

اخي طرابلسي،
إن الإتهامات التي وجهها الكاتب إلى حماس في الوطنية وحب ابي عمار والتودد إلى النصارى والشيعة و الطواغيت تنطبق تمام الإنطباق على من يتودد إليهم الكاتب ولكن من جهة اخرى.

انا اظن ان في المقالة إجحاف كبير جداً بحق حماس والموضوع من اصله مكتوب لغاية ما واسأل الله ان يجعل نية صاحبها إظهار الحق فيعينه الله على إيجاد الحق.

اخي صهيب،
حبذا لو تنسى الماضي ووتعامل مع الاخ الطرابلسي من خلال ما يكتب لا من خلال ما تظن انك تظنه فيه

طرابلسي
09-29-2007, 10:03 PM
صهيب
حلّ عني مش فاضيلك

بلال كلامك فيه وجهة نظر ولكن ليس الحقيقة الكاملة

اخي مقاوم سأزعجك مرة أخرى
أرجو منك تكرما إغلاق هذا الموضوع أيضا لأني سوف أرفق موضوعا آخر أبيّن فيه وجهة نظر أخرى كانت قد أفادتني فيها شيختي الفاضلة جزاه الله عني وعن المسلمين كل خير
ولهذا فقط ترجعت عن مثل هذه المواضيع

من هناك
09-29-2007, 10:33 PM
هل ادعيت انا يوماً انه لدي الحقيقة الكاملة؟


بلال كلامك فيه وجهة نظر ولكن ليس الحقيقة الكاملة


من يجرؤ على هذا الإدعاء اصلاً

مقاوم
09-30-2007, 02:47 AM
أخي طرابلسي،
لا أملك إغلاق هذا الموضوع لأنه ليس في قسمي. فأرجو توجيه الطلب لمشرفي
الصوت الحر أو المشرف العام.

صهيب
09-30-2007, 05:05 AM
صهيب
حلّ عني مش فاضيلك

بلال كلامك فيه وجهة نظر ولكن ليس الحقيقة الكاملة

اخي مقاوم سأزعجك مرة أخرى
أرجو منك تكرما إغلاق هذا الموضوع أيضا لأني سوف أرفق موضوعا آخر أبيّن فيه وجهة نظر أخرى كانت قد أفادتني فيها شيختي الفاضلة جزاه الله عني وعن المسلمين كل خير
ولهذا فقط ترجعت عن مثل هذه المواضيع


حلّ عني مش فاضيلك

وعدتك

عندما ترجع إلى الحق وتقوم بنقد ذاتي سأمدحك.
ولاحظ أني لم أتعرض لشخصك وإنما للفكر المطروح وهنا ليس لك أن تطلب ما طلبت فأنا لم أدخل إلى دفاترك الشخصية وإنما كان ردي على موضوع منقول في منتدى وبمجرد نقله يصبح ملكية للجميع.


سوف أرفق موضوعا آخر أبيّن فيه وجهة نظر أخرى كانت قد أفادتني فيها شيختي الفاضلة جزاه الله عني وعن المسلمين كل خير
ولهذا فقط ترجعت عن مثل هذه المواضيع

يحزنني أن تبدل آراءك بسرعة

فـاروق
09-30-2007, 05:09 AM
يا صهيب...

يعني ان لم يبدل رايه اتهمته انه متعجرف وان بدل رايه تهكمت به...

بالله عليك هل هكذا تكون الدعوة...او هكذا يكون النقاش....ام انه نمجرد تتبع مقالات وكلام الاخ لتسجيل النقاط

اما آن لهذه المناكفات ان تنتهي!!!

والا ساجد نفسي مضطرا لغلق وحذف كل موضوع او مشاركة من هذا النوع لاي عضو كانت

صهيب
09-30-2007, 05:17 AM
السلام عليكم،
انا اتساءل كل يوم عن سبب هذه الأخلاق الرمضانية المستعصية !!!!!

اتقوا الله في بعضكم

اخي طرابلسي،
إن الإتهامات التي وجهها الكاتب إلى حماس في الوطنية وحب ابي عمار والتودد إلى النصارى والشيعة و الطواغيت تنطبق تمام الإنطباق على من يتودد إليهم الكاتب ولكن من جهة اخرى.

انا اظن ان في المقالة إجحاف كبير جداً بحق حماس والموضوع من اصله مكتوب لغاية ما واسأل الله ان يجعل نية صاحبها إظهار الحق فيعينه الله على إيجاد الحق.

اخي صهيب،
حبذا لو تنسى الماضي ووتعامل مع الاخ الطرابلسي من خلال ما يكتب لا من خلال ما تظن انك تظنه فيه

أخي بلال
شكرا على النصح
ولكن

راجع ما كتبت فلن تجد أي إساءة مني نحوه رغم سبه وشتمه

أخي أنا لا أتعامل بناء على ما أظنه فيه ولكن وفق بناء معرفي متواصل.

سبق وأن قام بالشيء نفسه فيما سبق وعن حماس بالذات فإذا تكرر هذا التحامل وهذا التكفير

فما حكمك؟

صدقني ما كنت أظن يوما أنني أجد نفسي مدافعا عن أمر كهذا ولكني أرفض الغلو الأعمى والظلم والتشويه
حماس ليسوا ملائكة وعيوبهم وأخطاؤهم اكيد موجودة
ولكن أليس دور المؤمن النصيحة أم الهدم ؟

ولو رأينا صاحب المقال يسلط غضبه نحو الحكام والمتخاذلين الحقيقيين لصفقنا له ولكن أن يتغافل عن هذا وتنصب السهام السامة على أناس مازالوا إلى اليوم يدفعون الشهداء

فهذا هو الظلم في اعلى مظاهره

نسأل الله نور البصيرة

من هناك
09-30-2007, 03:33 PM
نسأل الله ان يمسح ما علق في قلوبنا من ادران ونحن بنعمة الله إخوان

طرابلسي
09-30-2007, 10:07 PM
صهيب كن على يقين وضعها حلقة بأذنك

ما قلته حول حماس لا أتراجع عنه كبر بل رددته بادلة شرعية وقناعة تامة وهذه القناعة لا تتبدل لدي
وقلت هذه الطرق التي تقوم بها حماس لا تحقق نصر ولا تميكنا بل ذلا وذيادة في الذل يجب عودته إلى الجادة الصحيحة فقلوبنا معهم فعلا وإن اضطر الأمر وسنحت الفرصة سيكون القلب بجانبه بحلمه وشحمه
اما تراجعي عن ذلك فهو أن مثل هذا النقد لن يفيدهم بشيء طالما كبر في رأسهم عدم السماع
والذي كتب المقال وأرفقته هنا
شتم في موقعهم واتهم بالفتحاوي كما اتهمتني ثم طرد مع العلم له أكثر من ألف مشاركة في موقعهم فما هكذا يكون النقاش من قبلهم

وقد انصحك بنصيحة واحدة إذا كنت تناقش الرافضة بنفس الأسلوب الذي كنت تنتهجه معي فاعلم يقينا هم يسرون جدا جدا بمثل هذه المناقشات ليبينوا لعوامهم كم أهل السنة نقاشهم متدني ولا يوجد لديهم حجة
طبعا إذا كان بالأسلوب الذي اتبعته هنا
لذا أنصحك أن تترك النقاش مع الروافض لمن يحسن فن المناظرة وإلا اتهمنا بالسطلنة وسوف يضحكون علينا كثيرا :)

لا تزعل كلمة حق أقوالها
انتهى
دخلنا بالعشر الأخير شو رأيك يكون الخطاب الآن ؟!

صهيب
10-01-2007, 02:44 AM
أرجو أن يتسع صدرك لملاحظاتي وكان في عزمي أني توقفت وكتبت لك في مكان آخر دعائي

ولكن اعذرني في توضيع بسيط وهادئ
لعلمك أني لست من حماس وبيني وبينها مسافات جغرافية ولكن مسافة الحق لا امتداد لها

ليست عندي مشكلة في ان توجه لي أي نقد تريد
وحتى لو كان للذات وليس للطرح فهذا لا يزعجني وتعودنا عليه وصارت لنا ولله الحمد حصانة فلا نتأثر

المشكلة في وضوح الرؤية.

المشكلة تبقى دائما في المنطق الذي ينظر به إلى ألأمور.

المشكلة في الذي يعتقد أنه المصيب وكل من حوله مخطئون.

المشكلة في الحكم على الناس من قناعات ذاتية.

لو رجعت إلى أول مشاركة لي في الموضوع لعلمت أني بدأت بالنصيحة ولكن ردودكم كانت في موقع المسفه فكان لا بد من جرعة تصعيد

وأنا لا أدافع هنا ولكن يسهل الهدم أمام البناء وأنت في اصرارك فيما سبق لا تعطي الصورة التي تنحو إلى النصح والإصلاح وإنما المتحامل الحاقد" ارجو أن يتسع صدرك لهذا" فالذي يترصد المواضيع التي نقلتها لا يخرج إلا بهذه القناعة

وبالتالي جاز لأي كان أن يوصف بأي وصف كان لأن الأمر لم يعد في باب النقد أو النصيحة وخاصة أن الأمور تؤخد بأشباهها ونظائرها في كثير.

عندما يكتب البوادي مليون مشاركة في منتداهم لا يعفي ذلك من أنه "أجرم " في لحظة معينة ولو كان في غير وقت لما حكم بنفس الحكم.

يكتب بوادي ما كتب ولكن في اللحظة التي يشتد فيها الصراع بين حماس وفتح يخرج بوادي عن المألوف ويأتي بمثل ذلك الموضوع في ذاك الظرف بالذات.

ما رأيك أنت لو تنصف مرة" في ظرفه وفي تشعبات الواقع

بالنسبة لي كحكم فردي: لن اتردد في تصنيفه إلا على فتح او الكيان الصهيوني

قد لا يعجبك هذا ولكن تقاس الأمور بمكوناتها.


ما قلته حول حماس لا أتراجع عنه كبر بل رددته بادلة شرعية وقناعة تامة وهذه القناعة لا تتبدل لدي [/QUOTE]
أي أدلة شرعية؟
هل بلغت درجة المجتهد؟ الواقع يفيد العكس خاصة وأن الشيخة غيرت رأيك .
أن لا تتراجع فذاك أمر يعنيك ولكن لا يعني عند الناس أنك على حق فكثير من الناس يبنون قناعاتهم على هواهم وعواطفهم

والحق لا مجاملة فيه "وبظني أني لم أر احدا في المنتدى ساندك فيما ذهبت إليه اللهم إلا إذا كانوا كلهم قصيري النظر ولا يقدرون على الحكم.

وأسأل : أي نهج تتبع حتى نفهم منطلق النظر والحكم لديك

قد تجيبني "القرآن والسنة" وحينها أقول لك : كل يدعي ذلك

وإنما أسأل عن الفكر والأطروحة

وإلا يصبح ما تقومون به ترفا فكريا


اما تراجعي عن ذلك فهو أن مثل هذا النقد لن يفيدهم بشيء طالما كبر في رأسهم عدم السماع

اسمح لي أن أشير إلى أن ما قالته الشيخة وقولك هذا متجافيان والمسافة بينهما كما بين الثرى والثريا.

ودقق فيما قالته وربما عدت بغير فهم.


وقلت هذه الطرق التي تقوم بها حماس لا تحقق نصر ولا تميكنا بل ذلا وذيادة في الذل يجب عودته إلى الجادة الصحيحة فقلوبنا معهم فعلا وإن اضطر الأمر وسنحت الفرصة سيكون القلب بجانبه بحلمه وشحمه

تناقض في نفس المكان.

كيف تكون إلى جانب من يتبع طريقا لا يحقق نصرا ولا تمكينا بل الذل وليس غير الذل

أرجو المساعدة لأفهم وربما كان فهمي بطيئا وقد استفدت هذه المعلومة منك في غير رد.

[QUOTE] لذا أنصحك أن تترك النقاش مع الروافض لمن يحسن فن المناظرة وإلا اتهمنا بالسطلنة وسوف يضحكون علينا كثيرا

لك ان تنصح وإذا اقنعتني فالكياسة تقول بالقبول

ولكن هل تقبل مني نصيحة بناء على نصيحتك

تواضع قليلا واترك الناس يقيمونك ولا تحكم على نفسك فحينها يأخذك الغرور والعياذ بالله وما وضع التواضع في شيء إلا زانه

هذه بعض الملاحظات أرجو أن يتسع لها صدرك بدون تشنج أو رد فعل غاضب ويعلم الله أني ما قصدت إلا خيرا.

وأما بالنسبة للعشر الأواخر

فالله تعالى وبإذنه موجود معي طوال السنة ولا أعبده مناسبات .

صحيح أن الإجتهاد في التقرب يزيد في هذا الشهر ولكن لا يمنع ذلك من الشدة في الحق.

ختاما أقول لك

هداني الله وهداك وغفر لي ولك وتجاوز عنا جميعا ولا أنسى إخوتنا في المنتدى ومن يدري لعها تكون ساعة استجابة

طرابلسي
10-01-2007, 04:54 AM
أحسنت الرد بارك الله فيك
ولكن للتوضيح فقط لعلمي أن لا تنتبه كثيرا لما أكتبه بين السطور
قلت
وقلت هذه الطرق التي تقوم بها حماس لا تحقق نصر ولا تميكنا بل ذلا وذيادة في الذل يجب عودتهم إلى الجادة الصحيحة فقلوبنا معهم فعلا وإن اضطر الأمر وسنحت الفرصة سيكون القلب بجانبه بحلمه وشحمه


أرجو تكون قد فهمت المعنى أي ( عين عودتهم )
بارك الله فيك وأرضاك وجعل الجنة متقلبك ومثواك
والله من وراء القصد

صهيب
10-01-2007, 05:56 AM
أحسنت الرد بارك الله فيك
ولكن للتوضيح فقط لعلمي أن لا تنتبه كثيرا لما أكتبه بين السطور
قلت
وقلت هذه الطرق التي تقوم بها حماس لا تحقق نصر ولا تميكنا بل ذلا وذيادة في الذل يجب عودتهم إلى الجادة الصحيحة فقلوبنا معهم فعلا وإن اضطر الأمر وسنحت الفرصة سيكون القلب بجانبه بحلمه وشحمه


أرجو تكون قد فهمت المعنى أي ( عين عودتهم )
بارك الله فيك وأرضاك وجعل الجنة متقلبك ومثواك
والله من وراء القصد
يا عفاك الله .
إضافتك "يجب عودتهم إلى الجادة الصحيحة" التي تبتغي بها شرح ما بين السطور محل نظر.
لو طلبنا من الإخوة وضع عبارة محل عبارتك لرأيت عشرات الجمل المختلفة
وبظني أنت أقدر من أن تسأل توضيحا
وما الجادة الصحيحة؟
ما بقي عالقا بذهني هو دخولهم إلى البرلمان"إذا لم تخني الذاكرة" فهل يكفي خروجهم منه (عودتهم إلى الجادة الصحيحة)
والبرلمان ذهب في خبر كان

طرابلسي
10-01-2007, 08:49 AM
wp
صح ياشاطر وهل خرجوا من البرلمان !!!!!!!
إذن انا معهم قلبا وقالبا وتسلملي عيونك ما احلاك صهيب
صافية يا لبن !!!!!

nawwar
10-01-2007, 09:55 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.........

كم وكم سمعنا عن حماس وقيادتها وتألفت قلوبنا حولها......
فلما دخلت حيز السلطان أرسل اليهود علينا القيان والجواري ليغنوا لنا في مثالب حماس...
ولا يخفى عل خافي لم ......
إنه الخوف والرهب والرعب من صوت الاسلام الذي ارتفع برغم الأعادي...

ومن منا بلا خطأ..ونحن لا نسوّغ لهم فعل الأخطاء ولكننا كذلك لا نتصيدها.......
ونقول كما قال غيرنا اللهم سدّد خطاهم.......وكحّل عيون المسلمين بنصرهم......وأيّدهم بنصرك يا عزيز يا جبّار......واشف قلوب المؤمنين بغزواتهم.......

ما رأيكم إخوتي أن نقيم لهم في العشر الأخير مجلس دعاء لهم في صلواتنا بدل التصيّد والذمّ والتلبيس......

اعذروا ......نوار ......
لم أصدّق للحظة ما قرأت......"أناس من جلدتنا ويتكلمون بألسنتا".بأبي أنت وأمي يا رسول الله ....هذا هو زمانها.......

ولا أتهّم أحدا بشيء ولكن علنا كثيرا أن نتروى فيما ننقل......

صهيب
10-01-2007, 03:17 PM
wp
صح ياشاطر وهل خرجوا من البرلمان !!!!!!!
إذن انا معهم قلبا وقالبا وتسلملي عيونك ما احلاك صهيب
صافية يا لبن !!!!!

بالنسبة لي ولله الحمد دائما صافية لبن
وحدتي لا تعني أبدا موقفا شخصيا وإنما مجرد شدة في الدفاع عن أمر أراه حقا ويشهد الله على ذلك
ولكن سيظل غصة في حلقي وألما في النفس التسرع في الحكم

كيف أجرؤ على الحكم بالضلال على انسان لمجرد دخوله البرلمان.

ولو قسنا: لكفرنا كل الحركات والجماعات الإسلامية التي دخلت البرلمان"في مصر والمغرب والجزائر وموريطانيا والأردن وباكستان وووو.

وماذا تركنا؟

لن يبقى إلا أنا وأنت

أظن أني سألتحق بهم


سلام حبيبي

طرابلسي
10-01-2007, 08:56 PM
ولكن سيظل غصة في حلقي وألما في النفس التسرع في الحكم

كيف أجرؤ على الحكم بالضلال على انسان لمجرد دخوله البرلمان.

ولو قسنا: لكفرنا كل الحركات والجماعات الإسلامية التي دخلت البرلمان"في مصر والمغرب والجزائر وموريطانيا والأردن وباكستان وووو.

وماذا تركنا؟





أنصحك بقراءة الكتب التي تتكلم عن الولاء والبراء
وأيضا انصحك أن تقرأ تفسير قوله تعالى : فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله


ثم إن دخول الحركات لا يعني أنهم كفروا !!!!
فمثل هذا الفهم يحتاج إلى تدبر وإعادة نظر فقد جانبت الصواب

أما كل الحركات المسمات إسلامية والتي تعمل على الأرض ما هي إلا أبواق لمصالحها الذاتية أو الخارجية إلا من رحم الله منهم ومن رحم الله منهم قليل

أما دخولهم في البرلمان فلا يوجد هناك (من رحم الله منهم ) فكلهم وقع بالخطأ والخطأ الفادح وإياك أن تقول كفرتهم وإلا سأزعل منك بجد


واخيرا وليس بيننا أخير انصحك بإعادة برمجة عقيدتك على ضوء الولاء والبراء من الأصل العظيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه
كتاب وسنة
ويمكنك الاستعانة بسلف الأمة فهو أسلم لك

والله من وراء القصد

صهيب
10-02-2007, 04:54 AM
أنصحك بقراءة الكتب التي تتكلم عن الولاء والبراء
وأيضا انصحك أن تقرأ تفسير قوله تعالى : فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله


ثم إن دخول الحركات لا يعني أنهم كفروا !!!!
فمثل هذا الفهم يحتاج إلى تدبر وإعادة نظر فقد جانبت الصواب

أما كل الحركات المسمات إسلامية والتي تعمل على الأرض ما هي إلا أبواق لمصالحها الذاتية أو الخارجية إلا من رحم الله منهم ومن رحم الله منهم قليل

أما دخولهم في البرلمان فلا يوجد هناك (من رحم الله منهم ) فكلهم وقع بالخطأ والخطأ الفادح وإياك أن تقول كفرتهم وإلا سأزعل منك بجد


واخيرا وليس بيننا أخير انصحك بإعادة برمجة عقيدتك على ضوء الولاء والبراء من الأصل العظيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه
كتاب وسنة
ويمكنك الاستعانة بسلف الأمة فهو أسلم لك

والله من وراء القصد


لعلمك لا أرفض أي نصيحة ولكن بشرط أن تكون نافعة وليست في قالب متحجر.

ولكن بالمقابل نصيحة : العقيدة لا تبرمج وأكبر خطر عليها الإنغلاق والتقوقع في أطر متحجرة تضر ها ولا تنفعها

هلا حددت موقعك حتى نستطيع أن نتحاكم على ضوء الشرع

إذا كانت كل الحرات الإسلامية خارجة "افتراضا "عن عقيدة الولاء والبراء فما الذي بقي؟

أخشى ان تجد نفسك وحدك على عقيدة الولاء والبراء والبقية باعوا دينهم لمصالح دنيوية.

ربما الحركات الأخرى غير الإسلامية هي التي على حق.

آسف لم أجد أحدا غير هذه الأخيرة أضعها في خانة الإسلام بعد أن كنست الجميع

صقر الجنوب
10-02-2007, 05:42 PM
السلام عليكم،
انا اتساءل كل يوم عن سبب هذه الأخلاق الرمضانية المستعصية !!!!!

اتقوا الله في بعضكم

اخي طرابلسي،
إن الإتهامات التي وجهها الكاتب إلى حماس في الوطنية وحب ابي عمار والتودد إلى النصارى والشيعة و الطواغيت تنطبق تمام الإنطباق على من يتودد إليهم الكاتب ولكن من جهة اخرى.

انا اظن ان في المقالة إجحاف كبير جداً بحق حماس والموضوع من اصله مكتوب لغاية ما واسأل الله ان يجعل نية صاحبها إظهار الحق فيعينه الله على إيجاد الحق.

اخي صهيب،
حبذا لو تنسى الماضي ووتعامل مع الاخ الطرابلسي من خلال ما يكتب لا من خلال ما تظن انك تظنه فيه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


انا معك اخي بلال في كل حرف كتبته
مع ملاحظة بسيطة ارجو ان لا تؤلم ناقل الموضوع
وهي
ان الملاحظ ان الاخ طرابلسي ليس كاتبا
بل اني اراه يميل الى النقل الموجه
ويميل الى الطعن في المسلمين بغطاء ظاهره الاسلام وباطنه في علم الله
ونتمنى ان نرى قلمه ونقله وافكاره موجهة لخدمة المسلمين
وان يسخر نعم الله التي حباها له
لكشف اعداء الاسلام ومن والاهم
ومن سار على نهجهم وكشف مؤامراتهم ومخططاتهم على المسلمين
بدلا ان يخدمهم تلك الخدمات الجليلة المجانية
وبدلا من ان يضع نفسه تحت الشبهات بنقله للمواضيع المشبوهة والتي لا يجهل اهدافها مسلم
والملاحظ ايضا ضحالة العلم الشرعي عند الاخ طرابلسي وهذا يتضح من خلال اجاباته على مداخلات الاخوة .
هدانا الله واياه واصلح حاله وحال المسلمين

حبذا لو تكون الردود على الموضوع بعد شهر رمضان ان شاء الله
و ارى ان نستغل اوقاتنا في شهر رمضان الكريم في طاعة الله وعبادته

تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

طرابلسي
10-02-2007, 10:20 PM
بلال ... يبقى هذا رأيك ووجهة نظرك ولكنك لو فندت الأقوال جيدا لعلمت إلى ماذا أصبو
بالعموم نحترم رأيك ووجهة نظرك دون إلزام منك ويمكنك أيضا أن أن تبتعد عن مواضيعي إن شعرت بأي انزعاج فانا لا أبغي رضاك ورضا الناس بل أبغى مرضات الله وكلناخطاء وخير الخطائين التوابون حين ينصح لهم بدليل شرعي لا برأي مجرد .

الأخ صهيب ..... إذكرك بقول الله تعالى ( إن إبراهيم كان أمة قانتا لله ولم يك من المشركين )
وكما قال ابن مسعود رضي الله عنه ( الجماعة ما وافق الحق ولو كنت وحدك ) فاعرض مبادئك على الكتاب والسنة وانظر من أي الفرق أنت

الأخ صقر الجنوب ...... أكاد أجزم أنك لا تقرأ جيدا او بالأحرى لا تتابع ما اكتب حتى قلت أني شاطر بالنقل :)
بالعموم طالما أنك عالما كما تبين لك أن غيرك ليس كذلك وإلا كيف عرفت
يمكنك إيجاد أكثر من 500 مشاركة على مدار 5 سنوات مع العلم النقل لا يستلزم كل طول هذه المدة بأشهر قليلة ويمكنك أن تصبح صاحب المئة ألف مساركة :)
فإن وجدت بين مشاركاتي ما يفيد مخالفة شرعية او تكفير صريح كما يحب ان يفهمه البعض
فتفضل وناقش بعلم في أي كلمة قلتها خارج الكتاب والسنة يا بارك الله فيك
وهو كما تفضلت بعد رمضان إن احيانا الله تعالى ..ولديك متسع من الوقت في البحث والتنقيب في مشاركاتي عن أي زلة إن وجدت
والله من وراء القصد .

من هناك
10-02-2007, 10:36 PM
على اي مشاركة لي ترد بهدا الكلام؟؟؟
اخي عمر،
يبدو ان الصيام اثر عليك. ما رايك ان اعزمك على شي كباية توت بتروق الأعصاب وبعدين بنتناقش



بلال ... يبقى هذا رأيك ووجهة نظرك ولكنك لو فندت الأقوال جيدا لعلمت إلى ماذا أصبو
بالعموم نحترم رأيك ووجهة نظرك دون إلزام منك ويمكنك أيضا أن أن تبتعد عن مواضيعي إن شعرت بأي انزعاج فانا لا أبغي رضاك ورضا الناس بل أبغى مرضات الله وكلناخطاء وخير الخطائين التوابون حين ينصح لهم بدليل شرعي لا برأي مجرد .

طرابلسي
10-02-2007, 10:48 PM
السلام عليكم،
انا اتساءل كل يوم عن سبب هذه الأخلاق الرمضانية المستعصية !!!!!

اتقوا الله في بعضكم


بداية أقول اللهم اجعلنا من المتقين

لأجل هذا يا اخي ولا أقبل لك أن تصبح من المطبلين ولا تنقد بدليل بل لمجرد رأي وورع عجيب في غير مكانه الصحيح !

ولأجل هذا أربأ بك أن تضعني ضمن ذاك الصنف المتنطع
فخلقي حسن ولله الحمد مع الفهمانين ومتشدد مع المتنطعين ومقاتل مع المعتدين
وهادئ مع المتعلمين ولكل لحية مشط فلنضع كل نقطة وفاصلة في مكانها الصحيح
وفيصل كل هذا وذاك مزاح بسيط لأخ كريم :)

وخلاصة الكلام الذي أدين الله به وتراجعت عن إشهاره على الملأ
حماس ضلت الطريق فلا معية ولا نصر ولا تمكين إلا إذا عادت إلى النهج القويم
نهج محمد وصحبه أجمعين
والحمد لله رب العالمين
والله من وراء القصد

طرابلسي
10-02-2007, 10:55 PM
اخي عمر،
يبدو ان الصيام اثر عليك. ما رايك ان اعزمك على شي كباية توت بتروق الأعصاب وبعدين بنتناقش

نادني بكنيتي التي أعتز بها بين أحبابي وأصحابي ( أبو عمر )
اما كباية التوت فلا أقبلها إلا على حسابي وعشرة معها
هكذا علمني شيخي خليل حيدرية ان لا أقبل فنجان قهوة أو كوب عصير إلا وأدفع ثمنه مسبقا :)

صهيب
10-03-2007, 05:07 AM
بلال ... يبقى هذا رأيك ووجهة نظرك ولكنك لو فندت الأقوال جيدا لعلمت إلى ماذا أصبو
بالعموم نحترم رأيك ووجهة نظرك دون إلزام منك ويمكنك أيضا أن أن تبتعد عن مواضيعي إن شعرت بأي انزعاج فانا لا أبغي رضاك ورضا الناس بل أبغى مرضات الله وكلناخطاء وخير الخطائين التوابون حين ينصح لهم بدليل شرعي لا برأي مجرد .

الأخ صهيب ..... إذكرك بقول الله تعالى ( إن إبراهيم كان أمة قانتا لله ولم يك من المشركين )
وكما قال ابن مسعود رضي الله عنه ( الجماعة ما وافق الحق ولو كنت وحدك ) فاعرض مبادئك على الكتاب والسنة وانظر من أي الفرق أنت

الأخ صقر الجنوب ...... أكاد أجزم أنك لا تقرأ جيدا او بالأحرى لا تتابع ما اكتب حتى قلت أني شاطر بالنقل :)
بالعموم طالما أنك عالما كما تبين لك أن غيرك ليس كذلك وإلا كيف عرفت
يمكنك إيجاد أكثر من 500 مشاركة على مدار 5 سنوات مع العلم النقل لا يستلزم كل طول هذه المدة بأشهر قليلة ويمكنك أن تصبح صاحب المئة ألف مساركة :)
فإن وجدت بين مشاركاتي ما يفيد مخالفة شرعية او تكفير صريح كما يحب ان يفهمه البعض
فتفضل وناقش بعلم في أي كلمة قلتها خارج الكتاب والسنة يا بارك الله فيك
وهو كما تفضلت بعد رمضان إن احيانا الله تعالى ..ولديك متسع من الوقت في البحث والتنقيب في مشاركاتي عن أي زلة إن وجدت
والله من وراء القصد .

لا فائدة إذا كانت النظر محصورا في فارغ الزوايا

فـاروق
10-03-2007, 05:11 AM
الموضوع طلعت ريحتو....

خلصنا يا شباب.....كفانا مشاحنات