تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : " بن لادن 2 - شاكر العبسي"



ابو حسين
09-19-2007, 10:43 AM
" بن لادن 2 - شاكر العبسي"



http://www.aljazeeratalk.net/forum/upload/1/1189497441.jpg


مريم عيتاني – الجزيرة توك – بيروت


تبدو العناوين أشبه بالفيلم السينمائي.
والمضمون لا يختلف كثيراً. فما شاكر العبسي إلا اعادة انتاج لفيلم آخر، بن لادن.
وشاكر العبسي وبن لادن هما في هذا المقال ليسا الأشخاص. هما الأسماء. فأنا لا أعرف ما
إذا كان أي منهما حقاً موجوداً أو وجد يوماً ما أو قام بالذي قيل أنه قام به.
شاكر العبسي و بن لادن، اسمين. كل له تاريخه. شاكر العبسي، النجم المحلي مقارنة
بـ "بن لادن" النجم العالمي بماضيه الحافل. أقصد، بماضي اسمه الحافل.


هل وجد شاكر العبسي مقتولا أم لم يوجد؟ هل هرب أم قتل؟ ولماذا تثار الضجة مجددا حول
نتيجة فحص الـdna ؟


ربما يحتاجون للبحث عنه مجدداً في "مكان" آخر؟


هكذا دخل الأمريكان أفغانستان والعراق. وهكذا دمر مخيم نهر البارد، وإذا، إذا ما فشل المحققون
من التأكد من جثة شاكر العبسي، أو بالأصح إن "رغبت" الأجندات الخارجية في عدم ايجاده للبحث
عنه في أماكن أخرى "تهمهم" فهل ستسيل الدماء مجددا وتستنزف قوى الجنود اللبنانيين مجددا
في حرب لا نتيجة لها إلا تأجيج الحساسيات بين الفلسطينيين واللبنانيين؟ الأول يخسر بيته
ويتشرد والثاني يخسر أصدقاءه وشبابه المجندين الذين لا حيلة لهم الا طاعة أوامر القادة لكسب
لقمة عيشهم.


http://www.aljazeeratalk.net/forum/upload/1/1189497561.jpg


مسرحية لا يعرف أحد كواليسها ولا كيف بدأت ومن أين، اللهم إلا مؤلفيها، الذين أشك في
أنهم يعرفون كيف ستنتهي. فاللعبة "القذرة" التي بدأوها دخلت فيها الكثير من العوامل التي لم
تكن في الحسبان. و"دولة الخلافة" فكرة انجذب اليها الكثير من الشباب من أبناء البيئات الصعبة
أو المتخلفة، وأحيانا المتعلمين. جذبوا بوسائل متعددة ورأوا في العنف والقتل متنفسا لما عانوه
طيلة العقود الماضية من ظلم وقمع وتهميش وتخلف في "ديكتاتورياتنا" العربية؛ فحتى الطفل
الصغير يعرف القاعدة: الضغط يولد الانفجار.


واللعبة كبرت والممثلين اختلطوا بين ممثل يدرك أنه جزء من اللعبة أو جنّد لهذا، وبين ممثل
"مؤمن" بدوره ويعيشه دون أن يدرك أنه جزء من لعبة. وعندما اختلط الممثلون صار المؤلف
عاجزا عن ايقاف المسرحية أو انهاء أية مشهد بالطريقة التي يريد.


هكذا يخلقون الفوضى في عالمنا. لا يأبهون بكل الخسارات الحقيقية، بالأهل والأولاد والأصدقاء
والأملاك، فما نحن الا جزء من المشهد. ان فشلت اللعبة سيحترفون لعبة أخرى وسيتركون
الفوضى تأكل المكان وتأكل "الدمى" التي صنعوها أو تلك التي انقلبت عليهم.



فنّ جديد، اسمه "الارهاب". يعرضونه في كل الدول العربية والاسلامية. عروض تتراوح في
حجمها وكبرها و"حرفيتها". وتغلق الستارة عند كل عرض بالنهاية ذاتها: خسارات جديدة
وتشويه أكبر لصورة المسلمين والعرب.


http://www.aljazeeratalk.net/forum/upload/1/1189497657.jpg


يعرضونه هم. من هم؟ لا نعلم. لكننا للأسف الأدوات. وفي الفيلم الذي كان ضربة الموسم، شاكر
العبسي، تجسدت الصورة الكاملة للفوضى التي يخلقون فيخلطون الصور بين الجناة والضحايا،
والحقيقة المرة أن كل من على المسرح ضحايا، والجناة الحقيقيون مجهولون. من يدري، لعلهم
يحضرون لنا فيلما للأيام القادمة. مغامرة جديدة للبحث عن شاكر العبسي. أسماء وأسماء.
ووجوه تظهر لتؤدي الدور عن وجوه مختفية، أو عن أسماء وجوه أخرى. لكن اللعبة لن تبقى
هكذا إلى الأبد. وغداً حين ستنتهي، ستبدو وجوه المجرمين الحقيقيين عارية وسيعرف العالم
أسماءهم.


ولن تدوم طويلاً. هذا ما نتمناه